احمد الصراف

مناشدة لجلالة ملك البحرين

سيدي عبدالهادي الخواجة، يا رمز النضال والحرية، أتمنى أن يرى مقالي النور وأنت لا تزال على قيد الحياة بعد أن أصبحت أكثر قرباً للموت. اتمنى أن تحيا لتعيش وترى أحلامك وأمانيك كإنسان حر قد تحققت بفضل صبرك ونضالك وصيامك، أتمنى أن تبقى حياً، ليس من أجل أسرتك الصغيرة الجميلة وعائلتك الأكبر وأقربائك ومحبيك الكثر فحسب، بل وأيضا من أجل وطن لم تغادره يوماً إلا مجبراً، وما عدت له إلا مخيراً، أتمنى أن تعيش لتضرب لنا المثل في التضحية ونكران الذات، وأن تبقى رمزاً للفداء من أجل سامي مبادئك وقيمك وقيم مواطنيك في البحرين والخليج! سيدي عبدالهادي، ولست مغالياً في أن أخاطبك بسيدي، فقد قمت بما لم أستطع أنا وغيري القيام به، وفعلت ما فعلت وضحيت بالرغم من كل رغد حياتك وضمان مستقبلك، ضحيت بكل شيء، ليس فقط من أجل ما تؤمن به بل وأيضاً من أجل غد أفضل لوطنك وأمتك وقيادتك. أتمنى أن تبقى حياً لتبقي شعلة الأمل حية في قلوبنا جميعاً، بعد أن صدئت آمالنا وكلّت عزائمنا وتراخت قبضاتنا وتعبت سواعدنا وبحت أصواتنا، وبقيت أنت المثال الحي الذي نريد أن نكونه ولسنا بقادرين على ذلك، فأنت الناطق باسم الحرية والكرامة والإنسانية، وأنت صوتنا الهامس والمتكلم بلساننا والمعبر عن أمانينا بغير إشارة.
أتمنى على جلالة ملك البحرين، ولسنا نطالب بالكثير، إصدار عفوه السامي عن المناضل والمواطن البحريني عبدالهادي الخواجة ليس فقط لأنه يستحق الحرية، بعد اضراب عن الطعام دام شهرين في تضحية لم تشهد لها المنطقة مثيلا، بل وأيضا من اجل شعب البحرين الكريم الذي يستحق من جلالتكم الكثير ويتطلع للأكثر، ولا أخالك باخلا عليه بشيء، فالبحرين ليست بحاجة لــ«بوعزيزي» وأنت ملكها، وأن تعمل يا جلالة الملك على أن تقر أعين والدي عبدالهادي برؤيته مطلق السراح حراً أبياً كوطنه الكبير، وأن تسعد أسرته وأهله ومحبيه به بعد كل ماعاناه، وكل هذا ليس بالكثير على شخصكم الكريم، فلا تخيب آمالنا وأمانينا أيها الإنسان الكبير.

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

شكراً.. وزير الأوقاف

الاسلوب الذي اتبعه وزير الاوقاف جمال الشهاب في تعامله مع الاستجواب المزمع تقديمه اليه اسلوب حكيم، ودليل بعد نظر وتقييم عاقل للامور، فهو اولاً ابتعد عن العناد واسلوب «تكسير الروس»، فلم يكابر ويدع عدم وجود خلل في وزارته، كما انه لم يعاند ويقل: «لن نتنازل.. فإن تنازلنا اليوم زادت طلباتهم غداً» كما كان يقول كثيرون ممن سلفه.. بل بادر باصدار قرارات ادارية بسيطة ولم تكلف الوزارة شيئاً لكنها كانت كافية لعلاج ازمة قادمة!!
المساجد في الكويت يجب ان تتبع وزارة الاوقاف وتكون تحت اشرافها.. ولا يجوز القول ان من يبنيها ويتكفل بصيانتها والصرف عليها هو من يديرها!! فلو فتحنا هذا الباب لأصبحت الامور فوضى.. فكثير من المواطنين لديهم القدرة على بناء مرافق ومنشآت وكذلك الصرف عليها.. مثل بعض المدارس وبعض المساجد وحتى الجمعيات التعاونية، وصالات الافراح، فإن تركنا الادارة لهم ومنعنا الجهات الحكومية عن مراقبتها والاشراف عليها فسيصبح البلد ممتلئا بالفوضى، لذلك جاء قرار الوزير بمراقبة مساجد الشيعة في محله وله ما يبرره، والدولة غير عاجزة عن الصرف على هذه المساجد.
اما الحسينيات فقد اعلنت الوزارة انها لا تعتبر دور عبادة، وتعاطف الكثير من الناس مع هذا القرار وباركوه.. لكن ما الذي طرح الموضوع للنقاش من جديد؟! ان ما يحدث في بعض الحسينيات احيانا من تعد على ثوابت الدين هو الذي اثار موضوع مراقبة الحسينيات، لذلك نقول للاخوة ابناء الطائفةالشيعية: ان اردتم ان نتعاطف معكم ونؤيد ابعاد الحسينيات عن رقابة وزارة الاوقاف فاضمنوا لنا بقاء هذه الاماكن بعيدا عن التجريح المستمر في امهات المؤمنين واصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كما كانت حسينيات زمان عندما كان طعامها يوزع على كل اهل الكويت، اما اليوم فمع الاسف البعض حتى حرم اكل الحسينيات من كثر ما يقال فيها من كلام لا يقبل شرعاً ولا عقلاً.
ارجع الى موضوعي الاول.. شكرا يا وزير الاوقاف على تعاملك مع موضوع استجواب النائب المحترم محمد هايف.. واتمنى من الاخ وزير الداخلية ان يتعامل بالروحية نفسها التي تعامل فيها زميله مع الاستجواب او الاستجوابات التي ستقدم اليه، وان نبتعد عن التعالي والمكابرة.. فالاخطاء موجودة والاعتراف بها فضيلة.. وانكارها عناد.. كما اتمنى من كتلة الاغلبية ان تخفف عنا «شوي» وتتفرغ للتشريع المفيد.. وتبتعد عن اجواء التوتر والتأزيم.. فبهذه الاجواء تعيش الاقلية وتقتات كما ثبت ذلك من استجواب رئيس الحكومة الاخير.

سامي النصف

الانقسام الحقيقي هو بين ثقافتين (1 ـ 2)

  الانقسام الأخطر في الكويت ليس انقساما فئويا (قبائل، حضر) أو طائفيا (سنة، شيعة) بل هو انقسام في حقيقته بين ثقافتين تضم الأولى قبائل وحضرا، سنة وشيعة، و«بدون» ومقيمين، وتضم الثانية كذلك قبائل وحضرا، سنة وشيعة، و«بدون» ومقيمين، وحل اشكال الكويت يكمن في تحديد وكشف الثقافتين ثم توحدنا جميعا على احداهما ومحاربة الأخرى حتى تختفي ويتوقف تفرقنا.

***

فانقسامنا هو بين ثقافة ترى ان الكويت وطن باق بقاء الدهر لنا ولأجيالنا من بعدنا، وثقافة ترى ان الكويت بلد زائل وطارئ ومؤقت ومن ثم علينا ان نتصرف معه على هذا الأساس فنأخذ منه كل ما يمكن اخذه وحمله ولا مانع ان ندمر في طريقنا كل شيء جميل فيه!

***

ثقافة ترى ان الولاء الأول والأخير للكويت فهي الأصل وكل ما عداها فروع، وثقافة ترى ان ولاءها الأول والأخير لعائلتها أو قبيلتها أو طائفتها وكل ما عداهم بما في ذلك الوطن هم.. فروع!

***

بين ثقافة ترى ضرورة تنمية الثروة كي تحافظ لنا على بقائنا وكينونتنا كما حدث عام 1990 وان دينارنا الأبيض يجب ان نحتفظ به للأيام السوداء القادمة ـ وما أكثرها ـ وثقافة ترى تبديد واقتسام الثروة الحاضرة على منهاجية «اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب» ولا شيء يهم بعد ذلك.

***

ثقافة تؤمن بأن الكويت دولة وقانون ومؤسسات يجب توقيرها واحترامها وان الجميع تحت طائلة القانون، وثقافة ترى ان الكويت هي دولة شريعة الغاب فلا احترام للمؤسسات والمباني ولا للتشريعات وان الجميع فوق القانون!

***

ثقافة تحرص على وحدتنا الوطنية ومصلحة الكويت حتى لو ضحت وبذلت، وثقافة يقوم حراكها كل صباح على ضرب الوحدة الوطنية وإشعال الحرائق بالنسيج الوطني تحت ألف ذريعة ومسمى.

***

ثقافة ترى ان الكويت هي للجميع من أبنائها والحائزين جنسيتها، وثقافة ترى ان الكويت هي للقلة من أبنائها وان الباقين هم من الطارئين الذين يجب طردهم وسحب جنسياتهم!

***

ثقافة ترفض ان تغش بلدها لحرمة ذلك دينيا ووطنيا، وثقافة ترى ان الغاية تبرر الوسيلة، فكل شيء مسموح به للحصول على أكبر قدر من كعكة المال العام الحرام، فالمشاريع الكبرى هي سرقات كبرى للكبار، وللصغار بالمقابل ان يواصلوا نهب الكعكة عبر ادعاء الإعاقة والأمراض النفسية (الكويت الأولى عالميا ما شاء الله في المعاقين والمرضى النفسيين الكاذبين) حتى لا يبقى شيء من الدولة.. الكعكة!

***

ثقافة تقوم على الصدق في الرأي واحترام الرأي الآخر فلا تستخدم إلا أرقى الكلمات عند الخلاف، وثقافة بالمقابل تقوم على الشتم والقدح والسب واختلاق الأكاذيب ضد الخصم عند أول بادرة تباين في الرأي.

***

ثقافة تقوم على توقير وتقديم المصلحين والخيرين والمخلصين للكويت، وثقافة تقوم على الطعن بهم وتقديم كل من يجمع ما بين.. الحرمنة والحمرنة من المخادعين والمضللين والمغررين.

