احمد الصراف

الدماء والخنازير

تفرض جميع الاديان نوعا أو آخر من الحمية الغذائية على المؤمنين بها.
وتتدرج هذه الحمية من النصيحة بالامتناع إلى التحريم التام. فاليهود حرموا أكل لحم الخنزير، أو الاقتراب من أي من مشتقاته. وحرم الإسلام هذا الأمر في مرحلة لاحقة، كما تشترك الديانتان كذلك، ضمن أمور كثيرة أخرى، في الامتناع عن تناول لحوم أي حيوانات محللة أخرى إن لم تكن قد ذبحت حسب طقوس دينية صارمة.
وكانت الكنيسة الكاثوليكية، في مرحلة ما، تحرم تناول الأسماك أيام الجمع!! وتمتنع كل الطوائف المسيحية في فترة الصيام، الذي يمتد لدى البعض الى اربعين يوما، عن تناول أي أطعمة ذات روح، كالبيض واللحوم والأسماك وما إلى ذلك. ويحرم الهندوس أكل اللحوم والأسماك بكل أنواعها. كما يبدون احتراما كبيرا للبقر إلى درجة قامت معها حكومة الهند قبل فترة بمخاطبة الدول التي لديها أبقار مصابة بأي أمراض معدية بإرسالها الى الهند، بدلا من إعدامها.
سبق وأن اصدر الشيخ محمد متولي الشعراوي، وهو داعية ديني إسلامي كان معروفا في زمانه وشغل مناصب سياسية رفيعة في عهد السادات، أصدر فتوى دينية حرم فيها استخدام غرف العناية المركزة في المستشفيات، لما فيها من أجهزة تبقي المريض على قيد الحياة، ولو أزيلت عنه فارق الحياة.
وكان هذا في رأيه وقتها تدخلا في مشيئة الخالق. وقد مات البعض وقتها نتيجة قيام أهاليهم برفع الأجهزة عنهم، تماشيا مع فتوى الشيخ الشعراوي، ولكن لم يمر وقت طويل على تلك الفتوى حتى أصيب صاحب الفتوى نفسه بمرض خطير تطلب نقله بطائرة ملكية سعودية مجهزة بغرفة إنعاش كاملة إلى لندن لتلقي العلاج. وهناك مكث ‘فضيلته’ في العناية المركزة لأكثر من شهر قبل أن يشفى تماما.. ويموت بعدها بسنوات.. بفعل الزمن!!
أثبتت الأبحاث المخبرية أن الخنزير هو من اقرب الحيوانات جينيا للانسان.
كما أثبت العلم اشتراكنا معه في الكثير من خلايا الدي. إن. أى (DNA). وأجريت عمليات جراحية عديدة للمسلمين وغيرهم، سواء لاستبدال جلودهم المصابة بأخرى سليمة أو لتركيب صمامات قلب جديدة بدل التالف منها وكلها كان مصدرها الخنزير. ونجحت أيضا الكثير من تجارب نقل كلى هذا الحيوان للإنسان.
أفتى السيد عجيل النشمي (القبس 10/10) ردا على سؤال عن جواز شراء حقيبة يد مصنوعة من جلد الخنزير، بالقول إنه يحرم استخدام أي جزء من الخنزير، وإن كان الجلد مدبوغا، على الرغم من أن الدباغة تطهر الجلود، لكن الخنزير نجس العين ولا يتطهر، ولا يجوز استخدام أي شيء منه في أي حال من الأحوال!!
نحتفظ برأينا في فتوى السيد عجيل. ولكن ألا يعتقد بأن الأولى التركيز على ما يدخل أجسامنا بدلا مما تحمله أيدينا؟ وما هو موقفه لو تطلب الأمر، مثلا تركيب صمامات قلب له أو لمن يعز عليه، فهل سيعارض وقتها عملية النقل؟!
لم نكن نود التطرق الى هذا الموضوع لولا الفتوى المضادة التي نشرت بعد فتوى العجيل بأيام فقط في الوطن (10/16) عندما ‘أفتوى!!’ السيد محمد الطبطبائي بجواز استخدام مواد وتركيبات طبية مستمدة من الخنزير! وهذا ما لم يقله السيد النشمي!
جميل ورائع ومبدع أن يفتي ‘شيوخنا’ و’علماؤنا’ و’متنورونا’ بما شاءوا، ولكن أليس من الأجمل والأروع تقيدهم بما يفتون به للآخرين، وقبل كل ذلك اتفاقهم على رأي واحد؟ وقبل هذا وذاك ألا يعتبر الدم نجسا ويحرم حتى لمسه أو تناوله؟ فإن كان كذلك، فلماذا لم نكتف بوقف تحريمه، بل وقمنا بتأسيس بنك خاص به؟
أحمد الصراف

