محمد الوشيحي


الكنارة ليست 
من العصافير

مَن يقرأ مانشيتات بعض الصحف عن استجواب العبدالله، وعن تراجع عدد مؤيدي الاستجواب وطرح الثقة، يعتقد أن الدقباسي نفسه سيصوت غداً ضد طرح الثقة، أو أن هذه الصحف تتحدث عن استجواب آخر أخفاه الدقباسي عنا، سامحه الله.

لكن بعيداً عن «أفلام المقاولات»، وبعيداً عما سيجري داخل قاعة البرلمان، والرهان الذي تم بيني وبين صاحبي، وقلت فيه «إن أحدا لن يتحدث مؤيداً للوزير إلا النائب القلاف»، وقال هو: «بل لن يتحدث أحد معه، بعد أن فاض ماء المخالفات على الطحين»… وإذا تغاضينا عن أن الدقباسي هو صاحب مشروع «التكويت» الرائع، بينما العبدالله هو صاحب مشروع «تكبيل الحريات» الضائع، وهنا يتضح الفرق في الأداء السياسي… أقول بعيداً عن ذاك وذيّاك، تعالوا نشوف المشهد.

فبعد أن عجزوا عن منازلته في الميادين والدواوين، راحوا يشيعون أن «الدقباسي خرج على القبيلة»! لأنهم يدركون أن الناس حساسون تجاه بعض المصطلحات، وأن الشعب «مُخرج» بطبيعته، يُخرج هذا من الملة، وذاك من قبيلته، والثالث من طائفته، والرابع من فئته، والخامس من بلده! ويبدو أن مَن اقترح هذه الخطة (خطة إشاعة خروج الدقباسي على رغبة قبيلته) هي خطّابة خسيسة، تسعى إلى هدم البيوت، وتفريق الزوجين، كي تبحث عن زوج للمطلّقة، وزوجة للمطلّق، فتستفيد. ملعونة.

طيب خلونا نرجع إلى موضوعنا، وندردش مع الدقباسي وهو خير المدردشين: شوف يا أبا سالم، أعرف أن المحاولة الخسيسة لانتزاعك من قبيلتك، وتحريضها عليك، جارحة ومؤلمة أشد الألم، أقول ذا وأنا المجرب، لكنني أعرف أيضاً أنك لست نتاج تربية المربيات الآسيويات و»ياي مامي دادي» كي يوقفك مثل هذا التجني عن مواصلة المسيرة، فلا يعجز ويتذمر من النقد، مهما كانت رذالته ورذالة رعاته، إلا العَجَزة، وتكرم لحيتك عن العجز، وتكرم قبيلتك عن الاستماع لما يقوله أمثال هذه الخطّابة.

أبا سالم، خصومك كُثر وسيتكاثرون غداً كالقطط والأرانب، منهم من يخاصمك لأدائك، وهذا على الرأس يوضع، ومنهم من يتقرب إلى القصور، ومنهم من يبحث عن الشهرة على حسابك، وهذا كالعصفور الذي يبحث عن شجرة سدر تظلله بظلها. وكلما كبرت السدرة كثرت عصافيرها، ولا يضير السدرة كثرة العصافير، وهل سمعت يوماً أن سدرة كتبت على أحد أغصانها: «لا يوجد شاغر».

والناس تدرك الفرق بين أشجار السدر والعصافير، فالفرق فارق. وهو فارق يعلمه عابر السبيل الذي يستظل تحت السدرة، ويعلم أن «الكنارة»* إذا سقطت فوق رأسه فهي من السدرة، وأن الفضلات من العصافير. والشاعر القديم يغني على ألحان ربابته: «حذرا تنام وفوق رأسك عصافير»، والرواة ينقلون عن بني هلال قولهم: «حنا عصافير(ن) وأبو زيد سدرة». وإذا التفتّ أنت إلى العصافير تُهتَ وضللت الطريق، فالملتفت لن يصل.

أبا سالم… «هش» العصافير بيدك وواصل شموخك.

