احمد الصراف

الشيخة فريحة وتوصيات المستشارين

للشيخة فريحة الأحمد طلعات عجيبة، سواء ما تعلق باهتمامها بقصص الأم المثالية، التي لا علاقة لشروطها بمثالية الأم لا من بعيد ولا من قريب، والتي سبق ان كتبنا عنها، أو في مواقفها السابقة والحالية من قضايا جنسية معقدة لم تستقر البشرية قط طوال تاريخها على اتخاذ موقف موحد منها، أو حسمها، كقضايا الشاذين جنسيا، أو المرضى النفسيين، أو الأفراد الذين لديهم صعوبات فسيولوجية تتعلق بتكوينات أعضائهم التناسلية، بحيث تجعلهم أكثر ميلا لأحد الجنسين. فما صرحت به الشيخة فريحة أخيراً (الراي8/3) عن حصولها على معلومات «حقيقية وخطيرة» عن جهات خارجية تجند الجنوس والبويات لتفجير الأماكن الحساسة، وأجهزة الأمن واغتيال شخصيات رفيعة في البلاد، وفق اعترافات مجموعة منهم في مكتبها، أمر يدفع الابتسامة دفعا إلى أن ترتسم على الوجه، ولكن سرعان ما تختفي الابتسامة عندما نكمل قراءة التصريح، إذ يرد فيه أن على مجلس الأمة إقرار قانون التجنيد الإلزامي، بعد تزايد سلوكيات وانحراف هؤلاء عن جادة الصواب والأخلاق! ثم يشعر قارئ التصريح بمغص، وهو يقرأ مطالبتها وزير الدفاع بإقرار قانون التجنيد الإلزامي لتقوية الوازع الوطني، وتعليم «هؤلاء» حمل السلاح، واستخدامه عند الضرورة! فهل على مجلس الأمة مسؤولية إقرار القانون، أم وزير الدفاع؟ وهل التجنيد العسكري حقا كفيل بالقضاء على ظاهرة جنسية بشرية عمرها من عمر البشر؟ أما كيف تواجد في مكتبها من تطلق عليهم «الجنوس والبويات» فلا أعتقد أننا سنعرف الجواب، فلا يعقل أنها قبضت عليهم وساقتهم إلى مكتبها، ويصعب تصديق أنهم ذهبوا طوعا إلى مكتبها هي بالذات، بالرغم من كل سابق مواقفها المعادية لهم! كما لم نعرف إن كان من تواجد في مكتبها يشكلون كامل أفراد الخلية الإرهابية أو العصابة، أم أن هناك آخرين؟ وما دخل المواطن في خبر «خطير» كهذا يمس الأمن القومي للوطن، الذي لا نشك في حرصها على سلامته، ألم يكن من الأفضل تسليمهم، من دون أية ضجة إعلامية، لأمن الدولة لتتخذ إجراءاتها بحقهم، إن صحت الاتهامات؟
ولا أدري ما علاقة التجنيد بقضية جنسية لم تستطع دول العالم أجمع فعل شيء ازاءها غير التكيف معها وقبولها كما هي؟ وإن طبق التجنيد على الرجال فما العمل مع النساء؟
والغريب في تصريح الشيخة فريحة أنها لم تخبرنا «نحن المتلهفين لسماع المزيد» عن هدف هؤلاء من إجراء كل هذه الأعمال الإرهابية؟ هل للفت النظر الى ما يتعرضون له من تعسف في المعاملة، أم للاستيلاء على الحكم؟ وإن صحت أي من الحالتين أو كلتاهما، فإن جزءا من شعبنا يكون قد سجل سابقة تاريخية لم تسمع بها الدنيا من قبل! أقول ذلك متمنيا أن لا يكون الهدف من كل هذا «التهويل» تبرير إنزال مزيد من الظلم غير المبرر بأفراد هذه الفئة، فوق ما يشكون منه من تعسف وتحيز وسوء معاملة. كما نتمنى أن تركز الشيخة فريحة الصباح جهودها على قضايا التعايش الإسلامي مع أتباع الديانات الأخرى، وإعطاء اهتمام أكبر للقضايا الإنسانية التي تتطلب مساندتها كالمعاملة المخجلة التي يتعرض لها كثير من خدم المنازل، والتي طالما شوهت سمعة الكويت.

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

الحملة الوطنية لـ«حرق الإطارات»

 

في ظني، لو تمكنت الدولة ومنظمات المجتمع المدني، من تنفيذ المقترح الذي سأقدمه الآن، فسنكون أمام بداية قوية للقضاء على الكثير من الصور السلبية السيئة التي تؤثر على العلاقات بين الدولة والمجتمع من جهة، وبين مكونات المجتمع وبعضهم البعض من جهة أخرى…

صحيح أن الفكرة تأخذ صبغة (الفانتازيا) أو ربما تكون من قبيل الأحلام الوردية، لكن لا أعتقد أبداً من أن هناك ما يمنع من أن ننفس عن أنفسنا قليلاً في ظل ما نعانيه في بلادنا من منغصات كثيرة، لا يختلف اثنان على أنها لو ولّت الى غير رجعة، فإن واقعنا سيتغير كثيراً! ولا بأس لو أطلقنا على الحملة شعار: «الحملة الوطنية لحرق الإطارات»، ذلك أن الإطارات التي يجب أن (تحرق) ليست من شاكلة ما نواجهه بين فترة وأخرى في شوارعنا لأنها لا تؤدي الى نتيجة إيجابية أبداً، ومضارها أكثر بكثير من نفعها.