سامي النصف

سلطان الخير وزيارته التاريخية

نلتقي كل عام في العشر الاواخر من شهر رمضان المبارك سمو ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء والمفتش العام في المملكة العربية السعودية صاحب السمو الملكي الاميـر سلطان بن عبدالعــزيز آل ســعود، والانطـباع المتـكرر الذي نخرج به من لقاءاتنا سموه هو حبه الجارف للخير وخلقه ودعمه للمؤسسات التي ترعاه وعلى رأسها مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية، لذا لم يكن مستغربا على الاطلاق ان يتم اختيار سموه الشخصية الانسانية لعام 2002، ومازلنا نتذكر ضمن تلك الجلسات كيف اقلق سموه ذات مرة ما شاهده عبر نشرات الاخبار عن الاوضاع المأساوية في احدى الدول الافريقية فلم يهدأ او يرتح الا بعد ان ضمن عبر الاتصالات والمتابعة الحثيثة ارسال كم هائل من المساعدات الانسانية الفورية لتلك الدولة المنكوبة متحملا جميع تكاليفها.

ولا يمكن لعمليات الخير والبناء ان تبقى وتستمر دون درع واقية تصونها وتحفظها من خراب المخربين ودمار المدمرين.

لذا برز الدور المشرف والشجاع لقوات المملكة العربية السعودية بقيادة سموه في تحريرالكويت، فالسكون والانتظار كانا سيضران بمنطقة الخليج كلها وما كان لمن يملك النظرة الاستراتيجية الثاقبة ان ينتظر حتى يحترق الخليج بأكمله، حتى ان سموه صرح ذات مرة بأن اهم قرارين اتخذهما الراحل الكبير الملك فهد بن عبدالعزيز هما توسعة الحرمين الشريفين وقرار المساهمة بتحرير الكويت، والتنسيق الاقتصادي وعمليات التنمية المستدامة ركن هام من تفكير سموه، لذا انشأ منذ عام 1984 برنامج «التوازن الاقتصادي» وذلك عبر تطبيقه على عقد مشروع درع السلام الخاص بالقوات الجوية الملكية السعودية بهدف نقل العلوم المتقدمة والتكنولوجيا الحديثة للمملكة واستخدام جزء من اموال عقود الشركات الاجنبية لدعم ذلك التوجه.

ان حب القيادة والشعب الكويتي الجم لشعب وقيادة المملكة العربية السعودية، والذي تمثل بالحزن العميق لوفاة عاهل المملكة الكبير الملك فهد بن عبدالعزيز والترحيب القائم الذي تشهده الكويت قاطبة بضيفيها الكبيرين سمو ولي العهد الامير سلطان بن عبدالعزيز وسمو الامير سلمان بن عبدالعزيز، هو دلالة على اصالة الشعب الخليجي الواحد وايمانه الشديد بالمصير المشترك، ومعه الايمان بأن هناك مستقبلا زاهرا ينتظر شعوبنا ودولنا مادامت المودة والمحبة قائمة بين القيادات والشعوب الخليجية.

يتبقى ترحيب الكويت الحار بالزيارة التاريخية لضيوف صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد حفظه الله وولي عهده الامين، آملين ان تحقق تلك الزيارة اهدافها المرجوة.

فحللتم اهلا يا ضيوف الكويت الكرام ورحلتم سهلا وبقي خليجنا عامرا بمنجزاته الحضارية التي تعدت محيط الاقليم وابهرت العالم.

احمد الصراف

وسطية وتسامح.. قال!!

