احمد الصراف

يوم في حياتي

استيقظت اليوم مبكرا مع أصوات العصافير والفجر يحاول تمديد وقته، ليعطي الطيور ما يكفي من الهدوء، قبل أن يبدأ صخب الحياة. تسللت من غرفة النوم، مرتديا بنطالا قصيرا وحذاء رياضيا، وانطلقت إلى ممشى المنطقة. عدت بعد ساعة لتناول إفطاري المعتاد، وأنا استمع لفيروز تشدو «طلعت يا محلى نورها شمس الشموسة» ، وهنا خطر على بالي أمر لم أفكر قط في القيام به، وهو ألا أذهب إلى العمل في ذلك اليوم! فطوال 45 عاما لم أنقطع عن عملي الوظيفي أو التجاري يوما واحدا، إلا لظروف قاهرة! وهنا بدأت من فوري بوضع برنامج اليوم بعيدا عن الهاتف النقال والقيل والقال وقبض الأموال وصرفها!
خرجت من البيت مرتديا السهل من الثياب واتجهت إلى «ستاربكس» لارتشف قدحا من الكابوتشينو، والتقيت هناك بصديق قديم أصر على دفع فاتورة القهوة عني كدليل على سروره لما كتبت في ذلك اليوم، وهذه أول مرة أستفيد فيها بطريقة مباشرة مما أكتب. ثم انطلقت بعدها إلى صالة خاصة تقوم بعرض بعض أعمال الفنان كامل الفرس، المتعدد المواهب، وحجزت واحدة منها، كما زرت معرضا آخر، وكان للفنان التشكيلي الكبير سامي الصالح، المشهور بسامي محمد، وهناك أيضا حجزت تمثالا يرمز لتعانق مشاعر الغضب مع الحديد الصلب. وقبيل الظهر قمت بزيارة مكاتب «دار الآثار الإسلامية» للحصول على برنامج الموسم الحالي، وتبين لي كم هو دسم ومفيد، ومدى ما بذل المشرفون من جهود جبارة في ترتيبه، ووجدت أن الدار بصدد ترتيب أمسية موسيقية في الليلة التالية لمغنية الأوبرا الكويتية العظيمة أماني الحجي على مسرح الدار في حولي، وهو المسرح نفسه الذي استضاف قبلها عازفة البيانو والفنانة رينارا أخوندوفا. كما تبين أن فرقة إذاعة راديو وارسو، التي تزور الكويت بمناسبة مرور 200 عام على ميلاد الموسيقار العالمي شوبان ستعزف لساعتين في صالة الهاشمي 2 في فندق ساس، ومنيت نفسي بسهرة عظيمة في تلك الليلة. ومن هناك اتجهت إلى السالمية للاطلاع على بعض أنشطة جماعة «لوياك» النشطة، وفي الطريق استمعت للشريط الخاص والجديد الذي أهداني إياه عازف البيانو الشاب والواعد حمد العماري، ابن أخ الفنان الكبير سلمان العماري، آخر أساطين مؤدي أغاني البحر القديمة، وتضمن الشريط بعضا من أغاني حمد الإسبانية الجميلة.
وبعد أن خرجت من «لوياك» أوقفت سيارتي على شارع الخليج «العربي» وتمشيت على الشاطئ، وأنا أستمع من خلال الآيبود لكلمات مرتجلة لزياد الرحباني واشعار لفاروق شوشة. وفي طريق العودة إلى البيت استمعت لمزيد من المعزوفات الكلاسيكية العالمية مع أغان إيطالية قديمة، وأنهيت اليوم بالاستماع لأغنية «سكن الليل» لفيروز، بعد أن خرجت من الهاشمي 2، وعندما وضعت رأسي في نهاية اليوم على الوسادة تذكرت أن كل ما قمت به في ذلك اليوم من أفعال جميلة يعارضها نصف أعضاء مجلس الأمة وجميع أولئك «الأفذاذ» الذين وقعوا عرائض تطالب بتسهيل دخول فلان للكويت أو منع آخر من دخول جنتها وكأنهم نواب رضوانها.

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

حرية تلنتش

بدءاً، وقبل كل شيء، أنا لا أفرق في الشكل بين البامية والكوسة، ولا أميّز بين الرخمة والشيهانة، ولا بين الجمل والناقة، ولا الهامور والميدة، ولا المرسيدس والمازدا. فأنا ولله الحمد، غشيم غشوم. أنا فقط، أو «فكَت» كما تنطقها مذيعة الفضائية المصرية، أميز الشعر غثه وسمينه، وأميّز الكلمة والجملة والفقرة لهذا الكاتب أو ذاك، وأميز النساء بعضهن عن بعض، فهذه عليها القيمة وتلك عليها العوض، والأهم، أميّز الرجال وأعرف معادنهم، وأعرف أن أي نائب يمكن أن تفاوضه الحكومة، مجرد تفاوض، لتليّن دماغه وتغيّر قناعاته، هو نائب رخمة، بالطوابع والختم والتوقيع.

وعليّ النعمة، لو أن مسؤولاً حكومياً زار الرئيس الرمز أحمد السعدون في منزله بقصد إغرائه وإغوائه كي يغيّر السعدون موقفه، لنهض السعدون فوراً وأغلق الباب الخارجي بالضبة والمفتاح، وعاد لينتف حاجبَي المسؤول شعرة شعرة. لماذا؟ لأنه أحمد السعدون لا أمّ لك. ولو أن المسؤول ذاته زار النائب الفذ مسلم البراك لخرج المسؤول وعلى وجهه آثار أقدام، ليست للفراعنة. ليش؟ لأنه مسلّم البراك يا ابني.

وبالنسبة إلى النائب سعدون حماد العتيبي، فلا أظن أحداً يمكن أن يقبل أن تتعرض (طوايفه) – الذين هم عشيرته وأهله – للشتم والتوبيخ ويسكت عن الوزير الساكت، مهما كانت المبررات والمغريات والأسباب. أما حجته بأن المستجوبين لم ينسقوا معه، فأذكره بأن الحكومة أيضاً لم يسبق لها أن نسقت معه، ومع ذا نجده يصوّت دائماً مع الحكومة. ولن يضيره لو أنه اعتبر النائب الدقباسي اليوم هو الحكومة، ومشى خلفه عمياني كعادته.

أما بالنسبة للحريات، فحقيقة لا أدري، هل ما يردده البعض من أحاديث عن «حرية الآراء» هو من باب العبط والاستعباط، أم أنهم جادون؟ فالقانون يمنع التعريض بأي شريحة في المجتمع أو إهانتها أو ازدراءها. وفي سويسرا، التي هي سويسرا، والتي تضم قوميات ولغات عدة، لو تجرأ أو تجشأ أحد هناك وتعرض لأي قومية سويسرية لضُربت الكلبشات في يده هو والمسؤول الحكومي الذي لم يوقفه عند حده. فكرامات الناس في سويسرا خط أحمر ناري، والمناصب الوزارية هناك ليست آيس كريم تُمنح للدلوع غزير الدموع. لذلك أصبحت سويسرا سويسرا، ولذلك أيضاً يعجز أبناء العجائز عن السير على طريقها.

ثم ما حكاية «حرية الرأي» التي نستخدمها مرة ونتركها مرات، فإذا شُتِمَ الآخرون وغضبوا، تباكينا عليها، وحذّرنا من تشويه خدّها الناعم، أما إذا تعرضت مصالحنا للخطر فهي «كخّة» ونحن شعب لا يستحق الحريات! فعن أي حرية تتحدث يا عمنا الفاضل وأنت في الكويت؟

ويا أيها النواب، أنتم تعرفون البير وغطاه والذي غطّاه، وكثر الكلام يقل المعرفة، والناس ليسوا مثلي، بل يعرفون الفرق بين الكوسة والبامية والفلفل الأحمر الحار… وفتّكوا بعافية. 

حسن العيسى

مخاطبون بحكم القانون لا بحكم الشرع

نحن مخاطبون بحكم القانون الوضعي لا بحكم الشريعة الإسلامية، القانون يعني هنا التشريع المدني أو التجاري إلى بقية القوانين الصادرة من سلطة التشريع، حتى قانون الأحوال الشخصية يعد، في هذا المقام، قانوناً وضعياً ولو كان أساسه الفقه الإسلامي ما دام نفاذه متوقفاً على الإرادة التشريعية، وإذا كانت المادة الثانية من الدستور تنص على أن "دين الدولة الإسلام، والشريعة مصدر رئيسي للتشريع" فلا يعني هذا أن الشريعة الإسلامية هي القانون الحاكم، وإنما هي مصدر من "مصادر" التشريع. على ذلك، فالحكم الصادر من المحكمة الكلية برفض الفوائد البنكية هو اجتهاد خاطئ من المحكمة حين طرحت حكم القانون جانباً وأعملت حكم الشرع أو اجتهاد البعض في حكم الشرع.
وليس هناك من مشكلة، فالبنك يمكن له أن يستأنف الحكم، وبالتأكيد فإن ذلك الحكم سيُلغى أمام المحكمة الأعلى درجة، هنا تحسم القضية أمام المحاكم ذاتها ولا أحد يخشى في هذه الحالة على حقه، لكن حين نترك القضايا والمحاكم ونتجه إلى مجمل أوضاع الدولة تحت وطأة حمَّى المزايدة الدينية ويتصور البعض أنه لا مكان للقوانين الوضعية وأن "فهم" الفقهاء للشرع هو ما يجب أن يحكم الدولة، وأن قوانين الدولة تخالف الدين الإسلامي، كما "يفهمونه" فهنا تكمن الكارثة التي لا تعني سوى حرق الدستور من أول حرف من نصوصه إلى آخر حرف ونسف النظام القانوني للدولة كله.

