محمد الوشيحي

كل مشروك مبروك

لدي طريقتي الخاصة في الإقناع، واحدة بواحدة… ذهبت مع أحد المعارف للتوسط له عند زوجته وشقيقها والسعي لإقناعهما بضرورة عودة الزوجة إلى بيتها، وأن تلعن الشيطان وتتنازل عن شرطها الصعب أو على الأقل تؤجله إلى حين… وهناك، في منزل أهل الزوجة، تحدثت عن أهمية الصلح وأسهبت، وضربت أمثلة من التاريخ وذكّرتهم بأغنية نادية مصطفى «الصلح خير»، ولم أخرج إلا بعد أن أقنعت الزوجة بأن تطلب الطلاق وترفع دعوى قضائية على الزوج في صباح الغد. خير البر عاجله.
وكثيرا ما تفاخرت بتأثيري على قرارات الحكومة، إذ كلما انتقدت أداء أحد كبار مسؤولي الدولة تمت ترقيته في اليوم التالي، والعكس صحيح، من أمتدحه تحجز له الحكومة منزلا خلف الشمس بحديقة تطل على ثلاثة كواكب. متابعة قراءة كل مشروك مبروك

محمد الوشيحي

للسعدون… حشد

الكيميائيون، دائما ما يختبرون منتجاتهم عبر تعريضها للحرارة قبل طرحها في الأسواق، فإن تماسكت خصائص عناصرها وجزيئاتها فـ«بها وأكرم»، أما إن تغيرت الخصائص فيعاد المنتج للمختبرات والمصانع لمعالجة مواطن الضعف، وهذا هو تماما ما حصل ويحصل مع الحركة السياسية «حشد» التي لم تولد بعد ولا أظنها ستولد قبل تغيير مفاهيم القواعد الشعبية لكتلة العمل الشعبي.
وهنا، أعتقد بضرورة فك الخلط والالتباس المتمكن من أذهان غالبية الناس حول «التكتل الشعبي» و«حشد»، المنفصلين عن بعضهما البعض، وهو ما لم تدركه غالبية الناس، بما فيها قواعد الشعبي ذاتها. فـ«التكتل الشعبي» هو تكتل نواب (نواب فقط) تساموا على اختلاف شرائحهم ومذاهبهم واتفقوا على مبادئ لا يحيدون عنها، منها: «حماية الدستور ومكتسبات الشعب». واستطاع «الشعبي» منذ اللحظة الأولى لتشكيله أن يثبت للجميع أمورا عدة، أبرزها: صلابته في أحلك المواقف وأصعبها، وعدم قابليته للمساومة، وعدم سعيه للحصول على مشاريع أو مناصب لأعضائه أو لقواعده الشعبية، وغيرها من الأمور التي عززت مصداقيته وأهلته لقيادة الحراك السياسي في الكويت. متابعة قراءة للسعدون… حشد

محمد الوشيحي

آمين

لا جديد في استجواب السيدة نورية الصبيح، كان حلقة مسجلة أو مباراة أعيدَ بثها، ولا جديد في «مانشيتات» بعض الصحف لليوم التالي (الأربعاء) التي أجزم بأنها كُتبت قبل بدء الاستجواب… الجديد فقط سيكون في يوم التصويت على طرح الثقة، وتحديدا في موقفي نائبين اثنين، أحمد السعدون وفيصل المسلم، فإن وافق الأول على طرح الثقة في الوزيرة وعارض الثاني فسأكافئ نفسي بعصير برتقال احتفالا بتفويت الفرصة على من يقود حملة التفرقة الوطنية ويسعى لتفجير موكب المجتمع. ولا تحدثوني عن مواقف النواب محمد المطير ومزعل النمران وخلف دميثير وغيرهم، فأنا أتحدث، مع التقدير لهؤلاء الثلاثة، عن أقطاب المجلس وقادته الفاعلين الذين يملكون حرياتهم المعترف بها دوليا. متابعة قراءة آمين

