محمد الوشيحي

دوي الصمت

مصر لديها الأهرامات في الجيزة والمعابد في الأقصر، فرنسا لديها برج إيفل، أميركا تفخر بناطحات السحاب وبتمثال الحرية، الهند تفخر بتاج محل، الإيطاليون يصطحبون ضيوفهم إلى برج بيزا المائل، الكوايتة يصطحبون ضيوفهم لرؤية عبد الله المحيلبي… لكل دولة معالمها.
وللمقيمين خارج دولة الكويت، بلد العظماء، نقول: عبد الله المحيلبي هو وزير المواصلات والأوقاف (لاحظ الجمع بين وزارتين إحداهما تهتم بالتطور والتكنولوجيا ولها علاقة بالأقمار الصناعية وسباق الزمن وغيرها، والأخرى تهتم بالثوابت! هي في الحقيقة ليست ثوابت عند الجميع، لكن الربع ثبتوها بالحبال والمسامير)… السيد عبد الله المحيلبي استيقظ فجأة من نومه الكريم فقرر القبض على الهواء متلبسا، وأصدر قراره التاريخي بمراقبة المنتديات الإلكترونية السياسية. وأنا على استعداد لقطع ذراعي من أعلى الرئة إذا كان الوزير يعرف طريقة تصميم المنتديات، أو يجيد التعامل مع الانترنت.
محدثكم الوشيحي، صاحب هذا العمود الفقري (سكّن القاف وافتح الفاء، وأغلقه بعد خروجك، ولا عليك أمر) كان يعتقد بأن لديه من الخيال ما يعينه على توصيف الأمور، أو هكذا غرر به جلساء السوء، لكنه اليوم يقف باسطا كفيه المفتوحتين للأعلى، ضامّا منكبيه إلى رقبته، مدلدل الشفّة السفلى وهو يشاهد خياله الذي تحول من نسر إلى ديك بعد قراءة تصريح الوزير الخارق عبد الله المحيلبي. متابعة قراءة دوي الصمت

سامي النصف

حوار حول الليبرالية والإسلامية

في البدء مع الزملاء الاعزاء، والعزاء الحار للزميل والصديق فيصل عبدالعزيز الزامل على وفاة المرحومة عمته، فللفقيدة الرحمة والمغفرة ولأهلها وذويها الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون، وعودة سالمة غانمة للزميل عادل القصار من رحلة المرض الذي ألمّ به وأجر وعافية ان شاء الله، وعدت أخي عادل والعود أحمد.

حضرت لقاء في احد الدواوين التي يغلب عليها الطابع الليبرالي وبعد العشاء طرح احد الحضور المميزين قضية مهمة وهي كيف لأحد ان يدعي الليبرالية وهو يرفض تزويج ابنته من شيعي اذا ما كان سنيا ومن سني اذا ما كان شيعيا، وقد ابتدأ النقاش حول هذا الموضوع لحظة مغادرتي المكان، وقد وجدت ان القضية تستحق الكتابة حولها، فكان هذا المقال.

وسأرجئ رأيي الشخصي الى الختام، وأبدأ بالقول ان هذا المنطق شبيه بمن يقول للاسلاميين الكويتيين ان كنتم صادقين في انتمائكم الاسلامي فعليكم الا تمانعوا في تزويج بناتكم لأي مسلم آسيويا كان أم افريقيا كما يوجب هذا المنطق الا يمانع الاسلاميون في منح الجنسية الكويتية لأي مسلم لحظة وصوله البلاد لكون الهوية الاسلامية واحدة وتجبّ ما غيرها.

وإشكالية مثل هذا الطرح انه لا ينظر للثقافة المجتمعية السائدة، كما أنه يساهم في اخراج الناس من الليبرالية بدلا من ادخالهم فيها على طريقة «احرجوا فاخرجوا» حاله كحال المتطرفين المؤدلجين ممن يسارعون في اخراج الناس من الدين بدلا من ان يتسابقوا في ادخال الناس له.

ثم أين يقف مثل ذلك الطرح فيما يخص الليبراليين؟! أي لو وصلنا الى مرحلة قبل بها الجميع بإلغاء الحواجز المجتمعية المفرقة بين الطوائف والاعراق، وهو أمر ممتاز ونأمل ان يتم سريعا، فهل سيتوقف الأمر عند ذلك الحد، أم سيأتي من يضع محكا وشرطا جديدا للانضواء تحت الليبرالية وهو القبول بالزواج المثلي للابناء أو التفسخ الخلقي للبنات، ومن لا يقبل بمثل تلك الاشتراطات مستقبلا فلن يحق له الادعاء بالليبرالية!

إن «الليبرالية» ومثلها الديموقراطية، وحتى الانتماءات الدينية لها ألف وجه ووجه عند التطبيق، والذي يختلف باختلاف قيم وثقافات المجتمعات المعنية، فالليبرالية اليابانية تختلف عن الاميركية تختلف عن الاسكندنافية تختلف عن العربية، بل ان الليبرالية في صميم فهمها هي الايمان بحق كل ليبرالي بأن يكون له تفكيره ومجموعة القيم الخاصة به دون ان يتسبب ذلك بإخراجه منها، بعكس بعض التوجهات السياسية الاخرى التي تصنع قوالب جامدة يتم الالتزام الاعمى بها أو… الطرد!

يتبقى اننا وضعنا في مقالات سابقة حلا واقعيا ومتقدما لبعض الاشكالات المجتمعية التي تفرق وتميز بين الناس في الزواج وغيره، وهو ما يتعارض مع القيم الانسانية والدينية والليبرالية التي تطالب بالعدل والمساواة بين الجميع، وقد كان المقترح هو الغاء ما بعد الاسم الثاني أو الثالث للانسان كي تسقط الفوارق بجميع أنواعها، ويصبح المحك الحقيقي هو الكفاءة وحسن الخلق وطيب التعامل مع الآخرين ولا شيء غير ذلك.

آخر محطة:
آلمنا الحكم الذي صدر بحق السيد جميل السلطان دون ان يعلم به، في الدول الاخرى يفرش السجاد الاحمر لرجال الاعمال، ويتم سؤالهم عن العراقيل التي تواجههم لازالتها، لدينا يتسابق كثيرون لرمي الاشواك امام رجال الاعمال عن طريق افشاء الحسد وتعزيز البيروقراطية وفسخ العقود الحكومية، وآخر الابتكارات رفع الدعاوى القضائية عليهم دون علمهم، كويت المركز المالي تعني دورا أكبر للقطاع الخاص، وهو دور لن يستطيع القيام به رجاله من خلف قضبان السجون!

احمد الصراف

قصيد سيمفوني

عندما كان صغيرا كان الوحيد بين اخوته الذي كان يحبو من غرفته ليجلس امام غرفة ابيهم الخاصة لفترة طويلة، منجذبا لما كان يصدر من داخلها من اصوات موسيقية وعزف والحان شجية.
مع نموه العمري نما معه حبه للموسيقى بجميع الوانها والحانها، وعندما اصبح يافعا قرر التخصص في دراستها حسب الاصول، ولكن والده لم يوافقه على ذلك لعلمه، من واقع تجربته الشخصية كفنان وملحن معروف، أن الفن الموسيقي، او اي فن رفيع، لا يوكل خبز في وطنه الطارد للفن ومجتمعه الكاره للموسيقى، ظاهريا على الاقل.
ولكن امام اصرار الابن (سليمان) رضخ الاب الفنان غنام الديكان لرغبة ابنه ولتغربه والسفر لتعلم الموسيقى من مناهلها الرفيعة، ليعود بعد سنوات بشهادات تخصص عالية في فن، قلما نال ما يستحقه من احترام بيننا، الا من القلة المثقفة والذوّيقة الحقيقيين، وما اقلهم.
نجح سليمان، ومن خلال اكثر من محاولة في مزج الغناء الشعبي، واغاني البحر بالذات، نجح في مزجها بالموسيقى الغربية الكلاسيكية الرفيعة، واخرج الحانا لم يكن الكثيرون يعتقدون انها ستكون قابلة للسمع، وقد خيب بجدارة ظن هؤلاء، حيث لحن مقطوعات كلاسيكية رائعة ذات صبغة موسيقية محلية جميلة، وكان له قصب السبق في هذا المجال، الامر الذي اوصل معزوفاته لاكثر من مسرح عالمي.
المخرج الفنان حبيب حسين صاغ سيرة الفنان الشاب سليمان غنام الديكان في فيلم سينمائي بعنوان «قصيد سيمفوني» يستغرق عرضه 37 دقيقة من الصوت المعبر والصورة الرائعة والاخراج المميز الجميل لرحلة الفنان سليمان مع الفن الموسيقى والكيفية التي نجح فيها في عملية المزج.
«قصيد سيمفوني» فيلم وثائقي وموسيقي جدير بالمشاهدة لفنان كويتي شاب وواعد ينتظر منه الكثير مستقبلا، بالرغم من انه قدم حتى الآن الكثير، حيث انه لا يزال في مقتبل العمر.
بالنيابة عن الاخت نجاح كرم، امينة سر نادي الكويت للسينما، ندعوكم للاستمتاع بمشاهدة الفيلم على مسرح متحف الكويت الواقع على شارع الخليج خلف بيت السدو مباشرة، وذلك مساء اليوم (الخميس) والدعوة عامة.

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

هل انتهى شهر محرم؟

 

بانتهاء شهر محرم الحرام، تبرز صورة قوية جدا ومؤثرة أثبتت أن المجتمع البحريني، لايزال يحافظ على صمام الأمان بين أبناء الطائفتين… فتلك الصورة، هي أن مراسم إحياء عاشوراء، مرت هذا العام، كما مرت في الأعوام السابقة، على خير وسلام… بغض النظر عن حوادث محدودة وقعت في تلك القرية أو تلك وعلى رأسها مسألة الخلاف على «التطبير»…

عموما، يكشف موسم عاشوراء في كل عام جوانب خطيرة ومخيفة، أولها نشاط الجماعات المأجورة والمجهولة في إشعال فتيل الفتنة الطائفية، ويبدو ذلك من خلال بضعة منتديات تحمل اسم المملكة لكنها لا تشرفها! وعبر بضع خطب ومحاضرات محدودة للغاية، ما أثرت في ضعاف النفوس وذوي العقول الصغيرة، ناهيك عن ممارسات تصدر عن أبناء الطائفتين ضد بعضهم بعضا… أي من مواطن ضد أبناء طائفته والعكس… وفي هذا الموسم أيضا، ينبري السياسيون والناشطون ومن هم يعتبرون أنفسهم (قيادات) هنا وهناك… ونشاهد أيضا مثقفين وكتّاب… الكل يدلي بدلوه في هذا الموسم حتى تشعر – إن كنت متابعا نشطا – أن الدنيا ستنقلب رأسا على عقب…

مر الموسم على خير، فلم ينفع أصحاب المنشورات الطائفية الصفراء المجهولة المصدر ما خطته أيديهم، ولم يستفد من حاول الإضرار بالأمن والاستقرار ما فعله أو حاول إثارته، ولم يؤثر أصحاب الخطب النارية السلبية في أفكار الناس اللهم إلا القليل المعذور على جهله… مر الموسم، لكنه سيأتي – إن شاء الله – في العام المقبل، وسيأتي أولئك الناس مع الموسم، وسنأتي معهم… المشكلة الرئيسية هي أن كل واحد منا يجب أن يكون طرفا في الحفاظ على قدسية هذه الذكرى، وليست إطلاقا مع من يرمي باللائمة كلها في ضبط كل صغيرة وكبيرة على رجال الأمن وعلى وزارة الداخلية… أنا لست معهم إطلاقا وخصوصا أن هذه الوزارة – اتفقنا أو اختلفنا مع قياداتها ومسئوليها – تبذل في موسم عاشوراء من كل عام جهدا تستحق عليه الشكر… وأعتقد أن عناصر شرطة المجتمع من الجنسين، يستحقون كلمات التقدير والشكر، بدلا من تكرار مقولة الصغار: «ويش يسوون شرطة المجتمع في المنامة… بس يدورون»! أما فكرة الحفاظ على الأمن بعناصر مقبولة لديكم، فهذه لم تطرِ على البال!