هناك الكثير من «الإطارات» (الأطر) التي يجب أن تحرق، وليس الحرق هنا بمعنى إشعال النيران، إنما بمعنى التوافق بين كل مكونات المجتمع والتحاور المبني على احترام حق الدولة وحق المجتمع في أن تتحقق خطوات نحو الأمام لإنهاء الكثير من المشاكل التي تسببها تلك (الأطر) ومنها:

– إطار الدعوات الطائفية والممارسات التي يحاول منفذوها إبقاء المجتمع في صراع بغيض يؤثر على السلم الاجتماعي.

– إطار الفساد وتجاوز القوانين واستخدام النفوذ للقفز على الأنظمة دون احترام لقوانين البلد وأنظمته.

– إطار العبث بالمال العام وأراضي الدولة وخيانة الأمانة الوطنية.

– إطار التشكيك في انتماء أبناء الوطن وكيل الاتهامات الخطيرة التي لا طائل من ورائها سوى إشعال فتيل الفتنة.

– إطار الكتابات والإصدارات الخفية والتقارير والمقالات وفرق العمل الإنترنتية التي تروج لنوعية من الكتابات التي تعبث بتاريخ البلد على أيدي (نكرات) وأسماء ما عرفنا لها مكاناً في المكتبة البحرينية التي نتشرف بأنها تحمل أسماء مفكرين ومثقفين ومؤرخين وأدباء وباحثين بحرينيين لهم مكانة علمية محترمة في المجتمع.

– إطار استغلال الخطب الدينية واللقاءات والمناسبات لتحريض المواطنين ضد بعضهم البعض، وضد الدولة وتكثيف المقالات الصحافية التي تفوح منها رائحة الخبث والعداوة للنفخ في النار.

– إطار حرمان الفئات المستحقة في المجتمع من حقوقهم كالأسر المعوزة والعاطلين، وخصوصاً الجامعيين منهم، لأن هذه الممارسات تتطلب مساءلة من يقوم بها لإيقافه عند حده.

وقطعاً، هناك الكثير من «الأطر» المرتبطة بمطالب تعزيز المسيرة الديمقراطية وتوفير المناخ الانتخابي العادل والكثير الكثير من الملفات التي نتمنى أن تكون يد الدولة ومنظمات المجتمع المدني متكاتفة متعاضدة لتحطيمها وإراحة المواطنين من شرها.

سامي النصف

ليس من الذكاء أن تجدع أنفك بيدك

في البدء العزاء الحار للعم خالد يوسف المرزوق ولعائلتي المرزوق والغانم الكريمتين على فقيدهم الشاب المغفور له بإذن الله خالد وليد المرزوق فللفقيد المغفرة والرحمة ولأهله وذويه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.

لو كنت تملك جوهرة باهظة الثمن ثم قمت بوضعها في يدك وسألت 10 من المارة ان كانت لأحدهم، فسيجيبك على الأرجح 9 منهم بأنها قطعا له والخطأ هنا ليس منهم بل منك كونك سألته هذا السؤال وأظهرت بالتبعية شكك في امتلاكك وحيازتك لجوهرتك.

من ذلك ما يسأله بعض الكويتيين بحسن نية لاخوة عراقيين سواء كانوا مواطنين بسطاء لا يفقهون شيئا في السياسة والتاريخ أو حتى ساسة أو اعلاميين أو مفكرين أو مثقفين محترفين، ان كانوا يعتقدون ان كانت الكويت لهم او ان كانوا يقبلون أو لا يقبلون بترسيم الحدود بين البلدين الذي قامت به سلطة دولية محايدة هي الأمم المتحدة، وبالقطع الإجابة عن هذا السؤال لن تختلف عن الإجابة عن سؤال ملكية الجوهرة المكنونة في الفقرة السابقة والخطأ والعتب ليس على من أجاب بل على من سأل.

فلم نسمع قط بمثل تلك الأسئلة توجه على سبيل المثال من قبل اللبنانيين للاخوة السوريين رغم انهم كانوا دولة واحدة حتى عام 1943 ولم يتبادلوا السفارات إلا قبل فترة قصيرة، كما اننا لم نسمعها من السوريين تجاه المصريين الذين كانوا يمثلون معهم بلدا واحدا (1958 ـ 1961) أو من الأردنيين تجاه العراقيين (ضمهم الاتحاد العربي عام 1958) أو من قبل الفلسطينيين تجاه الأردنيين الذين شكلوا معهم دولة واحدة حتى عام 1967 ومازالوا يشكلون نصف الشعب الأردني.

ان الكويت بعكس كل الأمثلة السابقة لم تكن قط في حالة واحدة او اتحاد مع العراق او تابعة له او حتى مطلبا من مطالب شعبه الشقيق الذي لديه ما يكفيه من أرض ومن ثروة، وبدليل انك لا تجد تلك المطالبة في مانفوستات وبرامج الأحزاب العراقية الكثيرة التي نشأت بعد استقلال العراق الشقيق عام 1932 أو حتى أحزاب ما بعد انقلاب عام 1958 كالحزب الشيوعي أو حزب البعث الذي رفض مطالبات قاسم عام 1961 وتبادل السفارات عام 1963، أو الأحزاب الكردية، كما لا تجد المطالبة بالكويت في الشعر الشعبي العراقي أو حتى الأعمال الأدبية والقصصية العراقية، فلماذا نخلق في الكويت شيئا من عدم يسيء لعلاقاتنا المستقبلية مع العراق الشقيق ونصبح كمن يجدع أنفه بيده فيضر نفسه؟!

ومما يزيد الطين بلة والكذب بهتانا وزيفا ما يردده البعض منا كلما سخنت الساحة السياسية وكوسيلة للمناكفة من ان رجال مجلس 1938 دعوا لضم الكويت للعراق ويستشهد بمذكرات المرحوم خالد العدساني (!)، والحقيقة ان تلك الدعاوى الكاذبة لم يقل بها حتى قاسم وصدام او يستشهدا بها، كما ان مذكرات العدساني وأوراق ومحاضر رجال المجلس الأحياء منهم والأموات لم تقل بتلك الفرية التي تبرر لصدام دعاواه وقبلها أفعاله، ان من يردد ذلك القول يمهد الأرض لمطالبات لاحقة تقوم على مبدأ «وشهد شاهد من أهلها» وأول المستشهدين بتلك الأقوال رجل كل العصور عدنان الباججي الذي قال بها في شهادته الكاذبة على العصر في لقائه مع المذيع أحمد منصور.

آخر محطة:

التقدير لمسؤول مركز خدمة المواطن في ضاحية اليرموك النقيب عبدالله الهاجري على كفاءته في العمل وحسن إدارته للمرفق ومنها للأعلى.

احمد الصراف

حملان الكويت وكماشاتها

تكمن مشكلة الكويت في موقعها الجغرافي الفريد، فهذا الموقع، إضافة إلى أنه وفر لها ثروة هائلة تتمثل في البترول الكامن في جوف أرضها، لكنه وضعها كذلك بين أضلاع كماشة فريدة مكونة من ثلاثة أضلاع تتمثل في جيرانها العمالقة في وزنهم البشري والجغرافي والسياسي! وبالرغم من أن الكويت كانت مسالمة عادة، فان طموح بعض حكامها دفعها أحيانا لأن تذهب خارج حدودها خدمة لحليف أو دفاعا عن حق تؤمن به أو ردا لاعتداء، أو درءا لخطر. ويمكن اختزال تاريخ أخطر الاعتداءات على الكويت ووجودها ضمن فترة زمنية تمتد الى سبعين عاما من عام 1920، عندما هاجم الإخوان الوهابيون الكويت من شمالها، يبغون الإطاحة بحكمها، وحتى 1990عندما غزت قوات صدام الكويت من شمالها أيضا واحتلتها لسبعة أشهر.
ولكن عندما يستعرض المراقب العادي من أمثالنا الأحداث والاعتداءات الجسام التي تعرضت لها الكويت بين هذين التاريخين، والتي يأتي على رأسها محاولة اغتيال رمز الشرعية في عام 1985، يشعر بمدى ما في هذا العالم من تعسف وظلم لا يمكن فهمه بسهولة، خاصة عندما تضطر الدولة لأخذ جانب طرف ضد آخر، كما حدث في الحرب العراقية ـ الإيرانية، حيث كانت خيارات الكويت شبه معدومة، وعندما قررت الإدارة الأميركية التخلص من نظام صدام، كانت الكويت نقطة انطلاق قواتها. ويتساءل البعض إن كانت الكويت، بكل تاريخها الخير (!) قد تعرضت لكل هذا الكم من الاعتداءات فما هو حال البقية؟ ولا ندعي هنا أننا أقل ظلما من غيرنا، أو أكثر رحمة منهم.
في 1972 اغتيل حردان التكريتي، نائب رئيس الجمهورية ووزير الدفاع السابق العراقي، من قبل نظام بلاده البعثي (البكر وصدام). وفي 1974 تم احتلال السفارة اليابانية في الكويت، وتفجير مكاتب شركة التأمين الأميركية، وتكرر الاعتداء في 1976 وبعدها بأيام انفجرت قنبلتان في جريدة الأنباء. وفي عام 1977 خطف مسلحون بقيادة «أبو سائد» طائرة كويتية أثناء رحلتها من بيروت إلى الكويت ليستسلموا في سوريا. وفي 1978 اغتيل رئيس مكتب منظمة التحرير علي ياسين. وفي 1980 نجا وزير خارجية إيران صادق قطب زاده، الذي أعدم بعدها في وطنه بتهمة الخيانة، من محاولة اغتيال. وفي 1981 اختطفت طائرة كويتية من مطار بيروت من قبل جماعة «أبناء الصدر». وفي 1982 اغتيل السكرتير الأول في سفارتنا في الهند مصطفى المرزوق، وفي العام نفسه اغتيل الدبلوماسي نجيب السيد الرفاعي في مدريد.
وفي 1984 بدأت عمليات قصف الناقلات النفطية الكويتية. وفي ذات العام اختطفت الطائرة الكويتية «كاظمة»، وبعدها بعام تم اغتيال الدبلوماسي العراقي هادي سعيد ونجله في الكويت. والذروة كانت في تفجير موكب الأمير الراحل جابر الأحمد في 1985 وتبعتها تفجيرات المقاهي الشعبية. وفي 1986اختطفت الطائرة الكويتية «الجابرية»، ثم وقع الغزو في 1990/8/2 وتحقق التحرير وجرت بعدها بأيام محاولة اغتيال النائب السابق حمد الجوعان، وتبعتها المحاولة الآثمة لاغتيال النائب السابق عبدالله النيباري وحرمه..!
ووقعت أثناء ذلك وبعدها جملة اعتداءات على حياة فنانين كبار وعلى مؤسساتهم، إضافة لمحال بيع الأشرطة الغنائية، وعلى العاملين في أماكن الترفيه كالسينمات والسيرك الروماني وعلى متاجر السيخ وأرواحهم وبعض البهرة المصلين. وتم الكشف على كميات كبيرة من الأسلحة في عدة أماكن، والقبض على شبكة خططت لاغتيال الرئيس بوش في الكويت.
نكتفي بهذا القدر من العمليات الإرهابية التي تعرضت لها الكويت، والتي استطعنا الحصول عليها من الإنترنت، ولا شك أن هناك أحداثا أكثر لا تقل خطورة، ولا أعتقد أن جهة قامت بتوثيق هذه الأحداث ووضعها في إطارها المناسب، فمما لا شك فيه أننا لم نكن في جميع الأحوال، كحكومة وشعب، قطيعا من الحملان أو الملائكة!

