الانترنت أداة نشر حالها كحال الصحافة والمطبوعات الأخرى ومن ثم لا يصح أن يقبل على الانترنت مالا يقبل أو يستساغ من قذف وشتم وذم عند نشره على الصحافة المطبوعة، ومما يسعد النفس قيام القضاء الكويتي بإصدار أحكام إدانة على من يسيء استخدام تلك الأداة الحضارية ويحيلها من أداة منفعة للناس إلى الإضرار بهم.
إن القذف بأعراض الناس على الانترنت أشد خطراً وضرراً من الشتم المماثل على أوراق الصحف لعوامل عدة منها:
(1) ان بعض المنتديات وبسبب مجانيتها أكثر انتشاراً من كثير من الصحف، حيث يزورها الملايين كل صباح.
(2) تأثير قذف الصحافة يقتصر على بلد اصدار الصحيفة في الأغلب، بينما للانترنت فضاء فسيح يمتد قارئه من استراليا شرقاً حتى أميركا غرباً.
(3) ينتهي تأثير مقال الصحيفة بانتهاء اليوم، بينما تبقى مقالات الشتم على مواقع الانترنت لأسابيع وأشهر عدة.
(4) إضرار قذف وشتم الصحف محصور بعدد قراء الصحيفة، حيث يندر وجود من يصور المقالات ويرسلها بالفاكسات، أما في الانترنت فيقوم القراء عادة وبلمسة زر بإرسال المقالات المسيئة للآخرين ممن يقومون بدورهم بإرسالها لغيرهم ومن ثم يتحول الضرر من بسيط الى مركب.
(5) الألفاظ المستخدمة على الانترنت عادة وبسبب عدم الخوف من المساءلة القانونية هي أكثر حدة وشدة وافتراء مما يستخدم في الصحف.
(6) خبر الجريدة يمكن ان يصحح حال المصالحة أو نشر أي اعتذار لكون الأغلبية العظمى من قراء جريدة اليوم هم قراء الغد بسبب نظام الاشتراكات الذي يجعل القارئ كطيور البيت، بينما يستحيل تصحيح الأخطاء على الانترنت للتغير الدائم في قراء المواقع المختلفة الذين ينتقلون كالعصافير من شجرة الى شجرة.
في الخلاصة ان التهاون في التعامل مع جرائم القذف والشتم على الانترنت يفتح الباب على مصراعيه للقدح والذم في أعراض الناس دون خوف أو وجل ولن يصبح احد في مأمن من المساس بعرضه أو سمعته، حيث لن يحتاج الأمر إلا الى نفوس حاقدة وعقول مريضة وضمائر مغيبة وأخلاق فاسدة وألسنة كاذبة، لاتمام تلك الجريمة الشائنة.
آخر محطة:
مؤسف ما قام به الأبناء الطلبة في مكاتب إدارة وزارة التربية، بل لو كان لهم حق لسقط بهذا التصرف الأرعن، نظام المقررات الذي أُسيء استخدامه في الكويت توفي وانتقل الى رحمة الله ولن يعطي التكسير والتدمير له قبلة الحياة، وما قام به الطلبة يوم الأربعاء الماضي يدل دلالة أكيدة على عدم نفع ذلك النظام الذي يعتمد كثيراً على عقلانية الطالب وانضباطه ومعرفته لمصلحته الشخصية من حيث الدراسة والالتزام بالبحوث والابداع..!