حسن العيسى

خرائب فوق التل

قبل احتلال العراق بفترة وجيزة زار الأستاذ الأميركي فؤاد عجمي (من أصل لبناني) الكويت، وجلسنا معه في جمعية الخريجين، وبدأ الأستاذ فؤاد موعظته متحدثاً عن "حلمنا" الكبير حين يزال نظام صدام وتشيد في العراق دولة ليبرالية ديمقراطية تقوم على مبدأ سيادة القانون والحريات الإنسانية، قال لنا إن الدولة العراقية القادمة ستكون كما يذهب المثل الغربي "مدينة فوق التل"، أي ستكون مثالاً يشع بأنواره على المنطقة العربية، كنا مشدوهين ومأخوذين بسحر الأحلام الوردية حين يضرب المارد الأميركي بقيادة البطل بوش الثاني ضربته السحرية في المنطقة، ويتبدد الظلام ليبدأ "عصر الأنوار" محمولاً لدولنا ليس على فكر فلاسفة مثل اسبينوزا وهوبس وروسو، بل سيأتي على متن قاذفات القنابل وطائرات الشبح ومصفحات ابرامز…!
لم نهتم، ولم نكن نحن الممتنين للتحرير الأميركي لدولتنا الكويتية نكترث من أي درب ستأتي لنا "أنوار" الحرية، فالرعب من صدام كان يملأ نفوسنا، وفكر القوى الدينية المتزمتة يحاصرنا من كل اتجاه، وإذا كانت الأرحام العربية عقيمة لا تلد فلاسفة ولا مفكرين مناضلين يكونون شعلة نور في دروب الحرية فليكن إذن التغيير من الخارج على يد أهل الحضارة والتقدم، ولتسطع أنوار الحرية القادمة من عاصمة بنجامين فرانكلين وتوماس جيفرسون… ونسينا في معمعة التاريخ مونرو "ومبدأه" بالهمينة المطلقة على القسم الغربي من العالم الجديد، ونسينا من بعده ولسون وتي دي روزفلت، ومن خلفهم ومعهم تاريخ حافل ممتد للدولة الأميركية في الهيمنة على العالم حين تتدخل بحجة حماية الحريات وحقوق الإنسان في الظاهر، وبدأت بدول أميركا اللاتينية وامتدت إلى منطقة الذهب الأسود (النفط) في الشرق الأوسط… لم تكن "المأساة" الفلسطينية ولا موقف الولايات المتحدة المساند الأبدي لإسرائيل يهمنا كثيراً، فالكويت بعد تحريرها أضحت في عقلنا اللاواعي مركز الكون، وكانت مواقف بعض الفلسطينيين الذين أيدوا صدام في احتلال الكويت نكاية بأميركا سبباً مقنعاً لتناسي الهم الفلسطيني العربي جملة وتفصيلاً.
مضت الأيام… لنشاهد انتصار البطل بوش الثاني، وهو يقف على سطح حاملة الطائرات يزف للعالم خبر انتصار الحرية في العراق… وكان انتصاراً عظيماً تعاصر معه انتصار الطائفية والقبليات في العراق… وحمل معه أجساد العراقيين المقطعة من تفجيرات "القاعدة" ومن الحرب المذهبية التي نقول رياء إنها انتهت.
من حاملة الجنود الخارجة من العراق والمتوجهة إلى الحدود الكويتية أشار الجندي الأميركي الصغير بإشارة النصر فرحاً وهو يقول: انتصرنا…! هذا صحيح فقد انتصروا بضمان مكامن النفط يحرسها الخمسون ألف جندي من الباقين في العراق ومعهم قوات شركات الحراسة الخاصة… وانتصرت معهم قوى الإرهاب والطائفية وتفتت العراق… ماذا سنقول لفؤاد عجمي ومثاله عن "مدينة فوق التل"… لنخبره عن الخرائب فوق التلال.

احمد الصراف

أنا طائفي (!!!)

وطني وما ساءت بغير بنيك، يا وطني ظنوني
أنا لم أجد فيهم خديناً آه من لي بالخدين.
وا ضيعة الأمل الشريد. وخيبة القلب الحنون.
رقصوا على نوحي وإعوالي وأطربهم أنيني
وتحاملوا ظلماً وعدواناً عليّ وأرهقوني
فعرفتهم ونبذتهم لكنهم لم يعرفوني
وهناك منهم معشرٌ أفٍّ لهم كم ضايقوني
هذا رماني بالشذوذ. وذا رماني بالجنون.
وهناك منهم من رماني بالخلاعة والمجون.
وتطاول المتعصبون وما كفرت وكفروني
لا درّ درّهمُ فلو حزت النضار لألهوني
أو بعت وجداني بأسواق النفاق لأكرموني
أو رحت أحرق في الدواوين البخور لأنصفوني
فعرفت ذنبي أن كبشي ليس بالكبش السمين.
يا قوم كفّوا، دينكم لكمُ، ولي يا قومُ ديني
 
