إبراهيم المليفي

تمدد خطاب الكراهية

آخر أخبار العالم المتحضر تؤكد أن القادم لا يبشر بالخير، ذلك العالم المكشوف لنفسه وللعالم إعلاميا هو الذي يستحق الأسى عندما ينغمس في خطاب الكراهية بعدما اجتهد في الاستفادة من أخطائه، العالم المتحضر هو الجهة المرغوبة للهجرة والعمل والدراسة والطبابة والاستثمار والبحث عن الأمان، وإذا ما فقد هذه المميزات تحولت الكرة الأرضية بأكملها إلى كوكب متوحش.
قبل أن تظهر أزمة المهاجرين السوريين إلى أوروبا كان حزب لوبان الأب وابنته من بعده في فرنسا معبرا عن شريحة مناهضة لوجود العمالة المهاجرة، وكانت المبررات تستند إلى الأسباب الاقتصادية فقط، ولكن بعد تفجر قضية اللاجئين تحول مسار اليمين المتطرف ليعبر عن خليط من المشاعر المناهضة للمسلمين، ولكل ما هو غير فرنسي، خصوصاً أن فئة من المسلمين الإرهابيين قدموا الأدلة على وحشيتهم على طبق من ذهب في جريمة شارلي إيبدو وتفجيرات باريس، صحيح أن اليمين الفرنسي المتطرف أخفق في الانتخابات عدة مرات لكنه كشف عن مدى التدهور في مزاج الناخب الفرنسي. متابعة قراءة تمدد خطاب الكراهية

احمد الصراف

الدهاء الحكومي

كتبت مرات عدة، منتقدا قرار وزير النفط السابق، السيد محمد البصيري، ممثل الإخوان المسلمين في الحكومة حينها، الذي تبين لاحقا أن معرفته بالنفط، وبإدارة المال العام، لا تزيد على معرفتي بالماليزية، في ما يتعلق بزيادة رواتب ومزايا موظفي وعمال النفط لمستويات خيالية، دون تفرقة بين الوظائف الإدارية وبين الفنية، المتعبة، بحيث أصبح متوسط راتب خريج الجامعة لا يقل عن 12 ألف دولار! ولكن تبين لي مؤخرا أن قراره المؤذي والخطير برفع الرواتب لتلك المستويات الفلكية، وحذو جهات حكومية عدة حذوه، وما ذكره من تبرير «مضحك» من أن تلك الزيادات الهائلة لن تكلف خزانة الدولة العامة فلسا واحدا، كان قرارا ممهورا برضا رئيس الوزراء، وموافقة مجلسه الموقر، وبالتالي لا يلام الوزير بقدر ما تلام الحكومة التي تسببت ليس فقط في خسارة الدولة لمئات ملايين الدولارات، في صورة زيادات غير مبررة لجهات عدة، و«حرمان» بقية الموظفين منها، بل وأيضا ما نتج عن ذلك من تضخم هائل في الأسعار، ودخول الدولة برمتها في مرحلة تالية في صراع رواتب لن ينتهي على خير.
كان من الممكن أن تطال تلك الزيادات بقية موظفي الدولة، لتصبح حكومة الكويت الأكثر مبالغة في كرمها مع العاملين معها، لولا ذلك الانخفاض الكبير في دخل الدولة بعد انهيار اسعار النفط، لتكتشف الحكومة، او رئيسها ومستشاروه، مع استمرار انخفاض العائدات حجم الضرر الذي تسببوا به في حق الوطن والمواطنين.
للخروج من الورطة، اقترحت الحكومة فكرة «البديل الاستراتيجي» وهي نكتة اكثر سخافة من الخطأ نفسه، ولا أعرف ما علاقة الأمر بالاستراتيجية، التي ظلمت هنا، كما سبق أن ظلمت من قبل بخطط الحكومة التنموية الأخرى.
لقد كشفت مشكلة رواتب موظفي وعمال النفط، مدى ضعف الحكومة ككل، وأنها حقا عاجزة عن التصدي لمشاكل بمثل هذا الحجم والتعقيد، خصوصاً أن أخطاءها هي التي تتسبب بها أصلا! ولا ننسى في هذه العجالة أن القطاع النفطي، على الرغم من اهميته، كان شبه لعبة بيد الحكومة، فتارة تعين له وزيرا سلفيا ليقوم بما يفترض أن يقوم به من ينتمي إلى السلف من تعيينات، وتارة تعين وزيرا محسوبا على الإخوان ليقوم هذا بإقالة من قام سلفه بتعيينهم، وإحلال إخوان محلهم، وهكذا، لتستمر فوضى التعيين والإقالة والانتقام حتى اليوم، والأمثلة أمامنا كثيرة، وبالتالي لم تسع الحكومة، في السنوات العشرين الأخيرة على الأقل، في جعل هذا القطاع الحيوي، حيويا بحق، وخاليا من السرقات التي وردت في تقارير ديوان المحاسبة.
إن الطلب من الحكومة اليوم التحرك وعلاج مشكلة رواتب ومزايا عمال النفط، ورواتب القطاعات المماثلة أمر لا جدوى منه، فهذا أكبر من قدراتها، وبالتالي المطلوب حكومة جديدة بفكر جديد للتصدي لحل المشكلة.

سعد المعطش

«التنكة»

المعادن كثيرة منها ما هو قوي ومنها ما هو خفيف ويلتوي بسرعة ومازلت أتذكر حين ظهرت علب المشروبات الغازية في نهاية السبعينيات وكنا نمارس قوتنا عليها ونطعجها بيد واحدة، ومن الطبيعي أن عملية الطعج لا تكون إلا بعد شرب المحتوى لآخر قطرة منه.
وفي الوقت نفسه هناك معادن قوية جدا ونادرا ما تجد من يحاول ممارسة إظهار قوته معها، والشيء المشترك بين جميع تلك المعادن أنها جميعها قابلة للتلميع بداية من الأقوى والأثمن وهو الذهب إلى أن تصل إلى «الشينكو» الذي يستعمل بحظائر الدجاج. متابعة قراءة «التنكة»

أ.د. غانم النجار

من هو الجبنة الكبيرة وما علاقته بفراش البلدية؟

من يعرف “فراش البلدية”، سيعرف بسهولة من هو “الجبنة الكبيرة”.
حكاية التمويه، واستغلال النفوذ للإثراء غير المشروع، واختلاس الأموال، يبدو أنها صارت ثقافة سائدة مع الحقبة النفطية. حكاية فراش البلدية تم ردمها، ووضعها في مطمر منذ فضيحة تزوير وثائق الأراضي منتصف الستينيات. في إطار بحثي لرسالة الدكتوراه جمعت الكثير من الوثائق النادرة حول التلاعب بالتثمين والأراضي. وخلال مقابلاتي الميدانية حكى لي جزءاً منها رجل فاضل هو أحمد البشر الرومي، رحمه الله، وجزء آخر حكاه لي رجل فاضل آخر هو محمد العدساني، شفاه الله، ومعاناته حين كان رئيساً للمجلس البلدي من ١٩٦٤ إلى ١٩٦٦، إلى أن تم حل المجلس في مايو ١٩٦٦، ليبدأ هبش ميزانية التثمين دون حسيب أو رقيب. إلا أن القضية أعاد نبشها مرة أخرى بسؤال نائب فاضل هو أحمد النفيسي في مجلس ١٩٧١. كان رد الحكومة الرسمي بأنها لم تقدم أياً من المسؤولين للمحاكمة، ولم تكلف نفسها حتى عناء التحقيق، حفاظاً على السمعة، ثم ألقت اللوم على “فراش البلدية”، الذي تم إبعاده عن البلاد، وحافظت البلاد على عفافها من درن الفساد، وانتهت حكاية تزوير وثائق الأراضي. فراش البلدية كان كبش فداء لحالة متأصلة، يتم رمي الضحية في البحر ليغرق، ويخرج الفاسدون بثيابهم البيضاء بلا اتساخ، فلا لغو ولا تأثيم. وبالتالي لم يكن مستغرباً، بعد ثلاثة عقود، أن تظل أكبر فضيحة تمس أموال الناس في مؤسسة التأمينات الاجتماعية لهذه المدة الطويلة من الزمن، شاركت فيها حكومات، ووزراء متعاقبون، ونواب موالون ونواب معارضون، كلهم صمتوا وسهلوا ذلك الاستلاب، بل إن الطامة الكبرى كانت أن الكشف عن الجريمة، أتى عن طريق فرد، لوحده، وبجهد ذاتي، شخص فاضل آخر اسمه فهد الراشد. عندما شرح لي صديقنا د. فهد التفاصيل، وأسماء من تعاقبوا على إدارة التأمينات وتواطؤ وزراء وحكومات ونواب من اتجاهات مختلفة، تذكرت “فراش البلدية”.
فإن كانت الحال كذلك، وهي كذلك للأسف، فهل نستغرب ظهور جبنة كبيرة في “إيميلات موناكو”، قبضت مليونين ونصف من الدولارات فقط لتسهيل الحصول على عقود نفطية؟ ولا أظن أن الشخصيات المهمة عندنا تقبل بهذا المبلغ التافه، فلعله كان فراش بلدية آخر. متابعة قراءة من هو الجبنة الكبيرة وما علاقته بفراش البلدية؟

