د.علي يوسف السند

ما وراء الإضراب

لم يعد إضراب العاملين في القطاع النفطي شأناً خاصا بهم، بل سرعان ما تحوّل إلى قضية رأي عام، لا تكاد تخلو ديوانية أو «قروب واتس اب» من الحديث عنه ومناقشته.
لا أعتقد أن كون النفط هو المصدر الرئيسي ــــ والوحيد تقريبا ــــ للدخل في الدولة هو سبب تحوّل قضية الإضراب إلى موضوع على كل لسان، وتصدر اهتمام الشارع، ولكن حالة الاحتقان السياسي وانسداد الأفق جعلا من هذه القضية فرصة للتعبير عن تلك الحالة، وعن الشعور المتنامي والملحوظ بانعدام الثقة في أغلب مؤسسات الدولة، وهذا مؤشر خطير، لأنه يعني أن أي قضية مهما صغرت فستكون مرشحة لأن تتحول إلى مشروع أزمة، ويعني أن المصلحة الخاصة الضيقة ستكون في أعلى سُلم الأولويات عند الجميع، وذلك لفقدان الشعور بالأمان في ظل النهج الحالي في إدارة البلاد! متابعة قراءة ما وراء الإضراب

د.علي يوسف السند

التشكيك المتهافت بالعمل الخيري

اعتاد بعض الكتاب الليبراليين أو طائفيون متلحفون بالليبرالية الطعن بالعمل الخيري الكويتي، والتشكيك بعدم وصول الأموال لمستحقيها، معتمدين في ذلك على مواقف شخصية، وقصص مجهولة المصدر والمصداقية، من دون تقديم أدلة وحقائق يمكن الاستناد عليها.
في هذا المقال سأضع بعض الحقائق، التي ربما تغيب عن هؤلاء الكتاب الذين اعتادوا التشكيك في العمل الخيري، الذي يعد إحدى مفاخر الكويت أمام العالم، لذلك أتمنى منهم وضعها في الاعتبار عند مناقشة أو حتى نقد العمل الخيري، حتى يكون كلامهم صادراً عن علم، لا عن تكهنات وخيالات. متابعة قراءة التشكيك المتهافت بالعمل الخيري

د.علي يوسف السند

هل القانون في أيدٍ أمينة؟!

الأصل في القانون أنه موضوع من أجل تحقيق العدالة، أو محاولة الوصول إليها قدر المستطاع، لكن سلوك وزارة الداخلية يدل على أن بعض من فيها لهم فهماً آخر لفلسفة القانون، فيبدو أنه بالنسبة لهم يعني زرع الخوف، أو تأديب الخصم السياسي، أو فرض الهيبة ولو على حساب القانون نفسه، أو وسيلة للاستعراض! هذا ما بدا واضحا من طريقة تعاملها مع الشاب الفنان عمر العريمان، الذي قام بطباعة رسومات جميلة على بعض الجدران الكئيبة، فما كان من وزارة الداخلية إلا أن استنفرت، وأشهرت سيفها، وكشرت عن أنيابها، وأعلنت الحرب التي لا هوادة فيها، على تلك الرسومات وصاحبها، فتم إلقاء القبض عليه بطريقة مشينة، ثم تصويره ونشر صوره، وإصدار بيان شديد اللهجة فيه، وعرضه على العديد من المخافر للتحقيق، الذي استمر أكثر من أربعة أيام، كان خلالها محجوزا في سجون الداخلية متنقلا من مخفر إلى آخر! متابعة قراءة هل القانون في أيدٍ أمينة؟!

د.علي يوسف السند

وبالصمت تدوم النعم!

هذا ما كان يعتقده البعض، ويعبرون عنه بطرق مختلفة عندما كانت ترتفع الأصوات بمحاسبة الحكومة على سياساتها العامة، وسياستها المالية خاصة، متذمرين من الأصوات العالية، معتقدين أن ممارسة الرأي العام رقابته على السلطات يتنافى مع شكر النعم التي أنعمها الله علينا، فبمجرد ما كانت ترتفع وتيرة الرقابة الشعبية، وينشط الحراك في الشارع، يسارع البعض لإلقاء مواعظه بضرورة شكر الله على نعمه الكثيرة، وذلك بعدم إثارة المواضيع التي تستفز الحكومة، أو رفع الأصوات حتى لا تتسبب في إزعاجها، وهذا يعني ضمنا أن الشكر على النعم يكون بالسكوت عن التخبط في السياسات الحكومية وعدم رفع الأصوات للتنبيه على التردي بالادارة. متابعة قراءة وبالصمت تدوم النعم!