انتهى الموسم، وسيأتي في العام المقبل إن شاء الله بصورة أفضل مما كان عليه هذا العام… لقد كانت ذكرى عاشوراء وستبقى حالا من التجدد السرمدي، لن يوقف مسيرها الناهض كل يوم في عقول ونفوس البشر… لزاما علينا أن نحافظ عليها وألا نحولها إلى صورة من الإساءة للمذهب والبلد والناس.

هكذا كانت تقول المنتديات العدوانية التي لا تريد للبلد استقرارا… حتى أن بعضها لم يتوقف حتى الآن عن إرسال صور التحريض إلى الحكومة ضد مراسم عاشوراء، تارة بعنوان «لافتات الشيعة» وتارة بعنوان «أحقاد الشيعة ضد الحكومة»، وتارة بعنوان «الصفويون يدمرون البلد»… وتارات بعناوين ما أنزل الله بها من سلطان… وكلهم – أولئك المحرضون – ذوو أسماء مستعارة، من تحدثت عنهم في الأسبوع الماضي.

في المنتديات الطائفية تشتعل الحرب في محرم، لكن ولله الحمد، على أرض الواقع، البحرينيون إخوة تحت ظلال الحسين (ع).

د. شفيق ناظم الغبرا

الموقف الإيراني – الأميركي والحرب؟

هل تتحول المواجهة الأميركية الى أم المواجهات إبان الشهور القليلة المقبلة؟ الواضح أن التفاهم غير ممكن بلا انسحاب أميركي أو انسحاب إيراني من المواجهة. بلا هذا الأمر، فالمواجهة حاصلة لا محال، وهي قد بدأت. لقد وضعت الولايات المتحدة نفسها ومعها الآن مجلس الأمن، ووضعت إيران نفسها ومعها أنصارها في موقف صعب. الانسحاب من الموقف يعني فقدان ماء الوجه، والتمسك بالموقف سوف يعني الحرب والمواجهة. فالمواجهة في هذه الحالة سوف تعني حرباً أكبر من التوقع تترك آثاراً كبرى على منطقتنا. إن الحروب كما شاهدنا من التجارب السابقة سوف تعني فوق كل شيء المفاجأة وعدم معرفه الذي سنتوقعه. فالحرب إن وقعت مع إيران لن تكون حرباً سهلة. ولكن الحروب على صعوبتها تقع، وصناع القرار يسعون إليها، وذلك عندما تفشل الديبلوماسية. وهذا ما هو حاصل الآن في الملف الإيراني – الأميركي. متابعة قراءة الموقف الإيراني – الأميركي والحرب؟

سامي النصف

إشعاعات

في مذكرات الأغاخان مقطع لطيف عن قيامه وشاه ايران أوائل القرن الماضي بحضور تجربة لليورانيوم المشع قامت بها لأجلهم العالمة مدام كوري في أحد فنادق النمسا، ويضيف ما ان أضاء اليورانيوم المشع القاعة المظلمة حتى هلع الشاه وبدأ يقفز ويصرخ من الخوف، ولم تقبل بعد ذلك مدام كوري اعتذاره وارجعت المجوهرات التي ارسلها الشاه لترضيتها، وأثبتت الأيام صحة مخاوف الشاه!

مع بداية اكتشاف X-Ray أو الاشعاعات الأكثر مغناطيسية التي تمر عبر خلايا الجسم، فرح وانشرح الأطباء في حينها وقاموا بالمبالغة في استخدام تلك الأشعة، الا اننا اكتشفنا بعد عقود من الزمن ووفاة الآلاف ان تلك الأشعة ومثلها التعرض لأشعة الشمس لمدة طويلة بإمكانهما ان ينشطا الخلايا السليمة في الجسم ويحيلاها الى خلايا سرطانية كما حدث مع منتج آخر هو السجاير التي سعد بها الناس في حينها، وبدأت قبل سنوات قليلة عمليات التحذير المكتوب من خطورتها.