***

ثقافة ترى ان الدستور والوطنية والتدين هي إيمان خالص واستحقاق واجب لخدمة الكويت وشعبها ومصالحها العليا، وثقافة ترى ان الدستور والوطنية والتدين هي لباس خارجي دون مضمون يحق استخدامه لحصد المكاسب والمغانم المالية والشخصية.

***

ثقافة تغتم وتهتم وتحزن على ما آل اليه حال البلد، وثقافة تنعم وتسر كلما زاد الضرر في أرجاء الوطن.. ونستكمل في الغد الفرق بين الثقافتين!

***

آخر محطة:

 إذا كان هناك ولاء حقيقي للكويت ومواطنيها وناخبيها، فالواجب ان تتوقف المناكفات «الطفولية» القائمة بين الأكثرية والأقلية، وان تتوقف معها الاستجوابات «الكيدية» لرئيس ووزراء الحكومة الحالية وضرورة إعطائهم الفرصة للعمل، فالمتضرر الأكبر من المناكفات والاستجوابات القائمة هو الشعب الكويتي كافة، وأجزم أنه لو حل المجلس وجرت انتخابات نيابية اليوم أو بعد شهر أو سنة لغير الشعب الكويتي 40 ـ 50% على الأقل من نوابه الحاليين بسبب سوء الأداء وخيبة الأمل.. وكفى!

احمد الصراف

أحلام أبرار

أرسلت القارئة «أبرار» رسالة أشعرتني قراءتها بحزن، حيث قالت فيها: يا أستاذي، أرسل لك رسالة سبق وأن بعثت ما يماثلها لأبي، ولا تسألني لماذا اشاركك فيها، فلا جواب لدي، وربما لأنك أبي الفكري، ولكني أرسلها مع شعور ورغبة قوية في أن يساهم إرسالها في تغيير واقعنا وحالنا، وأن يذهب إلى الأبد إحساسنا باليأس والخوف والفشل! أتمنى أن تقرأ رسالتي لعلك تستطيع فعل شيء، وأن تكتب وتبين ما نحس به نحن الشباب، فقد عجزنا وأصبحنا نشعر، وكأننا غرباء في وطن ليس لنا غيره.
كتبت لأبي قائلة: يا أبي، يا موطن أحلامي وآمالي، لا اعرف لماذا اكتب لك ما أريده في عيد ميلادي، بعد أن حققت لي كل طلباتي، ولكنك كنت دائما السيد الحامي، انت أبي الغالي! أريد يا أبي الكويت وطنا تعيش وتكبر فيه كل أحلامي وأحلام صغيرتي وقادم احفادي، وطنا لا اشعر فيه بالخوف من أفكاري وعلى أفكاري. وطنا تكبر فيه أماني وتتحقق فيه آمالي، وتعيش فيه ليلى ابنتي اسعد أيامها وأيامي، وطنا لا أحس فيه أنني صفوية مجوسية إيرانية أو شيء ثان، وطنا لا أخاف فيه من أصحابي ولا خلاني، وأن أحبهم واستمر في حبهم من كل أعماقي. لا أريد يا أبي أن أعيش في زمن بني عثمان ولا خصومهم من عباس ومن قبلهم من أمية سفيان، ولا فاطمي أو سلجوقي أو وهابي أو إخواني! أريد أن أعيش زمني وأسمع ألحاني واحب غيري واحترم جيراني وأساعدهم، لأي دين او ملة أو مذهب انتموا واية لغة تكلموا فهم اهلي واحبتي، وليسوا بكفرة او زنادقة أو اي أمر أول أو ثان، أساعدهم لله في الله، لا أبغي أجرا ولا إحسانا، وأن أكون أفضل سفيرة  لوطني وإسلامي، ولأعيش حياتي متسامحة ومنسجمة مع ذاتي ووجداني، ومحبة للآخر بكل مروءة ومن دون إيثار ولا أحزان.
أبي العزيز أريد وطنا جميلا في عيدي هذا، وطنا يتسع لي ولغيري، فأنا لا انتمي لما يقولون ويدعون، أنا انتمي إلى تراب هذا الوطن، ففيه خلقت وبه عشت وعليه اموت، الكويت وطننا الأول والأخير مهما قال وادعى وطالب الحاقدون، هذا الوطن الذي رفضت تركه في محنة غزوه، ليأتي اليوم أولئك الذين تركوه جريحا، ليتكالبوا عليك كتكالبهم على امهاتهم! هذا موطننا وهذه ارضنا وسنموت دونها، ولن نتركها لهم ليعيثوا فيها فسادا كما يشتهون، فلا وجود لك ولنا ولهم من غيرها. فاكتب لهم يا استاذي، اكتب لمشايخنا وشيوخنا ولمن انتخبنا، ولعقلائنا، اكتب لهم لا ليقفوا معنا بل مع الحق، مع الوطن، مع الكويت الحبيبة التي يبدو انهم سيضيعوها بحقدهم وصلفهم وجهلهم، وهم الذين لم يشموا ويعرفوا إلا بالأمس عبق رائحة ترابها الذي يسكن في قلب كل مواطن مخلص ومحب.
(ابنتك أبرار)

