محمد الوشيحي

صلوا ركعتين… للقبيلة

وزير الداخلية سيحارب الفرعيات، كما أعلن. جميل جدا، هذا ما نريده ونتبرع بالدم لأجله. لكن لو تمعنا قليلا لوجدنا أن وزير الداخلية «زات نفسو» تم توزيره لأنه من أبناء عمومة رئيس الحكومة، لا أكثر ولا أقل. وبصورة أوضح: يقوم رئيس الحكومة الشيخ ناصر عادة بتوزير أربعة أو خمسة من أبناء عمومته حتى ولو كانت علاقتهم بالسياسة كعلاقتي بالموضة، مجرد معرفة وجه وسلام من بعيد. أي أن الشيخ يبحث عن منفعة أبناء عمومته، لأنهم فقط أبناء عمومته، على حساب البلد وأبنائه، ويحارب أبناء وبنات القبائل إن هم انتخبوا أبناء عمومتهم. أمر غريب… نحن أيضا نحب أبناء عمنا يا شيخ ناصر. لست وحدك من «يصل الرحم». متابعة قراءة صلوا ركعتين… للقبيلة

محمد الوشيحي

أم عبد الله أيضا

إحدى أهم قواعد التسويق، يقول الخبراء: «لا تعرض للزبون أكثر من سلعتين في وقت واحد، كي لا تشتت تفكيره»… الأوضاع السياسية في الكويت هي السلع، والكاتب هو الزبون الذي «احولّت» عيناه لكثرة السلع المعروضة على الطاولة أمامه. الأمر الذي دفعه لوضع القلم على الورقة ويده على خدّه، «ولا عزاء لزملائنا كتّاب جيبوتي»… بالفعل، الكويت غنية بالنفط والمشاكل والأحداث. ولا ندري، هل عودة أحمد الفهد إلى شاشة السياسة من جديد هي الموضوع الأهم، سيّما وأنه لا يزال يحافظ على لقبه «نجم الشباك»، حتى وإن لم يقم بتصوير أي فيلم هذين العامين؟ يجوز، خصوصا وأن خصوم هذا الرجل، قبل أنصاره، يتابعونه. أم أن الحدث الأهم هو الحكومة ورئيسها الذي يحاول التوقيع على القرارات لكنه لم يستطع بسبب اهتزاز قلمه؟ قلبي على قلم الرئيس الذي يعاني من ارتجاج في الحبر دون أن يفقد قطرة منه. يبدو أن سمو الرئيس يتبع سياسة التقشف في بلد الحبر الفائض عن الحاجة… «ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين». متابعة قراءة أم عبد الله أيضا

محمد الوشيحي

يُسجن الاثنان

قبل أشهر، وفي حديثي للبرنامج الإذاعي «قضايا برلمانية»، الذي استضافني والنائب الدكتور علي العمير، تمنيت حل المجلسين، الأمة والوزراء، وإجراء الانتخابات بموجب الدوائر الجديدة، الخمس، لعل وعسى. فحكومة مثل هذه لا تستطيع إدارة «بقالة» فما بالك بدولة، حكومة لا خطة لها، وبرلمان مثل هذا كفيل بتجفيف بحيرة فيكتوريا في ليلة واحدة. قلت ما يشبه ذلك في حين كان النائب يرى بأن «الدنيا ربيع والجو بديع». وقد يكون محقا في رؤيته تلك، فالدنيا ربيع بالنسبة له أو لبعض النواب. لكنه صرح بالأمس، وبعد إعلان الحكومة عدم التعاون مع البرلمان، بأن المجلسين يتحملان المسؤولية. رحم الله والديك يا دكتور. متابعة قراءة يُسجن الاثنان

