سعيد محمد سعيد

وإن «تتركه»… يلهث!

 

يبدو أن هناك نماذج من الكتاب والإعلاميين والصحافيين والنواب والناشطين والخطباء وجوقة طويلة عريضة من الفاشلين في المجتمع، يُصابون بـ «اللهاث»، إن حملت عليهم أو تركتهم.

هؤلاء أصبحوا من حسن الحظ في غاية الانكشاف بالنسبة لأبناء المجتمع البحريني الذين لم تعمهم موجة الرمد الطائفي.

يصابون باللهاث والهلع والفزع إن وجدوا الأزمة في البلاد مشتعلة وفي أوار ولهيب متصاعد، فيظهرون وكأنهم حماة الوطن الذائدين عن حياضه! أيضاً، يُصابون باللهاث والهلع والفزع بدرجة أشد من الأولى إن تبادر إلى مسامعهم، ولو من باب الشائعات والتحليلات السياسية المجوفة، بأن هناك مساراً للحل! إن تحمل عليهم أو تتركهم فهم في حالة لهاث دائم.

قد يكون من البديهي القول أن حالة «التحليل العبقري» وطرح الآراء وتبادل المعلومات واللطائف السياسية بين الناس في ظل الأزمات، وخصوصاً الشعوب العربية والإسلامية، هي حالة طبيعية تدخل تحت عنوان «التنفيس»، لكن هناك نكتة سياسية محبوكة حبكة فكاهية لطيفة ذات معنى كبير وصائب، وقد يضحك بسببها حتى زعماء الدول والجمهوريات الذين يتعرضون للنقد بينهم وبين أنفسهم في السر. وهناك نكات وطرائف وخزعبلات وممارسات من نوع «السيلان اللاإرادي»، تكشف أن من كان يعتاش على الأزمات مدعياً حب الوطن، لا يمكن أن يعيش فكرة إيجاد حل لتلك الأزمات.

ومن السيء للغاية، أن يبقى المجتمع البحريني مصاباً بلوثات وهوس ذلك النوع من الكتاب والإعلاميين والصحافيين والنواب والناشطين والخطباء والجوقة العرجاء المضحكة، فتارةً تجعل الأتباع يصفقون مع الجوقة، وتارةً يبكون معها، وتارات يهددون ويتوعدون معها، مع أن الجوقة وأتباعها يعلمون في قرارة أنفسهم أنهم مجرد (صفر) على الشمال، حتى ولو أقنعوا أنفسهم بأنهم رقم صعب في معادلة سياسية صعبة.

والمجتمع البحريني، حاله حال الكثير من المجتمعات العربية والإسلامية، يستقبل الناس فيه التحليلات والمعلومات والأخبار، سواءً كانت حقيقة أم لا، وسواء وافقت الذوق السليم أم لم توافقه، فالأمر سيان بالنسبة لدى البعض الذي لا يرى فيها ما يسيء إلى شخصه الكريم، ولا يرى فيها إساءة إلى الشخص المرسل إليه، وسواءً كان المرسل أو المتلقي رجلاً أم إمرأة، مراهقاً أم رجلاً ناضجاً، تسقط حدود الأخلاق طالما هي: كذبة سياسية، هجمة طائفية، نكتة سياسية، فلا ضير من أن يضحك الناس!

لا بأس، بيد أن هناك تطوراً لافتاً في استخدام الوسائط الحديثة والرسائل الإلكترونية بأنواعها وتصاميم الجرافيك التي يعصر فيها (المبدع) رأسه وفنه لينتج عملاً مثيراً للضحك يرسله إلى آلاف الناس، ويقوم الآلاف بإرسالها إلى آلاف آخرين، وهكذا تكبر خانة ألوف الألوف، لكن قلة هم أولئك الذين تتوقف لديهم الرسالة فيتأملون فيها بالقراءة المتأنية أو الاستشارة المفيدة في معرفة ما ينفع.

