مبارك الدويلة

سفك دم.. أم طرد سفير؟!

سعدت بحضور التجمع الذي عُقد في ساحة الإرادة يوم الجمعة، والمطالب بطرد سفير النظام السوري في الكويت، وسبب سعادتي أنني وجدت الشعب الكويتي بمعظم أطيافه – باستثناء طيف وكيل المراجع – يشارك في هذا المهرجان الخطابي، الذي عبّر بكل وضوح عن مشاعر أهل الكويت تجاه ما يجري من مذابح ضد أبناء الشعب السوري على يد جلاد حزب البعث بشار أسد!
كان من الضروري أن يرتفع صوت أهل الكويت بعد أن خفت صوت الكويت الدولة والحكومة مراعاة لخواطر الجيران في طهران وقم وبغداد!
كان من الضروري ان يعرف العالم أن شعب الكويت شعب عربيّ أبيّ لا يرضى بالظلم ولا بالقهر ولا بالكبت حتى وان اضطر الى أن يحرج حكومته في هذا الموقف الوطني القومي الإسلامي الإنساني!
كان من الضروري ان تعلم الحكومة أن مراعاتها لنظام متهالك ساقط إنسانيا ليس لها ما يبررها بعد اليوم، وأول ما على الحكومة ان تعمله هو استدعاء سفيرها في دمشق كنوع من التعبير عن الاستياء وكشكل من أشكال الضغط السياس على النظام الدموي، أما طرد السفير البعثي من الكويت فيكفي أن يعرف النظام أن الشعب لا يرحب به، وأنه قد حان الوقت لمغادرته الكويت. البلد الذي يرفض الظلم بكل أشكاله!
لقد ثار بعضنا على الظلم الذي وقع على فئة من «البدون»، الذين حرموا من حق المواطنة، فكيف لا نثور ونحن نشاهد اخواننا العرب والمسلمين يذبّحون ذبح النعاج كل يوم وكل ليلة؟! ومع الأسف، ما زال بعضنا يشعر بأن ما يجري هناك في بلاد الشام لا يعنينا هنا في الكويت! وأذكره بأننا عندما كنا تحت الاحتلال العراقي البعثي كنا نطالب كل دول العالم بالاهتمام بقضيتنا والمشاركة في رفع الظلم عنا!
أعتقد أن استدعاء سفيرنا في دمشق هو أمر مستحق اليوم، ناهيك عن طرد سفيرهم هنا.
* * *
يعذرني أخي النائب محمد هايف ان اقول له إن سؤالك عن شرعية إباحة دم السفير السوري لم يكن موقفا موفّقا، فمهما اختلفنا مع النظام السوري ومهما كان السفير ممثلا للنظام، فان سفك دمه أمر لا محل له في هذا السياق، وسيتم استغلاله للفت النظر عن مذابح النظام وهذا ما حصل مع سماحته وتابعيه.

احمد الصراف

لبنان الغريب الذي نحب

يعتبر غالبية اللبنانيين الطائفية سبب كل شرورهم! ولكن بالتمعن قليلا في الوضع اللبناني نجد أن الطائفية لم تكن دائما وبالا عليها، وبالتالي يجب قبولها والتعايش معها، كشر أو خير لا بد منه، فلا فكاك منها لا حاليا ولا مستقبلا، طالما بقيت دولنا على جهلها العقائدي. فالطائفية في لبنان كانت، وستبقى، المصدر الأكبر للدخل غير المنظور، وما أكثر تنوع دخل لبنان غير المنظور!
ينفرد لبنان بضعفه العسكري وفقر موارده الاستراتيجية والغذائية، وهذا ما يجعله، أو يجعل بعض مكوناته، بحاجة دائمة لمن يهتم بأمره ويوفر له الحماية العاطفية والأمنية!
تعدد طوائف لبنان، وهشاشة وضعه الأمني وجماله الأدبي والصحي والغذائي.. والبشري الأخاذ، أوقع الكثير من الدول، أو رؤسائها، في هواه، إما محبة خالصة أو عشقا، أو لسبب ديني أو مذهبي أو عقائدي سياسي، أو غالبا لاستخدامه كساحة لتسوية الحسابات، كما فعلت مصر عبدالناصر والسراج، واكثر منها إيران، هذا غير شبكات تجسس الدول الكبرى واعتداءات وتدخلات إسرائيل وغيرها!
وفي الماضي البعيد وقع الدروز في هوى لبنان، فهاجروا إليها من مصر ومن الشام، وكذلك فعل الموارنة وغيرهم، وكان لمحمد علي باشا، والي مصر، تعلق بها، حيث أرسل ابنه إبراهيم ليعيث فيها ما شاء من فساد، ثم جاء العثمانيون الأتراك، ففتكوا بمن بغضوا، وأعلوا شأن من أحبوا، ومن بعدهم جاء الفرنسيون، وعندما أجلتهم بريطانيا من سوريا تشبثوا بلبنان وموارنته، وفصلوا دستوره على قياسهم إلى أن نافسهم الإنكليز في «الهيام» بلبنان لفترة قبل أن يأتي الأميركان، وكان يا ما كان! وكان لروسيا ولع ما بأحوال لبنان وطوائفه، وكذلك فعلت الدول العربية النفطية وسبقتهما مصر، أما سوريا فلم تتوقف يوما عن دس أنفها، ومن بعد ذلك كامل جسدها، في الشأن اللبناني الكثير الإغراء والمطواع لكل غريب يحمل صرة تحت إبطه. وهكذا نجد أن البعد أو التعدد الطائفي، بمثل ما كان يمثل وبالا على لبنان، فإنه كان ولا يزال مصدر خير ونعمة عليه بسبب تعدد المهتمين والمتعلقين والهائمين به وبأرضه وشعبه المضياف والكريم.. في كل شيء. هكذا لبنان، وهكذا سيبقى وهكذا نحبه!

أحمد الصراف

حسن العيسى

لماذا حسني مبارك فقط؟

هو حكم العدل أن يقف الرئيس المصري السابق حسني مبارك أمام «محكمة قانون»، ويحاكم حضورياً لا غيابياً مثل زين العابدين بن علي – وعساها أن تكون محكمة قانون إن شاء الله، لا محكمة شعب تحل فيها مشاعر الغضب والثأر الجماهيريين مكان النص القانوني، هي سابقة تعد الأولى أن يحاكم رئيس عربي في محكمة تتم تحت ظلال حكم مصري وطني، لا تحت حراسة ورقابة قوات احتلال أجنبية مثلما حدث مع صدام حسين.
نتمنى أن تنتهي المحكمة الخاصة بالرئيس حسني مبارك ونجليه ومن سار معهم على دروب الفساد وسرقة قوت الشعب بحكم العدل، والعدل هنا هو الإنصاف، هو إنصاف حين يتساوى تحت حكم القانون الكبير مع الصغير والوضيع، فلا فرق بين من قتل بدافع سرقة مال خاص ومَن قتل الأبرياء كي ينهب المال العام، ويدوم سلطان حكمه إلى يوم غير معلوم.
 لنقف هنا متسائلين… إذا كان هذا هو حكم العدل للمصريين أولاً وأخيراً، فلنتحفظ بعض الشيء بشأن ما إذا كانت المحاكمة عادلة، بمعنى أنه لم يقدم حسني مبارك ومن معه إلى المقصلة قرباناً للثورة وتمويهاً لحقيقة أن النظام في واقع أمره لم يتغير، فتمت التضحية ببعض الرؤوس الكبيرة والصغيرة لتبقى مرتفعة عالياً رؤوس أخرى بعيدة عن الشبهات، كأنها حركات حاوٍ يشغلنا بيده اليمنى كي نسهو عما تهبشه يده اليسرى! تلك كانت مسألة أولى في الإنصاف. المسألة الثانية: أين هو الإنصاف «العربي» الآن، وليس الإنصاف المصري؟ فأين المساواة تحت حكم العدالة العربية، إن كان هناك ما يسمى عدالة أو «ربما» خرافة عربية! لماذا الرئيس المصري تحديداً؟ هل كان وحيداً في دنيا الاستبداد والفساد واستغلال النفوذ العربي؟! أم أن له أشقاء في القيادات العربية مازالوا يجثمون كالبعير على صدور شعوبهم؟ فلماذا يحاكم حسني مبارك (وفق منهج الإنصاف العروبي) ويترك غيره؟ فهناك قيادات عربية يظهر معها حسني مبارك نسبياً أشبه بالمهاتما غاندي في تسامحه وعفوه، وهناك من أشقائه في القيادات العربية من يبدو الرئيس مبارك معهم كأنه احتذى في حكمه بالخليفة عمر بن الخطاب في أمانته وعدله، فلماذا فقط زج بحسني مبارك في قفص الاتهام وتركت بقية الشعوب العربية وشأنها مع نماذج كصدام حسين ومن هم على شاكلته؟!
بودي أن أذكر بقية كل أسماء الدول العربية وقياداتها الصدامية… لكن قانون المطبوعات والنشر الكويتي يحظر ذلك… وهذا الأخير من بركات «أشقائنا»العرب!

