محمد الوشيحي

كتابنا الجواهر


أكرر دائماً: «الإبداع يأتي – غالباً – من الخلف، من المجتمع الخلفي»، وأصدق من يقول إن: «الإبداع يحتاج إلى وقود، إلى معاناة». والأوراق المصقولة التي لقحتها أقلام ألمانية وإيطالية باهظة الثمن، تلِدُ إنتاجاً هشاً، رخواً، يتكسر وهو يمشي، لا آه فيه ولا دمعة حارة ولا ضحكة صافية. إنتاج بلا فلفل ولا ليمون ولا نكهة.

وفي بدايات القرن العشرين، انتقل أمير الشعراء أحمد بيه شوقي إلى القصور، إلى حفلات الكوكتيل، إلى الشبع حد التخمة، فداخلَهُ الغرور، وكتب عن شعر «ابن الرومي» ينتقده، ونشرت الصحف ما قاله بتطبيل وتزمير، تقرباً من شوقي وتزلفاً إلى القصر، فتصدى له شاب مجهول، لم يسمع باسمه أحد من قبل، سلتوح صعيدي رث الثياب، لم يكمل دراسته الابتدائية، وبيّن لشوقي خطأه، بالحجة والدليل، ولم تنشر مقالته إلا صحيفة واحدة، فانبهر الناس من جرأة هذا الشاب المجهول، ووقاحته، وراحت الصحف توبّخه وتقلل من قيمته، لكن شوقي أدرك أنه أمام موهبة، فردّ عليه (قيل إنه ترفع عن الرد عليه، وكلف آخرين بالرد نيابة عنه)، فردّ العقاد، ورفضت الصحف التي بروزت ردود شوقي نشر ردود الشاب المجهول، إلا الصحيفة تلك. واستمر التراشق الأدبي، بين أعلى هامة أدبية في مصر والعالم العربي، وبين مجهول فقير. وكتبت إحدى الصحف تستهزئ بالشاب: «من أنت؟ ومن أين جئت؟»، فأجابها: «اسمي عباس العقاد، جئت من أسوان». فسخرت الصحافة وشخرت. لكن شوقي اعترف بعظمة هذا الشاب، وانتصرت حجة العقاد، واعتمدت وزارات التربية والتعليم في العالم العربي تدريس شعر «ابن الرومي» بسبب تلك المناظرة الصحفية بين العظيمين، شوقي والعقاد. وكتب أحد المثقفين المحايدين: «ابحثوا عن الكنوز في المناطق الفقيرة، بالقرب من عباس العقاد». وبدأت ما تسمى بـ»ثورة الأفندية»، أي البسطاء، وامتلأت الصحف والمكتبات بإنتاج المبدعين الفقراء، أبناء الريف والمناطق الخلفية، ونهضت مصر، فقتلتها الثورة.

الإبداع يأتي من الخلف، من تحت الركام. وفي الكويت، يعلّق على مقالاتي شاعر مبدع سبق أن كتبت عنه، اسمه «أبو مشاري المطيري». بهر الجميع بعمقه وموهبته، وكان موضوع نقاشات كثيرة وطويلة جمعتني مع الأصدقاء. حرصت على أن أتعرف عليه فاكتشفت صدق قناعتي السابقة. موهوب أتى من المناطق الخلفية. صحيح أنه لا يقرأ الكتب ولا الروايات، وصحيح أنه اكتسب ثقافته ومبادئه من بيئته، المغلقة أساساً، التي ترى أنها هي الأفضل على ظهر الكوكب، رغم أنها عكس ذلك، واكتفى، لكن هذا لا يمنع من الانحناء أمام عظمة موهبته التي صفق لها متابعوه.