بالنسبة للمصابين بالهلع والفزع الظاهري المصطنع في الأزمات بمواقفهم المزيفة، وهم ذاتهم المصابون بالفزع الحقيقي حين يستشعرون بصيص أمل لحل (ما)، هم ذاتهم كما حدث مع الحاشية في هذه القصة: يحكى أن حاكماً كان في رحلة صيد مع نفر من حاشيته، وبينما هم يبحثون عن الطرائد، رأى الحاكم أرنباً يركض فأخذ بندقيته ورماه لكنه أخطأ الهدف! فقال أحد أفراد الحاشية من المنافقين: «سبحان الله! لأول مرة أرى أرنباً يركض وهو ميت».

د. شفيق ناظم الغبرا

مشروع فلسطيني جديد يواجه المشروع الصهيوني

مر على النكبة ٦٦ عاماً، اختلطت فيها آلام اللجوء مع الكفاح والثورات وأحلام العودة. فالنكبة بصفتها عملية اقتلاع شملت مصادرة الأراضي والمنازل واحتلال المدن وتدمير مئات القرى وسط مجازر وتهجير جماعي ومنع السكان المواطنين من العودة تحولت الى أكبر صدمة عرفها العالم العربي منذ سقوط الدولة العثمانية ووقوعه تحت الاستعمار الغربي. لقد نتجت من النكبة تحولات مست العالم العربي من أقصاه الى أقصاه. فقد برزت الحركة القومية العربية بزخم في ظل الشخصية التاريخية لجمال عبد الناصر، ووقعت سلسلة الانقلابات العسكرية التي أتت بالجيوش الى عمق العملية السياسية العربية. وما أن واجهت القومية العربية التحدي الأكبر في هزيمة ١٩٦٧ في ظل فشلها في أبعاد اجتماعية وسياسية أخرى، إلا وورثتها شعبياً الحركة الإسلامية المعبرة عن قوى اجتماعية جديدة. ورغم تعقد مصادر القومية العربية والإسلام السياسي ورغم الأخطاء الجسيمة لكلا الحركتين إلا ان المسألة الفلسطينية مثلت مصدراً رئيسياً ومهماً من مصادر الزخم الذي أحاط بكل منهما. متابعة قراءة مشروع فلسطيني جديد يواجه المشروع الصهيوني

محمد الوشيحي

المزيونة

هي الأجمل على الإطلاق. هي الأغلى في طول العالم وعرضه. لشعرها كل يوم لون. ولمنظرها كل ليل بهاء. لا تبيت عادة إلا في أحضان الأوباش والفاسدين.
بصبابة تحدث أولياء أمرها: “يصعب تزويرها”، ثم سكتوا ولم يكملوا. لم يجرؤوا على قول “يصعب اختلاسها”، أو “تصعب سرقتها”. الناس أكملوا الجملة. متابعة قراءة المزيونة

سامي النصف

مصر بين آيزنهاور وريغان!

  حكم الولايات المتحدة في حقبة ما بعد الحرب الكونية الثانية رئيسان مشهوران احدها ذو خلفية عسكرية كحال المشير عبدالفتاح السيسي في مصر وهو الجنرال آيزنهاور الذي ارغم قوى العدوان الثلاثي عام 1956 على الانسحاب من ارض الكنانة، وكان قد اقترح آنذاك مشروعا عسكريا ـ اقتصاديا للشرق الاوسط هو حلف بغداد.

ومشروع آيزنهاور الاقتصادي الشبيه بمشروعين عسكريين ـ اقتصاديين تم تقديمهما وقبولهما دون مشاكل من قبل دول شرق آسيا وغرب اوروبا، مما ساهم في إثراء وتقدم شعوبهم.

***

وكانت تلك المشاريع الاميركية تتضمن اقامة احلاف عسكرية وانشاء مصانع متطورة ومزارع نموذجية في الدول المعنية وفتح ابواب الاسواق الاميركية لمنتجاتها الصناعية والزراعية، مما يضمن بالتالي اثراء الشعوب وابعادها عن الشيوعية ومنع الحروب بين دولها التي تدمر الاوطان وتفقر الناس.

***

إلا ان الأستاذ محمد حسنين هيكل، أطال الله في عمره وهو المستشار الاوحد ومنظر وعقل وراسم سياسات وكاتب خطابات الرئيس جمال عبدالناصر وصانعه، والباحث دائما ولاسباب غريبة وغير مفهومة عن اعداء لمصر وللامة العربية (تمت في احد الاوقات معاداة المعسكرين الغربي والشرقي في آن واحد)، افشل ذلك المشروع، وادخل المنطقة في سلسلة حروب لم تنته حتى يومنا هذا، ولم يكن عبدالناصر الا «دمية» خلقها وسوقها هيكل ثم دمرها ودمر الامة العربية معها.

***

وحكم الولايات المتحدة كذلك ممثل سينمائي فاشل هو الرئيس ريغان حاله حال المرشح حمدين صباحي الذي شارك كممثل كمبارس في بعض الافلام غير الناجحة، مما جعل البعض يتساءل: هل سينجز فيما لو انتخب كما انجز ريغان؟! الحقيقة ان ريغان لم يأت من التمثيل مباشرة للرئاسة، بل مر عبر العمل الاداري المنظم الذي مارسه لسنوات كحاكم لولاية كاليفورنيا، كما عرف عن ريغان توقفه ـ مع دخول المعترك السياسي ـ عن ممارسة التمثيل والخداع والكذب، ولا يعلم ان كان المرشح صباحي قد قام بالشيء ذاته؟!

***

آخر محطة: 1 ـ في الديموقراطيات الاخرى، التصويت في الخارج وان تم قبل انتخابات الداخل الا ان نتائجه لا تعلن الا عند اعلان النتائج النهائية لا قبلها.

2 ـ برنامج المشير عبدالفتاح السيسي الذي يطلب من خلاله ترشيد استخدام الكهرباء والماء والرغيف اكثر واقعية وفاعلية وصدقا بكثير من برنامج المرشح حمدين صباحي الذي يشتمل على وعود حالمة خادعة كتوزيع اراض زراعية وألوف الجنيهات لكل مصري، وهو امر يعجز عن انجازه حتى الجن والعفاريت!

 – @salnesf

حسن العيسى

من المسؤول؟

ليس للحكومة أن تتوقع غير اللامبالاة واللااكتراث من الجمهور عندما تتحدث عن العجز القادم الحتمي حين تتجاوز النفقات على الإيرادات، وحين تختزل قضية الفشل في إدارة الدولة اقتصادياً وسياسياً بتضخم الباب الأول (بند الرواتب والأجور) على حساب بقية أبواب الميزانية، ويتم تعليق الجرس على رقبة المواطن والاستهلاك الريعي، الذي يمارسه مع غياب قيم العمل عنده، وتصبح قضية فشل إدارة الدولة هي قضية الإنسان المحكوم بهذه الإدارة السياسية، مثلما يذهب زميلنا عبداللطيف الدعيج في كتاباته العديدة بإدانة المجتمع والبشر، أي الناس الذين لا حول لهم ولا قوة في إدارة الدولة، وفي الوقت ذاته يعلق صكوك البراءة على صدر السلطة الحاكمة، وكأن هذا قدرها وحظها إذ ابتليت بهذا الشعب وهذا السلوك الاستهلاكي وعجزه القدري عن الإنتاج…!
بهذا تصير المعادلة سهلة عند الزميل، أصلح أمرك يا شعب تصلح أمور البلد… أما "مساكين" السلطة ومن بيدهم أمور الحل والعقد فلا مسؤولية على عواتقهم ولا جناح عليهم، فهو فشل إداري وفشل بشر لا يعملون، أما القيادات السياسية التي نصبت تلك القيادات الإدارية الرديئة في موقع المسؤولية، وفتحت لها أبواب الفساد على مصاريعها، وتركت "القرعة ترعى" لعقود طويلة، فهذه لا مسؤولية عليها ولا يحزنون، في فقه الزميل.
بطبيعة الحال، لا أحد ينكر عدداً من أمراضنا الاجتماعية في مفهوم العمل والإنتاج، ولا أحد يجحد حالة التسيب لدى الكثيرين منا، وكلها أمراض متأصلة في الوطن بسبب الحال "الريعي"، ولن يكون الحل والعلاج لتلك الأمراض بالوصفات السريعة التي يكتبها القطاع الخاص، فهذا القطاع في النهاية يدور في فلك السلطة والحالة "الريعية" التي كرستها، وهو بمجمله قطاع استهلاكي غير منتج، ولا يرتجى منه أن يكون عوناً لحل مشكلة الباب الأول، طالما ظل هذا القطاع على حاله. الحلول لأزمتنا القادمة ستكون قاسية، وستتطلب تضحيات من الجميع، لكن من أين يبدأ تعديل هذا الوضع المائل؟ هل يبدأ من الناس فقط؟ أم يفترض أن يبدأ الإصلاح السياسي والاقتصادي من فوق ومن الأعلى؟ أين هي الإجابة عند منظري لوم وتعنيف الناس المحكومين وتبجيل الكبار الحاكمين الأبرياء…؟!

