علي محمود خاجه

يعني نقدر بليّاكم !!

أنا هنا لا أقلل مما تحقق أبدا، بل أعلم جيدا أننا نتكلم عن متغيرات عصفت بالعالم بشكل عام وبالمنطقة بشكل خاص، إلا نحن راوحنا في أماكننا، فمازال لاعبونا هواة تشغل تفكيرهم الوظيفة أو الدراسة، ومازلنا نبحث عن الأرخص في استعداداتنا. على الرغم من كل هذه الإحباطات تمكنا من الصعود والتأهل على حساب الأستراليين والعمانيين أصحاب الظروف الأفضل منا والإمكانات الأقوى، فهنيئا لنا برجال بلدنا الذين تحاملوا على أنفسهم وعلى إحباطاتهم من أجل أن يسعدوا الكويت وشعبها ومحبيها.

هذا ليس مربط الفرس، بل ما حدث خلال ثلاثة أعوام كاملة هو المحرض لكتابة هذا المقال، فقد أثاروا الزوبعة تلو الأخرى ولايزالون في عملهم هذا، وكرروا: أبعدوا الساسة عن الرياضة، وأصروا أن سبب التخلف والتراجع الرياضي هم الساسة، وما إن ابتعدوا لأربعة أشهر فحسب حتى خطونا هذه الخطوة العملاقة سواء في تصنيفات الفيفا الشهرية أو على صعيد النتائج، فمنتخبنا لم يخسر منذ أن رفعوا أيديهم عن الكرة، وفكرة أن الرياضة لا تزدهر إلا بوجود أبناء الشهيد باتت فكرة بالية رثة لا يستطيع أفضل المحامين الدفاع عنها، بل ليس الأمر كذلك فحسب، فإنه بعدم وجود أبناء الشهيد أو بعض أدواتهم، مع احترامنا لأشخاصهم وقدراتهم، أصبح الوضع أفضل وأجمل.

لقد قال لي الدكتور أحمد الخطيب ذات مرة إن «جمال الأسر الحاكمة وسر ديمومتها والتفاف الناس حولها هو أن تكون الملجأ في حال الخصام، لا أن تكون أحد أطرافه»، وهو الأمر الذي فعلا نفتقده في الكويت، خصوصا في الشق الرياضي، فالشهيد فهد الأحمد استن سنّة، وإن كانت بنوايا طيبة إلا أنها أنتجت القليل جدا من الزهور والكثير جدا جدا من الشوك الذي مزق الأيادي، فالرياضة ليست حكرا على أحد والنجاح غير مقرون بأشخاص بل بعطاءات، ورجال الكويت قادرون على هذا الأمر ليس عن طريق النزاع والخصومة، بل بلغة القانون والنظام.

هذا جل ما نصبو إليه فإن استمرت الحال وفق هذه الطريقة فأقولها بكل ثقة إن الوعد في الدوحة 2011.

ضمن نطاق التغطية:

السيد ناصر الخرافي تبرع بمليون دولار للأشقاء في المنتخب المصري حين فاوزا بكأس إفريقيا.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

سامي النصف

أبناء يغْنون عن الأعداء!

إذا كان أذى الكويت وقهرها قد تسبب فيه سابقا سيئ الذكر الدكر صدام، فقد تكفل للأسف الشديد بعض ساستنا وكتابنا بتكملة مسيرة الأذى عبر ما يقولونه ويخطونه في وسائل الإعلام متناسين خير الكويت على مواطنيها من وظائف ورواتب وخدمات صحية وتعليمية وسكنية وحرية معتقد وأمن وديموقراطية ورفاه ورغد في العيش قل وجوده في بلد آخر، وبدلا من الحمد والشكر على النعم نجد الإساءات المتعمدة والضرر الشديد بالقول والكلمة والذي يستخدمه الاعداء ضدنا على طريقة «وشهد شاهد من أهلها».

 

أعلن كاتب على رؤوس الأشهاد عن قيامه بالشهادة ضد بلده الكويت فيما يخص حقوق الإنسان وهو العالم قبل غيره من موقعه كنائب بأن بلده هي الأرحم والأكثر رأفة بمواطنيها ومقيميها من أي بلد آخر في العالم، وأنه بشهادته تلك سيفقد بلدنا الكويت الكثير من الدعم العالمي لها والذي تعتمد عليه في بقائها وسط الصراعات الحادة القائمة في المنطقة، وقد تعرضها الإدانة للعقوبات الاقتصادية والمالية.

 

كاتب كويتي آخر كتب مقالا طيرته الصحافة العربية والإسلامية فحواه أن في الكويت شواطئ عراة وأن الفتيات الكويتيات يكشفن عوراتهن في الأسواق العامة كي يقوم الرجال الآسيويون برسم الوشم عليها! وبالطبع أصبحت تلك الشهادة الكاذبة وسيلة للهجوم على الكويت وسبيلا يفقدها تعاطف الشعوب الإسلامية معها.