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

التناقض والتطرف عندهم

قبل أكثر من عشرين عاماً.. كتب أحدهم في زاويته يقول: ما جاءنا هذا الغبار الا بعد انتشار ظاهرة الملتحين في الكويت! وقبل تسعة عشر عاماً كتب أحدهم ينسب غزو صدام للكويت الى انتشار المد الاسلامي فكراً وسلوكاً في العالم الإسلامي! وهكذا لا يجد خصوم التيار الإسلامي تبريراً لضعفهم وتفسيرا لتخاذلهم إلا تعليق العتب على هذا التيار وهذه الدعوة!
واليوم يكتب أحدهم مفسراً ظاهرة انحدار الخطاب السياسي في مجتمعنا بانه نتاج التربية الدينية التي تربينا عليها في السابق، بل ويدعي زوراً ان «الحرامية والمفسدين والقتلة والمجرمين هم الذين يتزايدون ويتكاثرون بشكل متواز مع التدين»! وهذا بلا شك تطرف في الفكر وشذوذ في تفسير الظواهر الاجتماعية.
ومن غرائب الطرح العلماني لهؤلاء في تفسير الظاهرة الدينية التعميم غير المبرر! وأقصد تعميم سلوك فردي على الجماعة! فإذا قام شاب ملتحٍ أو امرأة منقبة بسلوك غير عادي أرجعوا سبب هذا التصرف الى التربية الدينية التي تلقاها في بيته او مدرسته او جماعته! وكم سمعناهم يطالبون باجراءات تتعارض مع ما يعلنونه من مبادئ في الحرية والمساواة! ولا أظن انني احتاج الى عناء كثير لتأكيد هذا التناقض بين أفكارهم التي ينادون بها علنا ومطالباتهم للحكومة بالتضييق على خصومهم كإغلاق جمعياتهم وتقييد المنابر وكبت الآراء في صحفهم! فعندما يكون الحدث لهم فالأمر يتصل بحرية الرأي وحرية الاعتقاد، وعندما يكون الحدث لخصومهم فالويل والثبور وعظائم الامور ان سكتنا عنهم وتركناهم يخربون أفكار ابنائنا وينشرون خزعبلاتهم!!
حتى كلمة «اسلامي» استكثروها عليهم! فهم متأسلمون! او جماعات الاسلام السياسي، وهذه اخف الالفاظ التي اطلقوها عليهم. يرفضون الدروشة والتقوقع في زوايا المسجد، واذا تحدثنا في الشأن العام ثاروا واتهمونا بتسييس الدين! أمرهم عجيب!!
لم يجدوا من الحق ما يتهمون خصومهم به.. فلجأوا الى الباطل وتلفيق التهم وتحريض السلطة عليهم، ومن يقرأ لهم يظن أنهم شعبة من أمن الدولة او قسم خاص بالمباحث السياسية ولا يظن انهم اصحاب فكر ورأي سياسي!
ركزوا على الحركة الدستورية الاسلامية في مقالاتهم و«جلّبوا» في سالفة الانتماء للاخوان المسلمين، ولما لم يجدوا في تاريخ الحركة الدستورية إلا كل ما هو مشرق فتحوا تاريخ الاخوان في مصر نقلا من ملفات ومذكرات زكي بدر واحمد سالم علهم يجدون ضالتهم.
فماذا كانت النتيجة؟ انشغال الناس والصحافة بالتهم والرد عليها، وانشغلت النخبة المثقفة في المجتمع بالرد على الخصوم. لذلك كانت الحاجة الى ميثاق شرف نترفع فيه عن سفاسف الامور ونتفرغ لبناء هذا المجتمع الصغير بعد ان تفتت وانقسم وتشرذم.
***
لفتة: ذكرى الغزو الغاشم تذكرنا بأهمية تكوين علاقات جيدة مع جيراننا، ويجب ألا تذكرنا بأن العراق جار سوء، كما ذكر البعض، قدرنا أن هؤلاء جيراننا، فاذا كان في العراق آلاف الصداميين ففيه ايضا ملايين ضد صدام.

