احمد الصراف

نعم.. نحن «داعش»!

“>لم أتوقف يوما عن التحذير من قدوم «داعش»، أو ما يماثلها، فعلت ذلك لعشرين عاما، وطالبت بحظر الجمعيات المسماة بالخيرية، وبتعديل المناهج وإسكات المتطرفين من الدعاة، وبمراقبة مدارس التحفيظ وتجريم من يحارب في الخارج وغير ذلك، ولكن لم يستمع أو يلتفت أحد الى ما كتبت، فقد كانت الأمة بكاملها، إلا بضعة مستنيرين، ضد ما كتبت، او على الأقل على غير اتفاق مع «مبالغاتي»، فالدعاة لا يريدون غير الخير للمسلمين، وماذا عن غيرهم؟ وبالتالي استمرت الحكومة، ومعها الشعب المغلوب على أمره، وحتى لحظة كتابة هذا المقال، بالتغاضي عن حقيقة خطورة الحركات الدينية على النسيج الاجتماعي وعلى أمن الوطن ككل. ولم تكتف الحكومة بذلك، بل استمرت في غض النظر عن كل مخالفات الجمعيات في جمع الأموال. وبالتالي يحق لنا القول إن من خلق «داعش» ليست المخابرات الغربية، بل سذاجة الأمة وجهل معظم حكوماتها، فمجرمو «داعش»، بعيدا عن قضية المؤامرة، يتصرفون وفقا لفهمهم للدين، الذي كان ضمن ما درس لهم في مدارسنا على مدى عقود، والذي لم يكن يسمى إرهابا، والدليل أنه، حتى اقل القوى الدينية السياسية تطرفا، لم تستنكر أفعال «داعش» من منطلق عدم صحتها، بل من طريقتها وتوقيتها.
وكتب الزميل سعد بن طفلة، وهو ما سبق أن رددناه على مدى عقدين، قائلا: إن «داعش» تعلمت في مدارسنا وصلّت في مساجدنا، واستمعت لإعلامنا، وتسمّرت أمام فضائياتنا، وأنصتت لمنابرنا، ونهلت من كتبنا، وأصغت لمراجعنا، وأطاعوا أمراءهم بيننا، واتبعوا فتاوى من لدنا. هذه الحقيقة التي لا نستطيع إنكارها، وهي لم تأت من كوكب آخر، ولا هي بخريجة مدارس الغرب الكافر أو الشرق الغابر، وإن كان بعضهم يحمل جنسية كافرة، ولكن تعبئتهم الفكرية والدموية أتت من بعض مشايخنا وأغلب مناهجنا ومناهلنا الدينية السياسية. وجغرافية مناهجنا ترسم لهم خرائط الوهم عن أمة كانت لا تعترف بحدود جغرافية ولا واقعية سياسية، فلماذا نستغرب إزالتهم للحدود وعدم اعترافهم بها؟
لا يهمهم المستقبل ولا يستقرئون خرائطه وتوقعاته بشكل علمي، فلقد اختصر له بعض أصحاب الفتاوى أن تفجير نفسه بالكفار سوف تختزل له المستقبل وتطير به في أحضان الحور. فلماذا نتعجب من معاملتهم للمسيحيين وفرض الجزية عليهم؟ أوليس هذا قانون البعض؟ وهل هناك بين وسطيينا من ينكر ما قاموا بفعله ضد مسيحيي الموصل من حيث المبدأ؟ أم أنهم ينكرون ذلك من حيث التوقيت؟
ان «داعش» هي إعلان إفلاسنا كفكر وساسة ومثقفين ورجال دين وإعلام ومناهج ومدارس وتعليم، هي إعلان شهادة وفاة كل محاولات إقامة الدولة المدنية العصرية التي يختلط فيها الدين مع السياسة، هي الدليل القاطع على أننا سنراوح في مكاننا ولن نلحق بالأمم ما دمنا نعلم أطفالنا في المدارس الغيبيات والطبيعيات في آن واحد، لنخلق جيلا منفصم الشخصية معزولا عن الواقع ومبهورا بتقدم الأمم.
باختصار، نحن جميعا «داعش»، نحن الذين خلقناها وصنعناها وربيناها وعلمناها وجندناها وشحناها وعبأناها ثم وقفنا حيارى أمام أهوالها التي صنعناها بأيدينا!

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

د. أحمد الخطيب

غزة… المقاومة الشعبية تمرغ هيبة إسرائيل بالتراب

اعتقد الصهاينة أن تحويل غزة إلى سجن كبير، كما سماه رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون، كفيل بدفع الفلسطينيين إلى النزوح إلى مصر أو الأردن، بعد أن صعب نقلهم جماعياً إلى خارج القطاع دولياً، ولم يدركوا أن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يتخلى عن وطنه. متابعة قراءة غزة… المقاومة الشعبية تمرغ هيبة إسرائيل بالتراب

محمد الوشيحي

وهكذا… وهكذا

وليش كل هذه اللفة الطويلة؟ تتغرب وتترك أهلك لتلتحق بإحدى جامعات العالم، أو تدرس في هذه الجامعة التي بلغت سن اليأس، وتتمدد عيناك لطول السهر، ويزداد طول حنكك لفرط التعب، وتعتزل العالم، كالأجرب، فترة الاختبارات، ووو… ثم تحصل على شهادتك الجامعية.
وتبدأ حياتك العملية بعد طول صبر، وترى الأعجَبَيْن من رئيسك في العمل، ومديرك، والوكيل، والوزير، وتخرج من اجتماع لتدخل إلى اجتماع، وتضع يداً على قلبك، والأخرى على بطنك، في انتظار تقريرك السنوي، وتقييمهم لأدائك… متابعة قراءة وهكذا… وهكذا

سامي النصف

لو كنت من قادة «حماس»!

لو كنت من قادة «حماس» الأفاضل لما ارتضيت ان احول عملية «إبادة جماعية» كالحال القائمة في غزة حيث لا مقارنة بين جيش يعتبر أحد الأقوى في العالم باسلحته المتطورة واعداده الوافرة، وتنظيمات صغيرة افضل أسلحتها صواريخ محدودة الضرر، إلى ادعاء قيام «حرب» متكافئة الأطراف استعد لإعلان الانتصار فيها مما يخفي حقيقة ما يحدث وأنه إبادة للمدنيين وليس حربا بين عسكريين.

***

ولو كنت من قادة «حماس» لتعلمت من التجارب الكوارثية المتكررة التي نتجت من تدخل الفلسطينيين كاطراف في الشأن العربي كما حدث في الاردن 70 ولبنان 75 والكويت 90 ولرفضت التدخل في الشأن المصري الحالي ورفضت معها تغليب الايديولوجية الخاصة بي على المصلحة الوطنية الفلسطينية العامة ولقبلت بالمبادرة المصرية لحظة الإعلان عنها في اليوم الثالث للحرب ولم يكن عدد الضحايا يفوق 150 شهيدا بدلا من العرقلة عبر تقديم طلبات استحالة كالتعديلات التي قدمت والتي تمس سيادة الدول المعتادة على معابرها عبر نزعها منها وتقديمها لقوات دولية.

***

ولو كنت من قادة «حماس» ومنعا لتكرار الدمار وسفك الدم الفلسطيني لرفضت التعريف الفريد للانتصار الذي يمهد لتكرار تلك الإبادة تحت تسميتها بالحروب التي يعلن الانتصار فيها مع لحظة توقفها، ولعلمت ان «الانتصار الإعلامي» الحالي هو ذو نفس قصير وذاكرة اقصر حيث ما ان تحدث عملية ارهابية مستقبلية في اسرائيل «وهي قادمة لا محالة» حتى ينسى العالم تعاطفه الحالي وتحول الدعاية الاسرائيلية المعروفة بكفأتها الحدث الى تعاطف معاكس بينما تبقى الخسائر الفلسطينية في الأرواح والمباني قائمة ودائمة.

