بالثقافة وفنون المسرح والسينما والرسم، بكل هذا يمكن أن نشعل شمعة في دروب الجهل والظلام، بكل هذا يمكن أن نسلط بقعة النور على دروب الغد.
كويت اليوم انتفخ كرشها بثقافة التسطيح، أتخمت الجرائد بمقالات "gossip"، يعني بالنميمة وبكلمات تنضح بالسذاجة وبأحداث خاوية مثل طليق يهدد طليقته في شارع عام أو ضبط وكر للدعارة في الجليب…! اقرأوا ردود القراء على حدث زواج لإعلاميين ولآنسة أرادت أن تخلق مؤسسة لتأليف القلوب بالزواج… في جريدتين قرأت أكبر عدد من ردود القراء على هذين الحدثين العظيمين اللذين سيغيران مسيرة التاريخ… فراغ ريعي خلق حالة الملل المستدامة لا التنمية المستدامة في دولة يا رب لا تغير علينا.
طالعت في جريدة النهار اللبنانية عدد الخميس لقاء مع الصديق الروائي إسماعيل فهد إسماعيل، تحدث بألم عن واقع الثقافة بالكويت، وجد لغيابها أعذاراً لا أتفق معه عليها، لكن هذا ليس مكانه الآن.
فإسماعيل أديب وروائي وضع بصماته على الأدب العربي، في التسعينيات بجهده الخاص شرع أبواب "ملتقى الثلاثاء" ليكون نواة الثقافة الإنسانية والأدب، لكن إسماعيل من أهل الأدب لا من أهل الملايين، ظروف مادية قاسية عطلت "ملتقى الثلاثاء"، ثم يعود اليوم بعد أن قام "نبيل كويتي"، حسب تعبير إسماعيل، بالتكفل بنفقة المكان.
أعرف هذا النبيل الكويتي منذ زمن طويل، وأعرف عطاءه وأريحيته الدائمين لعالم الثقافة، أعرفه لكنه لا يريد أن تدري الناس عنه. فتحية لك أيها النبيل.
غير هذا "النبيل" ومن هم على أمثاله مع أعمال راقية لبيت لوذان ودار التراث الإسلامي… لا أجد مساهمة تستأهل من دعاة الحريات لدنيا الثقافة ولعوالم الأدب… بينما "هم" الآخرون من مشايخ التحجر والتزمت يسكبون ملايين الدنانير لسجون الانغلاق الفكري وثقافة "أنا صاحب الحقيقة المطلقة"… سطحت العقول… وتفهت الدولة… وأحرق المسرح الجاد… معنا جلادون يحملون السيوف بأيديهم ينتظرون الفرصة الملائمة لتقطيع أوصال الكلمات من كتاب أو جريدة… لوضع الحبر الأسود على ما يثير الشهوات في بئر الحرمان النفطية… لا يكفي تحجيب العقل والجسد… لابد من سحق الروح… لابد من مسخها من روح حرة إلى ببغاء يردد من غير فهم سحرهم وخرافاتهم وطلاسمهم… أين أنتم يا أصدقاء التقدم؟ الدنيا ليست سياسة وتخطيط مناورات وعقد صفقات مع الحكومة أو بعض نواب المجلس… هي ثقافة وعقل حر… هي الحرية.
الشهر: مارس 2010
الوطن العائم (1-3)
ما ان مر عام على اختيار الشيخ الجليل لقيادة شعبه الصغير حتى جمعهم في ساحة صافية وخطب فيهم قائلا ان أرضهم أصبحت يابسة وسهولهم جدباء وآبارهم جافة وزرعهم قليل واعداؤهم كثر يتربصون بهم من كل صوب، وانه يقترح عليهم بناء سفينة لم ير البشر مثلها منذ ايام سفينة نوح، لتكون وطنا عائما وابديا لهم!
نظر الجمع الغفير بعضه الى بعض وهو بين مؤيد ومعارض ومصدق ومكذب، وتعالت أصوات الاحتجاج والقبول والرفض والتأييد، واستقر الرأي على تشكيل لجنة للالتقاء بالحاكم الجليل ومناقشة الامر معه، وفي يوم اللقاء دافع شيخهم عن فكرته وقال ان اختيار السفينة وطنا سيحل جميع مشاكلهم وسيكون بامكانهم التنقل من ميناء لآخر ومن ساحل لثغر، وسيكون لديهم غذاء وفير وماء عذب وسيزورون أمصار العالم ويتاجرون باللؤلؤ والمرجان والخشب والدخان وبالتمر والرمان، وستكون السفينة ملاذ الباحث عن الأمان والمستجير من بطش سلطان والضعيف الهارب من هوان والجائع وفاقد الأمل واليائس الطفران، وسيتعاون الجميع بحارة وركابا في تسيير شؤون السفينة كل بما يستطيعه او يتقنه، ففيهم النجار والبزاز والتاجر والجزاف واللحام والفحام والغنام والنهام وبائع الكاز والصراف والعسكري والمعلم والدلال والحداد والقطان والقلاف، وسيلتحق بهم في اي ميناء من شاء، فهنا الوطن يذهب الى من هو بحاجة اليه وليس العكس، وستكون السفينة للجميع ينصهرون فيها مع الوقت وتظللهم سماء واحدة ويجمعهم علم وقائد ونشيد ولهجة واحدة، والاهم من ذلك مصير واحد، وستكون تجربة فريدة تروى عبر التاريخ، فلم يسبق للعالم ان مر بما يماثلها.