احمد الصراف

ثلاثية لبنان

يتميز الشعب اللبناني بفرديته، وعدم ميله لأي عمل جماعي، وهذا، ربما، ما جعله ينجح خارج بلاده، حيث هو مقابل الآخرين، أكبر من نجاحه داخل وطنه.
وكان قدر لبنان أن يتخصص أهله منذ عقود طويلة في بيع الآخرين كل ما لا يفتقدوه في أوطانهم، وخاصة العرب. فقد برع اللبناني في تسويق ثلاثة أمور اساسية، إضافة لأخرى لا تقل أهمية، وهذه الثلاثة هي الهواء، أو الطقس المعتدل، الذي يتمثل في الموسم السياحي صيفا وشتاء، بعد ان اصبح الوصول للمشاتي الأوروبية أكثر صعوبة وتكلفة، وما يتبع ذلك من صناعة فندقية مميزة، ولو أنها لا تزال فقيرة في كمها، إضافة للطعام، الذي اشتهر اللبناني، فردا ومؤسسة غذائية، بالكرم في تقديمه، مع الجودة والتنوع. ويمكن القول أن لا دولة في الشرق الأوسط تجاري لبنان في براعة الخدمة «الغذائية» وفي ما يتوفر من أنشطة ثقافية وأدبية وترفيهية متعددة. وهناك التعليم، حيث بإمكان لبنان، كما كان دأبه في الستينات والسبعينات، تقديم أعلى مستوياته وبكل المجالات وبثلاث لغات، العربية والإنكليزية والفرنسية، وهذا ما لا توفره اية دولة في المنطقة، إن لم يكن في العالم. ثم أخيرا هناك الخدمة الطبية، فلا يزال لبنان، بالرغم من كل ما لحق به من دمار خلال سنوات حربه الأهلية، الأخيرة، المكان الأكثر تميزا، عربيا على الأقل، في تقديم هذه الخدمة المتقدمة، ولا تجاريها في المنطقة وتتفوق عليها «طبيا» غير «إسرائيل» التي تقارب نسبة أطبائها 4 لكل ألف مواطن، في الوقت الذي لا تزيد فيه على 3 وربع في لبنان، ومع هذا يتفوق لبنان على دول أوربية غربية عديدة مثل إسبانيا ومالطا والنرويج في عدد الأطباء فقط.
الغريب أن كوبا، التي يتعالج فيها رئيس فنزويلا شافيز من إصابته بمرض سرطان التشبث بــ «السلطة»، تتصدر قائمة الدول في عدد اطبائها، حيث تبلغ النسبة 6 أطباء لكل الف تقريبا! أما الكويت، يا حبة عيني، فلا يزيد العدد على طبيب ونصف طبيب لكل ألف، تسبقها الإمارات والأردن وحتى رومانيا، ولكنها تسبق كل الدول الأفريقية!!

