محمد الوشيحي

عمرو موسى… شلونك؟


الله أكبر والعزة للعربان. السيد أمين عام جامعة الدول العربية، عمرو موسى، يهدد أميركا بخصوص القضية الفلسطينية: «سنمهل أميركا أربعة أشهر وبعدها سنقرر ماذا سنفعل». وأرجو أن يعذرنا البيت الأبيض والبيت الذي خلفه إذا ما امتلأت المحيطات بالفرقاطات الكويتية، وحاملات الطائرات البحرينية، والغواصات الموريتانية، والحرب الإلكترونية الصومالية، والصواريخ الذكية الجيبوتية، والتكنولوجيا المصرية، ووو، فقد بلغ السيل الزبى، وقد أعذر من أنذر. واللي يخاف من الدم يقعد في بيته ويتلمّ.

على بركة الله. خلاص، حانت ساعة الصدق. اعتبروا لوس أنجلس سقطت بعد الحصار والمنجنيق، وامسحوها من الخارطة وضمّوها إلى والي الكوفة، واعتبروا أهل تكساس يدفعون الجزية وهم صاغرون. مرحى مرحى. عليّ النعمة لنقصفنهم بالدعاء قصفاً مبيناً، فهزّوا رؤوسكم معي وأمّنوا: اللهم زلزل الأرض تحت أقدام الأميركان، اللهم واجعل نساءهم سبايا للعربان ورجالهم طعاماً للغربان، اللهم واجعل الفاتنة السمراء، كونداليزا رايس، أمةً من إماء الزميل جابر الهاجري، تعجن العجين وترضع الجنين، وتنظّف الحنطة وترتّب الشنطة، يا حي يا قيوم.

لا شك، هناك «لَبْس تفاهم» عند العرب وأمينهم العام. ولو كنت مكان عمرو موسى لتركت أميركا في أميركاها، ولتوجهت إلى العرب فأمهلتهم أربعين سنة، يقومون خلالها بإعادة ترميم أرصفة شوارعهم، ويمنعون الغش في الرغيف، ويراجعون طريقتهم في اختيار الوزراء، وفي التعامل مع المسؤولين. ففي الكويت، مثلاً، قامت حملتان متضادتان، الأولى ضد رئيس الحكومة بعنوان «ارحل»، والثانية مع رئيس الحكومة، يؤيدها بعض الوافدين بعنوان «غير السّوباح ما نبي»، أي لن نقبل أحداً غير أسرة «السّوباح»، التي هي أسرة الصُّباح الحاكمة. وهم بذلك يريدون تصوير الأمر وكأن حملة «ارحل» تسعى إلى الانقلاب على الحكم.

وكان من ضمن حملة «ارحل» محامٍ في إدارة الفتوى والتشريع، اسمه فيصل اليحيى، وفي حملة «السّوباح» المضادة، كانت تقف زميلته في نفس الإدارة. فماذا حدث في بلاد العربان؟ لا شيء جديد… المحامي تعرض للبهاديل والغرابيل، وتم تأخير ترقيته، وأوقعت عليه عقوبات شرسة، إحداها خصم نصف راتب الشهر الأول، ثم خصم ربع الراتب مدة سنة. في حين تعرضت زميلته للهواء المنعش.

فيا عمّنا عمرو موسى، دع عنك الأميركان فهم ليسوا خصوم الشعوب العربية، ووجّه فرقاطاتك إلى الحكومات العربية التي تعتبر الشعب كالكمنجة، تحزّ رقبته فيصرخ ألماً، فتتمايل هي طرباً، وحرّك غواصاتك إلى القياديين العرب الذين ما إن ينتقدهم أحد، حتى يسقط على رأسه جلمود صخر من علٍ، أكبر من جلمود الأستاذ امرئ القيس.

يا عمنا عمرو موسى، لن تستعيدوا فلسطين إلا إذا استعدتم كرامة الشعوب، فرتّب أولوياتك، ولا تكن كتلك الصبية الجامعية التي اتفقت مع زميلها على الخروج إلى أحد المقاهي، وسألته: «هيّه سيارتك نوعها ايه؟»، فأجابها: «هناك خطأ في ترتيب الأسئلة، كان يجب أن تسأليني (هل تمتلك سيارة أم لا؟) وستوفّر إجابتي عليك طرح السؤال الثاني».

يا عمنا عمرو موسى، قبل أن نهدد أميركا ونحتل كندا، أظن أن علينا توفير طبيب واحد، أكرر «طبيب واحد»، يدور بين القرى الصومالية ليعالج الفقراء والمعوزين بدلا من انتشار «المعالجين بالبصق» الذين أثروا بفحش فاحش.

يا عمنا عمرو موسى… شوي شوي على الأميركان الله يرضى عليك، وإذا دعتك قدرتك على ظلم «الناتو» فتذكر قدرة الله عليك… وحدووووه. 

سامي النصف

هل هي ثاني أغبى جريمة؟!

وصفنا جريمة قتل الراحلة سوزان تميم بأنها الاغبى في القرن الـ 21، فهل عملية اغتيال محمود المبحوح أو المذبوح هي ثاني أغبى جريمة ترتكب في قرننا الحالي؟! الجواب المختصر هو «لا» حيث حققت العملية في النهاية اهدافها ولم يقبض على الفاعلين كحال فضيحة لافون عام 54 (عملية سوزانا) واستمرت صورة ذراع جدعون المرعبة قائمة أمام القيادات المستهدفة.

يرى بعض المراقبين ان اسرائيل تعمد في بعض الاحيان للابتعاد عن النمط التقليدي في التصفية، أي القتل الفردي بكاتم الصوت، وتلجأ الى أساليب معقدة تظهر من خلالها حجم التخطيط المتقدم والابتكار في عملياتها ومن ذلك ما ذكره عميل الموساد السابق د.ميشكا بن ديفيد حول تعقيد محاولة اغتيال خالد مشعل في الاردن و..

وكان د.ميشكا وهو المختص في كتابة روايات مستمدة من عمليات حقيقية للموساد قد كتب رواية بالعبرية أسماها «الثنائي» عام 2002 تحدث فيها عن تفاصيل اغتيال قيادي حزب الله عماد مغنية عبر تفخيخ سيارته، وهو ما تم بالفعل وطبقا لنفس التفاصيل في فبراير 2008، وهي مراهنة أخرى على عدم القراءة وضعف الذاكرة التي تختص بها أمتنا.

ففي جميع عمليات تصفية اسرائيل لأعدائها من كمال عدوان وصحبه في بيروت الى تصفية مجموعة ميونيخ ورئيسها أبو إياد ومرورا باغتيالات أبوجهاد وأحمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسي وعباس موسوي وعز الدين خليل ويحيى عياش وعادل وعماد عقلة وحسن شحادة وانتهاء بمحمود المبحوح، اعتمدت على اعمال تقارب الكمال في دقة المعلومات المخابراتية والتخطيط والتنفيذ المتقن، لذا كان مستغربا ما يعتقد انه اخفاق كبير في عمليتها الاخيرة.

فهل تحتــــاج اسرائيـــل الـى ما يقارب 20 شخصا لتصفية شخص واحد لا سلاح ولا حراسة عليه، بينما قامت بمثل هذا الامر في مالطا عند تصفية القيادي فتحي الشقاقي عبر عميلين أطلقا النار عليه من أجهزة كاتمة للصوت؟! وألا تعلم اسرائيل بوجود الكاميرات في المطارات والفنادق، ولماذا لم يتم عرض شريط كيفية دخولهم الغرفة التي يفترض ان تكون قد التقطتها كاميرات الممر، وكيف تيقنوا وتأكدوا من عدم تدخل رجال أمن الفندق المتابعين لتلك الكاميرات؟!

وفي هذا السياق، بث التلفزيون الاسرائيلي اشرطة مخجلة لقيادي فلسطيني كبير ظهر عاريا في غرفة نوم كان ينتظر فيها فتاة فلسطينية شريفة راودها عن نفسها، وقد داهمه فلسطينيون كانت الفتاة قد أخبرتهم بمحاولاته المخزية، وكان رد فعله المسجل بالصوت والصورة هو «الحمد لله، فلسطينيين منيح افتكرتكم الموساد».

آخر محطة:

تهتم اسرائيل كثيرا بعملائها، ومن أمثلة ذلك وضعها شرط استعادة جثمان «ايلي كوهين» من دمشق كأحد شروط انسحابها من الجولان، والحقيقة ان اعدام كوهين كان خطأ تاريخيا ولربما محاولة للتستر على أمين الحافظ الذي دعمه، حيث لم يكن سوريا ليعتبر خائنا يستحق الاعدام، بل كان جاسوسا اسرائيليا، وقد اعتادت الدول ان تسجن جواسيس الدول الاخرى وتستنطقهم كي تبادلهم في وقت لاحق بجواسيسها أو سجنائها لدى الطرف الآخر.

احمد الصراف

اغفر لهم يا سيدي *

كثيراً ما تعاملنا الحياة بطريقة غير عادلة، ولكن قلة منا تود مغادرة هذه الدنيا، فبالرغم من كل شيء.. تبقى جميلة.
ويقال ان الزمن كفيل بشفاء كل الجروح، خارجية وداخلية. وما علينا سوى اعطاء الزمن وقتاً لكي يعمل. ومن الحكمة ألا نقارن أنفسنا بغيرنا، فليس بإمكان أحد معرفة ظروف الآخرين وما مر عليها في الحياة.
وقد يكون مهماً أن نعرف أن ليس مطلوباً منا النجاح في كل نقاش، والأهم أن نتفق مع غيرنا على أن نعيش معاً ولو بغير اتفاق.
جميعنا تقريباً يرى أحلاماً في منامه، ولكن ما هو أجمل أن نحلم ونحن مستيقظون وفي كامل وعينا.
الكثيرون يعطون أهمية قصوى لصورتهم في أعين الآخرين، والحقيقة أن هذا ليس من شأننا، وبالتالي لماذا نفكر به أصلاً، ونهتم بما يفكر به الآخرون عنا، فلندعهم وشأنهم.
جميعنا مشغولون بحياتنا، ولكن علينا أن نقضي وقتاً أطول مع من هم دون السابعة من العمر وأولئك الذين فوق السبعين.. ربيعاً، فبهم تختزل الحياة.
لا تتردد في اشعال الشمعة الكبيرة التي اشتريتها ولا في استخدام الشراشف الجديدة التي تحتفظ بها لمناسبة خاصة، وأن تخرجي طقم الصحون الفاخر من علبته ووضعه قيد الاستعمال، فليس هناك مناسبة أحسن من اليوم، وليس هناك من هم أعز من الأهل، فكل يوم هو يوم خاص، وان ذهب فلن يعود أبداً.
قد يسعدنا مشاركة الآخرين صخبهم، وحتماً يمتعنا الاستماع لشدو جميل أو موسيقى رائعة، ولكن من المهم أن نعطي أنفسنا كل يوم ولو عشر دقائق من الصمت التام، وسنكتشف كم هو رائع ذلك الشعور.. بالصمت!
بالرغم من أهمية العمل في حياتنا فانه لن يقف بجانبنا ان مرضنا. وحدهم الأصدقاء والأهل من يجيدون ذلك، فلا تقطع الاتصال بهم، وارفع سماعة الهاتف الآن وقل مرحباً لأم أو أب أو لصديق أو قريب.
وأخيراً ليس هناك من يهتم بسعادتك أكثر منك، والحياة فعلاً أقصر من أن نضيعها في كراهية الآخرين، حتى أولئك الذين أساءوا الينا، بمن فيهم أنت يا مشعل ملحم، فأنا لا أحقد عليك ولا أكرهك.
***
(*) من قراءاتي

***
• ملاحظة: انتقد أحد القراء بشدة اختصار جميع ألقاب سمو الشيخ محمد بن راشد المكتوم، حاكم دبي، ورئيس وزراء دولة الامارات العربية المتحدة، في مقال لنا عن تجربة دبي، والاكتفاء بمخاطبته بلقب «سيدي»، وقال ان في هذا نوعاً من التذلل الذي لا يليق بالليبراليين من أمثالي!! وربما نسي أن لقب سيدي يستخدم لمخاطبة رئيس أي دولة، ولو كان هو عضواً في مجلس الأمة لاضطر لمخاطبة رئيس المجلس بـ«سيدي الرئيس».