أحمد الصراف

حسن العيسى

ماذا ننتظر من جمعية حقوق الإنسان؟

لا يصح أن تكون الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان مكاناً لـ”الرزة” وتحقيق وجاهات اجتماعية، أو أن يتصور أن فوز السادة أعضاء مجلس إدارتها الجديد هو تكريس لعملية انتقام من الأعضاء السابقين، وبالأخص الزميل علي البغلي ومواقفه السياسية التي كان يعبر عنها في كتاباته اليومية، والتي باجتهاد الكثيرين أو القليلين لم تكن متسقة مع ما يجب أن يكون عليه الفكر المفروض لرئيس جمعية ليس لها من هم غير قضية حقوق الإنسان.
مجلس الإدارة الخاسر لم يكن محصوراً في شخص رئيسه، وقدم أعضاؤه الكثير لقضايا حقوق الإنسان، وأخص منها قضية البدون على سبيل المثال.
فقضية حقوق الإنسان أسمى من علي ومن الجمعية ومنا كلنا، وأهم ما يجب أن نحشره في رؤوسنا وأن يكون دستوراً غير مكتوب للجمعية هو النأي بالجمعية عن التجاذبات السياسية، وألا تكون ساحة للصراعات السياسية والاجتماعية أياً كان وصفها؛ حضر- قبائل، سنة- شيعة، إسلاميون – علمانيون، حكوميون- معارضون، فقضية الجمعية الأولى والأخيرة هي كلمة “الإنسان” بالمطلق، بحقوقه وحرياته كما وضع إطارها العام الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمعاهدات الدولية، وبصرف النظر عن أصله وفصله أو معتقده الديني.
عزل “الرأي السياسي” الذي يخضع لمصالح واجتهادات متغيرة ومتناقضة هو أولى أولويات ما يجب أن تنتهجه الجمعية، ومن المحزن ما قرأته من تعبيرات عن مشاعر “الشماتة” والانتشاء بلحظة الفوز من بعض المتحمسين للقائمة التي فازت والتي لم تضم امرأة واحدة، وخلت من أي وجود شيعي، فهل أفهم أن الأغلبية في الجمعية العمومية التي صوتت للقائمة الفائزة لها مواقفها ضد المرأة وضد الشيعة! إذن أي حقوق إنسان وأي “بطيخ” معفن نتحدث عنه الآن إذا كانت تلك قطرة في أول الغيث للجمعية؟
يبدو أن الجمعية أضحت مرآة عاكسة لنتائج انتخابات مجلس الأمة الأخيرة والفكر المهيمن في المجتمع الكويتي اليوم، لننتبه هنا، فما يصح للبرلمان لا يصح لغيره من مؤسسات المجتمع المدني، فالمجلس هو نتاج عمل سياسي بداية ونهاية، بينما جمعية مثل حقوق الإنسان يجب أن تكون نتيجة إيمان أخلاقي سامٍ بحقوق الإنسان أولاً، وبمبدأ المساواة ثانياً.
أسئلة كثيرة تدور في رأسي الآن عن أولويات مجلس الجمعية الجديد، هل سيكون منها أوضاع البدون، والخدم، والعمالة الأجنبية وحقوق المرأة التي يجب عدم حصرها في “الانتخاب والترشيح”، كما قد يفهم يتامى عقيدة “أنا الخليجي”.
هل سنرى أعضاء من الجمعية في منطقة تيماء كـ”غيتو” البدون يضربون به في اعتصاماتهم، ثم يزج بهم في المحاكم الجزائية كلما عبروا بصورة سلمية عن تطلعاتهم في المساواة والكرامة؟!
هل سنسمع لهم ضجيجاً رافضاً وحركة دائبة لا تتوقف تنتصر لحقوقهم كما كانت تفعل مها البرجس التي خسرت في الانتخابات وخسرتها قضية “الإنسان”؟!
وهل سنشاهد صوراً في الجرائد لابتهال الخطيب وهي تذرف دموع الحزن في معمعة عمليات تأديب البدون؟!
هناك الكثير من الأسئلة. كم أحلم أن أرى تمنياتي لقضايا حقوق الإنسان تصير واقعاً حياً، وليست أوهاماً فارغة.