 

وكاتب كويتي (صادق) آخر استغل ذات مرة عز الحملة العالمية ضد الإرهاب وضد الإرهابي أسامة بن لادن ليكذب ويطبخ ويزيف استفتاء ذكر ان 90% من الكويتيين يؤيدون الإرهابي أسامة بن لادن وأن الشباب الكويتي يلبس «التي شيرتات» التي تحمل صورته، مظهرا إحداها، وفيما بعد اختلق كذبة أخرى مسيئة للكويت عن تفشي عبدة الشيطان بين شبابنا عبر رشوته بعض الصغار بالمال وإظهارهم في أحد برامجه.

 

كاتب لم يخجل ذات مرة من أن يعيرنا بمقال منشور في الصحف بأن ولاءنا لا يتعدى العبدلي والسالمي والنويصيب أي حدود الكويت ولم يخبرنا إلى أين يمتد ولاؤه الشخصي، كاتب آخر عتب علينا انتقادنا احدى الدول الخليجية لاستخدامها الطاقة النووية التي انصرف عنها العالم منذ عقود، مدافعا عن تلك الدولة عبر استشهاده بنية الكويت استخدام تلك الطاقة (تحت الدراسة) متناسيا أن تلك الرغبة الكويتية والسعودية أتت كرد فعل وليست فعلا بذاته وتلك عينة بسيطة مما يكتب ولدينا ما هو أنكى وأدهى وأمر.

 

آخر محطة: هل يمكن أن يضع بعض هؤلاء حبة ملح في عيونهم ويبدأوا كنوع من «التغيير» المستحب الدفاع عن الكويت بدلا من الإساءة المتكررة لها.

 

احمد الصراف

متى سينتهي البلاء في كربلاء؟

كتب الكربلائي، نسبة لكربلاء العراق، كاظم حبيب مقالا بعنوان «متى سينتهي البكاء في مسقط رأس الحسين؟» قال في مقدمته: «يعيش أهل كربلاء، مسقط رأسي، في كرب وبلاء دائمين، يعيش بنوها وبناتها في هم قاتل وفي محنة لا تنتهي، استشهد فيها الحسين وصحبه في صراعهم ضد الظلم والطغيان، فحوّل شيوخ الدين تلك الشهادة الى مآتم لا تنتهي بدلاً من جعلها مشهداً يجسد انتصار الانسان على الظلم عبر الاستشهاد، وأصبحت المدينة سنة بعد أخرى مرتعاً للحزن الدائم واللطم القاهر وسيل من الدماء، وكل هذا يعيش عليه ومن خلاله كثير من البشر..».
أكتب ذلك بمناسبة شريط خطبة مسجلة للداعية عبدالحميد المهاجر يقول فيها أمام جمهرة من المستمعين بأنه أصيب بمرض عام 1984، ونقل الى لندن لتلقي العلاج، وهناك قام طبيب يهودي صهيوني باعطائه ابرة نتج عنها اصابته بشلل تام، وانه كان قادرا فقط على تحريك يديه، وقد اخبره رئيس المستشفى، وذكر اسما انكليزيا، انه سيبقى كذلك حتى نهاية عمره! وقال المهاجر انه عندما اختلى بنفسه اضاء ضوء الغرفة الأحمر الذي يمنع دخول أحد عليه وتوجه بالدعاء للسيدة فاطمة الزهراء، فما لبثت ان لبت النداء وشفته من شلله وها هو الآن في تمام صحته!
انتهى المهاجر من خطبته وسط تهليل وتكبير جمهوره وسيل عارم من الدموع تملأ مآقيهم، من دون ان يكلف أحدهم نفسه سؤال الخطيب عن ملابسات ما ذكر او التيقن من حقيقة روايته أو مجرد التساؤل عن معناها.
والقصة، بكل تلفيقاتها، تتضمن اساءة غير مباشرة لمقام فاطمة، فكيف نصدق انها ترضى ببقاء العراق، وكربلاء بالذات، من دون ماء نظيف ولا كهرباء مستمرة ولا شوارع مرصوفة، ولا مدارس جيدة ولا معاهد علمية ولا صناعة، حتى نصف متقدمة ولا منازل كافية، ويعاني شعبها من البطالة والعجز والمرض والفقر ويعيش الحزن طوال قرون، كيف نرضى انها تقبل بكل هذا البؤس وتذهب الى لندن لتعالج السيد عبدالحميد المهاجر من شلله؟
ان صناعة الحزن واستدرار الدموع ولطم الصدور وشق الرؤوس لن تتوقف طالما بقي امثال هؤلاء، فمثله والمئات غيره لم يحاولوا يوماً تجيير ملحمة الحسين لتنمية الوطن أو رفع شأنه، وبث الحماسة على العمل الجاد في نفوس أهله وتقدم مجتمعه، لان جميع هذه الأمور «لا توكل خبزا» بالنسبة إليهم ولا تحافظ على مكانتهم، ويهمهم بالتالي بقاء الاوضاع على ما هي عليه، أو حتى زيادة جرعتها، مثل ما أصبحنا نراه من مواكب دينية مليونية في العراق وغيرها.