هذا ما قاله فهد العسكر قبل ألف عام ولا يزال صالحا للنصف الأول من رمضان هذا العام.
نشرت القبس (8/22) مقالا لأحد الزملاء تهجم فيه على شخصنا ونعتنا بالطائفي الذي فزع لطائفي آخر، وبالليبرالي والعلماني!
ردنا باختصار شديد يتمثل في نقاط أربع:
أولا: من الواضح تواضع معلوماته عن طبيعة كتاباتي وما تمثله من انعكاس حقيقي لشخصيتي، بعكسه تماما! فأنا لم ولن أفزع طائفيا لأحد، وكتاباتي عن موضوع «تسمية الخليج» تعود لما قبل ثمان أو تسع سنوات وعددها 5 مقالات تقريبا وتتوافر في أرشيف القبس، ومنطلقاتي معروفة ولا علاقة لها بالطائفية.
ثانيا: من اتهمني بالدفاع عنه شخص لم ألتق به أو أتحدث معه أصلا، ولأسباب خاصة لا تسرني معرفته ولا أسعى للالتقاء به، فكيف أدافع عنه؟
ثالثا: الاخ الزميل ومن أصل مليون وكذا ألف نسمة من مواطني الكويت، هو الوحيد الذي لا يحق له اتهامي «أنا» بالذات بالطائفية. فهو الذي سعى ونجح في أكثر من انتخابات برلمانية من خلال انتخابات قبلية طائفية، كما أنه يشارك بفاعلية في قيادة حركة طائفية دينية تحت مسمى «الحركة الدستورية»، وهي المظلة التي يعمل تحتها حزب الإخوان المسلمين، التابع للتنظيم العالمي الطائفي. كما لا تسمح حركته لغير المنتمين لها طائفيا بالكتابة في مطبوعاتها! إضافة إلى أنه سعى لتأسيس كيان دولي لطائفته القبلية، وهو الأمر الذي تحدث عنه الكثيرون، ونحن لا اعتراض لنا بطبيعة الحال على طائفيته أو اعتزازه بقبيلته أو أن يتخذ ما يشاء من مواقف، ولكن نتمنى عليه هو بالذات أن يترك لغيره مهمة توجيه اتهامات الطائفية لنا!
رابعا: مؤسف أن أضطر لأن أقف هذا الموقف، وأدافع عن نفسي وشخصي المتواضع أمام هذا الشخص، وربما من حقي العتب على القبس، التي تعرفني حق المعرفة، لسماحها بنعتي بالطائفية! أما «تهم» الليبرالية والعلمانية ففخر لا أنكره!

أحمد الصراف

علي محمود خاجه

من التالي؟

ثلاثة زملاء في المرحلة الثانوية، ومثلهم في المرحلة الجامعية، وابن عمتي، وابن ابن عمي، وشقيق صديقي، والعديد من المعارف، رحلوا عن دنيانا رحمة الله عليهم، وكلهم تجمعهم حوادث الطرق الكويتية للأسف. وأنا على يقين بأن هذا الأمر ينطبق على الغالبية العظمى إن لم يكن مطلق المجتمع الكويتي، فمن منا لم يفقد قريباً أو صديقاً أو زميلاً بسبب الطرق، بل إنني منذ بداية أغسطس إلى اليوم قرأت وعلمت بأكثر من عشرة أشخاص رحلوا بحوادث الطرق، وهو ما يعني حالة وفاة واحدة كل يومين سببها الطريق الذي لا نستطيع الاستغناء عنه. وعلى الرغم من جهود وزارة الداخلية التي حولت شوارع الكويت إلى ستوديو كبير بكثرة الكاميرات المتناثرة في أرجاء الكويت، وعلى الرغم من زيادة أسطول دوريات المرور، وعلى الرغم أيضاً من زيادة وسائل السلامة في المركبات، فإن هذا كله لم يوقف ضحايا الطرق، فقد أكون أنا الضحية التالية، وقد يكون أي قائد مركبة آخر حتى لو كان ماهراً كشوماخر أو جاهلاً بالقيادة، بل حتى النصيحة التي يكررها لي عمي منذ حصولي على الرخصة لا تفيد فهو يقول: «اعتبر أنك الوحيد الذي تجيد القيادة في الشارع كي تأمن المخاطر»، كل هذا لم يُجْدِ نفعاً والضحايا في ازدياد. والملاحظ هنا أنه على الرغم من أن أكثر الضحايا الذين فارقوا دنيانا من فئة الشباب، فإننا ولله الحمد لا نسمع عن ضحايا من شبابنا المبتعثين في الخارج، وتحديداً في الدول المتقدمة، مع أن نسبة تفوق الألف شاب يغادرون سنوياً لاستكمال تعليمهم في الخارج، وهو ما يجب علينا أن نفهمه جيداً. فالعلّة كما هو واضح ليست في قدراتنا على قيادة السيارات بقدر ما هي في مدى احترامنا وحرصنا على إعطاء الطريق حقه. فما هو المختلف في شوارع بوسطن عن شوارعنا؟ وما هو الحامي في طرق ليفربول وغير متوفر لدينا؟ وكيف تختلف الفورد الأميركية في أميركا عن مثيلتها في الكويت؟ لا أعتقد أن هناك ما يختلف، إلا أن النصوص مطبقة هناك، فالمخالف يحبس سواء كان شقيق أوباما أو مواطناً آخر، والهارب يطارد سواء كان حفيد إليزابيث أو بريطانياً غيره، وهو ما نفتقده، بل ونسعى إلى تهميش أي نص رادع والالتفاف حوله رغم علمنا بأننا مخطئون، وهو أمر لن نستطيع تغييره للأسف بين عشية وضحاها، ولكن لابد لنا أن نبدأ به كي نقلل على الأقل من الأرواح المهدرة. إني أكتب اليوم لأني أحب ألا يتكرر حزني برحيل مفاجئ سببه رحلة قصيرة في الطريق، أو أن يحزن أهلي بسبب رحيلي وأنا في الطريق، كلما تفكرت في الموضوع أصبت بالرعب من هول مفاجأة قد تلامسني أو تلامس غيري، لذا لابد أن نبدأ كي نوقف قدراً كبيراً من الألم يتفوق على جميع آلام الحياة الأخرى. خارج نطاق التغطية: غبقة لـ»صوت الكويت» يوم غد الثلاثاء في مقرها بالخالدية داخل أسوار الجمعية الثقافية النسائية، فرصة جميلة للقاء مَن لم نلتقِ بهم منذ مدة فأسعدونا بها. 

