احمد الصراف

الاستيقاظ المتأخر

بدأت إدارة المرور تنفيذ تهديداتها المتعلقة بحجز المركبات التي تحمل كتابات أو ملصقات غير رسمية، أو أعلاماً أو صوراً أو شعارات طائفية أو قبلية. وقد سبق أن كتبنا عن هذا الأمر مرات عدة، ولكن من دون أن يتحرك أحد، وما ان بدت الرموز القبلية تظهر على بعض المركبات، حتى انتبهت الحكومة الى الخطر، وكان بالإمكان عدم الوصول الى هذه المرحلة أصلا قبل سنوات، لو كان هناك من يقرأ التحذيرات، ويمنع وقوع الخطر في حينه أصلا، أما هؤلاء «المرمزون» فقد اهتدوا للعبة خطرة وسيبحثون عن طريقة أخرى حتماً، وقريباً!
ما ينطبق على المركبات ينطبق على الشعارات والنصوص الدينية والطائفية التي تكتب على جدران محولات كهرباء الأحياء، وجدران المدارس، ومحولات الطرق وجسورها، والتي في الغالب من فعل خطاط واحد يظهر اسمه ـــ بكل صفاقة ـــ اسفل كل نص، غير عابئ بمخالفة ما يقوم به، فهذه الكتابات الدينية والسياسية غير قانونية، وطريقة كتابتها مشوهة وتربك مستخدمي الطريق، وليس هناك دليل بالطبع على أنها ساهمت في نشر الخير أو التوعية، ويجب على الجهات المعنية بالتالي، البلدية، إدارة المرور، أو إدارة الطرق السريعة في الاشغال، استدعاء ذلك الشخص ومطالبته بالتوقف عن تلك الكتابات، وإزالتها على حسابه، وملاحقة اي جهة تقوم بمثل هذه الأفعال، نقول ذلك قبل أن يستفحل الأمر ويقوم آخرون بنشر كتاباتهم الطائفية أو القبلية في الأماكن نفسها، طالما لم تقم اي جهة بمخالفة الأول!
وفي السياق نفسه، قال وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون المرور، اللواء النشط مصطفى الزعابي، ان إدارة المرور ستخالف المركبات التي يقوم اصحابها بتظليل زجاجها! وهذا جميل، ويعني ان هناك حاجة امنية واخلاقية لمعرفة من في هذه المركبات وما الذي يجري فيها! ولكن كيف يمكن لرجال المرور معرفة حقيقة هوية من يقود المركبة، إن كان من يقودها منقبا أو منقبة؟! فكما يخفي الزجاج الداكن شخصية سائق السيارة فإن النقاب يفعل الشيء ذاته، فإما أن يطبق القانون على الجميع، او يترك الحبل على الغارب لمخالفين جدد، وما أكثرهم.