محمد الوشيحي

ما بين المندي والكنافة

هم لا يعلّقون على أي مقالة أكتبها إلا إذا كانت تتحدث عن إيران وأخطارها. عندها يدخلون أفواجا، حاملين معهم «كليشة» ثابتة يتبادلونها فيما بينهم، وكأنها عصا سباق التتابع، فيكتب أولهم في السطر الأول: «ليس دفاعا عن إيران»، وبدءا من السطر الثاني يكتب معلقة عن إيران تجعل أحمدي نجادي يشك في ولائه لدولته، ثم يختمها قبل اتهامي بالطائفية. بعده يتسلم الراية «إيراني هوى» آخر، وهكذا! وعندما انتقد الحركات الدينية السنية يطفئون الإضاءة على ألسنتهم ويلحفونها، ويتحولون إلى «صكتم بكتم»، لا حس ولا خبر… ولا أدري من هو الطائفي في هذا اليوم الأغر من تاريخ أمتنا المجيدة، لكن الذي أعرفه، أن نومهم ويقظتهم في يدي، إذا أردت إيقاظهم كتبت عن إيران ومتطرفي الشيعة، فيأتون شُعثاً غُبراً ليكتبوا تعليقاتهم قبل أن يغسلوا وجوههم، أما إذا أردتهم ينامون كتبت عن أي شيء آخر… جرس المنبه في يدي، أو العصمة في يدي.
وعلى الضفة الأخرى من النهر الأسود، وبعد أن يذكر أحد «علماء» السنة محاسن طبق المندي، بالهناء والشفاء، وقبل أن تتشرف الكنافة بمصافحة معدته الكريمة، يفتي بتكفير كاتب شاء حظه أن يُستفتى فيه تلك اللحظة! هكذا ببساطة، الحياة سهلة يا صديقي، والقتل أسهل… يا عمنا الشيخ، حفظك الله ورعاك، ما هو موقعك في المؤسسة الدينية الذي أهّلك لتكفير كاتب مسلم اختلف معك في فهم الدين؟ لا شيء / إذاً لماذا لم ترد على حجته بحجة، أو ترفع دعوى قضائية في حقه؟ أين الآية الكريمة «وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم»؟ أين وزارة العدل في عالمك الوردي الجميل، بل أين الحكومة بقضها وقضيضها، والدولة بخيلها وجندها؟ في لحظة واحدة، أصبحتَ أنت الوزارة والدولة والشعب والمرور والجسور والمطاعم والأندية؟ هذه من طبائع الشيخ «باناسونيك» الذي يعلن عن جهاز بسبعة استخدامات. لكن «باناسونيك» لا يقتل ويدفن قتلاه بلا كفن… وإن قلنا لهم: هذا تطرف، قالوا: نحن «أمة وسطا». متابعة قراءة ما بين المندي والكنافة

محمد الوشيحي

فقط… يتابع فوزية الدريع

مشكلة إيران ليست مع دول العالم ولا مع «الشيطان الأكبر»، كما تدعي هي، بل مع نفسها ومع الجمارك. فبدلا من تصدير الزعفران الذي اشتهرت به قامت بتصدير القلاقل وأعلام أميركا المحترقة والهتافات: تسقط أميركا، تسقط إسرائيل. إيران خاطت أعلام أميركا أكثر من أميركا نفسها. خاطتها وأحرقتها. لكن محبّي إيران لا يخافون عليها، فلديها مخزون استراتيجي من الأعلام الأميركية والإسرائيلية.
إيران مختلفة ومتفردة في كل شيء، حتى في احتفالاتها، إذ لم أسمع أو أقرأ ولو بالصدفة أن إيران احتفلت بعيد الأم أو عيد الحب، بينما قرأت وسمعت وشاهدت كثيرا احتفالاتها بإنتاج صواريخ الدمار وألغام البحار. متابعة قراءة فقط… يتابع فوزية الدريع

محمد الوشيحي

دولةٌ… فرن

الكويت تتسرب من بين أصابعنا. حيثما فتحت عينيك لهب… عن ماذا تكتب؟ قضية مغنية تشتعل، قضية الخمسين ديناراً تلتهب، قضية إزالة الدواوين تحترق، قضية الرياضة تتفحم، صندوق المعسرين، غلاء الأسعار، وغيرها من القضايا التي تتربع بغرور على «الفرن الكويتي» ذي العشر عيون… في البلد هذا كل القضايا ساخنة. حتى الثلج يفوح ويلسع.
في البلد هذا، تحجّبت القوانين وتابت واعتزلت الناس، فصعدت الفوضى العارية على المسرح. كل مسؤول الآن يتصرف بما يمليه عليه جيبه، إلا ما ندر… في وزارة الإعلام، وفي قطاع التلفزيون تحديدا، وهو قطاع يمتلكه مناصفة شخصان برازيليان يجيدان تبادل الكرات، هات وخذ: الوكيل المساعد خالد النصر الله والمدير المخرج المصور اللاعب الفنان علي الريس. في هذا القطاع، وبموافقة البرازيلي الأكبر خالد النصر الله، قام علي الريس بتعيين أحد أتباعه مديرا رغم عدم حصوله على شهادة الثانوية، مخالفا بذلك شروط القارات الست. وبالطبع احتج المتضررون من هذا الظلم فتقدم أحدهم بشكوى للمحكمة، على اعتبار أننا في دولة قانون، فحكمت المحكمة باسم صاحب السمو أمير البلاد ببطلان قرار تعيين المدير، فتعالت ضحكات البرازيليين هاهاها. ولم ينفذا حكم المحكمة إلى يومنا هذا… هاهاها. متابعة قراءة دولةٌ… فرن

محمد الوشيحي

كفاني الله… «الريوق»

