احمد الصراف

الخاص والعام

بدأ التعليم في الكويت خاصّا، ولم تساهم الدولة فيه عند تأسيس أول مدرسة نظامية في الكويت عام 1912. وكان التعليم قبلها، واستمر بعدها في عمومه بدائيا من خلال كتاتيب، يقوم فيها «الملا، أو المطوعة» بتعليم الصبية والبنات دروساً دينية ولغوية متواضعة، وكان أول معلم معروف هو محمد بن فيروز، كما ورد في بعض المراجع.
مبادرة بناء المدرسة المباركية كانت شعبية، ولكن جهود جمع المال المطلوب لبنائها، وكان في حدود 80 الف روبية، تعرقلت، فاقترح البعض الاستعانة بأثرياء الكويت في الهند، فتم الاتصال بقاسم وعبدالرحمن الإبراهيم، المعروفين بكرمهما، فتبرعا بأكثر من ثلثي المبلغ المطلوب، وكان شرطهما أن يكون التعليم فيها عصريا، ولا يقتصر على المواد الدينية.
لا يوجد ما يوضح كيفية وتاريخ انتقال إدارة المدرسة للحكومة وبداية الصرف عليها، ولا بد أنه جاء بعد الكساد الكبير الذي اصاب المنطقة مع انهيار اسعار اللؤلؤ. متابعة قراءة الخاص والعام

محمد الوشيحي

مصمصة

الشعب الكويتي الجميل، المزيون، يبكي ويلطم الخدين. ليش؟ لأن اللعبة باتت مكشوفة أمامه؛ بعض المسؤولين وأصحاب القرار يعبثون ببنية البلد التحتية والوسطية والفوقية، ومرافقه العامة الهامة، ثم يتباكون على حاله، ثم يلبسون “باجة العلم” على صدورهم، دلالة على وطنيتهم، ثم يقررون خصخصة هذا المرفق، ومصمصة ذاك القطاع، ثم فجأة وصدفة تستولي عليه شركاتهم. وهوبا لالا. متابعة قراءة مصمصة

سعد المعطش

بلع العافية

الانفعال مع أي حدث قد يقودك إلى أمور لا تحمد عواقبها وتخسر أكثر مما تربح، فالانفعال ليس محمودا في كل أمر، فكم من شخص ندم بسبب انفعاله الزائد ولم يحسب حساب العواقب، وتسبب بالضرر لنفسه أو للمحيطين به ولمحبيه.
ولو حاولت تعديد المضار والخسائر التي سببتها حالات الانفعال بسبب الغضب لوجدنا في كتب التاريخ ما يجعلنا نتعظ عن عدم الانفعال، وكثيرا ما نسمع ممن ينصحنا ألا نحكم على بعض الأمور ونحن في حالة الغضب، فقد قيل «في العجلة الندامة وفي التأني السلامة».

الانفعال بالفرح قد يؤدي نفس النتيجة التي يجلبها الانفعال بالغضب، فحين ينفعل اللاعب بتسجيل هدف في مرمى خصمه فإنه ينزع قميصه ويلوح به للجماهير، وحتما فإنه قد يضر فريقه لأنه سيحصل على الكارت الأصفر ويكون عرضة للطرد بعد أن يحصل على الكارت الأصفر الثاني ويكون ضرره على فريقة أكبر بكثير من فرحته.

في طبيعة تلك الإنذارات الرياضية أنها يجب أن تعلن للجميع، ولكن في الحياة اليومية هناك كثير من الإنذارات توجه في السر، ولكن من تم إنذاره لا يخبر من كانوا معه وقد يتسبب بخسارتهم وهم لا يعلمون أنه تم إنذاره وهم ما زالوا منفعلين ولا يعلمون أن صاحبهم «بلع العافية».

الأمر الأخطر في الحياة اليومية هو الانفعال الذي يتسبب فيه من حولك بالتصريح أو التلميح من باب «التميلح» لك ويكونون السبب في خسارة أكبر من خسارتك الأصلية، ويكون حالهم حال من يريد أن يكحلها فعماها، وهذا ما فعله الجمهور الكرواتي الذي تسبب في تعادل فريقة، فاحذروا من ربعكم تراهم ضيعوكم والذي لا يريد أن يفهم براحته.

أدام الله من عرف أن البعض يصفق له ليضيعه، ولا دام من لا يفهم إلا بعد فوات الأوان.