مبارك الدويلة

أميركا مرة أخرى

عندما نقول ان أميركا بسياستها الخرقاء تساعد على نشوء الارهاب وترسيخه في نفوس الشباب المسلم العربي المحبط من كل ما حوله، نقول ذلك من واقع نعيشه ومشاهدات امامنا، في مقابلة مع التلفزيون التونسي سأل المذيع ضيفه الشيخ راشد الغنوشي، الذي فاز حزبه تواً بانتخابات تأسيسية في تونس: ما تعليقك على تصريح وزيرة الخارجية الأميركية من انها ستراقب الحزب في ادارته للبلاد، لتتأكد من دعمه للحريات والديموقراطية قبل ان تتخذ واشنطن أي قرار بمساندته ودعمه؟! فكان جوابه مفحما لكل باحث عن الحقيقة: لقد كانت أميركا داعماً رئيسياً لنظام زين العابدين بن علي طوال الأربعين سنة الماضية، وكان أكثر الأنظمة القمعية للحريات، ولم نكن نعرف معنى الديموقراطية، وكان أكثر من مارس الدكتاتورية بأبشع أشكالها!
أليس هذا هو الكيل بمكيالين؟ أين المبادئ والثوابت التي تسير عليها السياسة الأميركية راعية الحريات وحامية الديموقراطيات؟!
***
عندما كان البعض يعيب علينا في الكويت كثرة القواعد الأميركية، كنا نقول لهم انها قواعد بعيدة عن المناطق السكنية، وليس للتواجد الأميركي أي أثر في الحياة الاجتماعية واليومية للكويتيين، واننا بالكاد نراهم في الأسواق والشوارع!
ليلة العيد، وأمام سوق الكوت في الفحيحيل، وحوالي الساعة الخامسة مساءً ومع اذان المغرب، وقف أميركي ضخم الجثة ــــ مارينز ما فيها روح وتعال ــــ وقد لف ذراعيه حول خصر فتاة أميركية مثله، وأخذ يقبلها أمام المارة وصوت الاذان يصدح «حي على الصلاة حي على الفلاح»، من دون أي اعتبار لمشاعر الناس أو المكان الذي مارس فيه فضيحته.
لذلك نرجو من المسؤولين عن هذا التواجد الوقح ان يلزموه بالبقاء في حظيرته، حيث فيها ما لذَّ له وطاب، وليفعل خلف الأسوار ما يشاء، ولكن يحق لنا ان نطالبه باحترام عاداتنا وثوابتنا إذا أراد هو احترام وجوده وانسانيته التي فقدها بفعله المشين.
***
عودة الخال عباس مناور بعد غياب طويل اثلجت صدورنا، حيث انه كان وما زال صوت العقل لكثير من السياسيين في زمن غاب فيه العقل وسيطر فيه حب الذات! فالحمد لله على سلامتك يا بومطلق.
***
بالمناسبة أيضاً ومع صدور هذا العدد يبدأ توافد حجاج بيت الله الحرام الى الكويت، فحجا مبرورا وذنبا مغفورا وسعيا مشكوراً.

عادل عبدالله المطيري

مأزق السلطات الثلاث.. والحل!

النظام السياسي الكويتي يقوم على مبدأ «فصل السلطات مع تعاونها» كما نصت على ذلك المادة 50 من الدستور، ولكن المتأمل للوضع السياسي يجد أن السلطات لم تتعاون مطلقا بل تحولت العلاقة بينها مؤخرا إلى صراع مكشوف عطل مصالح الوطن والمواطنين.

فالسلطة التشريعية (مجلس الأمة) تتهم الحكومة بالعجز عن تحقيق مشاريع التنمية او تنفيذ خطتها الخمسية أو حتى برنامج عملها وكذلك الحكومة متهمة بتعطيل الأدوات الرقابية الدستورية لمجلس الأمة (الاستجوابات) عن طريق تحويله (الاستجواب) الى المحكمة الدستورية أو إلى جلسة سرية. بل وصل الأمر الى اتهام الحكومة بالفساد وأنها تقوم برشوة أعضاء بمجلس الأمة بما بات يعرف بقضية الشيكات والتحويلات المليونية، وتدعي المعارضة أنها تملك الشارع السياسي وان الحشود الشعبية التي تحضر ندواتها ما هي إلا انعكاس لتأييد الرأي العام لها.

أما السلطة التنفيذية (الحكومة) فترى أنها تملك الأغلبية البرلمانية المنسجمة معها ولكنها تشكو حتما من ديكتاتورية الأقلية البرلمانية والتي تتهمها الحكومة بأنها أحد الأسباب الرئيسية وراء تعثر أدائها، ولان تلك الأقلية وبتحرشها المستمر بالحكومة تؤدي الى إشغالها عن التنمية وإنجاز الخطط.

وكذلك ترى الحكومة أن من حقها تحويل الاستجوابات إلى المحكمة الدستورية وتحويل الجلسات الى سرية وفقا للقانون واللوائح!