* ثمرة السدرة 

حسن العيسى

اقتصاد صلوح العبده

«صويلحين» واسمه الحقيقي «صالح» وينادونه كثيراً بنعت «صلوح العبده» وأخبروني في ما بعد أنه كان ضحية اعتداءات جنسية من أشقياء الفريج… كان يحني يديه ويترك شماغه الأحمر الملطخ بالأوساخ منسدلاً على كتفيه مقلِّداً تسريحة هند رستم حين كانت مارلين مونرو السينما المصرية… وذكرت لي شقيقتي الكبيرة أن «صويلحين» في أحد الأيام جاءنا مهرولاً يلهث من التعب وطرق الباب وسألها ما إذا كان في البيت سيارة «جيب»؟ فاستفسرت منه شقيقتي ماذا يريد من سيارة «الجيب»؟ فقال إنه يريد تفكيكها لكي يعيد تركيبها من جديد…! وأقطع أنها فكرة عظيمة لقتل الملل…

لا أعرف لماذا أكتب ثانية عن «صويلحين»… هل أفلست من الفكرة؟… ربما… أو ربما ذكَّرني بحكاية تفكيك الجيب تكرار مشاهدتي لعمليات تكسير الشوارع والأرصفة في منطقتنا، ثم إعادة تركيبها، لينتعش سوق المقاولات، وتجري الأموال ساخنة في جيوب المقاولين، وفي دماء الدولة بالتبعية، ويتحرك اقتصاد الدولة في النهاية، اقتصاد صلوح العبده…

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

احمد الصراف

أيها المتشددون المتخلفون.. شكرا لكم

«.. ذاك «الأراغوز» الذي يطل علينا من شاشات التلفاز ببرامجه الفضائحية المثيرة التي يدّعي أنها برامج دعوية موجهة، ليس بشيخ إنما دعيّ زائف، وذاك المهرج الذي يكتب في الصحف مقالات بعناوينها المثيرة والمليئة بالألفاظ المتهتكة، ليس شيخاً إنما سوقي تافه، وغيره وغيره. كلهم أبعد ما يكونون عن أن يحملوا صفة «شيخ دين» الجليلة التي يجب ألا تطلق إلا على من يستحقها..».
ساجد العبدلي «الجريدة» 2010/03/11
***
«..السعودية الآن تتحرر من أغلال الماضي، وتسير في مجتمع ليبرالي!» الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي (نيويورك تايمز).
***
من حق أي إنسان أن يحلم ويهذي كيف يشاء فلا أحد، نظريا على الأقل، بإمكانه منع الآخرين من التخيل أو التفكير في الغريب والسقيم من الأمور مهما تطرفت تلك الأفكار، فلنا الحق جميعا أن نتخيل أننا رؤساء أو زعماء أو نجوم. ومن حق البعض تخيل أنهم قتلة مجرمون أو زيرة نساء، أو تصور أن الآخرين مجموعة من الأوباش، أو أن فئة من السلف بإمكانها الطيران ليلا لتراقب البشر وتكتب عن تصرفاتهم الجنسية وتقاضيهم، أو التفكير بتسلق الجبال أو الاعتقاد داخليا أن من يصفون أنفسهم بالليبراليين ينامون عادة مع بناتهم البلغ في فراش واحد وينكحون أمهاتهم ويتزوجون أخواتهم. وقد تفكر جماعة أخرى أن المتشددين دينيا يجيزون لأنفسهم معاشرة خدمهم لكونهم في مرتبة الإماء، وغير ذلك من سقيم التفكير والتخيل المنفر، فلا قانون يمنع مثل هذا الفكر المريض من أن يسرح بخياله طالما بقيت تلك الأفكار المنحطة أو الغريبة ضمن جدران عقله، وبالتالي ليس هناك ما يمنع نبيل العوضي أو غيره من التفكير في أو تخيل، أو حتى الهذيان بأن الليبراليين ينكحون أخواتهم وأمهاتهم وبناتهم، وبالتالي لا «شرهة» عليه ولا هم يحزنون، فالقاعدة تقول إن الأواني تنضح بما فيها، والرؤوس تطفح بما يشغلها، وبالتالي لا أتفق مع كل من هاجمه منتقدا. فالشرهة أو اللوم والحق يقعان بالكامل على وسيلة نشر ذلك السقيم من الكلام والإصرار على وضع مقاطع محددة نتنة منه بحروف كبيرة لافتة للنظر، وكأنه القيء، وهي تعلم جيدا بعدم صحته وأنه كلام لا يمت للحقيقة أبدا، وفي أي مجتمع بشري معروف، وكل ما قيل لا يعدو أن يكون كذبا بواحا يعجز الكاتب إثبات صحته، أو أن أحدا قبله، يحترم نفسه والآخرين، قد سبق أن ذكره.
مؤسف جدا أن يدفع الاختلاف في الرأي لأن يصدر وينشر مثل هذا الكلام الذي لا يمكن أن تكفي كلمة أو كتاب في وصف قباحته، في زمن يبذل الجميع أقصى ما لديهم للتقارب والتآلف، ولكن من الواضح جدا أن البعض تكمن مصلحته في تعميم القبح والفساد لكي يبعد الأضواء عنه.
.. وأخيرا يا أيها المتشددون المزيفون شكرا لمقالاتكم، فهي السبيل الوحيد ليعرف المغترون بكم حقيقة معدنكم ومستوى تفكيركم ونوعية خلقكم!

