مبارك الدويلة

قراءة هادئة في النتائج

قلنا اكثر من مرة.. إن لكل فعل ردة فعل معاكسة.. وهذا ما حصل في الانتخابات الاخيرة.. حيث كان الهجوم على التيار الاسلامي واضحا من قبل بعض وسائل الاعلام وبشكل غير مبرر وبعيد عن الواقعية، حتى وصل الفجور في الخصومة الى اتهام بالتخطيط لقلب نظام الحكم!! فجاءت رسالة الناخب الى خصوم هذا التيار بهذه النتائج، وبالعكس فاحراق خيمة احد المرشحين ومحاولة «تذكية» شبيهه في احدى القنوات وتكسيرها جاءتا بنتائج عكسية كذلك!!.
الربيع العربي وصل الى الكويت.. لكن بطريقة كويتية.. هادئة.. سلمية.. قانونية..!! قال الشعب الكويتي كلمته.. انه مؤيد وداعم للتيار الاسلامي مهما قيل عنه ما قيل.. وانه ضد التيار العلماني الليبرالي مهما تزين وتزلف وحسّن صورته اعلاميا. فقد اثبتت الايام ان المعارضة مطلوبة في المجلس القادم لتوقف سيل الفساد الجارف والمدعوم من حكومة سابقة ونواب سابقين، لكن هذه المعارضة مطلوبة من تيار ذي معدن اصيل نقي طاهر لم يدنسّ.. معارضته متزنة.. هادئة.. بعيدة عن الحناجر العالية ولكن دون تهاون مع الباطل.. مطلوب معارضة توقف التطرف الطائفي الذي يريد ان تكون الكويت بحرين ثانية!! ويريد ان ينتزع الكويت من جسد مجلس التعاون الخليجي ليلقيها في احضان ضفاف الخليج الشرقية!! مطلوب معارضة لا يمكن الاستحواذ عليها بمنصب وزاري او مناقصة او معاملة علاج في الخارج، مطلوب معارضة تجتمع لتحديد اولويات شعب اختارها.. وتسعى لتمرير هذه الاولويات بهدوء تحت قبة البرلمان من دون صراخ او تأزيم او اضاعة وقت المجلس دون انجاز!!.
اليوم خصوم الديموقراطية يراهنون على فشل هذا المجلس.. لانهم لا يرون ديموقراطية الا بوجودهم وسيطرتهم على مجريات اللعبة الديموقراطية، وهؤلاء الخصوم لا يرون ديموقراطية الا اذا جاءت نتائجها وفقا لمصالحهم.. وإلا فإنها مزيفة او ناقصة!!، وهكذا هم يدعون الديموقراطية وهم ابعد ما يكون عنها في الممارسة والواقع.
ولعل من اهم نتائج الانتخابات غياب المرأة!! واريد ان اؤكد ان سبب غيابها هو الاداء الذي كان دون طموحات المؤيدين لها في المجلس السابق.. كذلك لم يحقق تواجد المرأة في المجلس ما قيل عنه قبل منحها الحقوق السياسية من انها ستساهم في تحسين اداء المجلس، بل تاهت المرأة بين صرخات الرجال وتحركاتهم.. وان تكلمت احداهن قالت «لا تسيسوا السياسة!!»، كذلك لا يمكن ان ننكر ان البدائل بين المرشحات لم تكن بالمستوى الذي يحقق طموحات الناخبين المؤيدين للمرأة!! حتى الاخت ذكرى الرشيدي، التي كان مؤيدوها يتأملون منها تحقيق انجاز في هذه الانتخابات، لم تحسن التكتيك عندما افتتحت مقرها في الفروانية باستضافة بعض من استضافتهم مما كان صدمة للحضور وافقدها الكثير من رصيدها، ولعل توصية الزميل عبداللطيف الدعيج في مقاله يوم الانتخاب، على التصويت لها كان الضربة القاضية!!.
ولا ننسى احد الزملاء الذي يكتب عموده في احدى الصحف، وكان يذكر قراءه دوماً بتصويت بعض النواب ضد اعطاء المرأة حقوقها السياسية ويطالب المرأة بمعاقبتهم.. بس يا خسارة العقاب صار للمرأة وهم نجحوا!!.

سامي النصف

تسونامي الغضب في 2/2

نتائج الانتخابات هي انعكاس لتوجه الناس في فترة ما، لذا فالقراءة الصحيحة للنتائج تدعو لتغيير الاتجاه العام للدولة كي يتم ارضاء توجهات الناخب الذي هو الرقم الصعب في العمل الديموقراطي الذي ارتضيناه منعا لاستمرار غضبه وانفجاره!