احمد الصراف

نصائح شرطي

أنقذت نصائح هذا المقال، التي جمعها ضابط شرطة اميركي، حياة الكثيرين، وبالرغم من أن بعضها قد لا ينطبق على بيئتنا، لكننا، إن بسبب سفرنا لدول أخرى أو لما تتعرض له مجتمعاتنا من تغيرات كبيرة، لسنا بمأمن عنها تماما، ومن المفيد بالتالي معرفة كيفية التصرف عندما تتعرض حياتنا، او حياة من نحب للخطر. وعليه يرجى قراءة هذه النصائح والاحتفاظ بها، للاطلاع عليها قبل الإجازة، او بين الفترة والأخرى.
أولا، علينا أن نتذكر أن الكوع هو اقوى نقطة في الجسم، ويجب عدم التردد في استخدامه بضرب خاصرة أو بطن من يحاول الإمساك بنا من الخلف، وأن نهرب بأقصى سرعة فور شعورنا بارتخاء قبضة المعتدي من حولنا!
ثانيا، إذا شهر مجرم عليك سلاحا طالبا محفظتك أو حقيبة يدك فلا تسلمه إياها يدا بيد، بل قم أو قومي برميها لنقطة يده، والفرار بأقصى سرعة في الاتجاه الآخر، وغالبا لن يلحق بك، فهؤلاء بحاجة للمال، وليس للبشر.
ثالثا، إذا تعرضت للخطف ووضعت في صندوق سيارة فتذكر ان أضعف أجزائها من الداخل هي مصابيحها الخلفية، وهنا لا تترددي، أو تتردد في كسرها بقدميك واخراج احدى يديك منها مؤشرا للسيارات والمارة، وتأكد أن الخاطف لا يعلم ما تقوم به!
رابعا، بعد انتهاء البعض من التسوق، وخاصة النساء، يقوم بالمكوث في السيارة لبعض الوقت وإجراء بعض الحسابات، وهذا ليس تصرفا سليما، فعليهم التحرك من الموقف فور وضع المشتريات في صندوق السيارة.
خامسا، إن فوجئ أحدنا بمن يصوب سلاحا الى رأسه طالبا منه قيادة السيارة واتباع التعليمات بالتوجه الى مكان معين، فيجب ألا نتردد في قيادة السيارة باقصى سرعة والارتطام بأي جسم صلب نراه أمامنا، فهذا سيشغل كيس الأمان الموضوع في منتصف مقود السيارة ويحمينا من الارتطام بزجاج السيارة الأمامي، ولكنه حتما سيقتل الخاطف، الجالس في المقعد الخلفي، أو يجعله عاجزا، لأنه غير محمي، ولم يستخدم حزام أمان.
سادسا، عند الاتجاه الى السيارة في اي مرآب (كراج) يجب اتخاذ الحذر والتأكد من خلو المكان مما يريب، وعدم الانشغال بالهاتف مثلا عن الالتفات في كل الاتجاهات ومن ثم التأكد من عدم وجود احد في السيارة قبل ركوبها. وعلى السيدات اخذ حذر أكبر إن كانت السيارة تقف بجانب سيارة شحن صغيرة، فسجلات الشرطة بينت أن الخاطفين يفضلون سيارات الشحن الصغيرة للقيام بعملياتهم.
سابعا، تجنب استخدام السلالم في مواقف السيارات، وخاصة في فترات المساء.
ثامنا، عندما يطلب منك شخص غريب، وأنت تقود سيارتك في مكان عام مثلا، الوقوف للتحدث معك، فمن الأفضل عدم الرد، وإن كان لا بد، فمن خلال فتحة صغيرة في زجاج النافذة بالكاد تكفي لسماع الصوت.
تاسعا، عندما نسمع جلبة خلف السيارة فور تحركنا، فعلينا أخذ الحيطة قبل ترك السيارة لمعرفة مصدر الجلبة، فأحيانا يكون احدهم مختبئا خلف حاوية وما ان يخرج السائق من سيارته، وعادة ما يترك بابها مفتوحا، يقفز ذلك الشخص لداخلها، ويهرب بها وبما فيها.
 نتمى السلامة للجميع، مع تحياتنا.

أحمد الصراف

سامي النصف

الشعب الكويتي أصله.. يوناني

  الشعب الكويتي هو الوحيد في العالم الذي:

٭ تجد فيه ان اكبر محاربي الفساد فاسد، والاكثر دفاعا عن الدستور الاكثر اختراقا له، والأعلى صوتا في الوطنية لا وطنية عنده، والأكثر ليبرالية لا يقبل قط الرأي الآخر، والأكثر تدينا الأكثر ضررا بفعله وقوله بالدين الذي يدعي الدفاع عنه!

٭ لا يفرق بين مسؤول يوفر على المال العام مليارا، ومسؤول يكلف المال العام مليارا فكله عند الكويتيين.. بصل!

٭ الذي يبكي دما لارجاع بلده الضائع وعندما يرجع بلده يبدأ من يومه الأول بالعمل على.. اضاعته مرة أخرى!

٭ كلما طال أمد ممارسته للديموقراطية.. زاد ضيقا بالرأي الآخر!

٭ أكثر المتجاوزين على القانون هم من يفترض بهم الحفاظ عليه من نواب ورجال أمن!

٭ يدفع حتى فاتورة العلكة بالجمعية بـ«الكردت كارد»!

٭ يسكن من يعمل في غربه بالشرق، ومن يعمل في شماله بالجنوب لذا تبقى الشوارع مزدحمة طوال الوقت بسبب تنقل هؤلاء ولا يعرف احد لماذا لا يسكن من يعمل بالشرق في الشرق والشمال بالشمال.. الخ حتى تقل زحمة الشوارع؟

٭ يصر في كل بيت يبنيه على وجود غرف للضيوف وصالات ضخمة لاستقبالهم إلا أنه يحرص كل الحرص على.. الا يستقبل ضيوفا في بيته قط!

٭ يبني أفضل البيوت وأكثرها كلفة ولا يضع اسمه على باب او جدار بيته.. خجلا مما فعل!

٭ يدعي الجميع فيه انهم مظلومون من وطنهم بينما تظهر الحقائق ان احدا لم يظلم وطنه في التاريخ.. كحال المشتكين!