موهوب آخر اسمه «فلاح الشعلاني» يكتب في جريدة «عالم اليوم»، ساحر فنان، سيكون له شأن. وآخر يكتب في الصحيفة نفسها اسمه «عبدالهادي الجميل»، شفاف، يشاركني الإعجاب في ما يكتبه عدد من الزملاء، مثلي يتابعونه. راسلته: «أنت موهوب، أستمتعُ بمتابعة إبداعاتك»، فأجابني وهو يجلد ذاته: «أنت تتابعني بإعجاب، وأنا أتابعك لأتتبع زلاتك، وهنا الفرق»، هاهاها. ورابع يكتب في هذه الجريدة اسمه «علي خاجة»، موهوب جداً. هاتفته: «أنت موهوب، يعيبك التبرير، لست سياسياً كي تبرر، اضرب ضربتك وأرِق دماء فكرتك، وغادر المكان بسرعة. اترك مسرح جريمتك خلفك للشرطة والقراء يبحثون عن إدانتك أو تبرئتك». هؤلاء الكتاب الثلاثة الموهوبون لا يعانون أمراض الفئوية والطائفية المنتشرة في الكويت كالوباء، ولا ينتهجون القص واللصق من الإنترنت، ولا يحصرون عقولهم في اتجاه واحد إجباري، جلودهم ناصعة النقاء، وهذا هو أحد أسرار تفوقهم، وعسى ألا يلوثهم غبار التمزيق.

الموهوبون في الكويت كثر (أنا هنا اتحدث عن الشباب، ولا أدري هل عبدالهادي الجميل شاب، أم كان شاباً)، ولا أدري لماذا تصر صحافتنا على أسماء بعينها، على الماركات المشهورة، تستقبلها في صالة التشريفات وتفرش لها البساط الأحمر.

الإبداع يأتي من الخلف، كتابة وشعراً. والفقر الذي نعانيه في أغانينا الوطنية سببه سيطرة بعض شعراء اللزوجة على الساحة. 

سامي النصف

الشيخ مشاري الخراز ود.ابتهال الخطيب

الكويت بلد صغير يعاني منذ عقود من أزمة وجود وأزمة هوية ومن ثم يجب أن تتضافر جهود أبنائه من مختلف المشارب لدعم المبدعين والبارزين الكويتيين من جميع الاتجاهات والتوجهات حتى نظهر للعالم اننا لسنا نفطا فقط بل ابداعا وفكرا وعلما وشعبا يستحق الحياة، ان تخذيل المبدعين ومحاربتهم وهي ظاهرة متفشية للأسف الشديد لا تقل ضررا على الكويت في المدى البعيد عما قام به صدام كونها تمهد لتكرار الغزو والاختفاء.

لقد شهدنا في الفترة الأخيرة بروز الشيخ مشاري الخراز وكذلك بروز ابنة الكويت د.ابتهال الخطيب والاثنان يستحقان وبحق الدعم والنصرة والتأييد، لا الهجوم والتحبيط للشيخ الخراز او الطعن بالدكتورة ابتهال وتحريف أقوالها وأنا العالم بحسن تربيتها على يد والديها الكريمين اللذين أعرفهما منذ زمن بعيد.

أثناء زيارتي للسعودية التقيت وسمعت بإعلاميين وأدباء وشعراء بارزين كاللواء الشاعر خلف هذال والكاتب محمد الرطيان وسليمان الفليح ومثلهم الشعراء فهد عافت وسامي المانع وجميعهم ممن ولدوا وعاشوا في الكويت ولو كنا نحرص على المبدعين والبارزين لكنا جنسنا أمثال هؤلاء الأفاضل الذين يعتبرون وزارات اعلام متنقلة قائمة بذاتها الا اننا للأسف تركناهم وفتحنا الباب واسعا لغيرهم.

وضمن اجابتي عن سؤال لمذيع القناة الثقافية عن مغزى مقالتي «قصيبين وربعيين» ذكرت له حقيقة ان المبدع د.غازي القصيبي دُعم من بلده وظل يسخر كفاءته الاستثنائية لخدمتها حتى أعياه المرض هذه الأيام ـ شافاه الله ـ بينما أهمل مثيله المبدع د.أحمد الربعي ولم تستغل قدراته حتى وافته المنية رحمه الله، ويمكن في هذا السياق المقارنة بين الفنانين محمد عبده وطلال مداح والماجد وعبدالمجيد وامثالهم الكويتيين شادي الخليج ومصطفى احمد وعبدالمحسن المهنا وصالح الحريبي ممن تعرضوا كذلك للمحاربة بدلا من التشجيع، والاهمال بدلا من الاهتمام، والحال كذلك عند مقارنة اللاعبين ماجد عبدالله وسامي الجابر واقرانهم الكويتيين، والفنانين القصبي والسدحان ومن سبقهم من كويتيين مخضرمين امثال سعد الفرج وعبدالحسين عبدالرضا.