أحمد الصراف

سامي النصف

حديث المدينة

وصلتنا رسالة من سفيرنا في السويد السيد علي إبراهيم النخيلان توضح ان لديهم هناك جهازا يدعى الامبدسمان (OMPUDSMAN) أو جهاز الرقابة الدستورية، والذي يهدف الى حماية الحقوق والحريات العامة من أن تجور عليها إحدى السلطات أو تتسلط عليها الأغلبية في إحدى الحقب.

وجهاز الامبدسمان قائم في كثير من الدول المتقدمة وضمن دول الاتحاد الأوروبي، وقد عمل به في السويد عام 1809 إلا أن فكرته الأصلية نبعت من الملك السويدي شارلز السابع (عام 1713) عندما كان منفيا في تركيا فاستوحى ذلك التشريع الضامن لتطبيق القوانين بالعدل والسوية بين الناس، من نظام ديوان المظالم الذي أنشأه الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، والذي كان يعمل به في الدولة العثمانية.

لدينا في الكويت عدة معضلات كبرى قادمة على الطريق، منها السيل العارم من المطالبات الشعبوية غير العقلانية وغير الدستورية التي تخل في الأغلب بمبادئ العدالة والمساواة، والإشكال القائم هو ان النواب الحكماء والعقلاء يفقدون في كل مرة يتصدون فيها لتلك المطالب المجنونة، والتي ستنتهي قطعا بإفلاس الكويت، جزءا من الدعم الجماهيري لهم، فالتصدي للزيادات التي تطلبها الجماعة «أ» سيفقدهم دعم منضويها، وتصديهم لطلبات الجماعة «ب» غير العقلانية سيفقدهم شريحة أخرى.

إن ما اقترحناه وعقّب عليه السفير الفاضل النخيلان من مد مظلة المحكمة الدستورية لإسقاط التشريعات غير الدستورية والتي تتعارض مع مواد الدستور، له فوائد جمة، فهو يتطابق من ناحية مع ما هو معمول به في الديموقراطيات المتقدمة، كذلك يمتاز قضاة المحكمة الدستورية عن بعض النواب بتحررهم من الضغوط الشعبية المدمرة، اضافة الى اختصاصهم الشديد في وقت قد تأتي فيه التشريعات المدغدغة من نواب غير مختصين لم يتم إلحاقهم حتى بدورات تأهيل برلمانية.

وأحد إشكالات الأطروحــات الشعبوية المدغدغة – وما أكثرها – انها تناقش وتقر خارج إطار الميزانية العامة للدولة ودون معرفة كلفتها الإجمالية على المال العام خلال هذا العام والعشرة أعوام المقبلة على سبيل المثال، وما إذا كنا قادرين على دفعها، وقد يكون من المناسب في هذا السياق إجراء تعديلات تمنع طرح مشاريع قوانين لها كلفة مالية ما لم يكن قد خصص لها مبالغ في الميزانية العامة المقرّة، كما يجب ان يفرض على من يقدم المقترح المدغدغ، ان يقدم معه ما يثبت انه نظام معمول به في الدول الخليجية والدول الأخرى حتى لا نصبح «طماشة» للخلق.

