محمد الوشيحي

كلما كبرت ازدادت إثارة

هي إحدى هواياتي الغريبة، وإن سميتها “حماقاتي الغريبة” لم أكذب… ساعة وصولي إلى دولة ما، للسياحة طبعاً، أبحث عما يميزها عن غيرها من الدول، من ناحية الخدمات، والبنى التحتية، والحالة الاقتصادية للناس (أرصدها من خلال مظاهرهم الخارجية ومحلاتهم وسياراتهم ومأكولاتهم ووو…)، ومدى شعور الناس بالراحة أو بالغضب (من خلال وجوههم، وتعاملهم مع الآخرين، وتبادل الحديث معهم).
في إسطنبول، أو إسلامبول، أو الآستانة، أو القسطنطينية، سمها كما تشاء… تبادلت مع صديقي التركي الأحاديث. هو حاصل على شهادتي البكالوريوس والماستر من الولايات المتحدة، حيث كان يقيم وأهله، قبل أن يعودوا إلى تركيا ليقطفوا الفرص التجارية التي أثمرت بعد النهضة الأخيرة، أو “بعد أن تولى أردوغان وفريقه مهمة القيادة” كما ذكر حرفياً. متابعة قراءة كلما كبرت ازدادت إثارة

احمد الصراف

رجل الألفية

في أوائل رحلات «القطرية» من الكويت إلى الدوحة، قدّمت لي المضيفة الفلبينية صينية عليها عدد من كاسات العصير، فاعتذرت عن قبولها بحجة أنها تتعارض وديانتي، فتراجعت المضيفة مرتبكة وخجلة، وانسحبت من دون أن تنطق بكلمة! ويبدو أنها حكت لزميلتها الإنكليزية الموقف الغريب الذي تعرّضت له، فقامت هذه وأخذت الصينية منها، وتقدّمت نحوي عارضة عليّ أنواع العصير، فرفعت رأسي واعتذرت لها بكل لطف، قائلا إن ما تقدّمه يتعارض وعقيدتي الدينية، وهنا أصيبت المضيفة بالقدر نفسه من الدهشة، وتراجعت متلعثمة! لم تنته. القصة هنا، ولكن تكملتها ليست مهمة. بعدها بأسابيع كنت في رحلة داخلية في الهند، وكان معي صديق، فرويت له ما جرى معي على «القطرية»، وقلت له إنني سأجرب الأمر ذاته مع المضيفة الهندية، وراهنته بأنها ستتصرف بطريقة طبيعية، ولن تدهش لردي أو تتحرك عضلة استغراب في وجهها، وهذا ما حدث بالفعل، فلم تستنكر أو حتى تبتسم لقولي بأن تناول العصير يخالف عقيدتي، والسبب أن عقائد وديانات شعوب جنوب شرق آسيا عموماً والهند بالذات، تحرم الغريب من الأمور والطريف من التصرفات، وبالتالي لم يكن هناك ما يدهش أو يثير استنكار المضيفة الهندية في إجابتي، فغالبية سكان الهند وتايلند واليابان وغيرها يؤمنون بمئات أو بآلاف الآلهة، فلا إله يتميز عن غيره، أو على الأقل يستحق الموت في سبيله، بل هو مصدر سعادة وراحة نفسية، وخاصة في الخطوب والملمات! اعتدنا، وفي المجتمعات النفطية، والمتخمة بالأموال، التي لا يعرف أصحابها كيفية التصرف بها أو إنفاقها في المفيد من المشاريع، اعتدنا على اعتبار أنفسنا «كرماء»، والحقيقة ليست كذلك بصورة دقيقة، فالغالبية تنفق على المشاريع والأعمال الخيرية بغية اكتساب الأجر والثواب الأخروي، والأمر ليس كذلك في المجتمعات الأخرى، فلا أعتقد أن بيل غيتس أو وارن بافيت مثلا، واللذين وهبا مليارات الدولارات للأعمال الخيرية والأبحاث الطبية يسعيان للحصول على أجر. وورد في الأنباء مؤخرا أن مواطنا هنديا يدعى كالاياناسوندرام Mr.Kalayanasundaram يعمل بوظيفة بسيطة في مكتبة منذ 30 عاماً، كان يتبرع بكامل راتبه، طوال فترة عمله، للمحتاجين. وكان يعيش على ما كان يكسبه من العمل مساء كخادم في فندق صغير. وعند تقاعده قام بتوزيع نهاية خدمته على الفقراء. واعتبرته الحكومة الأميركية شخصاً فريداً من نوعه، وتقديراً لمواقفه قامت بمنحه لقب «رجل الألفية»، ومبلغاً كبيراً من المال، والذي لم يتردد في توزيع كل روبية منه على المعوزين! وقام ممثل هندي شهير «بتبنيه»، كوالد له، حيث إن كالاياناسودرام لم يسبق له أن تزوج، ولم يكن بالتالي لديه أبناء! فهل لدينا مثل كرمه؟ أحمد الصراف [email protected] www.kalamanas.com

