سعيد محمد سعيد

وأسأل عن الخمسين… راحت أي وادي؟

كلما طالعت تقرير ديوان الرقابة المالية والإدارية السنوي، وتجولت في محتواه وفيما تنشره الصحافة المحلية، تصدح حولي كلمات الشاعر البحريني الشعبي المجهول التي سُجلت وانتشرت بشكل كبير أيام الجدل الذي دار حول الخمسين ديناراً «الإعانة» بالطور «البحراني»:

الناس ملـت وشبكـت الـراس بعشرهـا * وناسٍ تدق لطبول وناس تـدق صدرهـا

ونـاس مشغولـة وتدفـن فـي بحـرهـا * وتسأل عن الخمسين يا نـوّاب وينـه؟
متابعة قراءة وأسأل عن الخمسين… راحت أي وادي؟

سعيد محمد سعيد

سموم الإعلام الصهيوني

كالنار في الهشيم، ينتشر الصدام، ويحتدم الصراع بين العشرات، وربما المئات، بسبب تغريدة كتبها مغرد مجهول! وما هي إلا لحظات حتى يحمى الوطيس في ردود المغردين على تلك التغريدة، فهذا يكفِّر هذا، وذاك يشتم أم طائفة فلان، وتلك تدعي أنها الموحدة قبل فلانة الكافرة، والكل يغني على ليل الالتزام بالدين وحماية العقيدة، ولو سألتهم جميعًا: «هل تعرفون هوية ذلك المغرد (مجهولاً كان أم متقمصًا صورة واسمًا أم مفبركًا شخصيته)، الذي أثاركم بتغريدته الطائفية المنكرة؟ وهل بإمكانكم أن تتيقنوا من أصل دينه ومذهبه حتى تتفاعلوا معه؟»، وفي الغالب، لا تجد لديهم جوابًا غير أنهم انجرفوا كما ينجرف قطيع نحو هاوية! متابعة قراءة سموم الإعلام الصهيوني

سعيد محمد سعيد

الحريم… كرمكم الله!

عندما احتجز الممثل دينزل واشنطون مجموعة من الناس كرهائن في منطقة الطوارئ بأحد المستشفيات في فيلم «جون كيو» للمخرج نيك كاسافيتس، أقدم على هذه الخطوة المزلزلة بحثاً عن قلب لابنه «مايكل» الذي كان في حاجة ماسة لزراعة قلب، ولا يغطي تأمينه الصحي تكاليف زراعة القلب للابن الغالي.

تتوالى الأحداث، حتى يقرر الأب «جون» التبرع بقلبه إلى فلذة كبده، وفي ذلك تفاصيل كثيرة؛ لكن من بين الحوارات المؤثرة، ذلك الحوار الذي دار بينه وبين ابنه «مايكل» قبل أن يتخذ قراراً بإطلاق الرصاصة على رأسه ليقوم الأطباء بنقل قلبه إلى ابنه! جاء إلى طفله وهو مدّد على السرير في حالة إعياء ليودعه ببضع كلمات ونصائح، وكان من بين تلك العبارات: «لاتزال صغيراً على أن تعرف الفتيات… لكن، عاملهن كأميرات»! متابعة قراءة الحريم… كرمكم الله!

سعيد محمد سعيد

هل يغرق «الخليج» في الطائفية؟

من المؤسف جدًا أن تتوالى الأحداث الجسيمة وسط وحول منطقة الخليج العربي، فيما ثمة ظواهر تنخر من الداخل وكأنها أصبحت من المسلّمات المقبولة والطبيعية، ومنها التكفير والطائفية، ولعل الكثير من الكتاب والباحثين والمهتمين، كثفوا عملهم وكتاباتهم في هذا الحقل لكونهم من أشد مهددات الاستقرار خطورة… فهل يغرق الخليج في الطائفية؟ ولماذا كل هذا الفشل في تطويق مسببات بث الطائفية والتناحر والصدام العقائدي؟

