لا يختلف اثنان على الدور الوحدوي الرائع الذي قامت به كوكب الشرق السيدة أم كلثوم التي اتفق على حبها الشعب العربي من محيطه الى خليجه والتي تنصل لها بعض الثورجية ورموها بتهمة التسبب في نكسة عام 67(!) حيث ادعوا انها سبب انشغال او انسطال بعض قادة الجيوش العربية عن العدو المتربص بهم، وهي دعوى غير مسبوقة في تاريخ الامم التي لا تحمّل في العادة مبدعيها ومبرزيها اوزار الهزائم العسكرية وما يحدث في ميادين القتال. متابعة قراءة محمد عبده أمير الطرب موحد العرب!
التصنيف: سامي النصف - محطات 
كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية
twitter: @salnesf
أوباما.. قلب الأسد!
يقال إن احد اهم اسباب الحروب الصليبية التي امتدت لقرنين عمليات الاضطهاد التي تعرض لها مسيحيو الشرق، فقد قام الخليفة الفاطمي آنذاك بحرق كنيسة القيامة بعد ان اسماها كنيسة القمامة في امر مشابه لحرق «داعش» لكنيسة الموصل التاريخية، كما اضطهد وأساء معاملة اصحاب الديانات الاخرى، ففرض على مسيحيي مصر والشام وضع صلبان خشبية ثقيلة على صدورهم طوال الوقت، كما فرض امرا مشابها على اليهود كدلالة على عبادتهم للعجل. متابعة قراءة أوباما.. قلب الأسد!
مزمار «داعش»!
في القرن الرابع عشر الميلادي تعرضت أوروبا للطاعون أو الموت الأسود، كما سمي لاحقا واكتشف ان سبب انتشاره هو الفئران التي تنتقل بين المدن ومن خلال السفن لبلدان بعيدة، وقد انتشرت قصة تراثية أوروبية عن صاحب المزمار الذي يفتن ويسحر صوته الفئران فتتبعه حيث يرميها من جبل شاهق إلى حتفها بالبحر. متابعة قراءة مزمار «داعش»!
الجانب الفني لأحداث سبتمبر 2001!
تفشي نظرية «المؤامرة» لدى الشعوب العربية سببه الرئيسي وفرة ما تتعرض له بلدان المنطقة من مآس وكوارث، فعندما كانت شعوب أوروبا تعاني من الحروب والدمار والاغتيالات كانت نظرية المؤامرة على أشدها لديهم؛ لذا ما إن تعرضت الولايات المتحدة لأحداث سبتمبر 2001 والدمار المصاحب حتى انتشرت لديهم كذلك نظرية المؤامرة بمئات السيناريوهات المختلفة. متابعة قراءة الجانب الفني لأحداث سبتمبر 2001!
التكفير المؤدي للتكبير والنحر!
عند البحث عن الأسباب التي تجعل عربيا مسلما يقوم بالتكبير والتهليل ثم نحر عربي مسلم آخر، نجد أن ذلك الأمر لم يتم إلا بعد أن تفشت واستقرت في العقول والضمائر والنفوس مبادئ التكفير، فلو لم يكفره لما حل له نحره والمؤلم أن في بعض الحالات لو انقلب الأمر وانعكس لما تردد المنحور في نحر قاتله، كون التكفير عملية متبادلة بين الجماعات. متابعة قراءة التكفير المؤدي للتكبير والنحر!
لماذا يبكون لفرح مصر؟!
هناك زلات صغيرة مقبولة يرتكبها الساسة من قادة وتنظيمات ينساها التاريخ، وهناك اخطاء وخطايا كبرى لا تنساها الشعوب ولا يغفر لفاعليها كتاب التاريخ، ولا شك ان مواقف بعض القوى السياسية المصرية وتحديدا الاخوان مما يحدث هذه الايام في مصر من ارهاب وتخريب، يندرج تحت خانة الاخطاء والخطايا الكبرى، حيث بات الاخوان أو من تبقى منهم في حالة خلاف شديد مع السواد الاعظم من اهل مصر، فإن ضحك أهل مصر بكوا وان بكى اهل مصر ضحكوا ولا حول ولا قوة إلا بالله.