احمد الصراف

عشاء وطني..وجني«التربية»

دأبا على عادتها السنوية الرائعة، قامت ادارة بنك الكويت الوطني -مشكورة- باستضافة البروفيسورة «كونداليسا رايس» وزيرة الخارجية الاميركية السابقة في الكويت لتلقي كلمة في حفل عشاء فاخر، وكان ذلك يوم الاحد 3/14. تألقت الوزيرة السابقة، ومن واقع خبرتها السياسية والاكاديمية الطويلة ابدعت في كلمتها الموجزة وتمكنت من ان تضع يدها على العديد من النقاط المهمة التي كانت تشغل بالي انا على الاقل. كما بينت كلمتها كم هو ضروري تمسكنا بالتفاؤل، بالرغم من كل اجواء التشاؤم التي تحيط بنا محليا او تلك التي تسود بقعا كثيرة في العالم حولنا.
ما لفت نظري في حفل العشاء، اكثر من اي شيء آخر، ذلك الحضور النسائي الطاغي، فاضافة الى ضيفة الحفل ومتحدثته كانت هناك السفيرة الاميركية، وهي اول امرأة تشغل مثل هذا المنصب الرفيع في الخليج، كما كانت هناك نائبات من مجلس الامة ووزيرات سابقات وناشطات سياسيات وجمع من سيدات الاعمال، وهو حضور «نسائي نوعي» غير مسبوق في مثل هذه المناسبات التي كانت عادة ما تقتصر على الرجال، الا ما ندر.
وهذا التنوع في الحضور هو الذي يظهر وجه الكويت المشرق ورقيها، وليس ذلك المنطق الذي يحاول الآخر من خلاله سوق المرأة خلفه كالقطيع من غير احترام لآدميتها ولا اهتمام بمكانتها كزوجة او ام او ابنة او اخت او حتى زميلة عمل. ومعروف ان نظرة المجتمع للمرأة، ومكانتها فيه هما الوسيلة الاهم والاكثر فعالية لمعرفة مدى تحضر او انسانية اي مجتمع!

***
تطرقت في مقال سابق لموضوع قيام معلمة في مدرسة خاصة بادخال الرعب في قلوب الاطفال بروايتها لقصص خرافية عن قيام البعض باخراج الجن من الاصبع وما الى ذلك. وقد قام السيد الوكيل المساعد للتعليم الخاص بارسال كتاب لنا، نشرت «القبس» نصه يوم السبت الماضي، بين فيه ان الموضوع تمت متابعته من اعلى سلطة في الهرم التربوي، وان زيارات متكررة تم اجراؤها للمدرسة المقصودة بالمقال، وتم توجيه المعلمة المعنية، وباقي المعلمات، بضرورة التقيد بمواد المنهج الدراسي والبعد عن الاسفاف وتشويش العقول. كما ورد في الرد ان اصحاب المدرسة تمت مخاطبتهم لمتابعة المعلمين وتأكيد التزامهم بالمنهج.
وهذا ما كنا نتوقعه من تجاوب كبير من سيدة بمستوى وقدرات الاستاذة موضي الحمود التي نتمنى ان تطول اقامتها في «التربية» لتخلص هذه الوزارة السيئة الحظ مما لحق بها من تخلف على مدي عقود طوييييييلة!!

أحمد الصراف

علي محمود خاجه

أفتخر بشنو؟!

ولأنني أحب تميز أبناء وطني، فأنا أحرص دائما على حضور هذه النوعية من الفعاليات والمعارض، وآمل مع ذهابي إلى كل معرض أن أجد إبداعا كويتيا أتفاخر به أينما ذهبت، ولعل أبرز تلك المعارض في رأيي هو معرض «كويتي وأفتخر P2BK»، ومع كل زيارة أرجع بمعية آمالي خائبا من المجمل وفرحا ببعض الاستثناءات.

فأنا أشاهد أكثر من 60 قمرة متنوعة الألوان والأشكال، والمضمون متشابه، فهذا الذي يستورد بعض الملابس الرياضية من الخارج، وتلك التي وضعت لمساتها على بعض الملابس الجاهزة، وآخر لوّن بعض إكسسوارات الهواتف، وأخرى تجيد فن صناعة الحلوى، وآخر حاز وكالة من شركة أجنبية… لا داعي أن أستطرد فقد وصلت الفكرة على ما أعتقد.