محمد الوشيحي

شاي أم حسن

لو أن بعض أصحاب القرار فكروا في البناء والتنمية بمقدار رُبع تفكيرهم في محاربة «كتلة العمل الشعبي»، ولم يتعاملوا معها على أنها الزوجة الثانية أو «الشريكة»، لكنا الآن نرسم خارطة الطريق لدبي وأبو ظبي وقطر. لكن أهداف الصغار صغيرة بصغرهم. وها هو أحد أتباع الصغار يسعى للتصعيد كي يُحل البرلمان قبل أن ينجز «التكتل الشعبي» مقترحه الخاص بفوائد القروض، ولتجري الانتخابات و«التكتل الشعبي» في أسوأ وأضعف حالاته، وهو واهم بلا شك.
ما علينا… كلما سمعت مسؤولا حكوميا يتحدث عن «أموال الأجيال القادمة» قرأت الفاتحة direct (وبالعربية بالفصحى دايركت)، فثقتي في حكومتنا مفقودة لدواعي السفر. لدينا خمسون مليار دولار كمبالغ نقدية، من أموال الأجيال القادمة، مودعة في بنكين أميركيين، 22 بالمئة من المبلغ على شكل ودائع، وباقي المبلغ في حساب توفير. وطبعا لأن التنسيق بين مؤسساتنا «عيب وشق جيب»، فقد اتخذ البنك المركزي قراره بفك ارتباط الدينار بالدولار منفردا، فخسرنا ثلاثة مليارات ونصف المليار دولار فقط في سبع دقائق. فاست ميل. وجبة سريعة. وقد كان من الممكن تفادي الخسارة، وهو ما لم يحصل، كالعادة. والأهم أن حكومتنا لم تغضب ولم تحاسب أحدا وإنما حاولت تغطية جثة القتيل بالبطاطين والكنابل مستغلة عتمة الليل، لكن أحد نمور ديوان المحاسبة أشعل الإضاءة وعلّق صافرة الإنذار.
البطل عادل العصيمي كبير مدققي ديوان المحاسبة في هيئة الاستثمار، والشامخ الذي كان قد رفض الترقية لمنصب مدير، معلقا: «خلقتُ مدققا في الميدان، لا أجد نفسي في المكاتب ولا الأعمال الإدارية»، يدفع اليوم ثمن عدم سكوته عن فضيحة الثلاثة مليارات والنصف مليار دولار، وبضغط شديد من هيئة الاستثمار تم نقله أو قل «إبعاده» عن الهيئة وملياراتها، بعدما طلبوا منه إحضار «شاي أم حسن» لينفردوا بـ «هياتم». ومن لا يعرف قصة هذا الشاي فليسأل عادل إمام وهياتم وزوجها (خال عادل إمام) في فيلم «المتسول»، أو فليشاهد هذا المقطع:
http://www.youtube.com/watch?v=n4jACNR6XNo
ديوان المحاسبة، أو «آخر الرجال المحترمين»، يتم الآن تطويعه وترويضه، وعمل «بادي كير» و«ماني كير» لأظافر يديه ورجليه، وجار قلع أسنانه، وسنصلي عليه قريبا صلاة العصر، كما صلينا في السابق على كل شيء جميل في بلد التطهير العرقي للجَمال، الذي قتل، أول ما قتل، الشهيدتين: «الكرامة» و«المرجلة»، لتكرّ بعدهما سبحة الشهداء.
*   *   *
أصدرت وزارة التربية ضوابط للأعمال الممتازة لهذه السنة ووزعتها على مديري ومديرات المدارس الذين رشحوا بدورهم المستحقين، فأمسكت الوزارة بالكشوفات التي بعثها المديرون والمديرات ووضعتها في إناء مليء بالماء والروبيان المتبل مع جزرة مقطعة بشرائح طولية وقليل من الثوم المدقوق، وبلّتها وسترسل ماءها ليشربه المديرون والمديرات، هنيئا مريئا، ووضعت الوزارة بنفسها أسماء مستحقي المكافأة، ولا ادري على أي أساس، أو على أي كريم أساس؟ وزارة التربية تمشي على أسس ونظريات إدارية معروفة ومجربة، ومنها هذه النظرية الأخيرة الشهيرة باسم «نظرية لعب البزران».
من ضمن الشروط والضوابط ألا يتم ترشيح من تجاوز غيابه الخمسة عشر يوما طوال العام، وهذا ما التزم به مديرو المدارس في ترشيحاتهم. لكن وزارة التربية، وهي تتبع القطاع الخاص، أو هكذا يبدو، قلبت الأمور وكافأت، على سبيل المثال، بعض المدرسات اللواتي لم يكملن شهرا واحدا طوال العام، وبقية العام قضينه في اجازة مرضية، في حين حُرمَ من المكافأة مدرسون ومدرسات أكفاء لم يتغيبوا يوما واحدا طوال العام، الأمر الذي قادهم إلى التذمر والإحباط وقرار عدم الالتزام. ثم يسألون بعد ذلك عن سبب تردي أداء الموظف الكويتي… يكسرون رجليه ويحاسبونه لعدم فوزه بالسباق.