اما بشأن الحديث عن الشارع السياسي والحشود الشعبية المعارضة، فان الحكومة مؤمنة بأن تلك الحشود ما هي إلا أقلية غاضبة ولا تمثل الرأي العام وأن الأغلبية لم تتحرك ومازالت محايدة ان لم تكن موالية.

أما السلطة القضائية فقد دخلت أو أدخلت قسرا إلى ساحة الصراعات السياسية عن طريق المحكمة الدستورية وقرارها الأخير بشأن استجواب السعدون والصرعاوي لرئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد، والذي فسر من قبل الموالين للحكومة بأنه يمنع تعسف الأقلية في استخدام حق الاستجواب للرئيس على أعمال وزرائه وليس فقط على السياسة العامة.

بينما ترى المعارضة أنه مجرد قرار وليس حكما وهو غير ملزم لمجلس الأمة، بل ذهب البعض الى القول بان المحكمة غير مختصة بالنظر في موضوع الاستجواب أصلا، وهي مختصة فقط بالطعون الانتخابية وبدستورية القوانين فقط، وبالنظر الى قرارات سابقة للمحكمة في نفس الشأن كانت قد أبدت فيها صراحة المحكمة الدستورية انها غير مختصة بالنظر في الاستجوابات ومدى دستوريتها!

وبذلك أصبح الصراع وعدم التعاون بين السلطات الثلاث ماثلا للعيان، حتى وصل الأمر للقطيعة الشخصية بين أفراد من المعارضة والحكومة ورئيسها، وكذلك مقاطعة لانتخابات اللجان البرلمانية ما يهدد بتعطيل أعمال مجلس الأمة بالكامل، بل حذرت المعارضة صراحة بأنها ستصعد الأمر شعبيا لتجبر الحكومة على الاستقالة وتمهد لحل البرلمان.

وفي النهاية، الرجاء معقود على صاحب السمو باعتباره أبا السلطات الثلاث لإنهاء ذلك الصراع الخطير والمخيف، فالعودة الى الشعب مصدر السلطات (المادة 6) ليحسم الجدل ويضع النقط على الحروف باتت أمرا ضروريا!

سامي النصف

فتاوى في المرأة!

٭ كل من يحق له القضاء يحق له الشهادة، ونظرا إلى أن المرأة لا تحق لها الشهادة فلا يحق لها الجلوس على كرسي القضاء كقاضية.

٭ لا تستطيع أن تكون المرأة رئيسا للدولة أو ملكة، ولا أن تتولى أي منصب ينطوي على أي سلطة.

٭ الابنة في كنف الأب يزوجها كيفما يشاء، وللأب الحق في تزويج ابنته دون أخذ رأيها.

٭ يحق للرجل ان يتزوج أكثر من امرأة، ويحرم على المرأة الزواج برجلين، وله أن يعدد الزوجات مادام يستطيع ان يلبي احتياجاتهن وإن كانت الحكمة تقتضي ألا يتزوج الكثير من النساء حتى لا يزيغ قلبه وتفتر همته.

٭ لو كان هناك رجلان أو أكثر يأكلون ومعهم امرأة فإن المرأة لا تأكل معهم.

٭ المرأة التي تتعلم الشريعة لها أجر لكنه ليس كأجر الرجل، وذلك لأنها غير ملزمة وأجرها أقل من أجر الرجل.

٭ المرأة ممنوعة من الشهادة كون النساء يشهدن بشكل عاطفي أكثر من الرجال.

٭ كل من يأخذ بمشورة زوجته مصيره… جهنم!

٭ صوت الطفلة التي يزيد عمرها على الثالثة عورة لذا لا يجوز لها الإنشاد أمام الرجال، وصوت المرأة عورة ويحرم سماعه حتى من الراديو أو الشريط المسجل.

٭ لا يجوز أن تردد الفتيات أثناء الأعراس الأغاني أمام الرجال ولكن يمكن لهن الغناء أثناء رقص الفتيات فقط.

٭ من المستحسن الامتناع عن كشف الرأس حتى في المنزل حفاظا على قدسيته، وجاء عند السلف ان امرأة تقيّة كان جميع أبنائها الثمانية من رجال الدين، وعندما سُئلت كيف نالت هذا الشرف أجابت لأن جدران منزلي لم تر أبدا شعري.

٭ القبور ليست مكانا للنساء بشكل عام والأفضل ألا تسير النساء في الجنازة ووراء النعش.

٭ رفض رئيس البلدية مصافحة النساء خوفا من النجاسة حيث انه لا يدري متى تكون المرأة حائضا.

***

آخر محطة:

(1) الفتاوى السابقة ليست إسلامية بل يهودية جاءت في الكتاب البحثي «فتاوى الحاخامات» للدكتور منصور عبدالوهاب.

(2) للعلم اسرائيل ليست دولة دينية أو يهودية (حتى الآن) بل دولة علمانية بدلالة وصول السيدة غولدا مائير لمنصب رئيس الوزراء وان قام آنذاك حزب أجودت بسرائيل بالانسحاب من الحكومة احتجاجا على ذلك التعيين الانثوي.

