تناولت قبل فترة، سلسلة من المواضيع تحت عنوان :»المعلمون والمعلمات… المنقذون والمنقذات» كانت خلاصتها أنه إذا كانت رغبة الحكومة صادقة ومخلصة في أن ترسم مستقبلا مزدهرا للبلاد، قائما على الالتزام والانضباطية والاحترام والمواطنة الصالحة، فعليها أولا أن تفكر مليا في إصلاح قطاع التعليم، والبدء بالمعلمين والمعلمات وتحسين مستوياتهم المعيشية والمهنية بدرجة يتوجب أن يكون هذا الأمر أولوية على أعلى قائمة توجهات الدولة.
وليس من العدل أن نستثني معلمات رياض الأطفال، فهذه الفئة، تماما كما هي فئة المعلمين والمعلمات في المرحلة الابتدائية، تقع عليهم مسئولية كبيرة في تأسيس جيل المستقبل باعتبار أن مرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية هي أصعب المراحل كما هو معروف.
وبالنظر إلى أوضاع معلمات رياض الأطفال، وخصوصا على مستوى الرواتب، فإنه ليس خافيا على الكثيرين أن متوسط أجر معلمة رياض الأطفال لا يتجاوز 100 دينار، حتى أن هناك الكثيرات منهن من عملن لسنوات طويلة تفوق العشر سنوات يتقاضين رواتب تتراوح بين 130 إلى 200 دينار في أحسن الأحوال… والسؤال هو :»هل من المعقول أن يكون قدر معلمة رياض الأطفال 200 دينار؟».
ولهذا، نتمنى من المسئولين في هيئة ضمان جودة التعليم والتدريب في دورتها الجديدة التي ستبدأ في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2010 وتستمر حتى مارس/آذار من العام 2011، والتي أعلن عن أن تقاريرها ستشمل مراجعات ستطول المدارس الخاصة ورياض الأطفال، نتمنى أن تضع في اعتبارها ملف رواتب معلمات رياض الأطفال، وأقترح، مجرد اقتراح، أن يكون راتب معلمة رياض الأطفال 1000 دينار؟! أليس هو راتب مجزٍ؟
فلا بأس أن تدفع الروضة 90 دينارا مثلا كراتب للمعلمة، على أن تدفع الدولة – سواء من خلال تمكين أو من خلال وزارة التربية والتعليم أو وزارة التنمية الاجتماعية أو وزارة العمل (نظرا لعدم وضوح إلى أي جهة ترجع رياض الأطفال؟) – أقول أن تدفع الدولة 900 دينار، وسيتبقى مبلغ زهيد قدره عشرة دنانير، يمكن أن تدفعها هيئة ضمان جودة التعليم والتدريب كمساعدة رمزية شهرية للمعلمات وبهذا تتمتع معلمات رياض الأطفال براتب 1000 دينار حلالا زلالا وهو أقل من حقهن!
قد يستشف البعض صيغة (تهكمية) من الموضوع، ولكن أليس قمة التهكم ألا يتجاوز راتب معلمة رياض الأطفال 200 دينار وهن اللواتي يحملن مسئولية تأسيس جيل المستقبل؟