طلبنا حكومة ناطقة فحصلنا على حكومة ناطقة، ولاشك في أن جهد الوزراء الذي نلحظه في ايضاح مقاصد ومواقف الحكومة بدأ يؤتي ثمره والواجب المزيد من التواصل مع الجمهور عبر لقاءات المحافظات المختلفة والمخيمات وفي هذا السياق تستحق القرارات الاصلاحية للحكومة بشكل عام الانصاف والدعم وهو امر يحتاج لخلق آليات شديدة الاحكام تراجع تلك القرارات قبل صدورها منعاً للخطأ او الضرر.
يفترض بمشروع اسقاط القروض ان يكون قد تم النظر فيه من كل جوانبه وحساب كلفته الحقيقية على المال العام وبعد ان تحدث المتحدثون وكتب الكتاب اكتشفنا ان الاستفادة الحقيقية منه كانت ستصب في صالح اصحاب المديونيات الضخمة التي تتجاوز مئات الملايين ومثلهم من يقترضون عشرات الملايين لبناء المجمعات وخلق صفوف العمارات والتي لو طبق القانون بصورته الاصلية لاصبحت ملكاً خالصاً لهم بعد تحميل أثمانها على المال العام، الآن وبعد تعديل القانون قبل ايام ووضع سقف اعلى للقروض هل لنا ان نتساءل عما كان سيحدث فيما لو تم اقراره بصورته الاصلية؟
وهل حان الوقت للاعتذار ممن تصدوا لذلك القانون في حينه وما اصابهم من تجن بسبب حرصهم على المال العام؟
لا اعلم سبب الافتراض الخاطئ أن الكويت هي الوحيدة في العالم التي تملك فوائض مالية ـ ان صدقت العبارة ـ علماً بأن اغلب او جميع الدول الخليجية والاوروبية والاميركية ودول شرق آسيا تملك احتياطيات نقدية اكثر كثيراً مما نملكه ولم يتحدث احداً بما نسمعه من اقتراحات انتخابية، ثم لماذا الافتراض سيئ النية أن الاموال «رايحة رايحة» لذا فلنتسابق على صرفها قبل اختفائها.
اطال رقابنا الافتتاح الرائع للأولمبياد الآسيوي في قطر الشقيقة وهو ما سيحرج دول الاستضافات اللاحقة للاولمبياد.
شخصياً اغمضت عيني قليلاً وتصورت ما كان سيحدث في اليوم التالي لافتتاح ذلك المهرجان في بلدنا المعطاء الكويت، على الارجح سيستجوب على الفور وزير العدل والاوقاف لرقص النساء فيه، ووزير الاعلام لنقل التلفزيون له، وسيكون هناك استجواب مضاعف لوزير الداخلية للسماح لرجال الامن بدخول المشاركين والدفاع لتنظيم عمليات الدخول، والخارجية لاعطاء السفارات التراخيص الخاصة به والمواصلات لنقل الكويتية للفرق الرياضية والاشغال والاسكان لبناء الاستاد ومباني السكن، والمالية لتوفير المصروفات، والصحة للعناية الطبية باللاعبين، والشؤون لمسؤوليته عن القطاع الرياضي، والتربية بسبب مشاركة الطلبة، والطاقة للهدر في الكهرباء، ووزير التجارة بسبب صعود او نزول البورصة نتيجة لذلك المهرجان، والثروة السمكية والحيوانية لإساءة استخدام الحصان الحامل للشعلة وسنقرأ في صحافتنا المقالات المعتادة ممن لم يتابعوه والتي تصفه بأنه افشل مهرجان رياضي تم منذ بدء التاريخ.
آخر محطة:
لم نقرأ ثناء واحدا على حقيقة ان شباب الكويت الرياضي حصدوا من الميداليات الذهبية وغيرها ما جعل الكويت الصغيرة تتقدم على «كافة» الدول العربية الآسيوية الاخرى وكثير من الدول الآسيوية الكبرى، لو فشل شبابنا، لا سمح الله، لقرأنا مائة مقال قدح وذم في اليوم التالي.