محمد الوشيحي

كلنا دعيج

احتراما للاتفاق غير المكتوب بيننا، لا يجوز لبعض الكتّاب الأصدقاء التعليق على تصريحات النائب الفاضل دعيج الشمري، باعتباري حاصلا على الوكالة الحصرية في الكويت والشرق الأوسط للتعليق على تصريحاته ومواقفه ومبادراته، وفي المقابل لا يجوز لي التعليق على تصريحات بعض النواب، باعتبارها ملكاً لزملاء كتّاب آخرين… «واللي أوله شرط آخره نور». متابعة قراءة كلنا دعيج

د. شفيق ناظم الغبرا

هل هناك تسوية للصراع العربي – الإسرائيلي؟

يبدو مما هو قائم، ورغم الاهتمام الأميركي الجديد، أن تسوية الصراع العربي – الإسرائيلي لن تصنع بسهولة وقبل مرور مزيد من الصعوبات والمواجهات والتعثرات. ما وقع في غزة من مجزرة وما سيقع في المستقبل من ردود فعل يشير إلى بُعد التسوية، وما يقع من اعتقالات واغتيالات في الضفة الغربية يؤكد أن الصراع لن ينتهي في المدى القريب. فهناك في الساحة الفلسطينية ضعف واضح: حركة «فتح» تتراجع نسبة لما كانت عليه من حركة وطنية جامعة لا تقل في حجمها للفلسطينيين عن حجم جبهة التحرير الجزائرية في زمن الثورة. أما حركة «حماس» فهي الأخرى تتراجع في قوتها وزخمها وشعبيتها بالطريقة نفسها: انتشار الفساد، سياسات القمع بحق المعارضين تأجيج للصراع الداخلي، خطف شخصيات وطنية وتخوين شخصيات مناضلة. في أجواء كهذه لن يستطيع الرئيس الفلسطيني أبو مازن أخذ قرارات كبرى تقرر مصير السلام. ففي فلسطين لا توجد حتى الآن شخصية جامعة تستطيع أخذ قرارات تاريخية كشخصية ياسر عرفات. فبغيابه يزداد تفكك الحركة التي أسسها، بل ربما علم الإسرائيليون وعلم شارون أن التخلص منه كان سيؤدي إلى هذه النتيجة. متابعة قراءة هل هناك تسوية للصراع العربي – الإسرائيلي؟

سامي النصف

إعلام وعلوم طيران

التهنئة لدارنا «الأنباء» في عيدها الـ 32 وللزميلة «الوطن» في عيدها الـ 34 وللاخوة يوسف الجلاهمة وماجد العلي على تسلم قيادة «الراي» وللأخ شريدة المعوشرجي على قرب صدور «الرؤية».

والتهنئة موصولة للأخ حمد الفلاح على رئاسة «الكويتية» متمنين ان يسخر الجهود «لتوحيد الصفوف» للارتقاء بالمؤسسة ومواجهة التحديات الضخمة القادمة فأعين المسؤولين والنواب والإعلاميين والعاملين في المؤسسة والمواطنين مسلطة على ما يجري في «الكويتية» خلال الفترة المقبلة.

في لندن هبطت قبل يومين ما توصف بأنها أأمن طائرة في العالم ونعني البوينغ 777 التابعة للخطوط البريطانية والقادمة من بكين على الحقل الأخضر الواقع قبل ممر الهبوط بعد أن توقفت محركاتها وأجهزتها الإلكترونية والكهربائية على ارتفاع 500 قدم، وقد أتى الثناء سريعا من الصحافة والمختصين لكابتن الطائرة بيتر بريكل الذي قيل انه يستحق ميدالية كفاءة ذهبية بحجم مقلى الزيت كونه أنقذ الطائرة وركابها من موت محقق عبر الطيران الشراعي GLIDE بالطائرة للأرض متفاديا المنازل والطرق السريعة تحته.

إلا أن الكابتن أشار وبتواضع الى ان من أنزل الطائرة هو مساعده جون كوارد كما أثنى على رئيسة طاقم الضيافة شارون اثيون لكفاءتها في قيادة عمليات اخلاء الطائرة، وفي مثل هذه الحوادث يبقى الطيار هو البطل – حتى يثبت عكس ذلك – وقد كان أمامه هو ومساعده 25 ثانية للتصرف قبل الارتطام بالأرض مع ملاحظة انهم قادمون من رحلة ليلية طويلة مرهقة وهو ما يسبب عادة الأخطاء البشرية.

