أهبل من كان يعتقد أن مسلم البراك يمكن أن يُستدرج ليقع في الحفرة التي يعرف مكانها جيداً، ويعرف عمقها، والتي بالكاد نجا الدكتور فيصل المسلم منها، في حكم المحكمة أمس.
الناس لم تتزاحم في ساحة الإرادة، مساء الثلاثاء الماضي، في هذا الطقس البركاني، كي تستمع إلى الأسماء. لا. الناس، أو قل غالبيتهم، إذا خصمنا عدد المباحث والإعلاميين، جاؤوا ليثبتوا أن جذوة الحراك مازالت مشتعلة. متابعة قراءة طالت وهي قصيرة
قطر واستضافة كأس العالم
أذكر أنني كنت في جنوب أفريقيا أوائل عام 2010، وكانت هناك شكوك عكستها صحفهم وتصريحات مسؤوليهم حول بقاء مونديال كأس العالم عندهم أو إعطائه للدولة الاحتياط، والتي عادة ما تكون إحدى الدول ذات المنشآت الجاهزة والمستعدة مسبقا.
* * *
لذا يعلم الجميع أن هناك إشكالات متصلة بالطقس والمسافة وعدد السكان.. إلخ تشكل عقبات لا دخل لقطر في أغلبها قد تتسبب حتى في العام الأخير أي 2022 في نقل البطولة الى بلد آخر، وهو أمر تم في السابق، وهو أمر لا يغضب الدولة المستضيفة إن تم عبر قرار عادل غير منحاز، فالبطولة لا تقتصر على 90 دقيقة هي زمن المباريات، بل ان هناك متطلبات أخرى مثل ما هو متاح لقضاء المشجعين بقية أوقاتهم.
* * *
ومن البديهيات أن الشقيقة قطر قد استفادت وبذكاء شديد من خبر استضافتها لكأس العالم حتى الآن، كما أنها لن تخسر إن لم نقل إنها ستربح اقتصاديا من أي إلغاء لاستضافتها البطولة ـ إن نجحت الحملة المنظمة ضدها ـ كونها ستوفر عشرات المليارات التي كانت ستدفع للمنشآت (دفعت البرازيل 14 مليار دولار) دون عائد مقابل بالضرورة نظرا لقلة من سيستخدم تلك المنشآت لاحقا، كما سيبقى اقتصاد قطر قويا كونه قائما على ثرواتها الطبيعية وتحولها الى مركز سياحي ومالي وصناديقها الاستثمارية، وما مداخيل تلك البطولة إن تمت إلا قطرة في بحر عائداتها الأخرى.
* * *
تتبقى قضية مهمة هي الحملة الظالمة التي تشنها الصحف البريطانية على قطر أول دولة خليجية وعربية وإسلامية تستضيف كأس العالم، والواجب أن تقف الدول الخليجية والعربية والإسلامية معها ضد تلك الحملة غير المبررة، فمن يدعي أن هناك رشاوى تدفع «للفيفا» للحصول على الاستضافات، فعليه إثباتا للعدالة والإنصاف أن يشكك كذلك في الاستضافات السابقة واللاحقة، ويطالب بالتحقيق فيها، ولا يقتصر الأمر على قطر، فمن سيأكل الثور الأبيض سينتهي بأكل البقية، والتهمة المعلبة جاهزة!
* * *
آخر محطة: (1) استضافة قطر للمونديال بعد القادم إن تمت ستجعل حضور البطولة متيسرا لأول مرة في تاريخها لحضور شعوبنا الخليجية والعربية والإسلامية لقرب المسافة، كما كان متيسرا للشعوب الأوروبية واللاتينية والشرق آسيوية والأميركية.
(2) نرجو أن تكون استضافة قطر للمونديال عام 2022 قضية تلتف دولنا الخليجية حولها كي يكون ذلك الالتفاف بداية لتصفية الأجواء وحل الملفات الأخرى وإظهار حقيقة ان جلدك لن يحكه مثل ظفرك، والدم لا يصبح ماء!
(3) عندما كنت في البرازيل والأرجنتين الصيف الماضي وجدت أن الجميع يعرف قطر كون اسمها مكتوبا على ملابس لعب ميسي ونيمار لاعبي برشلونة معبودي جماهير الكرة في البرازيل والأرجنتين.
