سعيد محمد سعيد

هل أنت «مسئول طائفي»؟

 

ترى، ماذا لو تم تنظيم حملة وطنية بإشراف جهة حكومية لتنظيف كل الوزارات والمؤسسات الحكومية، وكذلك الخاصة، من المسئولين ذوي الميول الطائفية والنزعة التفكيكية؟ لنتخيل، مجرد تخيل لا أكثر ولا أقل، أن تلك الحملة، ستفتح المجال أمام جميع الموظفين والموظفات والمواطنين والمقيمين للتقدم بشكاوى موثقة بالأدلة والقرائن للجنة العليا المشرفة على الحملة ضد المسئول أو «الشخص» الذي يتمتع بممارسة طائفية في كل تصرفاته، فيميز بين هذا المواطن ومواطن آخر، وينكل بموظف أو موظفة لا تتلاقى انتماءاتهم المذهبية مع أهوائه؟ هل سيكون العدد كبيرا؟ من الطائفتين؟ وهل سيجرؤ المواطن المسكين المتضرر من الممارسات الطائفية أن يخطوَ هذه الخطوة بكل جرأة وأمان وثقة؟ أم سيطلب العافية وعفا الله عما سلف؟ في ظني، لو قدر لتلك الحملة «الوهمية» المتخيلة أن تتم، لصارت طوابير خلق الله المتضررين من الأفعال الطائفية البغيضة في كثير من المواقع شبيهة بوضعية الحجاج الفلسطينيين الذين عاشوا أزمة ظالمة على يد قوات الاحتلال الصهيوني في الأيام الماضية؟ وربما، ربما أصبح الوضع شبيها بأزمة الشاحنات على جسر الملك فهد!

وفي ظني أيضا، أنه لو خصص لكل مواطن تضرر ذات يوم، أو لا يزال يتضرر، من ممارسة طائفية مدة ساعة كاملة ليتحدث عما واجه من معاناة، فإن تلك الساعة لن تكفي!

ذات يوم، تحدثت مع واحد من كبار المسئولين عن معاناتنا كمواطنين من استمرار أشكال التمييز الطائفي في كثير من الجهات، وكأن هذه الممارسة الشائنة لا علاقة لها بدستور البلاد وعبارته الرئيسة الكبيرة (المواطنون سواسية)، فما كان منه إلا أن رفض بشدة هذا الكلام مؤكدا أن للمواطن، أي مواطن، الحق في شعوره بإنسانيته ومواطنته وحقوقه، وأن مثل هذه الأفكار من شأنها أن تحدث تأثيرا سيئا على مستوى العلاقات الاجتماعية!

وحين سألته عما إذا كانت العلاقات الاجتماعية تلك التي يتحدث عنها، قائمة على الحقوق والواجبات، وأنه لا ولم يضار مواطن من إقصاء أو تمييز بسبب انتمائه المذهبي ومعتقده، قال: «ولماذا يرضى المتضرر بهذا الوضع؟ لماذا لا يتقدم بشكوى ضد ذلك المسئول الذي سيكون حتما فوقه مسئول أكبر».

لوهلة، ظننت أن المسألة بسيطة جدا… أنا مواطن، أساء المسئول الطائفي معاملته لي متعمدا… فتوجهت إلى المسئول الأكبر وشكوت له ظلامتي فأعاد حقي! لكن عدت لأقول، إن كل هذا… أضغاث أحلام.

وفي ظني أيضا، أن كل مسئول طائفي يعلم، وهو في غاية الإطمئنان، أن لا أحد يجرؤ على الشكوى ضده، وإن حدث ذلك، فإن هذه الشكوى ستكون في عداد الملفات المغلقة، وسيدخل الشاكي في دوامة جديدة وشديدة من التنكيل والتقصد والحرمان من الترقيات؛ إذ سيعمد ذلك المسئول إلى «غسل شراعه» في كل واردة وشاردة، ومع هذا، فما المانع من التجربة؟ كثيرة هي الشكاوى من الممارسات الطائفية الصادرة عن بعض المسئولين في مواقع مختلفة، لكن قلة هم أولئك الذين يرفضون هذه الممارسات ويتبعون الإجراءات والوسائل القانونية لرفض تلك الممارسات!

وبعيدا عن تلك الحملة المتخيلة، على الأقل، يتوجب على المسئول الطائفي أن يراقب الله، ويلتمس العذر لذلك الإنسان الذي يصب عليه جام طائفيته من باب «لقمة العيش»…

أما بالنسبة لي، سأتريث قليلا مع أي مسئول يتعمد الإساءة لي طائفيا.

لكنني لن أسكت عنه طويلا!

احمد الصراف

الحبيب والطبطبائي

نشكر النائب وليد الطبطبائي تعقيبه على مقالنا عن د. فريدة الحبيب، وله ان يقول ويشرح ما يشاء، ولا ندعي هنا بأننا اكثر اطلاعا وفهما للوضع منه، على الرغم من ان جهله لا يقل عن جهلنا، وهو ما وصفنا به، ولكن كيف يستقيم ما ذكره مع المنطق والعقل، بحيث يمكن ان نصدق ان معايير تقييم كفاءة او لقب طبيب ما في مستشفى تابع لوزارة الدفاع، او طبيب في مستشفى او عيادة خاصة، تختلف او تقل عن معايير تقييم الطبيب نفسه في وزارة الصحة؟!
فهذا يعني ان صح كلام النائب، وقد يكون كذلك، ان مرضى وزارة الصحة اعلى درجة واكثر اهمية من مرضى العيادات الخاصة ومرضى وزارة الدفاع!
فمن يكن اختصاصيا في القطاعات الاخيرة، لا يحق له ان يكون كذلك في وزارة الصحة، علما بأن مستشفيات القوات المسلحة في الكثير من دول العالم، كالولايات المتحدة وفرنسا ومصر، اضافة الى الكويت، هي الافضل داخل كل دولة وتخصص عادة لعلاج كبار رجالاتها وضيوفها من رؤساء الدول الاخرى!
نعود ونؤكد اننا لسنا على اطلاع على كل صغيرة وكبيرة في موضوع السيدة الدكتورة الحبيب، وبالتالي فلن نجادله في الامر اكثر، ولكن اين كان السيد النائب من صحة كبار رجال الدولة وضباط وافراد الجيش والحرس الوطني من مراجعي المستشفى العسكري الذين كانوا، ولسنوات، يتلقون العلاج على من تحمل لقب اخصائية وهي ليست كذلك، بعرف السيد النائب؟
ولماذا لم يقدم سؤالا برلمانيا عنها لوزير الدفاع وقتها؟ ولماذا اصبح سؤاله اكثر اهمية والحاحا بعد ان اصبح د. عيسى الخليفة هو المطلوب ازاحته عن منصبه؟ واخيرا لو افترضنا ان معايير تقييم كفاءة اي طبيب تختلف من وزارة لاخرى داخل الدولة الواحدة، فأين ذهب دوره كمشرع في تغيير هذا الوضع البائس؟ وما سبب تردده حتى اليوم عن تقديم سؤال برلماني يتعلق باختلاف ادوات تقييم كفاءة الاطباء ومسمياتهم الوظيفية من وزارة لاخرى؟
نتمنى ان نرى للنائب الطبطبائي دورا اكبر وافضل في علاج مشاكل وزارة الصحة بدلا من الانشغال بالحقد على من يختلفون معه مذهبيا او فكريا!
اما عن اتهامه لنا بأننا حاولنا في مقالنا عن الدكتورة الحبيب، اثارة النعرات الفئوية والطائفية، فإننا نطلب منه هنا سؤال زملائه النواب الاخوة فيصل الشايع ومحمد الصقر ومشاري العنجري، عن طبيعة اخلاقياتنا وحقيقة مواقفنا من المسائل الطائفية والقضايا الفئوية، فهم اولى منا بالرد عليه!
أحمد الصراف

سامي النصف

نهاية الأسبوع

رأس السنة يعني لي شخصيا النوم مبكرا، ومع ذلك نقول بدلا من العكننة على المبتهجين والفرحين بالعام الجديد لماذا لا نضفي كثيرا من جرعات الفرح البريء على اعيادنا الاسلامية بعد ان اصبحت وسيلة للهرب من البلد، وفي هذا السياق ومنعا للمشاكل المتوقعة ليحتفل بعيد رأس السنة الهجرية في وقته، كما ان من الافضل ان يلغى القرار «الفريد» بترحيل العطل الى ايام اخرى.

