سامي النصف

العالم بين حربين عالميتين

مرت علينا قبل مدة الذكرى المائة لقيام الحرب العالمية الأولى التي ذهب ضحيتها ما يقارب 20 مليون انسان والتي زرع مؤتمر الصلح اللاحق لها بذور الحرب العالمية الثانية التي ذهب ضحيتها 50 مليون إنسان بسبب شروط الإذلال والإذعان التي فرضت على ألمانيا، وقد لا يعلم البعض ان دول العالم قد انقسمت في الحرب الأولى الى تحالف ضم روسيا وأميركا واليابان والصين وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا ومعهم أغلب الدول الأوروبية الصغيرة قابلهم محور ألماني ـ نمساوي ـ تركي، وكادت دول المحور ان تنتصر رغم الفارق العددي الكبير إلا ان دخول أميركا الحرب حسمها لصالح الحلفاء في الأولى ومرة أخرى في الثانية.

***

ويروج البعض خاطئا في منطقتنا ان تلك الحرب لم تقم إلا لإسقاط الدولة العثمانية واقتسام تركتها، والحقيقة كالعادة أبعد ما تكون عن تلك المقولة، فالدولة العثمانية سقطت قبل بداية الحرب بسنوات أي في عام 1908 لصالح حكومات الاتحاد والترقي التي عزلت السلطان عبدالحميد، كما اقتسمت الدول الكبرى وحتى الصغرى أملاك رجل أوروبا المريض قبل تلك الحرب الكونية، فقد خرجت مصر ودول شمال افريقيا من أملاك الدولة العثمانية لصالح فرنسا وبريطانيا وايطاليا، كما انتصرت جيوش اليونان وبلغاريا وصربيا والجبل الأسود على الجيوش التركية قبل الحرب، ونالت استقلالها وطرقت أبواب الأستانة، لذا لا يعقل الاعتقاد بأن الحرب الكونية الأولى لم تقم إلا للسيطرة على أرض الشام والعراق الساقطة لا محالة بسبب الضعف الشديد لجيوش الدولة التركية قبل ان يتولى قيادتها لاحقا الذئب الرمادي كمال أتاتورك.

***

والحقيقة ان أسباب نشوب الحرب العالمية الأولى شديدة التعقيد بعكس أسباب بدء الحرب العالمية الثانية السهلة نسبيا، فقد سبقت الحرب الأولى حروب عدة وتحالفات وأزمات وأخطاء جسام على رأسها رغبة النمسا في إذلال صربيا، ولولا ذلك لذهبت عملية اغتيال ولي عهد النمسا الذي كان في عداء شديد مع والده الامبراطور دون تبعيات، ومعروف ان من قام بالاغتيال الذي كان بمثابة الشرارة التي أشعلت الحرب هي منظمة الشباب البوسني (مالادا بوسنيا) وذراعها السرية، الكف الأسود، الذي ضم 7 شباب مؤمنين بمشروع صربيا الكبرى التي تضم البوسنة وكان من الشباب الذين أعدوا عملية الاغتيال محمد محميد والذي نفذها جافريل برينسب الذي لم يعدم لصغر سنه.

***

آخر محطة: 1 ـ من يعتقد ان دولنا هي التي قُسمت وتغيرت خرائطها بعد تلك الحرب فعليه ان يراجع نفسه، فقد تغيرت خرائط الدول الأوروبية بعد تلك الحرب ومرة ثانية بعد الحرب العالمية الثانية، وفي العدد الأخير لمجلة «الايكونومست» البريطانية تقرير خاص عن پولندا وضمنه كيف تغيرت خريطتها بشكل جذري خلال القرن الماضي.

2 ـ الفارق بين شعوبنا والشعوب الأخرى انهم يقبلون حقائق الحياة ويتعاملون بإيجاب مع «فقه الواقع» ويمضون قدما للامام بينما نبقى نحن نعيش في الماضي لندفع حاضرنا ومستقبلنا ثمنا له.

 

سامي النصف

هل ستختفي طائرة ثانية؟!

لا تمر حوادث الطيران دون تحقيق يستمر أحيانا سنوات عدة وبكلفة مالية ضخمة للوصول في النهاية الى «السبب الأرجح» للحادث كي يمكن «منع تكراره» وهو بيت القصيد في التحقيق قبل لوم هذا الطرف أو ذاك، لذا ندر أن تسجل حوادث الطيران ضد مجهول، كما ان الطيار من القلة التي يمكن ان تتسبب في قتل المئات دون ان يسجن متى ما وجد التحقيق ظروفا مخففة حول الحادث!

***

كتبنا قبل مدة سلسلة مقالات حول حادث اختفاء الطائرة الماليزية MH370 وقلنا في حينها انها حادثة فريدة بتاريخ الطيران وأننا «قد لا نعلم قط سبب ما جرى»، وأن مقارنتها بحوادث تمت في حقب زمنية مختلفة وضمن تقنيات متخلفة في حينها امر لا يصح فهو اشبه بمقارنة التفاح بحبات المسباح اي امران مختلفان تماما، لذا يتبقى محذور ان عدم معرفة ما حدث لـ«الماليزية» قد يمهد لتكراره وإن كان الامر مستبعدا على المدى القصير.