بعد جدال قصير ونقاش اقصر وافق الجمع على فكرة الشيخ الكبير وتعهدوا باقناع بقية الشعب بها، وهكذا بدأت ورشة بناء السفينة، التي شارك فيها الشيب والشباب، وما هي الا اشهر معدودة حتى جهزت للابحار بعد ان زودت بكل احتياجاتها لتغادر مرساها وآهات ركابها تنطلق من كل صوب وهم يلقون النظرة الاخيرة على تلك القطعة اليابسة التي لن يروها مرة اخرى. وكلما القى المركب بمرساته في ميناء ما وسمع الجياع والمظلومون بقصته والتحقوا به، تكرر مشهد التأوهات وذرف الدموع على أرضهم التي لن يروها ثانية.
أحمد الصراف
نصائح مهمة للشعوب العربية… وعلى الخصوص «البحرينيين»
كبيضة الديك، التي نقرأ ونسمع عنها ولم تقع عين الكثيرين منا عليها، هي حال المخترعات والأبحاث والدراسات المميزة التي يجريها أبناء الأمة العربية والإسلامية – وفيها تبارك الله الكثير من العقول المبدعة – فلربما قرأنا في الصحافة، طوال عام كامل مثلا، خبرا أو خبرين عن اكتشاف أو اختراع أو ابتكار مذهل لأحد الباحثين أو الباحثات، العرب أو المسلمين، أما بشكل يومي، فلا نقرأ إلا (المصائب) والعياذ بالله.
ولأن الأحوال في مجتمعاتنا من سيء إلى أسوأ – هذا إذا أغمضنا العين عن بهرجة الإعلام الرسمي الذي يعلن الإنجازات الضخمة – فإن المواطن العربي والمسلم، أكثر من غيره من خلق الله، معرض للنكبات والأمراض النفسية والجلطات، بسبب ما يحيط به من قهر وظلم واستبداد وقضايا فساد وأوضاع معيشية متردية، فلا ريب هنا من تفسير كثرة المواضيع والرسائل الإلكترونية التي تطلب من الناس قراءتها في دقيقة لحماية أنفسهم أو غيرهم من الجلطات، ولعلي هنا أعيد بعضها، ليس من باب الفكاهة والتندر وتلطيف الأجواء فحسب، بل لأنها مهمة للغاية:
– اطلب من مواطن أن يبتسم، واطلب منه أن يرفع كلتا يديه… اطلب منه أن يقول جملة بسيطة كمثال: «الحمد لله رب العالمين»، فإذا وجدت أنه يجد صعوبة في القيام بأي من تلك المهام، فاطلب له الإسعاف على الفور.
– إذا وجدت مواطنا حزينا مكتئبا ويظهر على وجهه شقاء الدنيا كلها، فقل له نكتة، وإن لم تعجبه فثانية، وإن لم يضحك فثالثة ورابعة، أما إذا وصلت إلى الخامسة ولم يضحك، فما عليك إلا الهرب بعيدا عنه لكي لا تجد أسنانك في يدك، أو تجد نفسك في طوارئ السلمانية والدم يسيل من عينك أو جبهتك.
– أبلغ مواطنا أن الأمور بخير، وزفّ له البشرى بقرب حصوله على وحدة سكنية أو زيادة في الراتب سينالها الناس قريبا أو صدور قرارات جديدة لمواجهة الغلاء الفاحش، فإن فزّ واقفا ورأيته ينظر هنا وهناك، فلا تعتقد أن حالة من الفرح الهستيري سيتصيبه، لأن حلاوة البشرى التي ستنالها هي ربما (شدخة لوح)على أم رأسك، ذلك فإنه إن نظر هنا وهناك، فلربما كان يبحث عن شيء صلب يجازيك به نظير الكذب عليه.