@salnesf
دعونا نبتسم
1 – يعتبر مبدأ الغفران والتسامح من أعمدة العقيدة المسيحية. وفي يوم أحد كان القس يلقي عظته، وفي نهايتها وجه سؤالا مباشرا الى رعيته قائلا: من فيكم غفر لأعدائه؟ وهنا ارتفعت أيدي %80 من الحضور، فأعاد القس السؤال ثانية، وبصوت أعلى: من فيكم غفر لأعدائه وسامحهم؟ وهنا أجاب الجميع بالإيجاب، إلا السيد والتر بارنز، فقد بقي صامتا، فوجه القس السؤال له: وأنت يا سيد بارنز ألست على استعداد لأن تغفر لأعدائك ما اقترفوه في حقك؟ فرد الرجل بخشونة واضحة، وسط دهشة الجميع، بأن ليس له أعداء! فتهللت أسارير القس، وقال لبارنز: إن هذا أمر رائع وغير عادي، ما عمرك يا سيدي؟ فقال بارنز: 98 عاما! وهنا وقف الحضور احتراما وتقديرا، وهم يصفقون لهذا الرجل الذي قارب المئة، وليس له أعداء. شجع ذلك القس ليطلب منه التقدم للمنصة ليخبر رعيته كيف استطاع العيش كل هذا العمر من دون أعداء. فقام الرجل العجوز من مكانه بتثاقل، وسار حتى أصبح أمام الجميع وقال بصوت أجش: عليهم اللعنة، لقد ماتوا جميعا، وعشت أطول منهم! وعاد بتثاقل الى مقعده.
2 – دخلت السيدة الستينية الى عيادة صديق وطبيب نفسي واشتكت له من أن زوجها أصبح يمارس العنف ضدها كلما عاد ليلا من الحانة. فقال لها الطبيب بأن هناك طرقا عدة لعلاج زوجها، وأسهلها المضمضة بالماء! فسألته السيدة باستغراب عما يقصد. فقال لها إن عليها، فور سماعها صوت اقدام زوجها، وهو يقترب من باب البيت، عائدا من سهرته، أن تقوم من فورها بتناول جرعة من الماء، وتبدأ بالمضمضة لأطول فترة ممكنة! شكرته السيدة، وخرجت وعلامات عدم الاقتناع بادية عليها.
عادت اليه بعد اسبوع شاكرة نصيحته لأن زوجها توقف بالفعل عن ضربها، وسألته عن سر جرعة الماء، فقال لها الطبيب بأن الماء في فمها يمنعها من الكلام، وكلامها كان هو الذي يدفع زوجها للاعتداء عليها.
3 – أوقف الشرطي سيارة تجاوزت حد السرعة، وعندما اقترب من سائقها وجده رجلا وقورا وكبيرا في السن، وليس شابا أرعن، فسأله عن سبب قيادته سيارته بتلك السرعة، في تلك الساعة المتأخرة من الليل؟ فرد هذا قائلا: إنه في طريقه لسماع محاضرة، ويريد أن يصل بأسرع وقت! فتساءل الشرطي باستغراب واضح: ومن الذي سيلقي محاضرة في هذه الساعة المتأخرة من الليل؟ فرد الرجل بهدوء: زوجتي في البيت!
