سامي النصف

صباح الخير يا وطننا العربي الكبير

صوماليون يقتلون صوماليين وعراقيون يقتلون عراقيين وفلسطينيون يعدمون فلسطينيين ولبنانيون يفجرون لبنانيين وسودانيون يبيدون سودانيين والحبل على الجرار وصباح الخير يا وطننا العربي الكبير وسلاما يا خير أمة أخرجت للناس!

ما يحدث هذه الأيام في العراق مرشح للتكرار مستقبلا، الحافر بالحافر، في اكثر من بلد ثوري عربي واسلامي حيث سرقت المليارات طيلة العقود الماضية لاستخدامها في اثارة القلاقل والحروب الأهلية اللاحقة فور تغيير تلك الأنظمة القمعية مما سيجعل عهود الطغاة أقرب لعهود حكم الملائكة مقارنة بما سيحدث بعدهم لذا فلتتمسك الشعوب العربية بطغاتها حتى لا تضيعهم وتضيع معهم.

في العراق الجريح مازالت مخابرات صدام ورجالها المنتمون لجميع الطوائف يمارسون عملهم الاجرامي دون هوادة الهادف لإيصال العراق لحرب أهلية تجعل شعبه يترحم على الأيام التي كان يداس فيها بالجزم ويساق فيها من حرب عدمية الى اخرى، الصدامية مساوية للكفر لذا علينا ألا نستغرب ان يقوم السنة المنتمون اليها بتفجير مساجدهم او يقوم كذلك الشيعة المنتمون لها بتفجير مساجدهم والا كيف للسنة ان يصلوا لمساجد الشيعة وللشيعة ان يصلوا لمساجد السنة في هذه الأوقات الحرجة وضمن الاجراءات الأمنية المشددة؟ الاتهام السريع والمستعجل للآخر يتيح المجال لإبقاء الفاعلين طلقاء مما يمهد لتكرار جرائمهم الشنيعة.

من لندن خبر نشرته جريدة الشرق الأوسط في 2/6 مستقى من الوثائق السرية البريطانية المفرج عنها هذه الأيام يظهر ان عملية خطف الطائرة المليئة بالركاب الاسرائيليين قبل 30 عاما من اثينا الى مطار عنتيبه الأوغندي ثم تحريرهم بعمل بطولي اسرائيلي هز العالم وجعل هوليوود تخرج 4 أفلام سينمائية عنه هو في الحقيقة عمل استخباراتي متفق عليه بين اسرائيل والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (وديع حداد) التي كانت الاكثر ادعاء بالعداء لاسرائيل آنذاك.. هل هناك دروس فيما يحدث هذه الايام في قطاع غزة وغيرها؟ الله أعلم.

آخر محطة:
كالعادة الأخبار السارة تأتي دائما من دول الخليج، حيث توقع مصرف جولدمان ساكس الاميركي، كما اتى في جريدة «الاقتصادية» السعودية، ان الناتج الاجمالي لدول الخليج عام 2050 سيبلغ 5.5 تريليونات دولار كنتيجة لارتفاع اسعار النفط والغاز وهو دخل يفوق دخل دول صناعية مثل المانيا وبريطانيا وبمتوسط دخل للفرد الخليجي يفوق 65 الف دولار اي اكثر ثراء مما هو عليه الوضع الآن او في السبعينيات، وقد وضع محللو البنك محذورين هما عدم الاستقرار السياسي في الخليج وظهور مصادر بديلة للطاقة، نرجو الا يعتمد على ذلك التقرير للمطالبة بعدم دفع فواتير الكهرباء او تسديد القروض حتى حلول ذلك العام البعيد.