رغم ان الجنسية المصرية من الجنسيات التي يصعب الحصول عليها، حتى ان ابناء «الوحدة»، اي الذين ولدوا من ام مصرية واب سوري ابان وحدة البلدين اعوام 1958 – 1961، لم يحصلوا حتى اليوم على الجنسية المصرية، الا ان مصر اهدت جنسيتها لشخصيات فنية بارزة كالمايسترو سليم سحاب والمطرب وديع الصافي، نرجو ان تمنح الجنسية الكويتية استثنائيا للمبدعين وللشخصيات البارزة في مجالات العلم والاقتصاد والاعلام والطب والادب والشعر والفن والرياضة والدعاة المعروفين، فأمر كهذا يضيف الى بلدنا ولا ينتقص منه.

دعوتنا الدائمة لفك التأزمات والتخندقات السياسية – وما اكثرها – سببها ان تلك الامور تجعل البلدان اشبه بالحطب المبلل بالوقود والبارود ينتظر فقط وقوع حادثة ما التي هي اشبه بعود الثقاب كي تتفجرالاوطان المبتلاة بالتشرذم والتقسيم، اما دون تلك التخندقات فيصبح الوضع اشبه بالخشب المبلل بالماء البارد الذي لا يشتعل مهما القي عليه من اعواد ثقاب.

فعندما كانت اوروبا متأزمة فجرها وفجر العالم معها اغتيال ولي عهد النمسا وزوجته، كما تسبب سقوط طائرة رئيس رواندا عام 94 بمذابح فاق عدد ضحاياها المليون بريء، والحال كذلك مع تداعيات اغتيال الرؤساء والشخصيات سالم ربيع علي والغشمي والحمدي وسلفادور اللندي ومعروف سعد وكمال جنبلاط والسادات وبشير الجميل ورشيد كرامي ومحمد ابوضياف والسيد محمد باقر الحكيم ورفيق الحريري وانديرا غاندي وابنها وحفظ الله امين واحمد شاه مسعود واخيرا بينظير بوتو وما تلاهم جميعا من مذابح واعمال عنف.

بالمقابل لم يتسبب مقتل الرئيس الاميركي جون كنيدي او محاولة اغتيال الرئيس رونالد ريغان او اغتيال الملك فيصل بن عبدالعزيز او رئيس الوزراء الايطالي الدو موروا او رئيس الوزراء السويدي اولف بالمه او وزيرة الخارجية السويدية اناليند او رئيس الوزراء الاسرائيلي اسحاق رابين بأي اضطرابات في البلدان المعنية لاستقرارها السياسي رغم التباين الكبير في انظمة الحكم فيها.

آخر محطة:
اتضح من فاجعة منطقة عبدالله المبارك ان بامكان عامل بسيط ان يصنع «كيماوي مزدوج» محليا يقتل البشر دون ان يكتشف اعراض تسممه أحد حتى الاطباء المختصون، لقد اثبت ذلك العامل رغم سوء عمله انه اكفأ من علماء صدام وكيماويهم المزدوج الذي لم يجرح بسببه احد رغم التهديدات الفارغة التي غررت بالملايين من السذج.

سعيد محمد سعيد

بن رجب الشيعي وعطية الله السني

 

لبعض القراء الحق في نشر ردودهم، لكن ليسمح البعض الآخر، من الذين تطاولوا على أنفسهم وعلى أهلهم وعلى أخلاقهم، أن مثل تلك الآراء والتعقيبات لا يمكن أن «تحترم» طالما هي مغلفة بالشتائم والسباب والكلام القبيح هناك، سواء كان للحكومة أم لأبناء الطائفتين في البلد… لسنا ناقصين المزيد من النيران!

