سامي النصف

وضع الدين في مواجهة العلم!

كلنا يعرف الحكاية التراثية حول الدب الذي قتل صاحبه الفلاح بحجة أنه يحبه، بعض علماء الاسلام يقومون بالشيء ذاته عندما يصرون على وضع الإسلام دون غيره من الأديان في موقف المتعارض مع حقائق العلوم الثابتة، ومن الضارين بالإسلام من يزايدون من العلماء والأطباء على رحمة رب العباد فيفتون على الشاشات والإذاعات دون فحص بضرورة صيام أصحاب الأمراض المزمنة الخطيرة التي يهدد عدم الالتزام الصارم بنظامها الغذائي والدوائي حياة المريض، وبالطبع لو أتاهم مريض في غير شهر رمضان وذكر لهم أنه لا يأكل ولا يشرب ولا يأخذ الدواء من الصباح حتى المساء لقالوا له إن ذلك انتحار وان الدين يطلب منه ألا يلقي بنفسه للتهلكة.

***

وكلنا يذكر العالم الجليل الذي أفتى بحرمة نقل الأعضاء كون الابتلاء بالمرض حسب قوله هو دعوة من رب العباد للمريض لملاقاته، فكيف يصح للعبد تعمد تأخير لقاء ربه عبر نقل الأعضاء لإطالة حياته؟!، إلا أن العالم ذاته، رحمه الله، ما إن أصابه المرض وهو في منتصف الثمانينيات من العمر حتى جزع، وأرسل بطائرة خاصة للعلاج في لندن متمسكا بالحياة التي يدعو الآخرين الى عدم التمسك بها كحال شيوخ «فتاوى الدم» الذين يدعون الآخرين للجهاد والاستشهاد وملاقاة الحور العين ويتخلفون ويزوجون أبناءهم بنساء الأرض لا حوريات السماء، وقبل ذلك أفتى شيوخ بتحريم اختراع الدش، وذكروا أن البيت الذي فوقه دش لا تدخله الملائكة (كيف عرفوا؟!) ثم أضحت أسطح منازلهم غابة من «الدشوش» كونهم باتوا يقدمون برامجهم على عدة فضائيات في وقت واحد، ولاحقا حرموا اختراع الانترنت ثم امتلأ فضاء الانترنت بمواقع إلكترونية لهم.

***

وأحد أشهر من وضع الدين في مواجهة الحقائق العلمية الثابتة هو عيد الورداني المحامي الذي رشحه البعض لرئاسة مصر، ففي كتاب من 600 صفحة أسماه «قصة الخلق» يستشهد في تفسيره بالآيات لإنكار كل شيء أتى به العلم، فالأرض مستوية لا كروية والشمس والقمر يدوران حولها ولا توجد جاذبية أرضية وعندما تغرب الشمس على كل بلدان الأرض المستوية في وقت واحد (أمر يمكن نقضه بمكالمة هاتفية بين بلد وبلد) فإنها تذهب لمكان في المحيط تبقى فيه حتى اليوم التالي، ولا علاقة بين شروق الشمس والنهار، حيث يمكن حسب قوله واستشهاداته أن تخرج الشمس بالليل ويبقى ليلا، ولله في خلقه شؤون وشجون.

آخر محطة: (1) يرفق الورداني مع كتابه شهادة من إدارة البحوث بالأزهر تقر طبع كتابه وتطلب منه 5 نسخ .

(2) ومم يظهر أن الورداني قد أتى بما لم يأت به الأولون والآخرون معرفته بالعنوان البريدي لـ «إبليس»، حيث ذكر في كتابه أنه يسكن في نقطة التقاء خط الاستواء بخط طول 140 درجة (مكان في المحيط الهادئ رغم أنه لم يحدد 140 درجة شرقا أو غربا) ولا نعلم لماذا لا يتم قصف منزله – منزل الشيطان بالطبع لا الورداني – بالقنابل الذرية كي نتخلص منه ومن شروره؟!