***

ورغم أن قضية البحث عن الطائرة الماليزية اصعب من عملية البحث عن ابرة في كومة قش كما يقول المثل الاميركي لعدم معرفة مكان الكومة، ورغم ان البحث لازال يجري في ظلام دامس دون وجود ضوء ينير آخر النفق، إلا ان الدلالات تزداد على تورط الطيار، فالطائرة اختفت في المنطقة «الرمادية» التي تفصل بين توديع قسم الحركة الجوية الماليزية وقبل بدء الاتصال مع قسم الحركة الجوية الفيتنامية، ومن الاستحالة ان يعرف احد من غير الطيارين (كخاطف من الركاب مثلا) انهم وصلوا الى تلك المنطقة كي يبدأ سيناريو الاختفاء الغامض.

***

ولولا ذلك الحادث لأصبحت فترة الستة اشهر من عام 2014 (يناير ـ يونيو) هي الأفضل في تاريخ سلامة الطيران منذ بدئها، فنصف السنة الأول من عام 2013 الذي اعتبر في حينه الأكثر امنا في تاريخ الطيران كان مجموع ضحاياه 58 راكبا، بينما لم يفقد في الستة اشهر الأولى من هذا العام إلا أقل من نصف هذا العدد لولا.. اختفاء «الماليزية»!

***

آخر محطة: (1) احدى النظريات التي تشاع ان الطائرة لربما حلقت بعد وفاة طياريها تحت قيادة الطيار الآلي حتى نفد الوقود وسقطت في المحيط الهندي وهو امر قد يكون مفهوما لو انها سارت في طريقها المقرر الى بكين والذي يتم تزويد الطيار الآلي به قبل الإقلاع ثم سقطت هناك اي في الصين، وقد سبق لطائرة خاصة كانت متجهة الى مطار لوس أنجيليس ان فقد طياروها الوعي بسبب تخلل الضغط وفقدان الأكسجين واستمرت في التحليق حتى مرت فوق المطار ثم سقطت في المحيط بعد نفاد الوقود.

(2) قضية كم الوقود الذي حمله كابتن «الماليزية» لازالت غامضة، فهناك نظريات غربية تقول انه طلب كمية وقود ضخمة غير مبررة لا يحتاج إلا إلى 45% منها للوصول الى بكين وهو امر (ان صح) يثير الريبة في نواياه كما ان اخفاء كم الوقود ان تم قد يهدف الى منع لوم قسم الترحيل الجوي الماليزي لعدم مساءلته الطيار عن سبب طلب تلك الكمية الضخمة كما يغير تماما من مكان البحث عن الطائرة!

 

سامي النصف

12 فائدة لـ«داعش»

لا يمكن ان تخلق الارحام الدولية المعادية للأمة العربية تنظيما مثل «داعش» دون ان تستفيد منه الفائدة القصوى، لذا فمما احصينا من فوائد لـ«داعش» لخالقيه ومؤسسيه يمكن تلخيصه في الآتي، وهو غيض من فيض:

1 ـ فتح «داعش» المجال للاستقلال القريب لكردستان بعد ان اعطى البيشمركة الذريعة للاستيلاء على كركوك بحجة حمايتها من الارهاب وقطع الرقاب الذي يمثله «داعش».

2 ـ فكك «داعش» سورية والعراق وخلق الفتن الدينية و الطائفية فيهما تمهيدا لتقسيمهما بعد ان كانت المسألة خلافات بين الحكومات والمعارضة.

3 ـ أعطى الذرائع لقتل الشعب السوري بحجة محاربة ارهاب «داعش» الى حد بات العالم يشهد فيه رمي البراميل المتفجرة على المدنيين دون ان يرف له جفن!

4 ـ منح «داعش» المبرر الاخلاقي والديني لدول واحزاب للتدخل في الشأن السوري، حيث لم يعد ما يحدث يفسر على انه ثورة شعبية اخرى ضد النظام او قتل النظام لشعبه، بل اصبح ما يحدث هو حرب على ارهاب «داعش».

5 ـ تسببت جريمة «داعش» الطائفية الشنعاء في الموصل في تحول الحرب هناك من صراع حكومي ضد العشائر الى حرب حكومية وشعبية مبررة ضد.. ارهاب «داعش».

6 ـ منح «داعش» القوتين الكبيرتين في العالم المبرر للتدخل ووقوف روسيا مع الحكومة السورية واميركا مع الحكومة العراقية ضد المعارضة السياسية في البلدين.

7 ـ تسببت جرائم «داعش» الكبرى في سورية والعراق في توقف وانحسار الدعم الخليجي الحكومي والشعبي للمعارضتين السورية والعراقية.