وتعقيبا على عمود يوم الثلثاء الأول من يناير/ كانون الثاني (شعب تهيأ كي ينتقم)، أفاض القارئ بدر السعيد من مشاعره ما أراده أن يصل إلى كل القراء، فهو يرى أنه كونه بحرينيا لن يتغير ولن يغير علاقته بأهله سنة وشيعة، لكنه يوجه تحذيره إلى النواب وإلى المشايخ وإلى المسئولين الذين يشعلون الفتنة، وخصوصا حينما يكون استجواب وزير شئون البلديات والزراعة منصور بن رجب لأنه «شيعي» من خلال الدوافع الطائفية والحرب المستميتة من قبل بعض الكتّاب والنواب، وحينما يكون استجواب الشيخ أحمد بن عطية الله لأنه «سني من العائلة الحاكمة» بعيدا عن المسوغات والأسباب والدوافع…

أنا في السادسة والأربعين من العمر، لكنني لم أعش مرحلة من التردي في العلاقات بين أهل البحرين كما هي الآن ودمتم سالمين.

علي القرقوش

الى الأخ سعيد، لم يكن بين شعب البحرين حب ولا وئام بل كان هناك صمت مطبق! وتحررت الآن العقول وظهرت الحقيقة، فلو كان هناك حب ومحبة (كما تقول) لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه! لقد غابت الحكمة وصوت العقل ونحن نعيش في عصر الظلمات والفتن.

محب البحرين

عزيزي لو بقينا شيعة وسنة (يمكن، يحتمل) ما كانت الأمور تصل إلى هذه الصورة المأسوية، لكن أريد لنا التعاسة بينما السعادة للقادمين من كل حدب وصوب، حتى صارت بلادنا بلد المليون مجنس «بدلا من وصفها ببلد المليون نخلة»، وبدلا من وصفها بأنها «الجزيرة الهادئة الوديعة»، وصرنا نأكل في بعض، بينما هم وطوائفهم يأكلون الشهد. أتمنى تعديل قافية القصيدة لتشمل المجنسين (البهرينيين) لأنهم الكل في الكل في هالبلد (المعطاء).

بو خالد

الأخ العزيز شكرا على هذا التوصيف الواقعى، وإن لم يعجب البعض!

ولو رجعت إلى الردود سترى كم من المحبط أن نرى الناس على يقين بأن لا أمل في التعديل! عموما، الطرح المتزن يعير ويجير دائما، ولكن سيظل الوطن وطنا للكل (سني وشيعي)… مقيم وزائر، كما أرجو أن يكون مقالك المقبل أعمق لقلب الحقيقة وهى رفض ترويع الآمنين واتلاف الممتلكات الخاصة والعامة، فالوطن للمواطن أولا وأخيرا لا للحكومات المتعاقبة! فمن باب أولى المحافظة على هذه المنجزات والمقدرات… شكرا مرة أخرى.

