قبل مدة قصيرة، خط الكاتب الموسوعي السعودي فهد عامر الاحمدي مقالا في جريدة «الرياض» استعان به كعادته بالاحصاءات الدولية للثناء على الخدمة الصحية في الكويت، وقد قرأت ضمن الردود الالكترونية على مقالته والتي جاوزت الخمسين ردا كونه احد الكتاب الاكثر شهرة في المملكة ثناء مماثلا من القراء الذين ذكر البعض منهم توجههم للكويت للعلاج رغم الخدمة الصحية المميزة في المملكة.
لا يختلف احد على ان الخدمة الصحية في الكويت حالها كحال اي دولة اخرى، وعلى رأسها المتقدمة، تحتاج للتطوير والتحسين المستمر، وهو امر تقوم به قيادات الصحة القائمة من وزير ووكيل ووكلاء مساعدين ومدراء مناطق صحية ومدراء مستشفيات واطباء وخدمات طبية مساعدة وغيرهم، وهو امر ما كان حقيقة يحتاج الى استجواب يشغل البلد للوصول له، بل تكفي زيارة يقوم بها بعض النواب الافاضل للمسؤولين لتحقيق ذلك الهدف الخير، فلا احد له مصلحة بتدني مستوى الخدمات الصحية في البلاد، واين منا حكمة النائب السابق محمد احمد الرشيد الذي «استجوب» احد الوزراء في مكتبه بالوزارة؟
حيث طرح عليه الاسئلة وحصل على الاجابة الوافية عليها مع اتفاق على حل المشاكل والمعوقات، وانتهى الامر بالحصول على العنب ودعم الناطور بدلا مما نراه من محاولات لقتل الناطور والدوس على عناقيد العنب.
حزب «التحرير» ومعه حركة المهاجرين هي اسماء لحزب انشأته المخابرات الدولية في الخمسينيات لخدمة اهدافها بسحب البساط من حركة التحرر العربية والاسلامية آنذاك عبر الدعوة لدولة الخلافة كبديل مستحيل للوحدة العربية، وقد كان للحزب موقف مخز من احتلال المقبور صدام للكويت عندما صرح ممثله في لندن عمر بكري بأن احتلال المقبور يطابق الشرع ولا يجوز للكويت الاستعانة بالكفار الاميركان والانجليز لتحريرها، بينما قام عمر بكري الصيف الماضي ومع بدء الحرب الاسرائيلية على لبنان بالتوجه من «الناعمة» في ضواحي بيروت للبواخر الانجليزية لاخلائه من لبنان باعتباره مواطنا انجليزيا، كما اتى في تقرير مراسل جريدة «الشرق الاوسط».
وقد سألت فيما بعد بعض ممثليه من الشباب الكويتيين عما اذا كانوا يوافقون على صحة احتلال المقبور صدام للكويت، وكانت اجابتهم قاطعة بالموافقة، وان الواجب حسب قولهم ان تبقى الكويت ضمن الدولة العراقية للابد، بالطبع وان نقوم نحن والعراقيون بتعديل مسلك المقبور، وقد كتبت اكثر من مقال في حينه حولهم وكان احدها بعنوان «حزب كويتي يؤيد احتلال الكويت»، لذا لا عجب لما نسب بالامس من اقوال لعضو المكتب الاعلامي للحزب العميل، ومنا لدعاة الاحزاب وبلاويها.
ويعتمد ذلك الحزب على آلية الاعلام بشكل محترف، وتفوق قدراته الذاتية، فقد لحظت إبان المظاهرة التي شارك بها مئات الالوف في حديقة الهايدبارك ضد الحرب على العراق عام 2003، ان رجالا اجانب قد قاموا قبل وصول المتظاهرين باحاطة المكان الذي ستلقى به الخطب وتغطية الفضائيات والصحف بعشرات الاعلام واللوحات البرتقالية الفاقعة التي ترفع اسم الحزب الذي لم يكن مؤيدوه يزيدون عن اصابع اليد الواحدة، كما تابعت في الكويت ابان فترة التسعينيات حقيقة ان كل ندوة تقام تعقبها مشاركة من احد الشبان الذي يبدأ حديثه باعلان انتسابه لحزب التحرير، ثم التكلم عكس التيار كوسيلة لجذب الانتباه والدغدغة الرخيصة.
آخر محطة:
التهنئة القلبية للزميلة «الوطن» في عيدها السنوي الذي فاتنا حضوره لوجودنا خارج البلاد، والتهنئة موصولة للزميل د.سعد بن طفلة لصدور العدد الصفر من جريدته اليومية «الآن» التي هي حسب ما اتى على صفحتها الاولى اول صحيفة الكترونية تصدر في الخليج نظرا لأن جريدة «ايلاف» تصدر من لندن.