أهدرت وزارة الاوقاف من حر مال الشعب، وبتشجيع رسمي من حكومة الكويت الرشيدة، اكثر من 150 مليون دولار على مصاريف عقد مؤتمرات غير مجدية اولا، ومن ثم انشاء مركز هلامي عالمي يختص بنشر الوسطية في العالم! وعين السيد عصام البشير، العضو في مكتب الحزب الحاكم في السودان، والذي يقال انه محسوب ايضا على التنظيم العالمي للاخوان المسلمين، امينا عاما للمركز براتب مجز ومكافآت وبدلات لا يحلم بها مواطن كويتي متخصص في الفيزياء النووية!
على الرغم من مرور اكثر من 1100 يوم على انشاء المركز فلم نشاهد له أي دور ذي مستوى عال، غير عقد مؤتمرين بلا معنى او هدف، ودعوة من هو مقتنع اصلا بفكر ايمانها السياسي والديني لحضورها وتناول الفاخر من الطعام! خلال كل المعمعة التي مرت بها البلاد، والتي لا تزال تعاني من آثارها، والمتعلقة بطلب تخصيص ارض مسجد لطائفة البهرة، لم نسمع للسيد عصام البشير، ولا لمركزه حسا ولا صوتا غير مشاهدة صور في الصحف يقوم فيها بتهنئة رؤساء الاحزاب الدينية بالمناسبات السعيدة!
كان من المفترض ان يكون للمركز دور فعال في هذه القضية عن طريق الدعوة الى تهدئة النفوس ونشر التسامح، لكن امينه العام اختار السلامة بالسكوت وعدم التدخل ولسان حاله ربما يقول ‘فخار يكسر بعضه بعضا’!
ان تجربة مسجد البهرة الاخيرة اثبتت لكل من في رأسه عقل ان هذا المركز سوف لن يحقق شيئا ولو صرف عليه مليار دولار، فما بني على خطأ سيبقى كذلك.. ولو كره المحبون!
***
ملاحظة ـ :1
وردت في مقالات العديد من الزملاء في غالبية الصحف، ومنها ‘القبس’، فقرات تطالب البهرة بالصلاة في مساجد السنة ان كانوا يعتبرون انفسهم من السنة، او الصلاة في مساجد الشيعة ان كانوا يعتبرون انفسهم شيعة، وذلك كحل ‘سحري’ لمشكلة مطالبتهم بمسجد خاص بهم!
هذه نكتة سمجة وما كان يجب طرحها اصلا، فجميع هؤلاء على علم ليس فقط بصعوبة تقبل قيام اتباع اي طائفة كانت، وفي اي ديني ‘سماوي’، بل واستحالة، الصلاة في مساجد غيرهم من اصحاب الفرق الاخرى. ولو كان ذلك ممكنا لما كانت هناك طوائف وشيع وفرق في اي دين.. أصلا!
ومن المناسب تذكير البعض هنا بما سبق ان كتبناه عن قصة ذلك المواطن البحريني الزائر الذي قبض عليه قبل ثلاث سنوات في أحد مساجد منطقة العديلية ‘متلبسا’ بجريمة الصلاة في مسجد لا يتبع طائفته! فقد ناله من الضرب المبرح الشيء الكثير، ووجد نفسه في مساء اليوم نفسه ينقل للمطار ليغادرنا، هو والسماحة والتسامح، على أول طائرة إلى بلده!
نعود ونكرر بأن من السوء حقا ان نحرم على الآخرين ما نطالب به لانفسنا! وان من العيب ان نجيش كل قوانا لمطالبة جميع دول العالم غير المسلمة بالسماح لنا ببناء مساجد لنا وشراء معابدهم وكنائسهم وتحويلها الى مراكز دينية لنا، ومطالبتهم بتخصيص مدافن لموتانا وبتسهيلات لذبائحنا، ومن ثم نرفض لطائفة منا بناء مسجد على أرضنا!
ولا نستحي، فوق هذا وذاك، من المطالبة بهدم كنائس الغير في بلادنا، ورفض بناء اخرى، وبطرد السيخ والهندوس وغيرهم من بلادنا، وتشجيع الاعتداء عليهم، وهذا ما حدث في أكثر من مناسبة.
ومن السوء ايضا ان نستضيف كل هؤلاء البشر في بلادنا، وبمحض ارادتنا، ولحاجتنا الماسة لخبراتهم وعقولهم، ومن ثم ننكر عليهم حق ممارسة شعائرهم.
***
ملاحظة ـ :2
يمكن كتابة مجلدات كاملة عن مساوئ وزارة الداخلية، ولكن لا يمكن في الوقت نفسه انكار جهود البعض من المخلصين والأوفياء فيها، خصوصا تحت ظروف الضغط والازدحام الشديد في بعض المراكز، ونخص بالذكر هنا جوازات محافظة حولي بإدارة العقيد أنور البرجس، الذي سمعت اشادات كثيرة عن طيب خلقه وجهوده في مساعدة المراجعين.
أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

المعلمون والمعلمات… المنقذون والمنقذات (2)

 

تحدثت يوم الأحد الماضي عن أهمية دور المعلمين والمعلمات في إنجاح ما تطمح الدولة إلى تنفيذه مستقبلا من مشروعات، كإصلاح سوق العمل، وإصلاح التعليم، وتحقيق معدلات تنمية متقدمة. وأزيد اليوم محورا مهما، وهو أن تنشئة جيل يتمتع بشخصية بحرينية تعي جيدا معاني المواطنة والحقوق والواجبات، لا يكتمل إلا بدور المعلمين والمعلمات.

حسنا… تلك الأدوار المهمة، هل يقوم بها معلمونا ومعلماتنا فعلا؟

تجاوزا، سيكون الجواب نعم، مع أن هناك من المعلمين والمعلمات من لا يجب أن يكون في هذه الوظيفة إطلاقا… فبعضهم مبتلٍ بالطائفية السوداء، وبعض آخر مصاب بنقمة على المجتمع، بل وعلى البلد بأسرها، ولا يفرق بين الانفعالات العاطفية، والأمانة، وهناك من لا يهمه إن تعلم الطلبة أم لم يتعلموا…

حري بنا أن نذكر المعلمين والمعلمات الذين يقومون بدورهم كما يمليه عليهم واجبهم الديني أمام الله، والوطني أمام المجتمع، ولا نقول إلا: «الله يكثر من أمثالهم»، لكن وسط ذلك كله، لا يمكن أن يبقى ملف التعليم والمعلمين عرضة للأهواء تارة، والمطالبات تارة أخرى، والمشاغبات حينا، والتصادم مع أجهزة الوزارة حينا آخر… فهذا القطاع يا سادة، هو الذي عليه المعتمد، صدقوني… سيكون المستقبل أكثر ظلاما إن بقيت الأوضاع في مدارسنا على ما هي عليه: آلاف من الطلاب والطالبات يذهبون ليتلقوا تحصيلهم الدراسي، فيعود طلبة الابتدائية محملين بالغنائم من الواجبات التي تقصم الظهر، ويعود طلبة الإعدادية وقد تسلحوا جيدا للتعبير عن الفرح بانتهاء اليوم الدراسي، ويخرج طلبة الثانوية وهم يتبادلون السجائر والأقراص المدمجة التي لا تسأل عما تحتوي!