أحمد الصراف
حكاية
جلس في منزله وحيداً بعد أن انفضّ الجمع من حوله، وكيف لا ينفضّ هذا الجمع وهو الذي لم يقم إلا على المصلحة والمال ولا شيء سواهما، وما إن تلاشت تلك المصلحة حتى تلاشوا معها. أخذ يفكر بالأيام والسنوات التي مضت عندما شرع أولاده في تولي إدارة مؤسسته الضخمة رغم قلة فهمهم وإدراكهم، وهو يعلم تمام العلم قلة الفهم تلك، فهو الذي حرص ومنذ نعومة أظفارهم على أن يُستثنوا من كل شيء، فلم يحسن تعليمهم ومكنهم من الحصول على كل ما يشتهون، ولم يقدم لهم سوى قاعدة واحدة للحياة، وهي أن المال هو الوسيلة والغاية وهو الذي يحقق لهم كل شيء. قدم لهم الإدارة دون عناء ليرتاح هو من مشقتها وهمومها، نصحه أصدقاؤه مراراً بأنهم (الأبناء) غير مؤهلين أبداً للإدارة، فهم لم يتعلموا أسسها، فكان يرد عليهم بآية كريمة مغلفة بابتسامة ثقة "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا"، وبعد أن تكرر نصح الأصدقاء وسئم من إزعاجهم استبدلهم بجوقة يقولون ما يشتهي أن يسمعه فقط. كان يشاهد أبناءه وهم يتنافسون على الإدارة دون الاهتمام بتطويرها وتوسيع رقعتها، كان يعتقد أن تلك المنافسة ستجعل أحد الأبناء أكثر استحقاقاً من غيره، متناسياً أن منافستهم كانت ترتكز على السيطرة وليس المحتوى، وشغلتهم تلك المنافسة، وأخذت تستنزف كل موارد مؤسسته التي بناها آباؤه وأجداده. مرت السنوات وازداد طمع الأبناء ورغبتهم في السيطرة على المؤسسة بكاملها، فالأموال تناقصت ولا مجال للشراكة أبداً، ولا بد من أن يقصي أحدهم الآخر متجاهلين مع فورة المنافسة أنه لم يعد هناك شيء أصلاً يتنافسون عليه، فمؤسستهم لم تعد قادرة أصلا على الاستمرار في إشباع أدواتهم التي استأجروها لتعزيز مواقعهم ونفوذهم، فكانت النهاية. تلك الحكاية شبيهة بكثير من الحكايات التي رويت لنا منذ الصغر، مقروءة كانت أو مصورة، وإن اختلفت التفاصيل إلا أن النهاية واحدة، فسوء التصرف يعقبه سوء النتيجة، لماذا لا نتعلم إذاً؟ ما المختلف الذي نتوقعه كنتيجة لسوء التصرف؟ هل يجب علينا جيلاً بعد جيل أن نعيش مرارة نفس الأخطاء كي نتعلم منها رغم علمنا بالنتائج الحتمية مسبقاً؟ لماذا لا نأخذ بنصائح المخلصين؟ ولماذا نسلم من لا يستحق الإدارة؟ ولماذا نلجأ إلى المنافقين ليجملوا لنا أخطاءنا وهفواتنا؟ ولماذا تدور هذه الدائرة دائما دون عبرة تطبق فعلا؟ من لا يستحق الإدارة ينبذ ومن ينصح بصدق يقرّب والمنافق يبعد، تلك هي الأسس والأصول لنتمكن من الارتقاء، ولا بديل لنا عن هذا الطريق قبل أن تنتهي الحكاية.
نصائح ملك حكيم!
لا يختلف اثنان على حكمة وحنكة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية حيث واصل قيادة المركب السعودي إلى بر الأمان وسط تحديات غير مسبوقة في المنطقة ودون الحلفاء التاريخيين الذين انقلب بعضهم إلى أعداء طبقا للمتغيرات التي حدثت على الساحة الدولية بعد سقوط دول المعسكر الشرقي.
***
ففي رسالة نصح ومودة أرسلها الملك عبدالله لأخيه عبدالفتاح السيسي بعد دقائق من فوزه طلب منه فيها الاستعانة بالقوي الأمين وحذره من بطانة السوء التي تجمل وجه الظلم القبيح غير آبهة إلا بمصالحها الخاصة فهؤلاء كما أتى في الرسالة التاريخية هم أعوان الشيطان وجنده في الأرض.
واسترسل حكيم العرب طالبا من الرئيس السيسي أن يكون صدره رحبا فسيحا لتقبل الرأي الآخر مهما كان توجهه وفق حوار وطني يلتقي فيه الجميع على أهداف نبيلة وتحسن خلاله النوايا.
وفي نصح الملك عبدالله لأمير الرياض بعد أدائه القسم يطلب منه «الاهتمام بالمواطن السعودي، فهو أول شيء وقبل كل شيء فالمواطن أهم عليك مني، وحق المواطن هو حق لي أنا، وأحثك على الصبر والتأني والتحري عن كل خبر يأتيك والتأكد منه» كما أتى في النصيحة.. وكم من مآس ومظالم تحدث بسبب استعجال المسؤول في اتخاذ القرار قبل التحري والتأكد.
