محمد الوشيحي

البطرانون لا يحبون سندريلا

الغضب الشعبي من أداء السلطة بشقيها، الحكومي والبرلماني، والذي يظهر جلياً في أحاديث الناس، وتغريدات المغردين في “تويتر”، بل وعلى الوجوه المحبطة العابسة، يبدو لي أنه مبالغ فيه، ومصطنع، ويستند إلى هواء وهراء.

هذه الغضبة كلها على ماذا؟ أو علامَ؟ كما يقول “بتوع اللغة”… تخيل أن الترف والبطر و”زود النعمة”، دفعت الناس إلى التذمر والصراخ على أمور سخيفة مثل؛ انهيار التعليم، وانهيار الخدمات الصحية، والمتاجرة بصحة الناس عبر العلاج في الخارج، ونهب المال العالم، وإفساد ضمائر الناس، وإسقاط القيم، وتفشي الرشوة بشكل صريح وعلني، وعجز الحكومة عن بناء المشاريع الكبرى، كما جاء على لسان الوزيرة هند الصبيح، وتسيّد الفاسدين وامتلاكهم القرار، ومنح بعض المناصب الكبرى للموالين من اللصوص والطبالين، وسوء حالة الكهرباء، وتهالك البنية التحتية والفوقية وما بينهما، وقمع الحريات، وسجن المعارضين بسبب تغريدة أو رأي، وسحب جنسياتهم، وشراء ولاءات الفسدة واللصوص على حساب البلد ومستقبله، وانتشار النفوذ الإيراني، سواء في الإعلام أو في بعض المؤسسات المهمة. متابعة قراءة البطرانون لا يحبون سندريلا

محمد الوشيحي

كي لا تموت زوجتك عطساً

التاجر الذكي قناص بطبيعته. هو بطل أولمبي في قنص الفرص. حتى إن اختبأت الفرصة، تجده يغمض عينه اليسرى، ويفغر فاه قليلاً، لمزيد من التركيز، وهوبااااا في قلب الهدف.

والكويت منذ سنوات تمر في فترة مكارثية طاحنة. قررت فيها السلطة (السلطة هنا هي مجموعة من النواب الفاعلين وبعض رجال الأعمال وأدواتهم من الوزراء والإعلاميين والمغردين) إقصاء كل من يحتج على “حفلة النهب الكبرى”، وعزله من وظيفته، وملاحقته في الشوارع العامة والأزقة الضيقة، بتهمة زعزعة الأمن، وتشويه صورة البلد، ووو… متابعة قراءة كي لا تموت زوجتك عطساً

محمد الوشيحي

بشت وماء وصندوق

مئة وخمسون مليون دينار، هي الميزانية المخصصة للعلاج في الخارج، طارت في الهواء شاشي، ولم يبق إلا أطلالها، وعاشقٌ يبكي على الأطلال. حدث هذا في غضون أربعة أشهر، في حسابات الفلكيين، وديوان المحاسبة، وروزنامة العجيري.

وحار الناس، لوهلة، بين اللطم على الخدود وضرب الكف بالكف. وكان لابد من اتخاذ القرار، وكان لابد من الحزم، فقرروا أخيراً ضرب الكف بالكف، مع كثير من الدهشة والحزن، وما خاب من حزم أمره واستعان بالله. متابعة قراءة بشت وماء وصندوق

محمد الوشيحي

قريتنا المائية وعيادة العقاد

بعد خمولٍ طويلٍ امتد سنوات، خرج المارد الحكومي من قمقمه، وقرر نثر ما في المحفظة على مشروع فخيم يليق بالكويت واسمها، فكانت “القرية المائية”، والعظمة لله. وحدووووه.

وهي قرية أعظم من قرية “أبو مانع”- رحمه الله- التي جلبها لأبنائه في السبعينيات، فزاحمناهم عليها.

وقد وُضع في هذه القرية المائية الحديثة، من الألعاب والمعدات المائية ما لا عين رأت ولا أنف عطس. فهذه “زحلاقية” خضراء فاقع لونها تسر الناظرين، وتلك “تفاخية” حمراء، وخلفها بالونة لازوردية حالمة تقبع في الزاوية، وهناك عجلة كبيرة، أو “قاري” كما في لهجتنا، يحمل صفات الكنغر الأسترالي، رجلاه أضخم من يديه بسبع مرات سمان. متابعة قراءة قريتنا المائية وعيادة العقاد

محمد الوشيحي

قرطوع وشريعة وسحل

القانون يمنع مكاتب المحاماة من الترويج لنفسها عبر الإعلانات التجارية، لذلك تضطر بعض المكاتب إلى استغلال أي حدث ولو كان صغيراً، كي تقف من بين الجموع المكتظة وترفع يدها وتصرخ: نحن هنا.