(3) بدلا من قيام أبناء العم بالتحول الى قاطرة تسحب دول أبناء عمهم الى الأمام والمستقبل المشرق، ظهرت عليهم مظاهر التشدّد والخلاف الذي يحمله هواء المنطقة فيتأثر به كل من يستنشقه… ونرجو ألا يقلدونا مستقبلا بالحكومات الديكتاتورية القومية والدينية التي تتلوها.. حروب أهلية!

 

محمد الوشيحي

للمجاهيم والعقبان… شكراً

عيدكم مبارك…
بكامل قواي العقلية، أو بما تبقى منها، أعترف أن نسبة الذوق ارتفعت بين أوساط بنيّاتنا في الكويت من جهة، ونسبة الفجور حلّقت من الجهة الأخرى. أو قل: “مجموعة من بناتنا ارتفعت نسبة ذائقتها وبالتالي جمالها، والمجموعة الأخرى ارتفعت نسبة فجورها وبلواها”.
وكنت جالساً مع خمسة وسبعين بالمئة من أبنائي، ثلاثة من أصل أربعة، نستريح في أحد المطاعم من عناء التسوق، وكنت بذهنٍ متناثرٍ كحطام طائرة، عندما مرت بنا قافلة من “المجاهيم” (مفردها المجهم وهو كل ذي لون أسود) صبايا يرتدين عباءات تخجل أمامها المايوهات، وتذكِّرها ملابس الإثارة المنزلية بتقوى الله، عباءات أضيق من قبر الكافر وأشد سواداً، لو شاهدَتها نجوى فؤاد لصرخت: “اللي اختشوا ماتوا”.
على رؤوسهن نصبن خياماً كخيام القبائل الإفريقية، وفي عيونهن رسمن كحلاً من الكربون يكفي لتحريك محطة قطارات، وعلى أذرعهن، المكشوف جزء منها، نقشن حناء كالثعابين الملتوية، منقبات ماجنات، طرقعة علوكهن تُسمع من به صمم، وكعكعتهن تصم آذان عمال المناجم… تتبعهن، إلى درجة الالتصاق، قوافل من الشبان العاطلين عن العقل، بعيون جائعة ومفردات صائعة ضائعة.
جلست القافلة السوداء على مقربة منا، فأحاط بنا الشبان كأسراب العقبان بعيونهم الجائعة ووجوههم المائعة. عقبان تمنّي نفسها بنهش الجثث المكسوّة بالسواد. لا شك أن الفراغ والبطر وما شابههما فعلت بهؤلاء وأولئك الأفاعيل.
فجأة، لا أعرف كيف سافر ذهني إلى لبنان، إلى حيث المقهى وتلك النادلة (الجرسونة) المراهقة، وزميلها النادل المراهق، وحديثهما لي في صباح باكر في يوم أحد عن حياتهما بعد أن توطدت صداقتنا، وعن دراستهما الجامعية، وعن اضطرارهما للعمل في المساء وأيام العطل لتوفير مصاريف الدراسة الجامعية.
صعقت عندما علمت لاحقاً أن الصبية ابنة أحد كبار تجار العقار، وأن والدها أجبرها على العمل لتصقل شخصيتها بنفسها وتصرف على نفسها بنفسها، تحت رقابته العاقلة، على أن يحمّلها (قلت يحمّلها ولم أقل يمنحها) مسؤوليات إدارة أحد أفرع شركته العقارية حال تخرجها من الجامعة.
عاد ذهني من سفره، وحطّ في المطعم حيث تجلس القافلة الماجنة على مقربة منا، فأمرت أبنائي أن يلملموا حاجياتهم بسرعة، وغادرنا ونحن ننفض عيوننا من كآبة المنظر.
في السيارة أطلقت حشرجاتي الغاضبة في وجوه صغاري: “أولئك النسوة أسأن للنقاب كما يسيء المشعوذون للحية، فلا تربطوا هذه بتلك”. ثم أصدرت أوامري المستقبلية: “سأتوقف عن دفع مصاريفكم حال دخولكم الجامعة، على أن أبحث معكم عن وظائف تؤمّن لكم أدنى مطالبكم، أما أنت – وجّهت حديثي إلى ابني الذي ينوي الدراسة الجامعية في الخارج – فستعقد صداقة حميمة مع الأطباق التي ستغسلها في المطاعم والمقاهي، وسأحتفظ لك بمصروفك الذي تمنحك إياه وزارة التعليم العالي إلى حين تخرّجك من الجامعة”.
كانت قرارات غاضبة صدرت مني كردة فعل على منظر الماجنات أولئك ومنظر العقبان، لكن من قال إن كل القرارات التي تُتخذ في لحظات الغضب خاطئة؟
رب ضارة نافعة، فبسبب ذلك المنظر الكئيب الذي حرك شياطين غضبي في المطعم، رسمت أول خطوط الحياة لأبنائي الذين يعلمون جيداً أنني أنفذ ما أقوله لهم.
أنا مدين لقافلة المجاهيم ولأسراب العقبان… شكراً أيها العاطلون عن العقل والعاطلات عن الحياء… شكراً كبيرة.

سامي النصف

وعز الشرق أوله.. دمشق!

  يخبرني الصديق سعد البزاز وقد كان المستشار الإعلامي لصدام ورئيسا لإحدى الصحف الحكومية في بغداد، انه بدأ يكتب مع سقوط الأنظمة القمعية في أوروبا الشرقية، داعيا للتغيير والانفتاح كي لا تقتلع الرياح نظام البعث في العراق، الا ان صدام دعاه لقصره وطلب منه التوقف عما يكتب، ويضيف البزاز انه أيقن حينها ان النظام ساقط لا محالة، لذا انشق وترك العراق.

***

مع اعصار الربيع العربي الذي أظهر قوة الشعوب المقهورة في المنطقة وأطاح بالأنظمة القمعية، قامت المخابرات في درعا بتعذيب وقتل أطفال صغار رددوا بسذاجة وغفلة ما كانوا يشاهدونه على الفضائيات، ثم دعي أهلهم لتسلم جثثهم المقطعة، وقال الضباط للآباء المكلومين: «أرسلوا زوجاتكم لنا كي نجعلهن يحبلن بأولاد خير ممن قتلناهم»، ويعلم الجميع تأثير مثل تلك الأقوال والأعمال الشنيعة في مجتمع عشائري كالقائم في درعا.

***

لا ننسى لسورية موقفها المشرّف عام 1991 وكان بودنا وبحق ان يتعظ النظام مما جرى لصدام وان يتم التعامل بمرونة مع المتغيرات المحيطة عبر البدء بعمليات اصلاح حقيقية تستقطب الغضب خاصة ان السوريين لم يطالبوا كحال التونسيين والمصريين والليبيين واليمنيين بإسقاط النظام، بل بإصلاحه، وهو أمر كان سيبقي النظام العلماني بعد توجهه لليبرالية والديموقراطية والتعددية، ومعه بقاء حكم الأقلية العلوية، وهما أمران دعونا وندعو لهما في أقطارنا العربية كافة منعا لقيام الدولة الدينية، وحدّا من ديكتاتورية الأكثرية، وايقافا لمشاريع التفتيت والتقسيم.

يقول أمير الشعراء أحمد شوقي في أحداث سورية:

سلام من صبا بردى أرق

ودمع لا يكفكف يا دمشق

وبي مما رمتك به الليالي

جراحات لها في القلب عمق

غمزت إباءهم حتى تلظت

أنوف الأسد واضطرم المدق

ولـ (البعثيين) وان ألانوا

قلوب كالحجارة لا ترق

إذا ما جاءه طلاب حق

يقول عصابة خرجوا وشقوا

دم الثوار تعرفه «الشآم»

وتعلم انه نور وحق

نصحت ونحن مختلفون دارا

ولكن كلنا في الهم شرق

وللحرية الحمراء باب

بكل يد مضرجة يدق

وللأوطان في دم كل حر

يد سلفت ودين مستحق

جزاكم ذو الجلال بني دمشق

وعز الشرق أوله.. دمشق

***

آخر محطة (1):

 إذا لم يتدارك نفسه ويسمع النصح العاقل نخشى ان يحيل نظام الأسد سورية الى.. غابة متوحشة!

(2) مبادرة الجامعة العربية لا تستحق الحبر الذي كتبت به كونها توفر فقط هدنة مؤقتة يستكمل بعدها مشروع القتل والتفتيت!

(3) الشكر الجزيل للجمعية الثقافية النسائية على لمستها الانسانية وزيارة ادارتها للجرحى الليبيين، الدنيا عيد فاكسبوا الثواب بزيارة الاحباب الليبيين.