احمد الصراف

أسعد الشعوب

“>بيَّن استطلاع دولي أن م.ن أسعد الشعوب في العالم بضع دول فقيرة. فقد تربّعت كوستاريكا – للمرة الثانية – ضمن قائمة تضمن 151 دولة، في صدارة الشعوب السعيدة، بينما قبعت الدول الخليجية في الذيل، كأقل الشعوب سعادة، وهي قطر والكويت، والبحرين.
اعتمد مؤشر البحث الذي أجرته مؤسسة الاقتصاد الحديث، ومقرها لندن، على رفاه الفرد من حيث التمتع بحياة سعيدة وطويلة وذات مغزى، وأسرة مقتصدة وصديقة للبيئة.
وبيّن الاستطلاع أن مبعث سعادة الفرد وتمتعه بحياة مديدة ونمط معيشي مميز وعلاقة صداقة بالبيئة لا يقترنان البتة بموطن إقامته أو بمدى تقدّم او غنى دولته!
والسؤال هو: ما الذي دفع المواطن الكويتي الى أن يصبح الأكثر تعاسة في العالم، وهو الذي يفترض أنه الأقل همّاً والأكثر غنى، بشكل عام من مليارات البشر، وأشياء قليلة تقلقه في حياته، خصوصا أن العلاج والطبابة مؤمَّنان له ولأسرته، والتعليم حتى أعلى المستويات، مضمون له ولأسرته، وضمان الشيخوخة متوافر له ولأسرته؟! وبالتالي فما يشغله ويضجره لا بد أن يكون شيئا آخر غير هذه وتلك!
من المعروف أننا، لكي نستمتع بالحياة، فإننا بحاجة الى أن نشعر بالسعادة، وهذه لا يمكن أن تتحقق بالمال، بل بتوافر الحريات، حرية التصرف والقول والتنقل والعبادة وأماكن ووسائل الترفيه الضرورية. كما أن من الضروري، لكي نشعر بالسعادة، أن نؤمن بأننا متساوون أمام القانون، وأن الحكومة منصفة في احكامها ومواقفها، وتؤمن بالشفافية في عملها، وأن مستويات الفساد والرشوة في حدودها الدنيا! ولكن من المؤكد أن جميع هذه الأمور غير متوافرة في الكويت.
فحرية التصرف، ضمن القانون، وحرية القول وحرية النشر جميعها مقيدة، بطريقة أو بأخرى. كما أن الجميع – حتماً – لا يتساوون أمام القانون! أما الادعاء بأننا أفضل من غيرنا فلا معنى له، فنحن لا نشعر بالسعادة، لان غيرنا لا يشعر بها، بل نكون عادة سعداء لأسباب واضحة وإيجابية. كما أن للجرعة الدينية المبالغ فيها في رأيي، وما يتبعها من نفاق اجتماعي، دورها في زيادة الشعور بالضجر، ومن ثم بالتعاسة.
فالحياة بغير سعادة، مهما طالت لا تعني شيئا. والثروة مهما كبرت من دون ان تصحبها سعادة لا تعني شيئا، ومن ينظر الى كميات القمامة أمام كل بيت يعرف أن سعادة الفرد الكويتي أو المقيم قد اختُزلت في دقائق أو ساعات الأكل، ويبدو أنها المتعة الوحيدة المتاحة، وبوفرة، للغالبية.
كما أن من السهل ملاحظة أن الكويتيين لا يشعرون بأن حياتهم ذات مغزى، فلا دور لهم في أي أمر. ولكي نعرف بدقة سبب شعور المواطن بالتعاسة فإننا فقط نعطيه ملف معاملات ونطلب منه، تحت درجة حرارة تبلغ الخمسين وحركة مرور بائسة، ومواقف سيارات شحيحة، ونفوس مديرين ضيقة، مراجعة وزارات الشؤون والتجارة والداخلية لإنهاء المعاملات فيها، فهنا سيصاب المواطن بالاحباط وسيدفعه الفشل الى الشعور بالتعاسة، وسيشعر بحزن أكثر إن تساءل عن المكان الذي «تذهب» اليه، سنة بعد اخرى، ما تحققه الدولة، مع مطلع كل شمس، كل الملايين المتحققة من بيع البترول، ولماذا فشلت الإدارة الحكومية في أن توفر أو تشتري بها الحد الأدني من الخدمة الجيدة أو الكرامة؟ فشعب «يتبهدل» غالبيته كل يوم في المستشفى أو الوزارة أو المخفر، في سعيه لإنهاء معاملاته بطريقة حضارية وكريمة، لا يمكن أن يشعر بالسعادة!