مبارك فهد الدويلة

احمد الصراف

اليوم الذي قد لا يأتي أبداً

قال صديقي إنه كان يرافق أحد معارفه وهو يتفقد غرفة نومه، وهناك فتح علبة جميلة في خزانة ملابس خاصة بزوجته وبدأ في تفريغ محتوياتها في حقيبة كبيرة، ووقعت يداه على قطعة لفافة ورق لماع وجميل وعندما فتحها وجد أنها تحتوي على فستان سهرة غالي الثمن، وتذكر أنهما سبق ان اشترياه في أول زيارة لهما لمدينة نيويورك قبل 8 أو 9 سنوات مضت! وبدا واضحا أنها كانت تحتفظ به ليوم مميز. وضع الرجل اللفافة والملابس الأخرى في الحقيبة لينقلها الى مكان خاص، فقد توفيت زوجته قبل يومين!
نظر الرجل إلى صديقه وقال له: لا تحتفظ أبدا بالأشياء المميزة والجميلة للأيام الخاصة، فكل يوم في حياتنا هو يوم خاص وجميل بحد ذاته، ويجب ان نستمتع به ما دمنا على قيد الحياة! ويقول الصديق إن تلك التجربة غيرت حياته وعلمته الكثير، وأصبح يقضي وقتا أطول مع أسرته وأقل في العمل، وأن الحياة أصبحت بالنسبة له مصدرا للتجارب التي يجب أن يعيشها وليس البقاء حيا في أثنائها، وأنه أصبح لا يحتفظ بأفضل مما لديه ليوم خاص فكل يوم خاص في حياته، فإلى متى يحتفظ بأواني الكريستال من دون استخدام، بانتظار ضيوف قد لا يأتون أبدا، وإن أتوا فلن يكترثوا كثيرا إن كان الشاي أو القهوة التي قدمت إليهم في أوان فاخرة أو عادية، ان لم يكن طعمها جيدا! وهل ضيوفه أولى بجميل أثاثه وأدواته المنزلية الفاخرة منه؟ ومتى سيرتدي أفضل ملابسه؟ ألم يحتفظ بالبعض منها للمناسبات السعيدة؟ وعندما تأتي المناسبة نجد أنها أصبحت ضيقة علينا! ولماذا لا نرتدي أفضل ما لدينا عندما نذهب للتسوق أو لقضاء أي حاجة؟ ولم الاحتفاظ بأفضل العطور لمناسبة محددة، وقد تتبخر ولا يأتي ذلك اليوم، أو لسبب ما نفقد حاسة الشم! ولم نستمر في تكرار جمل مثل «يوما ما سأتجول في معالم وطني التي يأتي السياح لرؤيتها» أو «سأرتدي هذه الحلة في زفاف ابن اختي»! أو انني سأذهب في رحلة طويلة فور انتهائي من بناء البيت؟! وهكذا تمر الأيام وتنتهي الأعمار وتبقى الوعود من دون تنفيذ، ويختفي عبق الورد من دون أن نشمه وتنتهي موضة الملابس من دون أن نرتديها ويضيق الحذاء وهو بانتظار من يضعه بقدميه. ولا أدري ما الذي كان سيفعله أي شخص منا لو علم بأنه سيموت غدا، بالرغم من صعوبة الاحتمال، فما الذي سيفعله؟ ربما سيقوم بالاتصال بمن سبق ان اختلف معهم ليطلب مغفرتهم، أو سيقوم بارتداء أفضل ما لديه والخروج في جولة مع الزوج/ الزوجة والقيام بما كانا يودان دائما القيام به، ولم يفعلا كتبادل القبلات علنا أمام الشاطئ، والاتصال بالأهل والأصحاب فردا فردا ووداعهم بلطف، وغفران إساءات الآخرين! فإذا كنا سنفعل ذلك إن علمنا بموعد وفاتنا فلم الانتظار إذا، ومن يدري متى سيموت؟ ولم لا نقوم بكل الأشياء الجميلة اليوم قبل الغد؟!
تحياتي لكم جميعا، مع أطيب المنى بحياة مديدة وسعيدة.

أحمد الصراف

علي محمود خاجه

سنوات الضياع

عذرا لكل من يقرأ، وبتجرد شديد فإن محصلة دروس الغزو الآثم هي صفر أو أقل من ذلك بقليل، ولنسترسل قليلا في القول على الصعيدين الحكومي والشعبي.

ففي إطار الدولة مثلا، التي كانت تعتمد قبل الغزو على سياسة الدينار في كسب الحلفاء، فقد اتضح لنا في تلك المحنة أن تلك السياسة فاشلة، والدليل أن أغلبية الدول التي ساندتها الكويت بدينارها كانت هي خط المقاومة الأول ضد أي قرار لمصلحة الكويت في فترة الغزو، واليوتيوب يوفر لكم توثيقا مهما لما حدث في الجامعة العربية في فترة الغزو، ولكن هل تغير هذا الأمر بعد الغزو؟ قطعا لا، ومازلنا بسياسة دينارنا التي أثبتت فشلها.

تحالفت الدولة قبل الغزو مع قوى الظلام الرافعة لشعار الدين أملا منها في أن يكون هذا الحليف هو ملاذها الآمن، والمحصلة وقوف حليف الحكومة قبل الغزو ضد أي تدخل أجنبي لتحرير الكويت، والمحصلة أيضا استمرار الدعم الحكومي لتيارات الظلام.

باركت الحكومة سياسة فرّق تسد التي انتهجتها قبل الغزو، وكان الخوف الأكبر من الحكومة نفسها في فترة الغزو أن ينصرف أولئك المفترقون كل لمذهبه وعقيدته، ولولا وجود العقلاء ممن سعت الحكومة إلى تفريقهم لما نجح مؤتمر جدة، وهو صك التحرير بلا أدنى شك. لتعود بعد الغزو وتستمر في مباركتها للتفرقة إن صدقنا فعلا بأنها لا ترعاها أيضا، فتغيرت وجوه المفرقين نعم، لكن لم تتغير رسائل الفتنة.

ميزة تتمناها الأمم كلها بأن يكون لها ذكرى تاريخية تثبت العصيان المدني لقلة قليلة استطاعت أن تسبب صداعا مزمنا لرابع أقوى جيش في العالم حينذاك، اختلطت فيها دماء كل الكويتيين من رجال ونساء وطوائف وعوائل وقبائل، لتؤرخ الحكومة كل ذلك بشارع واحد صغير يحمل اسم الشهداء دون أي رمز أو على الأقل نصب للمقاومة أو ذكر لأسمائهم، والاكتفاء بشهيد واحد تخصص له المناطق والمدارس والمباني، نعم نحبه ونحترمه ولكن لا نرضى طبعا باختزال كل الأبطال فيه وحده.

