تتـزايد المطالبـات هذه الايام بان يبتعـد التشكيل الوزاري القادم عن قضـايا المحاصـصة التقـليدية، وان يتم البحث عن الكفاءة والامانة كـعنصـرين وحـيديـن للاختـيـار الوزاري، والحـقيـقـة ان هذا الكلام «النظري» الجـمــيل يذوب مع اول مـواجـهـة نيابـية، وسـتـحـاسب الحكومـــة حــال خلوهـا من هذه الشـريحـة الاجـتـمـاعـيـة او تلك الطائفية، وسـيطرح سؤال منطقي: هل خلت تلك الشـرائح الخلصة من افراد مؤهلين لتوزيرهم؟!
ان هناك في الحياة دائمـا فارقا بين النظـريات الجـمــيلة الحــالمة والتطبـيق الـواقـعي، لذا فـالوضع الامثل يكمن في النظر لحقائق الحياة السياسية والاجتماعية ووضعها في الحسـبان مـع محاولـة الاستـفادة القصـوى مما هو قائم ومـوجود، اي بمعنى انه لا مـانـع على الاطلاق من قضية التمثيل الشرائحي على ان يتم الاختيار الامثل لافـراده، فيبحث عن الاكفأ والاقدر.
ولا شك في ان مـجـتــمـعنا الفـاضل سـيـصـل في يوم مـا الى مـرحلة من الـتـقـدم والرقي تذوب حـينهـا تلك الـفـروقـات بين ابناء الوطن، وعندها ـ لا قبلها ـ لن يكون هنـاك مـــانع على الاطـلاق من ان تشكل الحكومـة من لون واحـد من ألوان الطـيف الاجــتــمـــاعي او السيـاسي، ويوم كهـذا هو حقيـقة حلم الـوطن الوردي الذي يـجب ان نسـعى جاهدين للوصـول له عبـر تجردنا من مظاهر التـعصب الذاتية وعمليات التخندق المدمرة.
حــضــرت بالامـس لقــاء مـعلومـاتيـا مهـمـا في جـمعـيـة الخـريجين الكويتـيـة، استـمـعت خلاله لكـوكبة من خـيرة السـاسة والمنظرين الأمـيركـيين الختـصين بشؤون المنـطقة، تقدمـهم السفـير البروفيسور ادوارد غنيم، وفوجئت بان عـدد الحـضور من المهـتـمين لا يزيد على اصابع اليد الواحدة.
وهو تكرار للقـاءات سـابقـة حضـرتها في نفس قاعـة الجمعـية الناشطة مع شـخـصيـات شـديدة الاخـتـصاص والمعـرفـة بشـؤون المنطقـة كـريـتـشـارد هس رئيس مجلس العـلاقات الخارجـية واسع النفوذ وتوماس فريدمـان احد كبار رجـال الصــحـافــة في الولايات المتحدة والعـالم، ولو ان احد توافه الامة ممن يدغدغون ويهرفون بما لا يعـرفون او من يسـوقون لقضـايا السحر والشعـوذة وتفسير الاحلام زار البلد لتـقاطرت الالوف لسـماع الدرر من ابداعاته، ويا امـة ضحكت من جهلها الامم.
آخر مـحطة:
نشرت صحيـفة الـ «وول سـتريت جـورنال»، وهي من أوسع الصـحـف الامـيـركـيـة انتـشـارا وتأثيـرا، مـقـالا في 8/3 كتبته ديبرا برلنـغيم، وهي شقيقة كــابتن الـرحلة 77 التي اصـطدمت بمبنى الپنتاغون، شنت فيه هجوما كاسـحا على معـتقلي غوانتـانامو الكويـتـيـين واتهــمـتــهم بـانهم مـحــاربون مع تنـظيم القــاعـدة تحولوا، حسب مقالها، الى مدرسين ابرياء يزورون افغانسـتان، بسبب الجهود التي بذلتـها الكويت للدفاع عن مـواطنـيـهـا وجـهــود مكتب شيرمان وستيرلنغ للمحاماة.