محمد الوشيحي

الفاشوش الأميركي الفاخر

جاء الشاب الأسمراني الفارع الطول، باراك أوباما، من أقصى الأرض، إلى منطقة الخليج العربي، أو الخليج النفطي، كما في خرائط أذهان الإدارة الأميركية. جاء ولم تكن يداه فارغتين. جاء وفي يديه ثلاثة «أكياس» من الفاشوش الطازج، وستة «كراتين» من الفاشوش المدهون بالشوكولاتة الفاخرة، وأربع علب من الفاشوش النباتي، وخمس زجاجات من الفاشوش الأورغانيك (العضوي).. كثّر خيره.

لكن الخليجيين، للأسف، ألزموه بدفع قيمة جمارك هذا الفاشوش، وأعادوه إليه. ولا حول ولا قوة إلا بالله. فالإحسان يُجزى بالإحسان، والفاشوش يُجزى بالجمارك. بحسب العقلية الجديدة لدول الخليج. متابعة قراءة الفاشوش الأميركي الفاخر

احمد الصراف

الطراقات المتتالية

الطراق أو الكف باللهجة المحلية يعني الصفعة من يد مفتوحة على الوجه.
***
من طبائع الأمور في عصرنا الحاضر اتجاه المجتمعات والشعوب نحو آفاق حرية وتآخ جديدة، شاءت قيادات تلك المجتمعات، الدينية أو السياسية، أم أبت! فالعالم في تقارب مستمر وعلى اتصال دائم، ولا يمكن وقف هذا التقدم ورفض قبول التعايش مع الآخر، وحتى الانصهار به، والانعزال عن العالم بأية حجج عقائدية أو سياسية، سواء تعلق الأمر بالخصوصية أو بغيرها. وبالتالي فإن كل محاولات قوى التخلف، الدينية بالذات، جر المجتمعات نحو تصوراتها الرجعية سوف تفشل، وقد رأينا كيف تتالت الكفوف، أو الطراقات مؤخرا على وجوه الكثير من تلك القيادات، من جنود وجنرالات! فالإنسان اليوم، وإنسان منطقتنا بالذات، يعيش في حالة شديدة من التخلف، ولديه كم هائل من المشاكل، وهو شبه عاجز تماما عن إيجاد اي حلول لها، وتصبح مشاكله أكثر قسوة في ظل حالة الحداثة التي يعيشها العالم، والاتساع المستمر في الهوة التي تفصلنا عن العالم الحديث. وكان لوسائل التواصل الدور الأكبر في اظهار تلك الهوة والفروق الهائلة بيننا وبين بقية دول العالم. وبالتالي لم يكن غريبا ابدا، أو مفاجئا، قيام السلطات السعودية مؤخرا بسحب كامل صلاحيات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي الصلاحيات نفسها التي سعت قوى السلف والإخوان المتخلفة، قبل سنوات قليلة، لمحاولة فرضها علينا في الكويت. متابعة قراءة الطراقات المتتالية

علي محمود خاجه

«جمبزة»