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

علي محمود خاجه

غيروا «التكتيك»

طوال السنوات والعقود بل القرون الماضية والمسلمون يحاولون نشر الإسلام ومحاربة الكفار والمشركين بأسلوب واحد سائد وهو القتال وبغض الآخر، والمحصلة التي نعيشها اليوم بعد كل تلك القرون من هذا الأسلوب هي عدم قدرتنا كمسلمين على الاستغناء عن المشركين والكفار في مختلف مجالات الحياة سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية. فلا الكيان السياسي لأي دولة مسلمة قادر على البقاء دون مباركة العدو الغربي الكافر أو رضاه، ولا الكيان الاقتصادي لأي دولة مسلمة قادر على العيش برخاء دون العدو الغربي الكافر، ولا الكيان الاجتماعي قادر على البقاء دون استخدام ما ينتجه العدو الغربي الكافر، وما زال أسلوب المسلمين واحداً، وزيادة حاجتنا للغرب العدو الكافر أكبر. لماذا لا نجرب طريقة أخرى بعيدة عن القتل والبغضاء والعداوة؟ ولماذا لا نجرب أن نتبع نفس الأسلوب الذي اتبعه العدو الكافر ليفرض سيادته وهيمنته على العالم بشكل سلمي هادئ؟ فكل المجتمعات التي غيرت أسلوبها وابتعدت عن جزئية الخصومة والعداوة، وركزت على الإنجاز أفلحت، وأصبح العالم كله يحتاج إليها بل أصبح بإمكانها فرض أفكارها على العالم أجمع، ولنا في اليابان والصين والولايات المتحدة مثال واضح غير قابل للنقض. الإسلام هو ثاني أكبر ديانة على الكرة الأرضية بحسب الإحصاءات، وعلى الرغم من ذلك فإن العالم أجمع بإمكانه العيش من دون أغلبية معتنقي تلك الديانة لأنهم وببساطة لا يقدمون للبشرية شيئاً يذكر، فهم منكفئون على أنفسهم لا يشغلهم سوى نقاش الأحكام الدينية المكررة من جانب، وضرورة محاربة الغرب العدو الكافر من جانب آخر، دون تقديم شيء ملموس وفعلي للعالم، ليس هذا فحسب بل يحرص العالم الإسلامي بأسره على أن يرتكز التعليم على الدين مع إغفال للعلوم الحياتية بكل أنواعها، فتكون النتيجة مجتمعات وأجيالاً متعاقبة لا تفكر إلا بنمط واحد واتجاه واحد وهو محاربة العدو الكافر من جانب، ومحاربة المسلم المختلف بالمذهب من جهة أخرى. المزعج في الأمر فعلاً أن الموارد التي يمتلكها المسلمون تعتبر من أكثر الموارد تكاملاً في العالم من ناحية البقعة الجغرافية للدول الإسلامية، فهي من أكبر بقاع العالم من ناحية مصادر الثروة الطبيعية كالمياه والبترول والزراعة بالإضافة إلى الموارد البشرية الضخمة في تلك الدول، إلا أن كل تلك الموارد لا يتم استغلالها إلا لهدف أو هدفين وهما محاربة العدو الكافر من جانب، وضمان استمرار البقاء في الحكم من جانب آخر. لقد استطاعت شعوب أخرى بموارد أقل أن تصبح من القوى العظمى في أقل من خمسين عاماً فقط، وهي مدة زمنية ضئيلة جداً في حياة الشعوب، وعلينا أن نستوعب أن ما يملكه العالم الإسلامي من موارد أكبر وأشمل من مجموعة فتاوى متعلقة بجواز استخدام معجون الأسنان أثناء الصيام. إن كان ولابد من العيش مع فكرة القتال والحرب مع العدو الكافر، فلنغير "التكتيك" على الأقل من خلال جعل العدو الكافر يحتاج إلى المسلمين فعلاً، وبذلك يضطر إلى مراعاة مصالحهم وأفكارهم بدلاً من هذا التخلف الذي نعيشه تحت ذريعة تطبيق الإسلام. خارج نطاق التغطية: رجال ضحوا بحياتهم وسلامتهم قبل ثلاثين عاماً إثر حادثة تفجير موكب الأمير الراحل جابر الأحمد رحمه الله، قامت الدولة بتجنيسهم الأسبوع الماضي، بهذا الشكل نلخص حالة الدولة.