احمد الصراف

الإعلان العجيب الغريب

تعتبر صحيفة نيويورك تايمز اليومية الصحيفة الأكثر أهمية وتأثيرا في مراكز اتخاذ القرار في أميركا، والعالم بالتالي. ولم تتوقف يوما عن الصدور منذ سبتمبر 1851، وأهلتها تقاريرها ونجاحاتها للفوز بأكثر من 150 جائزة صحافية وادبية مرموقة. ويزور موقعها شهريا عشرات الملايين. وتمتلك اسرة سالبرغر الصحيفة وتديرها منذ 120 عاما.
ولأهميتها وانتشارها اختارت الحكومة الكويتية نشر إعلانها التالي فيها:
مطلوب للعمل في وظيفة حكومية مرموقة من تتوافر فيه المواصفات التالية:
مؤهل دراسي معترف به، ويفضل أن يكون طبيبا نفسيا.
صبور على العمل، أحيانا لعشرين ساعة في اليوم.
على استعداد لزيارة مكاتب كبار المسؤولين، وخاصة وزير الصحة، والسلام عليه في حله وترحاله، والتواجد في الوقت نفسه في مكتبه.
قبول مبدأ زيارة المتنفذين، من غير المسؤولين، في دواوينهم، والسلام عليهم، وان يكون في الوقت نفسه في وظيفته.
أن تكون لديه القدرة على الرد على خمس مكالمات هاتفية في وقت واحد، وان يردد طوال الوقت: حاضر عمي. ما يصير خاطرك إلا طيب، ويكرر: اعتمد، و: اعتبر الموضوع منتهي، سيدي.
ألا ينام الليل وهاتفه مغلق. ان يعمل في المساء في أشهر الصيف
أن يكون حليما لا يعرف الغضب، وصبورا لا يعرف رفض أي طلب.
أن يكون متسامحا مع نواب المجلس والوزراء ولا يرفض طلباتهم.
ان يتحلى بالمرونة بحيث يوافق على كل طلبات الكبار.
وأن يتحلى بنفس المرونة بحيث لا يرفض طلبات من هم أدنى منهم.
أن تكون لديه قدرة إرضاء الجميع، وتلبية أوامرهم.
أن يكون ساحرا بحيث يضع عشرة أشخاص في مكان خمسة.
أن يكون خلاقا بحيث يصرف دينارا ويحصل على عشرة.
أن يتصرف، عندما لا يجد مخرجا للتصرف.
أن يتحلى بالصبر عندما لا يكون للصبر مكان.
أن يكون أمينا، ولا يحاول استغلال منصبه، فهو تحت المراقبة الدائمة.
أن يعرف أن وظيفته «خلقت» ليس لتقديم خدمة طبية او اجتماعية، بل لترضية الكبار وتلبية طلباتهم في كسب الولاء.
أن يعرف جيدا، ويتصرف على أساس أنه «وضع» في منصبه لتقديم خدمة لمن اتصل وطلب، وليس لصاحب الحاجة الذي قد يموت، وهو ينتظر من غير واسطة.
أن يعرف أن الجميع في الكويت «سوبر ديلوكس»، سواء كانوا مسؤولين كبارا او متنفذين صغارا، أو حتى نوابا مرتشين أو وزراء خربين!
الراتب حسب الكادر الوظيفي، دون اي مزايا إضافية.
الوظيفة: رئيس مكتب العلاج في الخارج.