8 ـ كما تسبب تسيد «داعش» وجرائمه للمشهد الاعلامي العالمي في توقف الدعم الاوروبي والآسيوي والعالمي وبدء ملاحقة الشباب المسلم في بلدانهم.

9 ـ ساعدت افعال «داعش» وقبله منظومة الزرقاوي والقاعدة على تشويه صورة الاسلام بالعالم وتغييب الضمير الانساني العالمي عن الجرائم التي ترتكب بحق شعوب المنطقة التي باتت الشعوب الوحيدة الحاضنة للارهاب.

10 ـ قام «داعش» بتدمير تراث انساني ضخم لا يعوض في المناطق المنكوبة التي احتلها بحجة انها تماثيل وأضرحة.. الخ، رغم ان بعضها كان موجودا ابان زمن الخلفاء الراشدين ومن اتى بعدهم من دول اسلامية دون ان يمس.

11 ـ يساهم «داعش» بفاعلية شديدة في تقسيم دولنا العربية تحت شعار الرغبة في توحيدها وإزالة الحدود بينها وكأنه يستكمل ما كان يقوم به حزب البعث «الوحدوي» في الشام والعراق.

12 ـ مهد «داعش» الارضية لأعمال تفجيرات واغتيالات مستقبلية في الدول الخليجية والعربية الاخرى لضرب الطوائف بالطوائف والاعراق بالاعراق تمهيدا لـ «بلقنة» المنطقة والدول وخلق فوضى غير خلاقة فيها.

***

آخر محطة: 1 ـ اذا قبلنا بمقولة من يدعي ان الاسلحة الثقيلة والاموال الوفيرة المتوافرة لدى «داعش» هي غنائمه من الاعداء، فمن اين حصل «داعش» على عشرات الآلاف من اعلامه السوداء وكلماته المطبوعة البيضاء مختلفة الاحجام؟ الخوف الا يكون حصل عليها من.. الاعداء كذلك!

2 ـ يكون الانسان في أوج ضعفه ابان سجنه حيث تسهل عمليات الترهيب والترغيب والتعذيب معه، أليس مستغربا حقيقة ان اغلب القيادات الثورية التي ادت بالامة الى المهالك ومنها البغدادي والزرقاوي والظواهري وصدام وغيرهم هم خريجو السجون؟!

سامي النصف

من أين أتت تلك الأحكام؟!

 يفرض علينا ديننا الحنيف الالتزام بأحكامه دون زيادة أو نقصان، حيث إن تحليل الحرام كتحريم الحلال سواء بسواء، فلا يجوز بهذا السياق المزايدة على رب العباد أو على رسول الأمةصلى الله عليه وسلم عبر إطلاق فتاوى تظهر وكأن هناك قصورا في الدين، وأتى العالم أو الشيخ أو السيد ليصحح أو يكمل رسالة خاتم الأنبياء والعياذ بالله.

***

لذا نتساءل من أين أتى البعض بمعاقبة غير المسلم أو المسلم المريض أو القادم من السفر ممن سمح لهم بالإفطار حال رؤيتهم وهم يفطرون؟ فلم يأت بالآيات البينات أو الحديث الشريف مثل تلك الأحكام، بل على العكس فقد سافر رسول الرحمة صلى الله عليه وسلم في رمضان وصام وأفطر بعض صحابته وعملوا حتى قال الرسول صلى الله عليه وسلم انهم ذهبوا بأجر ذلك اليوم، ولم يأت في الأمر انه طلب منهم عدم المجاهرة بالإفطار أو أنه عاقبهم على تلك الفعلة، ثم كيف نسمح لغير المسلم أو المسلم ذي العذر بالإفطار ولا نوفر له مكانا يفطر فيه في مقر عمله أو نعاقبه إن رأيناه يفطر في مكتبه؟ فأين سيتناول إفطاره؟! أرجو ألا يقول أحد في الحمامات التي لم يسلم غير المسلم من الإفطار فيها حيث أتى في إحدى الصحف الكويتية أن موظفا كويتيا اشتكى على موظف هندي غير مسلم كونه اشتم في الحمامات، أجلكم الله، رائحة سجائر بعد خروجه منها وقد تم سجن ذلك الهندي.

***

ومن أين أتت فتوى إفطار المدخن وقد كان المسلمون أثناء صيامهم يستنشقون دخان طبخهم على السعف أو الخشب؟ ولم يأت أن القرآن أو الأحاديث قد ذكر أن الدخان من المفطرات، كما أتى في الآيات البينات تحديد يوم الجمعة لترك العمل حال الدعوة للصلاة ولو أريد التعميم لما ذكر يوم الجمعة في الآية الكريمة كي يعمم في بقية الأيام وتظهر حكمة رب العباد في ذلك الأمر حيث ان الإسلام دين عمل ويمكن للعاملين أن يتناوبوا على الصلاة مع بقاء مقرات العمل مفتوحة كما هو الحال القائم في أغلب البلدان الإسلامية كي لا يتضرر الاقتصاد بالتوقف المتكرر عن العمل بالنهار وأوائل الليل.

