أحضر هذه الأيام احتفالات اليوبيل الفضي لمهرجان الجنادرية (مرور 25 عاما على بدء أنشطته في قرية الجنادرية القريبة من الرياض)، وقد تميزت احتفالات هذا العام عن الأعوام السابقة التي حضرت البعض منها، بعدد الضيوف ووفرة الندوات والأنشطة وتنوعها، وتميز اوبريت «وحدة وطن» الذي افتتح به المهرجان يوم الأربعاء الماضي بعد حفل عشاء للوفود حضره خادم الحرمين الشريفين وملك البحرين.
وتتخذ ندوات المهرجان هذا العام شعار «عالم واحد.. ثقافات متعددة»، وهو شعار المرحلة للمملكة الذي يقوم على «الحوار» لا الإلغاء او العداء في الداخل والخارج، وتشارك في الحوارات والندوات 400 شخصية عالمية وعربية وخليجية، اضافة الى ست جامعات سعودية، والنادي الأدبي في الرياض الذي حصد عضوه الأديب والشاعر عبدالله ادريس جائزة المهرجان، اضافة الى عدد من المفكرين الفرنسيين بعد اعتبار فرنسا ضيف شرف الاحتفال عقب استضافة روسيا وتركيا كضيفي شرف في احتفالات سابقة.
قبل اول من امس الخميس ابتدأت اولى الندوات وكان عنوانها «رؤية الملك عبدالله للحوار والسلام وقبول الآخر»، وقد رأس الجلسة وزير الإعلام السعودي د.نزار مدني، وشارك فيها العشرات من المفكرين والساسة العرب والأجانب، وتقدم البعض خلالها بمقترح مخاطبة لجنة نوبل للسلام لمنح خادم الحرمين الشريفين جائزة السلام، لدوره الفاعل في تفعيل الحوار وإحلال السلام في قضايا العالم المختلفة.
ومن ذلك مبادرة السلام العربية التي أطلقها الملك عبدالله وتبناها العرب في مؤتمر بيروت (عام 2002)، ووساطته لحل قضية لوكيربي (عام 99) وحل النزاع الحدودي بين السعودية واليمن (عام 2000) وتبنيه لاتفاق السلام بين السودان وتشاد (عام 2005) واتفاق مكة بين الفرقاء الفلسطينيين (عام 2007) والمصالحة الوطنية الصومالية (2007) وجهوده المستمرة للتقريب بين الفرقاء اللبنانيين (ورقة قدمها الوزير غازي العريضي) ودوره الإيجابي في المصالحة العربية التي تمت في قمة الكويت (2009).
ومن الندوات المقامة «السلفية.. المفهوم والتحولات» و«الأزمة المالية والاقتصادات الوطنية» و«القدس في ضمير العالم» و«الإعلام السياسي العربي، الحرية والمسؤولية» و«التنمية ومحاربة الفقر» و«الرواية السعودية.. مقاربات نقدية»، اضافة الى 17 فعالية ثقافية مختلفة.
من ضمن ما أتى في الأوبريت الرائع «وحدة وطن» الذي كتبه الشاعر ساري ولحنه ماجد المهندس وناصر الصالح وغناه كل من محمد عبده وراشد الماجد وعبدالمجيد عبدالله وعباس ابراهيم وخالد الجيلاني والفنانتين يارا وفدوى المالكي، الاتي: «من لبس ثوب الديانة غدر وارهاب وخيانة، ومن قتل نفس بريئة ظالم ونفسه دنيئة، دونه سيوف جريئة ما يطفي نورنا، الجواب أغنى سؤال الطموا خشوم الضلال، لا مساس ولا خلاص بيننا نار تلظى بيننا ضرب الرصاص»، الأوبريت اعلان حرب على الإرهاب المدمر سافك دماء الأبرياء.
آخر محطة:
تصدر صفحات الصحف السعودية ليوم امس الجمعة الرد على دعوة «الداعية» يوسف الأحمد عضو هيئة تدريس سابق في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لهدم المسجد الحرام (تزامنت دعوته مع محاولات هدم المسجد الأقصى) وإعادة بنائه لمنع الاختلاط فيه، السؤال: ماذا لو كانت تلك الدعوة قد أتت من ليبرالي او علماني عربي او غربي؟! متطرفو الإسلام أكثر ضررا عليه في الماضي والحاضر آلاف المرات من ألد أعدائه، وتلك هي الحقيقة الجلية.