– لا تكاد تمر دقيقة واحدة، حسب الدراسات العلمية، إلا ويصاب في أميركا ثلاثة أشخاص بجلطة في القلب، وواحد من هؤلاء يلقى حتفه قبل أن يصل إلى المستشفى للحصول على العلاج، وتودي جلطة القلب بحياة نصف مليون أميركي سنويا، كما تودي بحياة 150 ألف إنجليزي في العام الواحد، وللأسف الشديد، فإن هناك تزايدا مريعا في حدوث هذا المرض في البلاد العربية والإسلامية، فإن قرأت هذه المعلومة، لا تصدقها لأنها كذب في كذب، فالسبب الرئيسي للوفاة هو الموت المفاجئ بسبب كثافة الأخبار السارة.
ومع كل ذلك، فلنتذكر رحمة الله التي وسعت كل شيء… والحمد لله رب العالمين
«اللاتشريع».. واستجوابات على الهوية
انتهى استجواب «الاعلام» لتبدأ على الفور عملية نسج خيوط استجوابين جديدين «مالقين» لـ«المالية» و«التجارة» لا على تجاوزات فيهما او لاصلاح اعوجاج قد حدث، بل لتصفية حسابات شخصية ـ كالعادة ـ واكمال نهج الاستجوابات على الهوية التي يستفيد البعض منها ماليا وشعبيا بنسبة «مية بالمية»!
هل يعقل ان تصبح خيارات الشعب الكويتي هي اما «اللاتشريع» في وقت تحتاج فيه خطة التنمية الطموحة لمئات التشريعات الجديدة، واما خلق تشريعات ظالمة مدغدغة يسفك ويسفح خلالها المال العام على ما لا فائدة منه للوطن، وكم في الطريق من تشريعات مدمرة لا مثيل لها في الديموقراطيات الاخرى، نحتاج لتضافر جهود كل الاطراف الخيرة في البلاد من مجتمعات نفع عام وغيرها لخلق تشريع «يحصن» الميزانية العامة للدولة بعد اقرارها وصدورها من كلفة تشريعات ترفع شعارا واضحا كالنار فحواه ومحتواه هو «ارجوك اعد انتخابي، لأملأ جيوبي وجيوب ابنائي واحفادي»!
وفي الجانب الرقابي يوضع الشعب الكويتي بين خياري السكوت مدفوع الثمن عن التجاوزات المالية، وتفعيل الادوات الرقابية وعلى رأسها الاستجواب بطريقة معاكسة تماما للمراد والمقصود منها، وهل سمع احد بفلس احمر استرد بعد عمليات الاستجواب التي تشغل البلاد لاشهر واعوام؟!
كل هذه التجاوزات بوجود كل هذه الاجهزة الرقابية، فماذا لو كان حالنا حال الدول القريبة والبعيدة التي لا اجهزه رقابية فيها؟!
ان المحذور منه اذا ما استمر المسار بهذه الطريقة ان تصبح مشاكل دبي «خلفها» في ضوء ما نسمعه من تسويات وعمليات ضخ مالية في شرايينها الاقتصادية، وهو امر جيد نتمناه للاشقاء الاعزاء هناك، وان تصبح مشاكل الكويت «امامها» ومتضخمة كحال كرة الثلج التي كلما سمحنا لها بالتدحرج والاستمرارية كبرت حتى يصبح من الاستحالة التعامل مع اضرارها في وقت لاحق، الكويت بحق تستحق خيارات ومسارات خيرا من التسخينات السياسية المتلاحقة.
آخر محطة:
1 – حكاية حقيقية يرويها لي صديق اعلامي عزيز، بعد ان ضاق بعمليات التضييق على مؤسسته الاعلامية في الكويت زار دولة قريبة يسألهم عن امكانية العمل من هناك، خصصت للزميل مرافقة اجابته بالتالي «اذا كانت لديك رخصة اعلامية فالمكاتب وخطوط الاتصال مفتوحة وتستطيع ان تعمل وموظفوك بعد ساعة، اما اذا لم تكن لديك رخصة فالقضية ستحتاج الى وقت». شعر الزميل بالاحباط وسألها «كم من الوقت؟! يعني اجيكم بعد 6 اشهر او عام؟» وكانت الاجابة من المرافقة «بعض الوقت يعني ان تكون الرخص والمكاتب جاهزة الساعة 12 غدا».
2 – للمعلومة، احتاج افتتاح فرع بنك الخليج في منطقة اليرموك لما يقارب العامين من الموافقات والرخص ولايزال لا يضع لوحة للاعلام عن وجوده كونه يحتاج لعامين آخرين من الموافقات للسماح بها!
سبتيات في الزواج (*) ــ 3
سأل التلميذ مدرسته: ما هو الحب؟ فقالت: لكي أجيبك عن سؤالك عليك بالذهاب الى حقل القمح القريب وأن تعود بأكبر سنبلة فيه. ولكن تذكر أنك لا تستطيع العودة الى المكان الذي كنت فيه في الحقل لتختار ما سبق ان رفضته.
ذهب الصبي وشاهد سنبلة كبيرة، ولكنه قال لنفسه ربما هناك ما هو أكبر منها فتركها ووجد واحدة اكبر منها وعندما هم بقطفها سمع هاتفا يقول له ربما هناك سنبلة أكبر بكثير تنتظرك.. وهكذا، وما ان اصبح في منتصف الحقل حتى تبين له أن السنابل أصبحت أصغر وأصغر وأن ليس بمقدوره العودة للسنابل الأكبر، فشعر بخيبة أمل وعاد خالي الوفاض!
وما ان رأته المدرسة حتى قالت له: هذا هو الحب، فأنت بحثت وبحثت عن الأفضل، ولكنك اكتشفت في نهاية المطاف أنك فقدت ما سبق وان كان بيدك، وكان هو الافضل!
فقال لها: إذا ما هو الزواج؟ فقالت: لكي أجيبك عليك الذهاب الى حقل الذرة واختيار أكبر كوز والعودة به. وتذكر أنك لا تستطيع تغيير رأيك والعودة الى المكان نفسه في الحقل مرة أخرى. فذهب الصبي الى الحقل وهو حريص على عدم ارتكاب الخطأ ذاته مرة أخرى، وعندما وصل الى منتصفه اختار كوز ذرة متوسط الحجم أعجبه شكله فعاد به الى مدرسته، التي ما ان رأته حتى قالت له: لقد أحضرت معك هذه المرة كوز ذرة، وهو الذي أعجبك شكله، وثقتك به هي التي دفعتك لاختياره، وهذا هو الزواج.
•••
يقول المثل الإنكليزي ان العشب يبدو دائما أكثر اخضرارا، أو جمالا، في الجانب الآخر من السور أو الحاجز! أي أن ما في أيدي غيرنا يبدو دائما أفضل وأجمل مما لدينا. وعندما نذهب الى المطعم وننظر الى ما طلبه الآخرون من طعام نتحسر ونعتقد أنه كان يجب علينا طلب الشيء ذاته، وربما يكون الشخص الذي حسدناه على طلبه يفكر في الوقت نفسه بأنه كان يجب عليه أن يطلب مثل طلبنا.. وهكذا، والأمر ذاته ينطبق على الزوج والزوجة، فالكثيرون يعتقدون أن أزواج الآخرين، أو زوجاتهم، أفضل من أزواجنا أو زوجاتنا، وربما تكون القلة على حق، في الظاهر طبعا، فليس هناك ضمان بأننا سنكون اكثر سعادة مع زوجة أو زوج غيرنا، فالعلاقة الزوجية ليست وجها صبوحا ولا عضلات مفتولة أو قواما جميلا، بل مجموعة من العوامل الشديدة التعقيد من الانسجام الأسري والمحبة والاحترام المتبادل، وليس هناك ما يضمن أن من اختارته عيوننا يمتلك تلك المواصفات غير الحسية البالغة الأهمية. ولكن متى كان مثل هذا الكلام يقنع من هم أصغر منا عمرا بكثير، وهم المعنيون اكثر من غيرهم بمثل هذا الكلام؟
(*) من قراءاتي
أحمد الصراف
لحياة أفضل
في البدء التهنئة القلبية للصديق الإعلامي سعود السبيعي ولأختنا الفاضلة فجر السعيد على زواجهما الميمون، وعقبال مائة سنة من الحياة الرغدة والسعيدة، وشهر عسل هانئ بعيد عن مطابخ الإعلام والأخبار.
مقال اليوم هو خلاصة ترجمة لخبرين صحيين قام بهما الزميلان فهد الاحمدي ود.عبدالله الفايز حول بعض الامور التي تستحق الالتفات لها حتى يمكن لنا الحفاظ على الصحة الجيدة لأطول فترة ممكنة من حياتنا بعيدين عن الأمراض التي لا يشعر بوطأتها إلا من يكابدها.
المعلومة الاولى وردت في مجلة «الريدرزدايجست» الشهيرة حول أفضل 20 طعاما صحيا يجب ألا تخلو منها وجبتك اليومية وهي بالتسلسل حسب ما أورده الاحمدي: الافكادو ثم البقوليات كالفاصوليا والفول ثم التوت والبروكولي والجزر والشوكولاتة السوداء والثوم والجزر الحلو والبذور والحليب خالي الدسم الذي يعتبر غذاء متكاملا لانسان.
بعد ذلك تأتي المكسرات التي تخفض مستويات الكوليسترول، والشوفان وزيت الزيتون وعصير العنب الأحمر وسمك السالمون لمحتواه العالي أوميغا 3، تتلوه فول الصويا والفاصوليا الخضراء والسبانخ والشاي والقمح الكامل أو الأسمر، وفي المركز العشرين الروب أو اللبن الزبادي.
الدراسة الثانية كما ذكرها د.الفايز تظهر ان هناك قاتلا خفيا يختبئ في منازلنا وهو البكتيريا والجراثيم السامة، وخطورتها انها تضعف مقاومة الجسم بشكل كبير وتجعله عرضة للأمراض الخطيرة، وتتواجد البكتيريا في الثلاجات والافران وحول الاطقم الصحية في المرافق العامة، لذا ينصح خبراء الدراسة بتغيير السليكون في البيت كل 6 أشهر لمنع تكاثر تلك المخلوقات الضارة.
ومما أتى في تلك الدراسة أن «الدوش» القوي وما يخرج منه من مياه مضغوطة هو أحد مصادر الخطر الكبرى كونه يدفع بالبكتيريا المتراكمة في أنابيب المياه الى رأس وجسد الانسان، ومن أعراض الإصابة الدائمة بتلك البكتيريا والجراثيم تفشي أمراض الصدر والسعال الجاف وضيق النفس والشعور بالتعب، كما ينصح بالتنظيف الدوري لفلاتر الهواء والمياه ومجرى هواء التكييف وإخراج الملابس المخزنة لفترة طويلة قبل أن تمتلئ بالعفن والجراثيم.
آخر محطة:
(1) بسبب الخوف من انفلونزا الخنازير، اعتنى الناس بصحتهم وتنظيف أيديهم، مما أدى الى نتائج مذهلة في خفض عدد الاصابات بالانفلونزا العادية والامراض العامة، لذا فلنبق تلك العادات الصحية الجيدة.
(2) اللغط الدائر حول وفاة المرحوم فيصل الحسيني يجب أن يتوقف، فمن لديه شك في موته أو حتى موت عرفات بالسم أو غيره فله أن يطلب تشريح الجثتين، فإذا ما اتضح ان الحسيني مات ميتة طبيعية أغلق الملف ووجب توقف اللغو المسيء للكويت، وان كان الأمر غير ذلك، فمعروف ان جناحه كانت تحرسه الشرطة الكويتية ورجال أمن الفندق، ومن ثم يصبح المجال الوحيد لإيذائه هو من مرافقيه ممن كانوا يسكنون الجناح الملاصق له والمرتبط معه بممر داخلي «يعني.. لا من شاف ولا من دري»!
تزريق (1) في اوراق رسمية
الله يسامحه، الزميل الدكتور غانم النجار، الذي أثبت لي بما لا يدع مجالاً للعك، أن الحكومة تعك، وأثبت أنه نجار من ظهر نجار، عندما حرّك «منشاره» على رقبة توني بلير، و»خلع بابه» ليكشف ستره، وزرع «المسامير» في طريقه.
أبو صقر، الدكتور غانم، كشف لنا في مقالتين متتاليتين أن عمنا توني بلير لا يعادل اليوم فلساً ولا تعريفة في بريطانيا الشقيقة، بعد أن جرها من أذنها إلى المصائب والخرائب، فاستعانت به حكومتنا ليجر الكويت من أنفها إلى مصائب جديدة. والكويت تعوّدت على المصائب والخرائب، وتعوّدت على علاجها بجلسات اليوغا كل صباح.