أحمد الصراف

احمد الصراف

الخوف من التهم المعلبة

انتشرت قبل فترة رسائل على التويتر والمواقع الإلكترونية تسخر من قيام وزير الأشغال، السيد فاضل صفر، أثناء لقائه بالسفير الإيراني في الكويت، بالتفاهم والتباحث معه باللغة الإيرانية، مفترضين أن الوزير صفر، بسبب أصول أجداده، لا شك يتقن التحدث باللغة الفارسية، واعتبار هؤلاء أن في الأمر ما يعيب! وقد عزز نفي ناطق باسم وزارة الأشغال هذا الاعتقاد، وأكد أن الحديث بين الوزير وضيفه قد تم بحضور مترجم! وهذا أمر مخجل حقا، ولو كنت مكان الوزير وكنت أتقن التحدث بالإيرانية، أو غيرها، لما ترددت في التحدث مع ضيفي وغيره بلغته، فهذا يقرب بين الأفراد ويزيل ما في النفوس من ضغائن، وكم هو جميل التحدث بطلاقة بلغة الآخر دون عُقد وقيود، فالعاجز من لا يعرف لغة الآخر، وليس العكس! كما أنني لو كنت مكان الوزير لما أصدرت نفيا لما أشيع، فهذا يعني أن علينا أن نتوقع صدور نفي، من مكتب أي وزير أو مسؤول، ولو كان متخرجا من جامعة أميركية، كلما اجتمع بمسؤول زائر، ولو كان أميركيا، والتأكيد أن الاجتماع تم بحضور «مترجم»، وهذا أمر مضحك، ويخالف الواقع، فعندما يزور البلاد مسؤول بريطاني مثلا، نصرّ، حتى لو كان الضيف يتقن العربية، على التحدث معه بالإنكليزية، لكي نبين له ولغيره «ثقافتنا وتعليمنا العالي»، ولكن الغريب أن هذا لا يحدث عندما يكون المسؤول الزائر إيرانيا؟! فهل الخوف من الطعن في الولاء والتبعية مثلا هو الدافع لمثل هذا الصد مثلا؟ ولماذا نجد دائما أن من تعود أصولهم لإيران مرغمون، في أحيان كثيرة، لنفي صلتهم بها، أو حتى معرفتهم بثقافتها؟ إن على هؤلاء التخلص من هذا الوهم، فمن يعرف فنا إيرانيا فليبرزه، ومن يتقن شعرا لسعدي فليُسمعنا إياه، فليس هناك ما يعيب في معرفة لغة وثقافة الآخر. وأتذكر بهذه المناسبة أن الكثيرين كانوا يستنكفون، وبكل سذاجة، الاستماع للأغاني العراقية خلال أشهر الاحتلال، ويعيبون على من يستمع لها، ولكن لم تمر إلا بضع سنوات على التحرير حتى تسابق هؤلاء بالذات، وقبل غيرهم، لشراء أشرطة الأغاني العراقية واستضافة مطربيها في بيوتهم.
أعتقد أن شاه إيران، سيئ الذكر، لو كان لا يزال موجودا على عرش الطاووس، وكانت إيران على ما كانت عليه قبل ثورة الخميني وحرب إيران والعراق، وسياسات الملالي الخرقاء، لكان الوضع غير ذلك. ويجب بالتالي على الطرفين التخلص من عُقدهما وأوهامهما، فليس كل ما هو غير عربي سبة وشرا، فهذا هراء ما بعده هراء. فإتقان لغات الشعوب الأخرى ومعرفة ثقافاتها ميزة وفضيلة لا يمكن نكران فائدتها، وكنت شخصيا أتمنى دائما لو أنني أتقن الفارسية، لغصت في بحار أسرارها، واطلعت على روائع ما كتب بها.

ملاحظة (1): يعتبر الدكتور عبداللطيف السهلي، مدير منطقة الصباح الطبية، من أطباء وزارة الصحة المميزين، وإلى جانب ذلك اشتهر بنجاحه في جذب أموال الخير لمستشفياته لتحسين الخدمة السريرية فيها. ونتمنى هنا على محبي فعل الخير من المحسنين التعاون معه في هذا المجال الحيوي.

ملاحظة (2): بعد جهد استمر لسنة تقريبا، انتهيت أخيرا من تدشين موقعي الإلكتروني، ولا يزال يخضع للتطوير، ويمكن الاطلاع عليه على العنوان التالي:

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

من أجل شمة وأخواتها

نسبة الطلاق في الكويت تحطم الأرقام الأولمبية ولا أبطال روسيا في الجمباز. فمن بين كل عشرة متزوجين تجد خمسة عشر مطلّقاً ومطلقة. ولا عجب، ولا غرابة…
شاب وشابة لم يلتقيا من قبل، ولا يعرف أحدهما عن الآخر شيئاً، يجتمعان، أول ما يجتمعان، في غرفة النوم، وعلى السرير، وهوبّا تُطفأ الأضواء، وهوبّا بلَس ايتين (+18).
سياسة حرق المراحل والبدء من النهاية. والعريس الشجاع هو الذي يدك الحصون ويتسلم مفاتيح المدينة منذ الليلة الأولى. ليش يا عقبة بن نافع؟ تسأله فيجيبك بدهشة: هل تريد أن يضحك علي الأصدقاء؟
يلي ذلك رحلة إلى ماليزيا، إذ لا يكتمل زواج الكويتيين إلا بشهر عسل في ماليزيا، ثم النتيجة المحتومة، الطلاق. وتسأل: ما الذي حدث؟ فتأتيك إجابة العقلاء: ماليزيا فأل نحس. سحقاً لماليزيا.
طيب ما الحل؟ أو قل: ما سبب المشكلة أولاً؟ فإذا عرفنا الإجابة سهلَ التشخيص، وإذا سهل التشخيص سهل إيجاد العلاج.
لنتفق أولاً على أن سبب المشكلة هو عدم معرفة الزوجين أحدهما بالآخر، وأن الزواج عندنا يأتي على طريقة «خذوه فغلّوه»، وأن «التحضير للزواج» ينحصر في نقاش المهر والأثاث والمجوهرات، لا رغبات الزوجين وطبيعتيهما.
إذاً يجب أن يتعارفا أولاً، ويتأكد كلّ منهما أن الآخر يناسبه، وأن هذا الغطاء لهذه الحلة، وما لم يركب الغطاء على الحلة فلن يتم الزواج.
جميل… لكن السؤال كيف يتعارف الزوجان في مجتمع، غالبيته العظمى، تسيطر على عاداته الشكوك، وتتفوق تقاليده البالية على تعاليم دينه، وتقاليده تحصر الشرف بين أفخاذ النساء؟ وكما كنا نفعل أيام المراهقة عندما كنا نرسم لحية على صورة سعاد حسني، وسكسوكة لشويكار، كذلك فعل بعضنا فرسم لحية للعادات الخاطئة وقصّر ثوبها وأعطاها «مسواك راك».
سنام المجد في عاداتنا هو أن تُخبأ المرأة حتى عن خطيبها، فإذا ناقشت أهلها صرخ في وجهك أخوها: «لست ديوثاً… وأنا أخو شمة». وما دخل الدياثة يا أخا شمة؟ وهل تريد أن تأتيك السيدة شمة بعد سنوات بأطفالها وهي مطلقة؟ ثم تأتيك أختها الأخرى، فالثالثة، فالرابعة، فيمتلئ بيتك بشمة وأخواتها؟ ارحم شمة يرحمك الله، فوالله لم يورد شمة المهالك ووعر المسالك إلا أنت.
وهنا… أرى أن عمنا الإنترنت سهّل العملية. فإذا كان أهل العروس يرفضون لقاءها بالعريس وجهاً لوجه، فلمَ لا يسمحون لها بلقائه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تويتر وفيس بوك ومسنجر وواتس أب والمكالمات الهاتفية وغيرها؟ يحدثها وتحدثه، ويعرف ما إذا كانت كثيرة الطلبات، لحوحة، سطحية، أم «عينها شبعانة»، ذربة، هادئة. وتعرف هي ما إذا كان «ملو هدومه» أم أنه يعيش في جلباب أبيه ودراعة أمه…
أجزم أن نسبة الطلاق ستنخفض حتى تكاد تتلاشى إذا دخل الإنترنت في الموضوع. فالإنترنت كله خير، يُسقط الطغاة، ويكشف فساد الفُسّاد، ويقرّب العقول بعضها من بعض، ويوفق رأسين بالحلال، ويمنع تفكك الأسر.
سيقول «القوّالة»: ما الذي يضمن ألا يستغل صوتها وصورها ليبتزها ويبتزنا؟ فأقول: وهل سيشاهدها بملابس البحر؟ سيشاهدها بملابس البيت ويناقشها وتناقشه ويكتشف عقلها وتكتشف عقله، فهل في ذلك ما يستحق الابتزاز؟
افسحوا للإنترنت المجال، فإنه إن لم يأتِ بخير، فلن يجلب الشر أبداً… يا أُخوان شمة.

احمد الصراف

إبداعات الآخرين

عندما كنت في لبنان قبل أيام وردتني الرسالة التالية على هاتفي النقال: عزيزي المواطن، قد تردك رسائل او مكالمات دولية توهمك بالربح، انصحك بعدم الرد عليها، او محاولة الاتصال او اعطاء معلومات شخصية عنك.
للمزيد من المعلومات يرجى الاتصال بالرقم 111.. التوقيع: نقولا صحناوي، وزير المواصلات. وبما ان %5 من الكويتيين فقط يقرأون الصحف او يهتمون بما يكتب فيها، في الوقت الذي يمتلك فيه بقية %100 هواتف نقالة ولا يتركون رسالة من دون قراءتها، فإننا نتمنى على جميع الاجهزة الحكومية التي ترغب في التواصل مع الجمهور، وخاصة البلدية والصحة والتجارة، ارسال التوعية والتحذيرات المهمة عن طريق الهاتف النقال، وعدم الاعتماد على تصريح صحفي مقتضب، او اعلان في جريدة. ان كنا لا نستطيع ان نكون افضل من غيرنا، فلماذا لا نقتدي بمن هم أفضل منا، أو على الاقل بابداعاتهم؟
***
ملاحظة: بعد جهد استمر لسنة تقريبا، انتهيت أخيراً من تدشين موقعي الالكتروني، ولا يزال يخضع للتطوير، ويمكن الاطلاع عليه على العنوان التالي: www.kalamanas.com

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

الربيع العربي.. والنظام العالمي

بدأ الإعلام في بعض الدول الغربية يتحدث عن أحداث 2001/9/11 وما اعقبها من تداعيات. واغرب ما سمعت برنامج تلفزيوني يتحدث عن هذا الحدث من زاوية اخرى تختلف تماماً عما تناولته وكالات الأنباء العالمية وبرامج التلفزة!! يتحدث البرنامج عن افتراضية ان بن لادن ليس له علاقة بما حدث، وان ما حدث هو مخطط ماسوني لفرض نظام جديد على العالم (النظام العالمي الجديد) عن طريق هيمنة اميركا على العالم وفرض هذا النظام من خلال هذه الهيمنة. لقد ذهب التحليل بعيداً عندما اجرى مقابلات مع من كانوا في موقع الحدث، الذين اكدوا ان البرج الثاني سقط بتفجير عبوات ناسفة في اسفله!! ويتحدثون عن مقابلة بن لادن ـــ الذي دخل المستشفى الاميركي في دبي يوم 2001/7/4 ـــ مع وفد من سي. أي. ايه الذي زاره في المستشفى، كما يتحدثون عن سبب عدم اعلان بن لادن مسؤوليته مباشرة بعد الحدث بل تأخر أسابيع، كما يتحدثون عن طائرة بنسلفانيا وينكرون وجودها، ويتساءلون عن سبب عدم تصويرها بعد سقوطها، وان كان البرنامج يرجح انه تم اسقاط طائرة بمن فيها من دون ان يكون عليها أحد من المخربين وإلا اين الصندوق الاسود وما هي نتائج التحريات؟!
برنامج غريب يعيد الزمن الى المربع الأول.. قد يكون سخيفاً وقد يكون هراء، لكن مما لا شك فيه ان الاطلاع عليه يفيد وقد لا يضر ولمن يريد المزيد يرجع الى «اليوتيوب» ففيه اكثر من البرنامج التلفزيوني الذي رأيت، وعنوان البرنامج «الماسونية الحرة ــــ النظام العالمي الجديد»: FREE MASON ــــ NEW WORLD ORDER.
> ملحوظة: لو كان ما قيل حقيقة وأن اميركا ارادت السيطرة على العالم من خلال هذا النظام الجديد، فاعتقد ان الربيع العربي افشل هذا المخطط، وأكد ان اميركا هي الخاسر الاكبر من هذا النظام وما ترتب عليه من استحقاقات.

***
تصريح بشأن نتائج قبول اكاديمية سعد العبدالله يجب ألا يمر مرور الكرام، فهو مملوء بالرائحة المنتنة التي تفسد الوحدة الوطنية التي يدعو إليها بالنازلة والطالعة، ويؤكد على نظرة ضيقة تحرمه من أن يرى الصورة الكاملة بأبعادها الحقيقية.. إنها الفتنة الطائفية.. لعن الله من أيقظها!

***
ختاماً: في كل الأحوال.. صدقت الروايات أم كذبت.. تظل الكونفدرالية بين دول الخليج العربي أمل الكويت في استقرارها وأمنها.. والحافظ الله.

عادل عبدالله المطيري

الكويت والتهديدات العراقية

لا يمكن تغيير واقعنا الجغرافي، وستبقى كل من إيران والعراق جيرانا لنا وهما بالطبع أكبر وأخطر دول في المنطقة، وهما أيضا الأكثر سكانا والأقل دخلا للفرد رغم غنى الدولة.

نظاما الحكم في العراق وإيران هما الأكثر طائفية وراديكالية بل عدائية في المنطقة ككل، ويبدو أن العراق الجديد أسوأ من العراق القديم، وأن ثقافة التهديد مازالت مستمرة، فميناء مبارك الكبير في جزيرة بوبيان الكويتية يعتبره العراقيون تهديدا للملاحة العراقية ومضايقة للصيادين العراقيين، بل وعملا عدائيا وليس عمل تنمويا يخدم العراق قبل الكويت للأسف، ويحتشد العراقيون على حدودنا الشمالية مهددين ومحطمين علاماتنا الحدودية إذا استمررنا بإنشاء هذا الميناء!