علي محمود خاجه

«كان رفيجي»

سعدت كثيراً بخبر إنتاج فيلم كويتي من تأليف العزيز المبدع يعرب بورحمة وإخراج صديقه المميز أحمد الخلف، وما أسعدني بشكل أكبر هو أن يعرض هذا الفيلم في السينما الكويتية في مختلف دور العرض ولمدة شهر حتى الآن، بل إنني قمت بمشاهدة الفيلم قبل يومين في إحدى دور السينما، وفوجئت بأن معظم تذاكر الفيلم محجوزة قبل العرض بمدة طويلة، وهو ما يعني، على الرغم من مرور أكثر من شهر على عرضه، أن الناس ما زالت تسعى إلى مشاهدة هذا الفيلم الكويتي المميز، خصوصا أن توقيت عرضه تزامن بعد شهر رمضان مباشرة، وهو توقيت يعتبر ضاراً لأي عمل درامي كويتي، لأن الناس تكون مشبعة بالأعمال والدراما الكويتية طوال شهر رمضان، إلا أن هذا التشبع لم يقف عائقا أمام النجاح الجماهيري سينمائيا للفيلم، وهو ما يثبت جودة العمل وتميزه. سأتحدث عن انطباعي عن هذا الفيلم دون مجاملة أو تزيين، فالفيلم الذي يتحدث عن قصة أساسية واحدة بعنوان واضح ومباشر (فضيحته ولا حياته) قدم مضمون تلك الرسالة بشكل سلس جداً، سواء عن طريق النص أو الصورة، إلا أني أعتقد أن الفيلم كان بحاجة لأكثر من "حدوتة" واحدة رئيسية عن طريق تطعيمه بقصص جانبية خصوصا أن مدته 100 دقيقة؛ مما جعل إيقاعه بطيئاً نوعاً ما لالتزامه بقصة رئيسية واحدة فقط. أما الممثلون فلا أعتقد أن هناك من سيتقن الدور أكثر منهم، فقد تميز خالد البريكي بمعية فاطمة الصفي في تجسيد دور الزوجين وتعاطيهما مع بعضهما بشكل واقعي يعكس الطبيعة الكويتية دون تكلف، أما فيصل العميري هذا النجم الموهوب فأعتقد شخصيا أنه أفضل من جسّد دور الشاب التائه دون مبالغة جعلتنا نتعاطف معه دون أن ينجر خلف الصورة النمطية في الدراما الكويتية لهذه النوعية من الشباب، كما تميزت زينب خان رغم صغر مساحة الدور في تقديم نوعية من الفتيات في مكان لم يطرق من قبل بهذا الشكل، أما عبدالمحسن القفاص فهو حكاية بحد ذاته، فنحن لم نشاهده من قبل بهذه الصورة الخفيفة المميزة الخالية تماما من أي تصنع، بل إن أداءه جعلني على المستوى الشخصي أقتنع أنه لم يكن يمثل، بل قدم شخصيته الفعلية في إطار الدور المكتوب، وهو ما جعل كل من في القاعة ينتظر المشاهد التي يشارك فيها القفاص ليرسم البسمة في وسط تراجيديا النص. إخراجيا تفنن أحمد الخلف بتقديم الصور، وإن بالغ في أحيان قليلة بالتصوير العمودي، إلا أنه قدم صورة لم نرها من قبل للكويت كتصوير المقبرة من الأعلى مثلا، وأعتقد أنها المرة الأولى لتصوير كهذا في الكويت، كما أني أعتقد أن أغنية الفنانة نوال، وموسيقى مشعل العروج ظلمتا جداً؛ لأنهما لم تجدا مكاناً في الفيلم سوى في "تتر" النهاية. بشكل عام قدم الفيلم بعض مشكلات الكويت بشكل واضح كـ"الواسطة" أو مشاكل العمالة الوافدة، أو التقاعس في العمل، وهو أمر جميل لفيلم جيد جداً بالمجمل، ويستحق فعلا أن يكون جزءاً مهماً في صناعة السينما الكويتية الفقيرة، فشكراً لكل العاملين والقائمين على هذا الفيلم، وكلي أمل أن يكون خطوة حقيقية تجاه صناعة سينمائية دائمة في الكويت. ضمن نطاق التغطية: قد لا يستحسن البعض كتابة مقال عن أمر فني كهذا، ولكني أعتقد أن هذه الأعمال تحتاج فعلا إلى التركيز عليها ومناقشتها لتعزيزها واستمرارها.