احمد الصراف

الحب بالحب والكره بالكره

تعرضت باكستان في الأيام القليلة الماضية لكارثة سيول قل نظيرها في العصر الحديث، فقد من جرائها الآلاف حياتهم، والأسوأ من ذلك خسارة أكثر من 20 مليون باكستاني كل ما يمتلكونه من ماشية ومحاصيل وأدوات ومأوى، وهم بحاجة للماء والغذاء والكساء، بعد أن أصبحوا جميعا معدمين تماما، وكل ذلك حدث في ظل حكومة عاجزة ينخر في أوصالها الفساد بالرغم من أنها تحكم «أرض الطهارة»!
الغريب في الأمر أن رد الفعل الدولي، بالرغم من هول الكارثة وحجم خسائرها غير المسبوق، كان سلبيا بشكل عام، ولم يستجب غير دول قليلة لمطالبات السلطات الباكستانية، وسكرتير الأمم المتحدة، وما وصلها من مساعدات كان متواضعا بكل مقياس، والدليل أن الكويت كانت الأكثر كرما! والجدير بالذكر أن الفيضانات أصابت بشكل أساسي مقاطعة وزيرستان والمناطق المجاورة لها وهي الأكثر تدينا وقربا للفكر الأصولي الطالباني!
ولو بحثنا في أسباب هذا الجفاء الدولي في التعامل مع هذه الكارثة البشرية، وضعف تجاوب الدول الغنية الكبرى مع طلبات الاغاثة، مقارنة بمواقف الدول نفسها من كوارث أقل قسوة من هذه الكارثة بكثير، لوجدنا أن مواقف باكستان العدائية مع دول عدة وفساد أنظمتها وطاقمها السياسي وعدم وضوح مواقفها من الحركات المسلحة والمتشددة دينيا، وما يشاع عن العلاقة المشبوهة التي تربط أجهزة مخابراتها بحركة طالبان و«القاعدة»، ربما كانت جميعا وراء هذا الجفاء، فمواقف الدول بعضها من بعض لا تبنى من خلال تجربة أو حادثة واحدة، بل من سلسلة مترابطة من الأحداث والمواقف العدائية أو عكسها، وبالتالي يجب ألاَّ نستغرب ان كرهنا العالم أو أحبنا، فالدول كالبشر تكره وتعادي من يكرهها وتحب وتميل الى من يعاملها بالمثل، فهل نتعلم من تجربة باكستان شيئا؟
وفي هذا السياق أحضر لي صديق باكستاني نموذج طلب جواز سفر رسمي صادر عن السفارة الباكستانية، تضمن الفقرة الغريبة التالية التي تفرض على طالب تجديد جواز سفره التوقيع بأنه يعلن بطريقة خالية من أي شك موافقته على اعتبار «ميرزا غلام أحمد قادياني» مدعي نبوة، واعتبار أتباعه، سواء كانوا من جماعة اللاهوري أو القادياني، من غير المسلمين!!
فهل هناك من يحترم حكومة تمنع اصدار، أو حتى تجديد جواز سفر مواطن، ان رفض التوقيع على مثل هذه الشهادة، حتى ولو كان أتباع القاديانية أكبر أشرار الدنيا؟ ومن الذي يملك حق توزيع صكوك الغفران على البشر، وتصنيفهم مسلمين أو غير مسلمين؟

أحمد الصراف

سامي النصف

الأمة العربية بحاجة للمفتش كلوزوا

لا ينسى الإنجليز حتى اليوم حوادث قتل منطقة «وايت شابل» شرق لندن التي جرت احداثها اعوام 188(8)1891 والتي نسبت لمن سمي بـ «جاك السفاح»، كما انه مازال الاميركان يتهامسون عمن يقف خلف مقتل الرئيس جون كيندي رغم القبض على قاتله واعترافه، كما يتحدثون عن الاختفاء الغامض للزعيم النقابي جيمي هوفا صيف عام 75.