***
وضمن لقاء مصور مع الوزراء يطلب الملك عبدالله ألا يغلقوا على أنفسهم الأبواب أمام العامة، فالجميع خدام الدين والشعب، ثم يحثهم على العمل والجد والاجتهاد وأن عملهم هو أمانة من عنقه إلى أعناقهم، ولا شك أن الحاكم الذي يخشى الله ويحرص على تاريخه كحال حكيم العرب الملك عبدالله لا يمكن إلا أن يكون حاكما عادلا ومنصفا.
***
آخر محطة: في قمة شرم الشيخ حاول الخبيث القذافي أن يتذاكى ويطعن في المملكة بالهمز واللمز والتلميح الذي هو أكثر ضررا من التصريح أمام كاميرات العالم، وعلم الملك عبدالله بحكمته أن السكوت في هذا الموقف ليس حكمة حيث يصبح ما ذكره القذافي من أكاذيب حقائق مثبتة، لذا رد عليه قائلا: «كلامك مردود عليه فالمملكة العربية السعودية ليست عميلة للاستعمار مثلك، من جابك للحكم؟ قول الصحيح من جابك؟ ولا تتكلم ولا تتورط في أشياء لا لك فيها حظ ولا نصيب، الكذب أمامك والقبر قدامك» ولم تمض إلا اعوام قليلة الا والقذافي كما تنبأ الملك عبد الله بن عبد العزيز، في القبر ميتا شر ميتة ذاهبا الى مزبلة التاريخ دون أن يترحم عليه أحد.
النسيان أو الخرف
“>النسيان، او الدمنشيا dementia، موضوع مقلق للكثيرين، وخاصة في البداية، ولكن مع مرور الوقت ينسينا النسيان ما اصبنا به، ولكن تزداد في المقابل معاناة الأهل، مع تزايد مرضنا. ومرض النسيان، كغالبية الأمراض، يمكن الوقاية منه، وتأخير قدومه قدر الإمكان، وهذا الاهتمام يجب أن يبدأ في الأربعينات من العمر، او حتى قبلها بقليل، ولا يعني ذلك أن على من هم في سني اعتبار الوقاية متأخرة، فهناك دائما متسع من الوقت لتلافي السلبيات، قدر الإمكان. وهنا ينصح الاطباء باتباع الأمور التالية، إن كنا نود تجنب الإصابة بالخرف، أو على الأقل تأخير قدومه:
1 – أن نكون جزءا من اي تجمع او فريق أو ناد اجتماعي أو صحي، وعدم الجلوس منفردين في البيت. فالوحدة تضعف الذهن بشكل قوي. ويفضل التطوع للقيام بأي عمل إنساني، كالعمل في «بيت عبدالله» مثلا، فنحن بحاجة لأن نشعر بأن وجودنا له أهمية.
2 – كما يجب أن نطور هواية محببة ونتعلق بها، كالقراءة، الاهتمام بتنسيق الزهور، لعب الورق، أو حتى مرافقة كلب في نزهته اليومية.
3 – محاولة استخدام اليد التي لا تستخدمها، اليسرى عادة، ولو لدقائق يوميا وخاصة في الكتابة، وهذا سيكون له تأثير إيجابي على الجانب المعاكس من المخ، ويحفز الخلايا العصبية.
4 – ممارسة رياضة المشي، ولو 2.5 كلم يوميا، فالاحتفاظ باللياقة الجسدية يساعد الدورة الدموية، وهذا ينشط المخ.
5 – ممارسة القراءة يوميا، ومحاولة تلخيص ما قرأنا، أو كتابة شيء ما، ولو كانت ذكريات شخصية.
6 – ممارسة الحياكة، أو اية هوية تتطلب استخدام اليدين بالمهارة نفسها، كالطبخ. فهذه الممارسات السهلة تقلل من الضغوط النفسية.
7 – تعلم لغة جديدة، سواء لغة محكية او لغة إشارات. فالانتقال بين اللغة الأصلية واللغة الجديدة يؤخر كثيرا ظهور أعراض الخرف.
8 – ممارسة ألعاب طريفة كالمونوبولي. فالألعاب الجماعية أفضل لتنشيط المخ وتحفيز الذاكرة من الألعاب الفردية.
9 – نحاول أن نتعلم كل يوم شيئا جديدا، وهناك عشرات المعاهد التي توفر مثل هذه الخدمة كتعلم استخدام الكمبيوتر أو ألعاب الهاتف.