ما الذي يمكننا ان نفعله مع الجيران الكبار في الحجم والصغار في التصرفات؟ السكوت لا يأتي بنتيجة، والتنازل يفتح بابا لانهاية له، والشد والجذب مع جار كبير وأحمق قد يأتي بنتيجة عكسية، اذن يجب حسم الأمور مع ساسة العراق، وان نطالبهم بمواقف حازمة، وبردع هؤلاء الرعاع الذين يحتشدون على حدودنا الشمالية، فالكل يعرف في العراق من يحرك تلك المجاميع! وعلينا ان نحدد مواقف الأحزاب العراقية، ويجب رسم سياسة جديدة لمستقبل العلاقات مع العراق من ناحية، والقوى السياسية فيه من ناحية أخرى، وإذ لم يستطع الساسة فعل شيء أو لم يريدوا ذلك، واستمر العراقيون على رأيهم باعتبار مشروع ميناء مبارك الكبير التنموي عملا عدوانيا، لا بأس، فليتحول المشروع فورا الى قاعدة مبارك الكبير ليتمركز حلفاؤنا على مقربة من مصادر التهديد لأمن الكويت القومي (العراق – ايران)…..فالمؤمن لا يُلدغ من جحر مرتين….

٭ (ملاحظة): يقال ان اتفاقياتنا الأمنية مع الولايات المتحدة والدول العظمي هي اتفاقية استضافة قوات وليست حماية… نرجو من المسؤوليين التوضيح!

٭ (تحية وشكر): شكرا معالي وزير الداخلية لزيارتك جنودك على الحدود الشمالية ورفع معنوياتهم.

 

محمد الوشيحي

أنيس… يجوع في مرابعه التيس

ما أكثر «التابوهات المحرمة» في عقولنا. لا نجرؤ حتى على التفكير، مجرد التفكير، في صحتها. أحد هذه التابوهات «أنيس منصور»، نقرأ إنتاجه ونحن نردد الآيتين الكريمتين: «حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا» و»قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا».
وكنت قد كتبت في صفحتي في «تويتر»: «مازلت مصراً على رأيي، أنيس منصور لا يجيد صياغة الجُملة»، وذكرت أسماء بعض الكتّاب العرب من ذوي الصياغة الجميلة، فكتبت «مستجاب، والسعدني، وعبدالرحمن الراشد، وصالح الشايجي، وسمير عطاالله، وأحمد الديين، وإبراهيم عيسى، وبلال فضل، وآخرين»، ثم أضفت إليهم: «السعودي محمد الرطيان والجزائري مرزاق بقطاش وغيرهما».
فانطلقت القاذفات عليّ من البر والبحر والجو، وراح بعض الغاضبين يتحدث عن ثقافة أنيس منصور، وعن عدد كتبه، وعن ذكرياته الممتعة وعلاقاته بالزعماء، وعن وعن وعن، وأيّد آخرون: «هو يسرق أفكار الآخرين… يكذب… يختلق…»، فقرأت آية الكرسي وأطلقت تنهيدتين وكرّرت: «حديثنا عن الصياغة، فقط الصياغة»، وثار جدل، فأيّدني مَن فرحت بتأييدهم، منذ لحظة انطلاق النقاش، واقتنع بعضٌ آخر، وخالفني السواد الأعظم.
وأنا أجزم أن كثيراً منا خرج من بطن أمه إلى كوكب الأرض فوجد اسم أنيس منصور يتكرر، فسارَ مع القافلة، دون أن يتوقف ليمعن النظر قليلاً. خلاص «أنيس منصور أفضل كاتب» إذاً «أنيس منصور أفضل كاتب». لم يقارنوه بمرزاق بقطاش، ولا بمحمد مستجاب، ولا بالماغوط، ولا بغيرهم ممن لم يحظوا بربع شهرته لبعدهم عن بلاط الحاكم.
يا قوم، لا علاقة للصياغة بالثقافة، لهذه بحر ولتلك بحر آخر. وللتدليل، يقول شاعر المحاورة السعودي حبيّب العازمي العتيبي: «إن حلّقت بالسما وإن وقّعت بالتراب / الأرض كيلو مربع والجبال أربعة»، وهو يقصد أن بعض شعراء المحاورة مهما حاولوا وادّعوا، لن يستطيعوا الوصول إلى مستوى الأربعة العظماء! فشبّه فن المحاورة بالأرض الصغيرة، وصوّر العمالقة الأربعة جبالاً تثبّت هذه الأرض، وهذا هو الإبداع في الصياغة والتصوير، وكان من الأسهل عليه القول بصورة مباشرة: «لن تستطيعوا منافسة العمالقة»، لكنه قدمها إلينا في طبق من فن وإبداع، فصفق له الشعراء وقوفاً وحواجبهم تلتصق بمنابت شعرهم، وامتدحوا صياغته لا ثقافته.
وبالعودة إلى أنيس، أرى جُمَله فقيرة جافة حافة، خالية من المحسنات اللغوية والصور البلاغية، في الغالب، رغم اختياره لمواضيع طرية خفيفة، كالمرأة والحماة والغناء والشعر والموسيقى، في حين نقرأ لزميله في الصحيفة ذاتها، السعودي عبدالرحمن الراشد، مقالات عن السياسة والحروب والاقتصاد، ومع ذا يقدمها لنا ليّنة بطعم الشوكولا تذوب في الحلق. وهنا يكمن الإبداع. وليغضب الغاضبون.
كذلك زميله الآخر سمير عطاالله، رغم أنه من كتّاب السلطان (على وزن شعراء السلطان ووعاظ السلطان) إلا أن جملته فاتنة تلهب قلوب العشاق وتسر الناظرين.
سيداتي سادتي، أنيس منصور يشبه الصومال إلى حد بعيد، أرضها غنية وشعبها فقير، وهو ثقافته عالية وصياغته فقيرة يجوع في مرابعها التيس، ويكابر مريدوه: «بل تشبع في مرابعه غرائب الإبل الجائعة».
وللناس في ما يعشقون مذاهبُ…