***

كذلك، فمواقيت الصلاة والإمساك والإفطار هي قضية تقريبية بالمطلق كونها تعتمد على الخيط الأبيض والأسود وهو أمر يعتمد على قوة إبصار المسلم وحجم الخيطين ومثل ذلك ظلال العصى لتقرير موعد الصلاة ومن ثم فهي ليست محددة بالدقيقة والثانية فكيف تصدر فتاوى كما حدث قبل أعوام قليلة بضرورة إعادة صيام أهل الجبال كونهم يفطرون على أذان الإذاعة الواقعة في منطقة ساحلية والفارق بينهم ثوان ودقائق وهو أمر لو تم التقيد به لوجب أن تكون هناك مواعيد صلاة وصيام لكل بيت قائم على سفح الجبال ولكل شقة في العمارات شاهقة الارتفاعات، ألم يعلم من أفتى بأن القضية تقريبية وليست جدية؟، ومثل ذلك من يطلب ممن يفطر خطأ قبل موعد الإفطار بثوان أن يعيد يوم صيامه وكأن المواقيت أتت منزلة بالثواني والدقائق وليس بالمواعيد التقريبية كما هي الحقيقة.

***

آخر محطة: 1 – كيف حرم بعض شيوخ الدين قيادة المرأة للسيارة وسيلة النقل هذه الأيام في وقت لم يحرم فيه ديننا الحنيف قيادتها للابل والخيل وسيلة التنقل في أيام الإسلام الأولى رغم قصر المسافات آنذاك وطولها هذه الأيام؟ بل ان تحريم القيادة للمرأة سمح بالخلوة المحرمة بين المرأة والسائق الرجل؟!

2 – لقد ابتدع بعض محاربي البدع، بدعا تحرم الحلال وتحلل الحرام وتزايد على رب العباد وأدخلوا الأهواء والعادات الاجتماعية في أحكام نسبوها للإسلام، والإسلام منها براء!

@salnesf

سامي النصف

وضع الدين في مواجهة العلم!

كلنا يعرف الحكاية التراثية حول الدب الذي قتل صاحبه الفلاح بحجة أنه يحبه، بعض علماء الاسلام يقومون بالشيء ذاته عندما يصرون على وضع الإسلام دون غيره من الأديان في موقف المتعارض مع حقائق العلوم الثابتة، ومن الضارين بالإسلام من يزايدون من العلماء والأطباء على رحمة رب العباد فيفتون على الشاشات والإذاعات دون فحص بضرورة صيام أصحاب الأمراض المزمنة الخطيرة التي يهدد عدم الالتزام الصارم بنظامها الغذائي والدوائي حياة المريض، وبالطبع لو أتاهم مريض في غير شهر رمضان وذكر لهم أنه لا يأكل ولا يشرب ولا يأخذ الدواء من الصباح حتى المساء لقالوا له إن ذلك انتحار وان الدين يطلب منه ألا يلقي بنفسه للتهلكة.

***

وكلنا يذكر العالم الجليل الذي أفتى بحرمة نقل الأعضاء كون الابتلاء بالمرض حسب قوله هو دعوة من رب العباد للمريض لملاقاته، فكيف يصح للعبد تعمد تأخير لقاء ربه عبر نقل الأعضاء لإطالة حياته؟!، إلا أن العالم ذاته، رحمه الله، ما إن أصابه المرض وهو في منتصف الثمانينيات من العمر حتى جزع، وأرسل بطائرة خاصة للعلاج في لندن متمسكا بالحياة التي يدعو الآخرين الى عدم التمسك بها كحال شيوخ «فتاوى الدم» الذين يدعون الآخرين للجهاد والاستشهاد وملاقاة الحور العين ويتخلفون ويزوجون أبناءهم بنساء الأرض لا حوريات السماء، وقبل ذلك أفتى شيوخ بتحريم اختراع الدش، وذكروا أن البيت الذي فوقه دش لا تدخله الملائكة (كيف عرفوا؟!) ثم أضحت أسطح منازلهم غابة من «الدشوش» كونهم باتوا يقدمون برامجهم على عدة فضائيات في وقت واحد، ولاحقا حرموا اختراع الانترنت ثم امتلأ فضاء الانترنت بمواقع إلكترونية لهم.