أما على الصعيد الشعبي، فلم تفد تلك الكارثة وتوحيدها للناس في استخلاص العبر، فمازال الخونة يحوزون ثقة الناس، وأقصد بالخونة من وقف ضد الكويت من الكويتيين بالغزو أو من سرق الكويت من الكويتيين بالغزو، فكان ردنا عليهم بأن ننصبهم ممثلين لنا والمفضلين لدينا كوسيلة للإعلام.

ولم نكتف بذلك، بل إن كل الأخطاء التي تكررها الحكومة، وقد سطرت بعضا منها فقط أعلاه، لا نحرك ساكنا لتقويمها وتغييرها كي تقودنا للأفضل.

كاذب من يقول إننا تعلمنا طوال تلك السنوات، فالأمر الوحيد الذي تعلمناه هو ألا نتعلم.

خارج نطاق التغطية:

اتصال من صديق ذكر لي أن الدراما في تلفزيون الكويت لها معايير وشروط هي ما تجعل بعض الأعمال تبتعد عنها، وحسب ما سمعت فإن تلك المعايير جيدة ومعقولة، لذلك أستثني المجال الدرامي من مقالي السابق.

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

سامي النصف

الغزو ودروس ما بعد العشرين

كي لا تضيع دماء شهدائنا هباء منثورا، وحتى لا نحكّم القلب والعاطفة فيما يجب أن نحكّم فيه العقل والحكمة، وحتى لا نترك أحداث ماضينا تدمر حاضرنا ومستقبل أبنائنا، هناك قائمة من الأمور التي يجب أن نعيها ونتعلمها استفادة من دروس العشرين عاما على كارثة الغزو ومنها:

1 ـ رغم قسوة العدوان وبشاعته إلا أن علينا أن نعي أن هذا ما يحدث دائما في الحروب والغزوات، فالنظرة المتأنية لتاريخنا الحديث وما قام به النازيون في أوروبا، أو الجيش الياباني في شرق آسيا، ستعلمنا أننا لسنا أول أو آخر دولة غزيت على الأرض وعليه فعلينا أن نعمل ما عملوه من إصلاح شأنهم مع جيرانهم ومع من غزاهم وتبادل المنافع بين بلدانهم كوسيلة لمنع تكرار الحروب وقد نجحوا في مسعاهم الذي يستحق أن نكرره.

2 ـ التوقف عن تكرار المقولة الضارة الخاطئة التي تدعي أن هناك مطالبة عراقية دائمة بالكويت كونها تبرر ما قام به المجرم صدام وتعطيه صك الغفران التاريخي كونه لم يعمل إلا ما ندعي أنها مطالبة دائمة لشعبه، لقد طالب الملك غازي بوحدة عربية تضم 6 دول بينها الكويت، كما طالب نوري السعيد بوحدة ثلاثية للأردن والعراق والكويت، أما المعتوه قاسم والمجرم صدام فهناك آلاف القرائن الدالة على اعترافهما الكامل بالكويت ولم يزد ما قاما به عن محاولة إشغال الداخل بافتعال إشكال مع دولة الكويت.

3 ـ العمل على الانفتاح الكامل على العراق ـ والسعودية وإيران ـ وإلا فكيف سنفعّل مشروع المركز المالي الواعد الذي سيجعل الخدمات وإعادة التصدير بديلا عن النفط، وكيف سنستفيد من مشروعي أكبر ميناء وأكبر مطار شحن إذا لم تكن حدودنا مفتوحة على مصراعيها مع الجيران عبر العلاقات الحسنة والودية معهم؟.. إن علينا أن نكرر ما حدث بين ألمانيا وفرنسا وأميركا واليابان حيث استبدلوا الصراع السياسي بالتعاون الاقتصادي.

4 ـ التوقف عن اعتبار أي مقولة شاذة لنائب أو كاتب صدامي وكأنها تمثل شعب العراق كافة ثم ترك الباب واسعا لمن يستغل تلك المقولة المدسوسة لادعاء البطولات الفارغة ومحاولة إساءة العلاقة مع العراق وكأننا تحولنا مرة أخرى لدولة كبرى قادرة على حشد الملايين على الحدود مع الجيران.

5 ـ العمل ببراغماتية شديدة ومنهاجية الغرف المغلقة لمعالجة الملف العراقي وتفريغه من الشحنات المتفجرة ضمنه عبر مبدأ «الأخذ والعطاء» المعروف فلدينا ما نريده من العراق (الأمن المستقبلي الدائم وفرص التصدير والاستثمار) ولدى العراق ما يريده منا (الديون والتعويضات وإشكال شركة طيرانه) والمفروض أن نجند ونستخدم أفضل العقول الكويتية والعربية والأجنبية للعمل مع الجانب الكويتي المفاوض لإنهاء جميع الملفات العالقة بأكبر قدر ممكن من الاحتراف والسرية.

6 ـ العمل المفتوح ضمن الداخل العراقي عبر الاستثمار الجيد والمدروس في البنى الأساسية، واستقطاب الساسة والمفكرين والإعلاميين العراقيين المؤثرين دون النظر لماضيهم ماداموا امنوا ببناء مستقبل أفضل للكويت وللعراق فلا مصلحة لنا قط في عداء أي من الأطياف السياسية والاجتماعية والدينية العراقية مع رفع شعار «عفا الله عما سلف».. و«اللي فات مات».

آخر محطة:

 1 ـ نشرت جريدة «بوسطن غلوب» في عدد امس مقالا للدكتور جون تيرمان مدير الدراسات الدولية في جامعة «ام اي تي» الشهيرة ذكر فيه ان حرب 2/8/90 لم تنته حتى اليوم.

2 ـ لا يستحق خالد المريخي لا الجنسية الكويتية ولا السعودية، فآخر ما يريده البلدان الشقيقان هو من يحاول إساءة العلاقات الأخوية بينهما عبر الفرقعات الصحافية المغرضة، وللمعلومة الكويت والسعودية وبقية دول الخليج لا تسمح بازدواجية الجنسية والقضية ليست محصورة في الكويت، وقد تناقلت الأنباء أن القاتل المقتول في مصر الذي تعدى على شقيقتيه كان سعوديا وأسقطت الجنسية عنه بعد حصوله على الجنسية القطرية.

احمد الصراف

دهن الهواء بالديكو

حصلت شركة مقاولات غير محلية على عقدين كبيرين يتعلق أحدهما بإنشاء مستشفى جابر، الذي هللت بعض الجهات الرسمية لما أنجز منه حتى الآن، ولكن يبدو أن هناك محاولة ما للتغطية على المشاكل التي تواجه المقاول، ويقال إن هناك معركة بينه وبين المياه الجوفية التي تتدفق بشكل خارج عن قدرة أجهزة السحب لديه، وهي المشكلة نفسها التي سبق أن واجهت مقاول «محطة ضخ مشرف»، لكن هنا المساحة أكبر بكثير! وعلى الرغم من أن الوزارة دفعت للمقاول ثلاثين مليون دينار تقريبا، فإن العمل يسير ببطء مثير للقلق، ومن الواضح افتقاده التكنولوجيا المناسبة. ويقال أيضا ان الوزارة مطالبة تعاقديا بدفع مبلغ 7 ملايين دينار شهريا للمقاول وفق برنامج العمل، وعلى الرغم من مرور 6 أشهر فلا يزال المشروع يراوح مكانه، ولم ينفذ سوى غير شيء يسير! وهنا نتمنى أن يفيدنا طرف ما بحقيقة الوضع، وعدم ورود شيء يعني صحة شكوكنا!
المهم هنا ليس موضوع هذا المقاول أو غيره، بل لكي نبين حجم وجملة المعوقات التي تواجهها خطة التنمية العملاقة، ففشل مثل هذا المقاول، بكل ما يمثله من حجم كبير، في إنجاز مشروع كلاسيكي، على الرغم من ضخامته، يعطي فكرة عن العجز المخيف الذي يعانيه الجهاز الإداري الحكومي، الذي يفتقد أموراً عدة. كما تشكو الدولة من ترهل القوانين المنظمة للمناقصات ولمتابعة المشاريع وأنظمة ملاحقة المخالفين والسراق! فغالبية، إن لم يكن جميع، «موظفي» الدولة الكبار، وبالذات في وزارة الأشغال، الذين نجحوا في سرقة مئات الملايين من أرصدة المشاريع الحكومية بطريقة مباشرة أو غير ذلك، والذين بالإمكان تحديدهم بسهولة، حيث يقوم عدد منهم بإدارة ملايين الكثير من الشركات المساهمة، لم يعاقب أحد منهم بخصم يوم من راتبه، وهذا كاف لتشجيع غيرهم على تكرار السرقة في المشاريع القادمة، و«ما في حد أحسن من حد»، وهم شبه محصنين من المساءلة، نقول هذا على افتراض أن كل المخاوف الهائلة التي تقلق ضمير كل مواطن ومقيم شريف، من احتمالات هبش جزء كبير من المبلغ المرصود، وهذا لا خلاف كبيراً عليه، لا صحة لها، لكن الخوف كل الخوف أن ينتهي الحفل ببضعة مشاريع تصلح لذر الرماد في العيون والسخام في الوجوه! فخطة التنمية، في جانبها الأكبر، لا تكمن في شراء معدات واستيراد أدوات، بل في أعمال بناء وتشييد ضخمة تشمل البنيتين الفوقية والتحتية، فما الجهات التي ستقوم بأعمال التنفيذ وهناك شح في الشركات المميزة، وأين الجهاز الإداري المشرف؟ ومن يملك حق الاعتراض على المخالفات والسرقات ومن سيحاسب المخطئ ويوقفه عند حده؟! عشرات الأسئلة الصعبة التي لا يرغب الكثير من المسؤولين، ليس فقط في الإجابة عنها، بل وحتى التفكير فيها، فالرغبة في الصرف وإعلانه للعالم أجمع من خلال عقود مليونية هما الشيء المهم في هذه المرحلة، وهذا يذكرني بقصة الهيئة الفاشلة العليا لإعادة النظر في القوانين وأسلمتها التي صرفت في بداية تأسيسها مئات آلاف الدنانير على شراء هدايا ثمينة جدا وتوزيعها على كبار موظفي الحكومة وبعض مديري الشركات المساهمة، وكان أحد هؤلاء صديقا يعمل مديرا لقسم الكمبيوتر في أحد المصارف! فما جدوى قيام هيئة دينية بتوزيع هدايا على مدير إدارة كمبيوتر؟ وهل هي بحاجة إلى الدعاية لنفسها وشراء ولاء أو سكوت الآخرين عن «خمالها»؟ ألا تكفي أعمالها، التي لم يتحقق منها شيء طوال 17 عاما، لتدل عليها؟
نقول ذلك بمناسبة ما أشيع عن توقيع الوزير الشيخ أحمد الفهد الصباح عقداً مع شركة علاقات عامة عالمية بمبلغ 6.5 ملايين دينار للترويج لخطة التنمية! وعلى الرغم من أن الوزير أكد أن العقد لم يوقع وسيمر بالقنوات الدستورية، فإنه لم ينف نية التعاقد، وهذا يدفعنا للتساؤل عن جدوى الاستعانة بشركة علاقات عامة للترويج لخطة التنمية؟ ألا يكفي ما سينفذ من أعمال ضخمة كدليل على سلامة النهج، أم أننا بحاجة إلى جهة «ذكية ومتمرسة» للقيام بمهمة تجميل القبيح ودهن الهواء؟!