سعيد محمد سعيد

كتب ومطبوعات تكفيرية

 

لا يبدو أن العملية ستتوقف! فمنذ سنين، وتوزيع المطبوعات والكتب والتسجيلات التكفيرية والطائفية مستمر من أجل «الثواب والجزاء الكبير من رب العالمين»، ولابد من القول إن هناك مشكلة في البحرين تستدعي فتح موضوع الكتب الطائفية! فالمجتمع الذي ينادي بالديمقراطية ويطالب بحرية الرأي والتعبير، عليه أن يتقبل كل الممارسات القانونية المرتبطة بحق كل مواطن في التعبير عن رأيه، لكن أن يصل التمادي حد تكفير المسلمين أو تسفيههم أو إخراجهم من الملة واعتبار ذلك من ضمن محيط حرية التعبير، فهذا ما يوجب إثبات وجود الأجهزة الحكومية المعنية بدءا من وزارة العدل والشئون الإسلامية مرورا بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية انتهاء عند وزارة الإعلام.

أيضا، حري بنا أن نكون من الشجاعة بحيث نوجه الاتهام الى بعض الجمعيات واللجان الإسلامية التي أصدرت ولاتزال تصدر مثل تلك المطبوعات، فهي يجب أن تتعرض للمساءلة القانونية، أيا كان انتماؤها الطائفي، فالفعل السيئ الذي تقوم به بعض الجمعيات الإسلامية من نشر للمطبوعات التي تهيج الشارع وتؤلب المواقف ضد أهل البلد… أهل البيت الواحد… هو فعل لا يمكن أن يكون صادرا بحسن نية… إطلاقا.

وأعتقد أنه من الضرورة بمكان أن يتم التشهير بمثل تلك المطبوعات، لا إخفاؤها والإعلان عن اتخاذ إجراءات حيالها، لأن التعريف بها والتحذير منها يدخل ضمن التحرك القانوني لفضح هذه الممارسات المريضة التي ما إن تختفي حينا حتى تعود من جديد… وبلا سبب.

ويعلم الكثير من القراء، أن هناك كتبا من الطائفتين، لا يصلح لها أن تكون في السوق متوافرة! ففيها الكثير من الأمور السيئة من الجانبين، وفي المقابل هناك كتب طيبة ومضامينها قيمة مؤثرة، وهي ما يجب أن نركز عليه ونروج له.

هناك من يدعي أنه مفتش تابع لوزارة الإعلام، ويهجم على بعض المكتبات التي يعمل بها الآسيويون أو بسطاء المواطنين، ليصادر كل كتاب لا يتماشى مع مزاجه وطينته، ويثير المشكلات ويحرر المخالفات… بل يصل الأمر إلى حد مصادرة المجلات النسائية والفنية… ثم يختفي ذلك «الفارس المغوار» بعد أن قام بفعل عظيم يستحق عليه الثناء، وينتظر من رب العالمين خير الجزاء!

بلادنا صغيرة، وشوارعنا مزدحمة، والنفوس «بها ما بها»، والقلوب «يعلم الله ما تحمل»، فلسنا يا جماعة الخير نمتلك القدرة والصبر على رؤية كتيبات ومنشورات وأشرطة مجهولة المصدر، تصب على النار الوقود!

د. أحمد الخطيب

الكويت من الإمارة إلى الدولة (9)

الوحدة: محطة قومية ووطنية… ومهرجان الشويخ

ليلة إعلان الوحدة بين مصر وسورية تجمّعنا في النادي الثقافي القومي في «كشك معرفي»، نستمع إلى خطاب كل من جمال عبدالناصر وشكري القوتلي، ثم التوقيع على اتفاق الوحدة بين مصر وسورية وقيام الجمهورية العربية المتحدة برئاسة جمال عبدالناصر.
كان يوماً تاريخياً بكل معنى الكلمة بالنسبة إلى طموحاتنا. لم نكن نتصور أن مصر سوف تلقي بكل ثقلها في معركة الوحدة ومواجهة العدو الصهيوني، لأننـا كنا نستبعدها في مخططاتنا لغيابها عن همومنا القومية، وكنا نؤمـن بأن علينـا أن نكتفي بالعمل لوحدة سورية والعراق، لمجابهة العدو الصهيونـي، مما سوف يستغرق عشر سنوات على الأقل من العمل القومي الجاد، أما أن نحقق الوحدة مع مصر عام 1958 فقد كنا نرى ذلك ضرباً من المستحيل!