ويشتكي كثيرون هذه الأيام من تفشي الأمراض السرطانية في مجتمعاتنا الحديثة متناسين اننا نتعرض جميعا وفي كل دقيقة لاشعاعات غير مسبوقة في تاريخ البشرية من محولات الكهرباء التي يفخر البعض بالسكن قربها (!) وقد سبق ان طالبنا وزارة الصحة برسم خرائط لمواقع الاصابة السرطانية في الكويت كحال الدول المتقدمة ولدي يقين انهم سيكتشفون ان كثيرا من تلك الاصابات قائمة في مناطق وشوارع تقع قرب المحولات وتحت خطوط الضغط العالي التي يخيم كثيرون بسعادة بالغة تحتها.

ومن الشوارع الى المدارس والمنازل واشكالات أبراج تقوية الهواتف المتنقلة التي مازال الحوار يدور حولها في بريطانيا عبر لقاءات ومقالات قرأتها في صحيفتي «التايمز» و«الدايلي تلغراف» الرصينتين وقرأت معها توصيات وكالة الاشعاعات الدولية ICNIRR بألا تزيد قوة الاشعاع من الأبراج عن 10 وات لكل متر مربع.

ويرسل نظام Wi-Fi اشعة أقوى 3 مرات من الأشعة الصادرة من أبراج الهواتف حسب دراسة نرويجية، لذا بدأ في بريطانيا النظر في تأثير تلك الأنظمة على المنازل ومدارس الأطفال التي تستخدم الانترنت وبالطبع كانت هناك نظريات ترى عدم وجود أدلة كافية لمخاطر تلك الاشعاعات ونظريات تعارضها وتلوم الحكومات والجهات الصحية على عدم توفير أموال ودراسات كافية تثبت تلك المخاطر، والله أعلم!

وقد تابعت ليلة الخميس على محطة KTV2 برنامجا منوعا ومعلوماتيا رائعا يسمى «كولاج» تقدمه مذيعة مميزة تدعى شها استضافت خلاله د.عدنان خريبط الذي حذر من تأثير اشعاعات بعض الهواتف المتنقلة على الرجال والأطفال والحوامل وقد قدم الدكتور خلال البرنامج 15 توصية للحد من أي أضرار محتملة للهواتف منها ضرورة ترشيد الاستخدام وابعاد الهواتف عن الاذن والجسم والاطفال حال عدم الاستخدام، خاصة ابان فترة النوم كما اقترح تنبيه الصغار لعدم الاستخدام المطول وغير المبرر للأجهزة النقالة.

آخر محطة:
سواء اختص الأمر بالغذاء أو التعرض للاشعاع، يبقى الاعتدال في الاستخدام هو الحل لكل المشاكل فلا يأتي الضرر الا من المبالغة غير المحمودة في استعمال أي شيء مهما صغر شأنه.

محمد الوشيحي

مطلوب… «دبدوب»

صرخت في وجه مسؤول سابق التقيته صدفة في إحدى الديوانيات: تتهموننا بالتأجيج ومهاجمة الحكومة للظهور بمظهر الأبطال أمام الناس على حساب التطور والتنمية؟ انظر إذاً لمستشاري بنك الكويت الوطني؛ رئيس وزراء بريطانيا السابق جون ميجور، رجل الأعمال المصري المبدع نجيب ساويرس، رئيس بنك باركليز السابق ماثيو باريه، المستشار الاقتصادي الخاص لشركة «بريتيش بتروليوم» البروفيسور بيتر دافيس، وغيرهم من عظماء العالم في الاقتصاد والإدارة، واحد وعشرون عقلية جبارة، من خيرة العقليات في الكرة الأرضية، استعان بها البنك، في حين تستقدم حكومتنا سقط المتاع من ذوي الخبرة في «مناديل القفا» والملفات السوداء الكبيرة و«كلّو تمام يا باشا»، مستشارون ليس منهم من «يفك الخط» في الكمبيوتر، دعك من بقية علوم العصر. أولئك هم مستشارو البنك وهؤلاء هم مستشاروكم رغم الفارق الكبير بين ميزانية الحكومة وميزانية البنك. وتأتي لتتهمنا بعرقلة التطور؟ تطور ايه اللي انتا جاي تقول عليه في السابعة مساء يا معلّم؟
وفي الوقت الذي يعتمد فيه بنك الكويت الوطني على أمثال ابراهيم دبدوب في رسم سياساته وخططه الاستراتيجية، تعتمد الحكومة الكويتية على أمثال عبد الهادي الصالح ومحمد السنعوسي والشيخ صباح الخالد والأجر على الله، والذين يعتمدون بدورهم على عبدو باشا وأبو العز باشا، و«إديها مية تدّيلك طراوة» و«الرزق يحب الخفية»… ولهذا جاءت النتيجة كما نرى الآن: البنك الوطني يحلق على ارتفاع خمسة وثلاثين ألف قدم، واضعا رجلا على رجل، ينظر من الأعلى لبعض البنوك بشفقة وهو يحتسي قهوته التركية، في حين تخاطب دولة الكويت بقية الدول «يا أهل الله يا اللي فوق، ما تبصوا على اللي تحت»، وتضع يديها على رأسها حماية له من أقدام الآخرين. متابعة قراءة مطلوب… «دبدوب»

