سعيد محمد سعيد

«ألعن أبوكم»… أيها الإخوة!

هل أدرك «العشرات» من علماء ومفكري الأمة الإسلامية أن الصراعات الطائفية والمذهبية في الدول الإسلامية هي نتاج تآمر بعض القوى الإقليمية والدولية التي استعانت (بمشايخ طين) لتنفيذ مخططهم التدميري؟ وهل جاء هذا الإدراك متأخرًا أم أنه مجرد ظاهرة صوتية في مؤتمر ينعقد وينفضُّ والسلام؟

قبل أيام، اختتم في العاصمة الشيشانية (غروزني) مؤتمر لعلماء المسلمين بحثوا فيه على مدى ثلاثة أيام (من 25 إلى 27 أغسطس/ آب 2016) قضايا في غاية الخطورة وعلى أعلى قائمتها ما يحيط بالأمة الإسلامية من مخاطر وتشويه للدين وربطه بالإرهاب وبتهديد الحياة الآمنة للبشر، لكن هذا المؤتمر، على رغم حضور ما يزيد على 200 من العلماء وأهل الفتوى من مختلف الدول العربية والإسلامية، لقي هجومًا وتشكيكًا وانتقادًا من جانب فريق (مناوئ) ليس من كوكب آخر أو من دولة معادية للإسلام، بل ممن يطلقون على أنفسهم مشايخ وعلماء وطلبة علوم دينية… الهجوم أساسه هو جزء من آلة الصدام والخلاف التي يجب أن تعمل بلا توقف في المجتمع الإسلامي. متابعة قراءة «ألعن أبوكم»… أيها الإخوة!

سعيد محمد سعيد

سوق العبيد

التجارة فيه عادةً ما تكون مربحة من ناحية بيع الذمم والضمائر وإظهار بشاعة المتاجر فيه وانعدام قيم الدين والإنسانية لديه… ذلك هو سوق العبيد، وليس الحديث هنا عند استعباد البشر والاتجار بهم كرقيق، وهذا موجود أيضاً ورائج في قاموس الدواعش ومن لف لفهم، إلا أن القول هنا يتعلق بسوق العبيد الطائفي.

وهذا السوق لم يعد يعاني من الكساد بين الحين والحين، بل ميزته تكمن في وجود رؤوس كبيرة ممن استحوذ على هذه التجارة في الوطن العربي، حتى أصبحوا يعرضون البضائع الطائفية بأسعار أحياناً لا تتجاوز قيمة قبحهم! ومع ذلك، فلا توجد دولة عربية أو إسلامية صدقت في مقولتها الإعلامية الترويجية المجوفة ضمن (بروباغاندا) الحفاظ على السلم الاجتماعي واحترام الأديان والمذاهب والملل… كل ذلك كلام استهلاكي مكشوف حتى وإن انخدع به الملايين.. ولا دولة عربية أو إسلامية صدقت في تشديد صيانة حقوق الناس في أديانهم ومعتقداتهم وحقهم في الحياة الكريمة، ولم تصدق في محاربة تجار الطائفية، واكتفت بالعناوين الصحفية بأنها ستفعل… ولن تسمح… ويهمنا… وبيتنا واحد… والمواطنون سواسية… وتتوالى تلك العبارات التي لا يدري من صرح بها – أصلاً – من كتبها له ولماذا كتبها ولماذا يكذب على نفسه وهو يعرف حقيقةً أنه سلطان من سلاطين تجارة عبيد الطائفية. متابعة قراءة سوق العبيد

سعيد محمد سعيد

أنجز… يُنجز… هرجاً!

لا يتوجب على «بعض المسئولين» ممن اعتادوا على التصريحات الصحافية والرسائل الإعلامية والبيانات التي تعدد إنجازات «هلامية» أن يركنوا إلى العافية، أو يرسخوا اعتقادهم بأن القيادة تقرأ ما يكتبون وتسمع ما يصرحون وتتابع ما يستعرضون وتصدق ما يقولون! وكنصيحة ناصح، من المهم أن يتوقف أولئك المسئولون عن الاعتماد على الصوت «الإعلامي العالي» لتغطية أداء لا يتجاوز صفراً على الشمال.

