علي محمود خاجه

بوفيصل

لأن الأنفس يا «بوفيصل» وجدت أن باب اللصوص هو الأسهل للثراء والوجاهة، فناقلاتنا التي سرقت قبل 20 عاماً لم تجد من يردعها، بل إن «الحرامي صار بالصف الأمامي».

«بوفيصل» ألم تتساءل: لماذا يضرب الكويتيون مواطنيهم من رجال الأمن، لإرضاء القبيلة؟

لأن الدولة يا «بوفيصل» رسخت القبيلة والطائفة والعائلة على حساب الأرض، فإن كنت عجميا فلن يخلّص ويسهّل أمورك سوى العجمي، وإن كنت شيعيا فلن تحتمي وتلجأ لتسيير شؤونك إلا للشيعي، بل إن الدولة يا «بوفيصل» قررت أن تمنح حتى مقاعدها التنفيذية في الحكومة بنظام الكوتا غير المقننة، فالشيعي يأخذ مقعداً أو مقعدين كأقصى تقدير، والمرأة كذلك، والقبلي كذلك، والتاجر أيضا وهلمّ جرّا.

«بوفيصل» ألم يتبادر إلى ذهنك تساؤل ملح عن سبب تراجع الإبداع الفني والرياضي والعلمي والأدبي والثقافي في الكويت؟

لأننا يا «بوفيصل» فرشنا السجّاد الأحمر لدولة الفتوى وأغفلنا دولة القانون، فالمهري يخبرنا ماذا نلبس وهايف يلزمنا لأي بلد نسافر، وعدنان يحدد لنا من يدخل البلد، والرفاعي يحرّم كرة القدم، ونحن أصبحنا لا نعلم من نحن، ولمن نعمل ألكويتنا نعمل؟ أم لوهابي أم إخونجي أم لهذه أم تلك الحوزة؟

«بوفيصل» ألم تستغرب من أن هدر المال بإسقاط القروض أو ما يُدعى بالإنقاذ الاقتصادي أصبح هو ديدن المجلس والحكومة؟

لأن المقترضين يسمعون يوماً تلو اليوم بأن الفوائض وسعر البرميل تنامى على مدى أربع سنوات من دون وجود مشروع واحد… مشروع واحد فقط سواء كان صحيا أو تعليميا أو سكنيا أو على صعيد البنى التحتية قيد التنفيذ، فنحن لم نسمع عن مشروع تقوم به الدولة طوال السنوات الأربع الماضية سوى ستاد جابر الذي تنفذه شركة رئيس مجلس الأمة، وهو متأخر عن موعد تسليمه لعامين ونصف إلى الآن دون إلزامه بشرط جزائي واحد، فلماذا نستغرب ونحن نرى أموالهم لا تذهب سوى إلى اللصوص وأصحاب الكروش؟

«بوفيصل» قبل أن أتركك، هل تعلم أن شابين قاما بضرب شاب قبل أيام، وجرمه الوحيد هو أنه كان يستمع إلى الموسيقى في سيارته؟!

«بوفيصل»… وفقك الله في عامك الثالث لما فيه خير الكويت.

خارج نطاق التغطية:

عبدالله مندني، وسيد هادي العلوي، ويوسف خضير علي، وعامر فرج العنزي، وجاسم محمد علي، مبارك علي صفر، وإبراهيم علي صفر، وخليل خير الله البلوشي، وخالد أحمد الكندري، وحسين علي رضا، ومحمد عثمان الشايع، وبدر ناصر العيدان… شهداء القرين كم نحتاجكم اليوم؟!

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

علي محمود خاجه

email: [email protected]
twitter: @alikhajah

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *