احمد الصراف

الاحتفاظ بالكيكة وتناولها

يقول المثل الإنكليزي You cant have the cake and eat it! أي، ليس بالامكان الاحتفاظ بالكيكة وتناولها، في الوقت نفسه!
هناك دول متحضرة، وأخرى غير ذلك. وهناك شعوب، أو مجموعة ضمنها، متحضرة، وهناك ما هي غير ذلك، أو عكس ذلك. فاستراليا مجتمع متحضر، ولكن أقلية الأبوريجينز مثلا ترفض كل اشكال الحياة العصرية، بتطرفها وتحضرها، واختارت أسلوب حياتها. وبالتالي ليس هناك عقائد دينية متحضرة وأخرى غير ذلك، فليس هناك حضارة يهودية أو بوذية أو هندوسية، بل هي عقائد، متعددة المصدر، وجدت من أجل وضع نظام حياة معين لمجموعة من البشر، وبالتالي هي لا علاقة لها ببناء الحجر أو تطوير الثقافة أو زيادة الإبداع وتشجيع الاكتشاف وتطوير الاختراع. ولكن مع هذا يطيب للبعض الادعاء بالقول ان هناك حضارة إسلامية، وهذا حلم أو تمن تدحضه الوقائع، والأفضل القول انه «كانت» هناك حضارة «دار إسلامية»، كما كان المفكر الكويتي الراحل أحمد البغدادي يميل للقول. والدليل أنه في أوج وصول الإسلام لمنجزاته الفكرية والعلمية، كان الدين نفسه منتشرا في مناطق شاسعة، ولا يزال، ولكن علامات الحضارة، أو منجزاتها لم تظهر إلا في مناطق محددة، كبغداد العباسيين، وإلى حد ما أندلس الأمويين، ولأسباب وظروف معينة، ولم تشمل المكان الذي كان أساسا حاضنة الإسلام، كدين وعقيدة.
ويقول المفكر المصري سيد محمود القمني انه إذا كان المقصود بالحضارة الإسلامية كوكبة العلماء الذين ظهروا في القرنين الثالث والرابع الهجريين، فإنهم لم يكن بينهم عرب غير الكندي، وكان فيلسوفا متواضع القدر. ولم يكن ظهور تلك الكوكبة بسبب الدين أو علاقة إقامته لحضارة، وإلا كان من الضروري أن يظهروا مع ظهوره، لا أن يظهروا في زمن بعينه، ثم يختفوا باختفائه! فما أنتج تلك الكوكبة من العلماء هي ظروف ذلك الزمن بالتحديد، وهي التي انتجتهم، وليس العقيدة ولا العرق ولا تقاليد العرب. فقد كان الزمن زمن انفتاح حضاري على حضارات العالم القديم بالترجمة والنسخ والإضافة. زمن ذهبي لإمبراطورية قوية لا تخشى على نفسها من الأجنبي، فتحت بلاطها للمستنيرين فجعلوه مكانا «حرا» للعلم بصنوفه، والشعر والموسيقى والأدب، وهذه البيئة المنفتحة هي التي انتجت، ولكن كل ذلك انتهى وذهب علماؤه عندما اغلقت أبواب الحرية، وبقي الدين قبلها واثناءها وبعدها، رغم كل عيوب الانفتاح والفجور.
ويبدو أن البعض في دولنا يحاول الاحتفاظ بالكيكة وتناولها في الوقت نفسه، وهذا لا يمكن أن ينجح. أما الذين لا يحاولون اصلا القيام بأي شيء، وهم الأغلبية، فمآلهم الفناء.

أحمد الصراف

احمد الصراف

جائزة سموه وجائزتنا

يعتبر سمو الشيخ ناصر المحمد، (74 سنة في ديسمبر المقبل)، من بين الأفضل تعليماً من أبناء الأسرة الكريمة، فقد درس في الكويت وأكمل في بريطانيا، وحصل على دبلوم لغة فرنسية، ونال بكالوريوس السياسة والاقتصاد من جنيف. كما راكم خلال مسيرته خبرات دبلوماسية وإدارية ووزارية متعددة، قبل أن يكلف في بداية 2006 بتشكيل الوزارة. ثم كلف بتشكيل وزارة ثانية في يوليو، وثالثة في مارس 2007 ورابعة في مايو 2008، وخامسة في يناير 2011، وسادسة في مايو، وبعدها بسنة شكّل آخر وزارة قبل أن يستقيل نهائياً! خلال تلك الوزارات تعاقب على حقيبة وزارة التعليم في وزاراته وزراء عدة. وفي الكلمة التي ألقاها سموه في حفل منحه وساماً رفيعاً من جامعة بولونيا، ومن منطلق اعتزازه بوطنه، قال إن الكويت تنفق على التعليم والبحث العلمي %14 من ميزانيتها، وإن تلك النسبة قليلة و«يسعى» إلى زيادتها! ولا أدري ما الذي منع سموه من ذلك خلال فترة هيمنته على كل أمور الحكومة والدولة، ولكن هذه قضية أخرى. ما لم يعرفه أغلبية من استمع إلى كلمة سموه أن ما يصرف على التعليم في الكويت، بالرغم من ضخامته، فإنه لا يعني شيئاً في نهاية الأمر، فأغلبيته يذهب رواتب إلى جيش متعب من المعلمين الذي يفتقد معظمهم أبسط مهارات التعليم في ظل مناهج متخلفة ومترهلة، والشاهد واضح في المخرجات! وبالتالي، فليس مهماً ما يصرف على التعليم، بل أين يصرف وكيف؟ كانت فنلندا، طوال تاريخها، دولة زراعية أوروبية منسية. ولكن اكتشف قادتها قبل 40 عاماً فقط أن مستقبل العالم يكمن في التكنولوجيا، وأن المستقبل يكمن في التحضير لها، وهذا لا يمكن تحقيقه بغير تغيير نمط التعليم. وهكذا قامت بتغيير سياسة التعليم، ورفع شأن المعلم، اجتماعياً ومادياً، ليساوي الطبيب والمحامي، وأصبح المدرسون من ذكور وإناث «يختارون» من العشرة المئة الأفضل من خريجي الجامعات، وفرضت عليهم جميعاً الحصول على درجة الماجستير. وحسّنت مناخ التعليم ووسعت الصفوف، ووضعت في كل فصل ثلاثة مدرسين، وخلال جيل نجحت في خلق شعب متعلم، يتحدث كل فرد فيه لغتين عالميتين على الأقل غير لغته، وأصبح الطالب الفنلندي الأول عالمياً في الرياضيات والعلوم، وتحوّلت فنلندا بفضل مخرجات النظام التعليمي الجديد إلى دولة تكنولوجية من الدرجة الأولى!
في الكويت، علمنا قبل 75 عاماً أننا سنكون دولة نفطية، وحتى اليوم لا يوجد لدينا معهد بترول يستحق الإشادة به، ولا ما يكفي من مهندسين، وحتى فنيون، لإدارة هذا القطاع الذي نعتمد عليه بنسبة %93 في معيشتنا. أما أوضاع مدارسنا، التي قام الوزير المليفي، قبل استقالته، بإلغاء كل المواد العلمية من مناهج مراحلها الابتدائية واستبدلها بمواد دينية، فحدث ولا حرج. فأغلبية مبانيها متهالكة، وصفوفها مكتظة، وتفتقد كل وسائل الترفيه والراحة، وأغلبية مرافقها ليست بالمستوى المطلوب. وبالتالي، ما كان يجب الاعتزاز بما يصرف على التعليم بل بمخرجاته، وهذه معيبة وتفشل.

• ملاحظة:
نبارك للدكتور هلال الساير اختياره رئيساً للهلال الأحمر. ونهنئ الدكتور إبراهيم الرشدان على فوز اختراعه باعتراف الاتحاد الأوروبي.

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

الراقص باسم يوسف

كم تبلغ مساحة الوطن العربي؟ 14 مليون كيلو متر مربع؟ لا. 14 مليون “كلبشة”، 14 مليون قضية، 14 مليون حظر ومنع وخنق وكبت وتوقيف واتهام. هذه هي مساحة الوطن العربي الحقيقية. متابعة قراءة الراقص باسم يوسف

سامي النصف

السيسي رئيس لكل المصريين!

لم يعد الرئيس عبدالفتاح السيسي طرفا في النزاعات السياسية القائمة في مصر أو مع فريق ضد آخر، بل اصبح رئيسا وأبا لكل المصريين بما في ذلك معارضوه من الاخوان وغيرهم، وعلى الفريق الرئاسي للمشير والحال كذلك مع التوجهات المعارضة التعامل مع الأوضاع السياسية على هذا الأساس، خاصة انه لم يشكل حزبا أو تنظيما خاصا به حتى تبرر المعارضة عملها ضده بأنه موجه لحزبه المنافس لها.

***

ان حب مصر والحفاظ على كينونتها ووحدتها أمام تحديات عظام قادمة ومنها القضايا الأمنية والاقتصادية والسياسية واشكالات الظلام والعطش القادمين سريعا بدايات عام 2016 مع بدء عمل سد النهضة، ومتطلبات واستحقاقات معادلة «ربح ـ ربح» الحكيمة اي ربح الرئاسة وربح المعارضة وعلى رأسها الاخوان والبعد عن معادلة «خسارة ـ خسارة» يفرضان القبول بالمصالحة كخيار استراتيجي ونسيان الماضي والبعد عن العند والعنف والانتقام والمناكفة، ونبذ مبدأ «الغالب والمغلوب»، لذا فعلى الخيرين في دولنا الخليجية والعربية والإسلامية مسؤولية التحرك السريع وغير المعلن لحل الاشكالات في مصر اليوم قبل الغد كي تعود لدورها الفاعل في المنطقة.

***

ونرجو من القيادة الحكيمة القائمة في مصر وفي ظل العلاقات المتنامية لها مع الدول الخليجية ألا تكتفي بالدعم والتعاون الاقتصاديين بل الاستفادة من بعض التجارب الخليجية المتقدمة في مجالات الادارة الحكومية والشفافية والسياحة والفندقة والتعليم والصحة والطيران والاعلام.. الخ حيث وصلت الدول الخليجية لارقى المستويات العالمية في تلك المجالات وقد استفادت دول الخليج في الماضي من تقدم وازدهار مصر قبل ان تضربها القوانين الاشتراكية ولا ضير من الاستفادة المعاكسة هذه الايام.

***

آخر محطة: (1) ان كانت مرجعية بعض المطالبات السياسية هي عودة الشرعية المنتخبة والدستورية فالواجب طبقا لذلك اعادة الرئيس الدستوري والشرعي المنتخب حسني مبارك للحكم لما تبقى من فترة رئاسته حيث انتخب عام 2005 في انتخابات لم يعترض على نتائجها أحد في العالم، او حتى في الداخل حيث شاركت المعارضة في المجلس النيابي في عهده ومعروف ان المظاهرات لا تسقط القيادات في أميركا وأوروبا.. الخ.

(2) وان كانت المرجعية في تلك المطالب السياسية هي الشرعية الثورية وحشد الملايين في الميادين لوجب الاعتراف بعهدي الرئيسين عدلي منصور وبعده عبدالفتاح السيسي فقد فاقت اعداد المحتشدين في يونيو 2013 بكثير اعداد المحتشدين في يناير 2012، كما فاق عدد ناخبيه في 2014 اضعاف من سبقه من المرشحين «السيسي 23 مليونا، مرسي 13 مليونا، شفيق 12 مليونا وحسني مبارك 6 ملايين في انتخابات 2005».

احمد الصراف

دولة الظواهر عند الظواهري

لم تحتل مسألة محور اهتمام البشر، منذ أن وجدوا على الأرض، وحتى زوالهم لسبب أو لآخر، كمسألة من يحكمهم وبأية طريقة. فالفرد بطبيعته يعشق الحرية ويهيم بالانطلاق، ويضيق بالقواعد ويكره القيد، وبالتالي فرضت الدول «العاقلة» السجن كأقسى وأقصى عقاب يمكن أن يُفرض على أي مذنب، فإخضاع الإنسان لنظام معيشة مقيد، وطعام محدد، وساعات نوم ويقظة معينة يشبه، بطبيعته نظام الحكم، أي حكم كان، فهو لا يختلف كثيرا عن حجز الحرية الفردية، فالحكم يفرض نمط معيشة قد لا يتفق مع أهواء ومصالح البعض، وبالتالي كان لا بد أن يتطور الفكر البشري ليجد مخرجا لهذا القيد، وهذا ما خرج به الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو عندما وصف ورسخ مفهوم العلاقة بين الحاكم والمحكوم بالعقد الاجتماعي، والذي فيه صلاح الفرد والحكومة، وأن أي تقييد لحرية الفرد هو في النهاية لمصلحة الفرد نفسه، ومن ثم المجتمع. فالدولة تضع حدا لحرية الفرد في أخذ مال غيره مثلا، ليس فقط لحماية صاحب المال، ولكن أيضا لضمان أن شخصا آخر، أكثر قوة، لن يأخذه ثانية ممن سبق أن سلبه من غيره، وليأتي رابع ويأخذه من الأخير، وهكذا. وبالتالي أصبحت طريقة الحكم وأسلوب إدارة الدولة محور اهتمام المفكرين لقرون، ولا تزال، بالرغم من الاستقرار على أن طريقة الحكم الديموقراطي، مع كل سيئاتها، هي الأفضل.
وعليه، فإن من ينادي بتشكيل دولة دينية تطبق فيها الشريعة لا يعرف حقيقة ما يقول، أو أن له مصلحة شخصية فيما يقول. فمن لهم حق الحكم هم البشر على الأرض، وليس الحكم من وراء الغيب. فالقول إن الحكم لله قد يكون كلاما مقبولا لدى البعض، ولكن من الذي له حق تفسير كلام الله، واعتبار تفسيره هو الوحيد الصالح والصحيح؟ ومن له حق تحديد شكل الحكم أو من يكون الحاكم؟ وكيف يتم اختيار من سيأتي بعده؟ هنا يبدأ الاختلاف، وتخرج السيوف من أغمادها، والمسدسات من جراباتها والرشاشات من مخابئها لتفصل في الأمر لمصلحة الطرف الأقوى، وليس الطرف الأكثر صلاحية.
ونرى أن التمعّن في مثل هذا الكلام كفيل بكشف زيف المتسترين بالدين، الذين لا يهدفون لغير تنصيب أنفسهم أو «أمرائهم» حكاما مطلقي الأيدي. فلو نجحت القاعدة في حكم أي بلد لما اختارت غير الظواهري رئيسا، أو من يقوم الظواهري بتعيينه! ولن يهتم أحد طبعا بقضية من سيأتي للحكم بعدها، وكيف؟ كما أن الدولة الدينية، التي تفتقر، بحكم طبيعتها، إلى العقد الاجتماعي، وهو هنا الدستور، يمكن أن تنسف، من خلال فتوى مثلا، ليعود كل شيء للمربع الأول، أو يحكم السيف، أو الرشاش، مرة ثانية!
ينقل عن الكاتب المصري نهرو عبدالصبور طنطاوي قوله: عندما كنا مسجونين في «طرة»، وكان يسمى «سجن مجمع الأديان»، لتعدد خلفيات نزلائه الدينية، كنا نشارك المساجين الآخرين في النقاش الديني، وكانت النقاشات تنتهي غالبا باستخدام المواسير والقطع الخشبية بدلا من المنطق. ويقول إنهم في إحدى المرات صلّوا المغرب جماعة، ثم بدأ النقاش، ولم يحن موعد صلاة العشاء حتى كان كل طرف قد كفّر الآخر، وصلّوا منفردين!

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

القبور تتنفس

وهكذا تستمر فضائح الانقلاب في التوالي، إلا أن آخرها كان أشد وأنكى..!

بدأت الصدمة الأولى مع نهاية اليوم الأول الذي أظهر أن عدد الذين أدلوا بأصواتهم لم يتجاوز السبعة في المئة! وعندها أدركوا أنها بداية النهاية، حيث إنه، وكما قال أيمن نور: يكون زخم الحضور في اليوم الأول، ثم يتراجع في اليوم الثاني! وهذا فعلاً ما حدث، حيث كانت المشاركة في ثاني يوم مخيبة للآمال، مما اضطرهم إلى مخالفة كل الأعراف التنظيمية وتمديد الانتخابات يوماً ثالثاًَ ليعطي فرصة لفريق الانقلاب ليرتب أموره مع وسائل الإعلام، ويعلن أن المشاركة في اليوم الثالث كانت كبيرة! ومَن هذا الذي سيأتي ويثبت غير ذلك؟! متابعة قراءة القبور تتنفس

سامي النصف

رسالة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي

التهنئة القلبية بفوزكم الساحق في انتخابات حرة نزيهة هي من النوادر في تاريخ مصر «وحتى العرب» الحديث بما في ذلك عصور الملكيات العربية التي كانت تزيف بها الانتخابات وتزور، تلك الثقة الغالية والمحبة التي حصدتموها من شعب أرض الكنانة ومن أغلبية العرب تضع على كاهلكم مسؤوليات جساما ضمن المخاض العسير الذي تمر به المنطقة، وريشة التاريخ كعادتها ترقب وتكتب وتخلد.

***

بودنا يا سيادة الرئيس أن تصدروا في أيامكم الأولى عفوا عن الرئيسين السابقين مبارك ومرسي وعن أقاربهما وأتباعهما ممن لم تتلوث أياديهم بالدماء، فهذا ما قام به رسول الأمة صلى الله عليه وسلم في يوم انتصاره الأول، كما قام بذلك الرئيس مبارك عندما أطلق سراح مساجين سلفه السادات واستقبلهم في قصر الرئاسة، لذا اعتبرت أول 10 سنوات من عهد مبارك العصر الذهبي له، وهو ما يكفيكم فأنتم لا تعتزمون البقاء لأكثر من 8 سنوات والتي حددها الدستور.

***

نرجو أن يمتد العفو لرجال الأعمال المصريين الذين ألقوا ـ إبان هوجة الانفعال ـ في السجون، وكان جل ذنبهم أنهم أحالوا صحاري مصر إلى مدن وجنات غناء سكنها الملايين وبحجج زائفة هي أنهم حازوا الأراضي التي عمروها بعقود شرعية من الدولة بأسعار متهاودة متناسين كلفة تعميرها، وأن ذلك الرخص ـ إن صدقت المقولة ـ انعكس على سعر البيع للمواطن المصري، وكيف لمستثمر مصري أو أجنبي أن يستثمر في مصر وهو يرى الدولة تنكث عهودها وترمي بالمستثمرين في السجون؟!

***

وبودنا أن تستقبلوا في أيامكم الأولى كبار رجال الإعلام في بلدكم وحتى في عالمنا العربي من أصحاب الصحف والفضائيات وكتابها ومذيعيها، فهؤلاء من دعموكم وهؤلاء من سيتم عبرهم ترسيخ الاستقرار السياسي الذي لا غنى لكم عنه، كي تبدأ عجلة الاقتصاد بالدوران والناس بالعمل، فقد نهضت أمم كحال الهند والصين وهم أكثر عددا من مصر بمرات عديدة وأثبتوا ومثلهم كوريا وماليزيا والبرازيل وسنغافورة وغيرهم كيف لأحلام وأعمال القادة أن تحيي الأمم وهي رميم وتسير بها للمستقبل المشرق.

***

آخر محطة: (1) ما يثبت نزاهة الانتخابات الرئاسية المصرية الأخيرة، أن الحال لو كان كما هو في السابق لتم تزوير أعداد المصوتين ولما احتاج الأمر لمد زمن الانتخابات أي إن تمديد الأيام يثبت بشكل قاطع عدم تزوير الأرقام.

(2) أرسل لي مستشار كويتي يعمل في جامعة الدول العربية وانتدب لمراقبة الانتخابات أنه زار عشرات المراكز الانتخابية ولم يشهد ما يريب، كما تابع عملية إغلاق الصناديق ونقلها بمعية القضاة والمندوبين ورجال الأمن.

(3) حصل الرئيس عبدالفتاح السيسي على 23 مليون صوت في انتخابات حرة نزيهة بينما حصل الرئيس مرسي على 13 مليون صوت في انتخابات مماثلة، فمن الأكثر تمثيلا للشعب المصري؟! الإجابة أوضح من الشمس في رابعة النهار.

@salnesf

سعيد محمد سعيد

«مخرخشهم»!

 

تأخذ جماعة «مخرخشهم» العريقة في التاريخ، شكلاً من أشد أشكال القباحة واللؤم والوقاحة والسفالة! وهي إلى يومنا الحاضر، تمثل صيغة إعلام منحط وافر القذارة. إن هذا الصنف يعتاش على الانحطاط وإثارة الفتن والعداوات والتغابن والاتهامات الباطلة والافتراءات اللئيمة التي لا علاقة لها بالإنسانية ولا بالدين ولا بالأخلاق ولا بالوطنية.

هذه الجماعة من الكذابين المحترفين، يجدون في ممارسة الأكاذيب والأباطيل فائدتين: الأولى، مادية دون شك، فهم لا يعملون هكذا من أنفسهم لأنفسهم! فلا ريب أن هناك من يدعمهم؛ أما الفائدة الثانية فهي التعبير بضراوة عمّا يجيش في دواخلهم من طائفية وحقد وأمراض نفسية متراكمة، ولهذا فإن لفيفاً من أفراد الجماعة بمن فيهم «بطيخهم»، «جحشهم»، «طمبورهم»، «حنطورهم»، «مطبلهم»… وغيرهم كثيرون ممن يطلبون لهم كالإعلاميين والكتاب والمذيعين والمراسلين ذوي النفس «الرزيلة»، ليسوا سوى أدوات هي في الأساس مهيأة تربوياً ونفسياً وتجارياً واستثمارياً، لأن تقوم بدور جدهم مسيلمة الكذاب. المهم بالنسبة لهم هي أن يبقوا على صورتهم الذهنية التي انخدع بها المغفلون من أنهم أناس – أي جماعة «مخرخشهم» – يخدمون الدين والوطن والإنسان والحيوان… وهذا الأخير أيضاً له صلة قرابة بهم.

وليس مستغرباً أبداً أن يتبع أولئك المخروشون البطيخيون المطبّلون آلاف من الناس.. الجاهل والمغفل والميال لطقوسهم الخبيثة والمصفق لجنونهم؛ وصنف آخر من عشاق الطائفية والرقص على جراح الناس. ولهذا، فإن للباحث والمترجم المنشاوي الورداني سلسلة أبحاث ومقالات رائعة تحت عنوان: «كذب آلة الإعلام»، حيث يشير إلى أن المتأمل في مسيرة الكذب الإعلامي في قصص الأولين يجد ارتباطها الوثيق بتوجه معين يريده الطغاة، حيث يعزّز هذا التوجه بكل ما أوتي من قوة للحيلولة دون وجود المنافس الذي قد ينزله عن عرش الهيمنة والقهر، فالآلة الإعلامية ليست وليدة العصر الحديث فحسب، بل سبق وأن بسطت رداءها في العصور الأولى ولكن بأشكال تختلف عن وسائل عصرنا الراهن الذي يتمتع بالوسائل الإعلامية الحديثة كالإنترنت والصحافة والإذاعة والتلفزيون.

لقد اشتركت جميع الوسائل الإعلامية – قديمها وحديثها- في الكلمة الكاذبة لتوجيه الجمهور نحو توجه معين يريده من يملك الكلمة. والكلمة هنا هي الخطاب الإعلامي والذي كان في القدم ما يصدر عن اللسان، وفي العصر الراهن أيضاً ما يصدر عن اللسان، ولكن في صور مطبوعة ومرئية ومسموعة. وتأمل موقف القرآن من الشعراء حيث كان ما تلوكه ألسنة الشعراء هو النموذج الإعلامي القديم في ديوان العرب، ومن الجميل أن الباحث ساق شكلاً من أشكال «التوجيه» وهي المساجلات بين جرير والفرزدق من أجل مناصرة الحكام بسلطان الشعر. وما كان يحدث في فجر الاسلام من جانب شعراء الجاهلية بهدف ضرب الدعوة في مهدها، لذلك ذم القرآن ذلك النوع من التوجه الإعلامي الذي يهيم فيه الشعراء: «والشُّعراء يَتَّبِعُهُمُ الغاوون. أَلَمْ تَرَ أَنَّهم في كُلِّ وادٍ يهيمون. وأَنَّهُم يقولون ما لا يفعلون. إِلا الذين آمنوا وعملوا الصالحاتِ وذكروا اللهَ كثيرًا وانتصروا من بعدِ ما ظُلِموا وَسَيَعْلَمُ الذين ظلموا أَيَّ مُنقَلَبٍ ينقلبون» (الشعراء، 224-227). (انتهي الاقتباس).

