من الأمور البديهية حقيقة انه لا يجوز لك، فيما لو أردت ان تلعب كرة قدم ضد فريق تطمع في الفوز عليه، ان تحضر معك فريقاً مكوناً من لاعبي كرة سلة يجيدون استخدام الايدي ـ لا الأرجل ـ في الملعب، وأمر كهذا ان جربته مرة فلا يجوز أن يجرب مرة أخرى.
ثبت ضمن الخيارات الوزارية المتتالية أن هناك وزراء غير ملائمين أو مناسبين على الاطلاق للعمل السياسي الديموقراطي القائم على الحوار والتنظير والتفكير وخلق الحلول المناسبة لكل معضلة ومن ثم علينا هذه المرة البعد عن الاختيار القائم على معطى الصداقة والمعرفة الشخصية.
فقد أثبتت الازمات المتتالية فشل امثال هؤلاء الوزراء ممن يعاد توزيرهم عادة طبقا للمبدأ الذي اخترعه المشير عبدالحكيم عامر والقائل ان الثقة تقدم على الكفاءة وان للمسؤول أن يخطئ ويستمر في تكرار اخطائه دون محاسبة حتى يغرق البلد أو يتوفاه الله.
ان هناك حاجة ماسة لإعادة النظر في كيفية تشكيل الوزارة القادمة منعا للمشاكل، وان يتم خلق مستودع للمعلومات يوفر اسماء الاكفاء ممن يمكن توزيرهم بعد القيام بسلسلة لقاءات شخصية يشرف عليها مختصون، وذلك لأخذ موافقتهم على المشاركة الوزارية وللاستماع لخططهم المستقبلية ومعرفة مدى استعدادهم للدفاع عن تلك الخطط تحت قبة المجلس وفي المنتديات الاعلامية.
ولصمت المسؤولين أسباب غير وجيهة عديدة، فالبعض يريد أن يأكل من بلح الحكومة وعنب المعارضة في الوقت ذاته، لذا يتعمد الصمت غير الحميد عند وقوع عمليات التسخين السياسي، مما جعل الحكومات المتتالية تخسر الدعم الشعبي ويستأسد عليها بعض النواب بالتبعية حتى ينتهي الحال إما بحل المجلس أو استقالة الحكومة.
آخر محطة:
يصرخ البعض: «لا للمحاصصة» إلا أنه يصبح أول الصارخين والمعارضين فيما لو تم الاستماع لنصيحته ولم يتم توزير أحد من جماعته، ان المحاصصة لا تضر بذاتها فيما لو تم اختيار الاكفاء من كل انتماء سياسي أو شريحة اجتماعية.