سامي النصف

هذا بحق ما يضر الإسلام والمسلمين!

الضرر الاعظم على الاسلام والمسلمين هذه الايام ليس من خارج الاسلام، بل من داخله، وبامتياز، وتحديدا من اعمال العنف الدموي الذي هو الوليد الشرعي للسكوت عن الفكر المنحرف الذي يؤدي بالتبعية إلى التطرف وتكفير المسلمين وإلغاء الآخر ومن ثم يتم الارهاب ونحر الرقاب امام كاميرات العالم ما ينفر الآخرين من الاسلام ويجعل شيوخ الدم يكذبون ويدعون زيادة المهتدين إلى الاسلام بناء على احصائيات ترى زيادة مبيعات المطبوعات الاسلامية رغم ان ذلك قائم على معطى.. «اعرف عدوك»!

***

وعلى اليوتيوب صورة مريعة تعكس الوضع المؤسف الذي آل اليه حالنا كمسلمين بسبب افعال المتشددين، ففي الصورة يجلس رجل ملتح على ظهر رجل ملتح آخر والاثنان من اتباع الدين نفسه بل والمذهب نفسه، الاول يكبر للنحر وسكينه تعمل على قطع رقبة الثاني، وفي الصورة اصابع المقتول مرفوعة وهو يتشهد على نفسه، فأي جنون هذا؟! وهل يمكن لأعدى أعداء الاسلام ان يضروا به بمثل ما اضر به ذلك الفعل؟

***

ومما هو موجود على المواقع الالكترونية قصة اخوين من قرية واحدة ذهبا للجهاد، فانضما الى فصيلين تفرغا لحرب بعضهم البعض حتى اسر وقتل احد الاخوين، وكادت والدته ان تجن من خبر موته على يد الجماعة الاخرى المنضم إليها ولدها الآخر، ان تلك التجارب اليومية المريعة تثبت ان الوضع الافضل لاتباع تلك الجماعات التي تدعي الاسلام في الشام والعراق واغلبهم من الشباب المغرر بهم والتي ثبت انها مخترقة حتى النخاع، ان ينضموا للجماعات السياسية العاقلة التي يعترف بها العالم كي يكون هناك امل في النصر وفائدة لا ضرر على الاسلام.

***

آخر محطة: 1ـ لا يمكن ونحن في عصر وصل فيه الانسان عن طريق العلم والحسابات الفلكية الدقيقة إلى القمر ومشى على ارضه ان نختلف كمسلمين على اماكن وجوده في السماء من عدمها.

2ـ الاختلاف الذي ينتج عنه صيام المسلمين في ايام مختلفة يعني ان هناك شعوبا اسلامية فطرت في ايام يجب صيامها او في المقابل هناك شعوب صامت في ايام شك يحرم صيامها، والاثنان امران لا يصحان.

@salnesf 

احمد الصراف

سارة والعودة للكتابة

كان من المفترض ان اتوقف عن الكتابة خلال رمضان، ولكن تذكرت أنني وعدت صديقا بالكتابة عن موضوع هذا المقال، وبالتالي كان لا بد من تأجيل التوقف، مؤقتا.

***
في نهاية مايو الماضي وقفت سارة أبو شعر، الابنة البكر للصديقين فهد ونادية، أمام حشد من آلاف الضيوف المميزين، والشخصيات العالمية النافذة والطلبة والمدرسين اللامعين، وقفت أمامهم في جامعة هارفارد العريقة لتلقي كلمة خريجي عام 2014، وهو تشريف لا يناله إلا من يستحقه عن جدارة. وبالرغم من أن كلمة سارة لم تتعدّ الدقائق العشر إلا أنها ألهبت حماسة الحضور، ولم يكن مفاجئا بالتالي انتشارها السريع على مواقع التواصل الاجتماعي ومشاهدة مئات الآلاف لها. وكان حديثها عن جامعة هارفارد شيقا للغاية. وقالت في كلمتها إن تلك الجامعة جعلتها تقتنع أن بإمكانها هي أيضا أن تشكّل التاريخ، وألا تكتفي فقط بالتأثر بما يجري فيه. كما القت بضع دعابات رصينة، وخاصة عندما قارنت بين الحياة في وطنها، والشرق عموما، والحياة في الغرب. كما كان جميلا منها الإشارة لأصولها السورية، وكيف عانت في صغرها من الترهيب من الأمن، وكيف كانت أمها تنصحها بالامتناع عن إبداء آرائها السياسية، أو حتى مجرد التفكير في موضوع الحريات!
نجاح سارة في جذب الانتباه لم يأت من فراغ، وقدرتها على الوقوف، وهي الفتاة العشرينية، أمام أكبر العقول المفكرة في العالم، وجذب انتباههم لم يكن مصادفة، واستحقاقها التصفيق الحار المرة تلو الأخرى لم يأت مجاملة، فقد تعب والداها في تربيتها، وتأهيلها وتعليمها، وبالتالي اتى انجازها الكبير على قدر ما اعطيت.
والآن أليس من المؤسف أن يحرم وطن هذه الفتاة الموهوبة من وجودها فيه؟ وأليس أكثر مدعاة للأسف أن تحرم هي، والعشرات من أمثالها من النوابغ والموهوبين، ولأسباب أكثر من سخيفة، من جنسية البلد الذي ترعرعت فيه وتعلمت في مدارسه، في الوقت الذي تعطى فيه الجنسية لمن سيصبح عالة وعبئا وظيفيا وصحيا وسكنيا وتعليميا على كل أجهزة الدولة في الدقيقة التي يحصل فيها على الجنسية؟
وفي هذا السياق ورد على لسان سارة، في مقابلة لها مع جريدة الشرق الأوسط، بعيد إلقاء كلمتها قولها إنها تعتبر الكويت البيت الآمن الذي ترعرعت فيه، ملتحفة بأهله الطيبين، وإن للكويت فضلا كبيرا عليها، فهي المكان الذي اعتادت فيه على إطلاق الكثير من أفكارها، بحرية.
ما لم تقله سارة، ربما أدبا، إن الكويت التي عرفتها قد تغيرت ومن الصعوبة بمكان أن تعود إلى ما كانت عليه، والتاريخ لن يرحم من كانوا السبب فيما وصلنا إليه من تخلف.

أحمد الصراف

طارق العلوي

مثير الفتنة!