أحمد الصراف

احمد الصراف

العاصفة الجديدة

يسير العمل قدماً في مشروع بناء ميناء كويتي ضخم على جزيرة بوبيان، المتاخمة للممرات البحرية العراقية، بالرغم من كل صيحات الاحتجاج الصادرة من أطراف داخل الحكومة والبرلمان العراقيين وخارجهما، والتي تدعي أن إقامة الميناء ستخنق العراق من ناحية عدم قدرته على استخدام ممراته للخليج! وتقول الكويت ان هذا المشروع، الذي سيكلف مليارات الدولارات، بدأ التفكير فيه والتحضير له وترسية أعماله قبل أكثر من عقد، ولم يُسْمَع خلاله صوت جدي واحد يعارض إقامته، علما بأنه سيخدم مصالح العراق وينشّط تجارته البحرية، لأنه سيمكن سفناً أكبر بكثير من عبور الممرات في طريقها لموانئه.
وبالرغم من مشروعية الشكوك العراقية التي تحتاج إلى توضيح من الكويت، وهذه يمكن ان تحل من خلال لجنة خبراء خارجية محايدة، فلا يمكن أن يكون الطرفان على حق، وكلما تأخر تشكيل هذه اللجنة زاد خلاف الطرفين، وزاد استغلال الجهات «الاثمة» له، وبالتالي تبرير ارتكاب حماقة أخرى، وهذه كسابقاتها لن تكون في مصلحة أحد، وبالذات الجانب العراقي الذي يئن تحت ضغوط هائلة ويواجه مشاكل لا حصر لها، إضافة إلى ما تعانيه الإدارة الحكومية العراقية من تدخل خارجي متعدد في شؤونها، وهذا ربما يجعلها مخلبا لتحقيق خطط ملالي طهران، كما كان الأمر مع حزب الله اللبناني، الذي استخدم كثيرا، خصوصا في بداية الثمانينات لتحقيق خطط طهران وغاياتها مع خصومها الكبار، ومن هذا المنظار يمكن تفسير تصريح وزير النقل العراقي الذي قال ان بناء الميناء يعني خنق العراق ويخالف قرارات الأمم المتحدة(!!) علما بان العراق يسعى منذ فترة لإقامة ميناء «الفاو» الكبير في الجانب المقابل للميناء الكويتي، ولم يعترض أحد على إقامته كونه حقاً من حقوقه السيادية.
يقال، ولا اعرف دقة ذلك، إن كل طرف يزمع لربط مينائه بخطوط سكك حديدية إلى الغرب واوروبا، وذلك في مسعى للاستغناء عن قناة السويس.
ولو تركنا جانبا ما يقال من أن اعتراض البعض على أن إقامة الميناء ستضر العراق، فإن من الواضح أن هذه الاعتراضات سياسية وليست عملية، وهي بالتالي نتيجة لما عشش ويعشش في صدور البعض من بغض لمواقف الكويت، فطرف يكرهها لدورها في إطالة عمر صدام اثناء الحرب العراقية ـــ الإيرانية، وطرف آخر يبغضها لدورها في الإطاحة بصدام في حرب أميركا والعراق!! وما يزيد الأمور تعقيدا ما يكتب في الصحافة الكويتية وما يصرح به بعض أعضاء البرلمان الكويتي، والتي تفتقد في مجملها الذوق والمصداقية والتكسب الانتخابي والتلاعب بعواطف العامة، وخاصة تلك التي طالبت بطرد السفير بحر العلوم الذي له دور مشرف وكبير في تمتين العلاقات بين البلدين.
إن المسألة حساسة وحقوق الكويت واضحة والأمر يتطلب أقصى درجات الحنكة السياسية، فهل نجدها لدى مسؤولينا؟

***
• ملاحظة: لقد دخلنا عالم التويتر الرحب، نكتب ذلك للتأكيد فقط، واسم الحساب هو: habibienta1

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

الصمت المهين!