احمد الصراف

غزة.. ولكن!

ما تتعرض له غزة جريمة، وخاصة أن وقودها الأبرياء الذين لا ذنب لهم في هذه الحرب العبثية، التي لا يبدو أن لها نهاية. ولكني في حيرة من الموقف من حركة حماس التي تدير القطاع منذ عشر سنوات تقريبا بيد من حديد، فكيف يمكن أن اقبل خطفها لشبان إسرائيليين ثلاثة، ونكران ذلك، ثم الاعتراف بأنها قتلتهم، وهي التي كان بوسعها مقايضتهم بالكثير؟ وكيف يمكن أن أقبل قيامها، منذ أن استولت على القطاع، بإعدام عشرات الفلسطينيين، بين الفترة والأخرى، من دون محاكمة، حتى ولو صورية، بحجة أنهم خونة؟ وكيف يمكن أن اقتنع أن الخونة قد انتهوا بإعدام 18فلسطينياً في يوم واحد؟ فهل تساءل أحد عن السبب في وجود كل هذا العدد الكبير من «الخونة» في القطاع، على افتراض صحة الاتهام؟ وما الذي تتوقعه حماس، والحرب العبثية بينها وبين إسرائيل تلقي في كل مرة بمئات الأيتام الذين قتلت تلك الحروب آباءهم ومعيليهم، واصبحوا عاجزين عن كسب لقمة العيش بطريقة شريفة؟ فهل الخائن من لم يجد لقمة عيش، أم من تسبب في قتل والده وامه واخيه ورماه، من دون بيت ولا عمل ولا طعام، في الشارع، ثم يأتي بعدها ويتهمه بالخيانة ويقوم بإعدامه من دون محاكمة؟ المفارقة المؤلمة كانت في تزامن العدوان الإسرائيلي على غزة، أو بالأحرى عدوان حماس عليها، مع عدوان «داعش» البربري على مسيحيي وايزيديي الموصل وسنجار. فقد عرى الموقف من الجريمتين «أقفية» الكثيرين من المتشدقين بالليبرالية والإنسانية، دعك من غيرهم، وهي ليست المرة الأولى. فقد وقف غالبية هؤلاء مع مأساة أهالي غزة، التي بدأت مع عملية الاختطاف، ولكن مأساة مسيحيي العراق وايزيدييه، الأشد وطأة والأقسى نتائج وغير المبررة تماما، لم تلق من هؤلاء أي إدانة فعالة تذكر، وكأن الإنسان الفلسطيني هو غير الإنسان العراقي! وبالتالي طالت معلقاتنا، وكثرت مانشيتات صحفنا، في الحديث عن المجازر الإسرائيلية في حق أهالي غزة، ولكنها سكتت، أو اكتفت بالتلميح إلى مجازر أكثر فظاعة والأقسى في التاريخ الحديث، وهي التي تعرضت لها الأقليات في العراق. أعلم جيدا انني لا استطيع ان أكون إنسانا، وبمستوى الحدث تجاه ما يحدث في غزة، إن عجزت أن أكون إنسانا بالدرجة نفسها مع ما حدث لمسيحيي العراق وايزيدييه. فالقتلة مجرمون في غزة، كما هم مجرمون في العراق، ولكن هل الأخيرون حقا مجرمون؟ أحمد الصراف [email protected] www.kalamanas.com

محمد الوشيحي

قلمات

أمور عدة استعصت على فهمي:
• يقاتل ثوار سورية سنواتٍ، فيفشلون في حلحلة جيش السفاح بشار عن محافظة الرقة، ثم يأتي تنظيم داعش فيطرد جيش بشار، في أقل من “غلوة قهوة”، ويحتل محافظة الرقة عن بكرة أهلها، وبمساحتها التي تعادل ضعف مساحة لبنان! هاي شلون؟ متابعة قراءة قلمات

حسن العيسى

أين موقعنا من الإعراب؟!

كتب طارق عثمان في دورية "فورن أفيرز"، العدد الأخير، مقالاً موجهاً إلى الطبقة الوسطى في العالم العربي، مخاطباً إياها (ربما يقصد الفئات الواعية المثقفة من تلك الطبقة) بأنه لا يوجد طريق وسط أمامها، فالأنظمة العربية ومع بدايات الربيع العربي ثم الانقلابات المضادة عليه، بدأت سياسات رفع الدعم عن سلع وخدمات، وبدأت فرض الرسوم والضرائب المباشرة وغير المباشرة، وطرحت مشروعات للبنية التحتية التي تستفيد منها القلة التي تدور في فلك السلطات الحاكمة، وصاحَب تلك التغيرات جهد كبير من السلطات الحاكمة لتقليص حقوق وحريات الأفراد وقمع كل صوت معارض لها، رافقه تدهور في وضع الفقراء، أمام ذلك ستجد الطبقة الوسطى أنه لا خيار أمامها سوى الاصطفاف مع المحرومين، ومواجهة جماعات الفساد المتحلقة حول الأنظمة، وأهم من كل ذلك عليها تقبُّل تضحيات اقتصادية حين يبدأ مشوار الإصلاح الاقتصادي.
ويضرب الكاتب مثلاً بدول شرق أوروبا في التسعينيات من القرن الماضي، حين قدمت الطبقة الوسطى فيها تضحيات كبيرة من أجل الإصلاحات الاقتصادية، وبدأت الآن في قطف ثمار التضحية.
أياً كان موقف الكاتب طارق عثمان في طرحه الضمني بأن الإصلاحات الاقتصادية تعني إطلاق قوى القطاع الخاص، وتقليص الهيمنة الاقتصادية للدولة، يبقى القول بأن الكاتب يشخص، واقع دولنا العربية، ويحدّد مرضها المزمن بأنظمتها المحتكرة للقرار السياسي واستشراء قوى الفساد المتنفذة فيها.
 واقعنا يشي بأن الفوضى المدمرة (لا الخلاقة) ستكون مصير دولنا، بعد أن تركزت فيها الاستقطابات الطائفية الدينية وتقاطعت مع النعرات القبلية، مع انحياز السلطة الحاكمة إلى طائفة وقمعها للأخرى، وغذت بحماقة، روح العصبية لهذه الطائفة أو تلك كي تلتصق كلتاهما بنظام الحكم حين ترى فيه حبل نجاتها الوحيد، ولو أنه حقيقة حبل سيلتف حول رقبتها ورقبة مستقبل الدولة.
نشهد اليوم، في عدد من الأقطار العربية انتكاساتها عن مسار الربيع، لتقع في خريف وجودها ببركة تحالف أنظمة حكم الثورة المضادة، ودفعها إلى إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل 2011، إن لم يكن أسوأ، والنتيجة الحتمية هو ما نشاهده اليوم في العراق وسورية، وفي الطريق دول أخرى إن ظلت الأمور على حالها، حين اختلطت بذور الجهل والتخلف الفكري والنعرات الطائفية بأنظمة حكم جاهلة ومستبدة في وعاء واحد، فتمخَّض الرحم العربي ليلد لنا مسخ العصابات الداعشية وما سبقها في مضمار الرعب الإجرامي، وكلها نتاج التهميش الطائفي، وقبل ذلك نتاج أنظمة الحكم التسلطي، وغياب المشروع الحضاري التقدمي عن فكر تلك الأنظمة، التي هي أقرب ما يكون إلى قطاع الطرق، وقبائل تغزو وتسلب غيرها من القبائل، من أن تكون سلطات حاكمة.
أين موقع الكويت مما حدث وسيحدث؟ وهل ستبقى حالة الصمت واللامبالاة والخدر من "طبقتنا الوسطى" إلى أن ينزل الفاس بالراس.. لا قدر الله؟!