متابعة قراءة الكويت من الإمارة إلى الدولة (9)

د. أحمد الخطيب

الكويت من الإمارة إلى الدولة (8)

أزمة المياه… وتكوّن النظام السياسي في الخمسينيات

في هذه الفترة وبعد أن بدأت مرحلة إعمار البلد مع تدفق أموال النفط برزت مشكلة المياه في الكويت. جرت مفاوضات مع العراق أسفرت عن إعداد مشروع اتفاقية لجلب المياه من شط العرب ، مئة مليون غالون يومياً مقابل تأجير ميناء أم قصر الكويتي للعراق، وسميت الاتفاقية باتفاقية أم قصر، خلاصتها أن تستأجـر الكويت الأراضي العراقية التي يمر بها أنبوب الماء بمبلغ دينار واحد سنوياً ولمدة 99 عاماً، ويستأجر العراق ميناء أم قصر لمدة 99 عاماً بدينار واحد سنوياً.
وكلف الشيخ عبدالله السالم الشيخ يوسف بن عيسى بدعوة مجموعة من الشخصيات الكويتية لأخذ رأيها في الاتفاقية. اجتمعت هذه المجموعة بمدرسة الصديق في منطقة أم صدة داخل مدينة الكويت وبحثوا الاتفاقية وكانت النتيجة أن صوتت الأغلبية لصالح الاتفاقية. بعدها اجتمع المجلس الأعلى وأصدر قراراً برفض الاتفاقية، وقرر بدلاً عنها التوسع في إنشاء محطات التقطير مدعياً أن تلك هي رغبة الشعب الكويتي، والغريب أنه لأول مرة يوقع الأعضاء في المجلس الأعلى على المحضر على غير عادة. متابعة قراءة الكويت من الإمارة إلى الدولة (8)

سامي النصف

الوصول متأخراً

الحفاظ على هيبة واحترام المرجعيات السياسية في الدولة وعلى رأسها سمو أمير البلاد المفدى أمر هام منعا للفوضى، وكي نجد دائما الاطفائي الذي يرش الماء البارد على نزاعاتنا الساخنة التي لا تنتهي، طلب سموه التهدئة لا يختص به رجال السلطة التشريعية بل يمتد لرجال السلطة التنفيذية ومن ثم ضرورة الحذر من التصريحات التي تؤدي الى ازمات.

مع بداية الأزمة الحالية وضعت 3 خيارات من النواب، أولها تصحيح ما أتى في لقاء الزميلة «القبس» او الاعتذار، او الذهاب للاستجواب، بودنا لو ان الازمة انتهت آنذاك في التو واللحظة عبر الاعتذار السريع بدلا من الاعتذار المتأخر، ووددنا بالمقابل لو ان الاعتذار، حتى وان أتى متأخرا، قد حصل على رضا النواب الافاضل وتوقفت القضية عند ذلك الحد.

ماذا لو لم يتم ذلك اللقاء الصحافي؟ هل كانت الكويت تنعم هذه الايام بمرحلة هدوء وسكينة سياسية؟! الجواب ببساطة «لا»، فمنهاجية الازمات امر مكتوب على الحياة السياسية الكويتية حتى نصل الى يوم يجلس فيه الحكماء من رجال السلطتين التشريعية والتنفيذية ويصلوا لحلول مؤسسية تفيد وطننا الكويت وتوقف تلك الأزمات المتلاحقة.

وفي هذا السياق بودنا ان يتوقف استخدام مصطلح «المنصة» القاسي، الذي لم أجد له مثيلا في قواميس البرلمانات العربية والأجنبية الاخرى، كونه يعطي دلالة على الإعدام او قطع الرقاب وليس على الحوارات السياسية الراقية والرأي والرأي الآخر الذي يفترض ان يشهده جمهور الاستجوابات.