10 – الاستماع للموسيقى الكلاسيكية، فهي، اكثر من غيرها، تجعل جانبي المخ يعملان بصورة متناغمة.
11 – تعلم العزف على أية آلة موسيقية، كالعود مثلا.
12 – السفر، وخاصة لأماكن جديدة وغريبة، فهذا يحفز الذاكرة ويجعل العقل يعمل بقوة.
13 – ممارسة اليوغا، او التأمل، او حتى العبادة بصورة جماعية، فهذه كلها تساعد على استقرار النفس والشعور بالراحة.
14 – أن نأخذ قسطا وافرا من النوم يوميا.
15 – أن نتناول الأغذية التي تحتوي على أوميغا 3، كاسماك السردين والسلمون والتونة والتراوت والماكريل، ومكسرات الجوز، وبذر الكتان، وزيت كبد سمك الكود.
16 – أن نكثر من تناول الخضار والفواكه.
17 – تناول وجبة واحدة على الأقل في اليوم مع الأهل والاصدقاء
وكل عام وأنتم بصحة جيدة.
أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com
عندما يمارس رئيس الوزراء «البلطجة»!
هل أنت متيقن بأن الكويت قد تدهورت بما يكفي، حتى بلغت مراتب متأخرة في التنمية وفي أغلب المؤشرات الاقتصادية؟
هل أنت مؤمن بأن سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك لا يملك الكفاءة ولا الرؤية لقيادة البلد الى مستقبل أفضل؟
هل أنت مقتنع بأن مجلس دولة الرئيس مرزوق الغانم يعمل بكل إمكانياته وطاقته، لخدمة فئة قليلة من تجار السياسة، وأن الشعب الكويتي آخر «أولوياته»؟
اذا كانت إجابتك بـ«نعم» عن الأسئلة السابقة، فإن اليوم هو مفترق الطرق للكويت، فإما ان «تخرج» لتعبّر عن استيائك ورفضك للأوضاع.. وإما أن «تسكت».
اخرج بأي طريقة تختارها.. ودون إخلال بأمن أو نظام، ارفع صوتك عالياً.. ليسمعه «من يهمه الأمر»!
لقد كتبت صحيفة مقرّبة من سمو رئيس مجلس الوزراء، وكثيراً ما تعبّر عن رأيه، كتبت اليوم في افتتاحيتها تقول إنك أيها الشعب الكويتي «قوم مكاري»، وتراهن على أن أقصى ردود أفعالك للاعتراض على الأوضاع المتردية والفساد المتفشي هو.. «التثاؤب مللاً»!. متابعة قراءة عندما يمارس رئيس الوزراء «البلطجة»!
أبناء الأسرة.. وضياع البلد
لا أجد مبرراً لهذا التوتر الذي تشهده الساحة السياسية في الكويت من جميع الاطراف! التفسير الوحيد الذي لدي ان البعض عندنا غير مؤهل لممارسة السياسة بديموقراطية تحترم الرأي الآخر! وغير مستعد لتفعيل الادوات السلمية لتبرير المواقف، لذلك تجده متوترا وهو يرى خصمه يمارس العلنية والشفافية والسلمية في طرح آرائه المخالفة لفكره ورأيه!
اكتب المقال قبل ان استمع الى ما سيقوله مسلم البراك الليلة (أمس)، ولا يهمني ما سيقول، فأنا عندي يقين بأن البلد يسير بشكل خاطئ منذ عدة سنوات، وسواء كشف البراك معلومات تفصيلية ام لم يكشف، فليس لدي شك في ان البعض استخدم المال السياسي بشكل اجرامي لكسب الولاءات، وانه ونظراً إلى صغر حجم الدولة وعدد سكانها فان المؤشرات الاولية تبين ان الفعل الاجرامي وصل الى معظم مرافق الدولة وطال معظم المسؤولين! وانا لا انتظر من البراك ولا من غيره ان يبين لي من هم المسؤولون الذين تدنسوا بهذه الجريمة ولا بأسماء في القضاء – إن وجدوا. متابعة قراءة أبناء الأسرة.. وضياع البلد
قلمات
ما بعد الثلاثاء هو المهم، لا الثلاثاء. أو، بصورة أدق وأصفى، ما بعد تجمع الثلاثاء، لا التجمع بحد ذاته.
الحضور مهم لا شك، لكن الأهم هي النتيجة.