والحقيقة ان الطيار هو من يتحمل أخطاء الآخرين من مصنعين للطائرات وفنيين ولا يوجد خلفه من يصحح خطأه، كما انه الأول في التضحية بنفسه كونه يجلس في مقدمة الطائرة حيث تشير بعض الدراسات المختصة الى ان خلف الطائرة يزيد من فرصة نجاة الراكب بمقدار 40% عن المقدمة نظرا لكون الجزء الأمامي هو ما يرتطم بالأرض ويمتص الصدمة أولا، ولو استخدمنا لغة الألوان لقلنا ان الجزء الأمامي هو الأحمر أي الأكثر خطورة والأوسط هو الأصفر والأخير أي «السياحية» هو الأخضر.

وقد أخر ذلك الحادث رحلة رئيس الوزراء البريطاني على البوينغ 747 المؤجرة والمتجهة الى بكين والمنتظرة قرب ممر الهبوط وقد كان بمعيته 25 رجل أعمال على رأسهم السير ريتشارد برونسون صاحب شركة «فيرجن» للطيران المنافس الرئيسي للبريطانية والمعروف بولعه الشديد المتكرر بالتحليق الخطر بالمنطاد الى ارتفاعات عالية في محاولة منه لكسر الأرقام القياسية للدوران حول العالم.

والسفر من برد الى برد اكثر، اتجه اليوم الى بيروت للمشاركة في برنامج على «العربية» مع الاستاذ غسان تويني واخرين للحديث عن الديموقراطية في الوطن العربي وبسبب ذلك اعتذرت عن التوجه للشقيقة قطر للمشاركة في برنامج «الاتجاه المعاكس» هذا الاسبوع حول زيارة الرئيس بوش الاخيرة للمنطقة، بعد متابعة درجة الحرارة في العاصمتين وجدت انني قد أكون اتخذت القرار الخطأ.. مناخيا!

آخر محطة:
بعد الاستجواب الراقي الذي قدمه، لو كنت من النائب الخلوق د.سعد الشريع لأعلنت «لأجل الكويت قدمت طلب الاستجواب ولأجل الكويت أطلب إلغاء مقترح سحب الثقة» ولن استغرب ان فعلها الدكتور الفاضل حفاظا على وحدة الصف ومنعا لانقسام الكتل النيابية واحراج بعض زملائه من جميع الكتل.

احمد الصراف

طيران الجزيرة مثالا

«نكثر من شكوى فقر الجيب وحري بنا الشكوى من قلة التدبير!!»

نشبت قبل أسابيع معركة «أخلاقية» بين نواب الاستحواذ من جهة، والغيورين على مستقبل الدولة ومصير الأجيال القادمة من جهة أخرى، كان ميدانها ثروات الأمة النقدية التي طالب هؤلاء النواب الحكومة بتسييلها وتوزيعها على «الشعب» في شكل زيادات كبيرة على رواتب موظفي الدولة، وإسقاط قروض البعض من المواطنين وإدخالهم الجميع كشركاء مؤسسين في بنوك وشركات جديدة عملاقة، دون تحميلهم شـــيئا من رؤوس أموالها، وأخيرا وليــــس آخـــرا، توزيع منح سنوية نقدا على كل فرد يحمل الجنسية الكويتية!
لا نود هنا التقليل من معاناة عدد كبير من المواطنين الذين تورطوا، بملء إرادتهم أو بغير ذلك، في الاقتراض لفرش بيت أو تكملة قيمته أو تمويل رحلة شهر عسل أو غير ذلك من الأمور الأكثر أهمية وحيوية، ولكن هذا لا يعني أن الأمة كلها مدينة للمصارف وشركات التمويل!
ولو نظرنا لعدد الشركات المساهمة التي قامت الحكومة بإلزام مؤسسيها بتخصيص نسب كبيرة من رؤوس أموالها للمواطنين، وذلك فقط في السنوات العشر الأخيرة على الأقل، وللزيادات شبه الخيالية التي طرأت على أسعار تلك الأسهم فور إدراجها في سوق الأوراق المالية بعد فترة، والتي بلغت ستة أضعاف سعر التأسيس في حالة «طيران الجزيرة»، وأكثر من سبعة أضعاف ذلك في بنك بوبيان كمثالين فقط، لوجدنا أن الكثيرين الذين لم يكترثوا بالمساهمة في أسهم الكثير من هذه الشركات المساهمة، سواء من مدخراتهم أو بالاقتراض، وكانت نتيجة ذلك خسارتهم للكثير، وبالتالي فحريّ بهؤلاء الشكوى من سوء التدبير أكثر من شكواهم من سوء الحال والمصير.
المسألة لا علاقة لها بالشماتة أو السخرية من أي كان، ولكن من قبل بأن يبقى فقير المال والحال في بلد معطاء، كالكويت فسيبقى كذلك بزيادة رواتب أو بغيرها، ولو أعفي من دفع أقساط قروضه، فإنه سيهرول في اليوم التالي للاقتراض من جديد!
إن من ولدوا وفي أفواههم ملاعق ذهب أو فضة، أو حتى «ستانلس ستيل»، لم يكونوا يمثلون شيئا قبل عقود ثلاثة فقط. ولكن لو نظرنا لعددهم الآن لوجدنا أن نسبتهم قد تضاعفت مرات عــــدة عما كانت عليه قبل ثلاثين عاما! وســــبب ذلك يعود للتدبير والتوفير والحرص في إدارة المال، وهذه جميعها تحتاج عادة إلى مستوى معقول من التربية والتعليم.
يقول المثل الشعبي العراقي: «عندك تاكل؟ قال: لا! قال: عندك تغرم؟ قال: بلي!».
وهكذا حال الكثيرين منا الذين هم على أتم الاستعداد لصرف آخر قرش في جيوبهم على اللذيذ والممتع، ولكن عندما تحين فرصة استثمارية جيدة كشراء سهم فإن التردد يكون عادة سيد الموقف.
إن الفرصة لم تضع أمام هؤلاء لتحقيق ثروات صغيرة تكون نواة لثروات أكبر، فالشركات المساهمة العملاقة قادمة قريبا ولكن مَنْ م.ن هؤلاء سيكترث بالمساهمة فيها، ومن منهم سيسمع بها أصلا، لولا الطلب على شراء «جنسياتهم»؟!

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

الحسين الذي لا يهزم!

 

الحسين (ع)، ليس مصدر إلهام نضال تاريخي للباحثين عن الحرية في هذا الزمان كما اعتقد ويعتقد البعض من المفكرين والخطباء والمشايخ – ومن بينهم مشايخ الفتنة – فقد تجاوزت نهضته هذه الأطر ليصبح وتصبح مبادئه منهجا عصريا متجددا مع كل أمة، تعيش في وجدان أية جماعة من البشر أينما كانوا.

الحسين (ع)… لم يهزم ولن يهزم… وليس الحديث هنا حديث تاريخ! فلست من أولئك الذين يميلون إلى التوغل في غياهب الكتب والكهوف المظلمة فيها ليعيشوا في زمان مضى، لا يثمر إلا عن مزيد من البعد عن العصر ومتطلباته، ولأنه ليس حديث تاريخ، فإن ثمة محاولات عصرية حديثة، على ألسنة أناس أطلقواعلى أنفسهم مشايخ أو باحثين إسلاميين، هم اليوم في الكثير من الدول الإسلامية، لا هم لهم إلا أن يقولوا للأمة : «الحسين خرج على دين جده فقتل بسيف جده»! لكن الأمة لم ولن تصغي لهم.

جاهدوا لنشر الفكرة سنين طويلة، حتى ألف بعضهم «كويتبا وكتيبا» صغير الوزن رخيص المضمون يدافع فيه عمن ظلموا الحسين (ع)، فلم يجد من أبناء الأمة الشرفاء إلا كل الاستنكار والرفض في زمن العلوم والتقنيات التي أصبحت فيه البشرية في حاجة إلى المد المعنوي والمضامين النفسية والأخلاقية والاجتماعية التي يحتضنها في حضن العدالة الاجتماعية المنبثقة عن الدين المحمدي وامتداده الحسيني الرسالي.