***
اسقط ما سمي بـ«شرعية الميدان» نظام الرئيس مبارك ولم يكن بقي له الا 8 أشهر يمكن لمن تحمله 30 عاما ان يتحملها، وكان بامكان مبارك ان يأمر الجيش ورجال الامن بالقتل لابقائه على كرسيه، الا انه لم يفعل، وبدأ الشعب المصري تدريجيا يتعاطف معه هذه الايام بعد ان تكشفت الحقائق امامه وبعد ان جرب نظام الرئيس مرسي الذي بدأ منذ يومه الاول بتدمير مبرمج لمصر وعادى الرئيس الشعب المصري بكافة توجهاته وفئاته فخسر اسلاميي حزب النور والاقباط والناصريين والليبراليين واهل اليسار والقضاء والجيش والاعلام وقطاع الاعمال والازهر ولولا دعم تلك القوى جميعا لما اصبح مرسي رئيسا لارض الكنانة بهامش صغير مشكوك فيه.
***
وقد تلاعب الرئيس مرسي مبكرا بالدستور واظهر شراسة شديدة في التهام الدولة وخلق الميليشيات التي كان يوجهها لاعدائه واعداء تنظيمه وبدأ القتل للمتظاهرين في محيط قصر الاتحادية ابان عهده فنجح بامتياز في عام في تحقيق ما عمله مبارك في 30 عاما، أي خلق حالة تذمر عند الناس وتسويد صورة المستقبل امامهم مما دفعهم للنزول للشوارع بالملايين ومن ثم طبق في انهاء عهده تماما ما طبق في انهاء عهد سلفه مبارك اي التظاهر الملاييني وتقديم «الشرعية الثورية» على «الشرعية الدستورية» بحكم الغلبة والاغلبية.
***
كان على اخوان مصر بعد سلسلة تلك الاخطاء الكوارثية ان يصححوا المسار عبر اختيار هذه المرة شخصية كفؤة متجردة تهدف لخدمة مصر لا خدمة التنظيم على حساب الوطن لمحاولة حصد دعم الشارع المصري الذي انصرف عنهم، وان يظهروا قبولهم بالواقع الجديد وان يتم اختيار قيادات اخوانية بعيدة عن الشبهة ومنفصلة عن تعليمات التنظيم الدولي المدمرة تحضيرا للانتخابات الرئاسية والأهم البرلمانية القادمة، والتي يضخ التنظيم الدولي هذه الايام المليارات لكسبها رغم كل ما يقال، الا ان ذلك لم يتم ضمن خطأ تاريخي كوارثي آخر وتم الاخذ بنهج الارهاب والتفجير والاغتيال فتحول التعاطف التاريخي الموروث من الاخوان الى من عاداهم من قيادات مثل الرؤساء عبدالناصر والسادات وحتى مبارك وتأكدت تهمة الارهاب التي الصقت بهم بعد ان جاهدوا لـ 80 عاما لانكارها والتنصل منها.
***
آخر محطة: (1) استطاع الرئيس عبدالفتاح السيسي في شهرين فرض هيبة الدولة وخلق امل صادق بالمستقبل وبدء مشاريع انمائية كبرى والتصالح مع كافة التوجهات التي اصطفت معه وايدت انتخابه للرئاسة، كما اعاد دور مصر التاريخي في المنطقة فساهم في انهاء حرب غزة، وجمع دول الجوار الليبي واستضاف قمة اقتصادية عربية قادمة بعد اشهر في مصر وللدول المانحة لها، وبدأ مباحثات جادة مع اثيوبيا حول سد النهضة، فلماذا بحق يبكي الآخرون من هذه الانجازات الباهرة التي تحققت خلال فترة قصيرة لمصر قلب العروبة والاسلام النابض؟!
(2) وهل يعقل ان يسعد بعض القيادات الاخوانية ولاجل مصالح انانية ضيقة، ان تتحول مصر وهي ثلث الامة العربية واحدى الدول الحامية للعروبة والاسلام الى حالة الفوضى غير الخلاقة ولنهج الحروب الاهلية والتمزق والتخلف والفقر والتشطير والانقسام في نسخة اخرى لما يحدث في الصومال وليبيا واليمن وسورية؟! ايها السادة ان التاريخ يرقب ويكتب ويسجل بريشته ولن يرحم احدا، اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.
قتل إسلام وقتل الإسلام!