٭ يحسده العالم على أوضاعه المعيشية والحريات التي يتمتع بها الا انه يتصرف وكأنه الاتعس.. في الكون!

٭ يسقط في انتخاباته النيابية العقلاء والحكماء ثم يستغرب بشدة من عدم سيادة الحكمة والعقل على أعمال.. مجلسه النيابي الذي انتخبه!

٭ يقترض بملء ارادته من البنوك والشركات ثم يلوم الحكومة والبنوك والشركات على ما قام به و.. ينسى لوم نفسه!

٭ ينتخب من عرف عنه تعطيله لقضايا التنمية عبر المواقف والتشريعات ثم يشتكي بعد ذلك من توقف عمليات التنمية في البلد.. يا حرام!

٭لديه مزارع لا زرع بها وقسائم صناعية لا صناعة فيها واسطبلات لا خيل بها وجواخير لا مواشي فيها وحتى مدارس وجامعات.. لا علم بين جدرانها!

٭ يعجب بما لدى الآخرين حتى لو كانت صحراء قاحلة ويشتكي مما عنده حتى لو كانت جنات عدن!

٭ يتسابق متشددوه على اصدار التشريعات التي تحد من الانفتاح الاجتماعي في البلد، وما ان تبدأ العطلة حتى يتسابق متشددوه للسفر وعائلاتهم الى.. اكثر بلدان العالم انفتاحا!

٭ تدمع مقلتاه عندما يشاهد ويسمع الاوبريتات والأغاني التي تحث على الوحدة الوطنية، ويبدأ قبل ان تنتهي تلك الاعمال الفنية بضرب الوحدة الوطنية ضربا موجعا!

٭ يحتاج الى عبقري ليخلق له مشكلة واحدة في بلد وافر الثروات قليل السكان صغير المساحة الا انه استطاع بذكاء فريد ان يخلق مشاكل في بلده تزيد على مشاكل الصين والهند وبنغلاديش معا!

٭ لا امطار ولا انهار لديه ومع ذلك فهو الأكثر اسرافا وسفها في استخدام المياه العذبة النادرة!

٭ يظهر وبنجاح مذهل ان بلده لا مستقبل له فيقضي على أمنه الغذائي عبر الصيد الجائر الذي قضى على 85% من ثروته السمكية، ويدمر انتاجه الزراعي عبر تجزئة وتحويل المزارع المنتجة الكبيرة الى.. مزارع صغيرة للترفيه لا للانتاج!

٭ تقوم فيه الأكثرية النيابية بعمل ما كانت تنتقده عندما كانت اقلية، والاقلية بما كانت تنتقده عندما كانت اكثرية والخاسر في كل الاحوال هو.. الكويت وشعبها!

***

آخر محطة: هناك آثار يونانية قديمة في جزيرة فيلكا تثبت بشكل قاطع ان أصول الكويتيين جميعا يونانية بدلالة تشبهنا سياسيا بأهل بيزنطة القديمة في حمقهم وجدلهم العقيم الذي استمر حتى لحظة السقوط، واقتصاديا بأهل أثينا الحاضرة بسفههم الشديد في صرف مواردهم المالية.