****

تسونامي نتائج انتخابات 2/2/2012 هو:

ـ تسونامي غضب شديد ضد الفساد الحكومي والتشريعي الذي أزكمت رائحته الأنوف، فالفساد كان وسيبقى احدى أكثر الوسائل اثارة للعامة، والواجب الحرص الشديد في الفترة القادمة على اقرار قوانين النزاهة والذمة المالية ولجان القيم والبدء بعمليات تطهير الوزارات والمؤسسات والشركات الحكومية من الفساد المعشش في أروقتها وتسليم قيادتها لدماء كفؤة أمينة جديدة.

ـ تسونامي غضب ضد أصوات الاعتدال السني والشيعي والدفع بمنهاجية المواجهة القوية بين الطرفين عبر اسقاط المعتدلين منهم وانجاح المتشددين على قاعدة… كفى!

ـ تسونامي غضب ضد أصوات الاعتدال الحضري ـ القبلي والدفع كذلك بمنهاجية المواجهة القوية بين الطرفين عبر اسقاط المعتدلين وانجاح المتشددين على قاعدة.. كفى!

ـ تسونامي غضب ضد ما يراه بعض الناخبين والناخبات على وجه الخصوص من اخفاق النائبات في عملهن (لا يهم دقة او عدم دقة هذا الادعاء).

ـ تسونامي غضب ضد أصوات الحكمة والتعقل والرزانة (والنائبات ضمن ذلك التوجه) في البلد، فلم يعد صاحب الخطاب العاقل يحوز حتى أدنى الأصوات لصالح صاحب الطرح المؤجج والمدغدغ الذي يسمى كذبا بـ «الطرح القوي»!

ـ تسونامي غضب ضد أصحاب المال ورجال القطاع الخاص بعد ان نجح البعض في تشويه صورة رجال الرأسمالية الوطنية رغم كفاءتهم وحسن طرحهم فسقط البعض منهم وتراجع ترتيب البعض الآخر.

ـ تسونامي غضب من شباب القبائل ضد الفرعيات حيث تم تصدير وتقديم من خرج عليها.

****

كما أثبت تسونامي 2/2:

ـ ذكاء وحسن ادارة الإسلاميين للعبة الانتخابية الى حد يقارب الكمال عبر انتشارهم في الدوائر الخمس والعمل ضمن الواقع القبلي والحضري والطائفي والاستفادة من التحالفات الناجحة وتبادل الأصوات.

ـ الغباء الشديد للتيار الليبرالي الذي دفع سابقا بالتحول للدوائر الخمس مما حرمه من عدة دوائر ضمن نظام 25 دائرة كانت مغلقة بالمطلق او شبه المطلق عليه، كما دفع باتجاه حل المجلس وعدم الاكتفاء بحل الحكومة رغم ان المزاج العام في البلد والمنطقة يظهر بوضوح انصراف الناس عنه، والأمران حذرنا منهما في حينه في عدة مقالات وآخرها في نوفمبر الماضي ولكن لا حياة لمن تنادي.

****

آخر محطة:

(1) في ظل ما حدث في مجلس 2009 من «طق» دون حساب او عقاب وعدم وجود لجان قيم برلمانية، أنصح «بعض النواب» بأن يدخلوا المجلس مرتدين زي محاربي الساموراي الياباني او حديد فرسان العصور الوسطى الأوروبي حيث سيدخل التاريخ من أوسع أبوابه من سيعتدي عليهم وستسطر به أروع وأجمل القصائد وسيضمن نجاحه لخمس دورات انتخابية برلمانية قادمة على الأقل، وقد أعذر من أنذر!

(2) رغم كل ما يقال.. لا أعتقد اننا سنرى عمليات ارتفاع أصوات بين بعض النواب حيث سيتفرغون.. لأمور أهم!

(3) أخيرا.. مبروك لكل الفائزين والرجاء فتح صفحة جديدة، فعبر تعاون السلطات يتم الانجاز، وعبر الافتراق يتم الاخفاق، والكويت وشعبها يأملون الكثير من المجلس القادم فلا تخذلوهم.

