حسن العيسى

الاثنان يفتقدان الاثنين

مازال هناك صراع بين غرفة التجارة ومعها البنوك من صوب وجماعة صندوق العشرة مليارات للتنمية من الصوب الآخر، هو صراع لم ينته ولو لم يكن هذا حقيقة لما كانت هناك حاجة إلى أن تنشر الصحافة بيان الغرفة الذي تنفي فيه وجود أزمة تمويل لدى البنوك، وأن المسألة لا تعدو أن تكون "… إشكالات تنظيمية وتشريعية وإدارية…" وهذا صراحة لم أفهمه..! ويبلغ الاعتراض على صندوق الدنيا الذي سيجعل الكويت سنغافورة الخليج مداه في عبارة الشال "… وقد لا تكون مشكلة في الأصل، ويبقى الجهد المبذول كله جهداً ضائعاً يشكك في جدوى وجوده خطة التنمية…"، وترفض الغرفة التمويل الموازي الذي سيخلقه صندوق العشرة مليارات وتطالب الحكومة بـ"… تغطية الفرق بين التمويلين التقليدي (مالهم) والموازي (مال الصندوق)…" بكلام آخر لابد من عون الدولة للبنوك رغم زعمها أنها لا تعاني أزمة شح أموال للائتمان، وكأن البنوك ليست عاجزة عن تحصيل ديونها المستحقة على الكثير من الأفراد والشركات التي اعسرت وهي مفلسة واقعاً وليس قانوناً نتيجة الكارثة المالية العالمية عام 2008 والمستمرة إلى اليوم وربما إلى الغد.
القضية تظهر كأنها معركة بين القطاعين العام والخاص، القطاع الخاص هو البنوك وأهلها، والعام هو الحكومة "الشعبوية" ويمثلها مشروع الشيخ أحمد الفهد واللوبي الذي معه، وفي طليعتهم النائبة رولا دشتي "والذين يؤكدون بدورهم شح تمويل البنوك، وهم يرون أنه لا فائدة اليوم من "تمويلات" البنوك التي تقر الغرفة بوجودها، لكنها ترجع في سببها إلى إجراءات تنظيمية وتشريعية وإدارية لا إلى وجود أزمة خانقة للبنوك تسكنها مهدئات الحكومة الضامنة للودائع، ويتكفل بها وبشركاتها المدينة بأموال فلكية البنك المركزي… فهنا من جديد عودة إلى الحضن الحكومي الدافئ لضمان أن يبقى الكبار كباراً والأثرياء أثرياء، ولو في الشكل والمظهر رغم أن الأزمة المالية العالمية خسفت بهم الأرض.
لم يعد الحوار قاصراً على أيهما الأفضل للتنمية "غير المستدامة" البنوك والغرفة من ناحية أم الصندوق وجماعة الشيخ أحمد الفهد من ناحية أخرى، مع أن الشيخ أحمد أبدى مرونة ودبلوماسية متجاوباً مع أي رأي آخر مخالف مادام في مصلحة مشروع التنمية… لكن بعض الخبثاء يشيعون همساً أحياناً و"زعيقاً" في أحيان أخرى بأن مشروع الصندوق هو مشروع شراء ذمم وتوسعة للولاءات السياسية للشيخ أحمد الفهد لا أكثر…! القضية ليست مسألة قطاع عام أو خاص، ففي النهاية الكويت كلها هناك قطاع عام يرضع من ثديه القطاع الخاص، والقطاع الخاص هنا ليس أصحاب البقالات والمشروعات الصغيرة إنما "أكبرها وأسمنها". والصراع هناك بين الكبار بعضهم والبعض الآخر، ولا شأن "لمكاريد" الكويت فيه، فالبنوك لن تقرضهم بشروط عادلة وبدون فوائد مريعة تعجزهم وتذهب بأحلامهم في النهاية، وخيرات صندوق الدنيا لن يدخل دينار واحد منها إلى جيوب الزملاء الكتاب في جريدة "الجريدة" وغيرها… فالعالم الكويتي لاهٍ في مسلسلات السذاجة الرمضانية، وغارق في غبقات الدواوين، وثقافة الصحافة الراسخة عن "انقلاب سيارة ووفاة قائدها، والقبض على عصابة آسيويين يصنعون الخمور المحلية في الشهر الكريم…".
ماذا لو وضعت الحكومة بضعة ملايين بسيطة لإصلاح العوج في جل مرافقها المهترئة؟… ماذا لو تحركت الحكومة لخلق مسرح جاد ودور ثقافة وتنمية الوعي الضحل عند الكثير من شبابنا, ماذا لو استثمرت في بناء الكفاءات للشباب من الجنسين… ماذا لو اهتمت الحكومة بثقافة الإنسان لا بالأسمنت والبنيان… لكن ماذا أقول وكلامي في النهاية "ضايع". ختاماً ليست العبرة بأيهما أفضل الخاص أم العام، لكنها تكمن في شرطي الكفاءة والنزاهة وقد يكونان في أي من القطاعين والأكيد أن الاثنين يفتقدان الاثنين.

احمد الصراف

العلاقة بين الصاروخ وقفا الحصان *

تبلغ المسافة الفاصلة بين أي خطي سكة حديد في أميركا 4 أقدام و8.5 إنشات، وهو قياس غريب ومثير للعجب، فكيف تم اختياره؟
كان المهندسون البريطانيون أول من بنى خطوط السكك الحديدية في أميركا، وبالتالي كان من الطبيعي تقيدهم بالمقاسات المتبعة في بلادهم! ولكن لماذا اتبع الانكليز هذه المقاسات الغريبة؟ لأن خطوط السكة الحديدية بنيت من قبل المصانع نفسها التي بنت خطوط الترام، والتي سبقت القطارات في الاستخدام، وعرض خطوط الترام كان 4 أقدام و8.5 إنشات! ولكن لماذا حدد هؤلاء خطوط الترام بهذه الأبعاد! لأن صانعي خطوط الترام كانوا يصنعون كذلك معدات وأدوات عربات نقل البضائع والركاب التي كانت تستخدم على الطرق الخارجية، وكانت المسافة بين كل عجلتين متقابلتين 4 أقدام و8.5 إنشات! ويطرح السؤال نفسه مرة أخرى، والجواب أن مصانع العربات اكتشفت أن أي تلاعب في هذه المسافة المحددة والغريبة بين العجلات سيعرضها للكسر على الكثير من طرق المسافات الطويلة، وخصوصا القديمة منها، والتي يسبب مرور العجلات عليها مع الوقت حفرا وأخاديد على الأرض الرخوة، وخروج العجلات من هذه الأخاديد سيعرضها للكسر لا محالة. وهذه الطرقات أو الأخاديد تكونت أساسا من أيام الامبراطورية الرومانية التي كانت تحكم انكلترا قبل اكثر من 2000 عام، وكان الرومان اسبق من غيرهم الى صنع عربات النقل والقتال المعروفة بالشاريوت، التي كانت عبارة عن عربة صغيرة تتسع لوقوف جندي فيها يجرها حصانان، وبالتالي كونت عجلاتها تلك الأخاديد التي اتبعها الآخرون بدقة خوفا من تعرض عرباتهم للكسر ان خرجت منها، وكانت الأبعاد بين عجلتي مركبة الشاريوت، التي كانت تصنع في روما، واحدة، وحددت لكي تتعادل وتتوازن مع قياس خلفية الحصانين اللذين يجران العربة، وبالتالي فان قياس خلفية حصانين هو الذي حدد المسافة بين خطي السكة الحديد!!
الأمر لم ينته هنا، بل يشمل أمورا أخرى أكثر خطورة. فعندما نشاهد اليوم مكوك الفضاء واقفا بشموخ على منصة الانطلاق نلاحظ وجود جسمين مستطيلين على جانبيه يمثلان البوسترات، أو الصاروخين اللذين يساهمان بـ %83 من قوة رفع ودفع المكوك في الفضاء وخاصة في الدقيقتين الأوليين من الانطلاق.
وتصنع هذه البوسترات في ولاية يوتاه التي تبعد عن مركز اطلاق المكوك.
وبالرغم من ان مصممي ومصنعي البوسترات كانوا يفضلون صنعها بحجم أكبر وأعرض، لكن عملية نقلها من المصنع لمركز الانطلاق حددت شكلها الحالي، حيث انها تنقل بالقطارات، وهذه تمر عبر نفق في أحد الجبال. وأنفاق القطارات مصممة أصلا لتكون أعرض قليلا من خطوط السكك الحديدية، وخطوط السكك الحديدية، كما تعرف الآن، صممت أساسا بقياس خلفية حصانين اثنين، وهكذا نجد ان تصميم مكوك فضائي يمثل قمة التقنية التي توصل اليها البشر في عالم المواصلات، قد تأثر وتحدد شكله وأبعاده قبل أكثر من ألفي عام من خلال مؤخرتي حصانين!!
• • •
• نقلا من الإنترنت بتصرف

