علي محمود خاجه

يعني نقدر بليّاكم !!

أنا هنا لا أقلل مما تحقق أبدا، بل أعلم جيدا أننا نتكلم عن متغيرات عصفت بالعالم بشكل عام وبالمنطقة بشكل خاص، إلا نحن راوحنا في أماكننا، فمازال لاعبونا هواة تشغل تفكيرهم الوظيفة أو الدراسة، ومازلنا نبحث عن الأرخص في استعداداتنا. على الرغم من كل هذه الإحباطات تمكنا من الصعود والتأهل على حساب الأستراليين والعمانيين أصحاب الظروف الأفضل منا والإمكانات الأقوى، فهنيئا لنا برجال بلدنا الذين تحاملوا على أنفسهم وعلى إحباطاتهم من أجل أن يسعدوا الكويت وشعبها ومحبيها.

هذا ليس مربط الفرس، بل ما حدث خلال ثلاثة أعوام كاملة هو المحرض لكتابة هذا المقال، فقد أثاروا الزوبعة تلو الأخرى ولايزالون في عملهم هذا، وكرروا: أبعدوا الساسة عن الرياضة، وأصروا أن سبب التخلف والتراجع الرياضي هم الساسة، وما إن ابتعدوا لأربعة أشهر فحسب حتى خطونا هذه الخطوة العملاقة سواء في تصنيفات الفيفا الشهرية أو على صعيد النتائج، فمنتخبنا لم يخسر منذ أن رفعوا أيديهم عن الكرة، وفكرة أن الرياضة لا تزدهر إلا بوجود أبناء الشهيد باتت فكرة بالية رثة لا يستطيع أفضل المحامين الدفاع عنها، بل ليس الأمر كذلك فحسب، فإنه بعدم وجود أبناء الشهيد أو بعض أدواتهم، مع احترامنا لأشخاصهم وقدراتهم، أصبح الوضع أفضل وأجمل.

لقد قال لي الدكتور أحمد الخطيب ذات مرة إن «جمال الأسر الحاكمة وسر ديمومتها والتفاف الناس حولها هو أن تكون الملجأ في حال الخصام، لا أن تكون أحد أطرافه»، وهو الأمر الذي فعلا نفتقده في الكويت، خصوصا في الشق الرياضي، فالشهيد فهد الأحمد استن سنّة، وإن كانت بنوايا طيبة إلا أنها أنتجت القليل جدا من الزهور والكثير جدا جدا من الشوك الذي مزق الأيادي، فالرياضة ليست حكرا على أحد والنجاح غير مقرون بأشخاص بل بعطاءات، ورجال الكويت قادرون على هذا الأمر ليس عن طريق النزاع والخصومة، بل بلغة القانون والنظام.

هذا جل ما نصبو إليه فإن استمرت الحال وفق هذه الطريقة فأقولها بكل ثقة إن الوعد في الدوحة 2011.

ضمن نطاق التغطية:

السيد ناصر الخرافي تبرع بمليون دولار للأشقاء في المنتخب المصري حين فاوزا بكأس إفريقيا.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

سامي النصف

أبناء يغْنون عن الأعداء!

إذا كان أذى الكويت وقهرها قد تسبب فيه سابقا سيئ الذكر الدكر صدام، فقد تكفل للأسف الشديد بعض ساستنا وكتابنا بتكملة مسيرة الأذى عبر ما يقولونه ويخطونه في وسائل الإعلام متناسين خير الكويت على مواطنيها من وظائف ورواتب وخدمات صحية وتعليمية وسكنية وحرية معتقد وأمن وديموقراطية ورفاه ورغد في العيش قل وجوده في بلد آخر، وبدلا من الحمد والشكر على النعم نجد الإساءات المتعمدة والضرر الشديد بالقول والكلمة والذي يستخدمه الاعداء ضدنا على طريقة «وشهد شاهد من أهلها».

 

أعلن كاتب على رؤوس الأشهاد عن قيامه بالشهادة ضد بلده الكويت فيما يخص حقوق الإنسان وهو العالم قبل غيره من موقعه كنائب بأن بلده هي الأرحم والأكثر رأفة بمواطنيها ومقيميها من أي بلد آخر في العالم، وأنه بشهادته تلك سيفقد بلدنا الكويت الكثير من الدعم العالمي لها والذي تعتمد عليه في بقائها وسط الصراعات الحادة القائمة في المنطقة، وقد تعرضها الإدانة للعقوبات الاقتصادية والمالية.

 

كاتب كويتي آخر كتب مقالا طيرته الصحافة العربية والإسلامية فحواه أن في الكويت شواطئ عراة وأن الفتيات الكويتيات يكشفن عوراتهن في الأسواق العامة كي يقوم الرجال الآسيويون برسم الوشم عليها! وبالطبع أصبحت تلك الشهادة الكاذبة وسيلة للهجوم على الكويت وسبيلا يفقدها تعاطف الشعوب الإسلامية معها.