أما المعلمون والمعلمات، فكأن خروجهم من هذا المبنى المسمى بالمدرسة، خروج من سجن البيروقراطية وخيبة الأمل، والإحباط والهموم والشقاء…

لا أريد إطلاقا أن أسوق مقارنة، أيا كانت تلك المقارنة، مع أية دولة خليجية أخرى من ناحية الامتيازات! نعم، الامتيازات المقدمة إلى حملة رسالة الأنبياء، وهم المعلمون والمعلمات، الذين إن أغفلت الدولة (من يكونون؟) فسنكون أمام كارثة حقيقية، لها بوادرها في الوقت الراهن، مختصرة في عبارة: (مجتمع المعلمين والمعلمات المحبط بشدة)! وسيكون أيضا، لها عواقبها الوخيمة في المستقبل… وسنواصل الحديث.

سامي النصف

مطلوب 50 وزيراً على الأقل!

نعلم ان الانسان يبدأ طفلا في الحضانة او الروضة ثم يكبر ويدخل المراحل الدراسية ثم يتخرج في الجامعة ويعمل، وما ان يصل الى سن الاربعين حتى يقال انه وصل لسن الحكمة، لذا ما بال ديموقراطيتنا وقد قارب عمرها نصف القرن تتراجع سريعا الى الخلف حتى كادت ان تصل الى سنة اولى روضة ديموقراطية وهي في مثل هذه السن المتأخرة!

هل يعقل ان يتسابق بعض النواب الافاضل في اساءة استخدام آلية الاستجواب حتى وصلنا الى حد ان يسأل البعض منهم عن موعد خروج امين عام مجلس الامة من منزله كي يسبق غريمه في تقديم ملف الاستجواب، فهذا هو المهم، وليس ان تقوم بأمر يلهي الناس عما يحيط بهم من مخاطر او ان تعرقل عمليات التنمية المستدامة.

وهل يعقل في هذا السياق ان يستخدم الاستجواب او التهديد به لإزاحة او حتى محاولة ازاحة شخص اعلامي مخضرم كالسنعوسي عن وزارة الاعلام وشخص اقتصادي محترف كالحميضي عن وزارة المالية وشخصية تربوية عريقة كالصبيح عن وزارة التربية وشخصية دينية مختصة كالمعتوق عن وزارة الاوقاف وشخصيات كويتية شديدة الثقافة والكفاءة والتأهيل كالشيخين احمد العبدالله وعلي الجراح ود.معصومة المبارك عن مراكزهم القيادية ثم نسمع بعد ذلك عن ضرورة الاصلاح ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب فإذا لم يكن هؤلاء مؤهلين في مجال عملهم فمن هو المؤهل؟ وما هي صفاته وقدراته؟!

ان من يدعي أن «الاستجواب» اداة موجودة في الدستور فلماذا تشتكي الحكومة او الناس منه او حتى من يسيء استخدامه، نقول له: وماذا لو استخدمت الحكومة بشكل متكرر اداة «الحل الدستوري» كرد على كل استجواب يقدم، هل ستلام حينئذ على اساءتها للأدوات الدستورية كحال من يستخدم الاستجواب كأداة للعبث والتدمير لا للإصلاح والتعمير؟

لقد اضحينا نحتاج في الكويت الى 50 وزيرا على الاقل مع كل تشكيل وزاري حتى يمكن لمن يريد التسلي بالاستجوابات تحقيق هدفه وابعاد من يريد دون إضرار بأعمال التنمية التي تتأثر سلبا وبشدة مع كل تغيير وزاري يتم حتى من يخضع منهم للتدوير في وقت نرى فيه التأثير الايجابي لاستقرار الوزراء والحكومات في المنطقة.

آخر محطة:
استقرار الاوضاع السياسية في الكويت والبعد عن خلق حالات تأزم سياسي للتكسب الانتخابي ومعها الحاجة لإبقاء الوزراء في اماكنهم لأطول مدة ممكنة كي يحققوا المراد منهم اصبحت جميعا مطلبا شعبيا لا جدال حوله، فمتى يتفهم بعض نواب الشعب مطالب الشعب؟