القضية في لبنان يجب الا تركز على مقتل الرئيس رفيق الحريري الذي لا مانع ان يعلن ولي دمه عن تنازله عن دمه فداء لوطنه على شرط معرفة القاتل لسبب اساسي ورئيسي هو ضمان عدم استمرار حالات الاغتيال مستقبلا، فعدم الكشف في وقت مبكر عمن اغتال الحريري جعل السبحة تكر ويتم اغتيال سمير قصير والوزراء والزعماء والنواب جورج حاوي  وجبران تويني ووليد عيدو وابنه خالد وبيار الجميل ومرافقيه وانطون غانم ومرافقيه الاربعة، وفرانسوا الحاج مدير عمليات الجيش اللبناني، ووسام عيد ضابط الامن الداخلي اضافة الى محاولات اغتيال مروان حمادة وإلياس المر ومي شدياق وغيرهم.

وفي العراق الشقيق تسبب عدم الاعلان «رسميا» عمن قتل السيد عبدالمجيد الخوئي ابن المرجع الكبير ابوالقاسم الخوئي في ابريل 2003 في تشجيع من قام لاحقا بتفجير موكب السيد محمد باقر الحكيم في اغسطس 2003 ثم كرت السبحة بعد ذلك ولم يعد يوم يمر دون حالات تفجير عشوائية تودي بحياة المئات والآلاف وتتسبب في هجرة الملايين المرعوبة من ردود الفعل، كما ساهمت الاغتيالات في قطع اواصر الود والمحبة التي تربط ابناء الشعب العراقي بعضه ببعض واستبدالها بالحقد والشك والكراهية مما بات يهدد وحدة أراضيه.

ويمتد مسلسل التفجيرات والاغتيالات المفجر للأوطان العربية الى «شبه القارة السودانية»، حيث تسبب اسقاط طائرة الزعيم جون قرنق في يوليو 2005 الذي كان يؤمن بوحدة السودان، وعدم معرفة او محاسبة الجاني، في دعم التوجهات الانفصالية بالجنوب مما سيؤدي الى انفصاله شبه المؤكد العام المقبل، وتحول ذلك البلد الى مشروع بلقنة وصوملة ولبننة ويوغوسلافيا جديدة، ولا ننسى في هذا السياق الجرائم التي ارتكبت في الجزائر واستمرت لعقد من الزمان دون معرفة الفاعلين مما ادى الى هدر مواردها ووقف تطورها.

ان حق الانجليز والاميركان في إزالة الغموض عمن يقف خلف بعض الجرائم التي ارتكبت على ارضهم يجب ان يعطى للدول العربية كذلك ولا تكفي الاشارة العامة دون دليل او اثبات لهذا الطرف او ذاك تكرارا للمقولة الشهيرة «الحق على الطليان» بل تريد شعوبنا العربية ان تسمع الاعترافات الصريحة والتفاصيل المملة ممن قام بالآلاف من الجرائم الكبرى التي حدثت وتحدث كل يوم ثم تنسب الى المجهول.. المعلوم احيانا!

لقد فشلت الاجهزة الامنية العربية التي عرف عنها سماعها لدبيب النملة في كشف الغطاء واماطة اللثام عمن يقف خلف الجرائم الكبرى التي ارتكبت وترتكب على ارضنا العربية، لذا بتنا في أمس الحاجة الى دعم خارجي ممثل اما في المفتش الألماني ديتليف ميليس وخلفه المحكمة الدولية (ما شكلت الا بسبب فشلنا الذريع في معرفة الجناة في سلسلة الجرائم التي ارتكبت) او بالمقابل استدعاء المفتش الفرنسي جاك كلوزوا الشهير بالنمر الوردي الذي كان يصل رغم وسائله المضحكة والغريبة والغبية الى القبض على الفاعلين ولا يطلب احد هذه الايام شيئا اقل من ذلك.

آخر محطة:

(1) سؤال غبي معتاد قد يطرحه المفتش كلوزوا.. مادامت اسرائيل الشريرة هي التي تقف خلف جرائم واغتيالات لبنان فلماذا لم تستغل عمالة العميد فايز كرم وهو اقرب مقربي الجنرال عون لاغتياله؟!

(2) لا مانع للوصول للحقيقة من ان تعلن الدول المعنية العفو العام عمن قام بتلك الجرائم كوسيلة لإيقافها وإيقاف الدماء التي ستسيل انهارا مستقبلا في حال استمرارها.

