احمد الصراف

أيها المتشددون المتخلفون.. شكرا لكم

«.. ذاك «الأراغوز» الذي يطل علينا من شاشات التلفاز ببرامجه الفضائحية المثيرة التي يدّعي أنها برامج دعوية موجهة، ليس بشيخ إنما دعيّ زائف، وذاك المهرج الذي يكتب في الصحف مقالات بعناوينها المثيرة والمليئة بالألفاظ المتهتكة، ليس شيخاً إنما سوقي تافه، وغيره وغيره. كلهم أبعد ما يكونون عن أن يحملوا صفة «شيخ دين» الجليلة التي يجب ألا تطلق إلا على من يستحقها..».
ساجد العبدلي «الجريدة» 2010/03/11
***
«..السعودية الآن تتحرر من أغلال الماضي، وتسير في مجتمع ليبرالي!» الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي (نيويورك تايمز).
***
من حق أي إنسان أن يحلم ويهذي كيف يشاء فلا أحد، نظريا على الأقل، بإمكانه منع الآخرين من التخيل أو التفكير في الغريب والسقيم من الأمور مهما تطرفت تلك الأفكار، فلنا الحق جميعا أن نتخيل أننا رؤساء أو زعماء أو نجوم. ومن حق البعض تخيل أنهم قتلة مجرمون أو زيرة نساء، أو تصور أن الآخرين مجموعة من الأوباش، أو أن فئة من السلف بإمكانها الطيران ليلا لتراقب البشر وتكتب عن تصرفاتهم الجنسية وتقاضيهم، أو التفكير بتسلق الجبال أو الاعتقاد داخليا أن من يصفون أنفسهم بالليبراليين ينامون عادة مع بناتهم البلغ في فراش واحد وينكحون أمهاتهم ويتزوجون أخواتهم. وقد تفكر جماعة أخرى أن المتشددين دينيا يجيزون لأنفسهم معاشرة خدمهم لكونهم في مرتبة الإماء، وغير ذلك من سقيم التفكير والتخيل المنفر، فلا قانون يمنع مثل هذا الفكر المريض من أن يسرح بخياله طالما بقيت تلك الأفكار المنحطة أو الغريبة ضمن جدران عقله، وبالتالي ليس هناك ما يمنع نبيل العوضي أو غيره من التفكير في أو تخيل، أو حتى الهذيان بأن الليبراليين ينكحون أخواتهم وأمهاتهم وبناتهم، وبالتالي لا «شرهة» عليه ولا هم يحزنون، فالقاعدة تقول إن الأواني تنضح بما فيها، والرؤوس تطفح بما يشغلها، وبالتالي لا أتفق مع كل من هاجمه منتقدا. فالشرهة أو اللوم والحق يقعان بالكامل على وسيلة نشر ذلك السقيم من الكلام والإصرار على وضع مقاطع محددة نتنة منه بحروف كبيرة لافتة للنظر، وكأنه القيء، وهي تعلم جيدا بعدم صحته وأنه كلام لا يمت للحقيقة أبدا، وفي أي مجتمع بشري معروف، وكل ما قيل لا يعدو أن يكون كذبا بواحا يعجز الكاتب إثبات صحته، أو أن أحدا قبله، يحترم نفسه والآخرين، قد سبق أن ذكره.
مؤسف جدا أن يدفع الاختلاف في الرأي لأن يصدر وينشر مثل هذا الكلام الذي لا يمكن أن تكفي كلمة أو كتاب في وصف قباحته، في زمن يبذل الجميع أقصى ما لديهم للتقارب والتآلف، ولكن من الواضح جدا أن البعض تكمن مصلحته في تعميم القبح والفساد لكي يبعد الأضواء عنه.
.. وأخيرا يا أيها المتشددون المزيفون شكرا لمقالاتكم، فهي السبيل الوحيد ليعرف المغترون بكم حقيقة معدنكم ومستوى تفكيركم ونوعية خلقكم!

أحمد الصراف

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

احمد الصراف

إدارة الإعمال – جامعة الدول العربية – بيروت 1974 / الدراسات المصرفية والتدريب في بنك باركليز – لندن 1968 / البنك الوطني في فيلادلفيا – فيلادلفيا 1978 / الإدارة المصرفية – كلية وارتون – فيلادلفيا 1978
email: [email protected]

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *