يقال ان ضربة بالرأس توجع فكيف بضربتين على رأس السوق المالي الكويتي ممثلتين بالإفصاح وفسخ عقد الوطنية، في وقت تسعى فيه الدولة جاهدة لتحويلها لمركز مالي خليجي وعالمي متميز، مرة أخرى يرجى النظر للمصلحة العامة ومصلحة الكويت ومواطنيها في تلك الأمور، فإن كانت مع فسخ العقد فُسخ، وإن كانت مع استمراره تم الرجوع عن القرار دون اضرار.
لو ذهبت لمقاطعة فرنسية تشتهر بالعنب وسألت حتى أطفالها عن زراعة العنب والصناعات القائمة على منتجه لأجابوا إجابة كاملة لا نقص فيها، بالمقابل ظلت الكويت تعتمد كلياً على النفط خلال 60 عاما كمصدر وحيد للدخل، إلا ان الثقافة الثورية المستوردة اسمته بمصدر النقمة وألقت عليه كاذبة بكل الموبقات الاجتماعية التي تصاحب عملية الحداثة، مما جعل أبناءنا لا يفقهون ولا يفخرون بذهبنا الأسود حتى ونحن نعيش حقبة الاستغناء التدريجي عنه كمورد وحيد للميزانية لصالح التحول لسياسة المركز المالي.
وبالمقابل يجب أن تترجم سياسة المركز المالي والسياحي نفسها بعمل يقام لتسويق الكويت وثقافة جديدة تسود، فمن بديهيات شعوب المراكز «المالية» كسنغافورة وسويسرا ولوكسمبورغ حسن التعامل مع «المال»، بينما نلحظ نحن بالمقابل التسابق لتسفيه واحتقار المال عبر صرفه المجنون على إسقاط الديون وشراء الود السياسي، حاله كحال استقطاب السياح والمستثمرين عبر الشخط بهم من الوصول حتى التوديع.
ولا سياحة ولا استثمار وسط زحامات مرورية خانقة، لذا خذوا دستة حلول لبعض الزحامات المرورية ولن تكلف شيئاً، زيادة السرعة على الدائري الرابع المسمى أبوالزحامات الى مائة أو مائة وعشرين كم، فيما عدا الجسور التي يجب ان تبقى على 80 كم ستضمن اخلاءه السريع وعدم ازدحامه أغلب اليوم، كذلك العمل على إزالة الإشارات المرورية على الدائري الثالث مما يجعله يستوعب الحركة من الشويخ الصناعية الى حولي والشعب والنقرة بدلاً من اعتمادها على الدائري الرابع فقط.
خلق خط سريع للسيارات القادمة للعاصمة والتي تحمل 4 ركاب وما فوق ولاستخدام الباصات كذلك سيجعل كثيرين يتشاركون بالسيارات بدلاً من كل راكب في سيارة وهو ما يسبب الازدحام، او يستخدمون وسائل النقل الجماعي.
أوكلوا مواقف ومخالفات العاصمة والمدن لشركات خاصة تحصلها وتضع العدادات لها وسيمتنع كثيرون عن استخدام سياراتهم داخل العاصمة، اخيرا تطبيق الدوامين أو الدوامات المتعددة لن يخفف الازدحام فقط بل سيحيي ويبرر العيش في المدن الجديدة البعيدة، وسيزيد الانتاجية ويغير العادات الغذائية الضارة وينزل الأوزان، ويقلل الأمراض المستوطنة كالسكري والقلب والضغط المصاحبة للجنسية الكويتية.