مبارك الدويلة

سياسة خرقاء

ينشر هذا المقال مع اول ايام عيد الاضحى المبارك، الذي بمناسبته نهنئ الاخوة القراء ونبارك لهم عيدهم، ونسأل الله ان يعيده على الأمتين العربية والاسلامية باليمن والقبول ومزيد من التقدم والازدهار، في اجواء من الامن والسلام تساعد المواطن العربي والمسلم ان يشعر بآدميته وإنسانيته، أقول هذا وانا اشاهد العيد تلو العيد يمر على اخواننا واشقائنا في الكثير من البلاد العربية والاسلامية، وهم يعيشون اجواء الخوف والرعب وانتظار زبانية الانظمة تطرق ابوابهم، لتأخذ ابناءهم وتزجهم في السجون من دون محاكمات عادلة، ثم تعيدهم بعد ذلك جثثا مشوهة!
وما دام اننا نلوم الانظمة المسبتدة، فهناك ايضا انظمة تمارس هذا الاستبداد، ولكن تحت مظلة الدفاع عن الحريات العامة وحقوق الانسان! فهذه اميركا بالامس صوتت ضد عضوية فلسطين في مجلس اليونيسكو، وهي منظمة اممية تهتم بشؤون التعليم والثقافة في الدول النامية، وتساعد على تقليل نسبة الامية، وتحارب الجهل في الدول المتخلفة، هكذا يفترض نشاطها، لكن الاميركان حُماة الحريات صوتوا ضد عضوية فلسطين، وليت دعاة العلمانية في بلادنا يعترضون على زج السياسة بالثقافة لدى الاميركان، وليت الاميركان اكتفوا بهذه الجريمة الانسانية التي ليس فيها من احترام الانسان شيء، بل اعلنوا وقف مساعدتهم للمنظمة (%22 من ميزانيتها السنوية) بسبب هذا القرار! انا أتفهم قسراً مراعاة اسرائيل في الخطوة الاولى، لكن ما لا يمكن ان افهمه هو محاربة دول العالم الفقيرة وتعطيل التنمية فيها بسبب فلسطين!
ان كان من تفسير لهذه الظاهرة فهو ان اسرائيل اصبحت تسيطر ليس فقط على السياسة الاميركية، بل حتى على مشاعر الساسة والمثقفين فيها وهواجسهم وهمومهم!.
الغريب ان اميركا هذه تهدد لبنان بالامس ان لم يدفع حصته في ميزانية المحكمة الدولية! أليس هذا استخفافاً بعقول البشر وعدم اكتراث لردات فعلهم؟! ألا تنشئ هذه السياسة الخرقاء تياراً متطرفاً في الدول النامية يصعب ايقافه؟! الا يوجد رجل رشيد في واشنطن يقول: كفى؟!.

سامي النصف

شتائم الكروان

  فيلم «دعاء الكروان» الذي أنتج بالأبيض والأسود عام 1959 عن رواية لعميد الأدب العربي د.طه حسين، هو أحد أجمل أفلام الرومانسية العربية قاطبة وقد وصل الى نهائيات جائزة الأوسكار الأميركية في ذلك العام كأحد أفضل 5 أفلام أجنبية، وضمنه تقول بطلته فاتن حمامة (آمنة) ان تغريد الكروان هو في حقيقته دعاء جميل لله كل صباح من قبل الطائر المغرد نصه «الملك لك، الملك لك لك».

***

في البدء، مقال اليوم لا علاقة له من قريب أو بعيد بالقضايا المرفوعة ضد بعض المغردين كوني لم أطلع على ما كتب بعد ان هجرت منذ أشهر عدة عالم التغريد الكويتي وقبله بسنوات المشاركة في منتديات الإنترنت الكويتية بسبب كم الشتائم الهائل فيها فالفكر لدينا لا يقابل بالفكر بل بالشتم والكذب الرخيص والتجريح للأسف الشديد.

***

وواضح ان من اخترع التويتر أو «التغريد» كان يقصد منه التواصل الخيّر بين البشر لا الشتم والتشهير وهل سمع احد بكروان او كناري او كاسكو يختص بقدح الناس بدلا من إسعادهم بتغريده العذب؟!

في هذا السياق ما الفارق بين ان يُشتم شخص ما في عرضه او ذمته او دينه في الصحف المطبوعة التي لا يزيد قراء البعض منها على المئات وبين ان يُشتم على وسائل النشر الإلكترونية التي يزيد عدد القراء فيها على عشرات ومئات الألوف؟! ان من يطالبون بحرية شتم الآخرين هم أول من يجزع ويطالب بأشد العقاب عندما يصل الشتم او حتى النقد الى عتبة دارهم.

***

والأمر المحير بحق هو ان الموضوع الذي يثير الشتم والتجريح بالمنتديات الكويتية هو نفس الموضوع الذي يحوز تعقيبات وتعليقات عاقلة وحكيمة (مع أو ضد لا فرق) في المنتديات السعودية والمصرية والإماراتية التي كنت أشارك بها والتي أضفت لها هذه الأيام المنتديات الليبية التي رغم بُعد أعضائها عن الحريات منذ زمن طويل إلا انني لم أجد لديهم حتى قليلا مما لدينا من قدح وذم وتجريح.

***

هذا الضيق السائد لدينا بالرأي الآخر وتقبل الأمور بروح رياضية رغم ادعائنا بممارسة الديموقراطية منذ نصف قرن يتمثل كذلك في الضرب والاعتداء على الفرق الرياضية المنافسة لفرقنا عند الخسارة، وفي الجرائم الشنيعة التي تُرتكب في حق الآخرين بسبب نظرة او «خزة»، وأعتقد ان من الأسباب الرئيسية لتلك الممارسات هو حدة الطرح لدى كثير من النواب والكتاب والشخصيات العامة (القدوة)، إضافة الى أعمالنا الدرامية المليئة بالصفع والركل عند أول اختلاف مما يوصل رسائل خاطئة وبأقصر الطرق لأجيالنا الصاعدة بأن الشتم والشدة والعنف مقبولة عند التباين في الآراء، فالأجيال والبراعم تصدق ما ترى وتقرأ، بأكثر مما تسمع بالأذن من نصائح خيّرة.