لم يعد مقبولاً هذا الصمت المريب لدول مجلس التعاون الخليجي تجاه ما يجري في سوريا، هذه المذابح، التي تجري كل يوم تحت سمع وبصر العالم، جعلت حتى حلفاء النظام البعثي الطائفي الباطني يستنكرونها من فظاعتها وقسوتها! بينما دول مجلس التعاون ما زالت تراعي خواطر «أسد علَيّ وفي الحروب نعامة»! كلنا يعلم أن مواقف حافظ الأسد من غزو العراق للكويت جاءت متفقة مع مصلحته – آنذاك – وإلا فإن من قتل خمسين ألفا من أبناء شعبه عام 1982 لن يتردد في اتخاذ الموقف الذي يتفق مع مصلحته، كما انه لن يتخذ موقفا وفقا لمبدأ أو التزام عهد واحترام ذمة!
دول الكفر كلها صرحت استنكارا لما يجري في ارض الشام، مع علمنا بان النظام السوري يخدم مصالحها أكثر من أي نظام آخر.. حيث التزم (رمز التخاذل والتردي) بعدم اطلاق رصاصة واحدة على اسرائيل طوال فترة حكمه، لذلك فوجئ العالم بظهور هذه الآلة العسكرية الضخمة تحصد أرواح شباب سوريا وأطفالها في مجزرة لم يعهد العالم لها مثيلا الا في حلبجة وحماة عام 1982 ومجزرة البوسنة على يد الصرب!
قد يقول قائل ان الكويت ملتزمة بموقف موحد مع بقية دول مجلس التعاون حتى لا تغرّد خارج سرب التعاون، ونقول فلتبادر الكويت في التحرك لموقف موحد يستنكر – ولو بالقول – ما يحدث في بلاد الشام لعلّ وعسى أن يخفف من تطرف النظام في بطشه وقسوته ضد شعبه!
اننا في الكويت أكثر الشعوب العربية والخليجية ادراكا للظلم واحساسا بقسوته، نتيجة لبطش صدام المقبور وممارساته العدوانية ضد الكويت وأهلها قبل 21 عاما، نحن في الكويت نعرف معنى الأمن اذا فُقد.. ومعنى الخوف اذا حَلّ على البلد.. ومعنى البطش والارهاب اذا مورسا على أحد!
نحن في الكويت نعرف معنى القهر عندما يصدّ عنا الصديق.. ويتناسانا الرفيق.. ولا نسمع الكلمة الطيبة الا ممن كنا نعدهم أعداء الأمة وخصومها.
نحن في الكويت أكثر من يموت كمداً عندما نكون تحت المطرقة ويحكمنا ظالم بالحديد والنار ولا يفهم إلا هذه اللغة.. ثم يأتينا من يتفلسف من أبناء ج.لدتنا لينظّر لنا الحلول السلمية التي لا تزيد الظالم الا اصرارا على ظلمه.. ولا تزيد المظلوم الا احباطا وكمداً.
نتمنى ان يتحرك حكام الخليج اليوم قبل الغد لنصرة شعب مقهور يعيش اقسى لحظاته تحت هدير الدبابات وأزيز الصواريخ! نريد تحركا سياسيا واضحا يطالب الظالم بوقف قتله لشعبه، ولنترك المصالح والتكسب السياسي جانبا، ولنتحلَّ بالمبادئ الإنسانية والإسلامية نصرةً للمظلوم ومنعا للظالم.

***
• شكراً للاخ صالح الفضالة رئيس جهاز معالجة أوضاع «البدون» على رسالته التوضيحية التي بيّن فيها مخططات الجهاز المستقبلية لمعالجة ناجعة لأوضاع هذه الشريحة التي عانت وتعاني الكثير، آملاً أن نقيم هذه المعالجة قريبا لمزيد من الانجازات.