سامي النصف

رطنة الرطيان

يكتب محمد الرطيان عن «التباسات الملابس» فيقول ان الحرية ليست «عريا» بل ان الحرية ان ترتدي من الملابس والافكار ما تشاء وعلى الآخرين احترام ذوقك فيما ترتديه، ويضيف ان العرب لبسوا «العقال» الاسود فوق رؤوسهم حزنا على سقوط الاندلس ومنذ ذلك التاريخ والعقل تتراكم على رؤوسهم بسبب الهزائم والنكسات و«العقل» سيخرج من تلك الرؤوس!

يقول ناطق رسمي هذا خبر «عار» عن الصحة ولا تدري ايهم اكثر عريا الخبر ام الناطق الرسمي حسب تساؤل الزميل الرطيان.

وفي مقاله «حرية الضجيج» الذي نشره في جريدة «الوطن» السعودية يقول: من حولي ضجيج رائع ولكنه يبقى ضجيجا! «الضجيج» يسيطر على جميع المنابر «والهدوء» العاقل لا منبر له! الهدوء يحتاج الى كثير من الجهد، «الضجيج» يكفي اتقانه ان تمتلك موهبة الصراخ! فلسفة الضجيج تقول لك: «اصرخ ما تشاء، والوضع سيظل كما هو»، للضجيج نجومه وأبطاله المعروفون جميعهم يقفون بجانب الضجة ايا كان مصدرها ليلتقطوا الصور التذكارية معها، تعالوا نستعيد كل «ضجة» حدثت العام الماضي ايا كان شكلها ومضمونها واتجاهها، ما الفائدة منها للوطن؟! لا شيء!

وضمن مقاله «فاكهة آب»، عندما تهب الريح العاصفة على البلاد لا يبقى ثابتا في وجهها سوى الاشجار العتيقة ذات الجذور الثابتة في اعماق الارض، رأسه: قبو، افكاره: نبيذ وكلما تأخرت بالخروج من قبولها كلها «تعتقت» بالحكمة اكثر… واسكرتنا!

«ثاني اكسيد الرقيب» تحاول ان تقول ما يجب ان يقال، يقول لك: ليس كل ما يعرف يقال، تقول له: انا «ناقد» للاوضاع، يقول لك: خطأ مطبعي يحول النون الى حاء، وتصبح «حاقد» على الاوضاع، ككاتب الورقة ملعبك، تحاول بكل ما تملك من مهارات ان تراوغ كي تصل المرمى وبعد ان تسجل الهدف امامك احتمالان: الخروج بنقالة او الطرد من الملعب! تحب البلاد اكثر من الرقيب، يحب الرقيب القانون اكثر منك!!

«كتابه عن الكتابة» قال لي – باحترام وتقدير مبالغ فيه: اريد ان اشبهك يا استاذ، قلت له: الاكثر شبها بي هو الذي لا يشبهني!