آخر محطة:

(1) رسائل للأحبة من الشباب وهم ثروة وطننا الحقيقية، هناك فارق كبير بين حرية النقد وحرية الشتم، بين الكلام الذي يجبر والكلام الذي يدمر، بين ما يكتب ويقصد منه الصالح العام المشروع وبين ما يخط لأجل الانتقام الشخصي الممنوع، أنتم مستقبلنا وحلم بلدنا، لذا نربأ بكم عن التحول من «مغردين» يسعدون الناس بآرائهم المفيدة وأفكارهم الجميلة كل صباح، الى «شتامين» يستخدمون ألفاظا وكلمات لا يرضونها هم أنفسهم.. لأهلهم وأقاربهم!

(2) وقد يكون أحد أهم أسباب تدني لغة الحوار في المنتديات الكويتية «مندسون» و«أشباح» حاقدون على الكويت يشتمون هذا ثم يشتمون ذاك بقصد إثارة الفرقة والفتنة والتناحر بين أبناء البلد الواحد.. فاحذروهم!

محمد الوشيحي

هنا زي هناك وأكثر

أشعر برغبة عارمة صارمة بتعلّم الكاراتيه، كي أعضّ بأسناني رقاب بعض الأخوة العرب الذين يتساءلون: “ما بال الكويتيين؟ ما الذي حدث لكويت الستينيات والسبعينيات؟ أين اختفت؟”… وكأنهم عميٌ لا يبصرون.
ويأتيني اتصال من زميل في قاهرة المعز: “فيه ايه يا عم وشيحي؟ مالكم مشبعتوش خناق؟”، فأجيبه: “نقاوم الفساد كما كنتم تقاومونه”، فيعلق: “بس احنا كنا غير، احنا كنا بنتسرق جهاراً نهاراً”، فأعلق: “ونحن كنا وما زلنا نتسرق الساعة العاشرة صباح كل يوم”، فيعلق: “بس احنا الحرامية بتوعنا كانوا بيسرقونا بحماية من الدولة”، فأعلق: “والحرامية بتوعنا بيسرقونا، والمطلوب منا توفير القفازات لهم كي لا تظهر بصماتهم فنكتشفهم، وأن نقف على رأس الشارع لنتأكد من خلوّه من المارة”، فيعلق: “طيب عندكو فضائيات زي اللي كانت عندنا بتمجّد في الحرامية”، فأعلق: “لا، عندنا فضائيات بتمجد في الحرامية وبتشتم في الشرفاء”، فيتحدى: “معلش، احنا غير، احنا كان عندنا أحمد عز مبهدلنا ومشغّل الدولة كاشير عند حضرتو”، فأتحدى: “احنا عندنا أحمدات يتنافسون على بهدلتنا، ويدّعون الحكمة والعقل، وعايزين أجهزة الدولة خدامة تمسح البلاط اللي بيمشوا عليه حضراتهم”…
“بص يا وشيحي، يقول بحماسة، الكدابين بتوعنا بيقولوا عن مصر انها فقيرة ومتشحتفة يا عيني ومحتاجة صدقات ولاد الحلال، وده مش صحيح، مصر غنية ومش عايزة حاجة من حد، وكان المسؤولين بتوعنا ببساطة يقدروا يخلوها قطعة من أوروبا، بس هي بقت فقيرة من كتر ما نهبوها”، قلت له: “بص يا شرقاوي، الكويت تملك أكبر ملاءة مالية في العالم، وكانوا بتوعنا ببساطة يقدروا يخلوها قطعة من الجنة، لكنهم سرقوها حتى أصبحت الكلاب الضالة تأنف من السير في شوارعها لشدة نتانتها”، قال: “كان أي واحد عندنا يحتج على الفساد بيضيع في الكازوزة”، قلت: “كان وما زال أي واحد عندنا يحتج على الفساد يروح في الرجلين”، قال بفخر: “بس احنا الحمد لله قدرنا نجمع كل الحرامية في السجن”، فقلت بقهر: “واحنا الحمد لله قدرنا نتجمع كلنا في السجن والحرامية بره”.
واستمر النقاش ولم ينته إلا بعد أن جعلته يعترف أننا “ولاد أيوب”، وأننا مقصرون، وأن صوتنا خفيض ويجب أن يرتفع أكثر.
فانتهزت الفرصة، أو “استنزهت الفرصة”، كما قالت إحدى المتصلات على الإذاعة، وقلت: “كل ما يحدث في الكويت اليوم هو أن هذه الديرة، ولله الحمد، مازال فيها من يحبها ويجلس تحت بلكونتها، لا ليحظى بنظرة منها أو التفاتة، بل ليصرخ في وجه كل من يقترب من خزانة ملابسها”.
قال: “طب يا عم فين القفشات بتعتك والضحكات والذي منه؟”، فأجبته بسؤال يحمل على ذراعيه الجواب: “وهل تجوز القفشات والضحكات في أوقات العزاء؟”.

