لفت صديق نظري لمقال كتبه أحد الكارهين لكل جميل في الحياة تعلق بحادثة القبض على أحد اليهود في دولة عربية في بداية خمسينات القرن الماضي، بتهمة مساعدة اسرائيل، وكيف حكم عليه بالاعدام، وتم تنفيذ الحكم في ساحة امتلأت بعشرة آلاف «فضولي»! ويبدو ان صاحبنا نسي ان حادث سير في اي ساحة من مدننا يمكن ان يجذب الآلاف لوفرة اعداد العاطلين عن العمل والفضوليين في كل شارع وحي.
***
يقول د. مقتدر خان (*) ان هناك الكثير من القصص التي يتجنب ائمة مساجدنا التطرق اليها في خطب الجمعة، ومنها قصة «مخيرق»، اليهودي وراباي المدينة المنورة.
كان مخيرق من اغنياء المدينة، وكان زعيم قبيلة «ثعلبة» وشارك في عام 625 ميلادية في معركة «أحد» الى جانب المسلمين. وقد طلب مخيرق من قومه الانضمام اليه في الحرب، ولكنهم رفضوا لكون اليوم سبتا، وهم لا يقومون بشيء في ذلك اليوم، فلعنهم مخيرق لعدم فهمهم لمعنى «السباث»، وأوصى بثروته، ان قتل، ان تذهب بكاملها للرسول. وعندما نشبت المعركة كان مخيرق من اوائل «شهدائها»، وعندما سمع الرسول بموته، بعد ان تعافى من اصاباته البليغة، قال ما معناه انه كان افضل اليهود.
انتقلت تركة «مخيرق» للرسول وتضمنت سبعة بساتين، وثروات اخرى، وشكلت نواة اول وقف في الاسلام، وساهمت تلك الثروة، حسب قول «مقتدر خان» في التخفيف من عوز الكثيرين في المدينة.
***
ان مثل هذه القصص لا يميل لسماعها او التحدث عنها الكثير من الدعاة ورجال الدين والمتاجرين فيه، من كتاب وغيرهم، لانها ببساطة تشكل خطرا على مكانتهم وقوت يومهم. فتجارة الكثير من هؤلاء تعتمد على بث الفرقة بين المسلمين وغيرهم، وتكريس كراهية الآخر وبث الاعتقاد بان جميع اليهود مجرمون وغيرهم سفلة منحطون وان من صميم اهداف هؤلاء الاساءة لنا ولديننا والعمل على افنائنا!
(*) مقتدر خان، استاذ الدراسات الاسلامية في جامعة ديلاور في اميركا.
أحمد الصراف