احمد الصراف

نحن وطارق والصندوق

قام زميلنا الأكاديمي القدير طارق العلوي بكتابة بحث شائق على صفحة كاملة (القبس 17 أغسطس) لخص فيه أزمة تمويل مشاريع التنمية! وعلى الرغم من كم المعلومات الشائقة التي تضمنها المقال، ووجهات النظر السديدة التي حاول الدفاع عنها، فإن فائدة المقال ومتعته ضاعتا في آخر فقرة منه عندما ذكر: «ونحن وإن كنا مع محافظ البنك المركزي في عدم تعريض نظام الاستقرار المالي للخطر، فانه، ومن دون هذه البدائل، سنجد أنفسنا مجبورين أن نقول للشيخ أحمد الفهد وللعم أحمد السعدون وبقية الأخوة الأعضاء: لقد أعطيتم للمركزي كل الفرص ورايتكم بيضاء، والآن سيروا على بركة الله في مشروع الصندوق الوطني، ونحن معكم على طول الخط.. حتى ونحن لا نعلم مقدما كم سيكلفنا تمويل هذا الصندوق من مبالغ أو ما هو أثره لاحقا في الاستقرار المالي الذي ينشده سعادة المحافظ»!!
لا يلام الزميل الفاضل على موقفه الأخير، ولا نشكك هنا بحسن نيته وإخلاصه، ولكن من الواضح أنه غير ملم بما فيه الكفاية بطريقة عمل شركات المقاولات وتشابكها وارتباطها الوثيق بالبنوك.
فصندوق دعم مشاريع التنمية، الذي وجد زميلنا الفاضل أنه سيجد نفسه مجبرا في نهاية الأمر على الموافقة عليه، بصرف النظر عن تكلفته النهائية(!!) أمامه أحد طريقين: إما فتح الباب لكل من يريد المشاركة، أو قصرها على الشركات المصنفة رسميا. فإن اختار الاحتمال الثاني فهنا أيضا يكون أمامه طريقان لتمويل المشاريع: إما أن يعطي الشركات ما هي بحاجة إليه حسب توصيات أو أوامر محددة، أو أن يخضعها لنظام قانون المناقصات. وإن تم اختيار نظام المناقصات فهنا أيضا عليه المفاضلة بين: إما السماح للشركات بتقديم عروض التنفيذ من دون الحاجة لأي كفالة مصرفية، وإما أن تكون العروض مصحوبة بكفالة مصرفية. فإذا وقع الخيار على عدم ضرورة الكفالة فمن الذي يضمن تقيد المقاول بسعره في نهاية الأمر، وعدم انسحابه أو اعتذاره في حال ارتفاع أسعار مواد البناء مثلا؟ وكيف يمكن تلافي التأخير الناتج عن إعادة الطرح بعد ضياع أشهر ثمينة؟ وإن كانت الكفالة ضرورية فمن الذي سيصدرها غير البنك؟ وكيف يمكن لأي مصرف إصدار كفالة بغير دراسة، أو ضمان كاف؟ كما أن أي مقاول بحاجة الى دفعات نقدية مقدمة لا تقل عن %10 من قيمة أي مشروع، فهل سيقوم الصندوق بسد حاجة المقاولين من الأموال نقدا؟ وإن كان الجواب بنعم فما الذي يضمن حسن تصرف المقاول وعدم اكتفائه بقبض العشرة أو العشرين في المائة وعدم تنفيذ المشروع؟ وإن أصر الصندوق على كفالة فمن غير المصارف بإمكانه القيام بذلك؟ وما الإجراء الذي سيتخذ بحق من قبضوا الدفعة الأولى وتخلفوا عن التنفيذ؟ هل سيتم تشكيل لجان عفو عن هذا ومعاقبة آخر؟
إن الموضوع برمته ليس بتلك السهولة التي يتصورها البعض، ولولا ذلك لما اعتذرت إدارة الصندوق الكويتي للتنمية عن القيام بالمهمة، وهذا دليل على ذكائها ونزاهتها، فهل وصلت الرسالة، وماتت فكرة الصندوق إلى الأبد؟ نتمنى ذلك. وهنا أيضا لسنا مضطرين لتأكيد حياديتنا، فمعيارنا هو المنطق وليس أمانة هذا الطرف أو سوء نية الطرف الآخر.

***
• ملاحظة:‍ توفي الاستاذ أحمد السقاف عن 91 عاماً، ولكنه لم يمت، فقد ترك تراثاً أدبياً يُقرأ، وتاريخاً وظيفياً يلمع، وذرية رائعة تبدع.