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

عمرو موسى… شلونك؟


الله أكبر والعزة للعربان. السيد أمين عام جامعة الدول العربية، عمرو موسى، يهدد أميركا بخصوص القضية الفلسطينية: «سنمهل أميركا أربعة أشهر وبعدها سنقرر ماذا سنفعل». وأرجو أن يعذرنا البيت الأبيض والبيت الذي خلفه إذا ما امتلأت المحيطات بالفرقاطات الكويتية، وحاملات الطائرات البحرينية، والغواصات الموريتانية، والحرب الإلكترونية الصومالية، والصواريخ الذكية الجيبوتية، والتكنولوجيا المصرية، ووو، فقد بلغ السيل الزبى، وقد أعذر من أنذر. واللي يخاف من الدم يقعد في بيته ويتلمّ.

على بركة الله. خلاص، حانت ساعة الصدق. اعتبروا لوس أنجلس سقطت بعد الحصار والمنجنيق، وامسحوها من الخارطة وضمّوها إلى والي الكوفة، واعتبروا أهل تكساس يدفعون الجزية وهم صاغرون. مرحى مرحى. عليّ النعمة لنقصفنهم بالدعاء قصفاً مبيناً، فهزّوا رؤوسكم معي وأمّنوا: اللهم زلزل الأرض تحت أقدام الأميركان، اللهم واجعل نساءهم سبايا للعربان ورجالهم طعاماً للغربان، اللهم واجعل الفاتنة السمراء، كونداليزا رايس، أمةً من إماء الزميل جابر الهاجري، تعجن العجين وترضع الجنين، وتنظّف الحنطة وترتّب الشنطة، يا حي يا قيوم.

لا شك، هناك «لَبْس تفاهم» عند العرب وأمينهم العام. ولو كنت مكان عمرو موسى لتركت أميركا في أميركاها، ولتوجهت إلى العرب فأمهلتهم أربعين سنة، يقومون خلالها بإعادة ترميم أرصفة شوارعهم، ويمنعون الغش في الرغيف، ويراجعون طريقتهم في اختيار الوزراء، وفي التعامل مع المسؤولين. ففي الكويت، مثلاً، قامت حملتان متضادتان، الأولى ضد رئيس الحكومة بعنوان «ارحل»، والثانية مع رئيس الحكومة، يؤيدها بعض الوافدين بعنوان «غير السّوباح ما نبي»، أي لن نقبل أحداً غير أسرة «السّوباح»، التي هي أسرة الصُّباح الحاكمة. وهم بذلك يريدون تصوير الأمر وكأن حملة «ارحل» تسعى إلى الانقلاب على الحكم.

وكان من ضمن حملة «ارحل» محامٍ في إدارة الفتوى والتشريع، اسمه فيصل اليحيى، وفي حملة «السّوباح» المضادة، كانت تقف زميلته في نفس الإدارة. فماذا حدث في بلاد العربان؟ لا شيء جديد… المحامي تعرض للبهاديل والغرابيل، وتم تأخير ترقيته، وأوقعت عليه عقوبات شرسة، إحداها خصم نصف راتب الشهر الأول، ثم خصم ربع الراتب مدة سنة. في حين تعرضت زميلته للهواء المنعش.

فيا عمّنا عمرو موسى، دع عنك الأميركان فهم ليسوا خصوم الشعوب العربية، ووجّه فرقاطاتك إلى الحكومات العربية التي تعتبر الشعب كالكمنجة، تحزّ رقبته فيصرخ ألماً، فتتمايل هي طرباً، وحرّك غواصاتك إلى القياديين العرب الذين ما إن ينتقدهم أحد، حتى يسقط على رأسه جلمود صخر من علٍ، أكبر من جلمود الأستاذ امرئ القيس.

يا عمنا عمرو موسى، لن تستعيدوا فلسطين إلا إذا استعدتم كرامة الشعوب، فرتّب أولوياتك، ولا تكن كتلك الصبية الجامعية التي اتفقت مع زميلها على الخروج إلى أحد المقاهي، وسألته: «هيّه سيارتك نوعها ايه؟»، فأجابها: «هناك خطأ في ترتيب الأسئلة، كان يجب أن تسأليني (هل تمتلك سيارة أم لا؟) وستوفّر إجابتي عليك طرح السؤال الثاني».

يا عمنا عمرو موسى، قبل أن نهدد أميركا ونحتل كندا، أظن أن علينا توفير طبيب واحد، أكرر «طبيب واحد»، يدور بين القرى الصومالية ليعالج الفقراء والمعوزين بدلا من انتشار «المعالجين بالبصق» الذين أثروا بفحش فاحش.

يا عمنا عمرو موسى… شوي شوي على الأميركان الله يرضى عليك، وإذا دعتك قدرتك على ظلم «الناتو» فتذكر قدرة الله عليك… وحدووووه. 

سامي النصف

هل هي ثاني أغبى جريمة؟!