لا مانع بلا شك أن ينمي المرء هوايته وموهبته سواء كانت فنية أو تجارية أو رياضية أو غيرها من المواهب والهوايات التي توافق ميوله، لكن هل حقا تستحق الأمثلة السابقة وشبيهاتها أن تكون مدعاة للفخر وأن يرفع لها شعار «رفعي راسج ياكويت»؟

نعم هناك أمثلة وإبداعات في تلك المعارض تستحق الإشادة ورفعة الرأس أيضا، ولكنها لا تتعدى للأسف حسب متابعتي الـ5% من محتوى المعارض، والبقية الباقية هي هوايات معروضة لا أكثر.

ولا يمكنني بأي شكل من الأشكال أن ألقي كل اللوم على شباب المعرض وأصحاب الهوايات والمواهب، فهم في النهاية ضحية لدولة سعت بشتى الطرق، ولاتزال في سعيها، إلى استخدام أقل وأصغر جزء ممكن من العقل، وهو ما يجعل الفكر يتمحور في أفق ضيق لا يتسع لأكثر من طعام لذيذ ولباس جميل والبحث عن الأموال.

نحن بحاجة حقا إلى أن نتمرد على ظروفنا التعيسة وعلى مفاتيح العقول الكثيرة لنتمكن فعلا من أن نكون كويتيين تفخر بنا الكويت.

ضمن نطاق التغطية:

لا يفوتني إلا أن أشير إلى أن الشاب ضاري الوزان وزملاءه القائمين على معرض «كويتي وأفتخر» هم أبرز المبدعين في معرضهم (رغم التحفظ على محتوى المعرض) لأنهم تمكنوا من استقطاب الشركات لرعاية المعرض رغم ما تبقى من الأزمة المالية، بل تمكنوا أيضا من جلب اهتمام القيادة السياسية في الدولة لهذا المعرض، وهو أمر بلا شك يحسب لهم، ومن الممكن أن يصنف كإبداع كويتي حقيقي.

خارج نطاق التغطية:

وجهت كلامي ناصحا للأستاذ جعفر رجب في مقالي السابق على خلفية مقال منسوب إليه نشر في أحد المواقع الإلكترونية، وقد نفى الأستاذ جعفر ما نسب إليه في ذلك الموقع، لذا فأنا أعتذر إن ساهمت في نسب مقالٍ إلى الأستاذ جعفر، هو قام بنفيه، وأعتذر عن هذا الخطأ غير المقصود.

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

سامي النصف

الأنبياء بعد خاتم الأنبياء

نشرت صحيفة الوطن السعودية نص الفتوى التي أدلى بها د.يوسف الأحمد بهدم المسجد الحرام وإعادة بنائه لإقرار مبدأ عدم الاختلاط الذي يؤمن به، ومما قاله حرفيا «فما المانع أن يهدم المسجد الحرام كاملا ليكون ضخما بالأضعاف، عشرة أدوار أو عشرين أو ثلاثين دورا».

واضح أن رب العباد، جلّت قدرته، لو أراد منع أداء المناسك بصورة مشتركة، ولا أقول الاختلاط، لأمر ولا راد لأمره، بأن يؤدي الرجال مناسك الحج أو العمرة يوما والنساء يوما آخر، أو أن تؤدي النساء المناسك نهارا والرجال ليلا إلا أنه أمر، وهو العالم بالعالم قديمه وحاضره ومستقبله، بأن تؤدى المناسك في بيته مشتركة بين الخلق كافة، ومخجل أن يوصي أحد وكأن في ذلك الأمر خطأ يجب تصحيحه بإعادة بناء الحرم.

إشكالية الإسلام الكبرى هي في متطرفيه، كونهم يعتبرون وبحق ألد أعدائه حيث يضعون أنفسهم أربابا من دون الله جل جلاله، وأنبياء بعد أن ختمت الرسالة برسول الرحمة صلى الله عليه وسلم، فيحلون بأقوالهم وأفعالهم ما يحرّمه الدين الحنيف (كحرمة الدماء والأموال)، ويحرّمون ما تحلّه (العلوم الحديثة) ويضعون أنفسهم في موضع من يعلم بما لا يعلمه رب العباد أو المزايدة عليه في رحمته ومغفرته، وهناك مئات الأمثلة على ذلك وسأعطي القليل منها للدلالة لا الحصر.

أتى في النص القرآني المنزّل، ولا اجتهاد بوجود النص، أن المرض (دون تحديد، أي قد يكون زكاما بسيطا) والسفر يبيحان الإفطار في رمضان إلا أن بعض أهل الفتوى وبعض أهل الطب المؤدلجين ما ان يسألهم أصحاب الأمراض الخطيرة كالقلب والسكر عن الصيام حتى يأمروهم بالصيام مع علمهم أن ذلك النصح المزايد على رخصة رب العباد قد يؤدي للتهلكة وأنه أمر لا يُقال به قط خارج الشهر الفضيل.