يظهر شريط بث على اليوتيوب قبل أيام قليلة صورا تمثل عملية إجرامية قمة في الدناءة وعدم الشجاعة لتفجير مدرعة مصرية شمال سيناء وقتل عشرة من جنودها، وقد أعلن تنظيم بيت المقدس عن مسؤوليته عن تلك العملية النكراء بلكنة غير مصرية وقد لا تكون حتى عربية، وهو تنظيم إرهابي مشبوه آخر يرتكب الأعمال السوداء تحت الرايات السوداء لأصحاب القلوب السوداء والعقول الظالمة المظلمة بهدف تقسيم الأوطان العربية وإضعافها وسفك دماء أبنائها، حال ذلك التنظيم كحال تنظيمات القاعدة والنصرة والزرقاوي وداعش وغيرها من مسميات كرتونية مخادعة لتنظيم مخابراتي واحد ذي هدف شيطاني واحد.
****
وقد نشرت الصحف المصرية أسماء شهداء تلك الجريمة من رجال أمن وجنود مصر خير أجناد الأرض وكان أول الضحايا اسمه «إسلام» والبقية توزع اسم «محمد» بين أسمائهم الأولى وأسماء آبائهم فهل هناك ما هو أكثر عمالة ولؤما من ادعاء نصرة رب العباد ورسوله محمد، عبر قتل «إسلام» ومحاولة قتل «الإسلام» معه عن طريق قتل المسلمين الآمنين غدرا وصبرا وهم المعصومة دماؤهم بأمر رباني أتى من فوق السماوات السبع، فحرمة دم المسلم أعظم عند الله من هدم الكعبة المشرفة التي دعوا علانية لهدمها.
****
وقد حان الأوان لكشف الدور الداعم من خلف الستار لتلك المنظمات الإجرامية العميلة المتدثرة برداء الإسلام، والإسلام منها براء، والذي يبقيها حية ويساعد على تمددها وتقويتها، فهناك من دول الجوار العربي من أصبح ممرا للرجال والأموال والآليات وقطع الغيار لها، ولو توقف على سبيل المثال تزويد «داعش» بقطع الغيار اللازمة لـ «الآلاف» من سيارات البيك آب معروفة النوع التي تحمل أسلحتها ورجالها لتوقف عملها ولأصبح عملاؤها «بط جالس» يمكن السيطرة عليه بسهولة.
****
وما دامت جميع المنظمات الإرهابية تعمل على الأرض العربية وتستهدف جيوشها الواحد تلو الآخر بقصد إضعافها للانتهاء بتفتيت دولها وهو أكبر تحد تواجهه دولنا العربية في تاريخها، فلماذا لا تتحول الجيوش العربية المستهدفة من الدفاع الى الهجوم عبر تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك (وإلا ما فائدتها) لتتحرك الجيوش تحت راية الجامعة العربية في العراق والشام وليبيا.. الخ كي تقضي على الإرهابيين خلال سنة أو سنتين ليتم الانتهاء من ظاهرة الإرهابيين وتستقر الأوطان وتترجم مشاعر الوحدة والمصير العربي المشترك في أجلّ صورها ومتى نحتاج الجيوش العربية إذا لم نحتجها في هذه الحقبة التاريخية لإفشال مخططات الإرهاب الهادف لسفك الدماء وهدم البناء العربي؟!
****
آخر محطة: (1) على دولنا العربية إعطاء الأولوية القصوى لخلق مناطق آمنة على حدودها تمنع تهريب الأسلحة والمرتزقة والمغرر بهم ومعهم العملاء والخبراء الملثمون الذين لا يعرف أحد هوياتهم إلا أن أعمالهم تدل على الاحتراف الشديد في التخريب والتدمير…
(2) لماذا لا يدين إخوان مصر وأمامهم انتخابات برلمانية قادمة الأعمال الإرهابية التي تستهدف الدماء وقطع الكهرباء عن المصريين خاصة بعد تصريح البلتاجي الشهير عن ان الأعمال الإرهابية في سيناء ستتوقف فور إعلان السيسي عن إعادة مرسي للكرسي، هل هم راضيون عما يحدث من إرهاب وتدمير لمصر وهل السكوت علامة الرضا التي لن يغفرها التاريخ لهم؟! الدين النصيحة!
الأكثر تشدداً ..الأكثر عمالة!