***

وأحد أشهر من وضع الدين في مواجهة الحقائق العلمية الثابتة هو عيد الورداني المحامي الذي رشحه البعض لرئاسة مصر، ففي كتاب من 600 صفحة أسماه «قصة الخلق» يستشهد في تفسيره بالآيات لإنكار كل شيء أتى به العلم، فالأرض مستوية لا كروية والشمس والقمر يدوران حولها ولا توجد جاذبية أرضية وعندما تغرب الشمس على كل بلدان الأرض المستوية في وقت واحد (أمر يمكن نقضه بمكالمة هاتفية بين بلد وبلد) فإنها تذهب لمكان في المحيط تبقى فيه حتى اليوم التالي، ولا علاقة بين شروق الشمس والنهار، حيث يمكن حسب قوله واستشهاداته أن تخرج الشمس بالليل ويبقى ليلا، ولله في خلقه شؤون وشجون.

آخر محطة: (1) يرفق الورداني مع كتابه شهادة من إدارة البحوث بالأزهر تقر طبع كتابه وتطلب منه 5 نسخ .

(2) ومم يظهر أن الورداني قد أتى بما لم يأت به الأولون والآخرون معرفته بالعنوان البريدي لـ «إبليس»، حيث ذكر في كتابه أنه يسكن في نقطة التقاء خط الاستواء بخط طول 140 درجة (مكان في المحيط الهادئ رغم أنه لم يحدد 140 درجة شرقا أو غربا) ولا نعلم لماذا لا يتم قصف منزله – منزل الشيطان بالطبع لا الورداني – بالقنابل الذرية كي نتخلص منه ومن شروره؟!

سامي النصف

هذا بحق ما يضر الإسلام والمسلمين!

الضرر الاعظم على الاسلام والمسلمين هذه الايام ليس من خارج الاسلام، بل من داخله، وبامتياز، وتحديدا من اعمال العنف الدموي الذي هو الوليد الشرعي للسكوت عن الفكر المنحرف الذي يؤدي بالتبعية إلى التطرف وتكفير المسلمين وإلغاء الآخر ومن ثم يتم الارهاب ونحر الرقاب امام كاميرات العالم ما ينفر الآخرين من الاسلام ويجعل شيوخ الدم يكذبون ويدعون زيادة المهتدين إلى الاسلام بناء على احصائيات ترى زيادة مبيعات المطبوعات الاسلامية رغم ان ذلك قائم على معطى.. «اعرف عدوك»!

***

وعلى اليوتيوب صورة مريعة تعكس الوضع المؤسف الذي آل اليه حالنا كمسلمين بسبب افعال المتشددين، ففي الصورة يجلس رجل ملتح على ظهر رجل ملتح آخر والاثنان من اتباع الدين نفسه بل والمذهب نفسه، الاول يكبر للنحر وسكينه تعمل على قطع رقبة الثاني، وفي الصورة اصابع المقتول مرفوعة وهو يتشهد على نفسه، فأي جنون هذا؟! وهل يمكن لأعدى أعداء الاسلام ان يضروا به بمثل ما اضر به ذلك الفعل؟

***

ومما هو موجود على المواقع الالكترونية قصة اخوين من قرية واحدة ذهبا للجهاد، فانضما الى فصيلين تفرغا لحرب بعضهم البعض حتى اسر وقتل احد الاخوين، وكادت والدته ان تجن من خبر موته على يد الجماعة الاخرى المنضم إليها ولدها الآخر، ان تلك التجارب اليومية المريعة تثبت ان الوضع الافضل لاتباع تلك الجماعات التي تدعي الاسلام في الشام والعراق واغلبهم من الشباب المغرر بهم والتي ثبت انها مخترقة حتى النخاع، ان ينضموا للجماعات السياسية العاقلة التي يعترف بها العالم كي يكون هناك امل في النصر وفائدة لا ضرر على الاسلام.

***

آخر محطة: 1ـ لا يمكن ونحن في عصر وصل فيه الانسان عن طريق العلم والحسابات الفلكية الدقيقة إلى القمر ومشى على ارضه ان نختلف كمسلمين على اماكن وجوده في السماء من عدمها.

2ـ الاختلاف الذي ينتج عنه صيام المسلمين في ايام مختلفة يعني ان هناك شعوبا اسلامية فطرت في ايام يجب صيامها او في المقابل هناك شعوب صامت في ايام شك يحرم صيامها، والاثنان امران لا يصحان.

@salnesf 

سامي النصف

رمضان.. العلم هو الحل!

من الإشكالات القائمة في العصور الوسطى لعالمنا الإسلامي التي نعيشها في هذه الحقبة عدم إرسالنا أفضل العقول لدراسة علوم الشريعة كي تصبح مراجع كبرى تستنبط الفتاوى العصرية الحديثة القائمة على الفهم الصحيح لديننا الحنيف، فلا يوجد من الأديان ما أوصى أتباعه بالعلم والنظافة كديننا، ولا يوجد من يخالف تلك الوصايا الربانية كشعوبنا ضمن الأكثر جهلا والأقل نظافة في المرافق العامة.