بعض هذه المكاتب، كما نرى في الصحف، يعلن انتقالَ مقره من منطقة إلى منطقة، وبعضها يعلن ترحيبه بمحامٍ شهير انضم إلى طاقم المكتب، ويضع عنوان المكتب وتخصصاته وما إلى ذلك، وبعضها يعلن تطوعه للدفاع، من دون أتعاب، عن مظلومين في قضايا يرى أنها مستحقة… وغير ذلك من التدابير والطرق المحترمة للإعلان. متابعة قراءة قرطوع وشريعة وسحل

محمد الوشيحي

المرارة موجودة

كنت أظن أن تخلف البلد وترهله سببهما أن الحكومة “شايلة المرارة”، أي أنها بلا مرارة، وبالتالي لا تشعر بحرقة الفشل، ولا تمتلك دافع المنافسة.

مع أنني قبل ذلك كنت أتخيل مرارة المسؤول الكويتي الذي يسافر شرقاً وغرباً، ويشاهد ما يشاهد من مظاهر نهوض الأمم، كالشوارع والمباني والمستشفيات والمرافق العامة، أو يقرأ مثلنا خبراً على شكل “جامعة الكويت اليتيمة ليست من بين الجامعات الخمسمائة الأولى، ولا حتى الألف”، فيشتعل هذا المسؤول ويحترق ويتفحم من شدة الغيظ، وتلتهب مرارته، ويسقط، فيُنقل إلى أقرب مستشفى… متابعة قراءة المرارة موجودة

محمد الوشيحي

كاريكاتيريات موءودة

أكثر مشروع يغريني لمزاولته والبدء به، هو مشروع مجلة إلكترونية متخصصة في رسوم الكاريكاتير. لكنني مازلت أتمنع وألعن الشيطان وأتباعه الذين سيحرضون أجهزة الدولة عليّ، فأروح في الرجلين، أو وراء الشمس، أو بإحدى هاتين العقوبتين الجميلتين.

والدولة تعتبر الكلام ذنباً ما لم يثبت أنه كصوت الطبل. وتعتبر الرأي جريمة ما لم يكن شتماً لخصومها. وتعتبر الكاريكاتير عملاً إرهابياً مكتمل الأركان ما لم تحتو الرسمة على مباخر ودفوف تزف المسؤولين. متابعة قراءة كاريكاتيريات موءودة

محمد الوشيحي

عمال يشتغلون لهدم الكرامة

كل ما بناه مؤسسو الديمقراطية وكاتبو الدستور في عقود، هدّه بعض أبطال هذا المجلس المزيون في أقل من فصل تشريعي واحد. أولها وأهمها كرامة النائب، التي تمثل كرامة الشعب. وقبلها هيبة النائب، ومكانته السياسية والمجتمعية. ومازال الهدم مستمراً ليلاً ونهاراً، ومازال نواب مجلس الأمة يرفعون معاول الهدم عالياً، ويرفعون على بوابة البرلمان لافتة “عمال يشتغلون”. متابعة قراءة عمال يشتغلون لهدم الكرامة

محمد الوشيحي

حفلة زار وقحة

تمادى الكويتيون، وبلغت بهم الوقاحة أن شعروا بالألم بعد شيوع أخبار رفع سعر البنزين. شوف قوة الوجه يا أخي.

والنائب يوسف الزلزلة على حق عندما وصف غضبتهم بـ”حفلة زار”. فمن غير المنطق، بعد كل هذه القوانين “الكلبچات” التي أصدرها الزلزلة وزملاؤه الجلادون، أو النواب، مازال الشعب يستطيع أن يقول آه.

وفي الكويت اليوم، لا يحق للإنسان أن يغضب إلا إذا توجه إلى أحد البنوك حاملاً في يده حقيبة كبيرة، وطلب إيداع المبلغ الضخم الذي تحتويه الحقيبة، فاعتذرت إليه موظفة البنك. وبعد جدال، استعانت بمدير الفرع ليحل مشكلتها معه، فاعتذر إليه مدير الفرع لأنه ينفذ تعليمات مجلس الإدارة، الذي هو بنفسه (صاحب الحقيبة) أحد أعضائه! هنا يحق للإنسان أن يغضب ويتمتم بكلمات غير مفهومة. وعلى الموظفة ومدير الفرع أن يتمالكا نفسيهما إلى أن يخرج وتزول الغمة. متابعة قراءة حفلة زار وقحة

محمد الوشيحي

الوقت قد قزح

قد ينجح الأخ أبو طرمبة، دونالد ترامب، في انتخابات الرئاسة الأميركية، وعندها سيأتي إلى الخليج العربي، ويطرق أبوابنا كما يطرق صاحب الملك أبواب المؤجرين، بذات النفسية والنظرة المتعالية ونبرة الصوت الزاجرة.

وبالنسبة لنا في الكويت، لدينا بعض الخردة في صندوق الأجيال القادمة وصناديق الاستثمار، لا يعرف الشعب أصولها ولا سيولتها ولا رأسمالها، لكن أبا طرمبة يعرف لا شك، أو سيعرف، وعندها سيستأجر حافلة نصف نقل ويغادر بأموالنا خلال الأسبوع الأول في عهده. متابعة قراءة الوقت قد قزح