احمد الصراف

شم النسيم

كتبت قبل سنوات عدة مقالات عن الداعية عمرو خالد، ولقب داعية غريب دينيا. وقد اثار اخر تلك المقالات وقتها اعتراضا شديدا ممن نحترم بحيث امتنعنا عن الكتابة عنه، على الرغم من وجود الكثير الذي يستحق كشفه، فالرجل عملي Businessman ويبحث عن مصلحته ولقمة عيشه، ولا غضاضة، لكونه شخصية عامة ونجما تلفزيونيا معروفا، بالتالي من انتقاد اقواله وتصرفاته، وخاصة غير الوطنية او المنطقية منها!
ليس بيني وبين السيد عمرو خالد سابق معرفة، ولا اسعى بالطبع الى ذلك، ولكن سبق ان التقيت به مرتين مصادفة على الطائرة المتجهة الى لندن، وفي الدرجة الاولى! واعتقد انه كان في المرتين بحماية عدد من الحراس الشخصيين، ولا ادري فائدة هؤلاء وهناك مبدأ.. ولا يصيبنا؟ كما لا اعرف لماذا لم يختر السفر بدرجة اقل في رحلة طويلة لكي تتاح له فرصة الالتقاء وهداية عدد اكبر من الركاب بدلا من ذلك العدد القليل الذي كان في الاولى واغلبهم من كبار السن الذين سيخلدون للنوم حتما! ليس هذا موضوع مقالنا ولكنه يتعلق بالموقع الالكتروني لهذا الداعية:
forum.amrkhaled.net/showthread والذي كان يفترض انه موقع مخصص لنشر المحبة والسلام، خصوصا بين ابناء الوطن الواحد على الاقل وليس موقعا لنشر العكس . فمخاطبة غرائز الانسان المتواضع الفهم امر خطير، وتصرف غير سوي يحتاج الى الكثير من التقويم، فمع علمنا التام بحقيقة عمل هؤلاء الدعاة، وان المسألة بالنسبة للكثيرين منهم لا تعدو ان تكون تجارة في تجارة فان الحرص على مستوى ما ينشر على هذه المواقع امر مهم جدا، ولكن يبدو ان ما ينشر في هذه المواقع ما هو الا صدى لما في الانفس.
يعتبر عيد النيروز لدى الايرانيين، من فرس وعرب ومن اكراد سوريين ولبنانيين وعراقيين واتراك، ولدى شعوب جمهورية آذربيجان، من الاعياد المهمة واللصيقة بحياتهم والتي يجري الاحتفال بها يوم 21 مارس من كل عام. ولا يقتصر الاحتفال به على اتباع ديانة او جنس محدد، بل كان دائما عيدا بهيجا للجميع، ولم يؤثر احتفالهم به لاكثر من الفي عام على دين اي فئة منهم. وقد حاول السيد الخميني، زعيم الثورة الايرانية، في وقت مبكر تحريم الاحتفال بعيد النيروز، في ايران على الاقل. ولكنه مات دون ان ينجح في نزع حب الاحتفال به من صدور شعبه. وعاد اخيرا زخم الاحتفال به أقوى مما كان عليه في السنوات الاخيرة، ربما نكاية به.
عيد شم النسيم في مصر يعادل او يماثل في اهميته عيد النيروز فهو جزء من ثقافة شعبها منذ ايام الفراعنة، وكان المصريون، وحتى سنوات قليلة، يحتفلون به دون تفرقة. وايضا لم يؤثر احتفالهم به على اسلام احد او اضعاف ايمان غيره، ولكن مع بدء حركة الصحوة الدينية التي اكتسحتنا وغيرنا الى البغضاء ومعاداة الغير، اصبح العيد يتحول عاما بعد آخر الى عيد ذي طابع مسيحي، او قبطي بالتحديد، على الرغم من انه ليس بعيدهم دينيا ولا يمت لمعتقداتهم، كما ان احتفالهم به لم يؤثر ايضا على ايمانهم بدينهم.
لم يكتف الدعاة ومسيسو الدين لمصالحهم الشخصية بسلخ هذا العيد البهيج من حياة المصريين، بل سعوا في مرحلة تالية، من خلال ابواقهم ومنتدياتهم ومواقعهم الالكترونية، لترويج فكرة حرمة وفساد الاحتفال به، وهذا يعني حرمة الاتصال او تهنئة اصحابه، وهم جزء صميم من الشعب المصري!
نترككم لتصفح الموقع الالكتروني اعلاه الخاص بعمرو خالد لتعرفوا خطورة ما يرد فيه، فجله مكرس للهجوم على معتقدات الآخرين وتسفيه دينهم ورفض معتقدات اكثر من خمسة مليارات انسان، وكأن الجميع على خطأ وما من احد على صواب غيرنا!
أحمد الصراف

 

سامي النصف

تغيير الثقافات جزء من الأمن الوطني

نرحب بضيوف الكويت الكبار الأمير مقرن بن عبدالعزيز والأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز وجميع القيادات الخليجية المشاركة في الاجتماع الأول لرؤساء أجهزة الأمن الوطني، متمنين لهم طيب الإقامة بين أهلهم ومحبيهم في بلدهم الكويت وان يوفقهم الله في تحقيق ما تصبو اليه شعوبنا من تعزيز نعمة الأمن الذي هو الركيزة الأولى للتنمية والتقدم والتطور.