احمد الصراف

البعبع الإيراني ومذكرات العدساني 3/3

الغرض من المقالين السابقين التعرض لما كتبه الأكاديمي المغربي أحمد موسى في مجلة كلية الآداب، بجامعة شعيب الدكالي في المغرب، وبأسلوب رائع نقتطع منه الفقرات التالية، ونضع النص الكامل، والطويل، لما كتب بتصرف من يطلبه منا، حيث يقول: لا شك أن شهرة الشاعر الإيراني سعدي الشيرازي في العالم أمر لا يختلف عليه، فقد عُرف منذ قرون لدى الغربيين، والفرنسيين بالذات، بالمفكر الحكيم والشاعر الإنساني الذي ترك بصمات كبيرة على الأدب والفكر. وهذه الشهرة التي نالها لم تكن وليدة الحالة الإبداعية والموهبة الشعرية فحسب، بل نتيجة شخصيته الكبيرة التي توالدت عبر جهد كبير وترحال طويل وعناء متواصل من أجل الكشف والاستنتاج والكدح الإنساني. فهو أديب ومفكر ملتزم وإنسان مرهف الحس وشاعر كسّر طوق الحصار المذهبي والقومي واللغوي، فأنشد للإنسانية جمعاء وناجاها بهمومها وأحزانها! والسؤال هو: لماذا لم اسمع أنا، ومئات الآلاف غيري، من جيلي ومن بعدي بهذا الشاعر؟ وما الذي استفدناه من التعتيم على النتاج الفكري والثقافي لدولة مثل إيران بكل ما كان لها من تأثير هائل في لغتنا العربية والثقافة والتاريخ العربي؟ أليس مؤسفا أن نرى هذا التجهيل المتعمد، والذي لا يخدم غير اصحاب النفوس الضعيفة، ولا نستطيع فعل شيء ازاءه. وما الذي يمكن أن نستفيده من التعتيم على وضع الطرف الآخر، حتى لو كان من ألد أعدائنا؟ أليس من المنطقي دراسة الطرف الآخر، وبالذات لو كان عدوا أو يشكل وضعه خطرا علينا؟ ألم نفاجأ جميعا في حرب 1967 بمدى قوة إسرائيل عسكريا وتقدمها علميا علينا جميعا، وخواء كل ادعاءاتنا؟ فهل تعلمنا من تلك التجربة المؤلمة شيئا؟ الأسئلة كثيرة والأجوبة شحيحة والجهل مستمر؟ أحمد الصراف [email protected] www.kalamanas.com

سامي النصف

ظاهرة الملحدين العرب!