أحمد الصراف

www.kalamanas.com

علي محمود خاجه

حالة وطن

نتائج دوري "فيفا" لكرة القدم لهذا الموسم جاءت على الترتيب التالي: القادسية أولا، والكويت ثانيا، والجهراء ثالثا، وكاظمة رابعا، والعربي خامسا، والسالمية سادسا، والتضامن سابعا، والنصر ثامنا، وخيطان تاسعا، واليرموك عاشرا، والصليبيخات في المركز الحادي عشر، والساحل في المركز الثاني عشر، والشباب في المركز الثالث عشر، وأخيرا الفحيحيل في المركز الرابع عشر.
وهو ذات الترتيب بتغيير طفيف أحيانا في المراكز في السنوات العشر الأخيرة على الأقل بمعنى أن يتنافس على الصدارة القادسية والكويت وتحل أندية كاظمة والجهراء والعربي والسالمية في المنتصف، والبقية في آخر القائمة عدا بعض الحالات الاستثنائية.
عموما فإن هذه المقدمة هي لإثبات حالة فقط، وللتعرف على سلوكياتنا كمجتمع بعيدا عن سوء أداء الحكومة، فقد انتهت انتخابات الاتحاد الكويتي لكرة القدم وهو الاتحاد الذي تنتخبه الأندية الرياضية عبر مجالس إدارات تلك الأندية، وهي المجالس المنتخبة أيضا من الجمعيات العمومية لتلك الأندية، وعدد أعضاء الجمعيات العمومية في الأندية الرياضية هو 120 ألف ناخب تقريبا.
وإليكم نتائج انتخاب مجلس إدارة اتحاد القدم لاستيعاب ما أهدف إلى الوصول إليه بشكل أكبر، فقد تم اختيار 13 عضواً في مجلس إدارة الاتحاد الجديد بعد مقاطعة النادي العربي (ثاني أكبر ناد في الكويت بعدد البطولات الكروية) للانتخابات احتجاجاً على أسلوب إدارة اتحاد القدم، وتم اختيار ممثل عن نادي الكويت الرياضي (الحاصل على 4 بطولات للدوري في السنوات العشر الأخيرة) بخلاف المرشح المفضل لمجلس إدارة النادي، والأمر نفسه مع ناديي كاظمة والفحيحيل.
ووزعت المناصب في هذا الاتحاد بحيث يتولى طلال فهد الصباح الرئاسة، وهايف المطيري ممثل نادي النصر منصب نائب الرئيس (لم يحصل النصر على أي بطولة كروية رسمية منذ تأسيسه عدا دوري الدرجة الثانية)، أما المكتب التنفيذي للاتحاد وهو عصب هذا الاتحاد فقد تمثل بكل من الرئيس ونائبه وممثل لنادي السالمية وممثل لناديي الصليبيخات وخيطان (كلاهما لم يتحصلا على أي بطولة كروية رسمية منذ تأسيسهما).
في حين تولى ممثل نادي التضامن رئاسة لجنة المسابقات (لم يحصل النادي على بطولة رسمية منذ تأسيسه)، وممثل نادي اليرموك ترأس لجنة الحكام (لم يحصل نادي اليرموك إلا على بطولتين في نهاية الستينيات وبداية السبعينيات)، وممثل نادي الجهراء رئيس للجنة التطوير (حصل الجهراء على بطولة واحدة في تاريخه).
هكذا ندير الأمور في كل المجالات، وهكذا يكون اختيارنا ونتوقع الأفضل، فأي عقل وأي منطق يجعلنا نختار بهذا الأسلوب؟ لقد دللت على قطاع الرياضة تحديداً لوضوح ترديه رغم أن الشعب هو من يدير الأمور في هذا القطاع، أو هكذا يفترض ما دامت الجمعيات العمومية (الشعب) هي من تشكل إدارة الجزء الأكبر من هذا القطاع، علتنا لا تكمن في حكومة معينة بل في نفوسنا التي لم تعد تقدم سوى النماذج السيئة أملا في تحقيق نتائج أفضل.