والأمر ذاته عندما يسأل بعض الطيارين المؤتمنين على أرواح المئات عن الصيام في عملهم فيأتيهم الأمر أو الفتوى بأن يصوموا رغم أن الرخصة الإلهية قد أعطيت للراكب من غير ذوي المسؤولية، وفي هذا السياق لم يسن رب العباد أو رسول الرحمة صلى الله عليه وسلم، عقوبات على غير المسلمين أو المسافرين والمرضى من المسلمين عندما يمارسون إفطارهم علنا بينما زايد المتنطعون والمتشددون في ذلك الأمر وفرضوا العقوبات على المفطرين بعذر وكأنهم يدّعون النقص والقصور في التشريع والدين.

مثل ذلك ما هو معروف من أن الأصل في التشريع هو الإباحة، وان ما لم يحرمه رب العباد، وهو العالم بأمور الدنيا قديمها وحديثها، لا يجوز تحريمه بناء على الأهواء ولإظهار السطوة والكهنوتية، ومن ذلك ما نقرأه كل يوم من مزايدات جاهلة تحرّم كل علم حديث يفيد الإنسان أكرم خلق الله، ثم يتم التراجع دون خجل لاحقا، وينسى هؤلاء الكهنة أن تحريم الحلال قد يكون أكثر ضررا من تحليل الحرام كونه يعطي دلالات على أن هناك قصورا في الدين تم سدّه.

آخر محطة:

(1) أتت آيات رب العباد واضحة بتحريم الدماء والأمر بالدعوة بالموعظة الحسنة، وبعض الكهنة الجدد يستبيحونها ويتبارون في شتم المسلمين بأقبح الألفاظ كوسيلة.. للدعوة!

(2) كان رسول الرحمة صلى الله عليه وسلم يجهد نفسه لإدخال الناس في الإسلام بينما يتسابق الأنبياء والكهنة الجدد على إخراج المسلمين من الإسلام، فهذا رافضي وذاك ناصبي وهذا صوفي وذاك ليبرالي.. الخ.

احمد الصراف

التصرف اللائق والسلوك الحسن

في صباح يوم قارس البرودة كنت أقف على رصيف محطة قطارات تحت الأرض في لندن، وكان ذلك قبل نصف قرن تقريبا، وكان على الرصيف ذاته رجلان عرفت من حديثهما أنهما كويتيان، أحدهما يتلقى العلاج في لندن والآخر مرافق له. وصل القطار بعد عشر دقائق طويلة وفتحت الأبواب بصورة أوتوماتيكية فقفزت للداخل فورا، وهنا قام أصغر الرجلين سنا بالطلب من الآخر ركوب القطار قبله، ولكن هذا وضع يده خلف ظهر صاحبه، وقال له «تيامن»، تقدم، فأنت على اليمين، ولكن الأصغر أصر والآخر أصر أيضا، وهنا أغلقت الأبواب وتحرك القطار، تاركا الرجلين مشدوهين على الرصيف!
هناك فرق بين الكياسة أو السلوك الحسن والمبالغة في اللطف، وأحيانا الإصرار عليه بشكل مزعج يفتقر إلى الكياسة أصلا، ويكون له أحيانا أثر عكسي، ولا يسري الأمر ذاته على كل تصرف. ففي مجتمعاتنا، بشكل عام، نفتقر إلى الكياسة والسلوك الحسن مع الآخرين، وكثيرا ما تتسبب تصرفاتنا الخالية من الذوق في جرح مشاعر الآخرين، أو تصدمهم، خاصة إن كانوا من القادمين من مناطق أكثر لطفا وحبا لمساعدة الغير أو تقديرا لظروفهم. وقد يعود سبب افتقادنا للسلوك اللائق إلى خشونة البيئة وقسوة الحياة بشكل عام من جهة، ومن جهة أخرى الى افتقار المناهج الدراسية، والحكومية بالذات، لمثل هذه المواد بشكل كاف، ونجد بالتالي أن التحدث بصوت عال، خاصة على الهاتف النقال، أمر عادي لدى الكثيرين، وبالذات في المكان والزمان الخطأين، كقاعة الاجتماعات والمستشفيات وحتى في دور العبادة. كما نجد بين طابور منتظري أي مصعد مزدحم من هو على استعداد للتصادم مع الخارجين منه وعدم انتظار خلوه تماما من ركابه. كما لا يتردد الكثير من المدخنين في التدخين في الأماكن التي يمنع فيها التدخين. كما اننا نفتقد عادة الإمساك بالباب بعد فتحه، لمن هو خلفنا، أو شكر من مسك الباب لنا للمرور. ونتردد، أو ننسى كثيرا، في تقديم الشكر لمن قدم لنا خدمة، ولو بسيطة، أو الاعتذار إن صدر منا فعل أو تصرف غير حميد.
ومن التصرفات الشديدة السوء عادة إيقاف المركبة خلف مركبات الآخرين وتعطيل أعمالهم بحجة عدم وجود مكان آخر لإيقاف السيارة. أو تجاوز الآخرين في الطرق السريعة باستخدام كتف الطريق، والتسبب في إتلاف مركبات الآخرين بالحصى المتطاير.
إن السلوك الحسن اللائق لا يكتسب بصورة تلقائية، بل يتعلمه الطفل من والديه أولا ومن المدرسة تاليا. وبسبب أهمية مثل هذه الأمور في حياة الإنسان فإن بعض دول «السنع» تخصص يوما في السنة لتعليم الأطفال السلوك الحسن. ونحن لا نطمع في تخصيص مثل هذا اليوم، فلدينا ما يكفي من الأعياد والمناسبات السنوية السياسية والاجتماعية والدينية التي لا تعني الكثير للغالبية منا، ولكن نتمنى أن يتم تضمين مادة السلوك، وربما آداب التصرف والجلوس إلى المائدة، وغيرها من التصرفات اللائقة لطلبة المراحل المبكرة لنبني جيلا يحترم الآخر.