***

ولو كنت من قادة «حماس» لما سمحت بتحويل الغضب الفلسطيني من إسرائيل الى الدول العربية بقصد تثوير شعوبها وهي التي لم تسأل او تشاور في قرار الحرب حتى تلام عليه، وهو للعلم ثقافة ضارة متكررة منذ عام 48 حيث سادت بعدها مقولة «العرب ضيعوا فلسطين» والتي كانت الارضية التي قامت عليها الانقلابات العسكرية التي مهدت للهزائم وخسارة المزيد من الأراضي وكأن أهل فلسطين قادرون على تحرير بلدهم عام 48 لولا تدخل الجيوش العربية، ولا يتحدث أحد عن ان ميزان القوى المختل بشدة لصالح القوى الصهيونية، وان الانكسار بوجود الجيوش العربية يعني انكسارا اكبر في عدم وجودها، ومن ثم لا يجوز لوم العرب ان ارسلوا جيوشهم ولومهم لو لم يرسلوا.

***

آخر محطة: (1) جلست أكثر من مرة مع الرئيس محمود عباس ورئيس وزرائه سلام فياض ولم اسمع كلمة سوء واحدة بحق قادة حركة «حماس» وهو أمر ابلغتهم به، إلا أنني سمعت بالمقابل نقدا شديدا لقيادة السلطة بحجة ان من يديرهم هو الجنرال دايتون الأميركي وانه كحال الجنرال غلوب باشا في السابق، وهي تهمة تأكدت انها ليست حقيقية على الاطلاق ولم يقل بها أحد وتسمم الأجواء بين الطرفين وتضر بالتبعية بمصالح الشعب الفلسطيني!

(2) صرح قيادي وإعلامي إسلامي فلسطيني بأن بعض الدول الخليجية طلبت من إسرائيل هدم غزة بالكامل وتعهدت ببنائها!.. هل هذا كلام يصدق يا دكتور عزام؟ الآن اي تعمير متوقع للقطاع من قبل الدول الخليجية سيقابل بدلا من الامتنان للأشقاء بالقول ان ما يحدث يثبت مصداقية تلك المقولة القميئة!

@salnesf

احمد الصراف

«داعش» والفكر الأصولي

“>بعيداً عن كلمات الإدانة والتكفير والشتم، يجب أن نعترف بأن كل ما يشاع ويقال ويكتب ويصرح به من أن حركة أو دولة أو إمارة داعش لا تمثل الإسلام الأصولي، وبعيدة عنه، كلام مرسل وغير صحيح. فمن منطلق تاريخي تمثل داعش المنهج الأصولي إلى حد كبير. والأصولية، بكل أدبياتها، هي المنبع الذي تنهل منه داعش، وغيرها من الحركات الدينية الراديكالية، كالإخوان والنصرة والقاعدة، أفكارها، والطريف أن هذه الأفكار بالذات هي سبب تفرقها في المقام الأول، بسبب تعدد تأويلات نصوصها تبعا لتغير مزاج وخلفية الأطراف المتنفذة في هذه التنظيمات، وخلفياتهم الدينية والتعليمية، ومصالحهم الشخصية وارتباطاتهم الدولية.
فالعنف الذي يمارسه قادة «داعش»، والإرهاب الذي يسبقهم قبل فتح أي مدينة، والمتمثل في حرق كل شيء وقتل حتى الحيوانات، لإلقاء الرعب في النفوس، هو من صميم الفكر المتطرف. كما أن تخيير مسيحيي المناطق التي تسيطر عليها «داعش» وغيرها في سوريا والعراق بين دفع الجزية أو التحول للدين ليس بدعة ولا هو بالأمر الجديد، وليس جريمة، كما يصف الأمر بعض «الاعتذاريين»، فهو أيضا من نتاج المنهج الأصولي، وليس فيه أي تعارض مع تعاليمهم. ولا يجوز هنا التعلل بأن الزمن قد تغير، فإن قبلنا بذلك فعلينا بنسف كل شيء له علاقة بالمنهج القديم.
والدليل على صحة تصرفات «داعش»، من منطلقات دينية بحتة، أن أياً من التنظيمات بغطاء ديني لم تقم بإدانة أي من أعمالها وتصرفاتها بشكل واضح وصريح، والاختلاف، إن وجد بينها وبين «داعش»، فهو في «التكتيك والتوقيت»، وليس في صحة التصرف. أو قد يكون التنديد، إن صح وصدر، من منطلق الخوف أكثر من اعتراضها من سوء التصرف أو التطبيق.
وبالتالي لا معنى للقول ان «داعش» تعمل لهذه الدولة أو تلك المنظمة السرية أو جهاز الموساد، فالحقيقة أن ما تنادي به «داعش» هو ما سبق أن نادت به، وفرضت على مناهج بعض الدول الإسلامية، وعلى مدى عقود طويلة من الزمن. وإن ذهبت «داعش» اليوم فسيكون هناك آخرون ستداعب فكرة تطبيق الدولة الإسلامية مخيلتهم، وسيبذلون جهدا هائلا لأن ترى النور. فالقضاء على «داعش» لا يكون فقط باستخدام السلاح، فهي إلى فناء وزوال حتمي، ولكن يجب أن يصاحب ذلك تغيير في بعض المناهج وتعديل العقليات وتهذيب النفوس وتقبل الآخر وفكرة العيش معه بسلام، فلسنا افضل من غيرنا في شيء، إن لم يكن العكس أقرب للصحة!