الحسين لم يهزم ولن يهزم… في ذلك الزمان، في يوم العاشر من العام 61 للهجرة، حتى قال من قال: «الحسين انهزم عسكريا لكنه انتصر دينيا وأخلاقيا»، لهذا، ذهب العتاد وذهب العسكر وذهبت ريحهم، وبقي عطاء الحسين يتجدد… يضرب كلام وترهات المتخلفين عرض الجدار. تعالوا نقرأ ما قالته الكاتبة الإنجليزية فريا ستارك التي كتبت فصلا صغيرا عن عاشوراء في كتابها المعروف باسم «صور بغدادية» في صفحة (145 – 150) المطبوعة في كيلد يوكس العام 1947:

«على مسافة غير بعيدة من كربلاء جعجع الحسين إلى جهة البادية، وظل يتجول حتى نزل في كربلاء وهناك نصب مخيمه… بينما أحاط به أعداؤه ومنعوا موارد الماء عنه. ولاتزال تفاصيل تلك الوقائع واضحة جلية في أفكار الناس في يومنا هذا كما كانت قبلا، وليس من الممكن لمن يزور هذه المدن المقدسة أن يستفيد كثيرا من زيارته ما لم يقف على شيء من هذه القصة، لأن مأساة الحسين تتغلغل في كل شيء حتى تصل إلى الأسس، وهي من القصص القليلة التي لا أستطيع قراءتها قط من دون أن ينتابني البكاء».

انتهى الاقتباس… لكن تلك الكاتبة لم تبك في العام 1947 أو ما قبله أو ما بعده لأنها «جزعة» تلطم الخدود… بل لأن مأساة الحسين «تتغلغل في كل شيء حتى تصل إلى الأسس»… والأسس هذه كلها مجموعة في مبادئ عاشوراء الحسين (ع)، لذلك، لم ولن ينهزم.

محمد الوشيحي

حملة عن حملة… تفرق

يتباكى الأصدقاء على اختفاء الفقع (الكمأ باللغة العربية) من أراضي الكويت، بينما يتباكى محدثكم على اختفاء الجمال بين صبايا الكويت… لدينا فائض من القبح و «الجكر» منتشر بين النساء والصبايا بكميات جاهزة للتصدير للدول الشقيقة والصديقة وإغراق أسواقها، اللهم زد وبارك. هذا الفائض أدى إلى تضخم في أعداد المنقبات غير المتدينات، جزاهن الله خير الجزاء على جميلهن الذي لن ينساه الشباب بعدما أضحى الحجاب غير كافٍ لمعالجة تدهور الأوضاع، عليّ الطلاق لم يعد الحجاب يكفي، ولا بد من النقاب وبسرعة، اليوم قبل الغد. متابعة قراءة حملة عن حملة… تفرق

سامي النصف

سمك له وجوه الرجال!

في البدء الشكر الجزيل للاخوين الفاضلين علي اشكناني وماهر الايوب من منضوي الادارة العامة للجوازات والجنسية على حسن الاداء ورحابة الصدر في تعاملهما مع المراجعين، وقد ابتدع الاخ ماهر الايوب روزنامة جميلة لعام 2008 يمكن للمراجع ان يعرف من خلالها الوقت المناسب لاستبدال الجواز، وقد علمت من ابو عبدالله ان جواز السفر يكلف الدولة 25 دينارا ويدفع المواطن 3 دنانير للحصول عليه، الا ان البعض ما ان يغضب على زوجته واولاده حتى يقوم بتمزيق جوازاتهم ويدفع المال العام ثمن ذلك الغضب.

اتى في الحديث النبوي الشريف الحث على طلب العلم حتى من الصين، مما يعني ان العرب كانوا يرتحلون الى تلك الديار البعيدة عندما لم تكن هناك طائرات او جوازات سفر او عملات عالمية كالدولار او شيكات سياحية او حتى لغة كالانجليزية يستخدمها الجميع للتفاهم بينهم كالحال هذه الايام، وقد اطلعت قبل مدة على كتاب لتاجر خليجي يسمى سليمان كتبه عن ذكريات ترحاله للهند والصين وغيرهما من البلدان في القرن الثاني الهجري، اي التاسع الميلادي.

يقول ذلك التاجر انهم كانوا يتزودون بالمياه من شط العرب، الا ان السفن تغادر لتلك البلدان البعيدة من ميناء يدعى «سيراف» على الشاطئ الشرقي للخليج ثم يتوقفو في مسقط في عمان ثم يعبرون عن طريق «الدردور» الى جزيرة سرنديب (سيلان) وبعد ذلك للهند ثم اخيرا لميناء «خانفوا» الصيني الذي يعتقد انه ميناء «كوانزوا» الحالي القريب من هونغ كونغ.