نحن في حاجة ماسة لمستودعات عقول، احدها لدى السلطة التنفيذية بحيث تلجأ له قبل طرح القضايا المختلفة، مكون من رجال ساسة وتشريع وإعلام للتقليل من عدد الازمات والاصطدامات اللاحقة، والمستودع الثاني تختاره السلطة التنفيذية من رجال وحكماء السلطة التشريعية من مختلف الكتل والتوجهات السياسية، بحيث ما ان تبدأ الشرارة الاولى لأي ازمة حتى تلجأ لهم لمعرفة التوجهات العامة ضمن البرلمان والحل الامثل لذلك الاشكال وهي اخراجة تحتاجها الحكومة بشكل دائم في ظل غياب الاغلبية البرلمانية التي يفترض ان تركن لها.

بعد عودتي من السفر قمت بقراءة جميع اعداد الصحف الكويتية – وما اكثرها – ثم توجهت لمكتبة البابطين حيث تابعت قراءة الصحف الحزبية المصرية القديمة التي زود المكتبة بها مشكورا الأخ الكريم عبدالكريم البابطين، لمعرفة تفاصيل ما حدث يوما بيوم في الفترة من يناير الى يوليو 1952 والتي اشتهرت بعدم الاستقرار السياسي وكثرة تغيير الحكومات فيها، وذلك عبر الاطلاع على صحف «الاساس» السعدية و«السياسية» الدستورية و«البلاغ» الوفدية.

وقد قرأت بالصدفة في عدد جريدة «البلاغ» الصادر في 1/5/1952 مقالا للدكتور رياض صالح تحت مسمى «ابن امير يجذبه ابن حمال الى الصف فيطيع» يقول فيه انه قضى في الكويت عامين وقد وجد بها «شعبا متجانسا صغيرا يتصف ابناؤه بصفات يندر ان تتوافر لغيره من الشعوب، حيث يتمتع الفرد بكرامته وتجد الشوارع خالية من المنازعات» حسب قوله، ثم يروي تفاصيل القصة التي حدثت امامه حين خرج طالب من طابور العلاج وتقدم على الآخرين فجذبه طالب آخر وأرجعه الى مؤخرة الصف ووقفا يتضاحكان، ويقول ان مدرسهما ذكر له ان احدهما ابن امير البلاد والثاني الذي جذبه هو ابن حمال كويتي!

آخر محطة:
أحر التعازي القلبية للمملكة العربية السعودية في فقيدها البارز الشيخ عبدالعزيز التويجري والشكر الجزيل لسفير النوايا الحسنة الكويتية الأخ الفاضل عبدالعزيز البابطين على بادرته الخيرة باختيار ثلة من رجال الكويت واصطحابهم بطائرة خاصة لتقديم واجب العزاء بفقيد المملكة الكبير.

وإنا لله وإنا إليه راجعون.

د. أحمد الخطيب

الكويت من الإمارة إلى الدولة (7)

الصحافة الكويتية والحركة العمالية

بعد تولي عبدالله السالم الحكم عام 1950 بدأت الصحافة المحلية بالعودة إلى الصدور وبشكل سريع ومتواصل، وتصدت هذه الصحف وهي صحف شهرية أو أسبوعية للمشكلات الداخلية والقضايا العربية بشكل حيوي ولافت للنظر على الرغم من القيود المفروضة عليها آنذاك. ففي البداية كانت الصحافة تابعة للأمن العام، أي تحت رقابة الشيخ عبدالله المبارك أو الشيخ عبدالله الأحمد الجابر أثناء غياب الأول، وفرضت الرقابة المسبقة على كل ما ينشر، وبعد إنشاء اللجنة التنفيذية العليا أصبحت الصحافة تابعة لإدارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وألغيت الرقابة المسبقة وطلب من الصحافة التي تصدر باسم الأندية والجمعيات آنذاك بأن يكون لها رئيس تحرير مسؤول، وبعدها اشترط بأن لا يكون رئيس التحرير موظفاً حكومياً مما أربك الصحافة وتسبب في تعطيل معظم الصحف لفترات طويلة. وبعد أحداث ثانوية الشويخ في فبراير 1959 تم إغلاق جميع الصحف الكويتية وسحب امتيازها.

