ظلمت «الكـويتـيـة» في البــدء عندمـا استـثنيت كـجهـة «وحيـدة» من إعادة إعـمار الكويت الذي تسـتحـقه، حـالها كـحال جمـيع الوزارات والهيئات والمؤسـسات والشركات بل وحتى البنوك والشـركات الخاصـة التي قامت الدولة بتعـويضها عـما خسـرته إبان العدوان الصـدامي الغاشم، بينمـا اضطرت «الكويتـية» بسـبب انفـرادهـا بذلك الحـرمـان لاسـتـدانة المليـارات من الدولارات لشراء مـعدات جـديدة ومـازالت حتى اليـوم تعـاني من تبعـات ذلك الحرمان وتلك الاستدانة.
لحق ذلك ظلم آخــر من بعض أعـضـاء السلطة التشـريعية عـندما تم تعليق ميـزانية المؤسسة لمدة قـاربت 7 سنوات تراكمت للدولة على المؤسـسة تبعـا لذلك مبـالغ جاوزت 600 مليـون دولار جـعلـتـهـا تضطر مـرة أخـرى للاستدانة من البنوك لدفع رواتب مـوظفيها في وقت تشتري به الحكومات الخليجـية الشقيقة مئات الطائرات لمؤسساتها الوطنية، والمعروف أن التشـريع الكويتي ينص على أن أي أرباح أو فوائض للكويتـية تحول على الفور للمـيزانية العامة للدولة كمـا أن أي خسائر يجب أن تسدد على الفور من تلك الميزانية.
كذلك هناك مظلمـة حقيقيـة أن المؤسسة تتـعـامل كقـطاع خاص عندمـا يتـعلق الأمـر بحقوقها ومن ثم يطلب منها أن تتصرف اعتمادا على مـواردها الذاتية، أمـا عندما يمس الأمـر ما يطلب منها فتعامل وكأنها وزارة أو إدارة تابعة حـيـث يتم في بعض الأحــيـان التــدخل في قراراتها.
ومن المظالم المحزنة ما يـأتيهـا من قلة قليلة من أبنائـها ممن لا يحـسنون للبـيت الذي يؤويهم ومــصــدر الرزق الذي يوفــر المظلة المعيشية لهم ولأبنائـهم في ظل منافسة شرسة قائمة، فما أن يخـتلف أحد مع مسؤوله أو يطمع آخر في مـركز إداري معين قـد لا يستحـقه أو لا تتـوافر لـديه شروطه حـتى يقـوم بالتـشنيع والتأجيج والتحريض الكاذب على المؤسسة في وقت يفرض عليـه الحس الإنساني السليم ورد الجـمـيل أو حتـى حمـاية مـصـدر الرزق دعم الكويتية وجهود زملائه في كل مكان.
وتأتي المظلمـة التي يعلـم بها الجـمـيع ويعمل بها الجميع وهي النظرة السالبة العامة للكويتـية والسكوت بـالمقابل عـما يحـدث عند التنقل عـلى الشـركـات الأخــرى من إشكالات حجوزات وأعطال ترتبط بشكل مـباشر بعالم الطيـران وفي هذا السـياق كنت قـبل أسـابيع بصحبة جمع من الإعلاميين الكويتيين في رحلة على متن إحدى شـركات الطيران الشهـيرة في المنطقـة وقد صادفنا جـميـعا مـشاكل تأخـير وحجـوزات وغيـرها ولم أقرأ كلمـة واحدة في الصحف عنهـا، ولنا أن نتصـور لو حدثت تلك الأمور مع مؤسستنا الوطنية!
إن عليـنا أن نتــذكـر كــمــواطنين أن «الكويتـية» هي ملك لنا جـميـعا وان إدارتها التنفـيذية تعـمل بجـميع طاقـتـها لتـحقـيق طمـوحات وآمـال المواطنين في ظل محـدودية الموارد وعبر أجواء مفتوحة ومنافسات شديدة في الداخل والخارج من قـبل شركات مدعـومة من حكوماتها ودون قواعـد للمنافسة ومع ذلك اسـتطاعت تلك الإدارة أن تخـفض خسـائر هذا العـام من 28 مليـون دينار إلى 9 مـلايين دينار وان تظهر أرباحـا في ميـزانية العـام المقبل في وقت أعلنت فيـه «طيران الخليج» عن خـسائر تبلغ مليون دولار يوميا.
أخيرا. . نـرجو أن تتوحد جهـود الأفاضل من السلطتين لإعطاء المؤسسة قـبلة الحياة التي ستـبقيهـا للأعوام الثلاثين المـقبلة ونعني دعم عـمليـة شراء وتحـديث أسطولها الحـالي مما يجعل الكويتية لا تكتفـي بالاحتفاظ بأبنائها من الموظفين الحاليين بل ستضيف لهم مستقبلا آلاف الأبناء الكويتيين الآخرين وستحقق حلم التحول إلى كويت المركـز المالي، فالكويتيـة الجديدة هي من سيـحضـر ملايين المستـثمريـن والسائحين للكويت كـحـال الناقـلات الخليـجيـة الأخـرى والكويت للعلـم لا تقل جمـالا عن شـقـيقـاتهـا الخليجيات فلنتفاءل بالكويت والكويتية.
آخر محطة:
عندما تخسر الكويتية بسبب قـروض شـراء الـطائرات يقـال انه بقــصـد «تفشيلها وتفليسهـا» حتى يتم بيعها، وعندما تطالب الكويـتـيـة الحكومـة بشـراء طائرات جـديدة لتحـقيق الـربحيـة يقال أن ذلك الأمـر يقـصد منه بيـعهـا هي وأرباحها وطائراتهـا الجـديدة (! ) والحقـيقـة أن لا مـشروع لبـيع الكويتية لا بالأمس ولا في اليوم ولا في الغد لذا فلا داعي لإيجاد أعذار لتخذيلهـا الذي سيؤدي متى ما اسـتمر لتقليص أعمالها وإغلاق بيوت الآلاف من موظفيها، لا سمح الله.