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

تشديد العقوبة على المتورطين في الحوادث المميتة

 

لعل من أهم الأهداف التي وضعها المجلس الأعلى للسلامة المرورية ضمن خطة السلامة المرورية الوطنية هو خفض نسبة حوادث الوفاة إلى 30 في المئة بحلول العام 2017، وهو هدف مهم دون شك، لكن كيف يمكن الحد من حوادث المرور المميتة وكل الدلائل تشير الى أن الأخطاء البشرية هي المسبب الأول لتلك الحوادث؟

بصيغة أخرى، إذا لم تنفع برامج التوعية للسواق طوال السنين السابقة في تغيير سلوكيات بعضهم وخصوصا فئة الشباب، فهل ستنجح الخطة بتخفيض نسبة الحوادث إلى 30 في المئة إذا ما استمرت شريحة من السواق بتعريض أنفسهم وتعريض الآخرين للخطر؟

يبدو الوصول إلى الهدف صعبا، وأصعب ما فيه هو ابتكار برامج توعية يمكن أن تزيل السلوكيات الخاطئة من عقول الكثير من السواق، ولكن، لا أظن شخصيا بأن هناك علاج فعال أفضل من تطبيق القانون بحذافيره وتشديد العقوبات على السواق الذين يتورطون مرارا وتكرارا في الحوادث المأساوية ليصل الأمر إلى سحب رخصهم كائن من يكونون.

ودون أدنى شك، فإن حوادث الوفاة التي تراوحت بين 70 إلى أكثر من 80 حادثا خلال السنوات الماضية تلزم تشديد العقوبات على المتورطين، فأرواح الناس ليست لعبة في أيدي أولئك.

ولعل هؤلاء، هم السبب في وقوع الحوادث المميتة في كل دول مجلس التعاون والدول العربية، فطبقا لدراسة أجراها مجلس وزراء الداخلية العرب، تبين أن الأخطاء البشرية وراء وقوع 85 في المئة من الحوادث التي تقع في الوطن العربي، وتعود نسبة 73 في المئة الى سلوكيات السائقين أنفسهم، ويتسبب سوء الأحوال الجوية في وقوع 4 في المئة من الحوادث، بينما تتسبب وعورة الطرق وعدم سلامتها في حوادث تراوح نسبتها بين 2 إلى 7 في المئة من إجمالي حوادث السير، كما تتسبب سلامة المركبات في نسبة تقدر بنحو 7 في المئة من تلك الحوادث فيما ترفعها دراسات أخرى إلى 22 في المئة، بينما يتسبب استخدام «الهاتف النقال» أثناء قيادة السيارات فيما لايقل عن 6

في المئة من إجمالي عدد الوفيات الناتجة عن حوادث المرور.

بالطبع، لا يمكن تعويض الأرواح التي تذهب ضحية تلك الحوادث سواء كانوا من الشباب أم من الأطفال أم من كبار السن من الجنسين، وعلاوة على ذلك، فإن الحوادث المرورية تعد واحدة من أهم معوقات مسيرة التنمية في الوطن العربي إذ تكبد الدول العربية ما يقرب من 25 مليار دولار كل عام وهو مبلغ ضخم كان من الممكن الاستفادة منه في المشاريع التنموية، ولهذا، فإنه من المؤسف أن تعتبر منظمة الصحة العالمية حوادث المرور أنها السبب الرئيس الثالث للوفاة بين سكان العالم العربي بين المرحلة العمرية من 30 إلى 44 عاما.

في مجتمعنا، ما زالت الإحصاءات السنوية تسجل حالات وفاة بسبب تلك الحوادث، وإذا سلمنا إلى أن برامج التوعية ركن مهم في التصدي للظاهرة، إلا أن الأهم من وجهة نظري، هو عدم التهاون مع السواق المتهورين والتفكير في مضاعفة العقوبة عليهم