لكن المشكلة يا أبا صقر ليست في ماضي بلير السياسي، لا أبداً. المشكلة أن توني باشا مزور كبير، ويبدو أن جيناته عربية، شلون؟ سأجيبك: أخونا توني نشر «رؤيته» لمستقبل الكويت، وأعلن أنها تمتد عشرين سنة، تبدأ عام 2010 وتنتهي عام 2030، وقرأناها كلنا، وإذا به بعد يومين فقط من نشر رؤيته، يتعامل مع خطته كما نتعامل نحن مع «الدلاغات(2) المغسولة»، إذ مطّها خمس سنوات بين يوم وليلة، لتنتهي عام 2035، تخيل! ونشرها مرة أخرى بكل ما أُوتي من بجاحة. عادي جداً، وكأنه لم يعمل شيئاً يستحق التوقف عنده، على اعتبار أن خمس سنوات لا تستحق أن نتخانق عليها، وأننا سبق لنا أن أضعنا نحو أربعين سنة من تاريخنا، أطفأنا خلالها الإضاءة، وتأكدنا من أن ستارة غرفتنا لن تسمح بتسلل أي شعاع من الشمس، وأغلقنا هواتفنا النقالة، ووضعنا على الباب كارت «يرجى عدم الإزعاج»، ونمنا نومة الدببة. فشنو يعني خمس سنوات؟ حبكت يعني؟
الله يغربله عمنا توني بلير، فهمَ القمندة، وكشف خلطتنا السرية، وأدرك أن المهم عند حكومتنا هو بقاؤها أطول فترة ممكنة على أكبادنا، وأنها لم تعد تختشي شيئاً، أو تخشى شيئاً، بعدما استطاعت تأمين عدد من النواب «العقلاء»، يحمون ظهرها ويرضعون من صدرها، وبعدما ضغطت بيديها الكريمتين على الصحافة فخنقتها حتى سال لعابها ودموعها، وأدرك أن أحداً لن يراجع خلفه، وأن السالفة سبهللة، فمسحَ توقيتات الخطة وأعاد ترهيمها(3) من جديد بما يناسب مزاج المعازيب، و»زرّقها علينا»، وضحك على لحانا ضحكاً قهقهياً عالياً. وكان الله في عون لحانا، كم تحملت من ضحك مسؤولينا، ليأتي الأغراب ويشاركوها حفلة الضحك، وها هي لحانا صامدة لم تحُتّ (4) شعراتها، حتى أننا أصبحنا نضحك على لحية كل من لا يضحك على لحانا المعطاءة.
1- تمرير بالحيلة
2 – الجوارب
3 – ترقيعها
4 – تتساقط
80 عاما من العداوة والقهر
لفت نظري، وأنا أمارس الرياضة في النادي، صوت مقدم إعلان تلفزيوني وهو يعرض 10 شفرات حلاقة بخمسمائة دينار، وعندما تابعت الإعلان الغريب وجدت أنه يخاطب سكان العراق، وهذا باعتقادي أول إعلان تجاري أسمع به منذ عدة عقود، واعتبرته مؤشرا على بداية عودة الأمور، في تلك الدولة الغنية والسيئة الحظ، لأحسن مما كانت عليه حتى قبل انقلاب 1958 العسكري، وأن العراق، ولأول مرة في تاريخه الحديث، أصبح دولة يمكن للكويت التعايش معها بصورة طبيعية. فمنذ أول مطالبة عراقية بالكويت، والتي انطلقت في عهد غازي الأول من إذاعة قصر الزهور في بداية ثلاثينات القرن الماضي، والعلاقات بين الكويت والعراق في توتر مشوب بالحذر من طرف والخوف من الطرف الآخر إلى أن وصلت الأمور ذروتها بغزو صدام الكويت في 1990/8/2. وبالرغم من أن هناك من لا يزال مريضا بوهم تابعية الكويت للعراق، فان الغالبية العظمى من العراقيين وعت تماما أن كل تلك المطالبات لم تكن تهدف لغير إلهائهم عن حقيقة معاناتهم اليومية ومآسيهم ومصائبهم وضياع حقوقهم على أيدي الأنظمة الدكتاتورية التي حكمتهم، ولو نجح صدام في مسعاه الخبيث بضم الكويت للعراق لما نتج عن ذلك حتما أي تغير في مستوى معيشة الإنسان العراقي، ولا في زيادة دخله أو حقوقه المدنية، فالعراق لم يكن أبدا فقيرا، فعندما اجتاحت جيوش صدام الحدود العراقية الإيرانية عام 1980 كانت أرصدة العراق النقدية تزيد على ثلاثة أضعاف ما كانت تملكه الكويت وقتها، ومع هذا ضيع القائد المجرم تلك الثروة النادرة في نزواته وفساد أهله وحروبه العبثية، وبقي الشعب العراقي على تخلفه وجهله وأمراضه، إن لم تزد بكثير.
إن العراق، باعتقادي، سائر حتما في طريق الاستقرار والحرية والديموقراطية بالرغم من كل ما يجري فيه الآن من صراع سياسي وتشتت قبلي وطائفي، وكل تلك المظاهر المسلحة والميليشيات الخاصة والفساد المالي والإداري الذي يعصف بكيانه، إضافة لكل تلك التفجيرات العشوائية التي تقوم بها جماعات إرهابية حقيرة، إلا أن من الصعب أن نتجاهل أن الإنسان العراقي أصبح الآن يشعر بأمان لم يعرفه لسنوات، بعد أن انتهت دويلات المخابرات وزوار الفجر والإعدامات السياسية والقبور الجماعية.