يترحم كثيرون هذه الأيام بشكل محق على حقب الملكية في مصر والعراق وليبيا بعد الأهوال اللاحقة التي شهدتها تلك البلدان وشعوبها، والحقيقة ان أحد أهم أخطاء تلك الفترة هو سكوت القادة والساسة عن الهجمات الشرسة التي تعرضت لها بلدانهم من وسائل الإعلام الثورية المعادية، على مبدأ ما الذي نخشاه مادمنا نقوم بعمل الصح فلا قمع ولا قتل لدينا بل ألفة وتواد وتراحم وحرية رأي وإعلام؟!

لقد اكتشف الجميع فيما بعد خطأ ذلك التوجه، فالبضاعة الجيدة والإنجاز والأعمال الجليلة التي يقوم بها القادة والساسة لا تصمد بذاتها بل تحتاج الى عمليات إعلان وإعلام فاعلة ومتواصلة للإشارة لها والإشادة بها والكشف عنها حتى تحصن الشعوب من دعاوى الافتراء الخارجية المضللة، وكي يتصدى الإعلام المتقدم الفاعل للكاذبين والمفترين بدلا من ترك تلك السموم تسري ببطء في عروق الدول والشعوب فتؤدي للخراب والموت.

ان دولنا الخليجية ومعها بعض الدول العربية العاقلة المنجزة بحاجة ماسة لخلق سياسات إعلامية فاعلة مشتركة تفنّد وتقوّض أسس الثقافة السالبة السائدة في محيطنا العربي والمتأثرة بموروثات الإعلام الثوري المعادي الذي يصغّر بخبث أمام الشعوب من حجم الإنجاز مهما كبر ويكبّر بالمقابل من حجم الفساد مهما صغر، كوسيلة لخلق حالة تذمر وعدم استقرار دائم يقتات عليه الأعداء.

إن الأمن الوطني بشقه «الوقائي» يحتاج لمثل هذا النوع من التحرك السريع «فدرهم وقاية خير من قنطار علاج»، ولا شك في أن قضايا الإرهاب والتطرف وعمليات التخريب والتحزب والقبول بمبدأ الولاء الخارجي هي نتاج طبيعي للقبول بالثقافة السالبة الهدامة سالفة الذكر التي يبثها ويروج لها إما المغرضون أو المغفلون.. وما أكثرهم!

آخر محطة: كنا أول من طالب في مقال منشور قبل أكثر من عشرة أعوام بإصدار تشريع لحرية الحصول على المعلومات شبيه بالقانون الأميركي المسمى بـ Freedom of Information Act، هذه الأيام وضمن دولة «اللاأسرار» وبعد الاستغلال السيئ المتكرر للمعلومات وتسريبها للخارج بقصد التكسب الشخصي أو السياسي لا لمحاربة الفساد أو الحفاظ على المصلحة العامة نرجو سن قانون مغلظ «معاكس» يعاقب بشدة من يسرب المعلومات بقصد الإضرار والإساءة للدولة وليؤجل ذلك المقترح الى أزمان عاقلة لاحقة.