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

احمد الصراف

الرسم البياني والوضع الكحياني

“>قامت جهة ما، وقد تكون صحيفة أميركية شهيرة، بوضع رسم بياني احتوى في الجانب العمودي منه على أسماء الجهات التالية: تنظيم القاعدة، مصر، حماس، حزب الله، إيران، العراق، داعش، إسرائيل، السلطة الفلسطينية، تركيا والولايات المتحدة. ووضعت الأطراف والدول نفسها على الاتجاه الأفقي من الرسم، وبيّنت نوعية العلاقة بين كل طرف والأطرف الأخرى، كل منها على حدة، من خلال وجوه ملونة. فالوجه الأصفر يعني أن العلاقة بين أميركا مثلاً وتركيا معقدة وليست على ما يرام. كما أن الوجه الأحمر يعني أن العلاقة بين سوريا وحماس سيئة جداً، والوجه الأخضر يعني أن العلاقة بين مصر والعراق مثلاً جيدة وفي حالة وئام.
وبمحاولة قراءة بعض التقاطعات من الرسم البياني نجد أن أميركا تعادي القاعدة، وتحب مصر، وتكره حزب الله، وتعادي إيران، وتحب العراق وإسرائيل. أما علاقتها بالسلطة الفلسطينية، فمشوبة بالحذر، وسيئة مع سوريا، وحذرة مع تركيا. ولو نظرنا إلى تركيا، لوجدنا أنها تعادي القاعدة ومصر وإيران والعراق وداعش وسوريا، ولكن في وضع ملتبس مع أميركا وإسرائيل وحزب الله، وفي الوقت نفسه تصادق حماس والسلطة الفلسطينية فقط. أما حماس، فإنها لا تعادي القاعدة ولا حزب الله ولا إيران ولا العراق ولا السلطة، ولكنها تصادق تركيا فقط وتعادي مصر وداعش وإسرائيل وسوريا والولايات المتحدة.
وبالتالي، من الواضح أنه ليست هناك صداقات دائمة وواضحة ولا عداوات مستمرة للأبد وواضحة، فالظروف الدولية والمصالح هي التي تقرر في نهاية المطاف من هو الصديق ومن هو العدو. فقد كانت فرنسا وألمانيا، على مدى قرون، عدوين لدودين، وجاء الوقت الذي أصبحت فيه عملتهما واحدة ولا حدود بينهما، وتحكمهما محكمة عليا واحدة وتتقارب قوانينهما يوماً عن يوم.
كل هذا يبين أن العلاقة بين دول الشرق الأوسط والقوى الكبرى مربكة لكل من يحاول تحليل الوضع ومعرفة ما يجري.
وبالتالي، فإن بعض أصدقاء أميركا يدعون أعداءها، وبعض أعدائها يحاربون أعداءها الآخرين، وهي تريد الشر لهؤلاء لأنهم أعداؤها، ولكنها لا تريد الشر لأعداء آخرين لأنهم يعادون من تعادي، وتعال حل وحلل كل هذه الفوازير!