متابعة قراءة الكويت من الإمارة إلى الدولة (7)

سعيد محمد سعيد

هل تصدقينهم يا حكومة!

 

مجموعة نادرة من أصحاب «الولاءات» الحقيقية ورافعي راية «حب الوطن» والانتماء الصادق المخلص تعيش في الصحف منذ مدة من الزمن، ومدة العيش هذه – وإن كانت قصيرة نسبيا – إلا أنها جعلت الكثير من المواطنين (بل والمقيمين أيضا) من المتابعين للصحف يعرفونهم عن ظهر قلب وذلك طبقا للممارسات الآتية:

– استخدام بعض الصحف لإصدار تصريحات ثناء ومدح في الحكومة من جهة، وتصريحات ذم وقذح في آخرين، سواء كانوا من الناشطين أو من المعارضين أو ممن يختلفون معهم في الرأي، تقربا للسلطة وتزلفا إلى ما تشتهي نفوسهم.

– كتابة المقالات «الولائية» في الصحف التي تمهد لهم وتسمح بذلك، وليس في تلك المقالات مضمون أو محتوى أو معنى سوى القول للقيادة والحكومة: «أنا فقط البحريني الذي أوالي حكومتي… أنا الوحيد في البحرين الذي يقدس الدولة… أنا الوحيد الذي أفدي دمي لوطني»، عدا ذلك، لن تجد سوى متلازمة دائمة من النفاق والنفاق والنفاق».

إن صدقتهم الحكومة فهي مخطئة، وإن اعتقدت في كلامهم، فقد رمت نفسها بمقتل!

لم تنته القائمة النفاقية، فأساليب زمرة المنافقين تتلون وتحاكي كل حدث يطرأ على الساحة المحلية، فبالإضافة إلى التصريحات والمقالات السالفة الذكر، لديهم وسائل أخرى مهمة:

– تشكيل اللجان والجمعيات الطائفية «لمحاربة الطائفية»!.

– تنظيم اللقاءات الأهلية والاجتماعية التضامنية مع الحكومة، ضد أطراف أو جماعة أخرى، وليس من نتيجة تذكر وراء تلك اللقاءات المهرجانية إلا ابلاغ الحكومة الموقرة برسالة من الموالين ضد الأعداء بائعي الوطن، فيلهبون المشاعر وينتخون، تاركين في الطرف الآخر رغبة في مواجهة من نوع سيئ كريه، تبلغ نتائجها السيئة حد زرع فتيل طائفي قد ينفجر في أية لحظة.

– أحيانا يبدع منهم من يكتب القصائد العصماء ذات اللون النفاقي الشهير.

إن صدقتهم الحكومة فهي مخطئة، لأنهم أنفسهم يعلمون جيدا أن الحكومة لن تصدقهم.. فالشيوخ لا يحبون النفاق والتزلف الرخيص!

على أي حال، قد نقرأ اليوم أو غدا، أو قد نسمع، أو قد نرى ونسمع في الصحافة أو في الندوات أو في التلفزيون أحد أولئك المعروفين الذين تعرفهم الحكومة أفضل منا… لكن، هل ستصدقهم؟

ويا حسرة على البلاد والعباد إن صدقت حكومة زمرة النفاق المتزلفين من أجل المصالح على حساب الوطن، فلا يمكن أن يصدق من يريد أن يحول البلد إلى «معسكرين» أحدهما يقوده النفاق والآخر يقوده الشقاق.

د. أحمد الخطيب

الكويت من الإمارة إلى الدولة (6)

مهرجان الشويخ المصغر

إثر تلك الأحداث الدامية التي عرضناها في حلقة الأمس نظمنا مهرجاناً في إحدى قاعات ثانوية الشويخ حضره كل من عبدالله المبارك وعبدالله الجابر، وألقيت فيه كلمة حماسية إشادة بالمظاهرات المنددة بالعدوان الثلاثي ومنددة بالإجراءات القمعية التي تعرض لها المتظاهرون من قوى الأمن مما شكل استفزازاً لعبدالله المبارك، فمد يده إلى مسدسه الموجود في جيبه ليطلق النار عليّ فأمسك عبدالله الجابر يده، ويبدو أنه أفهمه خطورة تصرّفه فأعاد المسدس إلى جيبه، أو أنها كانت تمثيلية مثلما حدث معي في الأمن العام سابقاً، ولكونهما في الصف الأول من القاعة فلم ينتبه الحاضرون لما حصل. وأكملت كلمتي وانتهى المهرجان بسلام. متابعة قراءة الكويت من الإمارة إلى الدولة (6)