احمد الصراف

أغرب عملية تهريب

التهريب أنواع وأكثره انتشارا نقل سلعة أو بضاعة ما من منطقة جمركية، أو دولة، الى منطقة جمركية أو دولة أخرى من دون دفع الرسوم الجمركية.
وهناك تهريب البشر، وأيضا من دولة فقيرة عموما الى دولة تتوافر فيها فرص العمل، ومن دون الحصول على اذن الدخول أو العمل.
كما أن تهريب المواد الممنوعة، بجمرك أو بخلاف ذلك، كالأسلحة بأنواعها والمخدرات والحيوانات المعرضة للانقراض، أو النادرة والمتوحشة، أمر تمنعه جميع دول العالم تقريبا. وكلما طالت حدود الدولة وزادت ضرائبها، وكان مستوى المعيشة فيها مرتفعا، كان التهريب لها أكثر اغراء.
وهنا تحضرني قصة ذلك اللبناني الذي أوقفته الجمارك السورية، قبل سنوات طويلة، عند محاولته دخول البلاد على دراجة هوائية وذلك للاشتباه بنيته تهريب شيء ما داخل أكياس القماش التي كانت معلقة على جانبي دراجته. وعندما طلب منه المفتش الجمركي تفريغها تبين أنها كانت تحتوي على رمل! سمح له بالمرور بعد مصادرة الرمل وبعثرته في الشارع.
بعد أسبوع أعاد اللبناني الكرة وعند تفتيشه لم يعثر معه على أي شيء يثير الشبهة غير أكياس الرمل على جانبي دراجته. سمح له بالعبور بعد أن دس المفتش يده داخل الأكياس وتبين له خلوها من أي شيء غير الرمل.
وعندما عاود الكرة للمرة الثالثة أوقف لساعات في المركز لحين الانتهاء من فحص نوعية الرمل والتأكد من عدم احتوائه على مواد محظورة، وسمح له بعدها بالدخول بعد أن تبين أن الأمر ليس غير رمل ناعم عادي. ولكن في المرة الرابعة وضع رهن الاعتقال وصودر الرمل منه بمحضر رسمي وأرسل للفحص في مختبر حكومي للتأكد من تركيبته. وبعد ساعات طوال أطلق سراحه بعد التأكد من خلو الرمل من أي أمر أو شيء محظور.
ولكن عندما حاول الدخول للمرة الخامسة قام رئيس المفتشين، الضخم الجثة، بادخاله الى غرفته وطلب منه، تحت التهديد، افشاء الحقيقة من وراء محاولته نقل كل تلك الرمال الى داخل البلد، فقال الرجل انه يستغل انشغال المفتشين بالرمل لابعاد الشبهة عن الدراجة الهوائية التي كان يستعملها حيث أنه مهرب دراجات!
أما أغرب قصص التهريب فقد حدثت في الكويت قبل أيام عندما قام صديق بدعوتي وزوجتي لحضور حفل في أحد الفنادق بمناسبة سعيدة.
بسبب ارتباطنا في تلك الليلة بمناسبة أخرى فقد تأخرنا في الذهاب الى الحفل، ولتجنب الجلوس على طاولة لا نعرف منها أحدا، قمنا بالاتصال بصديق ليقوم بحجز مكان لنا معه. لم يصدق ذلك الصديق سماع صوتي وقال لي انه يتمنى علي القيام باحضار كمية من الثلج معي حيث أن ادارة الفندق اعتذرت، ولأسباب خاصة بها، عن توفير الثلج، وبأي شكل من الأشكال، ولأي كمية، على جميع الطاولات. وقال انهم بحاجة لبعض الثلج.
وهكذا قمت مساء ذلك اليوم بتهريب كيس بلاستيك يحتوي على ما وزنه خمسة كيلو غرامات من الثلج لداخل صالة الفندق!! وربما كانت تلك أغرب عملية تهريب في تاريخ الكويت الحديث.
***
ملاحظة: عن ‘القبس’، اعلنت وزارة الشؤون عن استحداث وحدة قانونية جديدة لتولي مهام مراقبة وتنظيم اعمال الجمعيات الخيرية!! ومن هذه الزاوية نطمئن كل مسؤولي المائة والخمسين جمعية خيرية غير القانونية ان مصير هذا القرار لن يختلف كثيرا عما سبقه من قرارات تنظيمية، حيث سينتهي في سلة مهملات مهملة، ولن يكون اكثر من زوبعة في ‘قوطي تنك’!
أحمد الصراف

د. شفيق ناظم الغبرا

اختفاء الوسط العربي الإسلامي

مع نهاية العام السابق الذي ختم باغتيال بنازير بوتو يبرز السؤال الأكبر: هل الشرق الإسلامي لا يحتمل إلا نمطين من الأشخاص والحكومات: إما أن تكون بن لادنياً تسعى إلى تفجير كل محيط وإما أن تـــكون صــــدامـــياً تـــغرق معارضيك بحروب وصراعات واغتيالات؟ عالمنا الإسلامي يعيش إما الديكتاتورية وإما التطرف في مواجهتها. أما النماذج التي تــــمارس الســـياسة ذات الطابع الوسطي، والتي تؤمن بالديـــموقراطية وتعدد الآراء، فهي تنتهي حتى الآن في دولنا إما في السجن أو الإبعاد وإما في ما هو أسوأ، أي الاغتيال. متابعة قراءة اختفاء الوسط العربي الإسلامي

سامي النصف

سمك.. لبن.. تمر هندي

زرت وبعض الاخوة والاصدقاء د.احمد الربعي في منزله وقد استرجعنا ذكريات عدة سفرات قمنا بها معا، ولم تتوقف ضحكات وقفشات «ابوقتيبة» طوال الجلسة التي قررنا بمشورة الاصدقاء ان نجعلها دورية، متمنين الصحة الدائمة لـ «أبوالتفاؤل» والنظرة المشرقة للحياة د.الربعي.