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

محمد الوشيحي

سينيور آل أخمي يشكر دبي وماراذونا

عودة إلى الكتابة بعد الإجازة، وهي إجازة مغضوب عليها وملعونة، ومقالة طويلة مجنونة.
وغادرت الكويت، وكي أرتاح، أعلنت القطيعة للأخبار وللقوافل التي تنقلها، لكن عقب نحو أربعة أيام، حُبس مسلم البراك، فهاجت الدنيا وماجت، فخرج بكفالة، فحُبس بعض المحتجين، ثم جاءت الطامة، فسُحبت “جناسي” النائب السابق عبدالله البرغش وبعض أقربائه، ورئيس مجلس إدارة قناة اليوم (التي أقدّم فيها برنامجي التلفزيوني) أحمد جبر الشمري وأبنائه، وسُحب ترخيص القناة، وبدأ التحريض على جنسيتي و”جناسي” بعض المعارضين، ووو… فصرت أنتظر القوافل عند آبار المياه، بحثاً عن آخر الأخبار. متابعة قراءة سينيور آل أخمي يشكر دبي وماراذونا

عادل عبدالله المطيري

الحوار.. الورقة الأخيرة!

أكثر من عامين منذ أن صدر مرسوم الصوت الواحد الذي عارضته ومازالت تعارضه أغلبية 2012 والتي تمثل وبلا شك قطاعا من المواطنين والعديد من التوجهات السياسية.

لم تكن خلافات المعارضة مع الحكومة بالشيء الجديد، فالمعارضة دائما ما تتصدى لقضايا فساد، ولطالما طرحت أفكارا إصلاحية وحاولت فرضها على الحكومات المتعاقبة، ولكن آلية عمل المعارضة في السابق كانت تتم داخل الإطار الدستوري والبرلماني ووفقا لقواعد اللعبة السياسية.

أما الآن وقد قاطعت المعارضة الانتخابات ولم تعد ممثلة ولا ترغب بذلك أصلا – فإن المعارضة تجد نفسها مجبرة على العمل خارج الآليات المعتادة مستخدمة الشارع السياسي واللغة الحادة.

ربما ميزان القوى الآن يميل لصالح الحكومة والتي نجحت بفرض واقع سياسي ودستوري على المعارضة والتي بدورها حاولت بكل السبل تغييره ولم تنجح إلى الآن.

من المؤكد ان فشل المعارضة في إعادة الأصوات الانتخابية الأربعة سريعا اجبرها على التصعيد السياسي وعلى المزيد من المطالب الشعبية كالحكومة المنتخبة والأحزاب وغيرها بضغط من الشارع.

ربما تدرك الحكومة اكثر من غيرها أن أصل المشكلة هو قانون الصوت الواحد، اما بقية المطالب الاصلاحية فيمكن للمعارضة تأجيلها الى حين.

وهناك اشارات ايجابية عبر عنها النائب السابق محمد هايف بعد زيارته الرمضانية للديوان الاميري العامر، حين صرح بانه متفائل ببداية حوار سياسي قريب، اضافة الى تصريحات القيادي السلفي احمد باقر التي يدعو فيها الى ضرورة تعديل قانون الانتخاب ليكون عشر دوائر وبصوتين انتخابيين.

ختاما، يجمع كل السياسيين وعلى مر العصور على ان افضل وقت للدخول في المفاوضات والمساومات هو عندما تكون قويا – وبما ان حكومتنا الآن في أوج قوتها، فان دخولها بحوار سياسي مع اطراف من المعارضة وبعض الشخصيات السياسية والوطنية المستقلة، سيؤدي الى تحقيق صفقة مربحة للوطن!

وخصوصا بعد أن استخدمت كل الأوراق من المعارضة والحكومة على السواء – ولم يبق على الطاولة إلا ورقة واحدة وهي «الحوار».

سامي النصف

التعريف الغريب للنصر العربي!