***

ولو استخدمنا العلم لما اختلفنا على ما لا يجوز الاختلاف حوله كرؤية هلال رمضان، فكما نقبل شهادة من يلبس النظارة حال ادعاء رؤية الهلال، فعلينا كذلك القبول بالحسابات الفلكية والمناظير، فالعين التي ترى لا النظارة أو المنظار كي يتوحد الحساب الهجري ويصوم المسلمون كافة في اليوم ذاته، ودون ذلك لا تصبح للتاريخ الهجري فائدة في عصر الدقيقة والثانية ما دام أول الشهر هو الأحد في بلد والاثنين في بلد ثان والثلاثاء في بلد إسلامي ثالث، وللعلم فكل الأشهر القمرية الأخرى يعتمد فيها على الحساب الفلكي.

***

وكما علينا العمل بـ «مواقيت الساعة» التي أكرمنا رب العباد باختراعها، فطوال أيام السنة الأخرى يعتمدها المسلمون في الصلاة والصيام حتى لو غطى السحاب السماء، فلا يعتمد أحد على ظل خشبة أو التمييز بين الخيط الأبيض والخيط الأسود لأداء الفروض، بل تعتمد «مواقيت الساعة» التي قد تكون هي الحل لمواقيت الصلاة والصيام في البلدان غير منتظمة المواقيت كحال أقصى شمال وجنوب الأرض التي يمتد فيها النهار أو الليل اليوم كله، حيث يفرض عليها اتباع مواقيت أقرب بلد إسلامي دون إعطاء محدد لذلك المسمى، وماذا لو أن ذلك البلد النائي أغلب أهله مسلمون ومن ثم فهو أقرب البلدان لنفسه؟ وكيف لركاب مركبات الفضاء مستقبلا معرفة أقرب البلدان الإسلامية لهم؟ كما أن في ذلك الاجتهاد الإفطار والشمس ساطعة، وأفضل منه في نظرنا أن يحدد علماء المسلمين لهم ساعات محددة لأداء الفروض كتحديد السادسة للفجر والثانية عشرة للظهر والرابعة للعصر والسادسة للمغرب والثامنة للعشاء، وهو أمر يحل إشكال حتى المسافرين على الطائرة اليوم والمركبات الفضائية في الغد والمناطق النائية السالف ذكرها.

***

إن إشكال إفطار الملايين من ركاب الطائرة مازال قائما، فالذي يفتي بانتظار غياب الشمس ينسى أن الطائرة لو أقلعت قبيل الإفطار متجهة غربا فستبقى الشمس ساطعة لعشر ساعات وعشرين ساعة لتتبع الطائرة للشمس، بالمقابل الذي يدعو للإفطار على الأماكن التي تطير فوقها الطائرات من منظور أن الطائرات ليست مستقرا دائما ينسى أن الطائرات تحلق لساعات فوق محيطات وصحار وغابات، ان استخدام الشمس هو لتوزيع الصلاة والصيام على مواقيت محددة في اليوم، فإذا اختفت أو سطعت الشمس طوال الوقت وجب استخدام ما وفره لنا رب العباد من اختراعات كالساعة كبديل لها، وقد يكون استخدام الساعة طوال العام مثالا جيدا، كما يمكن تقريب الأمر باستخدامنا فرش الأسنان كبديل للمسواك عند أغلب المسلمين.

***

آخر محطة: (1) ربطت العبادات بالإسلام بشرط الاستطاعة، فالشهادتان ليس مفروضا النطق بهما على الأخرس، والصلاة لا تفرض على المجنون، والصوم لا يفرض على المريض الذي يخشى على حياته، وكذلك الحج لا يفرض على من لا يستطيع إليه سبيلا لعدم القدرة المالية أو الصحية.

(2) لذا، فربط المواقيت فقط بالشمس الساطعة أو المختفية طوال الوقت كالحال في أقصى الأرض، وعلى المركبات والكواكب السيارة قد يفتح الباب للاجتهاد بسقوط الفروض بسقوط شرط الاستطاعة، ومن ثم تكون تلك الأمور تطوعية لمن يعيش في تلك الأماكن، بينما تبقى مفروضة عليه متى استخدمت المواقيت الموازية (مواقيت الساعة) المستخدمة طوال العام.. والله أعلم!

@salnesf

سامي النصف

العراق على مفترق طرق!

إشكال العراق الحقيقي خلال السنوات العشر الأخيرة قائم على أن كل طرف يريد الانتصار المستحيل على الطرف الآخر، والخاسر والمنهزم في تلك المعادلة هو الوطن. إن الخارطة الزرقاء التي عمل بها العراق منذ سقوط صدام قائمة على معادلة «الخسارة – الخسارة»، والواجب تعديلها الى خارطة طريق جديدة يتفق عليها تقوم على مبدأ «الربح- الربح- الربح»، أي ربح كل الأطراف وربح العراق معهم.