أحمد الصراف

علي محمود خاجه

عيب… وغلط… ومو صحيح

لم ننتقل بعد إلى مرحلة الأحزاب السياسية في التسمية فقط، ولكننا نعامل التيارات السياسية الموجودة كأنها أحزاب، فكل تيار له لوائحه التنظيمية وطلبات انتسابه وغيرها من شؤون تنظيمية أخرى، وكل تيار له برنامج عمل، أو من أعرفهم على الأقل، فـ»حدس» و»المنبر» و»التحالف» والبقية البارزة كذلك. «طيب»… ما الهدف من الانتساب إلى تيار سياسي معين؟ كما أرى فإن المنتسبين إلى التيارات السياسية ينقسمون إلى ثلاثة أقسام: الأول، ينتسب لإظهار تأييده للتيار، فنجد هذا النوع هو من لا يشاهَد إلا في الملتقيات والأحداث التي ينظمها تياره كالندوات والملتقيات الأخرى. الثاني، هو من ينتسب لأسباب كالروابط القوية مع رموز هذا التيار وقد يعمل أحياناً في تقوية وتسويق تياره بوسائل مختلفة. أما الثالث، وهو الأهم برأيي، فهو من يعمل فعلاً ويجنّد نفسه لخدمة التيار والدفاع عن أهدافه ومبادئه، بل إن هذا النوع هو من يصنع الأهداف والمبادئ ويتحول حينئذ إلى رمز من رموز التيار، حتى وإن كان لا يشغل أي منصب في أمانته العامة أو مكتبه التنفيذي أو أياً كان مسمّاه، وهذا النوع في الغالب لا يتجاوز أفراده العشرين شخصاً مهما كبر حجم أعضاء التيار أو صغر. وبما أن أحزابنا السياسية غير المشهرة والمعروفة بالتيارات السياسية تؤثر وتتأثر في كياني السلطتين التنفيذية والتشريعية، فإن هذا يعني أن تعاطي السلطتين مع أفراد التيارات السياسية وتحديداً من النوع الثالث يختلف عن طبيعة تعاطيهما مع بقية أفراد الرأي العام، بمعنى أن وزير الكهرباء مثلاً حين يستمع إلى شكوى من مواطن عادي فإن تعامله مع هذا الشكوى سيختلف عن تعامله مع شكوى أحد رموز التيارات السياسية، وهو الحال الذي يسقط على النواب أيضاً وتفاعلهم مع المواطن العادي والتيار السياسي، والسبب باختصار هو أن المواطن العادي في الغالب لا يتمكن من تشكيل المواقف القوية التي قد تشكل هاجساً للسلطات كتلك المواقف التي من الممكن أن يقوم بها التيار السياسي. لذا فإننا إن وجدنا أي تيار سياسي أو رموزه يستغلون تلك المعاملة المميزة من السلطات لتمرير وتخليص أمورهم الخاصة سواء كان ذلك التيار يمثلنا أو ينافسنا، فإن هذا وبكل تجرد فساد واستغلال نفوذ مرفوض. فما هو مرفوض بالنسبة لي من ممارسات «حدس» هو مرفوض لي إن مارسه رموز «المنبر» و»التحالف»، ولن أفهم أبداً أي تبرير بقانونية أو مشروعية العمل من عدمه، فتساؤل لماذا حصل هذا الرمز على هذا العمل أو المنصب؟ سيظل محل شك وريبة. برأيي الخاص إن من يريد العمل السياسي المحترم يجب أن ينأى بنفسه عن أي صفقات تحقق الوجاهة الاجتماعية أو الربح التجاري، خصوصاً مع أطراف لا يقوم التيار السياسي أصلاً إلا على التعامل معها ومتابعتها ومراقبتها. قد يكون الاختيار صعباً وقد يكون ترتيب الأولويات غير يسير أبداً وقد نخسر طاقات مفيدة للتيارات السياسية، ولكن هذا هو الحال القائم، ولا أود أن يموت تيار بسبب جشع بعض رموزه أو قرارات فردية حمقاء. ملاحظة: كنت آمل ألا أكتب عن السياسة في رمضان ولكن الظروف أجبرتني على ذلك. خارج نطاق التغطية: بما أننا دولة تمنح الـ30 من رمضان عطلة، فإني أطالب بأن يكون الخامس من شوّال عطلة مرة واحدة. وعيدكم مبارك مقدماً.

سامي النصف

دموع على أستار الكعبة

كعادته كل عام دعا السيد عبدالعزيز البابطين مجموعة من الشخصيات الكويتية لأداء العمرة في هذه الأيام الرمضانية المباركة وللقاء كبار المسؤولين في المملكة العربية السعودية الشقيقة.

تزامن وصولنا الى مكة المكرمة مع موعد الإفطار فأفطرنا وصلينا ثم بدأنا في أداء المناسك بعد أن لاحظنا بادرة طيبة لرجال الأمن السعوديين وهي نصح غير المعتمرين بعدم دخول المسجد الحرام حتى انتهاء صلاة العشاء مما سهل عملية الطواف حتى قاربنا أستار الكعبة التي ابتلت بدموع الطائفين والزائرين.

ثم انتقلنا للمسعى الذي تمت توسعته فأصبح ميسرا على المعتمرين ونقولها بصدق إنه لا توجد دولة في تاريخ العالم اعتنت بالأماكن المقدسة الموجودة على أرضها كما تقوم بذلك المملكة العربية السعودية الشقيقة، وقد صادفت زيارتنا وصول خادم الحرمين الشريفين لتدشين مشروع سقيا زمزم، كما شاهدنا بدايات العمل الجاد في مشروع توسعة الملك عبدالله للحرم المكي والتي ستتسع لمليوني مصل وستزيد مرة ونصف المرة عما هو قائم الآن.

تشرفنا بعد أداء المناسك بلقاء صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الذي نقل تحياته القلبية للقيادة والشعب الكويتي، متمنيا استمرار مسيرة الخير والرفاه للبلدين الشقيقين، ومكررا أن ما يمس الكويت يمس المملكة العربية السعودية.

ثم توجهنا لزيارة سمو الأمير الملكي أحمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية، وتم تبادل الأحاديث معه، ومما ذكره سموه انه يجب ان تتوقف الخلافات القائمة بين المسلمين كونها تضيع الموارد دون فائدة وتهلك الزرع والضرع وتخالف تعاليم رب العباد الذي خلقنا شعوبا وقبائل لنتعارف لا لنتعارك، وردا على سؤال عن عدد المعتمرين هذا العام أجاب سموه بأنهم قاربوا الـ 4 ملايين معتمر، وقد حضر جانبا من اللقاء سمو الأمير الوليد بن طلال الذي أثنى على اللقاء والحوار الذي تم وتمنى تكراره أكثر من مرة خلال العام، وقد تناولنا وجبة السحور على مائدة الأمير أحمد وأبنائه الأفاضل قبل التوجه للمطار للمغادرة للكويت.

آخر محطة:

«السعي بين الصفا والصفوة» هو ما جرى لبعض أعضاء الوفد ممن التبس عليهم الأمر بعد انتهاء مناسك العمرة فسعوا لأكثر من سبع مرات بين فندقي الصفا والصفوة.. وكله أجر وعافية إن شاء الله!

احمد الصراف

محطة الشيخ

يمتلك أحد أفراد الأسرة الحاكمة في الكويت قناة تلفزيونية جديدة، وربما رغبة في خلق شهرة للقناة بأي ثمن، حتى على حساب الذوق العام والتربية السليمة، فقد قام اثنان من مقدميها الشباب باستضافة ج. ش، المعالج الروحي والمتخصص في فك السحر، وصاحب الطرق السرية في التخاطب مع الجان، ليقوم بمعالجة أمراض المشاهدين المتعلقة بالتلبس والجن والأرواح، وعلى البث المباشر، ولم يتردد الضيف المعالج، الحليق الشارب واللحية، من إعطاء رقم هاتفه النقال للمشاهدين، والطلب منهم الاتصال به وزيارته ليقوم بفك السحر عنهم، وانه سيأخذ مالا منهم في المقابل، ولكن من كانت ظروفه صعبة فسيتسامح معه!
بدأت الحلقة، والتي شاهدت جزءا منها على اليوتيوب على الرابط التالي:
www.youtube.com/watch?v=u_Vw5Q_0FNE  والتي نقلت للعالم أجمع مدى ما تتسم به عقول بعضنا من تفاهة وقلة فهم، بسؤال لسيدة تشكو من أنها ترى أيدياً بشرية حولها، فاختصر صاحبنا الجواب، مقاطعا المتصلة، طالبا منها الاتصال به ليعالجها! وعندما سأل أحد مقدمي البرنامج عن كيفية تحضير الجن وكيف نعرفه؟ أجاب الخبير المعالج، وبطريقة ركيكة وجمل غير مترابطة، غير ذات معنى واضح، ومضحكة أيضا، بالتالي: «سين من الناس ذهب لساحر، وهذا الساحر مضمون %100، ولديه تعامل مع رئيس عصابة من الجن، وهذا الجني غير شريف وقذر ونذل ولئيم ومجرم وطلب مساعدته، ولكن هذا لا يقوم بالمساعدة من غير قيام المجرم البشري، أي الساحر، بأداء شيء للجني كمعصية مثلا، وبعدها يقبل الجني بأداء المطلوب إن فعلت فيه المعصية!! ويذهب الجني إلى عالم الجن، ويطلب أن يحضروا له يتيما، لماذا يتيم؟ لأن لا أحد يسأل عنه إن اختفى أو يدعي عليه، لأن الجن عندهم دعاوٍ ومحاكم وكل شيء مثل دوائر الشرطة وكل شيء.. مثلنا، وبالتالي فإما يخطفون يتيما أو يصبحون مثل بعض الذين قمت بعلاجهم اخيرا، وهم 3 بنات قامت زوجة أخيهن بإدخال الجن فيهن، فعالجتهن، فقلت للجني عبدالله، القادم من الصبية، وعمره 30 سنة، ومحمد البصام: أنتو من أين أتيتوا؟ فقالوا …..»! وهكذا يستمر كلامه وسط ذهول مقدمي البرنامج الأكثر سذاجة منه، وربما منا، من غير تسلسل ولا ترابط ولا معنى، إضافة الى كم آخر من الكلام الفارغ الخالي من أي منطق، وافتقاره حتى للسرد الطفولي الواضح، ويبدو أن الهدف يكمن في تخريب العقول وكسب المال بأسهل الطرق. والمشكلة أننا نفتقر الى نصوص قانونية واضحة يمكن بها تجريم هذه الأعمال، ولا يبدو أن أعضاء مجلس الأمة، ولجنة الظواهر السلبية بالذات، في وارد التفكير بتشريع ما يمنع مثل هذا التخريب العقلي، لأنهم ببساطة من المستفيدين في نهاية الأمر من انتشار مثل هذا الهراء وهذا الخراب الفكري والعقلي. ولا نملك بالتالي غير أن نتمنى على الشيخ صاحب القناة وضع حد لمثل هذا الابتذال الخلقي والتخريب العقلي، الذي ربما لا يكون عالما به، رحمة بأعصاب الناس وبعقول العامة، فكيفينا ما نحن فيه من تخلف وبعد عن العالم وكأننا لا نزال نعيش في القرون الوسطى.

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

بين ياسر وراضي


معلش، المقالة هذه تتنقل من شارع إلى شارع، وكي تصل إلى شارع البساتين ستمر مُكرهة بشارع المجاري. والحديث عن دناءة المعمم الهارب، أو المُهَرَّب، ياسر الحبيب، وافتراءاته وطعنه في شرف أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهم، ومن قبلهم الرسول صلى الله عليه وسلم، يشبه السير في شارع مملوء بالقاذورات، أجلكم الله، فأغلقوا أنوفكم كلما مر ذكره.

هذا الدنيء استقى أفكاره من المجاري فلوّث العمامة التي يرتديها قبل أن يلوّث أي شيء آخر. وأتحدى أكبر مخرج أفلام خلاعة أن يتخيل ما يتخيله هذا الشاذ المقزز في خطبه ومحاضراته. سوّد الله وجهه.

يأتي هذا في وقت يتقدم فيه المعمم الشيعي الفاضل راضي الحبيب بكبرياء الواثق المتواضع نحو المسجد الكبير، ليشارك إخوانه السُّنة صلاتهم، لذا فالحديث عن راضي الحبيب كالتنقل ما بين بستان وروضة، فافتحوا أنوفكم وصدوركم لاستنشاق أزكى الروائح. ومن الظلم أن نضع الشيخ راضي في مقارنة مع الدنيء المنتن ياسر الحبيب، فالشوارع مختلفة.

خطوة الشيخ راضي الحبيب، أقصد مشاركته أهله السُّنة صلاة القيام في المسجد الكبير، تؤكد لنا أن الراحل العظيم السيد محمد حسين فضل الله لم يمت، وأن بذور أفكاره نبتت وتدلّت ثمارها… وكنا في لبنان لتصوير حلقات برنامجي المقبور «مانشيت»، المخرج والزميل سعود العصفور، رئيس فريق إعداد البرنامج، وأنا، عندما خطر ببالنا استضافة السيد فضل الله في الغد للحديث عن تشرذم المسلمين، فاتصل الزميل سعود العصفور بمنزل السيد، وتحدث مع سكرتيره، فطلب سكرتيره إمهاله دقائق ليبلغ السيدَ الأمرَ، وبالفعل، تلقينا اتصالاً من السكرتير خلال أقل من أربع دقائق يخبرنا فيه بموافقة السيد وترحيبه بنا صباح الغد.

الجميل في الموضوع، أن السكرتير سأل: «هل تعرفون عنوان بيت السيد؟»، فأجابه سعود: «لا»، فأخذ يصف له الطريق: «… وعندما تصل إلى الجامع الفلاني تسأل وسيجيبك المارّة». إذاً هكذا؟ لا حراسة ولا بوابات أمنية ولا مسلحون ولا ولا ولا… إنها كبرياء التواضع وعظمة البساطة يا سيدي.

ولسوء حظنا وقفت الظروف عائقاً بيننا وبين مهمتنا، فاتصلنا نعتذر وطلبنا تأجيل اللقاء… رحمك الله يا سيد يحبه الجميع، ويحرص على إسقاء بذوره العقلاء، ومنهم الشيخ راضي الحبيب.

على أن الشيخ راضي الحبيب لم يزعج الناس بفاكساته الصفراء المسمومة، ولم يحرّض الجهّال على شق الصفوف ويعلن دعمه لهم في الانتخابات، بل تعامل مع وطنه كما تتعامل الأم مع وحيدها الذي رُزِقَتْهُ بعد طول انتظار، وكما يتعامل النحّات مع تحفته الثمينة، ينظفها بفرشاته صباح كل يوم، ويغطيها قبل النوم خوفاً عليها من ذرات الغبار.

***

وكما أن أهل الدين مختلفون، كذلك يختلف أهلُ السياسة بعضُهم عن بعض، فمنهم من قاتلت لتعيين زوجها بدرجة وكيل وزارة، ونجحت، ومنهم من يطلب من ابن عمه عدم قبول المنصب الذي حصل عليه عن طريق الانتخاب لا التعيين الحكومي.

مسلم البراك وأحمد البراك… لم تأتيا بجديد، لذا لم نندهش من موقف بطولي كهذا، فإذا أنتما لم تفعلا ذلك فمن يفعله. معلش، الهامات ليست متساوية، والنفوس كذلك.

سامي النصف

الأحلاف ومفخرة إخراج الأمريكان

يذكر الزميل العزيز فؤاد الهاشم في أحد مقالاته أنه زار ذات مرة اليمن الجنوبي بعد استقلاله، فسأل مستقبليه عمن بنى مطارهم فأجابوه «الإنجليز»، وسألهم ثانية عمن بنى الطريق الذي يربط المطار بالمدينة فأجابوه «الإنجليز»، وسألهم ثالثة عمن بنى الفندق فأجابوه «الإنجليز»، فسألهم رابعة: وأنتم ماذا فعلتم؟ فأجابوه بزهو وفخر شديد: «نحن من أخرج الإنجليز».. كفو!

والتقيت ذات مرة بصحبة راحلنا الكبير د.أحمد الربعي بمسؤول عماني كبير كان مناضلا معه في حرب ظفار، وكان مما قاله الربعي ووافقه عليه ذلك المسؤول العماني، فرحه وسروره لفشل ثورتهم في ظفار مما جعل سلطنة عمان تضحى بصورتها الزاهية الحالية في وقت دمرت فيه الثورية والماركسية اليمن الجنوبي، ومما قاله الربعي انه اختلف ذات مرة مع بائع سمك في سوق عدن على السعر، وذكر له أن الأسعار كانت أرخص أيام الإنجليز، فأجابه البائع «أرجع لنا عهد الإنجليز وخد ما تريد من السمك.. ببلاش».

مع انتهاء الحرب الكونية الثانية ورعب الولايات المتحدة من امتداد الخطر الشيوعي، عرضت أميركا على دول غرب أوروبا الجائعة والمدمرة مشروع حلف عسكري (الأطلسي) وتنمية اقتصادية (مارشال)، وتقدمت بمثل ذلك لدول شرق آسيا فقبلت تلك الدول بذلك المشروع الأميركي الذي حفظ مواردها بمنع الحروب فيما بينها، إضافة إلى تسريب التقنية الأميركية المتقدمة لها في الصناعة والزراعة وفتح الأسواق الأميركية لمنتجاتها مما أدى الى تطورها الزراعي والصناعي والتقني والثراء الشديد الذي أصاب بلدانها.

عرضت الولايات المتحدة آنذاك مشروعا مماثلا هو حلف بغداد العسكري الذي يضم دول المنطقة العربية وتركيا وباكستان وإيران، إضافة إلى مشروع أيزنهاور الاقتصادي الذي يتضمن حلا دائما للمشكلة الفلسطينية عبر عودة البعض وتعويض البعض الآخر، وقد قبل بحلف بغداد محترفو ودهاة الساسة العرب أمثال نوري السعيد وكميل شمعون، ورفضه ضباط مجلس قيادة الثورة في مصر ممن لا يفقهون في أمور السياسة شيئا، مما نتج عنه حرب السويس وعشرات الحروب التي تلتها وحرمان المنطقة من التقنية الغربية وفتح أسواق أميركا لمنتجاتنا.. وعفية ثنائي هيكل وأحمد سعيد.

هذه الأيام تتكرر الغلطة الكارثية برفض حلف بغداد، ويفخر بعض الغوغاء العرب بخروج القوات الاميركية من العراق، ولم يقل لنا أحد من سيعوض الدور الأميركي في العراق وهل سترسل بعض الدول قوات للاحلال محل ما سمي بقوات الاحتلال لمنع الاقتتال الأهلي على أرض السواد؟ أم ستقوم تلك الدول بإرسال الذخائر والمتفجرات والمحرضين للعراق لتفجيره ثم إلقاء اللائمة كالعادة على الآخرين.

آخر محطة:

استضافتنا قبل مدة الإعلامية البارزة منتهى الرمحي ضمن برنامجها الشائق «بانوراما» على فضائية «العربية» للحديث حول إمكانية تحالف عربي مع بعض القوى الدولية أو المحيطة ردا على تحالفات الأعداء، وكان مما قلته أن أحدا لم يعد راغبا في التحالف معنا خاصة ونحن نحج والناس عائدة، فالدول الغربية لم تعد بحاجة لنا بعد سقوط الاتحاد السوفييتي وانحسار المد الشيوعي، أما الدول الإقليمية فبعضها طامع فينا وهو الخطر علينا فلماذا يقبلون بخلق أحلاف معنا؟

حسن العيسى

دعم ثروة العنوسة

لماذا أقلقت حالة العنوسة النائب فيصل الدويسان حتى يتقدم باقتراح الدعم المالي بمبلغ 15000 دولار للمتقدمين من الرجال لخوض غمار مخاطر الزواج من ثانية، التي يجب أن تكون بمواصفات "عانس" وتجاوزت الأربعين عاماً أو أرملة أو مطلقة؟ وسؤالي إلى النائب ما إذا كان اقتراحه "الإنساني" يختلف عن مشاريع دعم مربي الماشية والغنم أو من في أحكامهم؟ فالمسألة هنا لا تختلف في جوهرها، فتدخل الدولة يصبح ضرورة في عرف النائب لدعم الثروة الحيوانية أو موارد الثروة النسائية.
لا أدري لماذا توحي كلمة عانس أو عنوسة بدرجة ما من التحقير والاستهزاء الاجتماعيين للنساء اللواتي لم يحالفهن الحظ في الزواج… يقيناً إن الحط والتحقير هنا قاصران على النساء بحكم عاداتنا وتقاليدنا السامية، فكلمة "عانس" اجتماعياً لا تمتد إلى الرجال، فالرجل غير المتزوج نسميه "عازباً"، وهو في كثير من الأحيان موضوع حسد وغيرة من المتزوجين الذين أضاعوا حقوق الفرفشة، أو قلل الزواج مساحة حدود حرياتهم في اللهو غير البريء، أو خفض على الأقل استعمال اختياراتهم لانتقاء الأفضل (أو ربما الأجمل) من أسواق النساء وفقاً لنظرية داروين في البقاء للأفضل.
أياً كانت مرامي النائب في مساعيه إلى حل أزمة عانسات الدولة، فإن اقتراح الخمسة آلاف دينار لا يبدو الحل السليم لفاقدات الحظ، فهذا المبلغ إن كان يكفي للمهر فلن يعالج كبرياء الزوجة رقم واحد حين يتزوج الرجل من الثانية، ولن يسد المبلغ أي جزء من أعباء طلبات البيت الآخر ما لم تكن الزوجة رقم 2 ثرية ولا تمانع في المساهمة المالية! أياً كان الرأي في اقتراح النائب فيصل الدويسان لحل معضلة عوانس اليوم، فإنه من المؤكد سيفتح الباب لتجار "الزيجات" مثلما فتح قانون الكفالات أبواب الخير لتجار الإقامات، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى، يظهر يقيناً أن مشروع النائب هو تشريع لسوق الجواري بوجه إنساني معاصر، و"هجي ديرة يبيلها هجي اقتراحات بقوانين".
ملاحظة: ورد خطأ أمس الأول اسم المؤرخ غانم يوسف شاهين الغانم في عنوان المقال، أما عدد كتبه التراثية فهو تسعة لا خمسة، يتحدث معظمها عن ذكريات الكاتب في الكويت القديمة.

مبارك الدويلة

هل الاجتماع رسمي أم ودّي؟

طلب مني بعض الاخوة أن ابدي رأيا في اجتماع لجنة الظواهر السلبية في مجلس الأمة بسمو رئيس مجلس الوزراء في ديوانه أو مكتبه.. وأقول: ان كان الاجتماع الذي عقد خارج أسوار مجلس الأمة هو اجتماع رسمي للجنة برلمانية، وجهت فيه الدعوات لحضوره وأخذ رقما مسلسلا وحدد له جدول اعمال واتخذت فيه قرارات، فهذا اجتماع باطل ولا اذكر له سابقة!!
أما اذا كان اجتماعا وديا، أي لم توجه فيه دعوات للحضور، بل هولقاء تشاوري وحوار أخوي لابداء الآراء وتبادلها في قضايا معينة، فهذا أمر آخر، لا حرج فيه، إذ لا يمكن أن نحجر على اعضاء مجلس الامة ما يتحدثون فيه أثناء زيارتهم للمسؤولين في مكاتبهم أو دواوينهم، كما لا يمكن ان نمنعهم من زيارة مكتب مسؤول أو ديوان شيخ لمجرد حديثهم عن قضايا عامة تهم الناس. واطلعت على ما نشرته احدى الصحف من تعليقات عدد من اعضاء مجلس الأمة، منتقدين اجتماع اللجنة مع سمو الرئيس، فلاحظت الانتقائية في اختيار الاعضاء، حيث ان معظمهم ممن عارض بالأصل تشكيل اللجنة عندما فاز بها من لا يعجبه.
وبالمناسبة، اذكر عندما شكل مجلس الأمة 1992 لجنة لتقصي الحقائق في احداث الغزو العراقي الغاشم، وبدأنا في اللجنة باستدعاء المسؤولين آنذاك، واجهتنا معضلة في كيفية استدعاء سمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله، عليه رحمة الله، وكان وليا للعهد ورئيساً للحكومة في ذلك الوقت، وبعد نقاش مستفيض مع الخبراء الدستوريين وعدد من السياسيين اتفقنا على دعوة سموه للحضور والاجتماع به في مكتب سموه في مجلس الأمة، المهم لم نخرج من اسوار المجلس، وكانت جلسة مثيرة نشرت احداثها في حينها.