كانت هزيمة حرب السويس عام 1956 هي بداية التعاريف الكوارثية للنصر العربي الذي يجعلنا لا نتعلم من هزائمنا، ومن ثم حتما تكرارها فقد كتب الأستاذ هيكل آنذاك ان الانتصار في الحرب قام على معطى انها قامت على جائزة هي الاستحواذ على قناة السويس وبما انها بقيت في يد عبدالناصر فهو المنتصر، ما لم يقله هيكل ان حرب 56 كانت هزيمة ماحقة بامتياز، فقد نتج عنها فتح مضائق تيران لإسرائيل كي توسع علاقاتها وتجارتها مع دول آسيا وأفريقيا، كما قامت مصر عام 57 بتعويض حملة اسهم شركة قناة السويس بمبالغ خيالية وكان بإمكان مصر ان تشتريها من بورصتي لندن وباريس بأبخس الثمن بسبب محدودية أرباح الشركة، كما أسقطت تلك الحرب أحد أكبر أصدقاء العرب والمتحدث بلغتهم والذي أعطاهم عام 1942 وعدا بتحقيق وحدتهم مطابقا لوعد بلفور وهو وزير الخارجية البريطاني أنتوني ايدن، اما بقاء القناة بيد مصر فلم يدع احد في تلك الحرب انه ينوي نقلها منها الى مكان آخر وهل يرضى احد تأميم متاجر هارودز بعد تملك المصري الفايد لها بحجة انها بنيت على ارض انجليزية بأيد انجليزية؟! يا لها من حجة ساقطة!

***

وتلت تلك الحرب سلسلة من الانتصارات الكاذبة والوهمية التي يقوم صلبها على ان نضع نحن لأهم هدف ندعيه للحرب وبما انه لم يتحقق حسب معطانا لذا نعتبر أنفسنا المنتصرين وهم المهزومين، فحرب 67 التي دمرت بها الطائرات المصرية على الأرض في نسخة طبق الأصل مما حدث عام 56، قررنا ان سببها هو إسقاط نظامي الحكم في القاهرة ودمشق وبما ان النظامين صمدا وبقيا بعد الحرب فذلك انتصار باهر للعرب، وتكرر الأمر في انتصارات حرب الاستنزاف 67 ـ 70 التي اضطر بسببها ناصر لسحب تعهده بلاءات قمة الخرطوم الثلاثة وقبل بمبادرة روجرز للسلام، ومثل انتصار عرفات الباهر على اسرائيل في حرب بيروت عام 82 وخروجه منها مكللا بالغار الى تونس.

***

وأعلن صدام انتصاره الباهر في حرب تحرير الكويت عام 91 وأسماها ام المعارك الخالدة وطبل لها من طبل، لذا تكررت الحافر بالحافر عام 2003 على تخوم بغداد، وكرت السبحة في الحروب اللاحقة مع اسرائيل فجميعها انتصارات باهرة على اسرائيل رغم ان الطرف العربي هو من ينجلي غبار معاركها وهو المجندل او المقتول او المأسور ومدمر المباني والأنفس.

***
وسيعلن الانتصار الباهر قريبا اذا لم يكن قد أعلن مع اللحظة الأولى لتوقف الحرب الحالية لغزة كي تمهد الأرض لانتصار مستقبلي قادم خلال اعوام قليلة، واي انتصار هذا وقد دمرت مبانينا لا مبانيهم وسفكت دماؤنا لا دماؤهم (ألف مقابل ثلاثين) وتيتم أبناؤنا لا أبناؤهم، وحوصرت أرضنا لا أرضهم، وعاش أهلنا في المخيمات بعد تدمير منازلهم بينما ينعم أهاليهم بالبيوت الدافئة العامرة، ويبقى أطفالنا في الشوارع بينما يتلقى أطفالهم العلم في مدارسهم بأجل صوره ضمن صراع حضاري طويل المدى كما ندعي، اذا كان هذا حال انتصاراتنا فما هو حال هزائمنا إذن؟!