احمد الصراف

أقوال أندي

بعد 92 عاما على وجه الكرة الأرضية، وليس البسيطة، كما يقول البعض، والتي تعني المبسوطة، غادرنا قبل شهرين أندي روني، أحد أشهر المعلقين الساخرين في التلفزيون الأميركي الذي عمل في شبكة «سي بي اس» من 1978 وحتى وفاته بشهر، واشتهر من خلال برنامج 60 دقيقة. كانت ل‍روني قدرة عجيبة على قول كثير في جمل قصيرة لا تزيد على السطرين. وانتشرت اقواله على الإنترنت، وأصبحت جزءا من الثراء الإنساني الأدبي، وكان يسعد كثيرا عندما يسمع الآخرين يرددون جمله، حتى من دون الإشارة إليه، ومن تلك الجمل: تعلمت ان من الأفضل أن اكون رحيما، من أن اكون على حق! وتعلمت ألا أرفض هدية مقدمة من طفل. وتعلمت أنه بصرف النظر عن جدية حياتنا ودورنا فيها، فإننا بحاجة دائما الى صديق. وتعلمت أن الجميع، أو كل واحد منا، في لحظة من العمر، بحاجة الى يد حنون تمسك بيده، وقلب رحيم يتفهمه. وتعلمت أيضا أن الحياة هي كلفافة ورق التواليت، كلما اقتربت من نهايتها أصبحت أكثر سرعة. وتعلمت أن اكون ممتنا لأنني لم احصل على كل ما تمنيته في حياتي. وتعلمت أن الثراء لا يشتري الرقي، وتعلمت أن الأشياء الصغيرة التي تحدث لنا كل يوم هي التي تجعل الحياة رائعة. وتعلمت أن تجاهل الحقيقة لا يمكن لأحد أن يخفيها أو يغيبها. وأن الوقت كفيل بأن يداوي جميع الجروح، وتعلمت أيضا أن من اسهل الطرق لكي أتقدم في الحياة، هو أن أحيط نفسي بأشخاص أفضل مني واكثر علما وخبرة. وأن كل من نقابل يستحق على الأقل ابتسامة منا. وأن لا أحد منا كامل إلى أن نقع في الحب، فنؤمن بكماله! وتعلمت أن الحياة صعبة، ولكني أكثر صلابة منها! وتعلمت أن ليس هناك فرص ضائعة، فما افقده يحصل عليه شخص آخر، وأننا عندما نقبل برسو الحزن على موانئنا، فإن سفينة السعادة سترسو في ميناء آخر. وتعلمت ( وهذا ما لم أتعلمه أنا) أن تكون كلماتي رقيقة ورحيمة، فقد أضطر غدا لمضغها! وأن الابتسامة ارخص طريقة لكي نحسن من مظهرنا!
أكتب هذا متمنيا للجميع حياة سعيدة، ولو أنني أشعر بأن من السهل ترداد مثل هذه الأقوال، من القيام بها، فقد أجريت أخيرا عملية زرع أسنان صعبة ومكلفة جدا، وحاولت أن أريها لكل من أقابل، وأن أعود نفسي على الابتسام، فما استطعت، فقد تشققت اطراف شفتي من الشد المفتعل الذي لم اعتده طوال 60 عاما. وكررت لنفسي القول ان علي ألا أنسى الابتسام، ولكني نسيت ذلك أكثر من مائة مرة في اليوم الأول، فتوقفت عن التصرف ببلاهة، واكتشفت، وربما أكون على خطأ، أن من لديهم، أو لديهن ابتسامات آسرة وجميلة يعود سببها لتركيبة وجوههم، وليس بالضرورة لأنهم قرروا أن يكونوا مبتسمين دائمين!

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

أعيدوا النحاس نحاساً

فجأة، لا نعرف من أين جاءت هذه الفجأة، انقلب كل شيء رأساً على عقب، فارتفع سعر النحاس وانخفض سعر الذهب، واختلت الموازين، وذهل التجار الحقيقيون، ووضعوا أيديهم على رؤوسهم، واحتجوا: “هذا نحاس، إنهم يغشونكم”، فنادى منادٍ من الغوغاء: “أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون”.
وجاء يوم تكفل فيه هذا بتوفير البنزين، وتكفل ذاك بإحضار الحطب، والثالث بتوريد أعواد الثقاب، والرابع حجب الريح بثوبه ووو، وجاؤوا به ليشعلها، فاشتعلت النار أمام بيوت في أطراف القرية، فتعالت صرخات المحترقين، وتعالت ضحكات الحارقين، قبل أن يحملوا النار إلى داخل “أحواش” البيوت.
كان العقل في إجازة لسنوات أربع عجاف، وكانت العيون رمداء، وكان القانون على فراشه يحتضر، وكان الشيطان على رأس عمله، وفي قمة نشاطه وحيويته، فارتفعت الحناجر: “القرية كاملة ستحترق”.
وفجأة أخرى، نعرف هذه المرة من أين جاءت، اشتعلت القرية كلها، فتعالى صراخ الجميع.
لن تنطفئ نار قريتكم ما لم تضعوا النحاس في مكانه والذهب في مكانه.
***
كنت على وشك استئذان القراء وإدارة التحرير للراحة قبل أربعة أشهر، لكن عقارب الساعة وعقارب أخرى حالت بيني وبين إجازتي، ثم دخلنا مرحلة الانتخابات، فقررت تأجيلها إلى أن تضع الانتخابات أوزارها.
واليوم، وبعد أن صمت الكلام في ظل هذه الحرائق المتبادلة، وبعد أن لملمت الانتخابات ثيابها، أشعر أن الإجازة تراودني عن نفسها.
على أن أكثر من يحتاج إلى إجازة هي الكويت، لكنها قبل الإجازة تحتاج إلى رعاية طبية من أطباء مهرة، يجيدون إجراء العمليات الصعبة لاقتلاع الأورام السرطانية التي انتشرت في جسدها حتى كادت تقتلها.
***
شكراً لكل من شاركنا في العزاء في وفاة خالي رحمه الله، ولا أراكم الله مكروهاً في عزيز، و”إنا لله وإنا إليه راجعون”.