 

وكاتب كويتي (صادق) آخر استغل ذات مرة عز الحملة العالمية ضد الإرهاب وضد الإرهابي أسامة بن لادن ليكذب ويطبخ ويزيف استفتاء ذكر ان 90% من الكويتيين يؤيدون الإرهابي أسامة بن لادن وأن الشباب الكويتي يلبس «التي شيرتات» التي تحمل صورته، مظهرا إحداها، وفيما بعد اختلق كذبة أخرى مسيئة للكويت عن تفشي عبدة الشيطان بين شبابنا عبر رشوته بعض الصغار بالمال وإظهارهم في أحد برامجه.

 

كاتب لم يخجل ذات مرة من أن يعيرنا بمقال منشور في الصحف بأن ولاءنا لا يتعدى العبدلي والسالمي والنويصيب أي حدود الكويت ولم يخبرنا إلى أين يمتد ولاؤه الشخصي، كاتب آخر عتب علينا انتقادنا احدى الدول الخليجية لاستخدامها الطاقة النووية التي انصرف عنها العالم منذ عقود، مدافعا عن تلك الدولة عبر استشهاده بنية الكويت استخدام تلك الطاقة (تحت الدراسة) متناسيا أن تلك الرغبة الكويتية والسعودية أتت كرد فعل وليست فعلا بذاته وتلك عينة بسيطة مما يكتب ولدينا ما هو أنكى وأدهى وأمر.

 

آخر محطة: هل يمكن أن يضع بعض هؤلاء حبة ملح في عيونهم ويبدأوا كنوع من «التغيير» المستحب الدفاع عن الكويت بدلا من الإساءة المتكررة لها.

 

احمد الصراف

متى سينتهي البلاء في كربلاء؟

كتب الكربلائي، نسبة لكربلاء العراق، كاظم حبيب مقالا بعنوان «متى سينتهي البكاء في مسقط رأس الحسين؟» قال في مقدمته: «يعيش أهل كربلاء، مسقط رأسي، في كرب وبلاء دائمين، يعيش بنوها وبناتها في هم قاتل وفي محنة لا تنتهي، استشهد فيها الحسين وصحبه في صراعهم ضد الظلم والطغيان، فحوّل شيوخ الدين تلك الشهادة الى مآتم لا تنتهي بدلاً من جعلها مشهداً يجسد انتصار الانسان على الظلم عبر الاستشهاد، وأصبحت المدينة سنة بعد أخرى مرتعاً للحزن الدائم واللطم القاهر وسيل من الدماء، وكل هذا يعيش عليه ومن خلاله كثير من البشر..».
أكتب ذلك بمناسبة شريط خطبة مسجلة للداعية عبدالحميد المهاجر يقول فيها أمام جمهرة من المستمعين بأنه أصيب بمرض عام 1984، ونقل الى لندن لتلقي العلاج، وهناك قام طبيب يهودي صهيوني باعطائه ابرة نتج عنها اصابته بشلل تام، وانه كان قادرا فقط على تحريك يديه، وقد اخبره رئيس المستشفى، وذكر اسما انكليزيا، انه سيبقى كذلك حتى نهاية عمره! وقال المهاجر انه عندما اختلى بنفسه اضاء ضوء الغرفة الأحمر الذي يمنع دخول أحد عليه وتوجه بالدعاء للسيدة فاطمة الزهراء، فما لبثت ان لبت النداء وشفته من شلله وها هو الآن في تمام صحته!
انتهى المهاجر من خطبته وسط تهليل وتكبير جمهوره وسيل عارم من الدموع تملأ مآقيهم، من دون ان يكلف أحدهم نفسه سؤال الخطيب عن ملابسات ما ذكر او التيقن من حقيقة روايته أو مجرد التساؤل عن معناها.
والقصة، بكل تلفيقاتها، تتضمن اساءة غير مباشرة لمقام فاطمة، فكيف نصدق انها ترضى ببقاء العراق، وكربلاء بالذات، من دون ماء نظيف ولا كهرباء مستمرة ولا شوارع مرصوفة، ولا مدارس جيدة ولا معاهد علمية ولا صناعة، حتى نصف متقدمة ولا منازل كافية، ويعاني شعبها من البطالة والعجز والمرض والفقر ويعيش الحزن طوال قرون، كيف نرضى انها تقبل بكل هذا البؤس وتذهب الى لندن لتعالج السيد عبدالحميد المهاجر من شلله؟
ان صناعة الحزن واستدرار الدموع ولطم الصدور وشق الرؤوس لن تتوقف طالما بقي امثال هؤلاء، فمثله والمئات غيره لم يحاولوا يوماً تجيير ملحمة الحسين لتنمية الوطن أو رفع شأنه، وبث الحماسة على العمل الجاد في نفوس أهله وتقدم مجتمعه، لان جميع هذه الأمور «لا توكل خبزا» بالنسبة إليهم ولا تحافظ على مكانتهم، ويهمهم بالتالي بقاء الاوضاع على ما هي عليه، أو حتى زيادة جرعتها، مثل ما أصبحنا نراه من مواكب دينية مليونية في العراق وغيرها.

أحمد الصراف