معركة أصحاب الدواوين ليست مع الحكومة، بل مع أصحاب الشاليهات والقسائم الصناعية. الحكومة ما هي إلا «الواد برعي» صبي المعلّم، الذي ينتظر صرخة معلّمه: «مفتاح عشرة يا واد يا برعي»، فيهرول الواد برعي ليجلب «مفتاح عشرة»… هذه مهمته، لا أكثر.
بالعقل كده، على رأي المصريين، هل يستطيع شخص أن يبني أو يزرع أو يحفر أمام منزل شخص آخر؟ الجواب هو «لا» كبيرة. لماذا؟ لأن المساحة الواقعة أمام المنزل هي لصاحب المنزل، بالعقل كده… بصورة أخرى، جرب أن تجلس أمام منزل أحدهم، في «الارتداد» كما يسمونه، وهو المساحة ما بين المنزل والشارع، وستجد بأن صاحب المنزل أتاك ليستفسر منك عن سبب جلوسك في «حرمة منزله». جيرانه لا يحق لهم التدخل. فقط سيقومون بإبلاغه عن جلوس رجل غريب أمام منزله. صح؟ وبصورة ثالثة، هل يستطيع «الواد برعي» أو الحكومة بناء مجسم، مثلا، أمام منزل أحد؟ بالطبع لا، لأن هذه المساحة، بالعرف والعقل، ملك لصاحب المنزل. متابعة قراءة كفاني الله… «الريوق»

محمد الوشيحي

كنت وأحمد

كلهم مروا من هنا واختفوا، تبددوا، تلاشوا… القليل منهم لا يزال باقيا، قليل جدا، أنت أحد «القليل».
أحمد الربعي، دعني أنقل لك ما حدث في غيابك: رسائل التعازي التي تزاحمت في هواتفنا لم تترك لنا فرصة الرد عليها لكثرتها. كانت كثيرة رسائل تعازيك، أكثر مما تظن… أبناء وبنات الصحافة يبادرون بعضهم البعض: «عظم الله أجرك». سألت أحدهم: تعرفه؟ فأجاب: عز المعرفة، بل وأحبه، صحيح أنني لم ألقه وجها لوجه، لكنني أعرفه وأحبه… ليست الصحافة وحدها من رثاك، الدواوين التي لطالما تحدثت عنك… كذلك. متابعة قراءة كنت وأحمد

محمد الوشيحي

«ليتك طعت أمك»

الكويت بلد المعجزات. توقع فيها غير المتوقع… قبل أيام فوجئنا بمحامٍ يطل علينا من شباك إحدى القنوات الفضائية ليستدر عطفنا ويستجدي دموعنا، عندما تحدث عن الوطن والوطنية واستعداده لتحمل تكاليفها وتوصيلها للمطار مجانا. فتحدث كاسر الخواطر في ذلك المساء العاطر عن والدته (أطال الله عمرها) التي دخلت عليه في غرفته وهو يرتب أوراق حلقة تلفزيونية سيتطرق فيها لتأبين المجرم النافق عماد مغنية، وكيف أنها، وبمشاعر الأمومة، حاولت ثنيه عن الحديث في هذا الشأن خوفا عليه من القتل والسحل: «يا وليدي، عشان خاطري لا تدخل نفسك في هالأمور»، فرد عليها «الوطني» الأمّور المقدام الفرفور: «هذي الكويت يا يمّة، هذي ديرتي اللي أنا مستعد أفديها بدمّي، لازم أوضح للناس حقيقة المؤبنين، وحجم خطيئتهم بحق الكويت، هذولا خانوا الكويت يا يمّة»… حقيقة، لو كنت أنا مكان مخرج الحلقة لطلبت من المذيع – بعدما أنهى «وصلته» تلك – الغناء واقفا: وطني الكويت سلمت للمجد، وعلى جبينك طالع السعد. متابعة قراءة «ليتك طعت أمك»

محمد الوشيحي

محمدين

يعتقد الأطفال بأن أمن الوطن مجرد لعبة من ألعاب الـ «بلاي ستيشن»، بحيث تستطيع أن تقتل الناس وتحرق المدن ثم تنتقل إلى لعبة أخرى. تسلية وتمضية وقت ليس إلا.
الإعلان القاتم المنشور في إحدى الصحف والذي يدعو إلى التجمع في ساحة الإرادة للمطالبة بمنع النائبين عبد الصمد ولاري من دخول البرلمان، هو بمثابة «مرحلة» في اللعبة متعددة المراحل، وهي بالتأكيد ليست المرحلة الأخيرة بل كانت ستعقبها مراحل أخرى لولا تدخل وزارة الداخلية قبل اشتعال عود الثقاب بلحظات. متابعة قراءة محمدين