ومما زاد الطين بلة تفشي عمليات التهديد والإرعاب، أي اعطونا أو نقوم بالاضراب، ونعيد للذاكرة ان السد العالي الذي كان قائما للحد من تلك الاضرابات هو شرط موافقة مجلس الخدمة المدنية على المطالب، وقد تم هدم ذلك السد بغباء شديد من قبل أحد الوزراء النواب السابقين الذي تعهد في سبيل حصد الشعبوية لإحدى الجماعات بضمان الموافقة المسبقة للديوان على مطالبهم، مما أرسل رسالة سريعة للآخرين فحواها ان الوزراء قادرون على إخراج الكوادر من ديوان الخدمة متى ما تم الضغط عليهم بالإضرابات والحملات الإعلامية، وكم تدفع الكويت الثمن باهظا للتعيين الخاطئ لذلك الوزير!

آخر محطة:

نبارك للأخت الفاضلة مضاوي العتيبي صدور العدد الأول من مجلتها الإلكترونية «حديث المدينة»
(www.city talks.co.uk) والتي تصدرتها جملة معبرة جميلة هي «لكل مدينة حديث ولحديث مدينة» وعقبال العدد الأول.. بعد المليون..!

حسن العيسى

هي قضية وحدة وطن

أسوأ من القوانين الجائرة هي تلك القوانين المَنْسيّة، وهي التشريعات التي حشرتها السلطة التنفيذية في أدراجها المُغبَرَّة، ونسيتها أو تناستها حسب مصالحها، ثم عادت ونفخت فيها الروح وأحيتها كما تريد أهواء السياسة المتقلبة.

ليس جديداً أن نقرر أن عدداً من التشريعات -وإن كان نافذاً نظرياً- غيرُ مُفعَّلٍ على أرض الواقع، فعلى سبيل المثال لا الحصر، هناك عدد من مواد قانون المرور أو تشريع منع التدخين في الأماكن العامة ومنع الانتخابات الفرعية، وغيرها، لا مكان لها إلَّا في مدوّنة التشريعات، فالسلطة إما هي عاجزة عن أعمالها كتجريم الانتخابات الفرعية، أو أنها ليست جادة وغير راغبة في تفعيلها، مثل قانونَي منع التدخين والمرور.

قانون حظر الجمع بين الجنسية الكويتية وأُخرى، أو ما يُسمَّى ازدواج الجنسية، يعتبر مثالاً حياً على القوانين المَنْسيّة او المُتناسى أمرُها، فالسلطة كانت على علم وإدراك سابقَين بأن الكثير من المواطنين يحملون أكثر من جنسية، وسكتت سنوات ممتدة عن هذا الخرق لحكم القانون، ثم صَحَت فجأة لتذكِّرنا به في معرض مشروع صفقات سياسية، وبعد أن تعرَّض لأمره النائب علي الراشد.

ما هو خطير الآن، ليس موضوع "ازدواج الجنسية" ومخالفة القانون من قِبل عدد من المواطنين، إما طمعاً في كسب ميزات ومنافع مادية أو أنهم وجدوا أنفسهم غير مخيَّرين في تابعيتهم لدول أُخرى، إنما المصيبة في أن يصبح موضوع ازدواج الجنسية ترجمة ودعوة إلى تكريس التفرقة بين أبناء الوطن، ويصبح مرآة لإطلاق شعارات التهديد والوعيد، ليس ضد الحكومة، إنما وسيلة استغلال سياسي لاستدرار التعاطف العشائري أولاً، ثم يُكرَّس ثانياً كأداة للتقسيم العنصري بين بدو وحضر، وطائفي بين شيعة وسنّة، ولم يكن تصريح النائب محمد الحويلة المُخجِل عن الجناسي الإيرانية والأميركية والدماء الزرقاء، إلّا ترجمة فعلية لواقع الفرز الذي يُقنَّن الآن، ليس من السلطة الحاكمة كما حدث في السابق، إنما من نواب يُفترَض أنهم يمثِّلون الأمة بمجملها لا مناطقهم وجماعتهم.