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

فزعة طائفية

زميل كاتب ليبرالي الفكر.. علماني الاتجاه.. هكذا عرفناه مذ بدأ الكتابة في الصحافة منذ زمن طويل.. ولم يظهر لنا اي توجه طائفي طوال تلك الفترة وكان يضرب به المثل في الشيعي المتحرر – وقليل ما هم – واقصد المتحرر من الانتماءات او الولاءات الطائفية.
وبالامس القريب كتب مقالا اقرب ما نقول عنه انه «فزعة طائفية» لم نعرف من اين دخلت عليه؟ فقد كتب ناقلا عن ابن حاكم الكويت الاسبق يذكر فيه اسم الخليج الفارسي على الخليج العربي، مؤكدا ان هذا دليل على اسم الخليج الحقيقي!! وبما انني لست مؤرخا فلن اخوض في تفاصيل التاريخ ودهاليز الاحداث، لكنني اعتقد ان اثارة الموضوع لها خلفية طائفية ما كنت اتمنى ان يتبناها صاحب القلم الليبرالي والفكر العلماني.
فعندما تم تعيين شخصية علمية من الطائفة الشيعية في منصب مدير ادارة، باركنا هذا التعيين ولم نعترض عليه لكفاءته وخلفيته الاكاديمية، لكننا فوجئنا كما فوجئ الآخرون بأن اول انجازات هذه الادارة كان اطلاق اسم الخليج الفارسي على خليجنا العربي!! مما اثار حفيظة بعض القوميين والاسلاميين في هذا البلد، فتوجه عدد من اعضاء مجلس الامة بأسئلة برلمانية الى الحكومة للاستفسار عن هذا الموضوع!! واعتقد ان فزعة الزميل للسيد المدير من باب الانتماء الطائفي الذي حذر منه سماحة السيد في تصريح ناري عندما قال ما معناه: ان موعد الفتنة قريب.. والانفجار قريب.. ولقد تمادى البعض في طرحه الطائفي.
وكان اولى بكل كويتي ان يدافع عن تسمية الخليج بالعربي وليس بالفارسي، لان ايران اثبتت من خلال احتلالها لجزر الامارات ومن خلال مطالبتها بالبحرين ومن خلال تهديداتها لدول الخليج بين الحين والآخر انها دولة عدوانية وتبحث عن اي ذريعة ولو كانت واهية، فكيف اذا كان اهل الكويت يعترفون بأن مياه الخليج هذه فارسية؟!! وما الذي يمنع ان يكون تراب الخليج ايضا فارسيا ويعود الفرع لأصله. يا استاذ لا تقل هذا تاريخ وهذه وثائق تاريخية فإن دخلنا في التاريخ كاستدلال على الانتماء فسنضيع لان هذا الباب سيغير خريطة العالم الحديث ويرجعنا الى العصور الوسطى، حيث هذه الارض كانت تسمى بغير اسمها، ومنطقة الاحساء كانت تسمى بالبحرين.. بينما الاردن وفلسطين كانتا تسميان ارض الشام وهكذا..!! لذلك نحن نعيش على ضفاف الخليج العربي.. هكذا اسمه منذ ابصرنا النور.. وهكذا تعلمناه بالمناهج التي درسناها في المدارس.. وهكذا ربينا اولادنا على هذا الاسم.. ها هو السيد يصارخ كل يوم من اعماق قلبه: «لعن الله الفتنة ولعن من ايقظها»، فنرجو احترام دعاء السيد ما دام عندكم هذه الفزعة المضرية!! الذي يؤسف في الامر ان فزعة الزميل اثبتت مقولة ان الشعور بالانتماء الطائفي موجود حتى عند اكثر الليبراليين تطرفا.. وعند اشد العلمانيين ولوغا في العلمانية.

***
لفتة كريمة
• موقف الحكومة الكويتية والشعب الكويتي ممثلا بجمعيات النفع العام واللجان الخيرية وتجار البلد من جمع التبرعات لباكستان يؤكد ان الكويت كانت وستظل بلد الخير لكل البشر ولكل المسلمين ولكل العرب، فشكرا لسمو امير البلاد على مبادرته الكريمة وشكرا للهيئة الخيرية الاسلامية العالمية على دعوتها وشكرا للجميع.

مبارك فهد الدويلة

سعيد محمد سعيد

احذروهم ثم حذروا الناس منهم!

 

كلما اشتدت المنافسة بين المترشحين والمترشحات مع اقتراب موعد التصويت في شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، كلما شهدنا الكثير من الصور المهوّلة والتسقيطية والكيدية من جانب فئة من المترشحين ومفاتيحهم الانتخابية والعاملين معهم، كل على ليلاه يغني، ولكن (ليلاه) تلك تعني (اضرب واهرب)… كيف؟!

قبل أيام، وردتني بعض المكالمات والاتصالات تشير الى أن ممثلاً بلدياً اقترفت يداه الكثير الكثير من الأخطاء والآثام والبلايا والشرور، وأنه – من باب الحرص على المصلحة الوطنية – فإننا ندعو الصحافة الوطنية الحرة لفضح مثل هذه الملابسات وتحذير المواطنين من ذلك (الممثل) الذي لا يدرك أبداً مسئوليته الوطنية.

ثم عن طريق الصدفة اكتشفت أن (فلان وعلان وعلانة) الذين أرهقوني وأرهقوا أنفسهم بالاتصالات ما هم إلا أعضاء في الفريق الانتخابي لمترشح منافس؟

أما النغمة الطائفية فلا (أجمل) ولا (أروع) منها في آذان البعض… فهي تطرب الكثيرين منهم في ظل التزاحم الشديد في توزيع المجمعات من جهة، ومن جهة أخرى تدشين الحملات المنظمة… الصحافية منها والإلكترونية والخطابية، ضد جمعية بعينها وكتلة بعينها ونواب بعينهم للوصول إلى نتيجة واحدة… ذلك المترشح أو المترشحة هما من الطائفة الفلانية فاحذروا وحذِّروا كل من تعرفون من أبناء دائرتكم من التصويت لهما، أو… ذلك المترشح أو تلك المترشحة من أعداء الله ورسوله (ص)، ومن المجاهرين بالإلحاد، ومن الذين ملأت قلوبهم الآثام والمخازي فلا تقتربوا منهم وحذروا أبناء دائرتكم منهم أيضاً.