***

وأول ما يجب عمله للعراق الجديد القادم هو معرفة أن الديموقراطية في صلبها هي تداول وتغيير متواصل للسلطة، وتبادل الأدوار بين الحكم والمعارضة، لذا لا يصح التمسك بالزعامات التي قسمت العراق ودمرته، ومن ذلك ضرورة إبعاد المالكي والنجيفي، وأن يستبدلا بوجوه جديدة تعزز الصلة بين السلطتين الثانية والثالثة، وإيقاف صراع الديكة القائم بينهما.

***

كما لا يجوز منطقا استبدال ظلم وتهميش وقمع الشيعة القائم إبان حكم ما قبل 2003 بظلم وتهميش وقمع السنّة في حقبة ما بعدها، فالظلم إن قبل من حكم ديكتاتوري قمعي فإنه لا يقبل قط من حكم ديموقراطي تعددي، إن الديموقراطية هي المحاسبة والإعفاء والإبعاد، ولو لم يكن هناك خطأ للسيد المالكي إلا الانهيار السريع للجيش العراقي في الشمال لكفى ذلك سببا لإبعاده، ودون ذلك الإبعاد سيكتشف الشعب العراقي أنه يُحكم بصدامية دون صدام، حيث حلول الكوارث الكبرى بالبلد وبقاء القيادات في مراكزها لا يهتز لها جفن.

***

والعراق في أمسّ الحاجة للتعلم من تجربتي رواندا وجنوب أفريقيا في كيفية مواجهة الماضي الأليم، وخلق مصالحة وطنية حقيقية بين أطياف الشعب، والعمل بمستلزمات تلك المصالحة عبر النظر في المناهج المدرسية والدينية، والتعامل بشدة مع وسائل الإعلام كالصحف والفضائيات التي تبث خطاب الكراهية المؤجج نحو الأطياف الأخرى.

***

آخر محطة: (1) العراق على مفترق طرق خطير، فإما الاستمرار في المسار الانتقامي السابق و الانتهاء بحروب أهلية تسيل فيها الدماء أنهارا لتصل بالعراق الى التقسيم والانشطار، أو العمل على بداية جديدة تحقن الدماء وترفع الغبن، وتبتعد عن مسار الغالب والمغلوب لتبدأ عجلة التنمية في التحرك، وليسعد العراق وشعبه بمستقبل مشرق طال انتظاره.

(2) بودنا لو تُرجم ودُرس في مدارس العراق كتاب «THE BOOK OF FORGIVING» أو «كتاب المغفرة» الذي كتبه الحائز على جائزة نوبل الأب ديزموند توتو وابنته موفو حول كيفية حلهم لإشكالات جنوب أفريقيا المليء تاريخها بإشكالات الدم والكراهية عبر خطوات عملية، منها اخبار ما حدث، وتحديد المؤلم فيما جرى، ومنح المغفرة والنسيان، وإعادة الصلات، ثم التقدم إلى الأمام.    

@salnesf

سامي النصف

الحكيم..إن حكى!

انتقل إلى رحمة الله تعالى قبل أيام الصديق العزيز والإعلامي المصري الكبير وجدي الحكيم الذي يعتبر شاهد عصر على المتغيرات الكبرى التي شهدتها مصر والمنطقة العربية في مرحلة 1952 وما بعدها، حيث كان مذيعا ثم مسؤولا عن إذاعة صوت العرب في عز مجدها، إضافة إلى فعاليات فنية وإعلامية كثيرة استمرت حتى يوم وفاته.

***

ومما رواه لي الراحل الكبير وجدي الحكيم كيف استدعاه وزير الإعلام المصري محمد فائق ثاني أيام نكسة 1967 وطلب منه أن يعد مجموعة أغان تطالب الرئيس عبدالناصر بالعودة عن استقالته، وأن الوزير طلب منه ألا يذيعها إلا إذا أتاه أمر مباشر وليس خطيا منه عبر تلاقي العين بالعين، وكيف أن تلك الأغاني استخدمت لاحقا في دعم الرئيس السادات عندما حاول الوزير محمد فائق ومن معه من وزراء الإطاحة به عبر تقديم استقالات جماعية له.

***

ولا يعلم شباب هذه الأيام أن العرب من المحيط إلى الخليج قد انقسموا كعادتهم منذ الخمسينيات حتى السبعينيات إلى مناصرين لعبدالحليم حافظ ومؤيدين متعصبين لفريد الأطرش، ويكشف الحكيم أن عبدالناصر كان وبعكس ما يعتقد محبا للأطرش ولا يطرب لأغاني «مطرب الثورة» كما كان يسمى عبدالحليم، وأن الأخير كان يعلم بذلك الأمر، لذا احتال لدخول بيت عبدالناصر والتعرف عليه عن طريق إحياء أعياد ميلاد أبنائه.