 

محمد الوشيحي

المشهر

مع قدوم فخامة الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش للكويت في زيارته المرتقبة هذا الأسبوع، نتمنى أن يأمر بإطلاق سراح أبنائنا الأربعة المتبقين في غوانتانامو لتبتسم الشفاه وتطمئن القلوب.
فخامة الرئيس، لن أدخل في التفاصيل، أو بيت الشيطان كما يسميها المفكرون، لكنني وكثيرين نتساءل: أما لهذا الظلام من نهاية؟ أليس للكويت مكانة عندكم كما لبعض الدول التي أطلقتم سراح أبنائها؟ سيد بوش، أنتم أعلنتم من جهتكم بأن الكويت حليف خاص لأميركا، ونحن من جهتنا، ثمنّا هذا الأمر وساهمنا بمساهمات تعلمونها أنتم أكثر من غيركم، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان فخامة الرئيس… وأهلا ومرحبا بزيارتكم لبلد لم ينس أبناؤه دماء أبنائكم على أرضه. متابعة قراءة المشهر

محمد الوشيحي

هزهزة

الفريق الإعلامي للرئيس الأميركي المؤدب جورج بوش يستحق كادرا خاصا وزيادة العلاوة الزوجية بعدما لعب بطريقة محترفة أنقذت بوش من مخالب القط (أو قل النمر) الديموقراطي المتحفز… والحديث عن أن الإعلام لعبة تتطلب محترفين أشبه بالحديث عن أهمية الماء للإنسان. لا جديد في الجملتين إطلاقا.
قبل فترة، وعندما ازدادت ضغوط الكونغرس على بوش وقرر فتح باب مناقشة إخفاقات القوات الأميركية في العراق، أخرج الفريق الإعلامي قضية النجمة «باريس هيلتون» من «الخزينة» إلى العلن، وهي القضية التي كانت في يدهم فترة ليست بالقصيرة، لكنهم تحفظوا عليها لاستخدامها وقت الحاجة! وكانت أم النجمة (وبالمناسبة، باريس هيلتون لا تمت للنجومية بنسب أو صلة قرابة، هي مجرد بالون نفخه فريق الرئيس بوش الإعلامي وقت الحاجة)، أقول كانت أم النجمة تعتقد بأنها «اشترت» فضيحة ابنتها، وأن الأمر انتهى، ولم يدر في خلدها أن هناك مجموعة من دهاة الإعلام اجتمعوا في البيت الأبيض ورسموا وخططوا لإدخال فضيحة «النجمة المزورة» في أتون المعركة! ولهذا عبرت الأم عن صدمتها بعدما شاهدت صور ابنتها في نشرة أخبار قناة «فوكس نيوز»، وهي قناة «جمهورية» نقية مئة بالمئة. متابعة قراءة هزهزة