علي محمود خاجه

نعم لتطبيق قانون فصل الاختلاط

طالما أننا في دولة قانون، وطالما نحن تيار مدني يؤمن بالقانون في كل أحواله سواء ما وافقنا أو لم يوافقنا، كذلك فنحن لسنا كغيرنا من دستوريين حسب المزاج والأهواء فقط.
وقانون فصل الاختلاط ليس استثناء، بل هو أحد القوانين الكويتية المقرة بمجلس الأمة في عام 1996، ولزاما علينا تطبيقه، ولكن قبل تطبيقه دعونا نستعرضه كاملا لأني على يقين بأن كثيرا من نواب اليوم لم يقرؤوا القانون، بل إني أشك في أن وزير التربية الحالي قرأ القانون، وإليكم نص المادة الأولى من القانون رقم 24 على 96 المعني بفصل الاختلاط:
المادة (1): في سبيل الوصول إلى الوضع الشرعي الأمثل تقوم الحكومة خلال مدة لا تتجاوز خمس سنوات من تاريخ العمل بهذا القانون بتطوير المباني القائمة لكليات ومعاهد ومراكز جامعة الكويت، والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب؛ بما يضمن منع الاختلاط بوضع أماكن خاصة للطالبات في المباني وقاعات الدرس والمختبرات والمكتبات والأنشطة والخدمات التربوية والإدارية وجميع المرافق؛ على أن تلتزم عند تصميم المباني التي تستحدث بالمتطلبات السابقة.
هذا هو نص القانون بالحرف دون زيادة أو نقصان، والقانون واضح ولا يمكن تأويله، حيث ينص على أن يكون هناك أماكن خاصة للطالبات (وأضع تحت كلمة أماكن خاصة ألف خط) في المباني وقاعات الدرس وبقية المرافق التعليمية، وكوني درست في جامعة الكويت في فترة ما قبل تطبيق القانون وما بعده، فإن الوضع القائم لكل من درس في ذلك الوقت هو أن يخصص مكان من قاعات الدرس للطالبات والجزء الآخر من القاعة للطلاب، وهو أمر تلقائي طبيعي كان يحدث دون الحاجة إلى قانون أو تشريع.
لذا فإني اليوم أطالب بتطبيق القانون بنصه الحرفي لا بما يعتقده تجار الدين، فبدل تخصيص قاعات دراسية للطالبات وأخرى للطلاب، وهو ما لم يرد في نص القانون إطلاقا لا من قريب ولا من بعيد، تخصص أماكن للطالبات في جميع المرافق التعليمية وبهذه الحالة يعود الأمر الطبيعي السليم إلى نصابه، وبه تتضاعف الطاقة الاستيعابية للجامعة، فبدلا من تخصيص شعبتين لكل مقرر واحدة للذكور وأخرى للإناث يتم دمجهم في قاعة واحدة مع الالتزام بنص القانون؛ بوضع أماكن خاصة للطالبات، وعليه ترتفع الطاقة الاستيعابية للجامعة بشكل يضمن قبول جميع الطلبة المستوفين لشرط القبول بدلا من بطالة أكثر من ألفي طالب وطالبة لمجرد أن بعض تجار الدين “فاهمين القانون غلط”.
خارج نطاق التغطية (1): لنفرض جدلا أن ما يسمونه بالاختلاط حرام، وهو كلام مستحيل، فأصل الدين هو المشاركة بين الجنسين، ولنفرض جدلا أن ما ذكر في المقال غير صحيح، نحن اليوم أمام وضع محرج، فعدد غير المقبولين كبير واستكمال تعليمهم ضرورة من أجل الكويت ومستقبلها، وهناك قاعدة فقهية تقول “الضرورات تبيح المحظورات” فلو فرضنا جدلا أن الاختلاط حرام فإن استكمال الطلبة تعليمهم ضرورة تبيح المحظور.
خارج نطاق التغطية (2): مبارك عليكم الشهر.

حسن العيسى

بالحوار ننهي الأزمات

بالحوار الهادئ لا بالتصريحات العنترية يمكن الوصول إلى اتفاق بين الكويت والعراق حول أزمة ميناء مبارك.
ليس من مصلحة الكويت أن تتبنى سياسة متصلبة مع الدولة العراقية الآن بشأن موضوع الميناء، وفي المقابل ليست للعراق مصلحة في خلق أزمة بناء الميناء حين تمارس الدولة الكويتية سيادتها على إقليمها.
مسألة سيادة الكويت وحقها في استغلال أرضها مسألة غير قابلة للنقاش، إلا أن ممارسة تلك السيادة الإقليمية يجب أن تكون من دون تعسف ومن دون الإضرار بالغير، والغير هو العراق اليوم، فالعراقيون – أو على الأقل فئة فاعلة ومؤثرة منهم – يرون أن بناء الميناء سيعني خنق العراق، وغلق المنافذ البحرية المحدودة المطلة على الخليج، وهو بالتالي يجعل إقامة موانئ عراقية غير ذات جدوى.
هذا التصور العراقي، سواء كان حقيقياً أو وهماً، ينطلق أساساً من رفض العراقيين لواقع تقسيم الحدود بين الدولتين في أعقاب حرب تحرير الكويت، وهم يرون أن مثل هذا التقسيم حرمهم العمق البحري لسواحل الخليج، مع أن مثل ذلك التقسيم الذي فرض على نظام صدام المهزوم يتفق مع الاتفاقيات الدولية التي تقسم المنطقة بين الدولتين، إلا أنه في المحصلة الأخيرة تظل الحدود بين جميع دول المنطقة – وحتى العالم العربي الخارج من الدولة العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى – مجرد «خطوط على الرمال « رسمتها بريطانيا وفرنسا الدولتان اللتان ورثتا التركة العثمانية.
وحتى إن قبلنا مثل هذا الحقيقة التاريخية وما نتج عنها من أزمات متواترة بين دول المنطقة، والتي كانت قبائل متنقلة لا تعرف لها حدوداً في صحارى الجفاف والقحط، يظل هناك واقع مستقر كُرِّس كحق تاريخي أكيد للدولة على إقليمها.
على سبيل المثال منطقة الإلزاس واللورين بين فرنسا وألمانيا ظلت لعقود أرضاً ملتهبة للصراع بين الدولتين، وانتهت بعد الحرب الكونية الثانية بإقرار ألمانيا المهزومة بالسيادة الفرنسية عليها، والآن تكاد تمحى الحدود بين الدولتين وبقية الدول الأوروبية، والسبب هو سيادة روح الديمقراطية والحوار العقلي بين الدول الأوروبية في حل نزاعاتها التاريخية.
العراق اليوم ديمقراطي رغم علله الطائفية والقبلية، والكويت أفضل من غيرها تقريباً من بقية دول الخليج على الدرب الديمقراطي، فما الذي يمنع أن تشرع أبواب الحوار بين الدولتين حول الميناء وبقية القضايا العالقة بينهما؟ فليس هناك أي مبرر لاستمرارها، فلتكن الديمقراطية وسيلة ارتقاء الحوار أولاً ثم الاتفاق ثانياً، وليست سبباً للنزاعات المدمرة.