علي محمود خاجه

رشوة… وين المشكلة؟

“القبس” شغلت الناس بخمسة وعشرين مليون دينار أودعت في حسابات بعض النوّاب، وأربكت بعض البنوك كما ورد في خبر الزميلة، ومنذ نشر هذا الخبر والناس حائرون، يفكرون، يتساءلون: من يكون المرتشي؟
السخط والغضب، والدعوة إلى الاستقالة والتخوين وذم المجلس وذم الحكومة والمطالبة برحيلهم هي الكلام الرائج اليوم على خلفية خبر الـ25 مليون دون أن نعلم من رشى من، ولكننا نرفض أن تشترى ضمائر الأمة وأصواتها وممثلوها، هذا ما يعتقده الكثيرون حينما يبدون استياءهم.
هذا ليس الواقع ومعظم الساخطون كاذبون للأسف، لنتعمق كي نستوعب أكثر، كم شخصا أوصل مرشحه إلى الكرسي الأخضر لأنه “يمشي معاملات” أو يستطيع إرساله للعلاج في الخارج أو يمنحه ما لا يستحق بـ”الواسطة” كالترقية أو التعيين بلا كفاءة أو… أو… أو؟
نخفف الألم ونطرح سؤالا آخر: من منا لا يعرف نائبا يخلص معاملات قانونية (يسرّع من وقتها متجاوزا من لا واسطة له) وغير قانونية؟.
وكم منا يستغل هؤلاء النواب أو على الأقل يوصي بهم لزملائه وأقربائه؟
والسؤال الأخير: لماذا يتحول كثير من النوّاب، سواء كانوا بحناجر قوية رنانة أو صامتين، إلى مخلصي معاملات ومناديب للمواطنين؟ وما المقابل الذي يدفعونه من جراء امتلاكهم ورقة تخليص الأمور الرابحة؟
ما أهدف إليه هو أننا عندما نختار مرشحينا لأنهم يخلصون لنا معاملاتنا أو يمنحوننا ما لا نستحق أو بغير وجه حق فإننا أول المرتشين بل أسوؤهم لأننا نقدم الكويت على طبق من ذهب لأسوأ الناس لكي يديروها، وعندما نعلم أن أكثر من ثلثي المجلس التشريعي لا يبالون بالقانون، ويتجاوزونه من أجل الوصول إلى أعلى سلطة في البلاد دون أن نحرك ساكنا، بل نقدم لهم صك النجاح الدائم فإننا أول الفاسدين، كما أننا طبعا نعلم علم اليقين أن كل الأمور لها ثمن، وبالتالي فحصول بعض النواب على صلاحية الفساد لا بد أن يقابله ثمن يدفع سواء من أموالنا أو من مستقبلنا.
إن الزوبعة المثارة حول الـ25 مليونا الأخيرة ما هي إلا سخط على كبر المبلغ فقط، ولكننا نتجاهل ذلك ونمثل على أنفسنا قبل الغير بأننا لا نقبل شراء الذمم ونحن أول البائعين.
“القبس” لم تقدم الجديد لكنها فاجأتنا بجرعة زائدة من الفساد ليس إلا.