د.علي يوسف السند

البُعد الآخر.. سامحونا .. لأننا مسلمون!

هذا لسان حال ومقال كثير من بني جلدتنا عند وقوع أي حدث إرهابي في العالم الغربي، ويشتبه بأن وراءه أشخاصا ينتمون إلى الإسلام، فيسارعون إلى التباكي والاستنكار والتبرؤ، حتى قبل أن تنكشف تفاصيل الحادث أو تكتمل المعلومات حوله.
مسارعة بعض المسلمين إلى استنكار تلك الأحداث فور وقوعها كل مرة، وتقديم العزاء، وإظهار الحزن، في محاولة للظهور بمظهر إنساني، أمر يدعو الى الشفقة، فصاحب هذا المسلك يشعر بأنه واقع في دائرة الاتهام، وعليه تبرئة نفسه دائما، والتودد إلى الغرب الإنساني المتحضر والمتطور، حتى لا يعتبرنا وحشيين ومتخلفين ويلحقنا بأصحاب تلك الأفعال الوحشية!
الإرهاب والوحشية لا دين لهما، كما أن المسلمين أنفسهم من أكثر الناس تعرضا للإرهاب، ولا نرى ذلك الحماس لاستنكار الإرهاب الواقع عليهم من الغرب نفسه أو من منظمات وميليشيات مثل داعش وحزب الله والحشد الشعبي، أو من الأنظمة الحاكمة الوحشية التي تسومهم القتل والتعذيب والتشريد، من دون أن يكون هناك استنكار أو تعاطف معهم من الغرب، أو حتى من قبل بعض المسلمين الذين يسارعون إلى ذرف الدموع على الإرهاب الذي تتعرض له بعض الدول الغربية، ويظهر ذلك جليا عند مقارنة ردود أفعالهم من تفجير أنقرة قبل أسبوعين، حيث كان الأمر -في أحسن الأحوال- لا يعنيهم، بينما كانت ردود أفعالهم المستنكرة لتفجيرات بروكسل لا تقل -إن لم تزد- على ردود البلجيكيين أنفسهم! متابعة قراءة البُعد الآخر.. سامحونا .. لأننا مسلمون!

د.علي يوسف السند

الليبرالي الطائفي..!

لديّ انطباع عام بأن الليبرالي العربي بشكل عام، والخليجي بشكل خاص، لا يمكن أن يتخلص من أمراض مجتمعه، والعُقد التي نشأ عليها، وأن شعار الليبرالية الذي يرفعه عبارة عن قشرة خفيفة يزين بها تلك الأمراض أو يخفيها، ليوهم نفسه وبعض السُّذَّج أنه قد تجاوزها إلى أفق أرحب، بينما هو غارق فيها حتى شحمة أذنيه.
تتوالى الأحداث والمواقف ويترسّخ لديّ ذلك الانطباع أكثر، فلم يستطع كثير من الليبراليين إخفاء تلك الأمراض والعُقد التي تتعارض مع الشعارات الليبرالية المرفوعة، فصار من الطبيعي أن نشاهد ليبراليا يدافع عن الاستبداد ونزعة التسلط، ويبرر للانقلابات العسكرية، ويضفي الشرعية على سلب إرادة الشعوب، كما صار مألوفا مشاهدة ليبرالي يتبنى أجندة طائفية، ويستعمل ذات المبررات التي يستعملها أعتى الطائفيين، من دون أن يشعر بأنه يعاني من ازدواجية في المعايير، أو اضطراب في المفاهيم. متابعة قراءة الليبرالي الطائفي..!