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

اولاد الذبابة 
ينجّسون الجيش

ما تزال الدماء العسكرية تجري في عروقي، حتى بعد سبع سنوات عجاف من خلعي البزة العسكرية. أعترف بذلك وأقر. وأعترف أنني أحب الصحافة وأهيم بها، فهي كالزوجة الثانية، التي تفيض شباباً وفتنة، في حين أن العسكرية هي «أم العيال»، وصديقة الزمن الجائع، الوفية، الصبورة، الأصيلة… وإن كنت لا أشجع تعدد الزوجات.

المشكلة هي أن زوجتي الثانية، الصحافة، كثيراً ما تفتري على زوجتي الأولى، العسكرية. ويبدو أن التقصير مني. أنا الذي لم «أشكم» الثانية وتركتها تعبث بشعرات شواربي. وعندما أقرأ خبراً يقول: «القبض على أربعة عساكر من الجيش يتعاطون الهيروين»، أجد نفسي لا شعورياً موجهاً تمتمتي إلى الصحافي الذي كتب الخبر، والجريدة التي نشرته: «يا أولاد الذبابة التي لا تقع إلا على السواد، ألا سحقاً لصحافة الذباب وبائعها وشاهدها وشاريها».

ولا أدري لماذا تقتصر دائماً الأخبار المنقولة عن عساكر الجيش على «تعاطي المخدرات» و»الخناقات» وما شابه. أين الصحافة من العساكر الذين اصطفوا يوماً أمام المستشفى ليتسنى فحصهم قبل التبرع لزميلهم المصاب بفشل كلوي؟ وأين هي من موقف العساكر الذين تكفلوا بتزويج زميلهم، الغارق في الديون، بدءاً من المهر، وانتهاء بأواني المطبخ والبشت وساعة اليد؟ وأين هي من الذين خرجوا من المستشفى بعد زيارة زميلهم المصاب في حادث، وجمعوا المال، واشتروا له سيارة من نوع سيارته نفسه، لكنها موديل السنة؟ أين الصحافة من العساكر الذين جمعوا الأموال وسددوا بها ديون زميلهم المتوفى قبل انتهاء أيام العزاء؟ وهنا لا أنسى موقف معالي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ جابر المبارك، الذي له مساهمات صامتة كهذه، وقد نختلف معه في بعض المواقف السياسية لكننا لا نملك إلا أن نحترم شهامته وإنسانيته في مثل هذه المواقف الصعبة. فلماذا لا تكتب الصحافة ذلك؟ على أنني لا أدّعي أن العساكر كلهم أطهار كما الصحابة رضوان الله عليهم، لكنني أجزم وأقسم أنهم أرقى وأسمى من غيرهم.

ولو قارنّا لوجدنا الهجوم الصحافي دائماً يتركز على عساكر الجيش، في حين يُمتَدح، في الغالب، عساكر الشرطة. ليش؟ لأن أولاد الذبابة من الصحافيين يحتاجون إلى الداخلية في معاملاتهم، لذا فضباط الشرطة وعساكرها يستحقون الثناء والتكريم والصور الوردية، في حين لا يحتاج أحد إلى شيءٍ من الجيش، وهنا سيمرح الذباب. وستجد برنامجاً تلفزيونياً للشرطة، ولن تجد برنامجاً مثله للجيش. والناس بسطاء، يلعب بهم الإعلام كما تلعب العاصفة بقصاصات الورق.

والمثير للحنق، أنك لن تقرأ مثلاً «القبض على خمسة من موظفي وزارة الصحة يتعاطون المخدرات»، أو «موظفي البلدية»، أو «موظفي الأشغال». وستجد الخبر صيغ هكذا: «القبض على خمسة يتعاطون المخدرات، اثنان منهم من وزارة الدفاع».

ولو كان الأمر بيدي لنقلت أولاد الذباب إلى المعسكرات الحدودية فترة لا تقل عن شهر، كي يعرفوا حقيقة العساكر، وكي – وهذا هو الأهم – يتعلموا الرجولة التي يعانون نقصَها. كرّم الله عساكرنا عن الذباب، وجراثيم الذباب.

فتحية عسكرية لكم، رجال جيشنا ونساءه، و»لا تهنوا ولا تحزنوا». وكما تحمون وجوهنا من أعداء الخارج، سنحمي نحن ظهوركم من أعداء الداخل، فارفعوا أسلحتكم بشرف، وسنرفع نحن مبيدات الحشرات بغضب. 

سامي النصف

بين عمرو وعمرو

في مطار الكويت وقبل المغادرة للقاهرة جلست اتحدث مع الداعية الرائع عمرو خالد وكان ينتقد ما كتبه احد الكتاب الاسلاميين الكويتيين وعممه على الليبراليين، وقاطعتنا سيدة محجبة كويتية في الخمسينيات من عمرها واوصته بأن يكثر من دعوة الابناء للالتزام بقواعد الدين، مضيفة أنها تقوم شخصيا بإيقاظ ابنائها لصلاة الفجر، وصلت القاهرة واثناء الخروج من صالة الوصول التفت يمينا لاجد تلك السيدة واقفة في السوق الحرة وهي تحمل قناني الاقحواني والمودماني واستغربت بحق من حالة النفاق والتصنع تلك.

في مطار القاهرة وقبل مغادرتي في اليوم التالي للرياض التقيت في القاعة بإعلامي شهير يعمل في قناة تملكها شخصيات سعودية، اطل علينا فجأة زميل اعلامي آخر وسأله «الى الرياض؟!» فأجابه «آه للاسف» ووجدت نفسي في تلك اللحظة في حالة نفور شديد منه لاساءته للبلد الذي تسبب عبر تلك القناة بشهرته وثروته اضافة الى نظرته الاستعلائية للبلد الخليجي الذي يستضيفه، هذا التوجه الغبي كرره مرة ثانية حال الوصول للفندق عندما رفض الذهاب لحفل الافتتاح وحفل العشاء الملكي المصاحب قائلا باستهزاء «روحوا وبلغوني».

وقد رفضت فور انتهاء حفل الافتتاح عمل لقاء ضمن البرنامج الذي يقدمه ويشاركني فيه الزميل عقاب صقر من لبنان، ويخبرني الزميل جورج قرداحي الذي شارك في تلك الحلقة بدلا مني عن كم عدم الاحتراف والطاووسية الفارغة التي سادت الحلقة حيث انفرد المذيع ـ كعادته ـ بالكلام والثرثرة الفارغة ولم يترك شيئا لضيوفه.

احد الجوانب المهمة لمهرجان الجنادرية هو اللقاءات الجانبية التي تعقد بين الاعلاميين والمرجو حسب ما سمعت من البعض منهم ان ينظر في دعوات وزارة الاعلام لزيارة بلدنا بحيث يتم التأكد من التنوع والقيمة المضافة لمن يتم دعوتهم والحرص على متابعة ما يكتبونه ـ او ما لا يكتبونه ـ بعد الزيارة، واعطاء الفرصة للجميع حتى بعض من كان له مواقف ضدنا، فكسبهم خير من ابقائهم على حالة العداء معنا، وقد اشتكى لي اعلامي شهير من اضاعة الكويت له مستشهدا ببيت الشعر العربي «اضاعوني واي فتى اضاعوا».

اعلامي بعثي كان ديبلوماسيا ومسؤولا بارزا في فترة ما قبل 2003 اقر في نقاش معه شهده جمع من الاعلاميين بخطأ عملية الغزو والضم ويدعي ان عزة ابراهيم يقر بذلك ايضا، ويقول الاعلامي ان طارق عزيز وسفير العراق السابق في الكويت عبدالجبار عبدالغني كانا الدافعين والمحرضين ضمن لقاءات قيادات الحزب المغلقة لضم الكويت للعراق، ويضيف انه كان حاضرا للقاء خاص عقد قبل 6 اشهر من الغزو وجه فيه صدام العتب الشديد للاثنين وقائلا لعبدالجبار عبدالغني: «ألست سفيرا في الكويت؟! الا يعني هذا اعترافنا بها كدولة مستقلة؟ ان عليك التوقف عن مثل هذه الدعاوى»، ويبدي استغرابه من التحولات التي حدثت بعد ذلك في فكر صدام! واضح ان البعثيين شديدو الاختصاص في عمليات الخداع والكذب والغدر حتى على بعضهم البعض وتلك القصة خير دليل على ذلك.