خارج نطاق التغطية:

«عيدكم مبارك وعساكم من عوّاده».

محمد الوشيحي

اكشفوا أسراركم لنسائكم

قالوا عن المرأة: «لا تحفظ الأسرار»، وقال مثل عربي تائه: «لو أعطيت سرك امرأة خرساء نطقت في الحال»، وغاص مثل آخر في الوقاحة فتجنى: «الببغاوات أكثر حفظاً للأسرار من النساء».
وفي الكويت «شاي الضحى» يكشف المستور ويفتح أقفال الصدور، و»شاي الضحى» – أقول ذلك لغير الخليجيين – هو تجمع يومي لنساء المنطقة يفرغن فيه طاقاتهن الكامنة، وطاقة المرأة العربية في لسانها، نسأل الله العافية، فيتحدثن عن رجالهن، ويكشفن ما لا يُكشف، ويفضحن ما لا يجب أن يُفضح. وأكثر المستفيدين من جلسات شاي الضحى هو «المأذون» وعقود الطلاق ومشعوذو «الزيت المقري عليه» وكتاتة الفال «العرّافة».
وفي لبنان «صبحية»، وينطقنها «صبحيي»، والصبحية هي الترجمة اللبنانية لشاي الضحى، لكنهن في لبنان يغصن أكثر في الأعماق، فيتحدثن أول ما يتحدثن عن أسرار فراش الزوجية، وعن كرم الزوج وبخله، وعن «شفاف» أي شفاه كريستينا، وجسم كارول. وأكثر المستفيدين من الصبحيات هم أطباء التجميل ومحلات الماركات العالمية.
أما في مصر فالبلكونة لديها الحل، فتتحدث إحداهن إلى جارتها من البلكونة إلى البلكونة، ومن القلب إلى القلب، و»معرفتيش يا أم سعدية، مش جوزي أبو شحتة المنيّل اترمى جنبي امبارح زي القتيل»، ويصبح الأستاذ الفاضل أبو شحتة حديث المدينة، ويعرف أسراره كل من يمر من تحت البلكونة، وتتحدث نشرات الأخبار عما فعله «امبارح» عندما اترمى زي القتيل. على أن المستفيد الأكبر من حديث البلكونة في مصر هو بائع الكوسا والبامية.
لذا ومن أجل ذا تواصى الرجال العرب من دون ميثاق مكتوب على أن يخبئوا أسرارهم عن نسائهم، بل حتى الرجال الأجانب المرتبطون بنساء عربيات فعلوا ذلك، فها هو زعيم إحدى العصابات الإيطالية «سلفاتور دافينو» يهرب من شرطة بلاده وشرطة الاتحاد الأوروبي، بعد أن انكشف أمره وأصبح مطلوباً للسجن بأكثر من عشرين عاماً لارتباطه بجرائم ترويج المخدرات وحرب العصابات المنظمة، ويلجأ إلى إحدى دول الخليج الأطلسي، المملكة المغربية، فيقيم في إحدى مدنها متنكراً، ويعشق مغربية، ويقيمان معاً، وتظهر ملامح الحمل على بطنها، ووو…
ولأن صاحبنا «دافينو» رجل إيطالي، ولأن الطليان يشابهون العربان في نواح عدة، فإيطاليا من أكثر الدول الأوروبية فساداً، ثم إن رئيس وزرائهم هو برلسكوني، وهو النسخة الأوروبية من القذافي، إضافة إلى أن الرجل الإيطالي معروف بـ«القرقة» – أي الحديث الذي لا ينقطع – والفوضوية، وكلها صفات لا تجدها عند الإسكندنافي ولا البريطاني ولا الألماني ولا غيرهم من الأوروبيين… المهم، لأن «دافينو» إيطالي فقد قرر دفن سره وماضيه بعيداً عن عشيقته المغربية، باعتبار الأسرار لا تُعطى للنساء، فقامت عشيقته، سلمها الله، بنشر صورهما معاً أثناء تنقلهما في ماربيا الإسبانية وفي بقية مناطق المغرب على «فيس بوك»، فتناقلتها صديقاتها الإسبانيات والفرنسيات والطليانيات، بحسن نية، فوصلت الصور إلى مسؤولي الأمن في الاتحاد الأوروبي، فتتبعوا «دافينو» وقبضوا عليه.
هذا ما نشرته صحيفة «تلغراف» البريطانية يوم الخميس الماضي، وتوسعت فيه مواقع الإنترنت، وبهذا تثبت الأمثال التي تحذر الرجال من إفشاء أسرارهم أمام النساء خطأها، إذ لو كانت الشابة المغربية مطلعة على أسرار عشيقها لوضعت كفها على فمها وصمتت صمتاً يعمي الآذان، على رأي يوسف إدريس.
فيا أيها الرجل العربي «هلّ علومك» لامرأتك، وافرش منديلك، وراجع أمثالك الشعبية، فقد ثبت خطؤها.