ضمن الجلسة حدثنا الفنان عبدالحسين عبدالرضا عن مسلسله الجديد «التنديل» الذي ينوي عرضه في شهر رمضان المقبل، وذكر ان البطل فيه يترك حياة البحر ويقرر الارتحال للصحراء، وسأل بوعدنان في هذا السياق الزميل حمود البغيلي عن اسم ابعد بر في صحراء الكويت ابان الثلاثينيات كي يرتحل له بطل المسلسل فأجابه بومحمد «بر الاڤنيوز».

تساؤل محير، عندما يرتفع الدولار ترتفع معه بداهة اسعار المنتجات الاميركية من سيارات والكترونيات واغذية.. الخ، منذ بداية العام الماضي والدولار الاميركي في انحدار سريع امام الدينار وباقي العملات، ومع ذلك نجد ان البضائع الاميركية في الكويت يزداد سعرها مع كل يوم يمر في وقت يفترض فيه العكس فما السبب يا ترى؟!

قررت الدولة العام الماضي تحويل الاجازة الاسبوعية الى الجمعة والسبت وتم الامر بسهولة ويسر وكسبنا يوما في تعاملنا مع العالم، بودنا ان نرى قرارات مهمة مماثلة العام الحالي، كأن يتم بدءا من سبتمبر المقبل تغيير الدوام من 7 – 2 الى 9 – 4 اي تأخير الدخول والخروج ساعتين لزيادة انتاجية الموظف ولتشجيع السكن في المناطق الجديدة البعيدة، ولماذا نخاف من تجربة انماط مختلفة للعمل كالدوامين او العمل من المنازل او عبر ساعات مرنة وغيرها؟! لننفض الغبار ولنجرب ولنتحرك، فالسكون موت والحركة حياة.

اعتقد اننا في حاجة ماسة لعدة معاهد تدريب في البلد كي تؤهل المواطنين والبدون والمقيمين لاتقان المهن المختلفة وهو ما يرفع من دخولهم ويكفي البلد حاجته من العمالة الفنية المختصة بدلا من اللجوء للاستيراد الدائم لمثل تلك العمالة من الخارج، وبودنا ان تتغير التشريعات كي يسمح للموظف الكويتي بان يعمل مساء في القطاع الخاص او يفتح مكتبا خاصا به كحال الاطباء لزيادة دخله ولإبعاده عن الجلوس دون عمل في الدواوين.

تمتاز الحدائق المنزلية بشكلها الجميل وفوائدها الصحية للبلد، بالمقابل لا توجد فائدة واحدة لكثير من الدواوين المخالفة والمقامة على ارض الدولة والتي تعلم الشباب الكسل وتبعدهم عن زوجاتهم وابنائهم، وتؤثر سلبا على مهنيتهم، كما تشغلهم باللغو السياسي، وتدفع البعض منهم الى المخدرات او التطرف، الغريب في بلد الاوضاع المختلفة اننا نزيل الحدائق الجميلة ونبقي الدواوين!!