ولا يتردد طرف ثالث من القول صراحة بأن مترشح الطائفة الفلانية ضد طائفتنا يجب أن يواجه بوقفة رجل واحد تقول له في وجهه أنه لا ينتمي إلى بلادنا، فيما البعض الآخر يرد على ذات المنوال من قبيل سنقف في وجهك ولن تحصل ولا على صوت واحد من (جماعتنا).

أحلى وأروع وأجمل ما في الديمقراطية البحرينية، أن البحرينيين (كل أبوهم) أهل للديمقراطية واحترام الآراء والأهم من ذلك، يجمعهم الوازع الديني والقيم الأخلاقية الإسلامية الرفيعة، لكن، حينما ينشأ ولو (خلاف بسيط) بين اثنين أو اثنتين أو مجموعة، تصطك الأسنة ويتوالى سقوط الرماح وتشتعل الحرب (الديمقراطية) بلا هوادة بل وتصل الأمور في بعض الأحيان إلى التشابك بالأيدي… لكن الحمد لله على نعمة الديمقراطية والحوار البناء واحترام الآراء التي تجمعنا دائماً… الحمد لله… الحمد لله والشكر

سامي النصف

من يجرؤ على الكلام؟!

بعكس الانسحاب الكبير من فيتنام في ربيع 1975، أتى سحب آخر القوات الأميركية المقاتلة من العراق باتجاه الكويت الذي تم قبل ليلتين، هادئا حتى ان الرئيس أوباما لم يذكره في خطابه الأخير ولم يبق على أرض الرافدين إلا القوات الأميركية الخاصة بالتدريب والتأهيل.

أمران انشغل بهما المراقبون لذلك الانسحاب التاريخي، أولهما تصريح رئيس الأركان العراقي بابكر الزيباري بأن الجيش العراقي لن يكون مؤهلا لتثبيت الأمن في البلاد وتأمين الحدود قبل عام 2020 مما قد يفتح الباب واسعا للاقتتال الداخلي الذي لا يبقي ولا يذر، والثاني حقيقة ان العراق فقد للمرة الأولى توازن القوى التاريخي القائم منذ 9 عقود مع إيران، ان أوضاع المنطقة الحرجة توجب على الدول الخليجية تشديد أواصر التحالف مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، وكان الله في عون العراق على القادم من الأيام.

خبران مفرحان لبلدنا لم يعقب أحد عليهما ولنا ان نتصور كم النواح واللطم والبكاء لو أتت الأخبار بعكسهما، الأول عن احتلال الكويت المركز الأول عربيا في جودة المياه والصحة والتعليم والاقتصاد والسياسة، حسب قائمة مجلة «نيوزويك» الأميركية، والثاني تقرير ممثل الـ«فيفا» الدولية الذي أعطى ستاد جابر 9 من 10 في الجودة، لقد خُلقت ثقافة قمعية خاطئة في شارعنا السياسي لم يعد أحد يجرؤ معها على الثناء على بلدنا.

وفي بلدنا هناك هجمة شرسة على النائبات تقوم على معطى قصة «أكل الثور الأبيض» أي التركيز على احداهن (د.سلوى الجسار) ثم التحول بعد الانتهاء منها لغيرها لاثبات خطأ مشاركة النساء في البرلمان ومن ذلك تكرار مقولة «تسييس السياسة» التي تنسب لها، والحقيقة ان النواب نساء ورجالا بشر يمكن ان تزل ألسنتهم أو لا تفهم مقاصدهم، ولكن هل يستطيع الناقدون حقا ان يقارنوا تلك المقولة بالبذاءات والشتائم والتعرض لأعراض الناس التي اشتهر بها بعض النواب الآخرين أو حتى ان تقارن بالخطأ والتلاعب بالقسم الدستوري كما حدث مرارا في الماضي.

وضمن الحملة اتهام النائبة الفاضلة نفسها بالتوسط لأحد أقاربها وان احد شروط التعيين في المنصب الذي تقلده لا ينطبق عليه، ومضحك جدا أن يأتي النقد والتعرض للنائبة ممن لم يعرف عنهم إلا التوسط لسنوات طوال للأقارب البعيدين والقريبين للحصول على مراكز لا يستحقونها ولا تنطبق عليهم شروط التعيين، وإلا لماذا احتاجوا للتوسط أساسا؟!، لذا فمن كان منهم بلا خطيئة التوسط فليرمها بحجر أو ليصمت.

وفي وقت نطالب فيه دائما بتطبيق القانون بنصه وروحه، ولكن مادام ذلك الأمر غير معمول به دون إرادتنا في بلدنا المعطاء بسبب الصفقات السياسية، فأيهما أفضل ان يعين دكتور جامعي شديد القدرة والكفاءة والإبداع وله دراسات مختصة في قضايا المعاقين وأظهر منذ اللحظة الأولى رغبته في الإصلاح والقبول بالمحاسبة على عمله، أم ان يعين من لا يملك القدرة والكفاءة والأمانة كما حدث مرارا وتكرارا في الماضي دون تعقيب أو تعليق؟!