وصفنا جريمة قتل الراحلة سوزان تميم بأنها الاغبى في القرن الـ 21، فهل عملية اغتيال محمود المبحوح أو المذبوح هي ثاني أغبى جريمة ترتكب في قرننا الحالي؟! الجواب المختصر هو «لا» حيث حققت العملية في النهاية اهدافها ولم يقبض على الفاعلين كحال فضيحة لافون عام 54 (عملية سوزانا) واستمرت صورة ذراع جدعون المرعبة قائمة أمام القيادات المستهدفة.

يرى بعض المراقبين ان اسرائيل تعمد في بعض الاحيان للابتعاد عن النمط التقليدي في التصفية، أي القتل الفردي بكاتم الصوت، وتلجأ الى أساليب معقدة تظهر من خلالها حجم التخطيط المتقدم والابتكار في عملياتها ومن ذلك ما ذكره عميل الموساد السابق د.ميشكا بن ديفيد حول تعقيد محاولة اغتيال خالد مشعل في الاردن و..

وكان د.ميشكا وهو المختص في كتابة روايات مستمدة من عمليات حقيقية للموساد قد كتب رواية بالعبرية أسماها «الثنائي» عام 2002 تحدث فيها عن تفاصيل اغتيال قيادي حزب الله عماد مغنية عبر تفخيخ سيارته، وهو ما تم بالفعل وطبقا لنفس التفاصيل في فبراير 2008، وهي مراهنة أخرى على عدم القراءة وضعف الذاكرة التي تختص بها أمتنا.

ففي جميع عمليات تصفية اسرائيل لأعدائها من كمال عدوان وصحبه في بيروت الى تصفية مجموعة ميونيخ ورئيسها أبو إياد ومرورا باغتيالات أبوجهاد وأحمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسي وعباس موسوي وعز الدين خليل ويحيى عياش وعادل وعماد عقلة وحسن شحادة وانتهاء بمحمود المبحوح، اعتمدت على اعمال تقارب الكمال في دقة المعلومات المخابراتية والتخطيط والتنفيذ المتقن، لذا كان مستغربا ما يعتقد انه اخفاق كبير في عمليتها الاخيرة.

فهل تحتــــاج اسرائيـــل الـى ما يقارب 20 شخصا لتصفية شخص واحد لا سلاح ولا حراسة عليه، بينما قامت بمثل هذا الامر في مالطا عند تصفية القيادي فتحي الشقاقي عبر عميلين أطلقا النار عليه من أجهزة كاتمة للصوت؟! وألا تعلم اسرائيل بوجود الكاميرات في المطارات والفنادق، ولماذا لم يتم عرض شريط كيفية دخولهم الغرفة التي يفترض ان تكون قد التقطتها كاميرات الممر، وكيف تيقنوا وتأكدوا من عدم تدخل رجال أمن الفندق المتابعين لتلك الكاميرات؟!

وفي هذا السياق، بث التلفزيون الاسرائيلي اشرطة مخجلة لقيادي فلسطيني كبير ظهر عاريا في غرفة نوم كان ينتظر فيها فتاة فلسطينية شريفة راودها عن نفسها، وقد داهمه فلسطينيون كانت الفتاة قد أخبرتهم بمحاولاته المخزية، وكان رد فعله المسجل بالصوت والصورة هو «الحمد لله، فلسطينيين منيح افتكرتكم الموساد».

آخر محطة:

تهتم اسرائيل كثيرا بعملائها، ومن أمثلة ذلك وضعها شرط استعادة جثمان «ايلي كوهين» من دمشق كأحد شروط انسحابها من الجولان، والحقيقة ان اعدام كوهين كان خطأ تاريخيا ولربما محاولة للتستر على أمين الحافظ الذي دعمه، حيث لم يكن سوريا ليعتبر خائنا يستحق الاعدام، بل كان جاسوسا اسرائيليا، وقد اعتادت الدول ان تسجن جواسيس الدول الاخرى وتستنطقهم كي تبادلهم في وقت لاحق بجواسيسها أو سجنائها لدى الطرف الآخر.