حتى لا تقيّد حرب غزة الأخيرة ضد مجهول كالعادة وتذهب بالتبعية الدماء والأشلاء والبيوت المهدمة هباء دون الإجلاء عن حقيقة من بدأ الحرب وما الأهداف التي كان يأملها منها، وهل تحققت؟ نذكِّر بأن هناك من ادعى في البدء أن الشباب الثلاثة الإسرائيليين لم يقتلوا وان الأمر حجة تريدها إسرائيل لشن الحرب التي استعدت لها منذ زمن طويل، ثم قيل إن الشباب قتلوا في حادث سيارة في ايلات (لاحظ الدقة)، حتى أقر السيد خالد المشعل أخيرا بأن أجهزة تابعة لحماس هي التي قامت بتلك العملية، التي حققت أهداف الجماعات اليمينية المتطرفة في إسرائيل بغزو غزة، ولم يذكر المشعل إن كان هناك من حقق وحاسب من قام بذلك العمل الذي ذهب ضحيته ألفا قتيل فلسطيني وأحد عشر ألف جريح.
****
وشاهد العالم مقنعين من «حماس» يعدمون 18 شابا فلسطينيا بالشوارع دون محاكمات، في وضع أعاد للأذهان إعدامات «داعش»، والغريب جدا ان إسرائيل لم تطالب بمن قيل إنهم جواسيس لها أو حتى تندد بذلك الفعل، مما قد يعطي دلالة على أنهم ليسوا عملاء لها أو أن لديها آلاف العملاء، ما يجعل هذا العدد صغيرا بالنسبة لها، علما أن الدول تطالب في العادة بجواسيسها وتعرض مبادلتهم بمن لديها من أسرى، كما تندد بما يصيبهم كوسيلة لإبداء الامتنان لهؤلاء العملاء وكوسيلة لتسهيل تجنيد المزيد منهم.
****
وكل حروب ينتج عنها أمران يسهلان تجنيد العملاء، أولهما الأسرى الذين يصبحون في أوج ضعفهم وحنقهم، ما يسهل استخدام وسيلتي الترهيب والترغيب معهم، والأمر الثاني هم بعض أبناء الشهداء الذين يصبحون فجأة دون عائل ودون مرشد، فتصبح حاجتهم للخبز والوظيفة وسيلة لتجنيدهم، لذا فتخفيف عدد العملاء يلزم تخفيف عدد الحروب غير المتكافئة التي ينتج عنها مئات الأسرى وآلاف الشباب المشردين.
****
وأهم كتاب خط عن حماس وغزة والجواسيس هو كتاب الباحث الفلسطيني والإعلامي الدولي زكي شهاب المسمى «حماس من الداخل»، ويرى (صفحة 100) أن المواجهات العسكرية وخوف الفلسطينيين من قيام الجيش الإسرائيلي باعتقالهم «جعلهم لقمة سائغة للإسرائيليين» وسهلت عملية تجنيدهم كعملاء وجواسيس، ومن أمثلة العملاء وليد حمدية رئيس قسم الدعوة الدينية في حماس والقريب من الشيخ أحمد ياسين، والذي تم تجنيده بالمال، فتسبب في اغتيال العديد من قيادات حماس مثل ياسر النمروطي قائد الجناح العسكري ومروان الزايغ وياسر حسنات ومحمد قنديل، ثم زار القيادي الذي دوخ إسرائيل وأتى أمر اغتياله من شارون ومجلس الوزراء الإسرائيلي ونعني القيادي عماد عقل الذي أفطر معه حمدية وهو لابس سروال به جهاز تعقب ثم صليا المغرب في رمضان وسلمه للإسرائيليين، وكان الإسرائيليون يقومون بالقبض على جاسوسهم حمدية وسجنه وتقصد بيته بقذائف الطائرات لإعطائه المصداقية، وكان من جانبه يدعي التشدد والتطرف، وكانت حسرته الوحيدة قبل إعدامه أنه لم يسلم القيادي يحيى عياش للإسرائيليين الذي اغتيل لاحقا عن طريق هاتف ملغم وصله من صديق عميل، أما الدكتور فتحي الشقاقي مؤسس حركة الجهاد فقد سلمه القذافي لحتفه في مالطا وسط صمت مريب للقيادات الفلسطينية.