ولو حدث ما حدث في الكويت وللكويت في أي دولة يحترم شعبها نفسه، لتسابق الصغار والكبار والصبايا والعجائز والحوامل والمرضى ووو… على الوصول إلى ميادين المدن، ولأغلقت الشوارع والأزقة، ولما بقي كائن حي في بيته، ولحبست الحكومات أنفاسها، ولازدحمت مخارج الطوارئ بالفاسدين الهاربين. متابعة قراءة قلمات
جنون الشعر وفنونه
يبدو أنني لن أكف عن التعرض للشعر وأربابه وأنواعه، حتى لو أوقعني ذلك في «شر كتاباتي»! منذ صغري وانا مغرم بأغاني عبدالوهاب، ولا أذكر عدد المرات التي استمعت واستمتعت فيها بأغنية «مضناك جفاه»، ومع هذا لم افهم يوما كامل معناها، أو أنها من نظم أحمد شوقي. وعرفت اليوم السبب والمعنى، فهي قصيدة جميلة، وأن شوقي استلهمها من قصيدة للشاعر الأندلسي الحصري القيرواني (1059-1029م) التي يقول فيها:
يا ليل الصب متى غده **** اقيام الساعة موعده
رقد السمار فارقه **** أسف للبين يردده
ويقول شوقي في قصيدته التي يخاطب فيها محب حبيبته ان النوم قد جافاه، وأصبح سقيما، ويئس زواره من شفائه، وترحموا عليه، وهو مشرف على الهلاك إلا أنه لا يريد الحياة من دونها:
مُضْنــــاك جفـــاهُ مَرْقَـــدُه **** وبَكــــاه ورَحَّــــمَ عُـــوَّدُهُ
حــــيرانُ القلــــب. مُعَذَّبُـــهُ **** مَقْــــروحُ الجَـــفْن. مُســـهَّدُهُ
أَودَى حَرَقًـــــا إ.لا رَمَقًـــــا **** يُبقيــــه عليــــك وتُنْف.ــــدُهُ
يســــتهوي الـــوُرْقَ تأَوُّهـــه **** ويُــــذيب الصَّخْـــرَ تَنهُّـــدُهُ
ويُنــــاجي النجـــمَ ويُتعبُـــه **** ويُقيــــم الليــــلَ ويُقْع.ـــدهُ
ويُعلّــــم كــــلَّ مُطَوَّقَــــةٍ **** شَـــجَنًا فــي الــدَّوح. تُــرَدّ.دهُ
كــم مــدّ ل.طَيْف.ــكَ مــن شَـرَكٍ **** وتــــــأَدَّب لا يتصيَّــــــدهُ
فعســـاك بغُمْـــضٍ مُســـع.فهُ **** ولعــــلّ خيــــالَك مُســـع.دهُ
الحســـنُ، حَـــلَفْتُ بيُوسُـــف.ه. **** (والسُّورَة.) إ.نـــــك مُفـــــرَدهُ
قــــد وَدَّ جمـــالَك أَو قَبَسًـــا **** حــــوراءُ الخُـــلْد. وأَمْـــرَدُهُ
جَحَــدَتْ عَيْنَــاك زَك.ــيَّ دَم.ــي **** أَكــــذلك خـــدُّك يَجْحَـــدُهُ؟
بينــي فــي الحــبّ. وبينـكَ مـا **** لا يقــــــدرُ واشٍ يُفس.ـــــدُه
إلى آخر القصيدة الرائعة المعنى والصياغة. ويذكر أن شوقي، الذي ولد في أكتوبر 1868 لأب کردي وأم من أصول تركية، كانت جدته لأمه الغنية تعمل وصيفة في قصر الخديوي إسماعيل، فتكفلت بتربيته، فأظهر منذ صغره نبوغا أدبيا، وانكب على دواوين كبار الشعراء فمدح الخديوي، ولكن الإنكليز لم يكونوا راضين عنه، فنفوه الى أسبانيا، وعاش هناك تاريخها وتأثر به، فوق تأثره بالأدب الفرنسي، وزادته الغربة تعلقا بوطنه، فاهتم بقضاياه، وعندما عاد الى مصر أخيرا بويع أميراً للشعر، ولا يزال عرش إمارته، بعد 82 عاما، خاليا حتى اليوم!
أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com