سامي النصف

قبل أن تدلي بصوتك

لم يجف بعد حبر سلسلة مقالاتنا عن مخطط تدمير وحرق الكويت، البلد المعطاء الحاضن لنا جميعا، وحديثنا عن مشروع الربيع الكويتي المستتر والمستمر القائم على الفوضى والتجمهر والخروج غير المنضبط للشوارع والتعدي على رجال الأمن حتى حدث ما حدث، وقد لطف الله بالبلد فلم تمتد الحرائق التي اشتعلت في العديلية الى البيوت المجاورة فتزهق أرواح الأبرياء القاطنين فيها وتحترق الكويت بالتبعية ويتأذى الشباب الفاعلون المغرر بهم، بينما يجلس المخططون والمحرضون الكبار قابعين في بيوتهم فرحين بما يحدث ومنتظرين.. تصويت السذج لهم في انتخابات اليوم.

****

ولدعاة قيام الأحزاب والدائرة الواحدة والحكومة الشعبية، نشهد كل هذا الانفلات الأمني وعدم الانضباط الذي كاد يحرق البلد والعداء للرأي الآخر والحكومة الشعبية لم تقم بعد، فماذا سيحدث عندما تتسلم بعض قوى المعارضة القمعية مقاليد الدولة عبر الحكومة الشعبية والحزب الحاكم؟! الأكيد أن المعتقلات ستفتح أبوابها لمن لا يسير على هديهم وسنشهد للمرة الاولى في تاريخنا ظاهرة الكويتيين المهجرين في الخارج ممن سيبكون دما على وطن جميل أضاعوه.

****

الكويت كما قال الشيخ الحكيم فلاح بن جامع في لقاء قبل يومين على قناة «الوطن» هي سفينة إن غرقت غرق الجميع، وان نجت نجا الجميع، لذا فلا يعتقد أحد للحظة أن مخطط «البعض» التخريبي والتدميري الذي يمر عبر تحريض الشباب على التعدي والفوضى سينجو منه أحد، إن محاولة اقتحام تلفزيون «الوطن» و«سكوب»، والتعدي على منازل المرشحتين صفاء الهاشم ورولا دشتي هي بداية الطوفان الذي سيغرقنا جميعا، وكل تلك الاحداث يقف وراءها الذئب الرمادي الرابض على مسافة خطوات من حريق العديلية الذي بدلا من مواساة أهلها وأهالي المناطق المجاورة لها الذين أصابهم الرعب مما جرى لم يجد ما يقوله إلا التماس الأعذار للفاعلين، ومنا.. للناخبين!

****

وإذا كنا نرفض تماما أي إساءة لأهلنا وأحبتنا من أبناء القبائل الكرام منعا للفتنة، فإننا كذلك نرفض مشاريع الإساءة للأحبة من أبناء الشيعة عبر تصويرهم وكأنهم منضوون في محفل سري تأتيهم الأوامر من كهنته فيمتثلون لها على الفور، أبناء الشيعة حالهم حال أبناء السنة سيصوتون بشكل حر كل حسب رغبته ورؤيته، لذا توقفوا يا أصحاب مخططات التدمير والتخريب عن دعاواكم وأكاذيبكم فقد طفح الكيل وانكشف الملعوب وسنسعد إن شاء الله بنتائج هذا المساء التي ستدل على وعي وذكاء الناخبين الكويتيين، ويمكن لكم أن تخدعوا بعض الناس بعض الوقت، ولن تنجحوا في خداع كل الناس كل الوقت.