خارج نطاق التغطية:
كنت أتمنى أن توضع صورة استاد جابر الرياضي على العملة الجديدة لتستفيد الدولة من الـ100 مليون دينار التي صرفت على ذلك الاستاد دون استخدامه.

سامي النصف

فلاتر السيسي وخطب عبدالناصر!

أعجبني لقاء للمشير عبدالفتاح السيسي ذكر خلاله انه قليل الكلام وان احد اسباب ذلك انه يمرر ما سيقوله على فلاتر للصدق والأمانة والحق ومرضاة الرحمن، وفي المقابل رأينا شريطا مسجلا لمنافسه المرشح حمدين صباحي وهو يلقي خطبة عصماء مطولة امام صدام حسين يقول فيها: «عندما نقف امام حضرتك ايها القائد العربي الشجاع النبيل فاننا نؤكد قدرتك على الانتصار» ثم لقاء متلفزا حديثا للمرشح صباحي وهو يقول بطلاقة ودون المرور على اي فلاتر للصدق وغيره« أما صدام والقذافي فلم اكن ابدا من المعجبين بهما او المؤيدين لنظامهما».

***

تظهر حقائق التاريخ الحديث ان اكبر المخربين والمدمرين والقتلة والقمعيين من الحكام هم سادة الكلام من الخطباء المفوهين الذين يتكلمون لساعات فيسحرون عقول وقلوب المستمعين من الشعوب ليقودوهم بعد ذلك للحروب والهزائم والنكبات والنكسات والقمع ومصادرة الحريات وما صدام والقذافي وقبلهما هتلر وموسوليني عنا ببعيدين حيث اشتهروا بالاقوال العذبة والافعال المدمرة.

*** 

يقابل ذلك حكام قليلو الكلام كثيرو الانجاز كحال الكثير من حكام الخليج والملكيات العربية الحاضرة وملكيات ما قبل هوجة الانقلابات، لذا نتمنى فوز السيسي ونعتبر قلة كلامه امرا يحسب له ودلالة صحة وعافية، وليجعل السيسي بعد فوزه الافعال تتكلم بدلا من الاقوال وهذا هو المهم لمصر وللامة العربية.

***

آخر محطة: (1) في خطاب الرئيس عبدالناصر الشهير الذي اسر الألباب والمسمى خطاب «حنحارب» مر على المسحورين من المستمعين قوله: انه امر الجيش المصري بالانسحاب من سيناء ومن ثم تسليمها للاسرائيليين «دون حرب»، وهو امر فريد ان يصفق المستمعون لرايات الانكسار بدلا من اخبار الانتصار.

(2) وفي خطاب ناصر الساحر الشهير عن تأميم قناة السويس فات المسحورين والهتيفة والمصفقين ما جاء فيه من ان البنك الدولي رفض اقراض مصر 100 مليون دولار اي حسب قوله

36 مليون جنيه اي ان الجنيه المصري في اوائل عهده كان يساوي 3.3 دولارات ولم يحاسبه المسحورون على ما فعله بعد ذلك بالجنيه والاقتصاد المصري.

(3) وفي خطاب حماسي ثالث شهير أطرب الاذان المصرية والعربية طلب من الاميركان ان يشربوا من البحر الأبيض وان

لم يكفهم فليشربوا من البحر الاحمر، وكان رد الرئيس جونسون ان اعدت خطة ضرب المطارات المصرية عام 67 في البنتاغون وسمعت بـ«الأبيض والأحمر».

(4) وفيما يخص خطاب التنحي الشهير الذي أسال الدموع وأخرج المظاهرات من المحيط الى الخليج يخبرني الاستاذ وجدي الحكيم مدير اذاعة صوت العرب انذاك انه في اليوم الثاني للنكسة وقبل يومين من خطاب التنحي ناداه وزير الاعلام انذاك محمد فايق وطلب منه تحضير اغان وطنية تطالب بعودة الرئيس للحكم ما يعني ان التنحي والمظاهرات في مصر جرى إعدادهما سلفا.. وامجاد يا عرب امجاد!