ويقول التاجر سليمان ان البضاعة تبقى في بيت المال في «خانفوا» تحت رعاية وال عربي مسلم يعينه امبراطور الصين حتى تجتمع البضائع القادمة من السفن الاخرى المحملة من الهند والمنطقة العربية، فتعرض جميع تلك البضائع على التجار الصينيين القادمين من جميع المناطق بعد فترة تأخير وانتظار تمتد الى 6 اشهر (الارجح ان ذلك الوالي تدريب بلدية الكويت ومعتاد على «راجعنا الشهر الياي»).

ومما اتى في الكتاب القيم الذي حققه د.سيف المريخي واصدره مركز زايد للتراث والتاريخ ان الدولة الاموية كانت اول من تبادل السفراء مع الصين، كما عززت تلك العلاقات الديبلوماسية ابان حكم ابوجعفر المنصور اوائل الدولة العباسية، ويروي التاجر سليمان ان اول جوازات سفر استخدمت في الصين، حيث كان الولاة يصدرون اوراقا للمسافرين تتضمن اسماءهم واعمارهم واسماء واعمار من معهم (جواز سفر جماعي) وتتضمن الاوراق توصية من امبراطور الصين بتسهيل سفرهم.

ويطنب الرحالة التاجر في وصف عادات شعوب الدول التي مر بها من الخليج الى الصين، ويرى ان هناك اتفاقا آنذاك على ان اعظم ممالك الارض هي مملكة العرب (الدولة العباسية) تليها مملكة الصين ثم مملكة الروم واخيرا مملكة الهند (لا ذكر للولايات المتحدة)، وقد وصف التاجر في كتابه الطريف والظريف فواكه تلك البلدان وحيواناتها واديانها وعاداتها الغريبة كحرق الزوجات في الهند بعد موت ازواجهن، ومما قاله ان ملك الصين لا يقبل اي شكوى شفهية بل يجب ان تكون مكتوبة بشكل مفصل واسلوب جميل، ويضيف التاجر ان جميع اهل الصين يعرفون القراءة والكتابة.

ويظهر ان سليمان التاجر كان يصيبه دوار بحر اثناء الرحلة فيبقى في «الخن» طوال الوقت ليقص عليه البحارة بعد ذلك ما يدعون انهم رأوه، فبعد شرحه الدقيق لاحوال البر نجد ان الامر يختلف عن شرحه لاحوال البحر، فيتحدث عن اسماك لا يمكن ان تكون حقيقية منها سمك له وجه انسان اسمه سمك «الميج» وسمك آخر يقفز من البحر الى جوز الهند فيشرب ماءه ويأكل ثمره ويرجع للبحر، وسمكة ثالثة اسمها «الطوال» ما ان تصطادها حتى تجد داخلها سمكة وداخل السمكة سمكة (هكذا)، ولم يذكر ما اذا كانت السمكة الاخيرة تجدها محشوة بالثوم والبصل والطماط وجاهزة للشواء ام لا، واخيرا سمكة عظيمة تنفخ الماء فيكون كالمنارة (الحوت بالقطع) وان اصحاب السفن كانوا آنذاك يقرعون الناقوس طوال الليل والنهار كي يرعبوها فتبقى بعيدا عن السفن كي لا تغرقها، ولك ان تتصور حالة السمع لدى المسافرين عند الوصول (عمك اصمخ).

سعيد محمد سعيد

أعداء الشعب… أعداء الحكومة قطعا!

 

يخطئ من يظن أنه لا «أعداء» في الداخل للحكومة والشعب على حد سواء في هذا البلد! يخطئ كثيرا من يحمل هذا الاعتقاد، لأنه بذلك سيقع ذات يوم من شاهق، وسيرتطم بأقسى حقيقة باعتباره واحدا من مئات المخدوعين والمغرر بهم!

في بلادنا، لفيف غريب من الأعداء الذين يتفننون في توجيه قذائف التدمير للمجتمع لتصيب أضرارها الفتاكة الناس أولا، ثم يأتي دور إصابة الحكومة بعدهم مباشرة… وقد وضعت تصنيفا في هذا المكان ذات يوم، لأولئك الأعداء، ومنهم كتّاب في الصحافة ومسئولون كبار وصغار، ومشايخ وعلماء دين من الطائفتين، وبينهم أيضا نواب وناشطون في مختلف الاتجاهات.