حسن العيسى

نحن وهم

ضج عدد من الكتاب الغربيين إزاء الجريمة البشعة للنازي النرويجي «أندري بريفك» بعد تفجير أوسلو وقتله للعشرات من الشباب في معسكر تابع لحزب العمل النرويجي. خوف هؤلاء الكتاب الإنسانيين وشجبهم للجريمة نابع من خشيتهم على مصير التعددية الاجتماعية في النرويج وفي أوروبا عموماً، فالمتهم لم يُخفِ شعوره بكراهيته العميقة للمسلمين المهاجرين، وخشيته من تشويه «ثقافتهم الدخيلة» للثقافة الأوروبية… تلك المشاعر العدائية ليست قاصرة على هذا الجاني، وما يخشاه هؤلاء الكتاب أصحاب الضمير أن يشارك الكثيرون في أوروبا بريفك مثل تلك المشاعر، فشويب سلطان السكرتير العام السابق للمجلس الإسلامي في النرويج، كتب في «فورن افيرز» إن عدد المسلمين في النرويج يقارب المئة ألف وهناك مئة مسجد في النرويج، ورغم التسامح الكبير للنرويجيين هناك فإن نمو عدد المسلمين وشيوع عاداتهم مثل ختان الأطفال وطريقة الذبح للبهائم والحجاب ولّدت مشاعر القلق لدى النرويجيين، وبرزت أصوات ماكرة  في الإعلام تحذر من المسلمين، إلا أن المؤسسة السياسية في النرويج تفعل الكثير لتنمية الحوار الثقافي بين المسلمين النرويجيين وغيرهم.
الكاتب النرويجي «اسلاك مايير» في «واشنغتون بوست» أعلن سخطه الشديد على مشاعر الكراهية نحو المسلمين كما تجلت في جريمة بريفك، ويرى أن ظاهرة «إسلامفوبيا» لم تكن معروفة قبل ثلاثين عاماً، فهو يذكر أن المدرسين الذين تعلم منهم في طفولته كانوا شديدي العقاب لأي مظهر من مظاهر الكراهية للغير، فلم يكن يسمح لأحد أن يقول إن السود أغبياء وإن المسلمين قتلة وإن البيض أكثر رقياً من غيرهم، إلا أن تغيرات كثيرة طرأت علي النرويج في السنوات الاخيرة بعد أحداث 11 سبتمبر ومشاركة النرويج في حرب الخليج الثانية وحرب أفغانستان، لكن رغم كل ذلك فالنرويج لم تفقد «براءتها» من التعصب العرقي والديني، وجرائم «بريفك» يتحملها مرتكبها وحده، لكن في الوقت ذاته هناك واجب على النرويجيين لتعميق الحوار الثقافي بينهم، فليس مقبولاً تمييز الناس على أساس «نحن» و»هم». (انتهى الاقتباس من اسلاك).
تقسيم البشر بين «نحن» و»هم» هو المصيبة الآن، فأصحاب الفكر الديني المتشدد والقوميات المتعصبة هم سادة هذا التقسيم بين البشر، وليس «بريفك» إلا نسخة مسيحية من  بن لادن والظواهري وأتباعهما، وهناك نسخ مماثلة ليهود متعصبين، الفرق في النهاية أن ثقافة التسامح هناك تقف حائلاً دون تمدد تيار التعصب الديني والقومي وفلسفة «نحن وهم» البغيضة، ولديهم المؤسسات الثقافية الراسخة لمحاربة جنون «نحن وهم»، بينما ليس لدينا مثل تراثهم ولا مؤسساتهم حتى الآن، فهناك مئة مسجد في النرويج، بينما هنا تبقى قضية السماح ببناء كنيسة يتيمة للأقباط تائهة في أضابير المجلس البلدي ووزارة الأوقاف…!