آخر محطة:

(1) الشكر الجزيل للعميدين الصديقين محمد الصبر وإحسان العويش على حسن التعامل وكفاءة الأداء في إنجاز الأعمال.

(2) خانت العبرة الصديق المفكر حسن علوي وهو يروي لي انطباعاته عن زيارته الأخيرة لبغداد التي قد يتحول لون نهريها الى الأحمر القاني بسبب الأحداث الجسام القادمة، وأين الجامعة العربية لتسد بقواتها الفراغ الكبير الناتج عن خروج القوات الأميركية؟!

احمد الصراف

أول مقابلة صحفية مع الرئيس

هذا نص مقابلة تلفزيونية اجراها مراسلنا في القصر مع السيد رئيس الوزراء بمناسبة انتخابه.
مقدم البرنامج: تهانينا السيد الرئيس. قبل ان نبدأ المقابلة، وحيث اننا نقف عصر هذا اليوم الخميس في هذا المكان، فهل بامكانكم ان تؤكدوا للمشاهدين ان يوم غد سيكون الجمعة؟
ج: لطالما ايدنا انظمة التقويم المتبعة في احتساب الايام والاشهر، كما دعمنا اهتمام الشعب بنظام التقويم ليساعدهم في التخطيط لما يودون القيام به كل يوم.
س: هل هذا يعني ان يوم غد هو جمعة؟
ج: ليس مهما ان يكون يوم غد جمعة او اربعاء، ما يهم هو الا تتعارض التغيرات غير المتوقعة مع التغيرات العادية. وحكومتنا لديها سجل واضح في ما يتعلق بدعم هذه التوقعات.
س: ولكن اليوم هو الخميس، وبالتالي بامكانكم ان تؤكدوا لنا ان يوم غد جمعة؟
ج: ان الامور نسبية، فان يكون يوم غد اثنين او اربعاء يعتمد على اين نقف وقتها. ونحن في الحقيقة لا نود التشكيك في انظمة التقويم، لان غالبية الامة يعلمون جيدا ان التحدي هنا لا ضرورة له.
س: نود يا سيدي طرح السؤال بصيغة اخرى: ما هو يوم غد؟
ج: يوم غد هو اليوم التالي في خططنا التنموية في كل انحاء وطننا العزيز. فنحن نخطط لكي نستمر في تقديم خطة صحية افضل، وتخفيض العجز، وخفض اعداد البطالة، والتحكم في الهجرة الاجنبية، وان نكون ضمن الدول الرائدة في التحكم في ظاهرة الاحتباس الحراري.
س: نعود الى سؤالنا السابق، هل بامكانكم عدم تأكيد ان الجمعة هو ليس يوم غد؟
ج: الجمعة دائما بيننا وقادمة لا محالة، وقد كانت بيننا لزمن طويل وستبقى بيننا لفترة طويلة قادمة. ونحن كحكومة مسؤولة نحتاج لان نخطط ليس ليوم غد، ولكن لاطفالنا واحفادنا من بعدهم.
س: سيدي الرئيس، المشاهدون، بانتظار تأكيد جوابكم عن اليوم الذي سيكونه غدا؟
ج: نحن نتعامل مع قضايا اكثر واكبر اهمية، والجمعة والسبت والاحد ليست مهمة او مرتبطة بنظام الاشياء، وهم بحاجة لان يعرفوا ان الامور اكثر خطورة مما يتصورون، ومن الضروري التركيز على الاولويات البالغة الاهمية مثل وضع وطننا، وكيف يمكن ان نستمر في ذلك بحيث يستفيد الجميع من الخيرات في نهاية الامر.
س: المعذرة يبدو اننا بعدنا عن الموضوع قليلا، فهل تريد يا سيدي ان تقول ان يوم غد ليس بالجمعة؟
ج: في الواقع ليس مهما ما يكونه يوم الغد، ما هو مهم في الواقع هو كيفية التعامل مع الوضع، واود ان اؤكد لكم ان حكومتي بسياساتها الواضحة ومواقفها الصلبة ستتعامل مع الغد بكل شفافية.
س: ولكن نحن لا نريد ان نعرف اكثر من ان غدا سيكون يوم جمعة او يوما آخر!
ج: لنركز على الموضوع قليلا هنا، فنحن كحكومة نقف كالصخرة مسخرين جهودنا للمهمة التي بين ايدينا، وفي الخاتمة دعني اخبرك للمرة الاخيرة اننا ملتزمون بالمهمة، وقد كلفنا الجهات المعنية بتقديم التقارير المهنية المتعلقة بخططنا المستقبلية!
مقدم البرنامج: شكرا للسيد رئيس الوزراء على هذه المقابلة القيمة.
***
• ملاحظة: تباينت وتعددت ردود الفعل على مقال يوم الثلاثاء «المهاجر المجهول»، وجاء احد الردود من الصديق والزميل سامي البحيري، حيث اكد فيه انه صاحب النص المجهول، وانه كتبه قبل سنوات!
نشكر الصديق البحيري على كشفه للمجهول!

أحمد الصراف