الصحيح تماماً، والمنطقي مطلقاً، هو أن القيادة، لا تريد من هذا المسئول أو ذاك الذي وضعته في موقع ومنصب لخدمة الوطن والشعب، أن يتردى الإنتاج لديه، أو يسير على وتيرة مترهلة بائسة بـ «البركة»، فيما هو يصول ويجول في تصريحات الصحف وفي اللقاءات التلفزيونية وفي الاجتماعات والندوات متفاخراً بأعظم أداء في «تاريخ البشرية»، أو معبراً عن الاعتزاز بأفضل مستوى من تطبيق متطلبات نظام الجودة الشامل، أو معلناً عن المضي في تحقيق الإنجاز تلو الإنجاز في القادم من الأيام، فيما ملفات الناس ومعاملاتهم وقضاياهم متكدسة في مكتبه ومكاتب مسئوليه ومديري إداراته، فيا للشعور الرائع الذي يملأ المواطن وهو يستمع لهذا المسئول أو ذاك «من طراز يعني_صدقني»، والمواطن ذاته يعلم بأنه يعاني ولايزال… الويل من تعطل أوراقه أو تعقيد تسيير معاملته. متابعة قراءة أنجز… يُنجز… هرجاً!

سعيد محمد سعيد

شباب… قنابل!

سيكون من اللازم على الباحثين والمتخصصين في شئون علم النفس والمجتمع، سواء في البحرين أم في سائر الدول العربية والإسلامية، تكثيف دراساتهم وأبحاثهم وإصدار توصياتهم التي تمكن الجهات المعنية من (فهم واقع الشباب الخليجي والعربي)، فكلما اضطربت الأوضاع في هذه البقاع، كلما دفعت الشباب إلى مسارات غاية في الخطورة يلزم أن تتنبه لها، وإلا فإن واحدة من أخطر النتائج، وقوعهم في أحضان الإرهاب والدمار.

تشير إحدى الدراسات إلى رقم خطير، فهناك ما يزيد على 25 مليون عاطل في الوطن العربي يضاف إليهم سنوياً 3.4 ملايين عاطل سنوياً، وتوقعت الدراسة أن يصل عدد العاطلين من الشباب في الوطن العربي إلى 80 مليون عاطل. متابعة قراءة شباب… قنابل!

سعيد محمد سعيد

طائفيون… بلا دين!

مع شديد الأسف، لايزال الكثير من الناس يعتقدون أن الممارسات الطائفية في المجتمعات العربية والإسلامية تأتي في «سياق طبيعي تتسم به المجتمعات المتخلفة»، وهذه النقطة صحيحة إلى حد ما، بيد أن اعتبار المد الإعلامي الطائفي في الأمة، بكل اندفاعاته التدميرية «سياقاً طبيعياً»، فهنا تتبدى الخطورة الجسيمة.

عبر مقالات كثيرة ومشاركات في ملتقيات ومنتديات، طرحت كما طرح غيري ما يمكن أن يمثل استغراباً لا يجد إجابة من المسئولين – وخصوصاً المسئولين عن الشأن الديني والإعلامي في الخليج العربي – وهو قائم على استهجان استمرار الخطاب الإعلامي الطائفي الخبيث في الكثير من الأجهزة الصحافية والإعلامية، مع أنك لا تجد مسئولاً إلا ويكرر ويحذر من مخاطر الطائفية ومن تأثيراتها المدمرة على السلم الاجتماعي والوحدة الوطنية، ومع أن هناك الكثير من الدول أصدرت قوانين تناهض الممارسات الطائفية ونشر الكراهية المذهبية وازدراء الأديان، لكنها مع شديد الأسف، تبقى حبراً على ورق، ولا أدل على ذلك، من الهجوم المذهل والصراع الدامي في عالم افتراضي كعالم الإعلام الإلكتروني، ولاسيما في المجتمع الخليجي حيث منابر التحريض والطائفية «تأخذ راحتها»، وحيث، على سبيل المثال، يتحول مقطع فكاهي على «اليوتيوب» إلى صراع بين السنة والشيعة في التعليقات بين تكفير وشتائم وانتهاك أعراض وتهديد والكل يدعي أنه المؤمن الموحد الذي ضمن جنان الخلد والفردوس الأعلى. متابعة قراءة طائفيون… بلا دين!

سعيد محمد سعيد

مدافن «أهل الكويت»

على رغم مرور 26 عامًا على الغزو الصدامي للكويت في (الأول من أغسطس / آب 1990)، وهي الذكرى الأليمة التي لايزال يمتزج فيها الألم بالصمود ويتجدد موعدها يوم بعد غد (الإثنين)، لايزال صاحبي يبكي، ومنذ 26 عامًا، كلما تذكر شقيقه الأصغر وتذكر أكثر من 500 من أبناء الكويت (في سجل الشهداء)، ويحترق قلب صاحبي أكثر وأكثر كلما قرأ تغريدات وكتابات (بعض الأشقاء الخليجيين) في وسائل التواصل الاجتماعي وهم يترحمون (جماعيًّا) على المقبور صدام، دون أي اعتبار لمشاعر أهل الكويت الذين سفك ذلك الطاغية دماء أبنائهم. متابعة قراءة مدافن «أهل الكويت»

سعيد محمد سعيد

كرنفالات «الخيانة» الماجنة

يبدو أن العشرات وربما الآلاف من الناس، ممن يختبئون وراء أسماء مستعارة أو يظهرون بصور وأسماء (لكنها ليست لهم)! -على امتداد أوطاننا- في وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الإلكتروني بكل أنواعه، يستمتعون كثيرًا بالمشاركة الفاعلة والمكثفة في حفلات زار التخوين وكرنفالات التجييش ضد من يختلف معهم ليضعوه في خانة (الخيانة).