****

آخر محطة: احرص في هذا اليوم على حسن الاختيار واستخدم عقلك لا عاطفتك كي لا تحيل عرسنا الديموقراطي القائم الى مأتم قادم وذلك عبر:

٭ الحرص على الإدلاء بصوتك في هذا اليوم واختيار أربعة مرشحين بالكامل.

٭ إضافة مرشحة أو أكثر لقائمة اختيارك، فالنساء من النواب هن الأقل فسادا وتأزيما والأكثر كفاءة وعطاء.

٭ لا تصوت بناء على نتائج الاستفتاءات الكاذبة غير المحايدة، بل بما يرضي ربك ووطنك وضميرك.

٭ انتخب العقلاء الحكماء الأكفاء الأمناء فلم يدمر مثل هؤلاء وطنا قط.

٭ لا تصوت للفاسدين والمؤزمين والطائفيين والفئويين والعنصريين والمحرضين، فأصحاب الولاءات الضيقة أو الخارجية هم من يتسببون في حرق البلدان في العادة.

٭ انتخب من يدعم تعاون السلطات لا تنازعها والعمل تحت قبة البرلمان لا خارجه، فقد جربنا مسار الشر والفوضى حتى قارب البلد على الانهيار، لذا لنجرب المسار الآخر.

٭ ابتعد عما يريبك الى ما لا يريبك، واحجب صوتك عمن يعمل على تدمير وطنك والإساءة لك.

حسن العيسى

كي لا نقول زرع زرعتيه

حرق المخيم الانتخابي للمرشح محمد الجويهل عمل غير مسؤول بحد ذاته، والاحتكام إلى لغة العنف وتنحية حكم القانون وسلطة الدولة جانباً لا يعني سوى الإذعان لقانون الغاب وشريعة الثأر للذات ونفي الدولة كلياً. وبقدر ما نعد عمل إتلاف المخيم فعلاً غير مسؤول، لا يقل عنه وبالقدر ذاته تلك النغمة العنصرية الاستعلائية التي تبناها المرشح الجويهل، ومن يسير على نهجه في حملاتهم الانتخابية، وقبلها حين تبنوا عقيدة سياسية منغلقة متكبرة تتعالى على أبناء القبائل مثلما تعالت من قبل بروح طبقية متغطرسة على الغير متبنية عنصرية حمقاء تفرق بين الكويتي الأصيل وغير الأصيل، وبين الكويتي السني والكويتي الشيعي.
ومن داخل تلك التقسيمات تمت تنمية عقلية جاهلة تقوم على تقسيم أدنى، يقوم على تراتبية الأكثر عراقة والأكثر جاهاً.
لم ينزل ذلك التشرذم القبائلي والطائفي من السماء، بل كان متأصلاً في المجتمع الكويتي بداية، وبدلاً من قيام السلطة الحاكمة بتبني ثقافة ورؤية تحققان الوحدة الوطنية بإعمال مبدأ المساواة بين طوائف المجتمع في توفير الخدمات وفرص العمل في الوظائف العليا بالدولة، نجدها كرست سياسة التقسيم الاجتماعي ورعته على مدى عقود ممتدة، ولم يكن تقسيم الدوائر الخمس والعشرين القديم إلا صورة (ليست الوحيدة) لسياسة “فرق تسد”، وتنقلت السلطة في تحالفاتها بين فريق وآخر لخدمة مشروع الانفراد بالحكم بدلاً من مشروع وحدة أبناء الوطن.
لم يعد من المجدي الآن الثرثرة بإنشائيات الوحدة الوطنية، ومن الصعب ترقيع الشقوق الكبيرة في الثوب الكويتي بمواعظ خطابية ونصائح خاوية تتردد في الخطاب الرسمي للدولة ونجد صداها في خطابات كثير من المرشحين.
ليس المطلوب العمل على إصدار مزيد من التشريعات المجرّمة لما يعد تهديداً للوحدة الوطنية، فمثل تلك التشريعات التي يضج بها قانون الجزاء أضحت أداة في النهاية لقمع الفكر وحرية التعبير والبحث العلمي، بل المطلوب أن تتبنى السلطة ثقافة تقدمية تحررية تستبعد كل أنواع التمييز الديني والاجتماعي في الوطن، وليست تلك مهمة سهلة بعد أن ضربت الثقافات الأصولية جذورها في التربة الكويتية، ولكنها ليست مستحيلة، وعلى السلطة الحاكمة أن تقرأ جيداً مخرجات انتخابات اليوم، فليس من مصلحة الوطن الآن التشفي من واقع الحال بمثلنا الشعبي “زرع زرعتيه”.