مبارك الدويلة

المواقف تأتي بالملايين

أجمل تعليق قرأته على موضوع ملايين الدنانير الموجودة في حسابات بعض النواب جاءني من السفير جمال النصافي «.. فإن صدقت هذه الاحاديث فهل سيُصدّ.ق اهلنا ما كنا نُحذّ.ر منه دائما ان من يقوم بشراء اصواتهم في الانتخابات ما هو الا سمسار كبير يبيع مصالحهم وقضاياهم بسعر اعلى ولمن يدفع اكثر! ولو تُر.كَ الامر له لباع الجمل بما حمل!». ويستمر في تعليقه «.. ما الذي يمنع هذا النائب او ذاك من ان يبيع بلاده بثمن لمن يدفع اكثر؟!».
احد الظرفاء له نظرة للموضوع من زاوية اخرى عندما لاحظ انتشار ظاهرة شكر نواب الخدمات على ما يقدمونه لناخبيهم من علاج بالخارج على حساب الحكومة او اختيارهم ضمن المقبولين في الكليات العسكرية، فقال: هل لاحظتم ان هذه الظاهرة تنتشر بعد كل استجواب؟! يعني ان الموقف المعلن مع الحكومة له مقابل خدمات غير عادلة، وقد تكون غير قانونية لمن يختارهم نواب الخدمات!

«حماس وسوريا وإيران»
نشرت الصحف السعودية خبراً مفاده ان ايران قررت اعادة النظر في دعمها المادي الى حركة حماس الفلسطينية عقابا لها، بسبب تقاعسها عن تأييد نظام بشار الاسد في سوريا!
ومع ان المنصف والعاقل يعذر «حماس» على سكوتها الخجول او تأييدها المتواضع ـــ لو حدث ذلك ـــ الا ان «حماس»، التي يحتضن النظام السوري مكتبها السياسي وقيادتها السياسية بعد ان اعتذرت معظم الدول العربية عن استقبالهما، رفضت الرضوخ لضغوط التأييد وخاطرت بمستقبلها السياسي من اجل المبدأ، وهذا دليل على اصالة منهجها ووضوح رؤيتها. وهنا نؤكد ما ذكرناه في هذه الزاوية من قبل من اهمية ان تحل دول الخليج محل ايران وسوريا في دعم «حماس» حت‍ى لا نعطي لخصوم الخليج والعرب موطئ قدم في خاصرة الوطن الكبير! عندما تدفع ايران 60 مليون دولار رواتب للموظفين في غزة، وتحتضن دمشق قيادتها السياسية، فهنا نعذر «حماس» عندما تراعي مصالحها مع هذين النظامين! صحيح انه تبين الآن ان هذين النظامين عدوين للامة، وان مبادئهما مرتكزة على الطائفية، لذلك اتخذت هذا الموقف، الذي اسميه «انتحاري»، ما لم تبادر دول الخليج بان تحل محل هذين النظامين في دعم «حماس»، خصوصا في مرحلة المصالحة بين «حماس» و«فتح» هذه الايام.
< يؤسفني انني لا اتعامل بالتويتر ولا اعرف طريقه، لكن فوجئت بمن يخبرني ان احدهم فتح حسابا ـــ هكذا ـــ باسمي ووضع فيه مادة! لذلك اقتضى التنويه الى انكاري لهذا التزوير الذي لا اجد له سببا حتى الآن.