المهم، أن الطامة الكبرى، هي أن أولئك الأعداء الذين يكيدون الكيد لأهل البلد، يخطئون – من حيث يحتسبون أو لا يحتسبون – في تقدير الأمور من باب الظهور بمظهر الموالي العظيم الذي يفني نفسه وأهله وماله من أجل البلد، وهو لا يعدو كونه مجرد باحث عن مصالح ومناصب ومال وجاه… وهذا التقدير الخاطئ مؤداه أنهم يهينون الحكومة في كثير من الأطروحات التي يقدمونها على أنها (كشف عظيم) لا تعلم عنه الحكومة ومسئوليها وكأنهم نيام!

لقد أخطأ الكثير من أولئك «الأعداء للبلد وللحكومة» حينما ملأوا الصحف، وظهروا في التلفزيون مرات ومرات، وتحدثوا في الإذاعة مرات ومرات عن انتعاش اقتصاد البلد وارتفاع معدلات النمو الاستثماري، وتنفيذ المشروعات الجبارة وتقديم التسهيلات كافة للمستثمرين، ومضوا على هذا المنوال طيلة سنوات! والناس، وأولهم المستثمرون، كانوا يعلمون بأن هناك «خللا» يدمر اقتصاد البلد يبدأ بالعقبات والعراقيل، وينتهي «بتطفيش» المستثمر، وأولئك الأعداء «طايحين مديح وهمي كاذب»، كشفته مبادرة سمو ولي العهد التي استجاب لها جلالة الملك وسمو رئيس الوزراء، والمرتبطة بتعطيل تنفيذ خطط الإصلاح الاقتصادي.

وللحكومة نقول، هم أولئك الكتّاب والنواب وبعض وجهاء وخبراء تحدثوا وأثنوا وامتدحوا النجاح المبهر في تنفيذ المشروعات الاقتصادية، واستخدموا الكذبة سنين طويلة حتى انكشفت! هم أنفسهم يا حكومة، الذين يحرضونك ضد الشعب وضد مطالب الناس، وضد رغبة المواطن البحريني في العيش عزيزا في بلاده كونه مواطنا من الدرجة الأولى.

هم ذاتهم الذين يحرضون الحكومة اليوم على المواطن طبقا لانتمائه المذهبي، فإن كان هواهم يتطلب الضرب في الشيعة فعلوا! وإن كان هواهم الضرب في السنة فعلوا أيضا! هم ذاتهم الذين ينعم عليهم بعض المسئولين بالهبات والأعطيات والسيارات والأراضي والشيكات والسفرات وركلات الجزاء ضد غيرهم من المواطنين.

في قرارة نفسي، أريد من الحكومة، وأنا مواطن من رعاياها، أن تتبع المقولة الرائعة : «صديقك من صدقك»! لأنهم – يا حكومتنا – لا يحبونك ولا «يطيقونك»، ويكذبون وسيكذبون عليك في أعمدتهم التي تهاجم «الوفاق» و»حق» كما تهاجم «العدالة والتنمية» و»الأصالة» بحق وبغير وجه حق! وتهاجم كل بحريني «مصدق نفسه» ويتحدث بكل حرية منتقدا تارة ومتذمرا تارة أخرى، ويعتبرونه إرهابيا مدمرا للأوطان…

اليوم يمتدحون «التجنيس العشوائي» وغدا ستغضبين عليهم… اليوم، ينكرون «التمييز والطائفية» وغدا ستكتشفين زيفهم وكذبهم… يا حكومة، هم لا يحبون إلا (خزنتش المليانة)… تأكدي أنهم منافقون علاماتهم ثلاث شهيرة: إذا حدثوا كذبوا، وإذا ائتمنوا خانوا، وإذا وعدوا أخلفوا!

يا حكومة… «شوتيهم شوته قوية، وستربحين»!

د. شفيق ناظم الغبرا

بوش وجولة العالم العربي في دائرة التقييم

تعكس زيارة الرئيس بوش الأخيرة، وهو في عامه الأخير في الرئاسة مدى اهتمامه بالأوضاع العربية المؤثرة على الحرب والسلام العالميين. ففي هذه الزيارة التي تعكس مزيداً من العمل الديبلوماسي ما ينبئ منطقتنا ببعض المفاجآت سواء كانت سلبية أو إيجابية وسواء كانت لصالحنا أو لغير صالحنا. فالإدارة الأميركية تعاملت مع الشرق الأوسط على مدى الأعوام الثمانية الماضية بطرق مختلفة مستخدمة الوسائل المسلحة والضغوط والديبلوماسية في الوقت نفسه. إن الولايات المتحدة في حالة حرب في منطقة الشرق الأوسط، فقواتها في العراق وأفغانستان تعد بمئات الآلاف، وهي في حالة مواجهة مع الجمهورية الإسلامية في ايران، ومع سورية ومع «حزب الله» ومع الحركات الإسلامية ومع «حماس» وفوق هذا كله مع «القاعدة». متابعة قراءة بوش وجولة العالم العربي في دائرة التقييم