احمد الصراف

رجاء لوزير الإعلام

احتلت الكويت المرتبة الأولى عربياً في تصنيف منظمة «مراسلون بلا حدود» لحرية الصحافة لعام 2011! فاذا كان هذا صحيحاً، فما هو اذاً حال حرية الصحافة في الدول العربية الأخرى؟! ألا يدعو ذلك للحزن والخجل؟ فان كانت الكويت بكل قيودها وتحفظاتها الأولى، فما هو اذاً وضع السعودية وعمان ومصر ولبنان وسوريا؟
الأمر الجميل، وربما الطبيعي جداً، ان تأتي دولة مثل فنلندا في المرتبة الأولى تليها بالتدريج النرويج واستونيا وهولندا والنمسا وايسلندا ولوكسمبورغ وسويسرا والرأس الأخضر وكندا!! ولو نظرنا لأحوال هذه الدول لوجدنا ان هناك علاقة ما بين تقدمها في مجال الحريات الصحفية وبين تحضرها وسعادة شعبها، وهذا ينطبق حتى على جمهورية «الرأس الأخضر»، التي تقع قبالة سواحل غرب أفريقيا، فتقدم هذه الدول وليبراليتها المتقدمة جعلاها بعيدة عن أي اضطرابات حقيقية، حتى الآن، منذ الحرب العالمية الثانية! مما يؤكد حيادية، وربما دقة تقرير «مراسلون» هو المستوى المتدني نسبياً الذي حصلت عليه الولايات المتحدة، التي نزلت للمرتبة 47، وفرنسا 44، وبريطانيا 28، وألمانيا 18، واسبانيا 39، ومعروف ان منظمة «مراسلون بلا حدود» التي تصدر تقريراً سنوياً حول حريات الصحافة تحرص على الدفاع عن حرية الإعلام في العالم، ومقرها باريس، ولديها مكاتب اقليمية في دول عدة ويعمل معها أكثر من 150 مراسلاً موزعين على القارات الخمس.
ما نتمناه من وزير الإعلام الجديد، والذي يبدو انه أفضل من غالبية من سبقوه بكثير، ليس العمل على احتفاظ الكويت بهذا الترتيب المتقدم و«الحضاري» في مجال حرية الصحافة، بل وتعزيز ذلك في السنة الحالية ما يليها، فحرية الرأي ضرورية للسلام الداخلي، ولصحة وعافية المجتمع، وعندما يتم القضاء على حرية الفكر أو الحجر عليه، فان ذلك يعني القضاء على الرأي العام، وبالتالي تصبح الدولة من غير دعامة، وهنا تكون بداية نشوء الجماعات والحركات السرية المناهضة للحكم ولأمن الدولة وسلامتها ورخائها!
الخيار لكم، معالي الوزير، في هذه المرحلة الدقيقة، وستثبت الأيام المقبلة مدى حرصك على الحريات، وأهمية مكانة الكويت لديك، ونتمنى ألا تخيب آمالنا فيك.

أحمد الصراف

سامي النصف

الخطر القادم من «الثالثة»!

  إن اطفاء الحريق الذي شب في قلب منطقة العديلية بسبب اقوال وتصريحات يرفضها جميع المخلصين كونها تمس بالسوء احدى اخلص واعز القبائل في الكويت، يوجب اصدار تشريعات صارمة تكررت مطالبتنا بها تجرم كل من يدعو للكراهية وضرب الوحدة الوطنية واثارة الفتن الطائفية والنعرات الفئوية والقبلية، وغير مقبول في هذا السياق التهديد بأخذ الحق باليد والعودة بمجتمعنا لشريعة الغاب او دغدغة المشاعر بهدف الوصول للكراسي الخضراء وجوائزها المالية الداخلية والخارجية حتى لو اسيلت الدماء او اشعلت الحرائق الحمراء، فالمهم هو الوصول حتى لو دمر الوطن، ويا له من مبدأ يستحق الا ينتخب من يرفعه!

***

إن الكويت تنحدر سريعا وامام انظار الجميع إلى الحالة التي سادت لبنان والعراق قبل الانفلات الامني الشديد فيهما الذي ادى الى الحروب الاهلية والتطاحن الداخلي، وقد ساهمت بعض الكتل السياسية الكويتية لاسباب خافية (او معروفة) في تفتيت مجتمعنا على معطى الفئوية والقبلية وتشتيته، حارثين الارض للفتنة القادمة عبر تسهيل عملية اخراج الشباب للشوارع دون داع، وضرب هيبة الدولة دون مبرر، والتعدي على رجال الامن دون سبب، وجميعها مستلزمات ضرورية لا تخرب الاوطان دونها.