احمد الصراف

اغفر لهم يا سيدي *

كثيراً ما تعاملنا الحياة بطريقة غير عادلة، ولكن قلة منا تود مغادرة هذه الدنيا، فبالرغم من كل شيء.. تبقى جميلة.
ويقال ان الزمن كفيل بشفاء كل الجروح، خارجية وداخلية. وما علينا سوى اعطاء الزمن وقتاً لكي يعمل. ومن الحكمة ألا نقارن أنفسنا بغيرنا، فليس بإمكان أحد معرفة ظروف الآخرين وما مر عليها في الحياة.
وقد يكون مهماً أن نعرف أن ليس مطلوباً منا النجاح في كل نقاش، والأهم أن نتفق مع غيرنا على أن نعيش معاً ولو بغير اتفاق.
جميعنا تقريباً يرى أحلاماً في منامه، ولكن ما هو أجمل أن نحلم ونحن مستيقظون وفي كامل وعينا.
الكثيرون يعطون أهمية قصوى لصورتهم في أعين الآخرين، والحقيقة أن هذا ليس من شأننا، وبالتالي لماذا نفكر به أصلاً، ونهتم بما يفكر به الآخرون عنا، فلندعهم وشأنهم.
جميعنا مشغولون بحياتنا، ولكن علينا أن نقضي وقتاً أطول مع من هم دون السابعة من العمر وأولئك الذين فوق السبعين.. ربيعاً، فبهم تختزل الحياة.
لا تتردد في اشعال الشمعة الكبيرة التي اشتريتها ولا في استخدام الشراشف الجديدة التي تحتفظ بها لمناسبة خاصة، وأن تخرجي طقم الصحون الفاخر من علبته ووضعه قيد الاستعمال، فليس هناك مناسبة أحسن من اليوم، وليس هناك من هم أعز من الأهل، فكل يوم هو يوم خاص، وان ذهب فلن يعود أبداً.
قد يسعدنا مشاركة الآخرين صخبهم، وحتماً يمتعنا الاستماع لشدو جميل أو موسيقى رائعة، ولكن من المهم أن نعطي أنفسنا كل يوم ولو عشر دقائق من الصمت التام، وسنكتشف كم هو رائع ذلك الشعور.. بالصمت!
بالرغم من أهمية العمل في حياتنا فانه لن يقف بجانبنا ان مرضنا. وحدهم الأصدقاء والأهل من يجيدون ذلك، فلا تقطع الاتصال بهم، وارفع سماعة الهاتف الآن وقل مرحباً لأم أو أب أو لصديق أو قريب.
وأخيراً ليس هناك من يهتم بسعادتك أكثر منك، والحياة فعلاً أقصر من أن نضيعها في كراهية الآخرين، حتى أولئك الذين أساءوا الينا، بمن فيهم أنت يا مشعل ملحم، فأنا لا أحقد عليك ولا أكرهك.
***
(*) من قراءاتي

***
• ملاحظة: انتقد أحد القراء بشدة اختصار جميع ألقاب سمو الشيخ محمد بن راشد المكتوم، حاكم دبي، ورئيس وزراء دولة الامارات العربية المتحدة، في مقال لنا عن تجربة دبي، والاكتفاء بمخاطبته بلقب «سيدي»، وقال ان في هذا نوعاً من التذلل الذي لا يليق بالليبراليين من أمثالي!! وربما نسي أن لقب سيدي يستخدم لمخاطبة رئيس أي دولة، ولو كان هو عضواً في مجلس الأمة لاضطر لمخاطبة رئيس المجلس بـ«سيدي الرئيس».

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

تشديد العقوبة على المتورطين في الحوادث المميتة

 

لعل من أهم الأهداف التي وضعها المجلس الأعلى للسلامة المرورية ضمن خطة السلامة المرورية الوطنية هو خفض نسبة حوادث الوفاة إلى 30 في المئة بحلول العام 2017، وهو هدف مهم دون شك، لكن كيف يمكن الحد من حوادث المرور المميتة وكل الدلائل تشير الى أن الأخطاء البشرية هي المسبب الأول لتلك الحوادث؟

بصيغة أخرى، إذا لم تنفع برامج التوعية للسواق طوال السنين السابقة في تغيير سلوكيات بعضهم وخصوصا فئة الشباب، فهل ستنجح الخطة بتخفيض نسبة الحوادث إلى 30 في المئة إذا ما استمرت شريحة من السواق بتعريض أنفسهم وتعريض الآخرين للخطر؟

يبدو الوصول إلى الهدف صعبا، وأصعب ما فيه هو ابتكار برامج توعية يمكن أن تزيل السلوكيات الخاطئة من عقول الكثير من السواق، ولكن، لا أظن شخصيا بأن هناك علاج فعال أفضل من تطبيق القانون بحذافيره وتشديد العقوبات على السواق الذين يتورطون مرارا وتكرارا في الحوادث المأساوية ليصل الأمر إلى سحب رخصهم كائن من يكونون.

ودون أدنى شك، فإن حوادث الوفاة التي تراوحت بين 70 إلى أكثر من 80 حادثا خلال السنوات الماضية تلزم تشديد العقوبات على المتورطين، فأرواح الناس ليست لعبة في أيدي أولئك.

ولعل هؤلاء، هم السبب في وقوع الحوادث المميتة في كل دول مجلس التعاون والدول العربية، فطبقا لدراسة أجراها مجلس وزراء الداخلية العرب، تبين أن الأخطاء البشرية وراء وقوع 85 في المئة من الحوادث التي تقع في الوطن العربي، وتعود نسبة 73 في المئة الى سلوكيات السائقين أنفسهم، ويتسبب سوء الأحوال الجوية في وقوع 4 في المئة من الحوادث، بينما تتسبب وعورة الطرق وعدم سلامتها في حوادث تراوح نسبتها بين 2 إلى 7 في المئة من إجمالي حوادث السير، كما تتسبب سلامة المركبات في نسبة تقدر بنحو 7 في المئة من تلك الحوادث فيما ترفعها دراسات أخرى إلى 22 في المئة، بينما يتسبب استخدام «الهاتف النقال» أثناء قيادة السيارات فيما لايقل عن 6

في المئة من إجمالي عدد الوفيات الناتجة عن حوادث المرور.