سامي النصف

سفيرة وسفير فوق العادة

حضرت الليلة قبل الماضية حفل مجلة «العربي» بمناسبة مرور نصف قرن على صدورها الذي رعاه صاحب السمو الامير وحضره وزير الاعلام وكبار المسؤولين في الوزارة ورئيس تحرير مجلة «العربي» وحشد كبير من الضيوف العرب والاجانب، وقد اقيم ضمن الانشطة المختلفة حفل موسيقي جميل للدكتور سليمان الديكان، وقد كان تنظيم الحفل رائعا ومشرفا، فمبروك لمجلة «العربي» التي هي بمنزلة سفيرة كويتية فوق العادة لدى الامم المتحدة.

وقد القى د.عبدالهادي التازي رئيس البلاط الملكي المغربي الاسبق كلمة الضيوف المكرمين، وقد كان رغم كبر سنه الذي تجاوز حسب قوله الثمانين بكثير طريفا وعميقا في طرحه، فمما ذكره انه كان في الكويت عام 58 ابان عقد مؤتمر الادباء العرب الرابع وصدور مجلة «العربي»، وقد شاهد آنذاك الامهات الكويتيات يلبسن العباءة السوداء وبناتهن يشاركن في العرض الرياضي وهن يلبسن التنانير البيضاء، فأبرق لزوجته بأنه يشهد من مكانه دولة قررت السير سريعا الى الامام وتوقع لها ان تسبق الامم الاخرى.

خرجت من حفلة المجلة السفيرة الى ديوان سفير النوايا الحسنة الكويتية الصديق عبدالعزيز البابطين الذي اجاب احد ضيوفه العرب بأنه عرض شراء مكتبة برهان باشا اعيان في البصرة حتى لا تتلف او تحرق مخطوطاتها الاثرية التي لا تعوض على ان تبقى باسم صاحبها ومازال بانتظار رد الورثة حتى يستقدمها للكويت للحفاظ عليها، وكان تعقيب الضيف العربي الكريم ان الواجب يقتضي من الورثة الاسراع بتسليمها لتجديدها قبل ان نفجع بها كما فجعت الانسانية بضياع ما تبقى من آثار السومريين والبابليين والآشوريين القديمة في عراق الميليشيات.

ولأن الشيء بالشيء يذكر، فقد تطرق الحديث في جانب منه عن الباب التاريخي الذي اهداه المغفور له الشيخ مبارك الكبير لأحد ولاة الزبير، وقد بقي الباب هناك حتى الثمانينيات عندما احضره ابوسعود من العراق ورممه واعاده لوضعه الاول، الا ان الاحتلال الصدامي تسبب بفقده مرة اخرى، وهناك محاولات جادة للوصول اليه واعادته للكويت بعد ترميمه ووضع قصة مساره وترحاله عبر العقود في لوحة قريبة منه.

ونود من الاخ ابوسعود – وكذلك الاخيار من رجال الكويت – اصدار كتب الذكريات تباعا بدلا من الانتظار واصدارها دفعة واحدة، فيمكن على سبيل المثال لابوسعود ان يتناول كتابه الاول سيرته الذاتية والثاني ذكرياته مع القادة والرؤساء وثالث عن هواية القنص ورابع عن الاسفار والرحلات وخامس عن المشاريع الخيرية وسادس عن اللقاءات التي يرعاها كل عامين للشعراء العرب والمسلمين في إحدى عواصم العالم وكما يقال خير البر عاجله.

آخر محطة:
كرمت مجلة «العربي» العم بدرخان البدر مدير دائرة الارشاد عام 1955 وصاحب عدة مؤلفات تناولت سيرته الذاتية، نرجو من جمعية الطيارين ومهندسي الطيران الكويتية ان تقوم بتكريم العم بدر البدر كونه اول طيار كويتي حلق بطائرته في انجلترا في اوائل ثلاثينيات القرن الماضي.