سامي النصف

نصائح كويتية للأشقاء في ليبيا

  نبارك لكم في البدء استقلالكم الحقيقي الجديد بعد سقوط الطاغية ولجانه الثورية البغيضة، والذي تحقق بفضل إرادتكم القوية ودعم العالم الحر لكم ممثلا بقوى الناتو الخيّرة، ونتقدم لكم وأنتم أمام مفترق طرق خطير بالنصائح التالية:

***

1 – لكم أن تنظروا في دروس تجربتنا (عام 91) التي أدت الى استقرارنا ونمائنا والتي تقوم على تعزيز سلطة الدولة منذ اليوم الأول ومنع عمليات الثأر والانتقام ودعاوى الاجتثاث بعكس تجربتي العراق 2003 ومصر 2011، لذا حاكموا فقط القلة من المجرمين من أبناء معمر القذافي وارفعوا شعار (عفا الله عما سلف) و«اللي فات مات».

2 – استخدموا سلطة الدولة القوية آنفة الذكر كما جرى معنا في الجمع السريع للسلاح من الناس، فالفوضى والإجرام والانقسام لا تحدث إلا بسبب ذلك السلاح وهل سمع أحد بحرب أهلية يتراشق طرفاها بالورود؟!

3 – ابتعد شعبكم الأبي طويلا عن الديموقراطية والحرية والتنمية السياسية، لذا لا تمنحوه جرعة زائدة من الديموقراطية والحرية فتعم الفوضى وينعدم الأمن ويتفتت البلد كما حدث في العراق الشقيق وقبله الصومال، بل تدرجوا في الحريات كما حدث في ألمانيا واليابان بعد الحرب الكونية الثانية وسنغافورة في الوقت الحاضر، فالديموقراطية هي كالدواء تختلف جرعتها من شعب الى شعب، فما يصلح لبريطانيا وإيطاليا وأميركا قد لا يصلح لليبيا في الوقت الحاضر.

4 – ما جزاء الإحسان إلا الإحسان، والعرفان بالجميل أمر جميل، لذا عليكم أن تظهروا امتنانكم للغرب الذي ساعدكم على إسقاط أحد أسوأ الأنظمة الإبادية في التاريخ والذي كان سيمتد بأبنائه وأحفاده من بعده كما حدث في كوريا الشمالية وكوبا وبعض دولنا العربية، وان تحضروا الكوادر المؤهلة من الغرب، ولن يبخلوا عليكم بشيء، ولكم في الدول الخليجية القدوة الحسنة، وهي المثال الواضح للإنجاز العربي والتي لم تقم نهضتها إلا بمساعدة ودعم دول العالم الحر، وابتعدوا في هذا السياق عن الغوغائية وتبني قضايا الدول الاخرى، وارفعوا شعار «ليبيا أولا وليبيا أخيرا».

5 – أعلن 40 ألف «ليبي» يهودي رغبتهم في العودة لوطنهم ليبيا (أقل من 0.07% من السكان) فرحبوا بهم دون منة وافتحوا صفحة جديدة في تاريخ بلادكم لا تقوم على القمع والتهجير والتمييز بسبب الدين أو العرق كما حدث للبربر والأمازيغ، واسمحوا لهم ولغيرهم من المغتربين الليبيين باستثمار أموالهم وخبراتهم وعقولهم في خدمة «ليبيا الجديدة».

6 – النظام الملكي هو النظام الأمثل لبلداننا العربية، وقد كانت لكم أسرة مالكة لها جذورها الدينية والوطنية، وكان على رأسها ملك فريد أقرب للزاهد لم يعدم أحدا قط (عدا أحد أقربائه) وتوفي مديونا، بينما سرق الطاغية معمر القذافي 200 مليار دولار من ثرواتكم، فعودوا للملكية ضمانا لأبنائكم ومستقبل بلدكم، ومرحبا بكم بعد ذلك أعضاء فاعلين في مجلس التعاون الخليجي مع المملكة المغربية والمملكة الأردنية.

***

آخر محطة:

 (1) بادرة إنسانية طيبة ومعتادة من القيادة السياسية الكويتية في استضافتها للجرحى الليبيين، فالكويت تبقى دائما وأبدا البلد الذي يبادر بأعمال البر والعطاء للاخوة والأشقاء، ولا يرسل قط أدوات الخراب والدمار لهم كحال غيرنا.

(2) نرجو من الأحبة في وزارة الإعلام إعداد رحلات سياحية وثقافية في أرجاء الكويت للجرحى الليبيين بعد شفائهم السريع إن شاء الله، إضافة بالطبع للأشرطة والمطبوعات.