***
• اليوم الاحد ليلة 27 رمضان، وهي مؤشر قرب رحيل شهر الصوم!‍‍ بعضنا يرى في رحيله رحيلا للخير وموسم الحصاد وجني الارباح وقطف الثمرات، والبعض الآخر يرى فيه ضيفا ثقيلا حرمه من الاستمتاع بالكثير من المحرمات (هذا ان كان فعلا صابرا وملتزما)، لكن هناك بعضاً آخر يحل عليه شهر الخير ويرحل ولا يدري عنه، جاء أم راح!
أسأل الله ان يتقبل منا ومنكم صالح الاعمال، والا يحرمنا واياكم في هذا الشهر الفضيل أجر قراءة القرآن وصيام أيامه وقيام لياليه، وأن يوفقنا لموافقة ليلة القدر فيما تبقى منه.. امين.

***
• لفتة كريمة
نشرت صحيفة الوطن تصريحاً للشيخ راضي الحبيب، قال فيه: «ان الطعن بعرض أزواج الأنبياء هدم لأصل العصمة، وهو من اصول اعتقاد الامامية، وأن من يفتري على السيدة عائشة أم المؤمنين يخالف مذهب أهل البيت ويخرج عن منهجيتهم».

مبارك فهد الدويلة

سعيد محمد سعيد

البحث عن «الأسرة الآمنة»

 

للوهلة الأولى، قد يعتقد بعض القراء أن هناك تهويلاً وتضخيماً حينما نتحدث عن افتقار الكثير من الناس، من مواطنين ومقيمين، للأسرة الآمنة… ذلك في الحقيقة أخطر ما يمكن أن يهدد استقرار الإنسان في أي مكان في العالم، وأشد ما غفل عنه الكثير من المسئولين والباحثين الاجتماعيين والمرشدين والمهتمين بالحقل الاجتماعي في البحرين، ذلك النمط من الاغتراب والجفاء والهوة بين أفراد الأسرة الواحدة.

الخطر كبير، والحل ليس مستعصياً، فالخطوة الأولى أن يبدأ كل واحد منا بنفسه، ليعيد النظر بدقة وموضوعية وحرص ليرى الصورة واضحة… هل أسرته آمنة أم لا؟ وما الذي ينقصها… أو بالأخرى، ما الذي يهدد أمنها وطمأنينتها؟ هل هي أسباب في يده أم خارج عن إرادته؟ هل تعجز أجهزة الدولة عن المساهمة في حل بعض المشكلات أم أن الخدمات الاجتماعية الحكومية هي الأخرى منعدمة؟ لكن الأهم وقبل كل شيء، أن يدرك الكثير من أولياء الأمور، المتعلمين منهم وذوي التعليم المتوسط والأميين، أنه على رغم الافتقار إلى الدراسات الميدانية، لكن الكثير من الأسر في البحرين تعيش ظروفاً اجتماعية سيئة، ليست على المستوى المادي فحسب، بل على مستوى التواد والترابط والتراحم… وليس أفضل من اتخاذ قرار بإعادة النظر في مستوى تعاملنا الأسري في هذه الأيام المباركة من الشهر الفضيل.

والإعلام البحريني، أهمل كثيراً هذا الجانب، لكنني ولله الحمد، وجدت وأنا أبحث عن مواضيع تخدم الموضوع، أن «الوسط» كانت قد بادرت منذ العام 2005 بتناول الموضوع بين الفينة والأخرى، وكان للزميلة زينب التاجر موضوع رائع تناولت فيه تحت عنوان :»البحث عن الأسرة الآمنة» العديد من النقاط التي نحتاج أن نكررها ونركز عليها حتى تصل إلى جميع الفئات في المجتمع، وليتبادلها الناس فيما بينهم لتصل حتى إلى أولئك الذين يعيشون في حالة من الجهل والفقر وضيق ذات اليد لتمتد يد المساعدة إليهم… ولا تقولوا لي إنها (الدولة وهذه مسئوليتها) فهذا صحيح، لكن مع ذلك، فإن الكثير من أصحاب الأيادي البيضاء ساهموا ولايزالون في الدفع في هذا الاتجاه.

وفي الواقع، يشعر الإنسان بالأسى والحسرة حينما يقرأ بعض الأخبار والأحكام الصادرة عن المحاكم، أن يجد في مراكز الشرطة والمراكز الاجتماعية كماً هائلاً من القضايا التي ربما لن يصدقها البعض إن قلنا إنها وقعت في المجتمع البحريني حتى أن البعض منها يصل إلى حد التقاتل بين الأب وابنه وبين الأخوة أو الأقارب…

البحث عن الأسرة الآمنة مفتاحه في يد كل واحد منا… فأول خطوة هي التصدي للشيطان الرجيم الذي يسعى لتدمير البيوت، والخطوة الأولى هي الاعتراف بأننا مخطئون في حق أسرنا، وأننا، في مقدرونا، أن نرجع البسمة الجميلة إلى وجوه أفراد أسرنا صغاراً وكباراً.

عيدكم مبارك مقدماً… وسيكون حديثنا الخميس المقبل، حديث (عيد الأسرة البحرينية)