بالطبع، لا يمكن تعويض الأرواح التي تذهب ضحية تلك الحوادث سواء كانوا من الشباب أم من الأطفال أم من كبار السن من الجنسين، وعلاوة على ذلك، فإن الحوادث المرورية تعد واحدة من أهم معوقات مسيرة التنمية في الوطن العربي إذ تكبد الدول العربية ما يقرب من 25 مليار دولار كل عام وهو مبلغ ضخم كان من الممكن الاستفادة منه في المشاريع التنموية، ولهذا، فإنه من المؤسف أن تعتبر منظمة الصحة العالمية حوادث المرور أنها السبب الرئيس الثالث للوفاة بين سكان العالم العربي بين المرحلة العمرية من 30 إلى 44 عاما.

في مجتمعنا، ما زالت الإحصاءات السنوية تسجل حالات وفاة بسبب تلك الحوادث، وإذا سلمنا إلى أن برامج التوعية ركن مهم في التصدي للظاهرة، إلا أن الأهم من وجهة نظري، هو عدم التهاون مع السواق المتهورين والتفكير في مضاعفة العقوبة عليهم

سامي النصف

الخليج الفارسي العربي أو العكس

عندما تكونت الأرض والأنهار والبحار لم ينزل معها مسميات ثابتة لها لذا تعددت وتغيرت أسماؤها بتغير العهود والأزمان (بحر الظلمات، بحر القلزم، بحر الخزر، خليج الشرق) وكانت التسمية ترتبط عادة بقوة وشهرة الممالك والامبراطوريات المطلة عليه فسمي خليجنا بالخليج الفارسي والخليج العربي (قرون قبل عبدالناصر) وخليج البصرة ابان الدولة العثمانية.. الخ.

 

إننا كدول وشعوب خليجية أقرب الناس لإيران، وأكثرها صدقا في النصح، وأحرصها على أن تبقى العلاقات الأخوية الحميمة قائمة بين ضفتي الخليج حتى يربح الطرفان ويبتعدا عن حالات التأزيم التي تؤدي في النهاية إلى إشكالات أمنية وحروب وكوارث تضر بالطرفين كما حدث إبان عراق صدام حسين. إن الود والمحبة بين ساحلي الخليج هو طريق ذو اتجاهين ويحتاج إلى كم هائل من حسن النوايا لإغلاق الملفات العالقة حتى لا تتحول إلى ألغام موقوتة تنفجر تباعا وتؤذي شعوبنا الخليجية والإيرانية التي أخذت نصيبها وزيادة من الحروب والدمار الذي تخلفه.

 

إن مسمى الخليج الفارسي أو العربي المختلف عليه يمكن أن يتحول برضا الطرفين إلى مسمى «الخليج الفارسي العربي» أو «الخليج العربي الفارسي» ويمكن أن يكون ذلك قدوة حسنة للقضايا المشابهة في العالم كإشكالية مسمى خليج اليابان الذي تعترض عليه كوريا والذي يمكن أن يتحول إلى «الخليج الياباني الكوري» والحال كذلك مع البحر الفاصل بين بريطانيا وفرنسا الذي يمكن أن يسمى «البحر البريطاني الفرنسي» وتنتهي تلك الإشكاليات إلى الأبد.

 

إن حل خلاف المسميات يمكن أن يمتد إلى أجزاء أو ألغام أخرى حيث مازالت إيران تسمي شط العرب بـ «ازفند رود» وترفض تسمية مناطقها العربية بمسمياتها التاريخية كعربستان والمحمرة والاحواز بل ترفض تسمية من يولد هناك بالأسماء العربية في وقت ترتضي فيه الأمر لـ «بلوشستان» و«كردستان» ضمن جغرافية الدولة الإيرانية.

 

وقد كتب قبل أيام خبير المياه الدولي ومندوب العراق لدى منظمة الغذاء التابعة للأمم المتحدة مقالا أسماه «البصرة سنوات العطش» تطرق فيه لما يحدث في محافظة البصرة من موت جماعي لـ «المزارع والنخيل والحيوانات وحقول تربية الأسماك ونزوح آلاف العوائل» – حسب قوله، بسبب إنشاء السدود على الجانب الإيراني وتحويل نهر كارون عن مصبه المعتاد في الشط، واضاف أن نسبة الملوحة في الشط قد ارتفعت لدرجة انه لم يعد صالحا للشرب أو الرعي أو الزراعة وان الجنوب يعيش على أنبوب المياه الممتد من نهر دجلة في بغداد، واقترح العمل على إرجاع الجنوب إلى ما كان عليه كواد خصيب ومركز لأقدم زراعة في العالم مما جعل المستشرقين الأوائل يطلقون عليه «فينيسيا الشرق» لوفرة الأنهر والجداول والبحيرات العذبة فيه، ملقيا باللائمة كذلك على الطاغية صدام لتجفيفه الأهوار، ملف أو لغم آخر يحتاج لمعالجة.