احمد الصراف

عش دبابير الشوارع

لقي مقال كتبته قبل فترة عن أسماء الشوارع، ما لم يلقَ غيره من اهتمام، قدحا ومدحا، وكان بعنوان «بسطة الخضار والقطامي». ذكرت فيه الفوضى العارمة في تسميات الشوارع، حيث حظي بعض ممن لا يستحقون بشوارع لم يحلموا يوما بالمرور فيها، فكيف بوضع أسمائهم عليها، أو في من اعتقد أنه سيكرّم بعد مماته بإطلاق اسمه على طريق واسع أو شارع، كما تبين من الردود الشفهية والكتابية حدة التباين والاستقطاب في المجتمع، التي طالت كل الفئات وأثارت عصبياتهم الدفينة، وكان الاتفاق الوحيد بينهم هو عدم رضائهم جميعا عن التسميات بمجملها، قديمة وجديدة، أو حتى ما سيتمخض عنه فأر جبل البلدية. فمن مرحّ.ب بتسمية شارع باسم فلان، ومن رافض للتسمية نفسها، واقتراح غيرها. حتى الشاعر «بن لعبون» لم يسلم من النقد بسبب تسمية شارع صغير باسمه في النزهة، وسعدت لأنني لست مسؤولا عن تسمية الشوارع، لكان غضب الجميع قد نزل على رأسي، الخالي من الشعر!
سبب المشكلة، كما اتضح لي، وكما أخبرني صاحب قرار سابق، إن صح كلامه، أن الحكومة أصرّت، منذ سنوات خمس تقريبا، على ألا تضع أي معايير، مكتوبة أو حتى شفهية، تتعلق بالطريقة الواجب اتباعها في اختيار أسماء الشوارع والطرق. كما رفضت تصنيف الأسماء لفئات مثلا، أي مَن يحصل على ماذا، على الرغم من أن الجميع موتى! بل كل ما فعلته الحكومة هو الإيعاز للمسؤولين ولأعضاء المجلس البلدي بما يشبه النص التالي: «روحوا يا مجلس بلدي وقرروا واختاروا واختلفوا بين بعضكم مع بعض، كأعضاء، واختلفوا مع وزير البلدية، وبعدين هاتوا لنا مقترحاتكم، وبعدها نحن نقرر!».
الطريف في الردود على المقال أن الغالبية أرادت معرفة الاسم «الحقيقي» لصاحب «بسطة الخضرة»! وكنت سأجد رداً على تساؤلاتهم لو لم يقرنوها باتفاقهم معي على أن هناك المئات من الذين أُطلقت أسماؤهم على الشوارع ممن تنطبق عليهم مواصفات «صاحب البسطة»، والاختلاف فقط في الحروف الأولى للأسماء، فما الفرق بين «س. م. ك» و «ك. م. س»؟
أنا شخصياً، على اعتبار أنني مواطن كويتي، ولي صيتي وسمعتي وجاهي وثروتي، وكتاباتي التي استمرت لعشرين عاما، وستستمر لعشرين عاما أخرى، وبالوتيرة نفسها، وأيضا من دون مقابل مادي، أعلن هنا تنازلي عن «حقي الطبيعي» في إطلاق اسمي على أي شارع وطريق وسكة! وهكذا أرحت الحكومة من «حنة أهلي»، بعد مماتي.

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

الشوق إلى القذافي!

يبدو أن البعض ما زال رافضاً لمشاهدة الشعوب العربية الكادحة وهي تنتفض على حكامها المستبدين الذين ساموها سوء العذاب على مدى نصف قرن من الزمان. ويبدو أن هذا البعض قد حنّ إلى الماضي المستبد، واشتاق إلى مشاهدة صور الزعيم الأوحد تنتشر في كل زاوية شارع، وقد كتب عليها «لا أمل للأمة إلا بالقائد».. «لا مستقبل لليبيا إلا بالأخ العقيد»! لذلك، عزّ عليه أن يشاهد في القنوات الفضائية الشعوب وهي تنتخب برلماناً يمثل الأمة ورئيساً للبرلمان منتخباً انتخاباً حراً مباشراً، والأمور تسير في اتجاه المزيد من الاستقرار وبناء مؤسسات الدولة المدنية الحديثة. متابعة قراءة الشوق إلى القذافي!