مع انتهاء الانتخابات الأميركية والفوز التاريخي للسيناتور أوباما ينتهي دور الرئيس جورج بوش ويبقى تأثير أعماله وقراراته قائما في العالم أجمع، وللبعض بالتأكيد مآخذ كثيرة عليه، الا اننا في الكويت والعراق ودول الخليج لا ننسى له ولوالده الرئيس جورج بوش الأب الأعمال الجليلة التي قاما بها ونود أن ترسل له طائرة خاصة في وقت لاحق لاستضافته وزوجته المحبة للكويت في بلدنا كما جرى الحال مع والده.
ففي عهد بوش الأب تم رسم خط في الرمال لمنع الطاغية صدام من البقاء في الكويت ومنع جيشه المليوني من استكمال مسيرته واحتلال منابع النفط في الجزء الشرقي من السعودية ثم ابتلاع البحرين وقطر والإمارات حاله كحال الطاغية هتلر في أوائل الحرب الكونية الثانية.
أما ما قام به الرئيس بوش الابن فلا يقل انجازا عن والده، حيث ساهم في إسقاط احد اكثر الانظمة قمعا وتخلفا وإساءة لصورة الإسلام الناصعة في التاريخ ونعني نظام طالبان، ثم ألحقه بإسقاط نظام صدام القمعي، وتنفس الشعب العراقي ـ بعد طول عناء ـ الهواء النقي، وأصبحنا في الكويت والخليج آمنين على مستقبل اجيالنا المقبلة، والفضل في ذلك بعد الله للرئيس جورج بوش.
إن سقوط الرئيس بوش يعني انحسارا «مؤقتا» للتوجه اليميني المحافظ في الولايات المتحدة والذي تمثله اجتماعيا الكنائس وكبار السن ورجال الأعمال، وجغرافيا ولايات الجنوب والوسط، لحساب التوجه الليبرالي واليساري الذي تمثله اجتماعيا الأقليات الدينية والعرقية ورجال النقابات والشباب، وجغرافيا ولايات الشمال والغرب.
ولا شك في ان الاوضاع المالية العامة والهزات الاقتصادية المتتابعة قبيل الانتخابات من ارتفاع جنوني لأسعار الوقود وأزمات العقار والبنوك وبطاقات الائتمان اضافة الى تحرك شباب «نبيها خمسين ولاية لصالح أوباما» وقيامهم بعمليات تسجيل ونقل أصوات ضخمة للولايات المتأرجحة، كل ذلك قد حسم الأمر وأهدى الفوز التاريخي للرئيس المفوّه باراك أوباما.
لقد تمنى العالم وبعض الجيران فوز أوباما وحدث ما تمنوه، ونستغرب في هذا السياق ممن يشجع فوز الاقليات في اميركا ويقمعها في بلده ومن يعجب بالحريات العامة والدينية وبناء دور العبادة هناك ويمنعها هنا ونقصد بـ «هنا» دول العالم الثالث، ويتبقى ان برغماتية اوباما لن تمنعه من إظهار أنيابه والقيام مستقبلا بعمليات عسكرية في مناطق مختلفة في العالم والخليج على رأسها.
آخر محطة:
(1) قد يوجه الرئيس اوباما جل جهوده الخارجية لحل مشاكل القارة الافريقية كالسودان والكونغو والصومال وزمبابوي (لديهم صدام آخر يدعى موغابي) وكينيا على حساب مشاكل الشرق الاوسط.
(2) الصورة المعبرة التي نشرتها بالأمس الزميلة «الرؤية» لأوباما وهو يلبس الدشداشة الكويتية والغترة والعقال جعلته أشبه بالمطرب الأسمر خالد الملا.