 

آخر محطة: (1) هناك رغبة خليجية عارمة في ألا تتعرض الجارة إيران للاعتداء أو الخليج الفارسي العربي لحرب جديدة.

(2) مضيق هرمز ممر دولي لا تملكه أي دولة وهو بمثابة العنق أو الحنجرة للشعوب العربية والإيرانية المطلة على الخليج لذا لا يمكن القبول بمن يهدد بإغلاقه حال تعرضه لعمل عسكري حاله كحال من يهدد بقتل أو خنق أبنائه فيما لو تعدى أحد عليه، أو كمن يجدع أنفه لإغاظة جاره.

(3) تقوم الحروب أحيانا عندما يشعر طرفاها بأنهما سيخرجان منتصرين فيها كل حسب مفهومه ومصالحه، والخوف من قرب نضوج تلك المعادلة في المنطقة.

(4) ضمن مفهوم الانتصار «الخاص» بمنطقتنا، ستخرج إيران منتصرة في أي مواجهة لها مع القوى الحليفة أو إسرائيل.

احمد الصراف

إلى أساتذتي

إليكم يا أساتذتي، الأحياء منكم والأموات، وبالذات إلى أستاذ طفولتي أيوب حسين الذي سمعت، وأنا خارج الكويت، أنه يرقد في أحد المستشفيات، إليكم جميعا أهدي هذا المقال المقتبس من قراءاتي:
نظر المدير العام إلى من حوله في حفل العشاء وقال إن ما نعانيه في مجتمعاتنا هو انحدار مستوى التدريس، فما الذي نتوقعه من الطفل إن كان من يعلمه شخصا لم يجد في الحياة وظيفة أفضل من أن يكون مدرسا؟ ولكي يؤكد وجهة نظره للحضور، التفت الى مدرّسة كانت تشاركهم العشاء، عرفت بصراحتها، وسألها عما تحققه من عملها.. فنظرت المدرسة إليه وقالت: «هل تود حقا معرفة ما أكسبه أو أحققه؟ وبعد لحظة صمت قصيرة، أضافت: إنني أجعل الأطفال يقومون ببذل جهد لم يكونوا يعتقدون أن بإمكانهم القيام به. إنني أجعل الأطفال يجلسون أربعين دقيقة لينصتوا إلي، في الوقت الذي يفشل فيه أهاليهم في جعلهم يجلسون لخمس دقائق من دون استخدام الهاتف النقال أو الانشغال بألعاب الفيديو أو مشاهدة الأفلام المستأجرة. هل تود حقا معرفة ما أحققه؟ إنني أجعل طفلك يتساءل، ينبهر ، يعتذر عندما يخطئ، وهو يعني ذلك، وأن يحترم الآخر، وأن يكون مسؤولا عن تصرفاته. كما أعلمهم الكتابة وأدفعهم لها وأعلمهم القراءة والقراءة والقراءة، فلوحة مفاتيح الكمبيوتر ليست كل شيء. كما أدفعهم لأن يظهروا مهاراتهم ويستخدموا عقولهم في التوصل الى الحلول، وليس الاعتماد على آلة حاسبة. إن ما أحققه هو أن أجعل هؤلاء يشعرون بالأمان في الفصل، وأعلمهم كيف أن بإمكانهم، لو استخدموا ملكاتهم الكبيرة، النجاح في الحياة. وعندما يحاول الآخرون الحكم علينا من خلال ما نحققه، نحن المدرسين، من دخل أو اجر، مع إيماني بأن المادة ليست كل شيء، أرفع رأسي عاليا ولا ألتفت الى ما يقولون لأنهم مجموعة من الجهلة.. والآن، هل حقا تريد أن تعرف ما أحققه: إنني أحقق التغير أو التميز، فما الذي تحدثه أو تحققه أنت أيها المدير العام؟».

أحمد الصراف

محمد الوشيحي


جسد امرأة

عندما كنا صغاراً، أرعبنا «علماء الدين»: «من يضع (الدش) في بيته، فهو ديوث، عليه لعنات الله»، وازداد هلعنا عندما حذرونا: «هذا غزو صليبي يحتل البيوت وغرف النوم، وهو أخطر من الغزو العسكري الذي يحتل مناطق». وكنت أمرّ في شارعنا أحسب عدد «الديايثة»، فأيقنت أن الغربيين احتلوا غرف نومنا، خلاص، وقررت المقاومة، على بركة الله، فالإسلام كما فهمته مبني على «جسد امرأة»، شعرها وخصرها وحيضها وعينيها وصوتها، ووو، هذا جل ما كانوا يتحدثون عنه… شرّف الله الدين عن دنسهم.