اجمل النصوص هو الذي تقرأه بعد سنوات من كتابته وتراه طازجا ولذيذا، اتعسها الذي يأتيك باهتا وباردا وهو على المائدة، على اطراف اصابعه الخمسة يقف شيخ الدين والوزير والسيد والقبيلة بعلاقاته الاجتماعية ومن ثم يدعي بأنه يكتب بأصابع حرة! جاء في التقرير الطبي – ربما في حادثة شنق المقبور صدام – انه مات مختنقا بحرف «الراء» في كلمة «حرية»!!

«البديل» قلبي معكم يا من تقاتلون من اجل التغيير وجموع الاهل من حولكم، يرددون دعاءهم الاثير «الله لا يغير علينا»! والفرق بينك وبينه: انه يتحدث عن الامور البسيطة بلغة معقدة وانت تتحدث عن الامور المعقدة بلغة بسيطة، لذا يظنونه اكثر ثقافة ووعيا منك!

آخر محطة:
الرطيان في رطنته التي اوردتها بتصرف كبير اكثر وضوحا في مفرداته التي هي حسب ما خطه كلمات يحيلها في مقالاته الى لكمات، من اغلب مثقفينا العرب الجالسين دون حركة ومنذ نصف قرن على عقول وانفاس شعوبنا العربية.. حتى اختنقت واستغبت وماتت احاسيسها!

احمد الصراف

الجعفرية والفتنة

أجرى جاسم عباس، الزميل في «القبس»، لقاء طريفا مع السيد عبدالله الهندي، حفيد احمد الهندي، اول مطهر شعبي اعترفت به ادارة مستشفى الارسالية الاميركية في اوائل القرن الماضي.
وتضمن اللقاء الكثير من الامور الطريفة والغريبة، وربما كان اكثرها اثارة لاستغرابي ان دعيج العون، جاسم معرفي، عبدالحسين الخباز، فهد الموسى، محمد النشمي، عبدالحسين زاهد، عبداللطيف العمر، عبداللطيف الفلاح، خالد المسعود، عبدالعزيز الدوسري، عبدالعزيز البالول، معجب الدوسري، عبدالله البالول، سعود الخرجي، محمود الناصر، سليمان البناي، محمد تقي، ملا عيسى المطر، ملا راشد السيف، حيدر بن نخي، محمود بهبهاني، جاسم العبدالله، محمد الصباغة، عبدالوهاب هاشم البدر، ابراهيم اليوسف، وصاحب اللقاء عبدالله الهندي، كانوا وغيرهم الكثير من طلاب «المدرسة الوطنية الجعفرية»، التي تأسست في عام 1938 بالقرب من نقعة معرفي على ساحل البحر! فكيف اجتمع كل هذا الخليط من شباب ثلاثينات القرن الماضي، الذين بلغ البعض منهم بعدها ارفع المناصب واكثرها اهمية في مدرسة جعفرية؟ ويقول السيد الهندي انه درس في تلك المدرسة ومن ثم عمل امينا لمخزنها، واصبح مدرسا فيها، ولقد حدث ذلك، وهذا كلامنا، على الرغم من ان اتجاه المدرسة المذهبي كان يختلف، ولا يخالف، مذهبه ومذهب غالبية من وردت اسماؤهم في الفقرة اعلاه، والذين كانوا من مشارب وخلفيات متنوعة ومن جميع مناطق الكويت واسرها، والذين لم تمنع خلفيات آبائهم المذهبية واختلافاتهم العرقية من إلحاق ابنائهم بتلك المدرسة، ليس فقط لما اشتهرت به تحت ادارة المربي سيد محمد حسن الموسوي، من حزم وحب للنظام، ولا للمستوى العالي لمخرجاتها، مقارنة بكتاتيب تلك الايام، حيث كان يدرس في المدرسة الجعفرية منهج اللغة الانكليزية والرياضيات وعلوما اخرى، بل لان مجتمع ذلك الوقت كان اكثر صفاء وصدقا مع نفسه، ولم تصله بعد لعنة التعصب المذهبي والعنصري التي أشاعها الغرباء، والبعض منا بين افراد الوطن الواحد.
نكتب هذه الواقعة التاريخية ونتمنى، وليس لنا غير ذلك، ان تعود الانفس الى بعض ما كانت عليه من صدق وصفاء، فما يجري على الساحة من تناحر وبغض مذهبي واختلاف ديني وتعصب عرقي احمق سوف لن نجني منه غير الخراب، الذي سيطال الجميع من دون استثناء، وما يجري في العراق ولبنان وتشاد وكينيا، درس اكثر من واضح لمن في رأسه عقل! فهل نتعظ؟
أشك في ذلك!

