في قياس مصالحنا الأمنية والاقتصادية، المرشح ماكين هو الأصلح والأنفع للخليج وللعرب بالتبعية وقد حذر في لقائه مع جماهيره في فلوريدا من سياسة أوباما الهادفة للانسحاب من العراق وتركه لقدره ومن ثم تخذيل تركيا والكويت كما ذكر، ومن الواضح ان الحزب الجمهوري سيحافظ على النفط كمصدر للطاقة وبأسعار معقولة، أما أوباما فقد تعهد بدعم مصادر الطاقة البديلة حتى يتم الاستغناء عن نفط المنطقة وإفقارها وهو ما سيجعل الثوريات العربية تدعمه حتى… الانتحار!
يتهم العرب الإعلام الأميركي بأنه خاضع لسيطرة اليهود، والحقيقة ان تلك السيطرة على الإعلام الأميركي هي التي جعلته ليبراليا وديموقراطيا وعلمانيا وبعيدا في توجهه عن التعصب الديني أو تبني الأفكار الشوفينية المتطرفة، ومن ذلك أن هذا الإعلام قلبا وقالبا مع المرشح أوباما ومعاد لماكين ونائبته حتى ان صحف ولايتي أريزونا وألاسكا أعلنت تأييدها للديموقراطيين.
ذكرت جريدتا فورورد اليهودية الليبرالية والجويش برس اليهودية المحافظة ان 72% من اليهود يؤيدون أوباما و27% يؤيدون ماكين وان هناك من يسمون بـ «يهود أوباما» كحال «ديموقراطيي ريغان»، والحقيقة ان فوز أوباما سيفتح الباب مستقبلا للأقليات الأخرى كاليهود وذوي الجذوراللاتينية للترشح للرئاسة ومن ذلك فثلثا ذوي الأصول الإسبانية يؤيدون أوباما رغم أنهم يقفون تاريخيا ضد المرشحين السود.
جغرافيا وبشكل عام وليس مطلقا، الولايات الساحلية في أميركا مع أوباما والولايات الصحراوية والزراعية مع ماكين، وضمن الولاية الواحدة المدن مع أوباما والضواحي والمناطق النائية مع ماكين، السود تاريخيا كانوا مع الحزب الجمهوري بسبب تحرير مؤسسه ابراهام لينكولن لهم إلا أنهم تحولوا مع بداية القرن الماضي لدعم الحزب الديموقراطي، وقد بدأت هذا العام 31 ولاية تسمح بعمليات التصويت المبكر حيث يصطف الناخبون في طوابير تمتد لعشر ساعات من الانتظار قبل قيامهم بالتصويت ومتوقع ان يصل عدد الناخبين لأعداد غير مسبوقة في التاريخ الأميركي.
وتظهر السجلات ان الذي يفوز عادة بأصوات ولاية أوهايو يفوز بالرئاسة وأرقام المرشحين هناك متقاربة جدا كما يحوز المرشح الرئاسي العربي الأصل رالف نادر 1% من الأصوات ولو انسحب لتأكد فوز أوباما بالولاية وبالرئاسة إلا أن جيناته العربية ستجعله يتصرف على طريقة «عليّ وعلى أعدائي» ويعند ويبقى في الانتخابات لآخر رمق.
وهل هناك تاريخيا عمليات شراء ونقل للأصوات في أميركا كما يحدث في انتخابات العالم الثالث؟!، كتب هانس سيكوفسكي في صحيفة «الوول ستريت جورنال» قبل أيام ان المرشح الرئاسي جورج بوش فاز على منافسه ماديسون بعد ان رشا الناخبين بغالونات من الوسكي، كما صوت في أحد الأعوام 135% من الناخبين في نيويورك وتشير الأرقام هذه الأيام الى ان عدد الناخبين في ولايتين جنوبيتين يفوق عدد البالغين فيهما مما يعني تصويت الأموات والأطفال.
يرى المرشح جون كيري ان شريط ابن لادن المفاجئ الذي ظهر ابان انتخابات عام 2004 هو ما تسبب في سقوطه وإهداء الرئاسة لمدة ثانية للرئيس جورج بوش، وفي هذا رد على الدعوى الكاذبة القائلة بأن العرب غير مؤثرين قط في الانتخابات الأميركية، وفي هذا السياق شاب تقرير مراسل «كونا» من واشنطن بعض الأخطاء منها عدم صحة ما كتبه بأن الرئيس جورج بوش الابن لم يدخل الجامعة، حيث انه خريج جامعة «ييل» الشهيرة، كما ان الرئيسين فيلمور وتيدي روزفلت لم يبدلا حزبيهما بعد انتخابهما بل أكملا دورتيهما مع الحزب المعني وقاما بعد انتهائهما بالابتعاد أو إنشاء حزب خاص بهما كحال الحزب التقدمي للرئيس روزفلت.
آخر محطة:
مقالا اليوم والغد كتبا السبت الماضي أي قبل سفري وقد يحدث الجمهوريون مفاجآت اللحظة الأخيرة في هذين اليومين لكسب الانتخابات وهو أمر غير مستغرب عليهم.