تلك ظاهرة في غاية الخطورة، ويشتد خطرها ويبلغ مداه، حينما تتحرك بعض الدوائر الرسمية لتعتبر حفلات الزار التخوينية وكرنفالات الاستهداف وكأنها مصدر (نقي وحقيقي) موثوق الدليل والقرينة، غير أن من اللازم هنا التأكيد على أن تشجيع هذه الممارسات من شأنه أن يضاعفها وبالتالي، فإن مخاطر الصدام والتناحر تنمو وترعرع في مجتمعاتنا التي لن تتحمل أكثر مما هي فيه اليوم من اشتعال إعلامي يخلط الحابل بالنابل، والداخلي بالإقليمي، في موجة طائفية دموية سوداء، لن يمكن صدها إلا من خلال مظلة (الوطن والمواطنة الجامعة) لكل الأديان والملل والطوائف والتيارات، موالاة كانت أم معارضة. متابعة قراءة كرنفالات «الخيانة» الماجنة

سعيد محمد سعيد

بين «بحر» و«حرب»… انهيار السلم الاجتماعي!

«السلم الاجتماعي والنسيج الوطني في المجتمعات العربية في خطر.. بل أشد مؤشرات الخطر»، تلك العبارة المختصرة ربما تمر على بعضنا مرور الكرام، وتتوقف لمدة طويلة من التأمل والتمعن لدى بعضنا الآخر، ولربما وجد فيها بعضنا الثالث مجرد لغز لا محل للاهتمام فيه، لكن الحقيقة هي أن المجتمعات العربية، إذا استمرت الأوضاع هكذا على ما هي عليه من صدام على أكثر من صعيد داخلي، فإن المستقبل ينبئ بسواد معتم. متابعة قراءة بين «بحر» و«حرب»… انهيار السلم الاجتماعي!

سعيد محمد سعيد

«بو طير» في الأُقصر

بعض الذكريات تبقى جزءًا في حياتنا مع من نحب، لا تكاد تغادر الذاكرة والوجدان أبدًا وكأنها حالة من الشعور الذي يجدد النبض ويستعيد اللحظات الجميلة… في العام 1998، وضمن رحلات الوفود الإعلامية، كنت مع مجموعة من الزملاء في رحلة إلى جمهورية مصر العربية، لكن من بين الكثير من ذكريات تلك الرحلة، بقيت قصة «بوطير» ماثلة في ذاكرة الصديق العزيز الفنان أنور أحمد. متابعة قراءة «بو طير» في الأُقصر

سعيد محمد سعيد

باص «عتيج»

في مطلع الثمانينات، عندما كنا في المرحلة الإعدادية، كانت الأوقات التي نمشي فيها من قريتي (البلاد القديم) وصولاً إلى محطة النقل العام في الصالحية ذهاباً إلى سوق المنامة.. كانت من أجمل الأوقات وأكثرها قرباً إلى معنى (المغامرة) بالنسبة لنا خاصةً حين يتكرر ذهابنا ليومين أو ثلاثة متتابعة لشراء ملابس العيد بأنفسنا.

وكالمعتاد، يتواجد في محطة النقل العام عدد من رجال ونساء القرية ونحن معهم ننتظر وصول الحافلة، ثم ذهاباً وإياباً يكون لأحاديث الحافلة مذاقٌ خاصٌّ، ويكون لدوّار (السلمانية) وقعٌ خاصٌّ أيضاً، فهذا الدوّار الذي كان يقع مقابل مستشفى الطب النفسي من جهة الشمال (موقع الإشارات الضوئية الآن) كان يمثل بحق تحفة رائعة حيث كانت البلدية آنذاك تبدع في أشكال المزروعات والأشجار المحيطة بالدوار… فتارةً على هيئة خيول تجري وتارة على أشكال فخارية، وفي ذلك الوقت، لم يكن الوضع كما هو اليوم حيث لا ازدحامات مرهقة ولا تأخير في الذهاب والوصول. متابعة قراءة باص «عتيج»