ربما يعتقد البعض أننا نحلم ولكن الانتخابات الأخيرة، التي أجمع المراقبون على نزاهتها، والتي شارك فيها أكثر من %60 خير دليل على بداية عودة الأمور لطبيعتها وأصبح بإمكان العراقي أن يقول لغالبية الشعوب المجاورة له «Eat your heart»، ويكفي أنه أصبح بإمكان مواطن كفرج الحيدري، مفوض الانتخابات، رفض الأمر الصادر له من رئيس الوزراء وتجاهل طلب رئيس الجمهورية بضرورة إعادة عملية عد وفرز أصوات الناخبين، وأن يعود في نهاية اليوم لبيته لينام قرير العين من دون خوف من الاعتقال.
* * *
ملاحظة: سيأتي يوم ينصف فيه التاريخ دور الرئيسين بوش ودور الكويت في تحرير العراق.
أحمد الصراف
عائلة حرامية… طائفة حرامية… وأكثر!
لا يبدو أن جسم المجتمع البحريني سيتخلص من فيروس الاحتدام والاحتراب الطائفي في القريب العاجل، والخوف أن يبقى هذا الفيروس… أو يجدد نفسه مع تغير الظروف التي تمر بها البلاد وتمر بها المنطقة بدرجة يتمكن فيها من تجديد نسخه بصورة أكثر ضراوة، والسبب في ذلك كله، فئة من شعب البحرين – ذاتهم – مع شديد الأسف.
ليس المواطنون الجدد، أو المجنسون، هم وحدهم، كما يعتقد البعض، الذين يثيرون زوابع الصدام كلما عصفت بالبلاد عاصفة، بل هناك من أهل البلد أنفسهم، من سنة وشيعة، جبلوا على التلذذ بإبقاء فتيل الفتن والتصادم والتخوين والتسقيط، وهذه كلها، لا علاقة لها لا بالدين ولا بالعرف الاجتماعي ولا بما توارثه هذا المجتمع أبا عن جد من صفات قل نظيرها في الكثير من المجتمعات.
الوسائط الإعلامية المنتشرة بين الناس وأدوات الاتصال والتواصل التقني المتاحة للجميع، سهلت الطريق أمام تلك الفئة لترويج أفكارها الفاسدة، وأفسحت المنتديات الإلكترونية التي يلتقي فيها العشرات في جلسات الشيطنة المساحة لضرب كل قيمة أصيلة من قيم المجتمع، فأصبحت شعارات الوحدة المتماسكة والبيت الواحد والنسيج الوطني وكأنها كلمات حق يراد بها باطل.
وهناك فرق شاسع بين الإجماع الوطني على مكافحة الفساد وملاحقة المفسدين والمتورطين في ابتلاع المال العام والأراضي والثروات والإضرار بالاقتصاد الوطني بالتبييض والتغسيل والسرقة والرشا وتقديمهم للمساءلة القانونية وللعدالة، وبين استغلال هذا التوجه للنيل من السلم الاجتماعي، فمن يتورط في تهمة فساد أو تبييض أموال أو تجاوزات تخالف القانون، كما هو الحال بالنسبة لقضية ملف وزير الدولة السابق منصور بن رجب، فإن كلمة الفصل هي للقضاء البحريني، وأي متهم، أيا كان موقعه وموضعه ونفوذه، له الحق في الدفاع عن نفسه وتفنيد الاتهامات بالحجج والبراهين والأدلة، أما إذا عجز عن ذلك وسقط في يد العدالة متورطا بالأدلة الثابتة، فلا عزاء للمفسدين، ولا اعتراض على كلمة العدالة.
والعجب كل العجب من صورة التردي الأخلاقي المخيفة بين شريحة كبيرة من المواطنين والمقيمين الذين لم يتورعوا عن الإساءة إلى عائلة المتهم، وتبادل المعلومات المغلوطة تارة، والرسائل النصية الاستهزائية تارة أخرى، علاوة على تنشيط مجموعات ومجموعات في مجالس وفي مواقع إلكترونية للمطالبة بحرمان طائفة من حقوقها لأنها (خائنة وحرامية وعميلة)، بل والدعوة لرفع السيوف والحراب والنبال وإسالة الدماء، وتنبري مجموعات أخرى، من طائفة أخرى، لتوجيه دعوات مماثلة لا تخلو من الدمار والدماء هي الأخرى، وكأن الدولة، حين تبدأ في محاسبة حقيقية للمفسدين، فإنها تريد تأليب الناس ضد بعضهم البعض فنصل إلى ما لا تحمد عقباه وبدرجة أشد مما ورد في تقرير التحقيق في أملاك الدولة وفي تداعيات قضية بن رجب وهذا غير صحيح.
المتورطون في الفساد يجب أن يقدموا إلى العدالة، أيا كان انتماؤهم المذهبي ودرجة نفوذهم، ومن يسرق مال الدولة وشعبها ليملأ جيوبه فلا مكان له إلا وراء القضبان، بعد أن تثبت عليه التهم حقا، أما تحويل قضايا الفساد وتحقيقاتها ومحاكماتها إلى بيئة لنمو فيروسات الطائفية والأحقاد والعداوات والإضرار بأمن المجتمع وسلمه واستقراره، فهذا خطر مدمر لن يمكن السيطرة عليه إن توسع وانفلت.