احمد الصراف

الموروث الاجتماعي لأحمد النواف

الشيخ أحمد النواف، وكيل الداخلية المساعد للجنسية، شخصية محبوبة تسعى جاهدة لإحداث تغيير ايجابي في الداخلية، ومن منطلق حرصنا على المصلحة العامة وعلى حسن ادائه نكتب هذا المقال.
اظهرت بيانات الهجرة الاخيرة تزايد نسبة الوافدين، بحيث بلغت ثلثي عدد السكان! وقد حرك هذا الخبر الجهات المختصة ودفعها لدراسة اكثر من فكرة لمعالجة هذا الخلل، ومن ضمن ذلك تغيير مسمى الاقامة، وورد على لسان اللواء الشيخ احمد النواف ان هذا الخلل له آثار سلبية على الموروث الاجتماعي!
يتطلب الامر اولا تحديد من هو الوافد الذي يشكل وجوده بكثافة خطرا على التركيبة السكانية وعلى ‘الموروث الاجتماعي’، فالوافدون، بشكل عام، ليسوا متجانسين، وغالبية من ساهم وجودهم في احداث ذلك الخلل في التركيبة السكانية هم من العمالة الرثة، او البسيطة التعليم التي من الممكن بسهولة التخلص منها مرة والى الابد.
تكمن مشكلة التركيبة السكانية في امور ثلاثة مهمة، وعدة اخرى غير حيوية، اولا: استمرار نمو الدولة بشكل مطرد، ومتسارع في الفترة الاخيرة، وما يعنيه ذلك من تزايد الحاجة للايدي والعقول العاملة للقيام بالوظائف الجديدة التي تخلق كل يوم، وهذه ليست مشكلة بحد ذاتها، بل دليل عافية الاقتصاد.
ثانيا: عزوف المواطنين، عامة، عن العمل في الجاد والمتعب من الوظائف، وبالذات في شركات القطاع الخاص التي تعمل في الفترات المسائية، وتواضع مخرجات التعليم العام سنة بعد اخرى، وهذه يمكن التخطيط لها من الآن، وبالرغم من صعوبة الامر فإن الوقت ليس متأخرا جدا.
ثالثا: انغماس عدة اطراف ‘متنفذة وحكومية’ في المشاركة عمدا في عملية خلخلة التركيبة السكانية اما بالمتاجرة مباشرة ببيع الاقامات، حيث وصلت اسعار جنسيات محددة الى ثلاثة آلاف دينار، او تسهيل عملية البيع للبعض من المحسوبين على فئات ‘محددة’ من النواب.
وحسب بعض التقديرات، فإن هناك ما لا يقل عن 8% من الوافدين ممن لا عمل حقيقيا لهم، وهؤلاء يعتمدون في معيشتهم على الاستجداء او السرقة، كما ان هناك 5% من الوافدين العاملين في مهن وحرف لا حاجة لوجودها على الاطلاق، او ان من الممكن جدا التخلي عن 50% منها من دون تأثر اي طرف. ومعرفة هؤلاء ممكنة بعملية جرد بسيطة لرخص التجارة، والرخص التي تصدرها الجهات الاخرى، فكم ورشة تصليح سيارات ومركبات مثلا توجد في الكويت، اكثر من 1200 مقابل 380 في كل لبنان مثلا، اما محلات بيع ‘اكزوزات’ السيارات فحدث ولا حرج، ولو جردنا عدد العاملين في تربية ‘الجمال’ لوجدنا اننا ننافس استراليا في عدد العاملين في هذه ‘الصناعة’ المهمة.. وهكذا!
فيا سيدي، المشكلة معروفة والعلاج معروف، والامر لا يتطلب تغيير مسمى لكي ننجح في التخلص من ضغوط المنظمات الدولية والكونغرس علينا، بل يتطلب الامر تصديكم شخصيا للمشكلة لتكونوا اول فرد في الاسرة يضع اصبعه على الجرح، بحيث يؤلم الى درجة تدفع الحكومة دفعا لوضع خطة العلاج انقاذا ل ‘الموروث الاجتماعي’ الذي أبديت قلقك عليه!
إن الوضع خطير.. والوقت يمر بسرعة هائلة.
أحمد الصراف

 

سامي النصف

الأرملة السوداء والاحتلال الأخوى

يخبرني الزميل غسان بن جدو ان برنامجه «حوار مفتوح» تم اختياره – حسب آخر الاستفتاءات – البرنامج الاكثر مشاهدة في الوطن العربي، وقد اتى بعده القناة الثانية للافلام على شبكة MBC، وقد شاركت مساء السبت في حلقة للبرنامج بثت من بيروت، وكان طرفاها الآخران د.حياة حايك وجمعا من المنتمين لمنظمتي فتح والقيادة العامة وبعض الاحزاب اللبنانية الاخرى.

وتدل مواقف وكتابات د.حياة حايك في جريدة الدستور الاردنية – واثناء البرنامج – على انها من ايتام صدام القابضين واحدى ارامله السوداء، وقد كان مستغربا وهي التي تحمل دكتوراه في الحقوق ودكتوراه اخرى في الاعلام ان تلجأ – لضعف حجتها – للكذب على الهواء وتزييف الحقائق التاريخية المثبتة امام المشاهدين كقولها ان طلب الكويت الانضمام للامم المتحدة قد رفض عام 63 وهو العام الذي – للمعلومة – شهد انضمام بلدنا لتلك المنظمة الدولية، ولم تخبرنا الارملة ما إذا كانت الكويت عضوة هذه الايام في ذلك المحفل الدولي ام مازالت تنتظر اذن الدخول منها!

وكان موضوع الحلقة الاساسي عن علاقة اميركا بكل من تركيا وايران والعرب، وقد انحرف الحديث كالعادة للتطرق للقواعد العسكرية الاميركية في الخليج التي طالب البعض بترحيلها، واعلن – لا فُضّ فوه – أنه لا مانع لديه فيما لو غزيت دولنا من جيرانها وهو امر يستسهله دائما من يعيش آمنا في بلده كحال الدكتورة المقيمة بشكل دائم في باريس.

وقد اذهلني ما قاله احد الحضور الفلسطينيين من انهم في غزة يفضلون عودة الاحتلال الاسرائيلي لها على البقاء تحت قمع منظمة حماس هناك، وهو موقف يؤيد ويدعم في جزء منه ما ذكرناه من رفض مطلق للاحتلال الصدّامي تحت اي عذر او ذريعة، خاصة من طلب منا قبوله بحجة انه احتلال اخوي.

وقد سألت ضمن البرنامج من طالبنا بخروج القوات الاميركية من بلداننا الخليجية ما اذا كان يمانع في تحرير ارضه الفلسطينية من قبل تلك القوات، فرفض على الهواء ذلك الخيار بحكم انتمائه الحزبي المعلن، الا انه سارع مع انتهاء البرنامج لتقديم كثير من الاعتذارات، واقر بأنه شخصيا يرحب جدا بذلك التحرير الذي يعيد الارض ويحررهم من استعباد المنظمات لهم.