***

آخر محطة: (1) خسائر إسرائيل بالسمعة وانقلاب بعض الإعلام الغربي عليهم هو كسب مؤقت قصير المدى سينساه العالم بسرعة عندما تقوم جماعتنا ـ كالعادة ـ بأعمال إرهابية مروعة تجعل من قام بلوم إسرائيل يعود سريعا لتأييدها.
(2) أما خسائرنا كعرب في غزة فهي خسائر دائمة فالألف شهيد لن يعودوا الى الحياة وكل حالة إنسانية منهم ستبقى إشكالا دائما، فمن سيأتي بالرزق للأبناء؟ ومن سيبقيهم بالمدارس بدلا من البحث عن الرزق في الشوارع؟ ومن سيعيد بناء آلاف المنازل والمدارس التي هدمت مع انعدام وجود الأسمنت والحديد وغيرها من متطلبات البناء؟
(3) في أعقاب الحرب الإسرائيلية على غزة 2008 أصدر لواء حرب حسام سويلم كتابا موسوعيا مختصا من 500 صفحة عن تلك الحرب وعن كيف بدأت وكيف انتهت، ومن يطلع عليه يجد ان ما يحدث اليوم هو صورة طبق الأصل مع ما حدث بالأمس وما سيحدث في الغد!

احمد الصراف

الإخوان و«عوار الراس»

“>جرت في الأسابيع القليلة الماضية أحداث مرعبة ورهيبة في الموصل والمدن العراقية والسورية الأخرى، وارتكبت جرائم لم تعرف البشرية في العصر الحديث لها مثيلا، وبخاصة أنها ارتكبت ممن كانوا بالأمس فقط أخوة ومواطنين متحابين. وعلى الرغم من كل هذا القتل والتنكيل فان الاتحاد العالمي لما يسمى بـ«علماء المسلمين»، ومقره قطر، وكذلك إتحاد «علماء الدين» في الخليج الذي يرأسه عجيل النشمي، لم يقوما بإصدار ولو بيان إدانة «خجول» لكل هذا التوحش والإجرام! ولو علمنا أن اصول الاتحادين تعود للتنظيم العالمي لـ«الإخوان المسلمين»، لربما زال العجب.
فهؤلاء الإخوان هم الذين سبق وان ارتكبت فصائلهم قطع الرؤوس وجز الأعناق في الجزائر، لأكثر من مئة ألف مواطن كما تردد في الاعلام، قام بها جزائريون عرب «مسلمون سنة» في حق جزائريين عرب «مسلمين سنة»، فقط بسبب اختلافهم ربما على كلمة أو جملة. وهؤلاء الإخوان هم الذين كانوا وراء نشوء تنظيمات مثل بوكو حرام في نيجيريا والشباب في الصومال، وقبلها القاعدة، وبعدها النصرة وداعش، وغيرها من تنظيمات إرهابية في مختلف الدول العربية والإسلامية.
مقال في الزميلة الجريدة ذكر ان علماء «اتحاد علماء المسلمين»، الإخواني، كانت لهم مصائب عدة، فهم الذين أعلنوا النفير العام إلى سوريا، وشكلوا تكتلاتٍ ضد بلدانهم، ووقعوا بياناتٍ تحريضية لا تحقق أياً من مقاصد الشريعة ولا من مبتغيات النهوض والتقدم والتصحيح. وتسبب ذلك في خروج البعض منهم بعد أن عرفوا أنه اتحاد أيديولوجي يقوم بأعمالٍ سياسية تخريبية تحريضية، ويأمر رئيسه بالقتل كما فعل حين استباح دم القذافي على الهواء مباشرةً، هذا هو المعلن، ولا تسل عن الأوامر الخفية والمخططات السرية.
لقد مرّت المنطقة بأحداثٍ كبيرة كان لرموز الصحوة والإخوان المسلمين الدور السلبي بشأن استقرار المنطقة والخليج، فقد وقفوا ضد الاستعانة بالحلفاء، وأشعلوا فتيل المعارضة والنزاع، وقادوا التظاهرات ضد بلدانهم، ومع كل أزمةٍ يكون لهم الدور الكارثي نفسه على بلدانهم، فهم لا يسالمون ولا يريدون للسلم أن يحل.
والآن ما الذي تنتظره الحكومات الخليجية، او ما تبقى منها، كالكويت لكي تتحرك ضد تنظيم الإخوان المخرب؟ لقد زاد شر هؤلاء وزاد فسادهم وحلت ساعة حل تنظيماتهم، ومصادرة أموالهم ومنعهم من ممارسة اي أنشطة سياسية، فأعمالهم جميعها تخريبية، وهم سبب كل «عوار راسنا».

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com