وليس هناك ما يمكن اعتباره أفقًا مجهولًا لمخاطر الطائفية التي عجزت الكثير من الدول والحكومات عن وأدها، حتى أن الحقيقة المنطقية التي يمكن القبول بها في غمرة كل ذلك التهاون، ان الطائفية والتكفير والعنصرية والتمييز المرتبط بالفساد وغياب العدالة الاجتماعية، لا يمكن أن تنتشر إلا في مجتمعات ودول وحكومات هي في الأساس أفسحت الطريق لها لكي تنمو وتترعرع وتنتشر، وإلا فما من دولة تريد سحق الطائفية والحفاظ على نسيجها الوطني وحماية كل المكونات والأديان والمذاهب إلا ونجحت في ذلك. متابعة قراءة هل يغرق «الخليج» في الطائفية؟

سعيد محمد سعيد

لماذا ينتصر «خطاب الفتنة»؟

باعتباره واحدًا من أصعب الأسئلة التي تتطلب إجابات صريحة وواقعية، فإن طرح سؤال من قبيل «لماذا لا تتوقف خطابات الفتنة والتكفير والتشدد في منابر وإعلام ومنصات متعددة على طول وعرض الوطن العربي والإسلامي؟»، يجعل المسئولين عن ذلكما القطاعين يبحثون -دائمًا- عن إجابات إنشائية عاطفية لا تخلو من الخيال.

ولعل في مناسبات واجتماعات ولقاءات كثيرة على مدى سنوات عملي في الصحافة، أجريت لقاءات وحوارات مع عدد من المسئولين في قطاع الشئون الإسلامية والإعلام في الوطن العربي، وحينما أسأل عن سر استمرار الخطاب الفتنوي المدمر رغم كل التوصيات المنمقة والرنانة التي تتحدث عن أبناء الدين الوحد، الأسرة الواحدة، البيت الواحد، والبيانات التي تصدر من منتديات ومؤتمرات تبحث موضوع نشر ثقافة احترام الآخر والوسطية والاعتدال، لا نجد غير كلام مكذوب لا مفر منه، وواقع يكذب تلك التصريحات… لا مفر منه أيضًا. متابعة قراءة لماذا ينتصر «خطاب الفتنة»؟

سعيد محمد سعيد

لغة «الحسين» العالمية

على مدى التاريخ، وحتى يومنا الحاضر، حاولت بعض الأقلام في كتبها ومؤلفاتها – خصوصاً التاريخية منها – إعطاء صورة مشوهة ومليئة بالمغالطات والافتراءات بشأن نهضة الإمام الحسين (ع) في كربلاء يوم العاشر من شهر محرم من العام 61 للهجرة (10 أكتوبر/ تشرين الأول من العام 680 للميلاد)، لكن لأن لغة الحسين (ع) لغة إنسانية في مبادئها قبل أن تكون إسلامية عربية، فإنها امتدت لتخاطب كل الشعوب بكل اللغات.

قبال ذلك المد الفكري المتألق، لا يمكن أن تنجح حملات التشويه، وإن سلمنا إلى أن العديد من منابر التطرف والتكفير والتشدد لم تتوقف في استغلال الذكرى لإثارة الضغائن بين أبناء الأمة من جهة، وكذلك، وبكل صراحة، وجود منابر وأنشطة وممارسات اعتاد عليها البعض في إحياء ذكرى عاشوراء هي الأخرى تسهم من خلال الخطاب المتشدد والمتشنج في إذكاء نار الخلاف والصدام، إلا أن تلك اللغة (إنسانية مبادئ كربلاء)، نجحت طوال 1377 عاماً أن تخاطب المسلمين وغير المسلمين بما فيها من نقاء صور المساواة والتضحية والمحبة والإخلاص والدفاع عن المبادئ والقيم وحقوق الإنسان، وهذه كلها مبادئ الدين الإسلامي الحنيف الذي فداه سبط رسول الله (ص)، لذلك، فالطرفان المتشنجان المتناحران المثيران للضغائن والأحقاد، ليسا على صلة جوهرية بمضامين تلك المبادئ. متابعة قراءة لغة «الحسين» العالمية

سعيد محمد سعيد

«صبيان»… مال الحوطة!