سامي النصف

حروب العرب.. حرب أكتوبر المجيدة

بعد نكسة يونيو كتب هيكل مقالا أسماه «تحية للرجال» كان ظاهره تحية لرجال القوات المسلحة المصرية، وباطنه تدميرا للقوة المعنوية للجيش المصري، لذا تبارى القادة العسكريون والمفكرون المصريون في الرد القاسي عليه.

في عام 73 كان المضلل هيكل مازال على رأس الاعلام المصري لذا حاول كعادته تحوير وتحريف الانتصار المصري الجبار عبر تسليط الضوء على انجازات واطفائه عن انجازات أخرى لا تقل أهمية عنها لأسباب سياسية خاصة به ومتصلة بعقله المريض.

ومن ذلك عدم تسليطه الضوء على الانتصار الاكبر الذي تم في مرحلة ما بعد سقوط خط بارليف، كذلك تطبيله المجوف لعنصر «المفاجأة» في الحرب والذي يقلل في مضمونه من حجم الانتصار الكبير ما دام قد تم على حين غرة وأثناء نوم العدو، والحقيقة ان جميع الوثائق الاسرائيلية والمحايدة ومنها كتاب رئيس المخابرات العسكرية الاسرائيلية تظهر معرفتهم بوقوع الحرب قبل 40 ساعة من حدوثها، وهو أمر طبيعي في ظل تحرك الجيشين المصري والسوري اللذين يتجاوز عددهما المليوني جندي، وإخبار أحد القادة العرب لهم بموعد تلك الحرب، وفي هذا اضافة مستحقة لحجم الانتصار العربي الذي تم والعدو مستيقظ وعالم بحدوثها لا نائم كما يدعي المضلل هيكل.

تولى قيادة الجبهة الجنوبية الاسرائيلية أعوام 67 ـ 70 الجنرال بارليف الذي آمن بنظرية الدفاع «الثابت» لذا جعل خط بارليف مرتكز الدفاع الاول امام الهجوم المصري المرتقب وحصنه بكافة أنواع الاسلحة والتخندقات، وكثف التواجد العسكري فيه.

في اعوام 70 ـ 73 تولى قيادة الجبهة الجنوبية بدلا منه الجنرال شارون الذي تساءل عن فائدة ذلك الخط، ودلل على خطته الدفاعية الجديدة بأنه لا يوجد خط دفاع صمد قط في التاريخ، مستشهدا بخط الدفاع الفرنسي «ماجينو» وخطوط الدفاع الروسية والالمانية ابان الحربين الكونيتين الاولى والثانية. كان شارون يعتمد على نظرية الدفاع «المتحرك» أي لا مانع من سقوط خط بارليف الذي أهمله وتسبب في إغلاق ثلثي نقاط مراقبته، وقلل من عدد جنوده حتى ان حرب أكتوبر بدأت ولم يكن فيه الا 356 جنديا قتل منهم 147 على حساب خلق منطقة «قتل» اسرائيلية تقوم في المنطقة ما بين خط بارليف والممرات في صحراء سيناء، معتمدا بالكامل على السيطرة الجوية الاسرائيلية وقوات دباباته على الارض، ومن هنا كان الانتصار المصري العظيم الذي أهمله اعلام هيكل، وهو الانتصار الذي لم يختلف عليه كحقيقة تاريخية الاسرائيليون والمحايدون قبل المصريين.