مبارك الدويلة

تحريك الفتنة

أصدق ما قيل في الفتنة هذه الأيام ما ذكرته السيدة نبيلة العنجري من أن أعضاء في مجلس الأمة هم وقودها! صحيح ان الأعضاء منوط بهم الأمر بالمعروف والدعوة إليه والحث عليه، والنهي عن المنكر وكَشْف.ه وفَضْح.ه ومَنْع.ه وتَحْج.يمه، لكنّ ما يحدث أن الأمر تعدّى هذا السلوك، وأصبحت جرعة متابعة الإصلاح زائدة، ممّا نتج عنه تحوّل القضية من كشف حادثة ومنعها إلى إثارة فتنة نائمة!
«فتنة النقي» أو حادثة التعدي على ذات الرسول ـــــ صلى الله عليه وسلم ـــــ وأمهات المؤمنين والصحابة الكرام ـــــ رضي الله عنهم ـــــ وما استدعى ذلك من فزعة للانتصار للرسول ـــــ صلى الله عليه وسلم ـــــ من جميع فئات المجتمع، سنة وشيعة، هذه الحادثة كان يكفي أن تقف عند الإنكار والمطالبة بإحالته إلى القضاء للقصاص، هذا من جانب الإنكار السني. أمّا الجانب الشيعي فكان يكفيه أن يُنكر الحادثة ويتبرّأ من فعلها من دون أن يبحث للفاعل عن مخرج أو تبرير.
استمرار الجانب السني بالإنكار وما آل إليه الوضع من تعميم ساهم في تحريك مشاعر الفتنة. وفي الجهة الأخرى استمرار الجانب الشيعي بالتنبيه من التعميم والبحث عن مخرج براءة للفاعل ساهم أيضاً في تحريك الفتنة.
لذلك، نتمنى من كل الأطراف المتداخلة أن تدرك حقيقة شرعية غابت عنهم مفادها «يجوز عدم إنكار المُنكَر إذا كان هذا الإنكار يؤدي إلى منكر أكبر منه». والقاعدة الأخرى القائلة: «احتمال أخف الضررين بدفع أكبرهما». فكيف إذا كان الإنكار تم، والمجرم اعترف، والقضاء تحرك؟ ألا يجب هنا أن نتوقف ونكتفي حتى لا تأتي فتنة أكبر منها وهي الفتنة الطائفية التي من الممكن أن تمزق المجتمع في أي لحظة؟
أيها الاخوة، الفتنة القادمة لا تبقي ولا تذر.. ولو صمت نوابنا الأفاضل قليلاً عن التعليق لدرأنا الفتنة قبل أن تتحرك.
>>>>
الليبراليون في الكويت «هدّوا» كل شيء وتفرّغوا للكتابة عن «إخوان مصر»!
وما ألومهم.. فاكتساح الإسلاميين بكل أطيافهم لكل انتخابات حرة ونزيهة.. أفقدهم صوابهم، فهم فازوا في مجلس الشعب ومجلس الشورى ونقابة المهندسين ونقابة المحامين ونقابة الأطباء والاتحاد العام للعمال و….. إلخ! وأثبت الشعب أن خياره الإسلام بعد أن جرّب حكم الليبراليين والعلمانيين الذي أذاقهم المرَّ والمآسي طوال عقود من الزمان. الغريب أن أصحابنا من ليبراليي الكويت فقدوا صوابهم وأخذوا يشطحون في انتقادهم حتى قال قائلهم إنهم فشلوا في الحكم، وهم لم يتسلموه بعد! واتهموهم بإقصاء خصومهم، وهم الذين أشركوا خصومهم في المناصب التي كان لهم فيها اغلبية (مجلس الشعب في مصر – وتوزيع المناصب القيادية في تونس).
يا جماعة طوال الخمسين سنة وانتم تطنطنون بالديموقراطية واحترام الرأي الآخر، اليوم أشوفكم لم تتحملوا ما أنتجته لكم الديموقراطية وما أفرزته صناديق الاقتراع.
• • •
تهنئة خاصة إلى مجلس إدارة الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان الذي فاز بانتخابات الجمعية الأخيرة، ونتمنى أن يصحح اعوجاج المجلس السابق وسلبياته.

احمد الصراف

80 عاماً من الكذب

لا شك أن من اوصل «الاخوان»، وغيرهم من قوى التطرف الديني، لسدة التشريع في مصر وغيرها، ومن سيوصلهم لسدة السلطة قريبا، هم الأغلبية الطيبة النوايا، ولهؤلاء نقول، حان الوقت لأن تفتحوا أعينكم، وتروا حقيقة هؤلاء وهم عراة من كل ادعاء نجحوا (حتى الآن)في تغطيته بلباس ديني ومن كل كذب غطوه بالشريعة!
بدأ مسلسل كذب «الاخوان» من ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي عندما تزايدت انشطتهم السياسية وزاد تدخلهم في طريقة ادارة البلاد، وعندما سأل فؤاد سراج الدين، كبير حزب الوفد وقتها، حسن البنا، مؤسس «الاخوان»، عن حقيقة نواياهم، ودعاهم للانخراط في العمل السياسي، رفض البنا العرض وقال إن جماعته تهدف إلى إصلاح المجتمع ونشر الدين القويم، ولا دخل لها بالسياسة! واستمر كذبهم بعدها مع رفضهم الاقرار بالتورط في جرائم قتل الخازندار والنقراشي باشا وغيرهما، وكان آخر أكاذيبهم ما ورد على لسان المليونير خيرت الشاطر، نائب المرشد الأعلى لـ «الاخوان»، والذي أعلن بكل صراحة قبل شهرين، ليس فقط عدم رغبة «الاخوان» في الترشح لمنصب رئاسة الجمهورية، أو حتى دعم اي مرشح آخر! وبرروا القرار بعدم الرغبة في أن يكتموا على أنفاس الشعب!
بعدها بشهرين فقط أعلن «مجلس الشورى» نفسه أنهم سيرشحون خيرت الشاطر، ما غيره، نائب المرشد العام، والذي سبق أن نفى فكرة الترشح بكل قوة، لمنصب رئاسة الجمهورية! فكيف قبل خيرت لنفسه قبول ما سبق وأن نفاه؟ وهل جاء بالفعل ليكتم على أنفاس الشعب؟ ولماذا لحس كلامه؟ هل خوفا من مرشح المجلس العسكري؟ وهل يمكن الثقة بجماعة هذا ديدنها، بعد هذه الفضيحة السياسية والكذب المستمر، وهم الذين يدعون بأن هدفهم اصلاح المجتمع؟ وما الذي سيفعله الاخوان ان لم ينجح مرشحهم، هل سيعني ذلك خطأ الأسس التي قامت عليها فكرتهم الدينية؟
وفي تطور متوقع ضجت الساحة السياسية في مصر بردود فعل عاصفة على قرار الترشح، والتراجع السخيف عن سابق قراراتهم، وهو الأمر الذي دفع كمال الهلباوي، القيادي الاخواني البارز، للاستقالة من الحزب. كما وصف رفعت السعيد رئيس حزب التجمع قرار الاخوان بأنه نوع من الهوس بالسلطة!
رابط التصريحين:
http://www.youtube.com/watch?v=PhI6GgVbPNk&feature=player_embedded