هنا، لم تعُد قضية اليوم حلَّ معضلة "ازدواج الجنسية" وحكم القانون، إنما هي قضية وحدة وطن وإعادة الاعتبار إلى دستور الدولة.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

احمد الصراف

الوزيرة الحمود وكلية الشريعة

في مقال الخميس الماضي شكرت وزيرة التربية لقرارها طرح مناقصة شراء 71 ألف جهاز كمبيوتر لطلبة المدارس، ورد أحدهم ساخرا بأنني شكرت لكوني مستفيدا من المناقصة، فيا لسذاجة الحسد، فلو كانت لدي مصلحة أو شركة كمبيوتر لما فتحت فمي لكي لا أثير الشبهات، فهذه مناقصة وليست عقد توريد! وربما نحن في غنى عن القول إننا نمدح ونشكر عندما يتطلب المقام ذلك، ونفعل العكس أيضا، وللطرف نفسه!
ففي الصفحة الأخيرة من «وطن الجمعة» شعرت بالسعادة للحظات وأنا أقرأ تصريح عائشة الروضان، وكيلة «التربية» بالإنابة، أن الوزارة، واستجابة للمطالب العديدة، قررت إعادة النظر في كتب التربية الإسلامية، وأنها شكلت لجنة تحكيم للكتب الإسلامية الجديدة. ولكن سعادتي لم تدم طويلا وغمرني الحزن وأنا أكمل قراءة الخبر بأنه عملا بسياسة الوزارة الرامية لتطوير المناهج والوصول بها لما يواكب المستجدات التربوية والتكنولوجية في مجال التعليم فقد جاء تشكيل لجنة التحكيم برئاسة عميد كلية الشريعة وعضوية اثنين آخرين من أساتذة الكلية نفسها إضافة لرئيس وحدة التربية الدينية في الوزارة لتنظر في قضية مواكبة المناهج الجديدة للمستجدات التربوية و«التكنولوجية»! وهنا ربما نسيت الوكيلة أن أساتذة ومخرجات ومؤثرات هذه الكلية نفسها هي التي وضعت المناهج الحالية، فكيف يا سيدتي الوكيلة يكون خلاص مناهج التربية الدينية على يد كلية الشريعة، و«أساتذتها» و«علمائها» هم الذين سبق أن تسببوا في كل هذا التطرف والحدة اللذين أصابا المناهج الدينية في المقام الأول؟! ألم يكن من الأفضل تطعيم اللجنة بخبراء تربية من خارج هذه الكلية بالذات التي سيطر السلف وإخوتهم على مقدراتها منذ تاريخ إنشائها؟ ولماذا نحن بحاجة الى مجموعة من حملة الشهادات العليا(!!) ليضعوا مناهج دين يصفه الجميع بــ «دين الفطرة»؟
نتمنى على وزيرة التربية الفاضلة التدخل لإعادة النظر في تشكيل هذه اللجنة لكي لا يأتي وقت، وهو آت حتما إن بقيت اللجنة على أعضائها، يقول فيه وزير تربية جديد ان الوقت قد حان لتطوير مناهج التربية الدينية وجعلها مواكبة للمستجدات التربوية و«التكنولوجية»!
***
على الرغم من آلام الظهر التي تنتابني بين الفترة والأخرى، فإنني لم أحاول منع نفسي من السقوط على ظهري من الضحك وأنا أقرأ عن ما يعانيه الإسلاميون من تكتيم للأفواه ومنعهم من حرية التعبير وحرية النقد وحرية كشف الظواهر السلبية (!)

أحمد الصراف

محمد الوشيحي


الوعد يوم الربوع

أداء معالي وزير الإعلام والنفط الشيخ أحمد العبدالله… ثلاث نقط وفاصلة. وسأكتفي بهذا التوصيف اللطيف كي تعبر المقالة على العبارة تحت نوم الظلام.

والقضية الآن ليست قضية أداء معاليه. لا. القضية هي في فزعة الحكومة ونجدتها له، فالحكومة ستسلك الطرق المشروعة، وإن عجزت، فستسلك الطرق السريعة (ركّز معي يرحم الله جدك الله يحفظه)، وكما قال الشاعر: «وإن حُرِّمت يوماً على دين أحمدٍ، فخُذها على دين المسيح بن مريمِ».