كثيراً ما يتحدث البعض عن إسطبلات الخيل (الحوطة كما اصطلح على تسميتها شعبياً)، كونها مرتعاً للفساد وسوء الأخلاق والممارسات المشينة وقس على مثل تلك الأوصاف الكثير، منها ما هو صحيح ومنها ما هو باطل! لكن، من الممكن تقديم صورة أخرى لا يعرفها الكثير من الناس.

ربما تكون فكرة الموضوع غريبةً نوعاً ما، إلا أن بيئة «الحوطة» ومجتمعها وشبابها ونشاطها ليست في مجملها مرتعاً «مشيناً»، بل فيها الكثير الكثير مما يمكن أن نعتبره من أجمل وأروع الصور، وخصوصاً أننا على مشارف ذكرى عاشوراء الحسين (ع)، ومن ذكريات «الإسطبل» أيام الشباب، نعيش لحظات جميلة تزيح الطائفية والتشدد والتطرف، وتنحو نحو التسامح والمحبة والأخوة… كيف ذلك؟ ألم أقل لكم إن الموضوع فيه من الغربة بعض الشيء؟ متابعة قراءة «صبيان»… مال الحوطة!

سعيد محمد سعيد

«هرتزيليا 2016»… سكتم بكتم!

لم تعُد دولة الكيان المحتل الصهيونية تكترث كثيرًا بتنفيذ الخطط التدميرية في عمق المجتمعات العربية، فقد نجحت إلى حدٍّ كبير، وعلى مدى سلسلة مؤتمرات (هرتزيليا السنوية منذ العام 2002)، في أن تشرب نخب الانتصار وهي تشاهد أكثر من بقعة عربية تتمزق تمزيقًا، وتأنس بما تتابعه من تقارير استخباراتية وإعلامية بالصدام والتناحر السياسي والمذهبي والاجتماعي في الكثير من المجتمعات العربية… إذن، هل لايزال الكيان الإسرائيلي في «عين العاصفة؟».

مرت ثلاثة أشهر منذ عقد مؤتمر «هرتزيليا» هذا العام في (يونيو/ حزيران)، تحت شعار: «أمل إسرائيلي… رؤيا أم حلم»، ولم نجد حتى الآن من مراكز الأبحاث العربية أو من الإعلام العربي وفضائياته أي تركيز أو معلومات أو تحليلات أو حتى ندوات حوارية مصغرة تتحدث عن هذا المؤتمر، وتربطه بشكل متعمق بنسخه السابقة، ليعلم المواطن العربي ما الذي يحيكه هذا الكيان الخبيث ضدَّ الأمة العربية والإسلامية، والحال أن الإعلام العربي و(بلاعيم) الخبراء والساسة وأباطرة الفضائيات الذين (يلعلعون) لنشر الكراهية والصدام في المجتمعات العربية، كلهم (سكتم بكتم)! ما يجعلنا نتساءل: «هل يمكن أن يتفرغ الإعلام العربي ومراكز البحوث ومن يسمون أنفسهم متخصصين وخبراء استراتيجيين، في جهدهم الأكبر، للتحاور في فوائد الحروب والقمع وتبرير الإرهاب ودعمه، ويغفلون تمامًا عما يحيكه الصهاينة ويعلنونه من خلال هذا المؤتمر المنسوب اسمًا إلى مؤسس الصهيونية «تيودور هرتزل»؟ وهل تلك (البلاعيم) القوية شديدة على السياسيين والحقوقيين والحركات المطلبية في الوطن العربي، ورحيمة على مخططات الصهاينة؟». متابعة قراءة «هرتزيليا 2016»… سكتم بكتم!