«سميرنغ كامباين» هو مصطلح انجليزي يطلق على الحملة الإعلامية التي ترمي إلى تشويه سمعة شخص ما، بهدف ضرب مصداقيته، على أمل أن تفقد المعلومات «الحساسة» التي يمتلكها أهميتها لدى الشعب.
جورج سانتيانا، فيلسوف وروائي وشاعر أسباني، كانت له مقولة جميلة يرددها، وصارت حكمة يتناقلها الناس: «إن الذين لا يتعلمون من التاريخ.. محكوم عليهم أن يكرروا أخطاءه»!
قصة حقيقية جرت أحداثها في عام 1996.. وما أشبه الليلة بالبارحة!
«جيفري وايغاند» كان نائب الرئيس في إحدى أكبر شركات التبغ في العالم «براون اند ويليمسون». وبحكم منصبه وقعت بيده وثائق حساسة تشير إلى تلاعب شركة التبغ بـ«النيكوتين»، بما يخالف المعايير الصحية، كي تجعل المدخنين أكثر ادمانا على سجائرها، ما يزيد أرباحها «مليارات» إلى ملياراتها التي تمتلكها. متابعة قراءة مثير الفتنة!

مبارك الدويلة

«داعش».. تشويه صورة الحكم الإسلامي

«داعش» .. الدولة الاسلامية في العراق والشام، «داعش» هذه خرجت فجأة ومن دون مقدمات في ساحة القتال في سوريا، وبقدرة قادر تمكّنت خلال وقت قياسي من السيطرة على كثير من المواقع التي حررتها جبهة النصرة وكتائب الثوار وفصائل الجيش السوري الحر! بالضبط بالطريقة نفسها التي خرجت فيها حركة طالبان في افغانستان، بعد ان تمكّن المجاهدون هناك من دحر القوات الروسية، وقبل ان يستقر لهم الامر خرجت «طالبان» صنيعة المخابرات الباكستانية لتسيطر على معظم افغانستان! متابعة قراءة «داعش».. تشويه صورة الحكم الإسلامي

سامي النصف

رمضان.. العلم هو الحل!

من الإشكالات القائمة في العصور الوسطى لعالمنا الإسلامي التي نعيشها في هذه الحقبة عدم إرسالنا أفضل العقول لدراسة علوم الشريعة كي تصبح مراجع كبرى تستنبط الفتاوى العصرية الحديثة القائمة على الفهم الصحيح لديننا الحنيف، فلا يوجد من الأديان ما أوصى أتباعه بالعلم والنظافة كديننا، ولا يوجد من يخالف تلك الوصايا الربانية كشعوبنا ضمن الأكثر جهلا والأقل نظافة في المرافق العامة.

***

ولو استخدمنا العلم لما اختلفنا على ما لا يجوز الاختلاف حوله كرؤية هلال رمضان، فكما نقبل شهادة من يلبس النظارة حال ادعاء رؤية الهلال، فعلينا كذلك القبول بالحسابات الفلكية والمناظير، فالعين التي ترى لا النظارة أو المنظار كي يتوحد الحساب الهجري ويصوم المسلمون كافة في اليوم ذاته، ودون ذلك لا تصبح للتاريخ الهجري فائدة في عصر الدقيقة والثانية ما دام أول الشهر هو الأحد في بلد والاثنين في بلد ثان والثلاثاء في بلد إسلامي ثالث، وللعلم فكل الأشهر القمرية الأخرى يعتمد فيها على الحساب الفلكي.

***

وكما علينا العمل بـ «مواقيت الساعة» التي أكرمنا رب العباد باختراعها، فطوال أيام السنة الأخرى يعتمدها المسلمون في الصلاة والصيام حتى لو غطى السحاب السماء، فلا يعتمد أحد على ظل خشبة أو التمييز بين الخيط الأبيض والخيط الأسود لأداء الفروض، بل تعتمد «مواقيت الساعة» التي قد تكون هي الحل لمواقيت الصلاة والصيام في البلدان غير منتظمة المواقيت كحال أقصى شمال وجنوب الأرض التي يمتد فيها النهار أو الليل اليوم كله، حيث يفرض عليها اتباع مواقيت أقرب بلد إسلامي دون إعطاء محدد لذلك المسمى، وماذا لو أن ذلك البلد النائي أغلب أهله مسلمون ومن ثم فهو أقرب البلدان لنفسه؟ وكيف لركاب مركبات الفضاء مستقبلا معرفة أقرب البلدان الإسلامية لهم؟ كما أن في ذلك الاجتهاد الإفطار والشمس ساطعة، وأفضل منه في نظرنا أن يحدد علماء المسلمين لهم ساعات محددة لأداء الفروض كتحديد السادسة للفجر والثانية عشرة للظهر والرابعة للعصر والسادسة للمغرب والثامنة للعشاء، وهو أمر يحل إشكال حتى المسافرين على الطائرة اليوم والمركبات الفضائية في الغد والمناطق النائية السالف ذكرها.

***

إن إشكال إفطار الملايين من ركاب الطائرة مازال قائما، فالذي يفتي بانتظار غياب الشمس ينسى أن الطائرة لو أقلعت قبيل الإفطار متجهة غربا فستبقى الشمس ساطعة لعشر ساعات وعشرين ساعة لتتبع الطائرة للشمس، بالمقابل الذي يدعو للإفطار على الأماكن التي تطير فوقها الطائرات من منظور أن الطائرات ليست مستقرا دائما ينسى أن الطائرات تحلق لساعات فوق محيطات وصحار وغابات، ان استخدام الشمس هو لتوزيع الصلاة والصيام على مواقيت محددة في اليوم، فإذا اختفت أو سطعت الشمس طوال الوقت وجب استخدام ما وفره لنا رب العباد من اختراعات كالساعة كبديل لها، وقد يكون استخدام الساعة طوال العام مثالا جيدا، كما يمكن تقريب الأمر باستخدامنا فرش الأسنان كبديل للمسواك عند أغلب المسلمين.

***

آخر محطة: (1) ربطت العبادات بالإسلام بشرط الاستطاعة، فالشهادتان ليس مفروضا النطق بهما على الأخرس، والصلاة لا تفرض على المجنون، والصوم لا يفرض على المريض الذي يخشى على حياته، وكذلك الحج لا يفرض على من لا يستطيع إليه سبيلا لعدم القدرة المالية أو الصحية.

(2) لذا، فربط المواقيت فقط بالشمس الساطعة أو المختفية طوال الوقت كالحال في أقصى الأرض، وعلى المركبات والكواكب السيارة قد يفتح الباب للاجتهاد بسقوط الفروض بسقوط شرط الاستطاعة، ومن ثم تكون تلك الأمور تطوعية لمن يعيش في تلك الأماكن، بينما تبقى مفروضة عليه متى استخدمت المواقيت الموازية (مواقيت الساعة) المستخدمة طوال العام.. والله أعلم!

@salnesf

مبارك الدويلة

الأمن.. فوق أم تحت الحرية!

هل بدأت الكويت تستعمل الحل الامني..؟!

هل انتقلت عدوى القبضة الامنية على الشارع السياسي الى الكويت.. بلد الحريات العامة؟!

عندما نلاحظ كثرة احالة المغردين الى النيابة في ظاهرة غير مألوفة في الكويت، وعندما تتكرر على مسامعنا احكام السجن للنشطاء السياسيين، بعد ان كنا نتفاخر بان الكويت خالية من سجناء الرأي، وعندما تبدأ السلطة في اغلاق الصحف اليومية والقنوات الفضائية، وتنشط رقابة المستشار القانوني للصحيفة في الغاء أو تشويه المقالات اليومية، خوفا من المساءلة القانونية وتبعاتها، عندما نشاهد كل ذلك ونتابع بقلق انهاء تواجد العديد من الوافدين الذين لم يثبت تورطهم بأي شكل من اشكال الجرائم، ولم يكن ذنبهم الا ان هناك من اعتبرهم محسوبين على تيار سياسي بعينه، وكان ذلك كافيا لابعادهم عن البلاد. عندما نرقب كل هذه الظواهر المستجدة على مجتمعنا فانه يحق لنا ان نزيد من قلقنا وتخوفنا..! متابعة قراءة الأمن.. فوق أم تحت الحرية!