سألت الكاتب الانجليزي الشهير باتريك سيل عن كيفية كتابته لحادثة سجن تدمر التي ذكر ان قوى سرايا الدفاع التابعة لرفعت الاسد قامت بها وذلك ضمن كتاب «الاسد» الذي أرخ بدقة شديدة لحياة الرئيس الراحل حافظ الاسد، يقول سيل ان رفعت الاسد رفع عليه العديد من الدعاوى حتى كاد يبيع منزله لسداد كلفتها وقد طلب منه كشرط للتنازل، ان ينفي تلك الحادثة وان يضع في النسخة الجديدة للكتاب ان نسبه يرجع للخليفة يزيد بن معاوية كوسيلة لحصد تأييد السنة الذين خسرهم بسبب حادثة سجن تدمر، نحمد الله على وصول الرئيس الشاب د.بشار الاسد للحكم ويده نظيفة من دماء الابرياء.

آخر محطة:

الاعلامي الفارغ السابق ذكره هو وصمة عار بحق في جبين الاعلام العربي وحتى الدولي حيث يوجد على «اليوتيوب» مقطع يقوم خلاله باستقبال مكالمة من الخرطوم عقب انتهاء مباراة الفريقين الشقيقين مصر والجزائر، يدعي المتصل الكاذب خلالها ان المصريين يقتلون هناك من قبل الجزائريين وبدلا من التحقق يصرخ من معه في البرنامج داعيا الشعب المصري الطيب لاخذ الثأر عبر «قتل» الجزائريين الابرياء الضيوف على مصر، هل سمع احد بدعوة عنصرية وحض على القتل على الهوية كهذه؟! ما قاله صاحبه ولم يجد اعتراضا منه به عودة لعصور الابادة الجماعية ولا حول ولا قوة الا بالله.

حسن العيسى

نحن ضباط الضوابط

هلكنا بالضوابط ما هذا البلد؟ ما هذه الدولة؟ أخبرونا عن هذا النظام، أخبرونا عن هوية هذه الدولة! فلرياضة النساء ضوابط والأفضل أن نولي أمرها لضابط، وللحفلات ضوابط، وللاختلاط ضوابط، وللمقاهي ضوابط، ولمعرض الكتاب ضوابط، وللباس ضوابط، ولحرية الفكر ضوابط، ولأصول الفساد المالي ضوابط، ولدخول دورة المياه ضوابط وللخروج منها ضوابط، وللمرأة وجسدها العورة ضوابط! من أنتم ومن تكونون؟ في لحظة غياب ولجتم بدون استئذان غرف نومنا، تمددتم على أحلامنا، صرتم كابوساً لليلنا الطويل… من أنتم… ومن تكونون؟ مَن أذِن لكم، من سمح لكم، من رخَّص لكم الولاية على وجودنا؟
 لا تتنفس بدون حكم الشرع… ونحن ولاته، لا تأكل بدون أمر العادات والتقاليد ونحن الأوصياء على العادة والتقليد… ونحن العادة وأنتم التقليد، لا تتحرك الا بأمرنا… وأمرنا هو ركام جهلنا… جهلنا هو "علمنا" الوحيد… أمرنا أن نرسم لك المشوار في طريق الدين والدنيا… فنحن "العلماء" رسالتنا الكبرى للإنسانية أن نبين لك الفرق بين الفضيلة والرذيلة، وأن نضع الحد بين الجد واللعب… رسالتنا الإلهية أن نعلمك أن حياتك فاحشة وأن ملبسك فاحشة وأن خطواتك في مدينة الملل فاحشة… وأن حريتك فاحشة… وأن وجودك فاحشة، فإن لم تدرك رسالتنا المقدسة، فالعصا لك بالمرصاد، وعقولنا الراسخة كجبال تورا بورا من عهد عاد ستتربع مسترخية على صدرك… ستكبس على أنفاسك… كيف لك أن تتكلم بدون ضابط؟!… اخرس… اسكت… صه… دعنا نلاحظ… دعنا، ونحن الدعاة، نراقب… كيف لك أن تقرأ بدون ضابط… كيف لك أن تعاشر امرأتك بدون ضابط… كيف لك أن تطلق ريحاً بدون ضابط…؟! سنربيك بالضوابط سنعلمك أصول الضوابط… حتى وإن مت وحملوا رفاتك إلى القبر فسنفصل لجثتك ولرمتك الضوابط …! تسأل من نحن؟ نحن ضوابط الدين والدنيا…؟ نحن الجنرالات، كنا ضباطا بالأمس واليوم ببركة تقوى السياسة صرنا ضباط الضوابط.