واليوم هددت الحكومة باستخدام سلاح الجنسية. وإن لم يجدِ هذا السلاح فستعلن الحرب على جزر فوكلاند المتاخمة للأرجنتين، ومن ثم تلتف الجيوش لتحرر قرطبة وغرناطة من أيدي الفرنجة. فلا مانع من دخول الحرب وسقوط الضحايا وإعلان الأحكام العرفية في سبيل أن «يزمط» معاليه من الاستجواب، لتحرك الحكومة –حينذاك- قبضة يدها على باطن يدها الأخرى بطريقة دائرية في وجوه المستجوبين، وتخرج لسانها لهم، وتغني لهم كلمات أحمد الشرقاوي: «أووو أووو»*…

والآن تتكتك الحكومة مع بعض الصحف والقنوات الفضائية. شغل صكصكة وحكحكة (ركّز معي فقد ضاق الفضاء). وقريباً سيقف الكتّاب الذين يرفضون تقييد الحريات في أقسام الشرطة في طابور عرض، وستمر الحكومة تتفحص وجوهنا وتتصفحها، وتشير بأصبعها الكريمة إلى المجرمين الأوباش. وقريباً ستُنشر صورنا ونحن نرتدي البدلة الرمادية، ممسكين بلوحات خشبية عليها أرقام ليست كالأرقام. وصورة من الأمام، وصورة من الجنب، وأصابع ملوثة بحبر البصمات. وصورة أخرى، تظهر فيها – على بساط ممدود أمامنا – مخدرات وأشرطة خلاعية ومنشورات وأسلحة ثقيلة عُثر عليها في مخابئ سرية. وبعد يومين، سيشاهد الناس على التلفزيون الحكومي اعترافات «أعداء الأمة». ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب. وبعدها، ستُقتحم منازلنا، وستتفحص الحكومة لثث أطفالنا، وستقع في حيص بيص أثناء فحص لثة ابني سعود «نقار الخشب» الذين ينافس رونالدينهو في الدمامة والقبح واتساع اللثة! عليه لثة تبارك الله. مترامية الأطراف. خمسة في ثمانية. أرض وقرض. تبني فيها صالة وغرفة ماستر وغرفة خادمة، والباقي بلكونة.

وإذا أفلحت الكويت فـ»راجعني يوم الربوع»، على رأي أشقائنا في السعودية. وإذا لم يتراجع ترتيب الكويت في الحريات هذه السنة، فسأمرّ أنا عليك يوم السبوت.

* أووو أووو: أداة شماتة، يستخدمها الأطفال والنساء الملحوسات. ولم يستخدمها شعراء الجاهلية، واستخدمها أحمد الشرقاوي أحد أبرز شعراء الصناعية في إحدى معلقاته الوطنية. 

سامي النصف

خالد الفيصل وغازي القصيبي..140 عاماً من الإبداع

دخل الأمير المبدع خالد الفيصل قبل مدة عامه السبعين فكتب الرائعة «السبعينية» وإليكم بعض أبياتها:

غابت السبعين عن ملهاتها                                     تطوي الرايات عن ساحاتها

في حياتي غزوها حل ورحل                                     وفي زماني عربدت راياتها

كيف عاشتني وانا ما عشتها                                   وتحسب إني شارب كاساتها

بعثرت لحظات عمري ما درت                                    إني اجمع بعدها لحظاتها

وسيرتني في عسيرات الدروب                                 حافي الاقدام في رمضاتها

 راحت السبعين واحلامي بقت                                 فرحة الآمال في بسماتها

الحياة بدون حلم ضايعة                                          وان تحقق حلمها حلاتها

والحياة لمن صنع تاريخها                                        والهوامش في الحياة امواتها

بعضهم يعيش من بعد الوفاة                                    وبعضهم حياتهم وفاتها

واهنئ من همه فتات الحياة                                    انسدح وارتاح فوق فتاتها

ما ورث حمل الرجال الأولين                                     صانعين المجد فوق شتاتها

يحسبون العمر أيام وسنين                                     والرجال إنجازها حياتها 

ودخل المبدع د.غازي القصيبي عامه السبعين قبل أيام فكتب رائعته «سيدتي السبعون» نقتطف منها:

ماذا تريد من السبعين يا رجل؟!                             