وفي الأردن ـ محدود الموارد المالية ـ تم تطبيق قانون «تفرغ المبدعين» حيث تتكفل الدولة برواتبهم مع اعطائهم تفرغا كاملا لأعمالهم وهو امر مطبق بأشكال مختلفة في الدول الأخرى، حيث تستقطب الجامعات الاميركية مبدعي العلوم والرياضة وتتكفل بدفع مصاريفهم، وفي مصر طبقت تلك النظرية عبر تسجيل المبدعين امثال نجيب محفوظ وغيره في الصحف القومية مع التفرغ التام للعمل الابداعي حتى عرفوا وحصدوا أعلى الجوائز لبلدهم.

وقد كانت الرياضة الكويتية في أوج مجدها عندما ابتدعت فكرة التوظيف الصوري للاعبين وتفريغهم للرياضة وتأخرنا عندما بدأنا نطلب منهم ان يمارسوا اعمالهم حتى المساء ثم يقوموا باللعب بعد ذلك فخسرنا الاثنين اي لا عمل ولا ابداع رياضي، ان الكويتي بحاجة لتخصيص مدارس للمبدعين الصغار ودعم وتفريغ المبدعين الكبار وسن تشريعات لا تكتفي بدعمهم بل بمحاسبة من يحاربهم ودون ذلك قد نختفي في يوم بعيد دون ان يشعر العالم باختفائنا.

آخر محطة:

(1) توجه الشيخ المبدع مشاري الخراز لمحلات «اليوسفي» لشراء شاشات عرض كبيرة توضع في المسجد الكبير إبان إلقاء أحاديثه ومواعظه، لما علم ان سعرها يتجاوز 80 الف دينار أحجم عن الشراء الا ان القائمين الخيرين على تلك المؤسسة وتشجيعا له قدموها مجانا وهكذا يترجم حب الكويت وتشجيع المبدعين وإلا فلا.

(2) بلدنا هو الوحيد في التاريخ الذي يشتكي فيه مر الشكوى المبدع والمخلص والكفؤ الأمين ويسعد به الآخرون ممن هم غير ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله.

حسن العيسى

أين أنتم؟

بالثقافة وفنون المسرح والسينما والرسم، بكل هذا يمكن أن نشعل شمعة في دروب الجهل والظلام، بكل هذا يمكن أن نسلط بقعة النور على دروب الغد.   
كويت اليوم انتفخ كرشها بثقافة التسطيح، أتخمت الجرائد بمقالات "gossip"، يعني بالنميمة وبكلمات تنضح بالسذاجة وبأحداث خاوية مثل طليق يهدد طليقته في شارع عام أو ضبط وكر للدعارة في الجليب…! اقرأوا ردود القراء على حدث زواج لإعلاميين ولآنسة أرادت أن تخلق مؤسسة لتأليف القلوب بالزواج… في جريدتين قرأت أكبر عدد من ردود القراء على هذين الحدثين العظيمين اللذين سيغيران مسيرة التاريخ… فراغ ريعي خلق حالة الملل المستدامة لا التنمية المستدامة في دولة يا رب لا تغير علينا.
طالعت في جريدة النهار اللبنانية عدد الخميس لقاء مع الصديق الروائي إسماعيل فهد إسماعيل، تحدث بألم عن واقع الثقافة بالكويت، وجد لغيابها أعذاراً لا أتفق معه عليها، لكن هذا ليس مكانه الآن.
فإسماعيل أديب وروائي وضع بصماته على الأدب العربي، في التسعينيات بجهده الخاص شرع أبواب "ملتقى الثلاثاء" ليكون نواة الثقافة الإنسانية والأدب، لكن إسماعيل من أهل الأدب لا من أهل الملايين، ظروف مادية قاسية عطلت "ملتقى الثلاثاء"، ثم يعود اليوم بعد أن قام "نبيل كويتي"، حسب تعبير إسماعيل، بالتكفل بنفقة المكان.
أعرف هذا النبيل الكويتي منذ زمن طويل، وأعرف عطاءه وأريحيته الدائمين لعالم الثقافة، أعرفه لكنه لا يريد أن تدري الناس عنه. فتحية لك أيها النبيل.
غير هذا "النبيل" ومن هم على أمثاله مع أعمال راقية لبيت لوذان ودار التراث الإسلامي… لا أجد مساهمة تستأهل من دعاة الحريات لدنيا الثقافة ولعوالم الأدب… بينما "هم" الآخرون من مشايخ التحجر والتزمت يسكبون ملايين  الدنانير لسجون الانغلاق الفكري وثقافة "أنا صاحب الحقيقة المطلقة"… سطحت العقول…  وتفهت الدولة… وأحرق المسرح الجاد… معنا جلادون يحملون السيوف بأيديهم ينتظرون الفرصة الملائمة لتقطيع أوصال الكلمات من كتاب أو جريدة… لوضع الحبر الأسود على ما يثير الشهوات في بئر الحرمان النفطية… لا يكفي تحجيب العقل والجسد… لابد من سحق الروح… لابد من مسخها من روح حرة إلى ببغاء يردد من غير فهم سحرهم وخرافاتهم وطلاسمهم… أين أنتم يا أصدقاء التقدم؟ الدنيا ليست سياسة وتخطيط مناورات وعقد صفقات مع الحكومة أو بعض نواب المجلس… هي ثقافة وعقل حر… هي الحرية.

احمد الصراف

الوطن العائم (1-3)

ما ان مر عام على اختيار الشيخ الجليل لقيادة شعبه الصغير حتى جمعهم في ساحة صافية وخطب فيهم قائلا ان أرضهم أصبحت يابسة وسهولهم جدباء وآبارهم جافة وزرعهم قليل واعداؤهم كثر يتربصون بهم من كل صوب، وانه يقترح عليهم بناء سفينة لم ير البشر مثلها منذ ايام سفينة نوح، لتكون وطنا عائما وابديا لهم!
نظر الجمع الغفير بعضه الى بعض وهو بين مؤيد ومعارض ومصدق ومكذب، وتعالت أصوات الاحتجاج والقبول والرفض والتأييد، واستقر الرأي على تشكيل لجنة للالتقاء بالحاكم الجليل ومناقشة الامر معه، وفي يوم اللقاء دافع شيخهم عن فكرته وقال ان اختيار السفينة وطنا سيحل جميع مشاكلهم وسيكون بامكانهم التنقل من ميناء لآخر ومن ساحل لثغر، وسيكون لديهم غذاء وفير وماء عذب وسيزورون أمصار العالم ويتاجرون باللؤلؤ والمرجان والخشب والدخان وبالتمر والرمان، وستكون السفينة ملاذ الباحث عن الأمان والمستجير من بطش سلطان والضعيف الهارب من هوان والجائع وفاقد الأمل واليائس الطفران، وسيتعاون الجميع بحارة وركابا في تسيير شؤون السفينة كل بما يستطيعه او يتقنه، ففيهم النجار والبزاز والتاجر والجزاف واللحام والفحام والغنام والنهام وبائع الكاز والصراف والعسكري والمعلم والدلال والحداد والقطان والقلاف، وسيلتحق بهم في اي ميناء من شاء، فهنا الوطن يذهب الى من هو بحاجة اليه وليس العكس، وستكون السفينة للجميع ينصهرون فيها مع الوقت وتظللهم سماء واحدة ويجمعهم علم وقائد ونشيد ولهجة واحدة، والاهم من ذلك مصير واحد، وستكون تجربة فريدة تروى عبر التاريخ، فلم يسبق للعالم ان مر بما يماثلها.
بعد جدال قصير ونقاش اقصر وافق الجمع على فكرة الشيخ الكبير وتعهدوا باقناع بقية الشعب بها، وهكذا بدأت ورشة بناء السفينة، التي شارك فيها الشيب والشباب، وما هي الا اشهر معدودة حتى جهزت للابحار بعد ان زودت بكل احتياجاتها لتغادر مرساها وآهات ركابها تنطلق من كل صوب وهم يلقون النظرة الاخيرة على تلك القطعة اليابسة التي لن يروها مرة اخرى. وكلما القى المركب بمرساته في ميناء ما وسمع الجياع والمظلومون بقصته والتحقوا به، تكرر مشهد التأوهات وذرف الدموع على أرضهم التي لن يروها ثانية.