***

ويكذب الحكيم فيما روى حكاية اشتهرت في حينها بأن لقاء أم كلثوم وعبدالوهاب في أغنية «انت عمري» والتي سميت بـ«لقاء السحاب»، كان بتدخل شخصي من عبدالناصر، ويروي التفاصيل الدقيقة لذلك اللقاء الذي كان شاهدا عليه، وكيف كان عبدالوهاب قلقا من ألا تقبل أم كلثوم لحنه وترفض غناءه، وأن السبب الحقيقي لرفض أم كلثوم ألحان عبدالوهاب أو حتى فريد الأطرش اعتقادها بأنهما سينسبان الفضل لهما لا لها فيما لو نجحت أغانيهما.

***

وفي العشاء الأخير الذي ضمنا خرجنا بعده للتجوال بالسيارة، ولما كان الليل وكعادته في القاهرة مازال في أوله، فقد قرر أن يريني بعض الأماكن المرتبطة بأحداث فنية معينة، فقد كان بحق موسوعة في الفن والأدب والأحداث السياسية، فهنا كما ذكر جلس الشاعر العاشق أحمد رامي يكتب على ورق السجائر كلمات رائعته «رق الحبيب» بعد أن اتصلت أم كلثوم به تدعوه لزيارتها في منزلها بالزمالك، وعلى هذا المقهى كان يجلس أمير شعراء العامية المصرية بيرم التونسي ليكتب كلمات أغان سهلة تقطر بالرقة مثل «هو صحيح الهوى غلاب» و«الآهات» و«الأمل» و«شمس الأصيل».

***

آخر محطة: للراحل وجدي الحكيم الفضل الأول في إنجاز ملحمة «الليلة المحمدية» عام 1990 التي كتب كلماتها عبدالرحمن الأبنودي ولحنها جمال سلامة وشدا بها عبدالله الرويشد، والتي أسالت الدمع من المآقي وعبّرت بحق عن نصرة الشعب المصري الأصيل للحق الكويتي، وكان من كلماتها المعبرة.. «بلدي انظلم واللي ظلمني ناسي عمومة ودين ودم، يا أمة الإسلام خلص مني الكلام لا عيني شايفة حد ولا شايفة ملام.. واللهم لا اعتراض.. رحم الله وجدي الحكيم وأسكنه فسيح جناته.

سامي النصف

لا جديد تحت شمس العراق

في الأسابيع الأولى من شهر أبريل 1991 وتزامنا مع الثورة في 14 محافظة عراقية، نشرت جريدة الثورة الحكومية سلسلة مقالات قيل في حينها إن كاتبها صدام أو في الحدود الدنيا إنه داعم لمن كتبها، تطعن بشكل مقزز لا في الثوار، بل في أخلاق مكونات رئيسية من الشعب العراقي وتتهمهم بالجوع الدائم للمال وانهم يبيعون أعراضهم لأجله كما أنهم شديدو القذارة لنومهم وسط غائط حيواناتهم، وكيف لحاكم أن يصف أحد مكونات شعبه بتلك الصفات؟ وهل يحق له بعد ذلك أن يحكمهم؟!

***

وما نراه قائما في العراق هذه الأيام هو تطبيق لخارطة طريق صدامية دموية خاطئة جربت مرارا في السابق فدمرت العراق وسفكت دماء أبنائه ومهدت لتقسيمه وتفتيته مع تغيير طفيف في المواقع، فقد استبدلت حملات تجنيد أهل الشمال والغرب وزجهم في حروب قمعية على أهل الوسط والجنوب، بحملات تجنيد أهل الجنوب والوسط وزجهم في حروب قمعية على أهل الغرب والشمال وكل ما يسفك من دماء في النهاية هو دماء العراقيين وكل ما يدمر هو بنيان أهل العراق جميعا، فأين الفائدة والمكسب مما يجري؟! ألم يحن وقت تغيير المالكي واستبداله بحكومة وحدة وطنية تحقن الدماء وتبدأ عملية الانماء التي طال انتظارها؟!

***

آخر محطة: 1 – أعلن الفاتيكان في أكتوبر 1965 تبرئة اليهود من دم المسيح، رغم أن أجدادهم قالوا «دماؤه علينا وعلى أبنائنا من بعدنا»، حيث رأى الفاتيكان أن يهود هذه الأيام لم يسألوا ولم يشاركوا في دم المسيح، فكيف يحمل السيد المالكي أبناء وطنه هذه الأيام دم سيد الشهداء الذي يندم على استشهاده الجميع؟!

2 – لأجل عراق زاهر وآمن ينعم بالسلام والمستقبل المشرق نرجو من شعبه الشقيق أن يقدم المغفرة على الانتقام والمحبة على الكراهية والرحمة على القانون ومعرفة حقيقة أن ما حدث للعراقيين من مآس وقتل وتدمير حدث مثله وأكثر لدى أمم أخرى إلا أنها تعالت على جروحها وتسامحت وتسارعت خطاها للأمام.

3 – مازلت أذكر في الصغر آلاف العراقيين الفارين من الجيش العراقي كونهم لم يكونوا مقتنعين بحملاته على قرى الأكراد في الشمال، حيث الجبال والثلوج التي لم يروا مثلها طوال حياتهم.