د.علي يوسف السند

من أوصلنا إلى الهاوية؟

لا يكاد يمر يوم على المنطقة إلا وتتعالى فيه أصوات طبول المعركة، ويزداد الحشد لها، ويتعمق الاصطفاف، ويتعقد المشهد أكثر، حتى أصبحت قناعة الكثير من المتابعين بأننا مقبلون على حرب عالمية جديدة غير محمودة العواقب، ولعل أخف نتائجها إعادة تقسيم المنطقة على أساس عرقي وطائفي، ما يعني العودة إلى الوراء أكثر.
عندما نبحث في الأسباب التي أوصلتنا إلى هذه الحالة، يتضح لنا أن على رأس هذه الأسباب تشبث بعض الأنظمة العربية بالسلطة، واستعدادها للتضحية بكل شيء من أجل البقاء فيها. ففضلاً عن أن هذه الأنظمة فشلت فشلا ذريعا في تحقيق تنمية وعيش كريم لشعوبها خلال عقود طويلة من الحكم، فهي أيضا لا تمت لشعوبها بصلة، ولا تعبّر عن إرادتها، لذلك كان من الطبيعي ــ وفق حركة التاريخ ــ أن تطالب الشعوب بأن تُحكم بإرادتها، وأن يكون لها صوت في إدارة شؤونها، وأن تكون أنظمة الحكم معبّرة عنها وعن آمالاها وطموحها، وأن تعيش في حرية وسلام ورفاهية، كما تعيش بقية شعوب العالم المتحضر، فهذا هو المطلب الطبيعي لكل إنسان يشعر بإنسانيته، وهو مطلب أخلاقي لا غبار عليه، ويستحق الاحترام والدعم، لكن غير الطبيعي ولا الأخلاقي هو ما تقوم به تلك الأنظمة وحلفاؤها من الوقوف في وجه ذلك الطموح، وبأقذر الوسائل! متابعة قراءة من أوصلنا إلى الهاوية؟

د.علي يوسف السند

شيطنة الربيع

نعيش هذه الأيام الذكرى الخامسة للربيع العربي، الذي استعاد شيئا من الأمل عند الشعوب العربية بمستقبل جديد مشرق، وكان صدمة لكثير من الأنظمة العربية المهترئة والمترهلة، وتوابعها الذين كانوا يعتقدون أنهم باقون إلى أبد الآبدين، ولم يتصوروا إمكانية أن السقوط بهذه السهولة، لكن تبيّن أن تلك الأنظمة كانت تعيش خارج الزمن، ولم تستطع مسايرة التطورات الفكرية والتقنية للجيل الجديد، فاهتزت عند أول مواجهة مع هذا الجيل.
أربك الربيع العربي تلك الأنظمة وتوابعها شيئا من الوقت، لكن سرعان ما استطاعت أن تستوعب الصدمة، وترتب صفوفها، وتشكل تحالفات جديدة تضم بقايا الأنظمة الساقطة، والأنظمة التي تخشى على نفسها من أن تصلها موجة التغيير، بالإضافة إلى التيارات السياسية والمتنفذين الذين تضرروا من الربيع العربي ونتائجه التي جعلت الإسلاميين في صدارة المشهد وفق استحقاقات انتخابية شهد العالم بنزاهتها، فعادت تلك الأنظمة وتوابعها وحلفاؤها الجدد إلى المشهد والصدارة من خلال الثورة المضادة، وبصورة أكثر شراسة مما كانت عليه من قبل. متابعة قراءة شيطنة الربيع

د.علي يوسف السند

شرق أوسط جديد.. بدماء طائفية!

من الواضح أن المنطقة تمر بمرحلة إعادة تشكيل، وإعادة توزيع مراكز القوى فيها، بتواطؤ دولي، تتحالف معه قوى إقليمية كإيران، التي ستُمنح دوراً رئيسياً مشابهاً للدور القديم باعتبارها شرطي المنطقة، في ظل غياب وتغييب كامل للشعوب التي بدأت بالتحرك ليكون لها دور في رسم مستقبلها، فإذا بقوى العالم تصطف لإجهاض ذلك التحرك الذي ستكون نتيجته الطبيعية الاستقلال عن هيمنة تلك القوى. متابعة قراءة شرق أوسط جديد.. بدماء طائفية!

د.علي يوسف السند

الأزمات المتعاقبة تكشفنا

في ظل حالة الاحتقان التي تعيشها المنطقة، أصبح الفرز الحاد والاصفاف المباشر والتخندق هو الوضع الطبيعي عند أي حدث جديد، وعلى إثر ذلك يتم تبادل الاتهامات، والطعن في الولاء والتشكيك بالمواقف، وخلط الأوراق، وفتح الملفات، واستدعاء الأمراض الطائفية والاجتماعية، خصوصا مع تعدد وسائل التعبير عن الرأي، والتسابق لتسجيل المواقف عبر الفضاء المفتوح. متابعة قراءة الأزمات المتعاقبة تكشفنا