أحمد الصراف

حسن العيسى

كتلة العشرج الكويتية

مثلما تأسى غلاة اليمين للحزب الجمهوري في الولايات المتحدة الأميركية بتاريخهم في حادثة أطلقت شرارة الثورة الأميركية حين رمى الثوار الشاي بالبحر في ميناء بوسطن، كتعبير برفض دفع الضريبة للتاج البريطاني، رافعين شعار “لا ضرائب بدون تمثيل سياسي”، ومن ثمة استغل أقصى اليمين للحزب الجمهوري في رفضهم أي إصلاحات للنظام الصحي وغيره للرئيس أوباما تلك المناسبة التاريخية، وسموا أنفسهم “بحزب الشاي”.
من حقنا هنا أن نقترح إطلاق “حزب العشرج” على الغلاة الدينيين من الأغلبية السنية في مجلس الأمة. العشرج نبات صحراوي شديد “المرارة” استخدم نقيعة عند أهل الكويت قديماً، قبل مستوصفات البترول، لعلاج الإمساك المعوي، وكان ذلك العشرج (أو ربما الحلول) يسبب إسهالاً شديداً للمريض لا يخلو من الخطورة على صحته.
اليوم، ورغم وجود الأدوية الحديثة، يطالب “العشرجيون” الكويتيون بالوصفة العشرجية للبطن الكويتي المنتفخ بريح التخلف الفكري والاتكالية على عمل الغير، يطالب العشرجيون الحكومة بفرض وصاية الدولة ورقابتها على الحسينيات والمساجد الجعفرية، بمناسبة (وغير مناسبة) “تويت” المغرد الأهوج في تعرضه للرسول.
وبالوصفة العشرجية أيضاً نادوا بتعديل الدستور في المادة الثانية، وبعدها المادة ٧٩، كي تقف الدولة وتقسم بإشهار إسلامها! وكأن الدولة فرد يصوم ويصلي ويقيم الشعائر الدينية وليست ابتداعاً قانونياً لشخصية اعتبارية تحمل صفة السيادة على الإقليم.
يصر العشرجيون على قلب قوانين الدولة رأساً على عقب بحجة أسلمتها وفقاً لفقههم، وفي ذلك هم يطمسون حق الآخر، أياً كان، في الوجود الإنساني وممارسة حقه في التعبير وإقامة طقوسه وفق معتقداته الخاصة كما ينص دستور الدولة بخلاف قوانين الإسهال العشرجية التي شرعت في الماضي، وعلى سبيل المثال لا الحصر نتذكر شرط الإسلام لمنح الجنسية الكويتية في مجلس ٨١، ويعد لتشريعات مثله اليوم حين يواصل العشرجيون دعواتهم لفرض سيادتهم المطلقة على الدولة، أليست هذه الديمقراطية وحكم الأغلبية ومخرجات صناديق الاقتراع كما يريد إقناعنا علماء العشرج!
الحسينيات ومساجد الشيعة لا تبنيها ولا تنفق عليها الدولة، كما هو حادث مع مساجد أهل السنة، فهي تبنى وينفق عليها أبناء الطائفة الجعفرية من جيوبهم الخاصة، فبأي حق يطالب العشرجيون بفرَض الرقابة عليها، وكأنها بؤر مؤامرات لإيران وليست من صميم الهوية الكويتية وتاريخها، لينتبه العشرجيون في ما يطالبون به بإصرار وهم يهددون باستجواب وزير الأوقاف والعدل وكأنه متهم بتحريض المغرد بجريمة الإساءة للرسول، فمراهقتهم الدينية ستقود الدولة إلى فتنة طائفية لا تتحملها.
اعقلوا قليلاً وارتفعوا في أطروحاتكم لهموم اليوم وتحديات الغد، فكروا، مثلاً، في مواد الحبس الاحتياطي في قضايا الجنح في جرائم أمن الدولة الداخلي، وكم هي “دراكونية” في مضمونها، فحرق علم إيران أو علم أي دولة “غير معادية” لا يبرر حبس المتهم الهاجري ٢١ يوماً على ذمة التحقيق، ولا يصح أن تكون التشريعات أو إعمالها ردود فعل سياسية مرتجلة، وهناك غيرها من نصوص تشريعية وممارسات من السلطة التنفيذية تزايد معكم، ولدت بداية ببركتكم وبركة السلطة الحاكمة صادرت الدستور، وخنقت حقوق البشر في الوجود، وقتلت البهجة في النفوس، وطمست الفن والجمال وكل فرص الإبداع حتى صارت حياتنا صحراء جرداء، خاوية من أي معنى للثقافة، أضحت الحياة معكم مرة كالعلقم بطعم “عشرجكم”. فالدولة لا تعاني إمساكاً في أمعائها، بل هي تئن من حالة جفاف شديدة ممتدة في عقلها وروحها بسببكم. لمَ لا تدركون ذلك يا أطباء البؤس والفتن.