مبارك الدويلة

همسة في أذن ابن عمي

عزيزي أبونومس..
لا أعتقد انه يجب النظر الى وظيفة خطيب الجمعة كأي وظيفة حكومية أخرى يلتزم صاحبها بالانصياع التام لأوامر مسؤوليه وينفذ السياسة العامة للدولة ويعبر عن توجهاتها!
قد أطلب ذلك من الوزراء والوكلاء وكل من ينطق باسم الحكومة، كالسفراء ووكالة الانباء الرسمية وغير ذلك من المنابر والمناصب الرسمية! أما خطيب الجمعة فهذه وظيفة شرعية ودعوية قبل ان تكون رسمية خاصة ان معظم من تم ايقافهم لا يتقاضون رواتب من الدولة على أداء خطبة الجمعة! ومتى ما كان الخطيب ملتزماً بتوجهات الدولة وسياساتها الخارجية أصبحت الخطبة مملة ومكررة وفقدت بريقها ولم تعد وسيلة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ولو أردنا للخطيب ان يلتزم بسياسة الحكومة فعليه ان يراعي أموراً كثيرة وتدخل المحاباة وتقدير المصالح والمجاملات والنفاق السياسي في خطبته، فهل تسمى هذه خطبة صلاة جمعة؟ اذهب الى مساجد خطباء السلطان – واقصد الخطباء الذين يقرأون خطبة الوزارة من على المنبر – واذهب الى مساجد خطباء يرتجلون خطبهم وفقا لمشاعرهم ورؤاهم ولاحظ الفرق! عند الأول تشعر انك امام موظف يؤدي واجباً وظيفياً.. خطبة بلا روح! وعند الثاني تشعر انك تؤدي عبادة وتستفيد من وقتك، لذلك تجد الحضور هنا بالعشرات وعند الآخر بالآلاف.
عزيزي بونومس..
إيقاف الخطيب عن الخطابة، شكل من أشكال التعسف في العقوبة، ونوع من تكميم الأفواه، ومظهر من مظاهر قمع الرأي الشعبي، خاصة في هذه القضية.. قضية رفع الظلم عن المسلم والدعاء له، وأنا أعلم جيداً انه قرار حكومي قبل ان يصبح قراراً وزارياً، لكنه صار «في وجهك» وأنا متأكد أنك لن تعدم اقناع حكومتك بضرورة العدل عن هذه السياسة التي تراعي فيها حكومتنا طهران اكثر من مراعاتها لدمشق! ولا أظننا في حاجة الى محاباة نظام يتهاوى وفقد شرعيته، ولم يعد يدافع عنه الا وكيل المراجع في الكويت وسمحاته في قم!
الأمل في الله ثم فيك كبير لاعادة النظر بهذا القرار.. وأنا متأكد انك ستسمع من بعض جلسائك من ينفخ بالكير ويحذرك ويزين لك ترهيبا تارة وترغيبا تارة أخرى، لكنك تظل محمد النومس، الذي أعرفه: تفكر بعقلك قبل قلبك، يحفظك المولى ويسدد خطاك.
***
بالأمس، سعد العجمي.. واليوم عثمان الشعلان.. والحبل على الجرار! فهل هذه نهاية تيار أم بداية حركة تصحيحية لتيار ظل لعقود يغرّد خارج سرب توجهات الأمة وعقيدتها؟!
***
أتمنى ونحن نستقبل رمضان ان يرقّق الله قلب الحكومة على «البدون»، الذين لم يجدوا غير بالونات بنصف دينار، للتعبير عن معاناتهم! الله يفرجها عليهم عاجلاً غير آجل.