(3) ونرجو من الفنانين الكويتيين أمثال عبدالحسين وسعد الفرج ونبيل شعيل وعبدالله الرويشد ونوال وغيرهم أن يبادروا بزيارة الجرحى، فلهم في ليبيا معجبون كثر، وكانت شوارعهم تخلى من المارة عند عرض الأعمال الدرامية الكويتية، وهذا الطلب يمتد كذلك لجميع المواطنين والمقيمين للزيارة لتخفيف عناء الغربة عنهم.

(4) كما نرجو من الاخوة في شركات الهواتف المتنقلة توفير هواتف وخطوط للمرضى الليبيين كي يمكن لهم أن يتواصلوا مع بعضهم البعض.

مبارك الدويلة

الأمور تزداد سوءاً

حسناً فعل صاحب السمو باستقباله وفد المعارضة البرلمانية والاستماع اليهم ومحاورتهم، وهذا ليس بغريب على سموه الذي عرف عنه الحكمة والحنكة في قراراته، فلو لم تتم هذه الخطوة المستحقة من قبل سموه لأصبح نواب المعارضة في حل من اتخاذ اي اجراء يبرئ ذمتهم امام الله وأمام الشعب. فكلنا يعلم كيف تمكنت الحكومة من تعطيل جلسات مجلس الامة، سواء بفقدان النصاب او بالاحالة إلى «الدستورية» ولجان المجلس لاي موضوع او قضية لا تريدها. لذلك، لجأ النواب إلى الشارع وساحة الارادة، فحجبت الحكومة رأيهم عن الناس ومنعت نقل ما يجري الى الشعب، فاتجه النواب الى دواوينهم، وهنا تعهدت الحكومة بمنع اي تواجد بشري خارج حدود المنزل ولو استدعى ذلك تدخل القوات الخاصة! فلم يجد النواب بداً من التوجه الى صاحب القرار النهائي ليشتكوا اليه ظلم الصديق وجور الصاحب، وكيف آلت الامور في البلاد الى حافة الانهيار، فاستوجب الامر تدخل صاحب البصر والبصيرة لانقاذ ما يمكن انقاذه قبل فوات الاوان.
والسؤال الذي يطرح نفسه: ماذا عن مستشاري سمو رئيس الوزراء؟ فاما انهم لا يمارسون دورهم الاستشاري، يعني مستشار ترضية وتطييب خاطر بس فكنا من رأيك واحتفظ به لنفسك! وإما انهم يقدمون استشارة ورأيا ركيكا وبعيدا عن الواقع، وثالثة الاثافي انهم يزينون لصاحب الشأن ما يريده ويرغب فيه، ولو خالف قناعاتهم وهذه طامة كبرى، اما الرابعة فهي انهم يشيرون عليه لكن صاحب الشأن لا يقتنع بما يرونه فيصبحون مثل «المطوطي في جليب!».
اقول هذا الكلام لانني ارى ان الاوضاع وصلت إلى درجة من السوء بحيث يراه كل ذي عقل وبصر وبصيرة ولو كان صغيراً! ولا يمكن ان تصل الامور الى هذا الحد من دون ان تحرك ساكنا في مشاعر من يعنيه الامر، وحتى لا نصل الى ما وصل اليه بعض مثقفينا ومنظري الاقتصاد عندنا الذين يرون انشاء دار للاوبرا اولوية يتمنون عدم تجاهلها!
وما دام اننا نكتب عن اصحاب الشأن ورؤاهم واولوياتهم فأتمنى ان نلفت نظرهم ــــ وهم جزماً غير غافلين عن ذلك ــــ الى خطورة الطرح الطائفي وتأجيج المشاعر الطائفية عند بعض جهال السنة والشيعة.
واعتقد ان السماح للبعض بالتحرك بأريحية في هذا المجال وشعور هذا البعض بانتقاص حقوقه ورفع سقف مطالباته زادت من هذا الطرح الذي نشأ عنه احتقان طائفي يهدد الوحدة الوطنية. وهنا أنبه الى قضية لم يعد يخفيها هذا البعض، وهي شعور البعض بالتعاطف الذي يصل الى درجة الولاء لاحدى الدول الصديقة والجارة التي تتبنى المرجعية المذهبية في عملها السياسي! اقول هذا التعاطف لم يعد خافيا بل اصبح البعض يصرح به تصريحا لا تلميحاً، مما جعل الطرف الآخر يشعر بالغبن وهو الذي اتهم منذ فترة قريبة جدا بازدواجية الجنسية!
الامور اصبحت قاتمة ولم تعد رمادية كما كانت بالامس، والتشاؤم او التحلطم اصبح لغة التخاطب بين اهل الديرة، والتحسر على كويت الماضي اصبح هماً يشيله قلب كل مواطن مخلص وغيور، فمتى يأتي الفرج؟
«قل عسى ان يكون قريباً» صدق الله العظيم.
***
ملحوظة:
في مثل هذه الاجواء.. لا نستغرب عودة الرويبضة، وهو التافه من الناس يتكلم في الشأن العام.. ولا نستبعد تسلق الطحالب على ظهر الشرفاء.