وقد اتضح لي من لقائي بعد البرنامج بالشباب الفلسطيني المشارك في الحلقة حجم المأساة التي يعيشونها، فحياتهم ترتبط بالطاعة العمياء للمنظمات التي ينتمون لها والتي كثيرا ما تمارس نحوهم عمليات القمع والقتل والتعذيب وقطع الارزاق لأتفه الاسباب، ولا تجد تلك المنظمات الاجيرة غضاضة في ان تحيل حياة الشباب المنتمين لها الى رعب وخوف دائم يجعلهم لا يترددون في الانصياع لاوامر قيادتها التي تدخلهم في حروب خاسرة كي يتخلصوا من حياتهم البائسة كما جرى مع شباب جماعة شاكر العبسي في مخيم نهر البارد.

آخر محطة:
اوضاع كثير من الشباب اللبناني المنتمي للاحزاب المختلفة لا تختلف كثيرا عن اوضاع الشباب الفلسطيني، فلا حرية ولا تعددية ضمن الحزب، بل رأي واحد تعلنه الزعامة الملهمة، وعلى الجميع التقيد به والتطبيل له، و«بلا احزاب بلا بطيخ»! فكله عند العرب قمع، وان تسمى بمسميات مختلفة!

سعيد محمد سعيد

المعلمون والمعلمات… المنقذون والمنقذات

 

كلامنا هنا سيطول ويطول! ولن تكفيه مئة حلقة… ذلك لأن الحديث عن دور المعلمين والمعلمات، في المجتمعات التي تريد فعلا أن تصنع مستقبلا مغايرا من ناحية التقدم مفهوما وممارسة، هو حديث في حقيقته عن أخطر الأدوار وأكثرها حساسية…

المعلمون والمعلمات، يمكنهم قطعا أن يكونوا «المنقذين والمنقذات»من الخطر الذي يمكن أن يقع مستقبلا بسبب سوء التعليم… هذا إن كانوا على جودة وتمكن وجدارة، وإن كانوا غير ذلك فالوضع خطير!

كل ذلك سنضعه في الحسبان… لكن لنبدأ أولا بالكلام عن الجو العام الذي نعيشه في البلاد… أقصد جو قطاع المعلمين والمعلمات لنقف أولا على نقاط الرصد الآتية:

– حال من التذمر والرفض سادت القطاع بسبب عدم بلوغ زيادة 30 في المئة المرجوة، فيما لايزال الحديث عن خيبة الأمل وكأنها «مقرر دراسي في التربية الوطنية الخاطئة»!

– استمرار المطالبة بالعمل على إيجاد حل للثغرات والهفوات في الهيكل الوظيفي للمعلمين، وإعادة النظر في بنود متعددة، قلت أم كثرت، وهي في واقعها تتعلق بالدرجات والترقيات.

– في ظل الأوضاع التي يعيشها المعلمون والمعلمات، المعيشية منها تحديدا، فإن الكثير من أولياء الأمور يعتقدون أن التسيب الحاصل في المدارس من ضعف التعليم، وعدم اهتمام المعلم والمعلمة بالتربية الأخلاقية وتشكيل شخصية الطالب/ الطالبة بمعنويات ومثل وقيم عالية، يعود إلى أن الكثير منهم لم يعودوا مكترثين إلا بانتهاء الدوام والعودة إلى المنزل، ولربما الاستعداد للعمل الإضافي فترة ما بعد الظهر.

– ارتباطا بالنقطة السابقة، انتشرت مقولة إن «الكثير من المعلمين والمعلمات ليسوا أهلا للمهنة»، لذلك، فإن مستوى التعليم (دراسيا) ومستوى التوجيه (أخلاقيا) هما من أسوأ المستويات في هذه الحقبة، وخصوصا أن الكثير من الطلاب والطالبات، من الجيل المنتكس من ناحية الرغبة في التعلم أو حتى الشعور بالالتزام الأخلاقي.

– تعم الفوضى الكثير من إدارات المدارس، فيما الهيئتان التعليمية والإدارية، تعيشان حالا من العداء بين بعضهما بعضا، وبينهما وبين الوزارة.

لكن، هل من المعقول أن تكون كل تلك النقاط صحيحة؟

لاشك في أن بعضها صحيح، وبعضها الآخر غير ذلك… غير أن المهم بالدرجة الأولى بالنسبة إلي على الأقل، هو محاولة إعادة تأكيد دور المعلمين والمعلمات، ومنحهم كل ما يرغبون فيه من جانب الدولة، إن أرادت الدولة أن تنجح في مشروعات كبرى بدأتها، ومنها إصلاح التعليم وإصلاح سوق العمل، لأنه من المتوقع أن نتحرك مستقبلا لإصلاح مفاهيم كثيرة ستكون قد انتكست ومنها: المواطنة – قيم العمل – القيم الأخلاقية – مفاهيم الاحترام وتشكيل شخصية الإنسان البحريني.