عادل عبدالله المطيري

الخوارج «داعش» ومعاناة الثوار

من الخطأ أن ينسب تنظيم «داعش» أو ما يسمى بتنظيم دولة الاسلام في العراق والشام إلى التيارات السنية – لأنه وبالاصل فرع لجماعة القاعدة الارهابية وهم في حقيقة الامر يتبنون فكر «الخوارج»، لان هذه الجماعة تكفر كل مكونات المجتمع وتنظر لهم كخارجين على الاسلام سواء كانوا من اهل السنة او الشيعة، وهذه الجماعات خرجت أول الامر على دولهم السنية قبل ان يخرجوا ويقاتلوا الانظمة الشيعية او حتى دول الغرب.

يرجع فكر الخوارج الى التاريخ الاسلامي وكان اول ظهور لهم كجماعة منظمة بعد معركة «صفين» بين جيش الخليفة علي بن أبي طالب وجيش الخليفة معاوية بن سفيان، وكان سبب ظهورهم عدم رضاهم على التحكيم بين الفريقين المتقاتلين لحقن دماء المسلمين.

ومنذ نشأة الخوارج ـ كانوا دمويين ولا يرضون ان يتعايش المسلمين على اختلاف طوائفهم بسلام، لذلك قاموا بتكفير فريق معاوية وفريق علي ـ وبدأوا بقتالهم جميعا.

تنظيم القاعدة الذي ينتمي اليه «داعش» بدأ قتاله وعملياته منذ بداية التسعينيات في اكبر دولة اسلامية سنية وهي المملكة العربية السعودية، اذ خرجوا على الحكم هناك بعد ازمة احتلال الكويت والاستعانة بالقوات الاجنبية ـ وقاموا بعمليات ارهابية كبيرة وانتشر هذا الفكر الخارجي في المجتمع وبالكاد استطاعت السعودية إعادة الامور الى نصابها وتمكنت من تحجيم قوته وقدرته على الانتشار.

ومن المعروف ان اي تنظيم ارهابي ملاحق امنيا من الجميع كالقاعدة لابد له من البحث عن أماكن آمنة له ـ ودائما ما يجد ضالته في الدولة المنهارة امنيا كأفغانستان والسودان سابقا وسورية والصومال والعراق حاليا.

ودائما ما يضع «تنظيم القاعدة» نفسه في المعارك التي تكون بين المسلمين والاجانب ـ أو عندما يندلع القتال بين السنة والشيعة كما في العراق وسورية، لكي يحظى بدعم وتعاطف السكان من أهل السنة.

تنظيم القاعدة هو أسوأ عدو للمسلمين السنة ـ فدائما ما يضرهم ولا ينفعهم ـ فدولة طالبان في افغانستان حطمتها حماقات القاعدة وغزوة مانهاتن واسقاط برجي التجارة ـ وها هي القاعدة بمسماها الجديد (داعش) في سورية يشوهون نضال الثوار السوريين ويعطي خصومهم العذر باتهام الثورة السورية بأنها ثورة ارهابيين، وفي العراق ايضا ـ دخلت داعش لتوفر للمالكي وجماعته تبرير قمعه لثورة العشائر العربية المستحقة.

ختاما: القاعدة أو الخوارج او داعش كلها واحدة ونتيجتها واحدة ـ لانها تقتل اهل السنة والشيعة على السواء ـ فالمجازر التي ارتكبتها في سورية ضد جبة النصرة والجيش الحر اكبر دليل على ذلك ـ وفي أنبار العراق تقاتل داعش ثوار العشائر وتشوه نضال العراقيين وتعطى اعداءهم المبرر لقمع ثورته وقتلهم.