غبار ومطار
دعا الأمير متعب بن عبدالله وفود الجنادرية لحفل غداء على شرفهم يوم الجمعة الماضي، وكان اليوم شديد الغبار حتى تسبب في إغلاق مطار الرياض وتأخر سفر الصديق د.محمد الرميحي، حال الجلوس ألقى الأمير متعب كلمة قصيرة قال فيها «لقد حضرتم هنا لرؤية ومتابعة التراث السعودي، ولا شك أن ما تشاهدونه من غبار هو جزء من هذا التراث»، وكانت لفتة ذكية وطريفة.
وتزامن هبوب الغبار مع فتوى أحد المتشددين بهدم الحرم الشريف فعلق أحد الزملاء في جريدة الوطن السعودية قائلا: إن ذلك المتشدد قد فتح مخه المغلق منذ قرون في ذلك اليوم المبارك لإصدار تلك الفتوى فخرج معها ذلك الغبار المتراكم والذي غطى الأرض والسماء.
ومن الغبار الى المطار واشكالية قائمة هذه الايام في مطار القاهرة الذي نقترح تسميته بمطار مبارك كونه الرئيس «الطيار» الوحيد في تاريخ مصر، تلك الاشكالية بدأت عندما أضيف الى المطار القديم (مبنى 1) المختص برحلات مصر للطيران مبنى جديد (مبنى 2) والذي خصص لشركات الطيران الأخرى الخليجية والعربية والأجنبية.
بعد مدة جدد المبنى «1» فأصبح بالتبعية المطار الجديد وأنشئ به 3 صالات أو مباني (1 و2 و3)، ثم تبع ذلك إنشاء صالة جديدة لمصر للطيران في المبنى الجديد الذي أصبح قديما بالتبعية وسميت بالصالة «3» اضافة الى الصالتين «1 و2» المجاورتين لها في ذلك المبنى، ولم يكن ذلك الأمر تعقيدا بل تم هذه الايام نقل الشركات الخليجية الى صالات المطار القديم الذي أصبح جديدا.
وعليك أن تتصور مشاكل الركاب في معرفة أي من المبنيين عليهم التوجه له، خاصة ان تعريفات «جديد، قديم» لم تعد ذات جدوى، كما ان الاستشهاد بالارقام (المبنى 1، 2، 3) لا قيمة له لتشابهها في الموقعين، لذا فالافضل لو سمي أحد المبنيين ضمن مطار مبارك الدولي باسم رمسيس (فرعوني) على سبيل المثال والثاني باسم إسلامي (المعز) أو باسم أول طيار مصري حتى يتم التسهيل على المسافرين، فقد حزنت وأنا أستمع لزوج وهو يعنف زوجته القادمة لاستقباله بصوت عال كونها لم تعرف أيا من المباني تتجه له.
رغم المليارات التي صرفت لتطوير مطار القاهرة بشكل يدعو للفخر والزهو، الا أن بعض المنغصات الصغيرة (غير الموجودة في أي مطار آخر في العالم) مازالت قائمة وإشكالها انها مرتبطة بأول وآخر انطباع للزائر وهما الانطباعان المهمان، المنغص الاول هو العسكري الذي تنتظر بالدور في السيارة حتى يسألك بعد الوصول عن اسمك ومكان توجهك، الثاني هو تدخل رجل الأمن عند المغادرة بطلب رقم حجزك وإحضار ورقة تثبت ذلك الحجز الذي هو علاقة مباشرة بين الراكب وشركة الطيران في عصر التذكرة الالكترونية والذي يفترض ان توفر الورق، اضافة الى حقيقة ان هناك كثيرين من رجال الاعمال وغيرهم يعتمدون كثيرا، بسبب المتغيرات السريعة، على السفر دون حجز والرهان على الكراسي الفاضية في الطائرة.
آخر محطة:
نشرت صحيفة «المصري اليوم» خبرا على صدر صفحتها الاولى أنشره دون تعليق واليكم نصه: «عاقبت المحكمة الاقتصادية النائب ياسر صلاح عضو الحزب الوطني بالحبس سنتين مع الشغل والنفاذ وتغريمه 50 ألف جنيه بعد إدانته بتهريب 500 هاتف نقال، وقد رفض وزير المالية العضو في نفس الحزب التنازل عن القضية كما يحدث عادة مع المهربين الآخرين وطالب بإحالة القضية للمحكمة الاقتصادية» انتهى.