وكبرت، وابتلاني الله بآفة لا شفاء لي منها، القراءة. فاكتشفت أن علماء الأزهر في مصر طردوا إمامهم الأكبر الشيخ العلامة محمد عبده من الأزهر، ومنعوه من الإفتاء وكفروه، بعدما أفتى أن «خلع الطربوش وارتداء البرنيطة حلال»، واتهموه بأنه يقبض أموالاً من الإنكليز ليغير الثقافة العامة المصرية ويساعدهم في غزوهم الثقافي. ثم أصدروا فتوى مضادة: «ارتداء البرنيطة كفر». ثم قرأت في كتب الثورات أن أحمد عرابي طلبَ من أتباعه تعلّم اللغة الإنكليزية، على أساس أن «من تعلم لغة قوم أمن مكرهم»، فأصدروا حكمهم: «خرج عرابي عن الملة»، فانصرف أنصاره من مجلسه وبقي وحيداً مع أولاده.

وقرأت أن تدريس البنات في السعودية كان محرماً، وجهاز «التلكس» كان محرماً، بحجة أنه «استخدام للجن»، ومن صدّق باختراع «الإِمطار»، أي المطر الصناعي، كافر، ومن «ادّعى» معرفة ما في الأرحام كافر، طقة واحدة، فـ»الغيث وما في الأرحام» لا يعلمهما إلا الله، وهلمّ جرا على أشواك الفتاوى.

وكبرت أكثر، للأسف، فشاهدت «العلماء» ينتشرون في الفضائيات بواسطة الدش، واكتشفت أن بناتهم أصبحن جامعيات، وقرأت فتاوى لهؤلاء «العلماء» يأتي في أسفلها رقم «الفاكس والتلكس» الخاص بهم، وهو دليل على أن الجن يتطور، فبعدما كان على شكل تلكس، أصبح فاكس رول، واليوم صار الجني على هيئة إنترنت 3 ميغا بايت، وصارت شركات الاتصال تؤجر لنا الجن بالشهر، وأصبحت هناك صيانة للجن، واقتنع «العلماء» اليوم أن أي طبيب في «طيبة كلينيك» بإمكانه اكتشاف جنس المولود منذ الشهر الرابع للحمل، بل وبإمكان الأبوين التنسيق مع طبيب الولادة لتحديد جنس المولود. ثم شاهدت المصريين يرتدون البرنيطة، وعلمت أن أبناء علماء الأزهر أصبحوا بلابل إنكليزية، ووو…
ويقول الدراويش لنا: «ما العائق الذي وضعناه أمام العلم، نحن على العكس نطالب بالعلم»، فنجيبهم: «أنتم تفسرون الدين خطأ وتزرعونه عائقاً أمام العلم والاختراعات، وحكاية (الإمطار) شاهدة عيان، وحكاية جنس المولود، بل وحتى الزلازل والأعاصير والبراكين أنتم تدّعون أنها (غضب إلهي) وتطوون الصفحة وتنامون، ولو صدقكم الأميركان واليابانيون لما استطاعوا اكتشاف فورة البراكين وأجلوا الناس قبل انفجارها، ولما استطاعوا اكتشاف الأعاصير والزلازل، في الغالب، قبل موعدها، ولو بفترة وجيزة، فتقلص بذلك عدد الضحايا. وانظروا إليهم الآن وهم يرصدون مليارات الدولارات لمحاولة اكتشاف الزلازل ومهاجمتها تحت الأرض، لقتلها في مهدها، ومازالوا يحاولون، وسينجحون بالتأكيد. في حين أن علماء الطبيعة والجيولوجيا المسلمين لم يبحثوا في الأمر وصدقوكم واتكؤوا على تفسيركم (غضب إلهي)، وناموا».

واليوم، يصرخ أحمدي نجاد وشركاؤه، أثناء انتظارهم المهدي، كما يدّعون: «إسرائيل وأميركا والغرب يغزون إيران ثقافياً»! الحجة الأزلية ذاتها، وهي تشبه لعبة شعبية كويتية يمارسها الأطفال «أنا الذيب باكلكم، أنا أمكم باحميكم»، والغرب هو الذئب، ونجاد هو الأم الحنون التي تُجلس خصومها السياسيين على خوازيق، وتنتهك أعراضهم في السجون، وتُطلق عليهم الكلاب في الشوارع.

وأنا أصدق نجاد، وأظن أن الموساد الإسرائيلي، فعلاً، غزا إيران والأمة العربية، ونجح في أن زرع لنا أعداداً هائلة من «المفتين، ومفسري الأحلام على الطريقة الإسلامية، ومشعوذي البصق على وجوه المرضى»، الذين شغلونا وانشغلوا بجناح البعوضة، فانشغل الغرب وعلماؤه بجناح طائرة الشبح وجناح المكوك الذي وصل إلى القمر… والجناح بالجناح والبادئ أظلم.

وفي مقالة الغد سأضع براهيني على أن بعض علماء السنة والشيعة مِن صُنع الموساد، أو على الأقل، هم يفعلون ما يرضي الموساد.