أحمد الصراف

سامي النصف

وماذا عن الكبار؟!

لي صديق مخضرم يشغل مركزا مرموقا في الدولة وله آراء قيمة وحكيمة في كثير من قضايا الحياة اكتسبها من قراءاته المختلفة وعمله الدؤوب داخل وخارج الكويت، تحدثت قبل ايام مع الصديق العزيز وكانت له وجهة نظر تستحق الكتابة حولها.

يرى المتحدث انه من الطبيعي ان تهتم الدولة بالنشء الجديد والبراعم الشابة إلا ان عليها في الوقت ذاته ألا تهمل جناح الوطن الآخر اي المخضرمين من المتقاعدين او من باتوا قريبين من سن التقاعد بعد ان اكتسبوا من الخبرات الثرية المتراكمة ما لا يقدر بثمن عبر مسيرتهم الطويلة في العملين الحكومي والاهلي.

واول ما يلحظه الصديق هو عدم وجود برامج جادة للاستفادة من تلك الخبرات في حال رغبتها بالعمل في مجالات اخرى بعد التقاعد رغم ان الدولة تستورد الخبرات المختلفة من مشارق الارض ومغاربها وان كثيرا من تلك الخبرات قد تقاعدت في اوطانها، فلم الاستفادة – حسب قوله – من تلك الخبرات وعدم الاستفادة من متقاعدينا؟!

وهناك من يرغب بعد طول العطاء بالراحة ويلحظ الصديق كذلك عدم وجود برامج «طوعية» يمكن من خلالها استقطاع مبالغ اضافية ممن يرغب من المواطنين، على ان تمنح لهم بالمقابل مزايا تقاعدية عديدة وجديدة كأن يصبح لهم ضمان صحي خاص يوفر لهم العلاج بالخارج او في المراكز الطبية الراقية في الداخل!

كما يمكن لذلك الاستقطاع الاضافي ان يوفر خصومات معينة في الاندية الصحية كوسيلة لإطالة الاعمار والحفاظ على الصحة بدلا من ركون المتقاعد للدعة وقلة الحركة والاكتئاب والتعرض بالتالي للأمراض المختلفة، كما يمكن لجهة معينة ان ترتب لهم خصومات مع شركات الطيران والمنتجعات السياحية والفنادق حتى يحظى من قدم زهرة شبابه للوطن بحياة مريحة ومرفهة حتى انقضاء اجله.

وما سرني في حديث الصديق ومقترحاته خروجهما بعيدا عن الكليشيهات النمطية المعتادة التي تستهدف بقاء الاحوال على ما هي عليه عبر مقولات مترسخة في الوجدان مثل «الله لا يغير علينا» و«ليس بالإمكان احسن مما كان» او المطالبات الضارة بالوطن كالدعوة لتقليل سن التقاعد او الاخذ دون عطاء، اننا بحاجة كل صباح الى سماع آلاف الافكار الجديدة على ان يقابلها – وهذا هو الاهم – التعامل الجاد معها ودراسة امكانية التطبيق السريع، ودون ذلك تتحول الافكار القيمة الى .. دخان ساخن متصاعد في فضاء العدم.

آخر محطة:
من وسائل تعامل الولايات المتحدة وغيرها من دول متقدمة مع المتقاعدين وكبار السن خلق نظام مزايا عام في الدولة لمن يسمون بـ SENIOR CITIZEN اي من هم فوق 55 عاما، وهناك آلاف المنتجعات والمعاهد المتخصصة لهم في كليفورنيا وفلوريدا حيث يتجاوز معدل اعمار منضويها التسعين والمائة عام بسبب برامج الرياضة والحركة والاكل الصحي، كما تختص معاهد اخرى بتدريسهم علوم العصر من كمبيوتر وانترنت حتى لا يتخلفوا عن ركب المجتمع.