***

ولا غفر الله لمن ادخل الغضب وافتراض سوء النوايا المسبق والتأزيم السياسي المستمر والحملات الانتخابية السالبة للقاموس السياسي الكويتي بعد ان كان خطاب قادة المعارضة التاريخيين يتميز بالهدوء والحكمة، مما جعلهم منارا واشعاعا حضاريا لشباب عصر الكويت الذهبي، لقد كان بدء مشاركة «البعض» في العمل السياسي الكويتي وافكاره واجنداته الخاصة هو بداية انهيار الكويت في كل المجالات حتى وصلنا الى ما وصلنا اليه من الوقوف على حافة الهاوية.

***

نعم، ان هناك خطرا ماحقا قادما من الدائرة الثالثة قد لا يتمثل تحديدا في الظواهر الصوتية الداعية لمواجهة الصراخ بالصراخ، فتلك قضية لا تزيد عن هواء ساخن يتم تنفيسه من كل الاطراف بقصد الدغدغة للحصول على اصوات الناخبين، بل ان ثقافة علو الصوت يحمل رايتها وحق الملكية الفكرية لها، ومعها نظرية «الاستجواب لاعادة الانتخاب»، بعض النواب السابقين والمرشحين الحاليين في الدائرة الثالثة فهم وبحق الخطر الداهم على الكويت ومستقبل ابنائها، وسنذكركم!

***

آخر محطة:

 1 ـ في احد دواوين منطقة السرة ليلة قبل الامس، استمعت لمن قال في جمع من الحاضرين: ليس من العدل ان يرفع البعض شعار سنحمل على اكتافنا من يشتمكم ونطلب منكم في الوقت ذاته اسقاط من يشتمنا، فالوحدة الوطنية طريق ذو اتجاهين لا اتجاه واحد، نقل طبق الاصل من الديوانية!

2 ـ من يطالب بحكومة قوية وحكومة رجال دولة فعليه ان يعلم ان اول استحقاقات ودلالات الحكومة القوية هو استخدامها لحقها «الدستوري» في التصويت بشكل تضامني في انتخابات رئاسة مجلس الامة كي لا يظهر ضعفها منذ يومها الاول وكي لا تخضع بعد ذلك لمشاريع.. البلطجة السياسية.. المعتادة!

احمد الصراف

من المسؤول؟

ليس هناك أسهل من إلقاء المسؤولية على الآخرين ولومهم على أخطائنا، فحوادث المرور التي نتورّط فيها سببها الآخرون، ووقوفنا في المكان الخطأ سببه عدم وجود أماكن وقوف سيارات كافية، إلى آخر ذلك من أعذار واهية وسخيفة، والغريب أنه عندما يتهم شخص بالسرقة يتعلل بأنه لو لم يقم بذلك لقام غيره بتلك السرقة، أو أن الجميع يسرقون ولم يُقبض على أحد، فلمَ هو بالذات؟ وينتاب الكثيرين شعور بالاضطهاد، أو بأنهم ضحايا مؤامرة من آخرين أو من النظام، وأنهم معتدى عليهم، وأن البعض يتجنى عليهم ويخطئ في حقهم، ويسعى لوقف تقدمهم!
ما لا يعلمه هؤلاء هو أننا عندما نلقي باللائمة على الآخر، فإننا نظهر ضعفنا وقلة حيلتنا، ففشل مدير شركة في عمله يدفعه أحياناً إلى إلقاء اللوم على مساعده مثلاً، وهذا يعني بصورة مباشرة أن مساعده هو الذي يدير الشركة بصورة فعلية، وهو بالتالي أقوى منه! ويلجأ آخرون إلى وضع اللوم على أمور غير حسية كالطقس أو جهاز الكمبيوتر البطيء، أو الغبار أو البيت غير المريح أو عطل السيارة، أو حتى إلقاء اللوم على القوى الاستعمارية والصهيونية العالمية! ومن شروط النجاح في الحياة التوقف عن لوم الآخرين أو الظروف السيئة، ويقول أحد المتخصصين في بحث على الإنترنت إن هناك خمس خطوات يمكن اتباعها للتوقف عن لوم الآخر، أو الظروف، ومن ثم تحمّل مسؤولية تصرفاتنا، فأولاً علينا رسم أربعة أعمدة على ورقة، ندوّن في العمود الأول جميع المشاكل التي نلوم الآخرين أو الظروف عليها، كأن ندّعي عدم القدرة على وقف التدخين بسبب الإدمان على النيكوتين، ثم نبيّن في العمود الثاني كيف يمكننا تحمّل مسؤولية أعمالنا وتصرفاتنا، بالاعتراف بأننا أصبحنا مدمنين بإرادتنا، وفي الثالث نبين ونحدد كيف يمكننا أن نشعر بمسؤولية أكبر عن تصرفاتنا ورفض تحميل الآخرين مسؤوليتها، وأن نتعهد بأن نكون أكثر إصرارا على وقف التدخين، وأخيراً نسجل في العمود الرابع الخطوات التي يجب القيام بها قبل الإقدام على تصرف لا نودّ القيام به، كأن نقرر السير ربع ساعة، فور شعورنا بالرغبة في تدخين سيجارة.
إن اتبعنا هذه الخطوات فسيصبح تحكّم الآخرين أو الظروف فيها أقل، كما سنجد أن الظروف المعيشية السلبية حولنا أصبحت أقل سيطرة علينا، وأخف إرباكاً من قبل، وأن قدراتنا على اتخاذ القرار أصبحت أفضل، وسنجد أن تأثير الآخرين فينا أصبح أقل بكثير.