العلة باختصار أننا شعب متناقض مزدوج المعايير، ينتقد هذا الفعل هنا، ويصفق للفعل نفسه هناك، يذمّ هنا ويمجّد هناك، يحذّر هنا ويشجع هناك، يشكك هنا ويصفق هناك، فتكون النتيجة التراجع هنا والمجد هناك.
قبل أيام بل أسابيع قدمت الحكومة الكويتية وثيقة تحت مسمى الإصلاح الاقتصادي تهدف إلى تصحيح المسار ومعالجة الاختلالات، سأستعرض جزءاً منها دون التعليق على إمكانية تطبيقها من عدمه، ولكني سأستعرضها لإثبات وجهة نظر معينة ستتعرفون عليها في نهاية المقال، إليكم بعض ما ورد في تلك الوثيقة:
– ربط التقييم الوظيفي بالإنتاجية ووقف إنجاز أجهزة حكومية وهيئات جديدة، وتقنين المهام الرسمية الخارجية، وخفض مكافآت اللجان الحكومية، وإعادة النظر في مكافآت أعضاء مجالس إدارات في المؤسسات والهيئات العامة، وتقييد الأوامر التغييرية في المشروعات العامة. متابعة قراءة «جمبزة»

مبارك الدويلة

«حدس» بين المقاطعة والمشاركة

ينعقد المؤتمر العام للحركة الدستورية الاسلامية (حدس) مطلع الاسبوع المقبل، لمناقشة الاستمرار في تبني موقف مقاطعة الانتخابات النيابية، او انهاء المقاطعة، والبدء في الاستعداد لخوض غمارها!
أعتقد اننا لو نتعلق بأستار الكعبة ونقسم للأمة أننا لم نتخذ موقفاً محدداً من هذه القضية حتى الآن، فان البعض لن يصدق ما نقول، لانه لا يريد ان يصدق! بل ان موقفه من مصداقية الحركة لن يتغير! لذلك هذا النوع من الناس لا يهمنا رأيه فينا، كما ان البعض استعجل الوقت وسابق الزمن، بل وسبقه ان ادعى ان حدس اتخذت موقفا بالمشاركة، والحقيقة التي نؤكدها اننا حتى اليوم، والى وقت انعقاد المؤتمر، لا نعرف ما سيؤول اليه القرار، لان الاحتمالات كلها واردة، خاصة ان أعضاء المؤتمر الكثير منهم جدد تم انتخابهم حديثاً ولا نعرف توجهاتهم. متابعة قراءة «حدس» بين المقاطعة والمشاركة

سامي النصف

المملكة بين عهود التكوين والتحديث والنهضة!

يمكن للمؤرخين والمراقبين السياسيين أن يقسموا تاريخ المملكة العربية السعودية الحديث الى ثلاث حقب، الأولى النشأة وتوحيد المملكة والوقوف أمام التحديات والعواصف ويمثلها عهود الملوك عبدالعزيز وسعود وفيصل، ثم تلتها حقبة التحديث والتعليم والزراعة والتصنيع وتوسعة الحرمين ويمثلها عهود الملوك خالد وفهد وعبدالله، والحقبة الثالثة التي نعيشها هي عهد النهضة الشاملة وسطوع مشروع القوة السعودية العسكرية والسياسية والاقتصادية التي بدأت بالملك سلمان بن عبدالعزيز أطال الله في عمره وستستمر مع ولي عهده الأمير محمد بن نايف وولي ولي عهده الأمير محمد بن سلمان الذي طرح رؤية المملكة للعقود القادمة فأبدع وأجزل وأذهل. متابعة قراءة المملكة بين عهود التكوين والتحديث والنهضة!

غنيم الزعبي

هناك أمور سيئة تحدث الآن في الفلوجة تستحق اهتمام العالم كله

أحرار أبناء أحرار وحرائر بنات حرائر جار عليهم الزمن ووضعهم بين مطرقة «داعش» وسندان الحشد الشعبي.

هذا اختطفهم وأذاقهم أشرس وأقذر أنواع العقوبات والثاني يحاصرهم من خارج أطراف المدينة ويمنع الدخول والخروج منها، وفوق ذلك كله يقوم بقصفها عشوائيا لتتهدم تلك المنازل القديمة علي رؤوس ساكنيها من أطفال ونساء وعجائز.

أهل الفلوجة على مر التاريخ هم أهل كرم وخير ونعمة فتحوا بيوتهم للضيف والغريب القادم من خارجها وخصصوا له جزءا كبيرا من منازلهم أسموه المضايف. متابعة قراءة هناك أمور سيئة تحدث الآن في الفلوجة تستحق اهتمام العالم كله