محمد الوشيحي

هزهزة

الفريق الإعلامي للرئيس الأميركي المؤدب جورج بوش يستحق كادرا خاصا وزيادة العلاوة الزوجية بعدما لعب بطريقة محترفة أنقذت بوش من مخالب القط (أو قل النمر) الديموقراطي المتحفز… والحديث عن أن الإعلام لعبة تتطلب محترفين أشبه بالحديث عن أهمية الماء للإنسان. لا جديد في الجملتين إطلاقا.
قبل فترة، وعندما ازدادت ضغوط الكونغرس على بوش وقرر فتح باب مناقشة إخفاقات القوات الأميركية في العراق، أخرج الفريق الإعلامي قضية النجمة «باريس هيلتون» من «الخزينة» إلى العلن، وهي القضية التي كانت في يدهم فترة ليست بالقصيرة، لكنهم تحفظوا عليها لاستخدامها وقت الحاجة! وكانت أم النجمة (وبالمناسبة، باريس هيلتون لا تمت للنجومية بنسب أو صلة قرابة، هي مجرد بالون نفخه فريق الرئيس بوش الإعلامي وقت الحاجة)، أقول كانت أم النجمة تعتقد بأنها «اشترت» فضيحة ابنتها، وأن الأمر انتهى، ولم يدر في خلدها أن هناك مجموعة من دهاة الإعلام اجتمعوا في البيت الأبيض ورسموا وخططوا لإدخال فضيحة «النجمة المزورة» في أتون المعركة! ولهذا عبرت الأم عن صدمتها بعدما شاهدت صور ابنتها في نشرة أخبار قناة «فوكس نيوز»، وهي قناة «جمهورية» نقية مئة بالمئة. متابعة قراءة هزهزة

سامي النصف

كيف نمنع مقتل 400 بريء؟!

منذ اليوم وحتى 1/1/2009 ستخطف الحوادث المرورية – غير المبررة – ما يقارب الـ 400 ضحية في الكويت وستتسبب بتحويل الآلاف غيرهم من الأهلية الكاملة الى الاعاقة التامة، شوارعنا واسعة واحوالنا المناخية ممتازة فلا ضباب ولا ثلوج ولا امطار كما ان رضنا مستوية فلا جبال ولا منحدرات ومن ثم يفترض ان نكون من الدول الاقل حوادث في العالم
لا اكثرها كما هو الحال الآن.

ما يتسبب بحوادث المرور هو عدم انضباط العنصر البشري لذا علينا ان نفرض ادابا وثقافات مرورية صارمة جديدة تمنع تلك الحوادث والكوارث وان ندخل علم المرور في المقررات المدرسية الاولية منها والمتقدمة، فالمناهج يجب ان تعكس حاجات المجتمع، اضافة – وهذا الاهم – الى الحاجة لضبط رجال المرور واعطاء دورات تثقيفية متواصلة لهم، فلن يضبط المرور ولن تتوقف معارك الشوارع دون توعية رجل المرور وفهمه لدوره الصحيح في الشارع.

في العالم اجمع ما ان يحدث طارئ مروري وتزدحم الشوارع حتى يقوم رجل المرور بتنظيم السير وفك الاختناقات المرورية، لدينا يحدث العكس تماما حيث يتسبب رجل المرور عادة بالاختناقات المرورية الحادة بدلا من فكها ما يدل على الحاجة الملحة للرقابة الدائمة على اداء رجل المرور واعطائه دورات تخصصية متكررة يمكن ان يقوم بها القطاع الخاص.

وسأعطي بعض الامثلة السريعة التي كنت شخصيا شاهدا عليها خلال الايام العشر الماضية مما يدل على انها ظاهرة متفشية في البلد وتوحي بجهل بعض رجال او تحديدا شباب المرور بواجبات مهنتهم، كنت مستخدما لشارع الاستقلال قبل ايام ولاحظت زحمة غير مسبوقة لأكتشف لاحقا ان سببها وقوع حادث فوق جسر بنيد القار على الحارة اليمنى بين سيارتين وبدلا من ان تقف سيارة المرور خلفهما لحمايتهما وترك الحارتين الاخريين للسيارات، قام رجل المرور بوضع سيارته بمحاذاة الحادث فأغلق الحارة الثانية مما تسبب بتلك الزحمة دون ان يرف له جفن!

وعلى طريق السفر السريع شمال شاليهات بنيدر توقف السير تماما لمدة قاربت الساعة لأكتشف في النهاية ان هناك رتلا من الناقلات المدنية الفاضية القادمة من مستودعاتها قرب الشاليهات والملتحقة بطريق السفر مستخدمة الحارة اليمنى منه، وقد قام رجل الامن المصاحب لها بإيقاف سيارته بالعرض مغلقا الحارات الاخرى وموقفا السير تماما حتى التحقت جميع سيارات النقل بالشارع العام، والحقيقة ان اغلاق مسار حيوي كطريق السفر الذي يربط الكويت بالسعودية من قبل رجل مرور صغير السن امر لا يحدث إلا في بلدنا.