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

«لكل فعل.. ردة فعل»

التطرف.. يولد تطرفاً آخر..
هذا ما حدث أمس في العديلية.. وهذا ما كنا نحذّ.ر منه الناس.. فوجود مرشحي الفتنة ومثيري النعرات هدفه تخريب الديموقراطية وتشويه الممارسة.
صحيح انني لم ارغب في ردة فعل المرشح الوسمي العنيفة والاستفزازية، لكن عندما تسمع ما قاله البادئ بالاعتداء اللفظي لا تملك إلا ان تتوقع ردة فعل الوسمي وغيره.
كذلك لم نرغب في الاعتداء ع‍لى المرافق والأملاك العامة او الخاصة وحرقها، لكن كلنا نعرف قبيلة مطير منذ نشأة هذه الدولة.. وعشنا معهم بحب واحترام وسلام، ولم نرَ منهم الا كل تصرف ايجابي لبناء هذه الدولة، لكن ما بدأ به مرشح العديلية كان كافياً لتحريك جبال من الصخور، فكيف بضمائر ناس شعروا بالإهانة وجرح كرامتهم؟!
أتمنى ان نتجاوز هذه الفتنة، خصوصاً اننا مقبلون على انتخابات مهمة، وألا نعطي الفرصة لخصوم الكويت، خصوم الديموقراطية، لتحقيق اهدافهم الدفينة. أما مرشحكم الدكتور عبيد الوسمي فستكون هذه خيرة له.. وسيتربع على عرش النتائج وع‍لى كبد مرشح العيديلة الذي ستكون هذه الحادثة خزياً له بعد أن تأكد الناس من هدفه من وراء ترشحه.
اتركوا الامر بيد السلطات الامنية والقضائية تقتص لكم يا ابناء الكويت.. فلو كل واحد ظُل.م أخذ حقه بيده لضاع البلد وضعنا وياه.
كذلك اتركوا الناخبين يردوا لكم اعتباركم يوم غد.. وإنّ غداً لناظره قريب.

***

سيد قطب
كتب زميل مقالاً، نقلاً عن جريدة الشرق الاوسط، ينقل كاتبه مقالاً لسيد قطب ــــ رحمه الله ــــ كتبه في عام 1951 يتحدث فيه عن حفلة أقامها من حضر للصلاة في الكنيسة في اميركا.
ومعروف ان سيد قطب ــــ عليه رحمة الله ــــ كان أديباً ومفكراً في أول مراحل عمره، وكان قد عاش فترة في اميركا عندما شاهد الناس هناك يخرجون في تظاهرات ابتهاجا بمقتل الشهيد الامام حسن البنا ــــ عليه رحمة الله. وبعدها بدأ يتابع نشاط «الاخوان المسلمين» الى ان تأثر بهم في نهاية الخمسينات وتحول الى مفكر اسلامي. واليك بعضا مما كتب او قيل عنه قبل موته في 1965: جاءه ممثل النيابة يطلب منه ان يكتب كلاماً فيه اعتذار للرئيس ــــ آنذاك ــــ عبدالناصر حتى يصدر عفواً عنه! فقال: «ان اصبع السبابة الذي يشهد لله بالوحدانية في الصلاة ليرفض ان يكتب حرفاً واحداً يمليه عليه حكم طاغية».
هذا سيد، وهذه أقواله وأفعاله.. اسأل الله ان يجمعني معه في مستقر رحمته.. وان يجمع سمية مع صاحبها في الآخرة!