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

نصائح مهمة للشعوب العربية… وعلى الخصوص «البحرينيين»

 

كبيضة الديك، التي نقرأ ونسمع عنها ولم تقع عين الكثيرين منا عليها، هي حال المخترعات والأبحاث والدراسات المميزة التي يجريها أبناء الأمة العربية والإسلامية – وفيها تبارك الله الكثير من العقول المبدعة – فلربما قرأنا في الصحافة، طوال عام كامل مثلا، خبرا أو خبرين عن اكتشاف أو اختراع أو ابتكار مذهل لأحد الباحثين أو الباحثات، العرب أو المسلمين، أما بشكل يومي، فلا نقرأ إلا (المصائب) والعياذ بالله.

ولأن الأحوال في مجتمعاتنا من سيء إلى أسوأ – هذا إذا أغمضنا العين عن بهرجة الإعلام الرسمي الذي يعلن الإنجازات الضخمة – فإن المواطن العربي والمسلم، أكثر من غيره من خلق الله، معرض للنكبات والأمراض النفسية والجلطات، بسبب ما يحيط به من قهر وظلم واستبداد وقضايا فساد وأوضاع معيشية متردية، فلا ريب هنا من تفسير كثرة المواضيع والرسائل الإلكترونية التي تطلب من الناس قراءتها في دقيقة لحماية أنفسهم أو غيرهم من الجلطات، ولعلي هنا أعيد بعضها، ليس من باب الفكاهة والتندر وتلطيف الأجواء فحسب، بل لأنها مهمة للغاية:

– اطلب من مواطن أن يبتسم، واطلب منه أن يرفع كلتا يديه… اطلب منه أن يقول جملة بسيطة كمثال: «الحمد لله رب العالمين»، فإذا وجدت أنه يجد صعوبة في القيام بأي من تلك المهام، فاطلب له الإسعاف على الفور.

– إذا وجدت مواطنا حزينا مكتئبا ويظهر على وجهه شقاء الدنيا كلها، فقل له نكتة، وإن لم تعجبه فثانية، وإن لم يضحك فثالثة ورابعة، أما إذا وصلت إلى الخامسة ولم يضحك، فما عليك إلا الهرب بعيدا عنه لكي لا تجد أسنانك في يدك، أو تجد نفسك في طوارئ السلمانية والدم يسيل من عينك أو جبهتك.

– أبلغ مواطنا أن الأمور بخير، وزفّ له البشرى بقرب حصوله على وحدة سكنية أو زيادة في الراتب سينالها الناس قريبا أو صدور قرارات جديدة لمواجهة الغلاء الفاحش، فإن فزّ واقفا ورأيته ينظر هنا وهناك، فلا تعتقد أن حالة من الفرح الهستيري سيتصيبه، لأن حلاوة البشرى التي ستنالها هي ربما (شدخة لوح)على أم رأسك، ذلك فإنه إن نظر هنا وهناك، فلربما كان يبحث عن شيء صلب يجازيك به نظير الكذب عليه.

– لا تكاد تمر دقيقة واحدة، حسب الدراسات العلمية، إلا ويصاب في أميركا ثلاثة أشخاص بجلطة في القلب، وواحد من هؤلاء يلقى حتفه قبل أن يصل إلى المستشفى للحصول على العلاج، وتودي جلطة القلب بحياة نصف مليون أميركي سنويا، كما تودي بحياة 150 ألف إنجليزي في العام الواحد، وللأسف الشديد، فإن هناك تزايدا مريعا في حدوث هذا المرض في البلاد العربية والإسلامية، فإن قرأت هذه المعلومة، لا تصدقها لأنها كذب في كذب، فالسبب الرئيسي للوفاة هو الموت المفاجئ بسبب كثافة الأخبار السارة.

ومع كل ذلك، فلنتذكر رحمة الله التي وسعت كل شيء… والحمد لله رب العالمين