سعيد محمد سعيد

المعلمون والمعلمات… كلاكيت 2

سأصطحب القراء الكرام – ونحن نستقبل غداً عاماً دراسيّاً جديداً نسأل الله فيه النجاح لأبنائنا ولكل العاملين في قطاع التعليم – عائداً بهم إلى العام 2007، وتحديداً في شهر أكتوبر/ تشرين الأول، لأطرح من جديد أهمية إيجاد استراتيجية متقدمة أكثر مما هي عليه الآن، للارتقاء بمستوى العاملين في قطاع التعليم مهنيّاً وماديّاً ومعنويّاً.

قبل سبع سنوات، كان الموضوع يتولى في هذه الزاوية تحت عنوان : «المعلمون والمعلمات… المنقذون والمنقذات»، ولربما كان المحور، ولايزال، تأكيد دورهم في إنجاح ما تطمح الدولة إلى تنفيذه مستقبلاً من مشروعات، كإصلاح سوق العمل، وإصلاح التعليم، وتحقيق معدلات تنمية متقدمة، فضلاً عن تنشئة جيل يتمتع بشخصية بحرينية تعي جيداً معاني المواطنة والحقوق والواجبات، لا يكتمل إلا بدور المعلمين والمعلمات. متابعة قراءة المعلمون والمعلمات… كلاكيت 2

سعيد محمد سعيد

دول تتسلى بأخطر لعبة…. «الطائفية»

بالمناسبة، وتوضيحاً للتوضيح، فبادئ ذي بدء، حين نهاجم خطر «الطائفية»، فإننا بذلك لا نقصد ديناً عن دين أو طائفة دون طائفة أو بلداً دون آخر، فالطائفية مدمرة لكل الأوطان ولكل المكونات ولكل الشعوب، ولا حاجة لأن «يقفز» فلان وعلان ليكرر العبارة السمجة ذاتها: «ولماذا لم تذكر الطائفة الفلانية… ولماذا لم تذكر الدولة الفلانية… ولماذا ولماذا؟».

حسناً، لو طرحنا سؤالاً نوجهه إلى جميع العرب والمسلمين «تحديداً» مفاده: «هل تعتقد أن الدول العربية والإسلامية تعاني من ظاهرة «الطائفية والتشدد والتكفير والتطرف؟»، وبالطبع، ليس هنا السؤال في سياق بحث علمي، ولكنه ارتجالي بحت، ولنسأله لأنفسنا أولاً… بالتأكيد، لن يجرؤ أحد منا على القول إن البلدان العربية والإسلامية «سمن على عسل»، والمواطنة فيها متساوية والحقوق والواجبات على ثنائية ميزان العدالة… و… و… بل سنصاب بالكثير من الوجع مما نعيشه من تفاقم دموي فتاك للطائفية وممارساتها، إلا أن السؤال المهم الذي كررته كثيراً: «لماذا تتحدث الكثير من الدول العربية والإسلامية عن حقوق كل المواطنين، أقليات أم أكثريات، مسلمون أم غير مسلمين، موالون أم معارضون… في العيش الكريم وممارسة حرياتهم ومعتقداتهم وأفكارهم، ثم بعد ذلك لا يعدو ذلك الكلام الحبر الذي كتب به؟ ولماذا في كل البلاد العربية والإسلامية هناك جوقة من الفاسدين الفاشلين في الشئون الإسلامية والإعلام والتربية والتعليم وفي أكثر من قطاع حيوي، يتضامنون جميعاً ويحصلون على النفوذ والسطوة ليفعلون ما يشاءون من إضرار بالسلم الاجتماعي والوحدة الوطنية ولا يمكن الوصول إليهم بالقانون لأن «الجدار القوي من الحماية» يمنع ذلك؟ متابعة قراءة دول تتسلى بأخطر لعبة…. «الطائفية»