أحمد الصراف

سامي النصف

تدمير ماضي وحاضر ومستقبل الكويت

بمناسبة 2/8 الأليمة، لم ار اكثر ضررا على بلدنا مما نراه من دعاوى يقول بها من اصبح كالطابور الخامس في هدمه لماضي وحاضر ومستقبل الكويت ومن ذلك:

دعاوى تدمر ماضينا عبر القول ان الديموقراطية الكويتية، وهي احد الامور التي نفخر بها امام الخليجيين والعرب وبقية امم الارض، ما هي الا امر فرضه المقيم البريطاني على الشيخ الجليل عبدالله السالم، وقد اطلقت وثائق الخارجية البريطانية عن الكويت في تلك الحقبة ونشرتها الزميلة «القبس» ونتحدى ان يوجد بها شيء يثبت ذلك الافتراء حيث لم تكن بريطانيا آنذاك داعمة للحريات والديموقراطية التي هي نتاج لمطالبات الشعب الكويتي وقواه الوطنية واستماع الحاكم له.

والمفند الاكبر لهذه الفرية هو ـ وياللعجب ـ قائلها، فقد صدر له كتاب من لندن عدّد خلاله 6 اسباب لاخذ الكويت، حسب رأيه، بالمسار الديموقراطي، منها: مطالبات التيار الوطني وطبقة التجار والتكوين السكاني وحداثة التجربة وازمة قاسم وانتشار التوجه القومي ولم يذكر ان سببها هو فرض الانجليز لها.

وبعد تدمير ماضي الكويت على الفضائيات واسعة الانتشار، اتجهت تلك الدعاوى الى ضرب حاضر الكويت واخلاقيات شعبها عبر اتهام الكويتيين بالجبن والتخاذل وانهم لم يقفوا مع البعض ابان القبض عليهم في فترة احتجاجات دواوين الاثنين وقد اتى الرد قاصما من احد اعضاء التجمع ونعني السيد احمد باقر الذي اظهر بالصور التي تغني عن آلاف الكلمات، الآلاف من الكويتيين الذين احتشدوا لنصرة من قُبض عليهم وتهنئتهم بعد اطلاق سراحهم، وبعد تلك الصور التي نشرها السيد احمد باقر في جريدة الرؤية وبعدها اساطير المقاومة والبطولة والدماء التي سفكت دفاعا عن الكويت، لماذا الاستمرار في ترديد فرية التخاذل والجبن والتهاون ووصم الشعب الكويتي كافة بها؟!

ولا يكتفي البعض بتدمير الماضي وتشويه الحاضر بل يستمر في دعاوى التخاذل عبر ادعاء اختفاء الكويت المستقبلي تارة عام 2000 ونسب ذلك القول للدكتور انتوني كودزمان الذي انكره وكذبه امامي، وتارة اخرى ادعاء الاختفاء عام 2025 ونسبه هذه المرة (دون بينة) لأرون كاتز وقد قمت بما يمكن لأي قارئ القيام به من بحث عن ذلك الشخص او تلك الدراسة فلم اجد شيئا عدا وجود شخص بهذا المسمى يعمل طبيب مسالك بولية في جامعة كولومبيا ومرة اخرى نتحدى ان يأتي احد بمثل تلك الدراسة لمثل ذلك المسمى.

آخر محطة:

ماذا نسمي هذه الدعاوى؟: 1 – هناك من ادعى ان قمة شرم الشيخ فرضت وجود ملحقين اسرائيليين في كل سفارة كويتية وخليجية فهل شاهد احد او سمع بوجود هؤلاء الملحقين؟! وهل علينا ان نصدق تلك الافتراءات فقط كونها صدرت من زيد او عبيد؟!

2 – كما ادعى البعض ان الدعوة لمؤتمر شرم الشيخ تمت بارسال فاكسات لحكام الخليج فكيف علم بذلك الامر؟! وهل لديه 6 مصادر بـ 6 قصور خليجية؟! ام ان الرئيس الاميركي ابلغه بها شخصيا بعد ارساله لها حيث لم تنشر تلك المعلومة «الفريدة» في الصحافة الاميركية؟!

3 – وهناك من يحاول ان يطرب مستمعيه فان كانوا سلفا طعن في ايران وفي الشيعة وإن كانوا شيعة طعن بالطبع في السلفية وفي السعودية.

4 – هناك اخيرا من يرفض حضور دواوين ولقاءات المناطق الخارجية بأعذار واهية لا يصدقها عقل ولا يقول انه لا يحضر ترفعا وازدراء لابناء القبائل بدلالة ما ضمنه كتابه الصادر في لندن، ففي (ص 82) يضع صورة خيمة شعر يجلس تحتها ابناء قبائل ويعلق استهزاء «كونغرس ولاء» وفي (ص 84) صورة لخيمة شعر ورجال وخرفان واستهزاء آخر نصه «على هامش التصويت» وفي (ص 126) خيمة شعر (من تاني) وتعليق استهزاء ثالث نصه «بطن خوش.. مجلس بوش» فما معنى تكرار وضع صور خيام الشعر وتكرار تلك التعقيبات الضاربة للوحدة الوطنية؟!