هناك ظاهرة باتت ملحوظة على الساحة العربية وبشكل غير مسبوق هي ظاهرة الإلحاد ومعها ظاهرة الارتداد عن الاسلام الى ديانات أخرى، أشهرها المسيحية في بلدان كالجزائر التي فشل الاستعمار الفرنسي في تنصيرها حتى انه حاول في اوائل سنوات احتلاله جلب موارنة لبنانيين لمساعدته في اللغة والتبشير إلا أن الموارنة خذلوه ورفضوا الهجرة الى الشمال الافريقي وفي المقابل كان هناك جزائريون ضمن جيش الاحتلال الفرنسي لبلاد الشام وقد شاركوا قائده الجنرال هنري غورو في الانتصار على القائد يوسف العظمة في موقعة ميسلون في 24 /7 /1920.

***

وظاهرة الإلحاد العربي ليست جديدة وأشهر من جاهر بها في العصر الحديث هو د.اسماعيل أدهم صاحب كتاب «لماذا أنا ملحد» المكون من 14 صفحة حاول من خلال المعادلات الرياضية اثبات الحاده وقد سبق ان طالبت في مقال نشرته في 21 /11 /2010 بجريدة «الأنباء» بالتحقيق فيما قيل انه عملية انتحار بعد ان وجدت جثته طافية على ساحل جليم بالاسكندرية في 23 /7 /1940 التي انتقل لها من القاهرة كي ينضم كما قيل لجيش روميل الزاحف للانتقال لبرلين لمساعدة المانيا في ابحاثها النووية المتزامنة مع بدء الولايات المتحدة مشروع «منهاتن» لتصنيع القنبلة النووية.

***

وقد تابعت مقالات د.إسماعيل ادهم المختصة بالنقد الادبي بمجلة الرسالة والتي امتدت لسنوات حتى كتب في 8 /7 /1940 مقاله «الذرة وبناؤها الكهربائي» وتحدث فيه عن تجاربه الذرية في معامل موسكو عام 1933 والتي حصل منها وهو في العشرين من عمره على شهادة الدكتوراه في الفيزياء النووية، والغريب انه بعد كتابته هذا المقال وجد منتحرا او مقتولا على ساحل البحر، وقد ارسل شقيقه د.ابراهيم ادهم يكذب عملية الانتحار ويقول ان جميع كتب وابحاث ودراسات د.اسماعيل قد اختفت بشكل غامض ولم يعثر لها على اثر.

***

آخر محطة: (1) لا يأتي من التطرف والتشدد والارهاب الا كل الضرر على الاسلام، فالإلحاد والارتداد هما رد فعل في الاتجاه المضاد لذلك الغلو غير المبرر.

(2) د.اسماعيل أدهم ولديه مؤلفات تاريخية وأدبية في الاسلام هو اول عالم ذرة مصري وعربي ومسلم «ان جازت التسمية»، وقد قتل في ظروف غامضة تستحق التحقيق فيها وقبل د.سميرة موسى التي قتلت في حادث سيارة باميركا في 15 /8 /1952 ولم تكن للعلم عالمة ذرة بل مختصة بالاشعة.

(3) من العوامل التي ساعدت في عدم التحقيق بحادث موت د.اسماعيل ادهم انه وقع قبل القاء القنبلة النووية على اليابان عام 1945 حيث لم يكن احد منتبها – عدا المختصين – لاهمية علوم الذرة في ذلك الوقت المبكر كما ان اجهاره بالإلحاد ربما يكون قد سبب حرجا لمن يفترض ان يطالب بالتحقيق في مقتله.

@salnesf

احمد الصراف

البعبع الإيراني ومذكرات العدساني 2/3

وهكذا تأسس أول مجلس تشريعي في الكويت في 29 يونيو 1938، وكانت المآخد عليه اقتصاره، انتخابا وترشيحا، على فئة قليلة، ومن التجار غالبا، حيث بلغ المرشحون 20 شخصا تقريباً، والناخبون 320 شخصا، ويقال ان العدد بلغ 500. ويكفي للدلالة على أهمية مجلس 1938 الذي اختير الشيخ عبدالله السالم رئيسا له، دوره في اقتناع الشيخ عبد الله السالم، بعد سنوات قليلة من توليه الحكم، بضرورة تبني هذا النظام بصورة سلمية، وهكذا ولد النظام النيابي الحالي. كان لكبار قادة الشيعة موقف من مجلس 1938، مماثل لموقفهم من مجلس 1921، حيث اختاروا الوقوف بجانب الحاكم، مع شخصيات عربية وسنية أخرى. ولم يرض ذلك، إضافة لما قيل عن سعيهم للحصول على حماية المقيم البريطاني في الكويت أثناء حرب الجهراء، لم يرض المناوئين لهم! ولكن من المهم هنا توضيح أنه لم يكن من السهل في تلك الفترة تحديد المواطن من غيره، في غياب أي تعريف لمن هو المواطن، وغياب الجهة الراعية لهذه المسألة، فقد صدر أول قانون يتعلق بتحديد الكويتي من غيره بعد 21 سنة من تلك الأحداث، اي عام 1959. وبالتالي من الإنصاف القول ان فئة محددة من قاطني الكويت في تلك الفترة، الذين تأثرت مصالحهم التجارية، بسبب سوء الإدارة الحكومية، طالبوا الحاكم بضرورة مشاركته في بعض من صلاحياته، ورأى آخرون عدم جدوى ذلك، وكان من ضمن هؤلاء غالبية قادة أو ممثلي الأقلية الشيعية حينها. ثم جاء الاستقلال عن بريطانيا، إبان حكم الشيخ عبد الله السالم، وجاءت الديموقراطية، وانتخب أول مجلس نيابي «حقيقي» في تاريخ الكويت عام 1963، ولكن بالرغم من أن النفوس صفت، تقريبا، مما علق بها من تجربة مجلسي 1921 و1938، وتناسى الناس مواقف مختلف الأطراف من تينك التجربتين، فإن ذلك «التناسي» لم يشمل الشيعة، وبالذات الذين تعود أصولهم الى إيران. حيث كان للإدارات الحكومية المتتالية، أو من شغلوا المناصب التعليمية والثقافية فيها، مواقف حادة منهم، انعكست بالتالي على العلاقة مع إيران، وهناك مسؤولون تغاضوا عن تلك المواقف من منطلق «فرق تسد». وهكذا أصبحت معرفة أو تدريس اي شيء يتعلق بالثقافة الإيرانية، من منطق عرقي أو مذهبي، أمرا غير مرغوب فيه. ونتجت عن هذا النأي او الجهل بالآخر هوة بين البلدين لم تستطع مختلف التصريحات والزيارات السياسية ردمها. ثم جاءت الحرب العراقية الإيرانية لتعمق من تجذير الحذر من إيران، التي كانت، حسب اعتقادي، أقل عدوانية وشكا في نظرتها الينا من نظرتنا اليها. أحمد الصراف [email protected] www.kalamanas.com

محمد الوشيحي

مسلمون تحت الصيانة

جميلة تلك الصور التي تنتشر في وسائل إعلامنا، ويظهر فيها مجموعة من الدعاة، وإلى جانبهم يقف آسيوي بائس، بنظرات مرتبكة، تحت لوحة كُتب عليها “المهتدون الجدد”.
طبعاً لا حاجة إلى التنويه إلى أن دعاتنا الأفاضل وعدوا الآسيوي المهتدي بمبلغ مالي حال نطق الشهادتين. ولا حاجة إلى التذكير بأنه في حاجة مسيسة، كما يبدو من مظهره، إلى هذا المال. لكن الأكثر أهمية هنا هو خوفه من هؤلاء الخليجيين إن هو لم يعلن إسلامه، مع أنهم لم يهددوه. لكن حظه الفقير في التعليم، وعقله الباطن الذي يصور له هؤلاء الدعاة بأنهم من أهل الحظوة والسطوة، إضافة إلى تفكيره الدائم بأهله وحاجتهم إلى الأموال التي يرسلها إليهم كل شهر، ووو… كل هذه الأمور تخيف بعضهم وتدفعهم إلى “الموافقة” على تغيير دينهم. متابعة قراءة مسلمون تحت الصيانة