وقد شهدت قبل ايام اغلاق الطريق الخامس الحيوي بسبب احتراق سيارة اطفئت وبقيت على حارة الامان، إلا ان سيارتي مرور قامتا – كالعادة – بإغلاق حارات الطريق الاخرى فامتد الزحام من برج الساعة حتى دوار البدع، كذلك قامت سيارتا مرور بالتوقف على الدوار خلف مجمع الاڤنيوز الساعة 10.30 ليلا في العيد ونزل شبابها لا لتنظيم السير بل للإيقاف العشوائي للسيارات بهدف واضح هو مغازلة الفتيات الخارجات من الاڤنيوز مما خلق زحمة غير مبررة.

سعيد محمد سعيد

شعب تهيأ كي ينتقم؟!

 

يبدو أن كل ما تبقى لدينا من علاقات طيبة ومحبة كوننا مواطنين نعيش في كنف بلادنا الغالية سوى حكايات الأجداد، وقصص النسيج الاجتماعي المتماسك بين أهل البلد في زمان ولى ومضى! وشرفة نرى منها أياما رائعة مضت حين نقرأ عن «رحلات المقيظ بين السنة والشيعة» للكاتب حمد النعيمي، وحين يطرب مسامعنا كبار السن في الطائفتين حين يروون لنا «كان يا ما كان» يحيي قلوبهم، وربما… ربما حين نشاهد «مسلسل سعدون»!

أينما تذهب سترى الوجه الحقيقي أمامك: خطب جمعة… تصريحات نارية… مقالات طائفية… حرائق وسلندرات… شهداء وضحايا… أوراق سرية وأخرى علنية… سوق يجد فيها تجار المصالح مساحات لا تنتهي لبيع بضائع من جميع الأصناف… لزبائن من جميع الفئات.

والأدهى من ذلك، أن الكل ضد الطائفية، والكل ضد العبث بمنجزات البلاد، والكل ضد تصنيف المواطنين وتلوين ولاءاتهم، والكل يتحدث عن الحقوق والواجبات، والكل، الكل بلا استثناء، يحملون هموم الوطن!

في لحظات، قد تسنح الفرصة «للمواطن» لأن يفكر في وضع الوطن وأهل الوطن وتراب الوطن… وينظر إلى حقيقة الأوضاع في هذا المجتمع الصغير الذي نفرح أن نطلق عليه اسم «البيت العود» الذي يجمع السنة والشيعة، المسيح واليهود.. العرب والعجم، العابر والمقيم… ولكن هناك «أكذوبة» ورثناها، وحقيقة أردنا لها أن تتوارى خلف المجهول، وهي شرارة، إن كبرت يوما واشتد أوارها، قل علينا جميعا السلام… صراع خطير يمزق الأوصال… ليس في فمي ماء، ولكن في قصيدتي المتواضعة شجون:

يلوح من البعد جور الزمن

وبالقرب تبدو بقايا وطن

وشعب تهيأ كي ينتقم

من الأخ والجار وقت المحن

فبالأمس قالوا لنا بيتنا

كبير ولن يعتريه وهن

فإن كنت «شيعي»… فشيعتنا

وإن كنت «سني» ففيك السنن

ولكن سقطنا بلا عثرة

فنحن جميعا نحب «الحسن»

ونجنح «للصلح» حين نرى

معاوية ما دس سم اللبن

ويسحقنا ظلم تاريخنا

ويجرفنا في الخلافة «فن»

وقالوا وقلنا كفانا أسى

ألا إننا جبل من ضغن

فنعشق تكسير أطرافنا

ونفرح حين نبيع العفن

وما أسعد الناس وقت الحريق

ووقت النعيق ووقت الفتن

وتؤلمنا شنشنات «الغريب»

يتاجر فينا بأغلى ثمن

كذبنا على بعضنا كذبة

بأنا جميعا فداء الوطن

وهل يصدق القول وقت النفاق؟

عضيدي أمامي وخلفي طعن؟

كذبنا على بعضنا كذبة

فأين الحقيقة… أين الوطن؟