لا انت انت ولا ايامك الاول                                      

جاءتك حاسرة الانياب.. كالحة                                

كأنما هي وجه سله الأجل                                   

اواه سيدتي السبعون معذرةً                                 

اذا التقينا ولم يعصف بي الجذل                              

أواه سيدتي السبعون معذرة   

بأي شيء من الأشياء نحتفل

أبالشباب الذي شابت حدائقه

أم بالأماني التي باليأس تشتعل

أم بالرفاق الأحباء الألى ذهبوا

 وخلفوني لعيش أنسه ملل؟   

 تبارك الله قد شاءت إرادته

 لي البقاء.. فهذا العبد ممتثل!                          

احمد الصراف

تستّري يا مره

دخلت جمعية (…) التعاونية قبل سنتين تقريبا لشراء غرض ما، وأثناء بحثي بين الارفف سمعت صوت رجل خلفي ينهر امرأة طالبا منها أن تتستر، فالتفتّ لأجده مربوع القامة كثيف اللحية ذا كرش عظيم وقدمين كمدماكين ينتهيان بخفين مهترئين، وهو يطلب من متسوقة أن «تخاف الله» وتغطي رأسها، فتدخلت وطلبت من السيدة عدم الاكتراث لكلامه، وقلت لها انني سأقف معها، ولكنها سكتت ورمقتني بنظرة حزينة واختارت الخروج من السوق بصمت. عند الصندوق سألت عن اسم ووظيفة الرجل، فقيل لي بأنه مسؤول الأمن ويكنى بــ«الملا أبو مصعب»!
في تايلند، وأنا أهمّ بدخول غرفة السونار، وكان ذلك قبل أسابيع قليلة، خرج رجل من غرفة الفحص، وما إن تفرست في وجهه حتى تعرفت عليه فورا، فملامحه «الشديدة اللطف» لا يمكن أن تنسى، فقد كان «الملا أبو مصعب» بلحمه وشحمه وكرشه ومدماكيه، ولكن من غير غترة ولا دشداشة، بل ملابس طبية تكشف أكثر مما تخفي!
في الداخل طلبت مني الممرضة التايلندية الجذابة ذات الملامح الصينية الاستلقاء على ظهري ورفع ملابسي للأعلى وتخفيض سروالي للأدنى. ثم قامت بوضع مادة الجل في أماكن محددة من البطن وأسفله وأخذت بتمرير أداة القراءة بقوة، ثم طلبت مني تغيير وضع الاستلقاء من النوم على الظهر الى الجانب الأيمن ثم الأيسر.. وهكذا.
عند قيام الممرضة بتنظيف البطن وازالة الجل عنه سألتها ان كان المراجع الذي سبقني يعرف الانكليزية، فنفت ذلك، فتساءلت عن الكيفية التي كانت تتفاهم بها معه، فقالت انه كان يتركها تديره بيديها البضتين ذات اليمين وذات الشمال، وانه لم يكن يحتج أو يعترض على الملامسة!
وهنا أصبت بحيرة من أمر هؤلاء البشر، ففي الكويت لا عمل لأبو مصعب هذا غير ملاحقة المتسوقات ونهرهن والطلب منهن التستر، وهنا يسلم كامل جسده لممرضة لتمرر ما شاءت من الأجهزة عليه وتقلبه بيديها «المحرمتين» ذات اليمين وذات الشمال من دون اعتراض أو شعور بالحياء من امرأة محرمة عليه، ويستكثر في الوقت نفسه أن تتسوق امرأة سافرة في الجمعية التي يعمل فيها مسؤولا عن «الأمن»!! وهذا مثال صارخ على التناقض الذي يعيشه الكثيرون من مدّعي التدين. وصدقت الزميلة اقبال الأحمد عندما ذكرت في مقال لها عن تصرفات بعض الملتحين الذين لا يعارضون الجلوس مع الغير من نساء سافرات خارج الكويت والتعامل معهن بكل أريحية، ولكن ما ان يعودوا لوطنهم حتى يتحولوا لشيء آخر.
***
ملاحظة: بعد كتابة مقالنا قبل أيام عن وهم المستشفى الأميركي في تايلند اتصل وزير الصحة البروفيسور هلال الساير بنا مشكورا ليؤكد أن الوزارة لا ترسل اي مرضى لهذا المستشفى، وانه مدرك تماما حقيقة مستواه. وهنا نكرر حذرنا من هذا المستشفى ومن غيره من المتاجرين بالطب.

أحمد الصراف