فبعد سقوط خط بارليف المتوقع، وهو الانتصار الاول، تقدمت القوات المصرية ليلقن الجندي المصري والآليات المصرية الاسرائيليين افدح الدروس والخسائر، وقد تمخضت عبقرية سلاح الجو المصري، الذي كان يرأسه آنذاك الرئيس حسني مبارك، عن خلق حائط صد فاعل من صواريخ «أرض ـ جو» حيدت سلاح الجو الاسرائيلي وأسقطت طائراته كالذباب وأسقطت معها نظرية الدفاع المتحرك لشارون بعد أن أسقطت نظرية الدفاع الثابت لبارليف، في وقت قامت فيه الدبابات المصرية ومعها قناصو الدبابات من الجنود المصريين بتحطيم اسطورة سلاح الدبابات الاسرائيلية، وكانت اسرائيل قاب قوسين أو أدنى من الهزيمة الكبرى الاولى في تاريخها لو تم تطوير ذلك الانتصار المصري الساحق بالتقدم للمضائق ومن ثم منع احتمال حدوث ثغرة الدفرسوار.

كانت تلك الثغرة، كما تظهر الوثائق الاسرائيلية والمحايدة، بمنزلة المعجزة، وكان انجازها الاكبر انها استطاعت تدمير 36 بطارية صواريخ مما مجموعه 39 بطارية ومن ثم عادت السيطرة لسلاح الجو الاسرائيلي، وقد تقدم الفريق سعد الدين الشاذلي بمقترح مجنون، نحمد الله ان الرئيس العاقل انور السادات لم يأخذ به، وهو سحب كافة القوات المصرية المنتصرة من شرق القناة لغربها لمواجهة تلك الثغرة التي أدت الغرض منها بعد تدمير بطاريات الصواريخ، ولم يعد مجديا اضاعة النصر بحصارها غرب القناة وكأنك يا بوزيد ما غزيت.

د. أحمد الخطيب

الكويت من الإمارة إلى الدولة (5)

محطّات من العمل القومي والوطني

منذ عودتي إلى الكويت كان لي برنامج يومي تقريباً التزمته لفترة من الزمن، فحالما أنتهي من دوامي بوزارة الصحة، أتوقف في سوق التجار ثم أمرّ على الشيخ سعد العبدالله الصباح في مكتبه قبل الذهاب إلى البيت للغداء، ثم أعود إلى الدوام في الصحة يلي ذلك اجتماعات تنظيمية وزيارات للدواوين. كانت الصرامة في استخدام الوقت أفضل استخدام عنصراً مهماً في العمل السياسي والاجتماعي، فمن ممارسة ملتزمة للطب وتكريس وقت للعلاقات الاجتماعية والعمل التنظيمي، وهكذا كان هناك تواصل دائم مع التجار، إضافة إلى وجود علاقة منفتحة وخالية من العقد مع الأسرة الحاكمة. ولعل أحد الأمثلة الدالة على ذلك أنه حينما أنشأنا لجنة شعبية لجمع التبرعات اتصل بنا الشيخ سعد العبدالله الصباح طالباً الانضمام إلى تلك اللجنة. ويتجلى المثال الآخر من خلال حادثة إغلاق جريدة «الفجر»، التي كانت قد أغلقت بأمر من دائرة المطبوعات التي كان يرأسها الشيخ صباح الأحمد الصباح، وقد تصادف خارج البلاد بعد ذلك القرار فكان أن ذهب يعقوب الحميضي للحديث مع الشيخ جابر الأحمد الصباح في مدينة الأحمدي مطالباً إياه بالسماح للفجر بالعودة إلى الصدور، وقد أمر بإعادة صدورها فوراً، وطلب منا أن نلتقي عنده في «الجوهرة»، وأفصح لنا عن رغبته في وجود دستور للكويت عندما ذهبنا إليه أنا ويوسف إبراهيم الغانم وجاسم القطامي، وبدأنا منذ ذلك الوقت نعمل معاً لتحقيق هذا الهدف، وعقدنا عدة اجتماعات في بيته «الجوهرة» لبحث مجمل الأوضاع في الكويت. متابعة قراءة الكويت من الإمارة إلى الدولة (5)