****
آخر محطة: كقاعدة سهلة وبسيطة.. يجب ألا تخشى الأمة قط من دعاة الحكمة والاعتدال فيها، الخشية هي دائما من دعاة التشدد والتطرف، فمن يجند شخصا لخدمته يطلب منه بداهة ادعاء العداء الشديد له.. لا الترويج لصداقته كي لا ينكشف!
الوجه الآخر لغزوة غزة!
تنقل وكالة الفتح نيوز قصة أمير حمد (11 عاما) الذي قتل والداه في حرب غزة الأخيرة تاركين له 5 أشقاء هو أكبرهم، وقد التقته الوكالة وهو يحمل شقيقته لميـس ذات الأربعة شهور قائــلا إنه ســيعلمها أن تسميه ماما وبابا ويستدرك أمير قائلا: ببراءة إنه خائف ولا يعلم كيف سيواجه الحياة القاسية دون والديه؟ ومثل أمير هناك 1500 قصة مماثلة، فهذا عدد الأيتام الذي خلفته غزوة غزة الأخيرة يضافون بالطبع إلى من قبلهم.
****
وعلينا ونحن بصدد تقييم نتائج تلك الحرب التفريق بين الضرر «الدائم» والضرر «المؤقت»، فقد يكون هناك إسرائيليون قد تركوا منازلهم لفترة قصيرة «مؤقتة» ثم عادوا إليها دون أن يصيبها ضرر، بعكس ما حدث لـ 17 ألف منزل فلسطيني دمر بشكل «دائم» وقتل قاطنوه، بينما ثبت أن عشرين ألف صاروخ أطلقت من القطاع لم تستطع قتل إسرائيلي واحد تماما كحال صواريخ صدام، وقد أغلق مطار بن غوريون بشكل «مؤقت» كحال أي مطار يتعرض إلى ضباب كثيف، إلا أنه عاد لعملية التشغيل كاملة دون أن يستطيع الجانب المنتصر أن يفرض على الجانب الإسرائيلي المهزوم الالتزام بفتح مطار غزة بشكل «دائم» أو إنشاء ميناء أو إطلاق الأسرى وغيرها من مطالبات كان يمكن الحصول عليها ولربما أفضل منها دون حرب ومن خلال المفاوضات السلمية.
****
ويشهد القطاع عملية تذمر واسعة بسبب الاحتفالات وإطلاق النار وتوزيع الحلوى دون مراعاة مشاعر أهالي 2100 شهيد و10 آلاف جريح و17 ألف منزل مدمر، ويقول البعض من هؤلاء: لقد شهدنا منذ تسلمت حماس القطاع 3 حروب لم تحرر من خلالها أي أرض أو يُستجاب لأي مطلب، بل استمر الحصار وتحول القطاع إلى سجن بائس كبير على يد حماس وإسرائيل وحروبهما.
****
ويعتقد بأن الإعدام العلني لـ 18 شابا فلسطينيا يقصد منه إرعاب شعب القطاع كي لا يتذمر أو يثور، فتهمة العمالة البشعة تلصق دون محاكمة، وعمليات الإعدام العلني الجماعي جاهزة لمنع أي تساؤل عن ماهية وفحوى الانتصار في غزوة غزة، وقتلى الإسرائيليين 50 وقتلى الفلسطينيين 2100 شهيد، بدأت الاحتفالات ودماؤهم لم تجف بعد، وكأن أرواح الفلسطينيين لا بواكي لها، وأين الفرح وثلث سكان القطاع باتوا دون مأوى وآلاف الأيتام الجدد تم رميهم في الشوارع؟!
****
آخر محطة: هناك بالقطع انتصار كبير تحقق في غزوة غزة، والسؤال إن كان على إسرائيل أم على.. أهل غزة المنكوبين؟!
الصهاينة العرب ظاهرة قديمة!
لنبدأ بتعريف صحيح لظاهرة «الصهاينة العرب» كي نعلم متى بدأت وتأثيرها على مسار الصراع العربي ـ الاسرائيلي طوال عقود، واعتقد ان التعريف العلمي والبديهي لذلك المسمى هو صحة اطلاقه على عرب، ومنهم الفلسطينيون بالطبع، يشاركون الصهاينة غير العرب رغبتهم في سفك الدم الفلسطيني وهدم مبانيه والتوسع على حساب اراضيه، لذا فمن يعمل على تحقيق ذلك الهدف تحت اي شعار اسلامي او قومي.. الخ فهو «صهيوني عربي» اشبه تماما بالصهيوني الاسرائيلي.