ونحن في المجتمع الإسلامي والعربي والخليجي عموماً.. والبحريني خصوصاً، لابد أن نعترف بأن «خطاب الكراهية» لم ينتشر هكذا دون وجود قوة داعمة رافعة له لينتشر! حتى لو تمت المقارنة بين خطاب وإعلام الحكومات ونظيرتها «المعارضة»، في كل مكان في العالم، فإن الخط الفاصل هنا هو قدرة ذلك الخطاب على استخدام «الكذب» ليبقى صامداً، وإلا فإن نازية «غوبلز» المتمثلة في: «اكذب اكذب اكذب حتى يصدقك الناس»، هي ركن ظاهر لدى كل وسيلة إعلام أو خطابة أو ما ارتبط بأسلوب وتفكير وانحطاط جماعة «مخرخشهم»، وسواء كانت المعارضة صادقة أم الحكومة كاذبة، وسواء كانت المعارضة محترفة في أعلى مستوى كذب، والحكومات صادقة إلى أبعد درجات الصدق، فإن المجتمعات العربية والإسلامية في حاجة ماسة إلى حمل أمانة الكلمة والحق والدفاع عنها، ومواجهة الباطل وأهله وفق الآية القرآنية الكريمة: «ولا تلبِسوا الحقَّ بالباطِلِ وتكتموا الحقَّ وأَنتم تعلمون» (البقرة، 42).

على أية حال، فإن جماعة «مخرخشهم» هي أيضاً تدخل في نطاق وصف الباحث خالد كبير علال مؤلف كتاب «مدرسة الكذابين في رواية التاريخ الإسلامي وتدوينه»، على اعتبار أن مسيلمة الكذاب هو الجد الأكبر لتلك القبيلة، فالمؤلف يرى أن أولئك الكذابين شكلوا خلال القرون الثلاثة الهجرية الأولى تياراً فكرياً اجتماعياً طائفياً جارفاً تخصّص في اختلاق الأكاذيب، ولهذه المدرسة رجالها ومنهاجها وموضوعها وخصائصها وآثارها، لكن المهم هو فضحها ومقاومتها والتحذير منها وتطهير المجتمع من قذارتها.

عبدالله غازي المضف

إنه زمن محمد صباح السالم!

قبيل الانتخابات الأخيرة خضت حوارا راديكالياً مع صديق عزيز في احد المطاعم وقد اتخذ قرارا مسبقا وحاسما بعدم المشاركة في الانتخابات على الرغم من انه لا ينتمي لاي حزب او تيار.. كنت أحاول اختراق جدار السلبية الذي غلف قراره العنيد، كان يرفع كفه أمامي محاولا حجب حديثي على حين ان لسانه كان يلهج بكلمات ذات السياق الواحد: يا معود زين، خل يستريحون.. ملينا، زهقنا، عبالهم الشعب لعبة بأيديهم؟ رأيته يضغط على حروفه يائسا، اما أنا فقد كنت أشع بالتفاؤل وقد لمعت عيناي، كانت قناعتي تقول بأن النظام الكويتي لم يعرف منذ عام 2006: استقرارا ولا صديقا ولا حليفا ولا وطنا.. لذا فان الفرصة مواتية اليوم لان تبدأ الحكومة صفحة جديدة مع الشعب وسط اجواء تسودها الرغبة والانجاز والتغيير! كنت أحاول جاهدا اقناعه بتلك الحيثيات التي أحلم بها كمواطن كويتي شاب ينتظر الخلاص، على حين ان صديقي الصدوق كان منشغلا في التهام ما تبقى من ساندويش «البيرجر» وهو يهز رأسه بشكل منغم وثابت وكأنما يسحثني على السكوت.. المهم سافر صاحبنا ولم يصوت! اما انا فكآلاف غيري ذهبنا الى مراكز الاقتراع ونحن نحمل بأكفاننا الجنسية، والتفاؤل، والحب، ورغبة صادقة في التغيير: لبينا نداء الوطن والنظام في عز الحر والصيام: فماذا جنينا؟ متابعة قراءة إنه زمن محمد صباح السالم!

محمد الوشيحي

العرق العربي الذليل

يوماً بعد يوم يزداد يقيني ثباتاً ورسوخاً “العرق العربي هو الأرذل والأذل بين الأعراق كلها”. ستقول والإفريقي الأوسط؟ وسأجيبك: “أولاً هو ليس عرقاً واحداً، ثانياً لم يحصل أبناؤه على خيرات كخيرات العرب كي يحاربوا الجهل، فنحكم على مستوى عرقهم. مازال الجهل مسيطراً هناك”. متابعة قراءة العرق العربي الذليل