****
عبر تاريخ القضية الفلسطينية الذي يمتد لما يقارب القرن من الزمن، تلبّس «الصهاينة العرب» بلباس التشدد والمزايدة في الوطنية لخدمة الهدف السالف ذكره، لذا فحقائق التاريخ التي لا تكذب تظهر بشكل جلي ان ما دمر القضية الفلسطينية وخسّرها كل حروبها، وأسال دماء ابنائها، ورقص طربا على احتلال اراضيها وتهجير مواطنيها وهدم مبانيها، هم المتشددون والمزايدون والمطبلون واصحاب الاصوات العالية التي تسارع بعد كل هزيمة لتخوين الحكماء والعقلاء لمنعهم من إبداء آرائهم الممانعة للحروب وسفك الدماء وخسارة الاراضي عبر ادعاء الانتصارات الكاذبة والتقدم السريع لـ .. الخلف!
****
في العام 1937 رفض المتشددون والمزايدون من «الصهاينة العرب» قرار «لجنة بيل» الملكية البريطانية الذي دعا لانشاء دولتين فلسطينية على 90% من الارض ويهودية على 10%، وقبل اليهود برئاسة وايزمن ذلك القرار وراهنوا على رفض الجانب الفلسطيني المتشدد له، وهو ما تم، وطار زعيم التشدد امين الحسيني إلى هتلر وموسيليني ولم يستمع احد للحكماء الذين دعوا لقبول قرار اللجنة، ولم يحاسب المتشدد الحسيني قط على اجتهاداته الخاطئة، لذا عاد لتكرارها برفضه قرار التقسيم عام 1948 ودعوته للحرب وسالت الدماء وتمت خسارة المعارك والاراضي تحت رايات التشدد المعتادة التي يحمل راياتها.. الصهاينة العرب!
****
واستمر المتشددون في تدمير القضية الفلسطينية عبر انشاء المنظمات المتطرفة وخطف الطائرات والهجوم على المطارات والسفارات والدخول في حروب الاردن ولبنان والانحياز لصدام في قضية تحرير الكويت، ولم يحاسبهم احد قط على جرائمهم تلك، وآخر افعالهم خطفهم لـ 3 شبان اسرائيليين وعدم حتى محاولة تبادلهم مع الاسرى الفلسطينيين، بل تعمد قتلهم لاعطاء اسرائيل الذريعة اللازمة لشن الحرب على غزة وقاموا بإعلان الانتصار المسبق فيها، ثم وعد المتشددون من يناصرهم من الصهاينة العرب بأنها لن تكون الاخيرة بل البداية لسلسلة حروب قادمة سيسفك فيها الدم الفلسطيني انهارا وسيتم هدم ما تم بناؤه تحت رايات النصر الكاذبة والمخادعة، وبالطبع لن يسمح احد بالنقد او حتى التساؤل عن كيفية تعويض الـ 20 الف صاروخ التي اطلقت.. ولم تجرح أحدا!
****
آخر محطة:
1 ـ في كل حرب تدخلها اسرائيل وتنتصر فيها يتم خلق لجان تحقيق محايدة للمحاسبة وتحسين المسار في المرات المقبلة، لذا يتم تكرار الانتصار، في كل حرب يدخلها العرب ويخرجون منها وهم المقتولون والمأسورون ومدمرو البناء ومهدورو الدماء يتم اعلان النصر بشكل سريع كي لا تتم محاسبة القصور، لذا تتكرر الهزائم، وفي هذا السياق هل حوسب من امر بخطف وقتل الشبان الثلاثة؟
2 ـ ذكرت صحيفة «الفايننشيال تايمز» في عددها امس ان اكبر الرابحين من حرب غزة هم المتشددون في الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي، واكبر الخاسرين هم المعتدلون مما يمهد لاستمرار الحروب..!
3 ـ العقلاء والحكماء والليبراليون العرب هم آخر من ينطبق عليهم مسمى «الصهاينة العرب» كونهم المطالب الاول بمنع الحروب غير المتكافئة ووقف سفك الدم الفلسطيني وهدم مبانيه.
